تقارير..اسرائيل: لن نتخلى عن غور الأردن ....أوباما في خطاب الاتحاد:حلّ ديلوماسي مع طهران... حزم مع بيونغ يانغ....أزمة لبنان عبر حروبه الصغيرة والكبيرة: بحث في الأسباب والمخارج

إيران تقترح ضم سوريا والبحرين إلى المفاوضات النووية مع الـ"5+1"....طهران تملك 135 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بينما تحتاج القنبلة النووية إلى 225 كيلوغراماً...تجربة نووية لبيونغ يانغ «ناجحة» تحدث زلزالاً كبيراً

تاريخ الإضافة الخميس 14 شباط 2013 - 6:55 ص    عدد الزيارات 1925    القسم دولية

        


 

           
رسائل متضاربة بين واشنطن وطهران واستعدادات للمفاوضات
طهران تملك 135 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بينما تحتاج القنبلة النووية إلى 225 كيلوغراماً
الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
تتضارب الرسائل الايجابية والسلبية بين واشنطن وطهران، فبينما دعا نائب الرئيس الاميركي جو بيدن الى حوار مع نظام ايران وعبّر وزير الخارجية الايراني علي صالحي عن تفاؤله حول المفاوضات النووية المقررة في 26 الجاري، اطل مرشد الثورة علي خامنئي ليحكم سلفا بان الحوار مع الغرب عقيم، فيما اتخذ الرئيس محمود احمدي نجاد موقفا بين الاثنين بقوله ان الغرب «اصلح لهجته» ولكن لا حوار قبل ازالة «الاسلحة عن جبين الشعب الايراني».
بدورها، استغلت واشنطن حادثة ضبط السلطات اليمنية سفينة «جيهان» المحملة باربعين طنا من الاسلحة الايرانية والمتجهة الى المتمردين الحوثيين في شمالي البلاد، فأثنت وزارة الخارجية الاميركية على الحكومة اليمنية لما وصفته «نجاحا» في «مواجهة التهديدات لسيادة (اليمن)، ولعمليته السياسية الانتقالية، ولاستقرار المنطقة»، واعلنت دعم طلب اليمن من مجلس الامن ارسال بعثة دولية للتحقيق، والتأكد من ان ايران تلتزم بالعقوبات الدولية المفروضة عليها والقاضية بمنعها من تصدير اي اسلحة.
عن سر التضارب في الموقف الايراني حول المفاوضات، اعتبر الباحث الاميركي من اصل ايراني في «معهد كارنيغي للسلام» كريم سادجادبور ان «احد ابرز التحديات امام واشنطن في التعامل مع ايران يكمن في ان الايرانيين الذين يودون الحوار، من امثال صالحي وربما احمدي نجاد، لا يمكنهم تقديم اي شيء، فيما اولئك الذين يمكنهم تقديم شيء، كخامنئي، لا يريدون الحوار مع اميركا».
وقال سادجادبور في مقابلة اجرتها معه «الراي» انه «ليس غريبا ان تقوم الديكتاتوريات الشرق اوسطية بتعيين وزراء خارجية لبقين ويتحدثون الانكليزية بهدف تقديم صورة جيدة امام العالم». واضاف: «نظام صدام كان لديه طارق عزيز، ومعمر القذافي كان لديه موسى كوسى، وايران اليوم لديها صالحي». وتابع ان شخصيات كهذه «لا تعكس واقع حكوماتها، وليس لديها اي سلطة في الملفات المهمة، ووظيفتها الوحيدة خداع العالم».
واعتبر سادجادبور ان القرار الايراني بيد خامنئي ودائرة صغيرة تحيط به، وان شخصيات حكومية كصالحي من الممكن انهم لا يعرفون تفاصيل البرنامج النووي الايراني، وان صالحي «يتمتع بالذكاء الكافي ليعرف ان السياسات الايرانية التي يذهب الى الخارج للدفاع عنها، وخصوصا سجل ايران المزري في حقوق الانسان، هي قضايا لا يمكن الدفاع عنها»، كما «اشك ان يكون صالحي من المؤمنين بأن ايران يجب ان يحكمها مرشد اعلى يدعي انه ممثل الرسول على الارض... ولكني اعتقد ان صالحي يبرر دوره باسم وطنيته».
في هذه الاثناء، تعكف دوائر القرار في الادارة الاميركية على دراسة «كل السيناريوات الممكنة» لجلسة الحوار المقبلة بين دول مجلس الامن والمانيا، من جهة، وايران، من جهة اخرى، والمقرر عقدها في كازاخستان في 26 من الشهر الجاري، خصوصا على اثر ابلاغ طهران وكالة الطاقة الذرية، قبل اسبوع، نيتها تحديث اجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز الدولي، الامر الذي دفع برئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، اول من امس، الى اعتبار ان طهران قلصت المدة الزمنية المطلوبة للتوصل الى صناعة قنبلة نووية بنحو الثلث.
على ان خبراء اميركيين رفضوا الربط بين تحديث اجهزة الطرد الايرانية والتسريع في صناعة القنبلة النووية.
وقالت الباحثة في «معهد العلوم والامن الدولي» كريستينا والروند ان «ايران اعلنت نيتها تركيب اجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز لتخصيب الوقود، وهو منشأة تحت الارض ولكنها ليست محصنة بعمق مثل مفاعل فوردو لتخصيب الوقود».
وقالت والروند لـ «الراي» ان «ايران تستخدم نطنز حصريا لتخصيب اليورانيوم الى درجة 5 في المئة» وانه على الرغم من انه يوجد في نطنز منشأة قريبة فوق الارض فيها جهازان يمكنها التخصيب الى درجة 20 في المئة، لكن «على حد علمي، لم يصرح الايرانيون انهم ينوون استخدام هذين الجهازين المتطورين للبدء بانتاج مادة مخصبة بدرجة 20 في المئة في هذه المنشأة».
«الراي» سألت والروند عن اين اصبح المجهود الايراني في التخصيب، فاجابت الخبيرة الاميركية بالقول انه حسب التقرير الفصلي، الذي يصدر كل ثلاثة اشهر عن وكالة الطاقة، بلغ مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة 134 كيلوغراما و900 غراما في شهر نوفمبر الماضي.
واضافت: «هذه الكمية لا تتضمن اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الذي ارسلته ايران الى منشأة التحويل في اصفهان لتحويله الى يورانيوم مؤكسد (على شكل قضبان للطاقة)، او كمية اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الذي تقوم ايران بتخفيض درجة تخصيبه».
كم من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة تحتاج ايران لتخصيبه الى درجات اعلى لانتاج قنبلة نووية؟ تقول والروند انه «يصعب الاجابة لانها تعتمد على عوامل متعددة، ولكن معهد العلوم والامن الدولي يقدّر ان ايران تحتاج الى 225 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة لانتاج المطلوب لصناعة قنبلة واحدة».
 
