تقارير..بريطانيا ترفض الانسياق وراء الولايات المتحدة متعظة من دروس العراق

زيارة نجاد الى بغداد تواجه بتظاهرات ورفض.. وبترحيب أيضًا...مجاهدو خلق: خطوة سريعة نحو الهدف

تاريخ الإضافة الأحد 28 تشرين الأول 2012 - 5:09 ص    عدد الزيارات 1935    القسم دولية

        


 

زيارة نجاد الى بغداد تواجه بتظاهرات ورفض.. وبترحيب أيضًا
موقع إيلاف..أسامة مهدي    
في وقت تشتد العقوبات على طهران وتتعقد الأزمة السورية، تختلف ردود فعل العراقيين تجاه الزيارة التي يعتزم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد القيام بها إلى بلادهم مطلع الشهر المقبل.
تباينت المواقف العراقية من زيارة سيقوم بها الى بغداد مطلع الشهر المقبل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد تراوحت بين التظاهر ضدها واستنكارها وايضًا الترحيب بها، بينما اعتبرتها المعارضة الايرانية محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية على بلاده والاستفادة من الاراضي والاجواء والمياه ومن الخدمات المصرفية في العراق، ولتمرير مزيد من الاسلحة الى النظام السوري.
وسيصل نجاد الى بغداد في ثاني زيارة له بعد زيارته الاولى مطلع اذار (مارس) عام 2008 لحضور مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب.
تشارك فيه العراق وايران وباكستان وافغانستان لبحث سبل تعاون هذه الدول على صعيد مكافحة الارهاب. وكانت طهران قد استضافت الدورة الاولى للمؤتمر في تموز (يوليو) عام 2011 وذلك بحضور ممثلي اكثر من 60 بلدًا ومؤسسة دولية. ومن المنتظر أن يجري نجاد مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي تتناول العلاقات الثنائية والاوضاع في المنطقة.
وفيما اعلنت منظمة أهل الخير الانسانية وحركة تحرير الجنوب العراقيتين عن تنظيم تظاهرة ضد زيارة نجاد فقد وصفت القائمة العراقية الزيارة بأنها محاولة لبسط النفوذ الايراني على العراق لكن التيار الصدري دعا الى الاهتمام بها على مختلف الصعد معبرًا عن امله في أن تسهم في تمتين علاقات البلدين السياسية والعسكرية والاقتصادية في وقت اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الزيارة بأنها محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية على ايران والاستفادة من الاراضي والاجواء والمياه ومن الخدمات المصرفية في العراق، كما قال في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته "ايلاف"اليوم.
فقد اعلنت منظمة اهل الخير الانسانية وحركة تحرير الجنوب العراقيتين في بيان مشترك انهما ستنظمان في مختلف مناطق العراق تظاهرات معادية لزيارة نجاد الى العراق، وذلك في صباح يوم الجمعة الثاني من الشهر المقبل عشية وصوله الى العاصمة العراقية.
ومن جهته رأى النائب عن القائمة العراقية المعادية للتدخل الايراني في العراق طلال الزوبعي أن تواجد نجاد في بغداد يهدف الى "بسط نفوذ إيران" في العراق. واضاف أن "حضور الرئيس الإيراني احمد نجاد في مؤتمر مكافحة الإرهاب يعكس عمق العلاقة العراقية الايرانية ومستوى التنسيق المشترك لأن العراق حليف للولايات المتحدة الاميركية من جهة وحليف استراتيجي لايران من جهة أخرى وبالتالي فإن الايرانيين يحاولون المحافظة على نفوذهم في العراق". واعتبر الزوبعي في تصريح نقله موقع "المسلة" العراقي الالكتروني أن "من يمتلك الساحة في العراق ممكن أن تكون المواجهة لصالحه لأن المشروع السياسي الآن أخذ بعدًا دوليًا ويمكن أن يكون المحور الروسي الايراني العراقي السوري هو المحور المناوئ للأميركي السعودي القطري".
اما كتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري والمقربة من ايران فقد دعت جميع السياسيين العراقيين الى الاهتمام بزيارة نجاد معربة عن أملها في أن تتيح مباحثات مثمرة بين الجارتين حول اهم القضايا العربية والإقليمية والدولية.