     
إيران تقترح ضم سوريا والبحرين إلى المفاوضات النووية مع الـ"5+1"
المستقبل...
اقترحت إيران، أمس، ضم الوضعين السوري والبحريني إلى جدول أعمال مفاوضاتها مع مجموعة 5+1 المتعلّقة بملفها النووي والتي ستجرى في كازاخستان نهاية الشهر الجاري، نافية تقارير إعلامية أميركية نسبتها إلى مسؤولين أميركيين، بأنها شكلت ميليشيات في سوريا بمساعدة "حزب الله".
ونسبت وكالة "مهر" الإيرانية الى مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون دول آسيا والمحيط الهادئ عباس عراقجي، قوله إن بلاده تقدمت باقتراح حول ضرورة إدراج الأزمة السورية والبحرينية على جدول أعمال مفاوضات إيران ومجموعة الـ5+1 المقرر عقدها في كازاخستان في 26 شباط الحالي.
وأعرب عراقجي عن أمله في أن تحظى الاقتراحات بقبول كل الأطراف المشاركة في المفاوضات.
ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، تقارير إعلامية أميركية نسبتها إلى مسؤولين أميركيين، بأن إيران شكلت ميليشيات في سوريا بمساعدة "حزب الله".
وقال مهمانبرست، أمس، "ليس من الصحيح أن ننسب وقوف الشعب الى جانب الجيش لمواجهة الإرهابيين، إنه إلى جهة أجنبية، ففي أي بلد قد يتعرض لهجوم، يقف الشعب الى جانب الحكومة للدفاع عن وحدة أراضيه".
ونصح المسؤولين الأميركيين بأن يضعوا الحقائق في سوريا نصب أعينهم. وأشار في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي نقلته وسائل إعلام إيرانية، إلى أن المشاورات التي أجرتها إيران أثمرت التحرك لدى الدول المؤثرة بالأزمة السورية نحو الحوار السياسي.
وقال مهمانبرست، إن مبادرة إيران لحل الأزمة السورية، تطرح دائماً في المشاورات وإننا نسعى الى بحث النقاط المتفق عليها.
ونفى الناطق الإيراني، من جهة ثانية، اتهامات المسؤولين اليمنيين، بشأن تهريب إيران السلاح إلى اليمن، قائلاً إن "الخبر الذي تم تداوله، عن حجز سفينة إيرانية تحمل السلاح في المياه اليمنية، كذب".
ونووياً، أعلن كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هرمان ناكرتس في فيينا إن الوكالة "ستعمل بجدية" لتسوية خلافاتها مع إيران ولا تزال تأمل في التوصل إلى اتفاق للتحقق من برنامج طهران النووي. وقال ناكرتس في مطار فيينا قبل التوجه إلى طهران مع فريق من الخبراء "لا تزال الخلافات قائمة وهذه المرة سنعمل أيضاً بجدية لنحاول" تسويتها.
ويفترض أن يعقد لقاء جديد مع مسؤولين إيرانيين، الثامن من نوعه خلال عام، اعتباراً من اليوم.
وأكد للصحافيين "سنجري مفاوضات جيدة". وأضاف أنه كما سبق أن ذكرنا في كانون الأول وكانون الثاني خلال زيارتين سابقتين "كانت نيتنا التوصل إلى مقاربة محددة. هذه الوثيقة ستساهم في تسوية كافة المسائل العالقة بشأن بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني".
في المقابل، اتهم رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب معلومات مصنفة سرية حول برنامج إيران النووي. وقال عباسي، في تصريح لتلفزيون "العالم" الإيراني، امس، إن كافة التسريبات تتم بعد إطلاع الوكالة على معلومات دقيقة وتنشر في الإعلام بعيد زيارة خبرائها إلى طهران.
ودعا الوكالة الدولية إلى إعادة النظر في تعاملها مع إيران. وانتقد المسؤول الإيراني، ما وصفه بـ"أداء" الوكالة الدولية للطاقة، قائلاً إن "أجهزتها لا تتمتع بالأمن المطلوب للحفاظ على المعلومات السرية المتعلقة بالدول الأعضاء فيها".
في الرياض، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس إن بلاده ترفض تقديم تنازلات لإيران في الشأن النووي، محذراً من أنه إذا امتلكت طهران السلاح النووي فإن ذلك "يعني انتشاره في دول أخرى" في المنطقة.
وأضاف الفيصل رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمسوي مايكل شبندليغر في الرياض: "هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق مع إيران وليس إلى تنازلات، ويجب عليها أن تحترم الاتفاقات الدولية" بهذا الخصوص. أضاف أن "المسألة لا تتعلق بالخيارات. لسنا نبحث عن حل وسط إنما عن حل يمنع زيادة انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وهذه هي سياستنا".
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
 