وقال النائب عن الكتلة رياض الزيدي إن "إيران تشكل عمقًا اقتصاديًا كبيراً للوطن العربي والعالم الاسلامي وهي دولة منتجة ومصدرة للنفط وذات اقتصاد متين واحتياطي نفطي كبير"، مضيفًا أن "على جميع السياسيين الاهتمام بهذه الزيارة والتعامل مع ايران وتطوير العلاقات معها على عدة اتجاهات وعلى المستويات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية".
اما عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قاسم الاعرجي فقد اعتبر عقد المؤتمر الأمني لمكافحة "الإرهاب" في بغداد أمراً ضرورياً مشدداً على أهمية تبادل الرؤى وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بالمنطقة.
اما برلمان المجالس العراقية لشيوخ وأعيان ورموز العراق، فقد رفض بشدة زيارة المسؤولين الايرانيين وخاصة احمدي نجاد الى العراق. وتساءل قائلاً في بيان : لماذا تتيح الحكومة العراقية هذه الفرصة للنظام الإيراني وأحمدي نجاد؟ هل أرسل لنا نجاد شيئًا عدا القنبلة والإرهاب وهل ترك شيئًا للعراق إلا الأرامل واليتامى؟. . وما هي حصيلة البحث حول العلاقات الاقتصادية والقضايا الاقليمية وملفات المياه والتعاون الامني بين البلدين؟ ومن هو المسبب الرئيسي للاندحار الاقتصادي والازمة الامنية وقطع المياه في عراقنا الجريح؟
وطالب الشيوخ والاعيان الشخصيات الوطنية العراقية الشريفة وشيوخ العشائر والبرلمانيين وجميع الفئات من المجتمع العراقي بالاحتجاج "على هذه المهزلة بأي شكل من الاشكال".
وعلى الصعيد نفسه، فقد اكدت المعارضة الايرانية أن زيارة الرئيس الايراني الى العراق تهدف الى التنسيق بين البلدين لدعم "الدكتاتور السوري" بشار الاسد والاستفادة من العراق للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران اضافة الى ممارسة الضغط على عناصر منظمة مجاهدي خلق في مخيمي اشرف والحرية (ليبرتي) في العراق. 
وقال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في بيان ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" إن الوثائق الواردة إلى المقاومة الايرانية من المجلس الأعلى للأمن في نظام طهران تفيد بأن احمدي نجاد سيقوم بزيارة مبرمجة إلى العراق تحت غطاء حضور مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب يتبعه عدد من الاهداف.
واضاف قائلا "يشكل فرض المؤامرات الجديدة وتشديد الضغط والقمع ضد سكان اشرف وليبرتي من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية احد اولويات احمدي نجاد في مباحثاته مع السلطات العراقية". واوضح في هذا الاطار أنه سبق أن زار احمد وحيدي وزير الدفاع للنظام الايراني العراق قبل ايام مستبقًا وصول نجاد لبغداد كما انه من المقرر أن يزور محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس "الثوري" العراق قريبًا.
واشار المجلس الى أن الهدف الآخر لنجاد في العراق هو الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظامه والى المزيد من الاستفادة من الاراضي والحدود الجوية والبرية والبحرية العراقية، وكذلك الخدمات المصرفية في العراق. واضاف أن العراق كان دومًا خلال السنوات الماضية اول بلد يوفر للنظام الايراني امكانية الالتفاف على العقوبات ولهذا السبب سجل التبادل التجاري بين الجانبين ارتفاعًا ملفتاً.
واكد مجلس المقاومة الايرانية أن "رئيس النظام الرجعي في ايران" سيسعى ايضاً خلال هذه الزيارة الى توظيف الحد الاقصى من امكانات العراق ومنها الجسر الجوي فضلاً عن امكانياته البرية من أجل ارسال الأسلحة والعتاد وقوات الحرس إلى سوريا وارغام الحكومة العراقية على تشديد دعمها "للدكتاتور السوري". واشار الى أن من الاهداف الأساسية الأخرى للزيارة هو "مواصلة الدعم للمالكي رئيسًا للوزراء الذي يواجه حاليا رفضاً واسعاً من قبل مختلف المكونات السياسية العراقية" على حد قوله.
واوضح ان وفدًا ايرانيًا كبيرًا قد توجه الى بغداد قبل ايام لتمهيد الأجواء لهذه الزيارة ومن المقرر أن تتم مشاركة عدد من مسؤولي المخابرات وقوات القدس وعملاء عراقيين لنظام طهران في مؤتمر مكافحة الارهاب تحت شعار "ضحايا على يد المجاهدين"، في اشارة الى عناصر منظمة مجاهدي خلق "وذلك للقيام بحملة التشهير المسمومة ضد سكان أشرف وليبرتي من أجل قمعهم والتنكيل بهم"، كما قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
 
 
مجاهدو خلق: خطوة سريعة نحو الهدف
موقع إيلاف..حسن طوالبه    
بعد 15 سنة ( 1997_2012) من الافتراء وتجاوز الحقيقة صححت وزارة الخارجية الامريكية مسارها الخاطئ من منظمة مجاهدي الايرانية المعارضة لنظام الملالي الظلامي. رغم علم الادارة الامريكية ان المنظمة ليست ارهابية فلم تعتدي على أي بلد في العالم، بل كانت تناضل ضد نظام ظلامي متسلط، سبق ان شاركتهم في الثورة ضد نظام الشاه 1979، ولان نظام الملالي لا يعترف بالأخر ويستأثر بالسلطة لنفسه فقد اقصى منظمة المجاهدين من السلطة لمجرد انها عارضت نهجها في تحكم " ولاية الفقيه " "،وقد اطلق خميني على المنظمة اسم ( المنافقين ) كما سبق للشاه ان اطلق عليهم اسم " الماركسيون الاسلاميون "، كما اقصى نظام الملالي كل الآيات ممن شاركوهم في المعارضة لنظام الشاه بالقتل تارة وبالإقامة الجبرية في بيوتهم حتى الممات.
لم يأت قرار وزارة الخارجية الامريكية كرما منها او انها ادركت الحقيقة، بل بفعل الضغط الشعبي ممثلا بأعضاء الكونغرس الامريكي واعضاء البرلمان الاوروبي والبرلمانات في دول العالم، ومن منظمات حقوق الانسان والكتاب والصحفيين ورجال الفكر والأكاديميين، كما ان القرار لم يات الا بعد جهد قضائي طويل بذلته منظمة المجاهدين في المحاكم الامريكية والبريطانية والاوروبية، وقد اثمرت تلك الجهود بصدور18 قرارا من تلك المحاكم لصالح المجاهدين.
بعد القرار الامريكي بشطب منظمة المجاهدين من لائحة الارهاب، صار من حقها العمل بكل الوسائل المتاحة سلميا لفضح نظام الملالي، وتأليب الرأي العام العالمي ضده، لأنه نظام ارهابي بامتياز وبالأدلة الملموسة.
1. لقد فضح نظام الملالي نفسه بنفسه تبجحا وتفاخرا بدوره التجسسي والارهابي في الدول المجاورة.فهذا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد اعلن وهو في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، " ان النظام الايراني يرعى شبكات تجسس في بلاده " وهي الشبكة السادسة تتبع ايران. اضافة الى دور نظام الملالي في دعم الحوثيين للتمرد على النظام الحاكم في اليمن، ودوره في دعم الحراك الجنوبي للانفصال عن اليمن الشمالي.
2. اعلان حزب الله اللبناني عن اطلاق طائرة بدون طيار الى الاجواء الاسرائيلية، وهي طائرة صناعة ايرانية وتجميع من حزب الله، ونظرا لان هذا الحزب ينفذ اجندة ايرانية، فانه يعمل على خلط الاوراق في المنطقة، واشعال حرب غير متكافئة لا شغال الحكومات المعنية عن ما يجري في سوريه، أي محاولة لإنقاذ نظام بشار الاسد الذي اوغل في دماء ابناء الشعب العربي السوري.
3. نظام الملالي وحزبه في لبنان لم يخفيا دعمهما لنظام بشار الاسد الذي دمر سوريا بالطائرات والمدفعية والصواريخ، بدعوى محاربة العصابات الارهابية، وهذه العصابات جلهم من الجنود والضباط الذين تربو في صفوف الجيش السوري. اما ان كانت العصابات المزعومة قد دخلت البلاد فلان نظام الاسد فتح باب البلاد امامهم بانتهاج العنف المسلح ضد ابناء الشعب.