      
الاتحاد الأوروبي يعد «برد حازم»... وموسكو تجري مشاورات مع واشنطن وطوكيو
تجربة نووية لبيونغ يانغ «ناجحة» تحدث زلزالاً كبيراً
الرأي...عواصم - وكالات - أجرت كوريا الشمالية، امس، تجربة نووية ثالثة أشد قوة من التجربتين السابقتين واستخدمت فيها على حد قولها قنبلة مصغرة، في تحد للاسرة الدولية اثار تنديدا واسعا، فيما عقد مجلس الامن اجتماعا طارئا لبحث سبل الرد.
واعلنت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية انه «تم اجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح»، موضحة ان «هذه التجربة النووية العالية المستوى اتسمت خلافا للتجربتين الماضيتين بقوة تفجير اكبر واستخدمت قنبلة مصغرة اقل وزنا».
وقدرت سيول ما بين 6 و7 كيلوطن قوة الانفجار الذي نتج عن التجربة النووية في شمال شرقي كوريا الشمالية، مقابل كيلوطن واحد لتجربة العام 2006 وما بين 2 و5 كيلوطن لتجربة العام 2009، ما احدث زلزالاً كبيراً في المنطقة.
اما القنبلة الذرية التي القاها الاميركيون على هيروشيما، فبلغت قوتها 15 كيلوطن.
ووقعت الهزة الناتجة عن التجربة والتي قدرت قوتها بين 4،9 و5،1 درجة في الساعة 11،57 (2،57 تغ) ومركزها في منطقة كيلجو (شمال شرق) حيث موقع بونغيي-ري الذي يستخدمه الشمال في تجاربه النووية.
ورأت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تتخذ مقرا لها في فيينا ان التجربة النووية تشكل «تهديدا فاضحا للسلام والامن الدوليين».
ودان الامين العام للامم المتحدة بان كين مون التجربة النووية، معتبرا انها «مزعزعة للاستقرار بشكل كبير» وتشكل «انتهاكا واضحا وخطيرا لقرارات مجلس الامن»، حسب ما نقل عنه الناطق باسمه مارتن نسيركي.
واعلن الرئيس باراك اوباما ان التجربة النووية «عمل استفزازي... لا يجعل كوريا الشمالية اكثر امانا» داعيا الى تحرك دولي «سريع» و«ذي صدقية» ردا عليها.
واكد في بيان ان «الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية انفسنا وحماية حلفائنا. وسنعزز التنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا». وتابع ان «هذه الاستفزازات لا تجعل كوريا الشمالية اكثر امانا». وتابع انه «بدل ان تحقق هدفها المعلن بان تصبح امة قوية ومزدهرة، فان كوريا الشمالية زادت على العكس من عزلتها ومن فقر شعبها بسعيها غير الحكيم الى امتلاك اسلحة دمار شامل وصواريخ لاطلاقها».
واعربت الصين عن «معارضتها الشديدة» للتجربة. واعلنت وزارة الخارجية في بيان ان «جمهورية كوريا (الشمالية) الديموقراطية الشعبية قامت بتجربة نووية جديدة رغم معارضة كامل المجتمع الدولي» من دون استعمال كلمة «ادانة».
كما انتقدت ايران التجربة. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست: «علينا ان نصل الى نقطة لا تملك فيها اي دولة السلاح الذري وتدمر فيها كل الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل، وان يكون في الوقت نفسه لكل البلدان الحق في استعمال الطاقة النووية سلميا».
وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي، إيغور مورغولوف، اتصالات مع واشنطن وطوكيو لمناقشة تطورات الوضع في شبه الجزيرة الكورية في ضوء التجربة النووية الجديدة.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن وزارة الخارجية أن مورغولوف، ناقش هاتفيا مع مبعوث الولايات المتحدة إلى كوريا الشمالية، غلين ديفيس، ورئيس الوفد الياباني إلى المفاوضات مع كوريا الشمالية، سينسوكي سوغياما، «الوضع في شبه جزيرة كوريا» بعدما «أجرت جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية تجربة نووية جديدة».
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع بالدوائر العسكرية الديبلوماسية أن «التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية كانت تهدف إلى اختبار المواصفات الفنية لجهاز تفجير».
 
           
«يديعوت أحرونوت» تنشر سيناريو «حزب الله» للحرب المقبلة
نتنياهو يهدد بمهاجمة إيران وسورية ويدعو للاعتراف بـ «يهودية» إسرائيل
الرأي... القدس - من زكي أبوالحلاوة ومحمد أبوخضير
هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا، عشية زيارة الرئيس باراك أوباما الى اسرائيل، بمهاجمة ايران، في حال فشل العقوبات، وسورية، في حال تسرب أسلحة كيماوية وصواريخ متطورة الى منظمات «ارهابية»، وكرر مواقفه تجاه حل الصراع بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح شريطة الاعتراف بـ «يهودية» اسرائيل.
وأكد في خطاب أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية في القدس، اول من أمس (وكالات)، ان «الايرانيين باتوا أقرب الى الخط الأحمر الذي رسمته في الأمم المتحدة، وهم لم يتجاوزوه لكنهم يقصرون المدة اللازمة من أجل تجاوزه».
وأضاف أن ايران «تتقدم بسرعة نحو الخط الأحمر بواسطة أجهزة الطرد المركزية السريعة التي تزودوا بها والتي تقصّر فترة تخصيب اليورانيوم بثلث المدة» وأن «ايران تضع نفسها في موقع يمكنها من تجاوز الخط الأحمر بحيث يتوفر لديها مواد مخصبة بمستوى عالٍ تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة».
وتطرق الى سورية قائلا: «لديها مخزون هائل من الأسلحة الكيماوية والأسلحة الاستراتيجية التي بامكانها أن تغيّر توازن القوى في الشرق الأوسط، ولن نجلس بهدوء ونسمح لهذه الأسلحة بأن تسقط بأيدي الارهابيين»، في اشارة الى «حزب الله» أو منظمات تحارب ضد النظام السوري.
وفي ما يتعلق باحتمال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، قال: «انني مؤمن بأن اطار هذا السلام هو ما كنت طرحته خلال خطاب بار ايلان حول (حل) الدولتين للشعبين - دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بأن اسرائيل هي دولة يهودية». وأضاف أنه «من أجل أن نصل الى هناك علينا اجراء مفاوضات بروح جيدة ومن دون شروط مسبقة»، في اشارة الى رفضه تجميد البناء في المستوطنات، معتبرا أن «أملي هو أن يضعوا الشروط المسبقة جانبا ويأتوا الى الطاولة من أجل ألا نهدر 4 سنوات أخرى».
من جانبه، أبلغ الرئيس شمعون بيريس السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو، بأنه سيطلب من أوباما خلال زيارته اسرائيل الشهر المقبل باصدار عفو عن الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقبع في السجن الأميركي منذ أكثر من 25 عاما.
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» برنامج زيارة أوباما الى اسرائيل التي سيصل اليها في 20 مارس المقبل ويغادرها في 22 مارس.
في المقابل، أصدرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اول من امس، تصريحا لمحلل عسكري اسرائيلي، حول استراتيجية «حزب الله» الجديدة بخصوص ضرب الصواريخ على تل أبيب، والغارات على منطقة الجليل واقتحامات الاراضي الاسرائيلية.
واوضحت: « يأمل الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بتحقيق انتصار معنوي بالحاق خسائر فادحة في الجيش الاسرائيلي في بداية الصراع المقبل».
وكتب المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن ايشاي عن الخطة التي أعدها نصر الله «تعتمد على ضربات صاروخية مدمرة لتل أبيب وغارات على الجليل واقتحام الوحدات الخاصة لحزب الله مناطق في شمال اسرائيل».
 