4. لقد اعترف اركان نظام الملالي في طهران وتابعهم حزب الله بدورهم في دعم نظام الاسد بدعوى انه نظام ممانعة " ضد الشعب فقط "، وقد برز دور قوات القدس التي يتزعمها قاسم سليماني المعروف بدوره الارهابي في العالم، وها هو ينبري ليترشح الى انتخابات الرئاسة المقبلة في ايران العام المقبل، وبذلك لتصبح الرئاسة الايرانية رئاسة ارهابية بامتياز.
5. لقد وضح دور نظام الملالي في مساعدة نظام الاسد لملاحقة المعارضين السوريين بمعدات الكترونية عن طريق الانترنت، أي بالدخول على منصات النت وغرف الدردشة للتعرف على المعارضين تمهيدا لملاحقتهم وقتلهم بالأسلوب المعهود لدى رجال المخابرات السورية.
6. اما في العراق فدور نظام الملالي بات يزكم الانوف، وهو دور تقسيمي على اساس طائفي مقيت، وحكومة المالكي تنفذ ما يطلبه الملالي من خلال السفير دانائي فر ومن خلال قاسم سليماني سيئ السمعة في مجال الارهاب.
7. اما الوضع الايراني الداخلي فهو مأزوم منذ سنوات عدة، والصراع قائم وحاد بين المرشد الخامنئي وبين الرئيس احمدي نجاد، وكل طرف يدعي لنفسه العصمة، والاتصال بالإمام الغائب، ويأخذ التعليمات منه مباشرة.
8. وقد تفاقم الوضع الداخلي سؤا بعد انهيار قيمة العملة الايرانية خلال الاسبوع الماضي، حيث فقد التومان اكثر من نصف قيمته، وتهافت الايرانيون على تبديل العملة المحلية بالدولار الامريكي، واستخدم التجار الدولار في معاملاتهم التجارية في الداخل والخارج. والتظاهرات التي خرجت في طهران وبعض المدن الايرانية الكبيرة ليست كلها بسبب انهيار قيمة صرف التومان بل احتجاجا على سياسة نظام الملالي الارهابية ضد الشعب وضد المعارضة بشكل خاص، اذ اعدمت سلطات الملالي 12 معارضا الاسبوع الماضي، وفي الطريق عشرات اخرون ينتظرون دورهم للوقوف على اعواد المشانق.
ان هذه الاوضاع الداخلية والخارجية مضافا اليها تبعات العقوبات الاقتصادية من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بسبب تعنت نظام الملالي في موضوع الملف النووي الايراني،هذه الاوضاع تمهد الطريق امام المعارضة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق لكي تواصل النضال السياسي والاعلامي ضد نظام بات منبوذا من الرأي العام العالمي ومن دول الجوار العربي والاسلامي، ولابد من انتهاج اليات نضالية على الصعيد الخارجي مستثمرين قرار رفع المنظمة من لائحة الارهاب للوثوب الى المفاصل المهمة في الداخل الايراني، أي الى القوى والاقليات القومية التي تعاني الاضطهاد من نظام الملالي كما هو حال سكان الاحواز والبلوش والاكراد، والتعاون مع كل الشباب الذين ينشدون مستقبلا حرا يستوعب مستلزمات العصر الحديث.
 * كاتب اردني
 
بريطانيا ترفض الانسياق وراء الولايات المتحدة متعظة من دروس العراق
موقع إيلاف...عبدالاله مجيد  
رفضت بريطانيا طلب الولايات المتحدة استخدام قواعد بريطانية لدعم الحشود العسكرية في منطقة الخليج متعللة باستشارة قانونية سرّية تقول إن أي ضربة استباقية ضد إيران يمكن أن تشكل انتهاكًا للقانون الدولي.
إعداد عبد الاله مجيد: علمت صحيفة الغارديان أن دبلوماسيين أميركيين ضغطوا من أجل استخدام قواعد بريطانية في قبرص والسماح بالتحليق من قواعد أميركية في جزيرة أسينشن في المحيط الأطلسي وقاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وكلا الجزيرتين من الممتلكات البريطانية في ما وراء البحار.