اسرائيل: لن نتخلى عن غور الأردن
الحياة...القدس المحتلة - آمال شحادة
 
تكثف اسرائيل في الاونة الاخيرة مشاريعها الاقتصاية والزراعية والسياحية في منطقة غور الاردن، في مقابل الاجراءات الامنية وذلك ضمن خطة لابقائها تحت السيطرة الاسرائيلية وعدم التنازل عنها في اية مفاوضات مستقبلية، اعتبارا من انها منطقة استراتيجية هامة للدولة العبرية اذ ان حدود غور الاردن، بحسب التخطيط الاسرائيلي، تشكل نقطة تواصل هامة للتجارة والسفر مع بقية دول المنطقة.
 
وتسعى اسرائيل الى الحفاظ على شريط عريض وعلى امتداد الغور من أقصى الشمال عند بلدة الشونة، وصولاً إلى شرق مدينة إيلات، مع السيطرة الكاملة على الشاطئ الغربي للبحر الميت ووضع اليد على ثرواته المحلية. وشدد الجيش الاسرائيلي بشكل لافت من التقييدات المفروضة على المنطقة وسمح بدخول المنطقة لسكان غور الأردن فقط وبعرض بطاقة هوية، شرط أن يكون العنوان المسجل فيها تابع لاحدى قرى الغور.
 
وفي استعراضه لاهمية غور الاردن لاسرائيل، شدد مركز القدس للشؤون العامة ان الفرضيات القائمة على ارض الواقع تستبعد الإنسحاب من غور الاردن وتصر على إبقاء قوات عسكرية فيه، في ظل الحديث المتزايد حول احتمال نجاح جهود الرئيس الامريكي، باراك اوباما، في زيارته المرتقبة الشهر المقبل، في استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
 
ولفرض امر واقع في هذه المنطقة وتحقيق اهدافها منها، اقامت اسرائيل حواجز ثابتة في مناطق مختلفة على طول غور الاردن وشدد الجيش في اجراءاته على ان يكون غور الاردن منفصلا عن بقية الضفة، بحيث يشترط الدخول الى مناطق واسعة فيه بتصاريح مما تسمى الادارة المدنية التابعة للجيش الاسرائيلي. ويتبين من تناول المركز للموضوع بان السياسة التي تطبقها اسرائيل في الغور تؤكد ان الدافع من ورائها ليس فقط امنيا، كما يروج بشكل علني مسؤولون سياسيون وعسكريون وامنيون، انما ايضا هناك دوافع سياسية واضحة لضمان ضم المنطقة فعليا الى اسرائيل.
 
ومن الاجراءات التي اتخذها الجيش للحد من الوجود الفلسطيني في غور الاردن:
 
- اقامة سبعة حواجز عسكرية ثابتة و90 موقعا عسكريا والاعلان عن حوالي ثلث مساحة الغور، بمساحة اربعمئة الف دونم وبعرض خمسة كيلومترات، مناطق عسكرية مغلقة لا يسمح للفلسطينيين الدخول اليها واستغلال اراضيهم للزراعة، وهي مصدر رزقهم الوحيد.
 
- تدمير ومصادرة 140 مضخة مياه للفلسطينيين وحفر ابار لصالح المستوطنات، لضمان توفير المياه العذبة للمستوطنين في مقابل استغلال المياه الجوفية المتدفقة من الغرب الى الشرق.
 
وعمليا تحقق اسرائيل في مشاريعها الحالية خطة "يغئال الون" التي وضعها عام 1972 للحل الاقليمي وابرزها:
 
- خلق وجود سكاني لليهود عبر اقامة نقاط استيطانية وضمان الوجود العسكري.
 
- ضمان ان يكون الغور تواصلا جغرافيا بين بيسان والنقب.
 
- ضمان منطقة حزام واقية من هجمات عسكرية.
 
من جهته يؤكد نتانياهو في كل مناسبة يتطرق فيها الى منطقة غور الاردن بانها ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية محيطة بأي دولة فلسطينية من جهة الشرق، ومسيطرة على الحدود الدولية مع الأردن.
 
أوباما في خطاب الاتحاد:حلّ ديلوماسي مع طهران... حزم مع بيونغ يانغ
موقع إيلاف...أ. ف. ب.       
طرق الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلاثاء في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس، مسائل داخلية وخارجية، وحثّ ايران على توقيع تسوية دبلوماسية للخروج من الازمة التي تسبب بها برنامجها النووي. وتوعد كوريا الشمالية بالحزم.
واشنطن: وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلاثاء القيام ب"عمل حازم" ضد "التحريض" الذي تقوم به كوريا الشمالية التي قامت قبل ساعات بثالث تجاربها النووية.
وقال في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس ان "عمليات تحريض كالتي رأيناها الليلة الماضية لن تزيد الا من عزلة كوريا الشمالية في الوقت الذي نقف فيه الى جانب حلفائنا ونحن نعزز دفاعنا المضاد للصواريخ وسنحمل الاسرة الدولية على القيام بعمل حازم ردا على هذه التهديدات".
واضاف "يجب ان يعلم نظام كوريا الشمالية انه فقط ومن خلال التزامه بواجباته الدولية سيكون في امان وازدهار" مؤكدا ان "اميركا ستواصل العمل على منع نشر الاسلحة الاكثر خطورة في الكوكب".
الملفّ الإيرانيّ
حث الرئيس الاميركي ايران على توقيع تسوية دبلوماسية للخروج من الازمة التي تسبب بها برنامجها النووي المثير للجدل وذلك قبل اسبوعين من اجتماع بين طهران والقوى العظمى.
وقال اوباما: "يجب ان يقر القادة الايرانيون بان الوقت قد حان الان لايجاد حل دبلوماسي لان التحالف ما زال موحدا لمطالبتهم بتنفيذ تعهداتهم" الدولية.
واضاف "سوف نقوم بكل ما هو ضروري لمنعهم من امتلاك سلاح نووي".
وستعقد طهران ودول مجموعة 5+1 اجتماعا في 26 الشهر الحالي في الماتي في محاولة للتوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني بعد فشل لقاءات عدة اخرى في اسطنبول وبغداد وموسكو.
وتشتبه مجموعة 5+1 (الدول الخمس الكبرى والمانيا) واسرائيل في سعي ايران الى صنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران بشكل قاطع.
وفرضت الامم المتحدة سلسلة عقوبات على ايران بسبب ملفها النووي، اضافت اليها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات اخرى، ما اثر سلبا على الوضع الاقتصادي لايران.
وقد وصل وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فجر الاربعاء الى طهران لاجراء مشاورات جديدة تتناول البرنامج النووي الايراني، وفق ما نقلت وكالة الانباء الطالبية الايرانية.
الترسانة النووية