تأتي الطلبات الاميركية في اطار خطط طوارئ تحسبًا لوقوع مواجهة مع ايران حول برنامجها النووي، ولكنّ وزراء بريطانيين تعاطوا حتى الآن بفتور مع هذه الطلبات، ولفتوا انتباه المسؤولين الاميركيين الى الرأي القانوني الذي قدمه المدعي العام البريطاني الى مكتب رئيس الوزراء ووزارتي الخارجية والدفاع.
يعني الموقف البريطاني ان لندن لا تعتبر ان ايران تشكل في الوقت الحاضر "تهديدًا واضحًا وداهمًا". ويقول مكتب المدعي العام في استشارته القانونية للحكومة البريطانية ان تقديم مساعدة الى قوات يمكن ان تشارك في ضربة استباقية سيكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وقال مصدر رفيع في الحكومة البريطانية "ان بريطانيا ستنتهك القانون الدولي إذا قدمت تسهيلات، لما يشكل ضربة استباقية ضد ايران". واضاف ان بريطانيا تستخدم هذه الحجة القانونية لرفض طلبات الاميركيين.
وقالت مصادر اخرى ان الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن طلبًا رسميًا إلى الحكومة البريطانية، وانها لا تعتقد ان التصعيد نحو المواجهة وشيك أو محتمل. واضافت المصادر ان النقاشات تركزت على جسّ نبض البريطانيين.
ونقلت صحيفة الغارديان عن احد المصادر قوله "لكنني اعتقد ان الولايات المتحدة فوجئت بامتناع البريطانيين عن تقديم تأكيدات بشأن هذا النوع من المساعدة المسبقة. فهم كانوا يتوقعون مقاومة من الديمقراطيين الأحرار، ولكن المحافظين ايضا معهم في هذا الموقف. وكانت تلك مفاجأة لهم".
يعكس الموقف البريطاني عدم رغبة لندن في الانجرار الى أي نزاع، رغم ان للبحرية الملكية البريطانية وجودا كبيرا في مياه الخليج، تحسبا لفشل الجهود الدبلوماسية بشأن الملف النووي الايراني.
وتبحر في مياه الخليج 10 قطع بريطانية، بينها غواصة نووية، ويجري تدوير كاسحات الألغام البريطانية باستمرار للمساعدة على تأمين الممرات البحرية الاستراتيجية عبر مضيق هرمز.
وعلمت صحيفة الغارديان ان وفدا عسكريًا بريطانيًا، يضم عددا كبيرا من ممثلي البحرية الملكية، توجّه الى مقر القيادة المركزية للقوات الاميركية في تامبا في ولاية فلوريدا هذا الصيف لمراجعة طائفة كاملة من خطط الطوارئ مع المخططين العسكريين الاميركيين.
لكن بريطانيا تفترض أنها لن تشارك إلا بعد اندلاع النزاع، وانها أحجمت عن إعلان دعمها الصريح لواشنطن في التحشيد العسكري استعدادًا لأي عمل عسكري.
وقال المصدر البريطاني "انه من الجائز تمامًا أن بريطانيا لن تُبلَّغ مسبقًا إذا قرر الإسرائيليون مهاجمة إيران أو شعر الاميركيون ان عليهم ان يقوموا بالهجوم نيابة عن الاسرائيليين أو لإسنادهم". واضاف "ان الحكومة البريطانية تفضل ذلك من بعض النواحي".
يبدو أن موقف بريطانيا التي فاجأت واشنطن برفضها أن تكون جسرًا لعمل عسكري اميركي في الخليج نابع من دروس حرب العراق التي ما زالت محفورة بعمق في ذاكرة صانعي القرار البريطانيين. وأوضحت بريطانيا هذه المرة انها لن تنساق وراء الولايات المتحدة، وستتخذ قراراتها المستقلة بشأن ما هو قانوني وما هو ليس قانونيًا.
لكن مراقبين لاحظوا ان هذا الموقف لا يعكس اختلافًا في الآراء حول جدوى الحرب كوسيلة لوقف برنامج ايران النووي، فان قادة عسكريين اميركيين، مثلهم مثل نظرائهم البريطانيين، يرون ان مثل هذه المغامرة سيكون لها على الأرجح مردود عكسي في الظروف الحالية بدفع القيادة الايرانية الى الاقتناع بأن لا خيار أمامها إلا انتاج سلاح نووي بأسرع وقت ممكن.