لأعلن اوباما انه يريد ان يبحث مع روسيا خفضا اضافيا للترسانة النووية للبلدين بعد تبني معاهدة ستارت لنزع الاسلحة النووية نهاية 2010، وذلك في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس مساء الثلاثاء.
وقال اوباما "سوف نبدأ بمادثات مع روسيا بحثا عن خفض اضافي لترسانتنا النووية".
الإنسحاب من أفغانستان
وأعلن أوباما سحب 34 الف عسكري اميركي من افغانستان اي نصف العدد "خلال السنة المقبلة"، وذلك في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد.
وقال: "هذا المساء، استطيع ان اعلن انه خلال العام المقبل سيعود 34 الف جندي اميركي الى منازلهم من افغانستان" موضحا ان "الانسحاب سوف يتواصل" وانه في نهاية العام 2014 "تكون حربنا في افغانستان قد انتهت".
وذكر الرئيس الاميركي في خطابه سحب نهاية ايلول/سبتبمر 33 الف عسكري كان ارسلهم نهاية 2009 الى افغانستان لدحر حركة طالبان.
واضاف "هذا الربيع، سوف تنتقل قواتنا الى دور داعم للقوات الافغانية المتمركزة في الصفوف الامامية" مشيرا الى استراتيجية التحالف بقيادة الحلف الاطلسي والهادفة الى نقل المسؤولية الامنية تدريجيا الى 350 الف جندي وشرطي افغاني.
واوضح ان "الفكرة هي ابقاء قوات قدر الممكن على الارض حتى نهاية موسم القتال" في مطلع الخريف.
قانون حول الهجرة
دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الكونغرس الى تبني قانون "شامل" لاصلاح نظام الهجرة "خلال الاشهر المقبلة"، وذلك في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس مساء الثلاثاء.
وقال "نعلم ما يجب القيام به (...) فلنقم به الان. ارسلوا لي قانون اصلاح شاملا للهجرة خلال الاشهر المقبلة وسوف اوقعه فورا".
واضاف ان الشرطة وعالم العمل والشركات: كل العالم متفقون على ضرورة اقرار اصلاح.
واوضح "اقتصادنا يكون اقوى عندما نستغل طاقات المهاجرين الذين يطفحون بالامل".
واشار الى ان هذا الاصلاح يتطلب "امنا صلبا للحدود" ولكن يجب ان يقدم "طريقا" نحو المواطنة.
المناخ والطاقة
سيسنّ أوباما بنفسه القوانين من خلال المراسيم حول المناخ في حال اعترض الكونغرس في هذا المجال.
وقال "في حال لم يسن الكونغرس سريعا القوانين لحماية الاجيال المقبلة" من التغيير المناخي "سوف اقوم بذلك".
واضاف "سوف اعطي الاوامر لمكتبي ليرفع لي نصوصا بامكاننا اقرارها الان وفي المستقبل من اجل تقليص التلوث واعداد شعبنا بالتالي لنتائج التغيير المناخي وتسريع الانتقال نحو مزيد من مصادر الطاقة المتجددة".
واوضح "قبل اربع سنوات، هيمنت دول اخرى على سوق الطاقة النظيفة وخلقت وظائف تتلائم معها. بدأنا نغير هذا الامر. العام الماضي، مثلت الطاقة البديلة حوالى نصف القدرات الجديدة لانتاج الكهرباء في اميركا. اذن فلننتج المزيد منها. اصبحت الطاقة الشمسية سوقا افضل هذا العام، اذن فلنخفض المزيد من التكاليف".
وقال ايضا "عندما تواصل دول مثل الصين تطوير الطاقات النظيفة، فيجب ان نتوجه اليها ايضا".
وبالنسبة للنفط وخصوصا الغاز، اكد اوباما ان حكومته "سوف تسرع اعطاء رخص جديدة".
ولكنه قال ايضا انه يريد "العمل مع الكونغرس من اجل تشجيع البحث والتكنولوجيا لمساعدة الغاز على الاحتراق بطريق انظف وحماية هوائنا ومائنا".
واقترح تخصيص قسم من العائدات النفطية لصندوق امن الطاقة كي تتيح الابحاث والتكنولوجيا للسيارات والشاحنات تخفيف تبعيتها للنفط.
وحدد الرئيس الاميركي اخيرا "هدفا جديدا لاميركا: تخفيض نصف الطاقة التي نصرفها في منازلنا وشركاتنا خلال السنوات العشرين المقبلة".
 