وأكد دبلوماسيون بريطانيون وأميركيون ان البلدين يعتبرون التوصل الى حل بالطرق الدبلوماسية اولوية، ولكن هذا مرهون بقدرة البيت الأبيض على ضبط اسرائيل، التي ترى ان منشأة فوردو الايرانية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض ستحصّن برنامجها النووي في وقت قريب ضد أي محاولات خارجية لوقفه.
وأوضح مسؤول آخر ان قدرات اسرائيل ليست بمستوى القدرات الاميركية، وان النافذة المتاحة لقيامها بعمل عسكري ضد ايران ستُغلق بسرعة أكبر من النافذة المتاحة للولايات المتحدة. واضاف ان العامل الرئيس في منع اسرائيل هو اقتناعها بأن الولايات المتحدة هي التي ستتعامل مع ايران حين يكون الوقت مناسبًا.
إزاء تعطل الجهود الدبلوماسية بسبب الانتخابات الاميركية، فان أي تحرك جديد لحل الأزمة لن يبدأ قبل اواخر تشرين الثاني/نوفمبر أو كانون الأول/ ديسمبر.
وستتصدر مجموعة القوى الدولية الست، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا، التحرك الجديد الذي من المتوقع ان يتضمن عرضًا برفع بعض العقوبات التي قصمت ظهر الاقتصاد الايراني، مقابل موافقة ايران على تحديد مخزونها من اليورانيوم المخصب. وسيمثل ايران في المحادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا كبير مفاوضيها سعيد جليل.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "ان الحكومة البريطانية لا تعتقد ان العمل العسكري ضد ايران هو مسار العمل الصحيح في الوقت الحاضر، رغم ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة. ونعتقد ان التحرك على مساري الضغط من خلال العقوبات التي أخذت تؤدي مفعولها، والتواصل مع ايران، هو افضل السبل لحل القضية النووية. ولن نتكهن بشأن السيناريوهات التي سيكون العمل العسكري قانونيًا فيها. فان هذا سيعتمد على الظروف في حينها".
وقالت وزارة الخارجية انها لن تكشف عما إذا طلبت استشارة المدعي العام بشأن أي قضية محدَّدة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية "ان الولايات المتحدة وبريطانيا تنسقان في موضوعات من كل صنف كل الوقت، بشأن طائفة ضخمة من القضايا، ونحن لا نصرّح ابدًا للإعلام عن هذه الأحاديث".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر الماضي من ان برنامج ايران النووي سيصل إلى "الخط الأحمر" الذي رسمته اسرائيل بحلول "الربيع المقبل أو الصيف المقبل في أبعد الحدود"، مشيرًا الى ان اسرائيل قد تقوم حينذاك بعمل عسكري في محاولة لتدمير منشآت نووية وتعطيل البرنامج.
يتحدد الخط الأحمر الذي رسمه نتنياهو بقلم على صورة قنبلة في الأمم المتحدة بالتقدم الذي تحققه ايران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة تجعل تحويله الى يورانيوم صالح لإنتاج سلاح نووي أسهل بكثير من اليورانيوم المخصب بنسبة 5 في المئة، إذا اتخذ المرشد الأعلى في ايران آية الله علي خامنئي القرار الاستراتيجي بانسحاب ايران من معاهدة حظر الانتشار النووي والعمل على انتاج سلاح نووي. وتؤكد طهران ان ليس في نيتها ذلك.
ونأى رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي بنفسه في آب/اغسطس الماضي عن أي خطط اسرائيلية لضرب ايران. وقال إن مثل هذا الهجوم سيؤخّر برنامج ايران النووي، ولكنه لن يدمّره. واضاف "أنا لا أريد ان أكون شريكا إذا اختارت [اسرائيل] القيام بذلك".
ولكن محللين يرون انه إذا وجّهت اسرائيل ضربة عسكرية، وردت ايران بهجوم على الولايات المتحدة أو حلفائها في الخليج، فان واشنطن لا شك في أنها سترد على مثل هذا الهجوم. وإذا تركز الرد الايراني على اسرائيل حصرًا، وكان ردا متناسبًا سيكون من الصعب حينذاك التنبؤ برد فعل الولايات المتحدة. ويعتمد الأمر الى حد ما على من سيكون في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض عندما يحدث ذلك.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,132,134

عدد الزوار: 6,979,505

المتواجدون الآن: 81