أزمة لبنان عبر حروبه الصغيرة والكبيرة: بحث في الأسباب والمخارج
الحياة...
الكلام على واقع لبنان حاضراً ومستقبلاً ولا سيما مستقبلاً، لا يُعْفينا قطعاً من العودة الخاطفة إلى الماضي، إلى التاريخ.
أولاً: لأن ثمة أمماً وأوطاناً حضارية عريقة احتلَّت مكانة عالية في التاريخ ولم تلبث أنْ هبطت انحداراً منذ ما قبل القرون الوسطى، مروراً باليونان والرومان والعرب والآشوريين والبابليين والفينيقيين والمصريين، ثم نهض منها من نهض معتبراً من ماضيه، وسقط منها من سقط بفعل استمرار نزعاته، ونزاعاته الداخلية.
ثانياً: لأن من شأن التاريخ أن يحقق مقداراً كبيراً من الإنجازات بما يستخلص من عوامل إنسانية وسياسية واجتماعية وعسكرية، تساعد على تفهّم حال الحاضر والمستقبل معاً.
ثالثاً: لأن المحطات والتجارب والصراعات التي شهدناها في النصف الثاني من القرن العشرين كانت إلى حدّ كبير شبيهة بالأحداث التاريخية الغابرة، من حيث ظروفها ومعطياتها ونتائجها، وهي تشكل سبباً مكرراً لأحداث مستقبلية مكررة.
التاريخ القريب
لن أعود إلى عمق التاريخ، القديم منه والحديث، بما يكتنزان من مآثر وآثار، يكفي أن أذكر تلميحاً عهد المحن والفتن ما بين عامي 1840 و1860 ونظام القائمقاميتن، وما رافق ذلك من استغلالات خارجية للواقع اللبناني المرتعش، وتكفي المقارنة بين هذه المرحلة التاريخية وما استتبع من بعد، من حروب وصراعات على صورتها ومثالها لا تزال تجرِّر أذيالها حتى يومنا هذا.
ألم يكن مثلاً عام 1840 منبِّهاً وزاجراً يحول دون الوقوع في أحداث 1860 وثورة 1958 وحرب 1975 لنخوض على هوياتنا الطائفية قتالاً داخلياً باسم الآخر الخارجي، ولنعود في كل مرّة ونرضخ لحقيقة تاريخية قسرية صارمة هي العيش الحتمي معاً، مع ما تُكَبِّدنا الحروب من أضاحٍ وتضحيات، تعود بنا القهقرى في مسيرة الزمن الناهض؟
دعونا إذاً نطرح بعفوية السؤال: هل لتركيبة لبنان الحضارية سبب في اندلاع شرارات الفتن والحروب؟
الجواب عندي نعم ولا معاً.
لا، عندما نستطيع الخروج من الغيبوبة الطائفية والوطنية ونخرج من غيْبِيَّات المؤامرات التي تقودنا إلى الحروب لنحكم عليها من خلال نتائجها فنتلافى تكرارها.
ونعم، لأن تركيبة لبنان الحضارية كانت ولا تزال نقطة الضعف التي يؤجّجها الخارج لتحقيق مصالح أجنبية، ومع أنها في التاريخ المعاصر شكَّلتْ أنموذجاً فذاً يسفِّهُ الصيغة الإسرائيلية العنصرية، فقد استُغِلَّتْ أيضاً بغباء كصَاعقٍ مهيأ لتفجير القذائف الطائفية الموقوتة.
ثمة سؤال آخر: هل كانت الشؤون الداخلية أو ما سمي التناقضات وما رافقها من طروحات تتعلق بالغبن والمشاركة سبباً من أسباب اندلاع الحروب؟ وأجيب جواباً مزدوجاً أيضاً، بلا ونعم معاً.
لا، لأن ما سمّي بالخلل الدستوري لم يكن السبب المقْنع بل المقنَّع لاندلاع حروب تصبّ في مصلحة القوى الإقليمية والدولية.
ونعم، لأن الضمانات الدستورية التي أعطيت لطمأنة الأقليات المسيحية، قد أُسيءَ توظيفها في مجال طمأنة المنادين بالمشاركة والحرمان، فإذا المؤامرة الخارجية تستغل تناقضاتنا وتُمْعِن في تفجيرها.
أخلص فوراً إلى الاستنتاج أن تحريك التناقضات الطائفية تجعلنا نعيش حالاً متفجِّرة في المطلق، فنكون كمن يرتمي من دون هداية في صَخَب العواصف المستنفرة دائماً للتربُّص بنا.
أسوق في هذا المجال مثلاً يتناول ما كانت تعرف بالمارونية السياسية التي وإنْ آلَتْ إلى إفراز طبقتين سياسيتين: طبقة اعتُبِرَتْ محظوظة، وطبقة محرومة، إلا أن انتفاءها في ظل جوّ مذهبيّ ضاغط، لم يتكشّف عن وطنية سياسية، بل تمخّض عن شبيه لها، فإذا هناك شيعية سياسية عسكرية باتت بدورها طبقة محظوظة تشكل مصدر قلق لطبقات أخرى.
لقد كان اتفاق الطائف، وعلى رغم ما يشوبه من عيوب وعاهات، فرصة تاريخية نادرة لتحقيق وحدة وطنية متماسكة، وقد أسقط الأسباب والذرائع لجهة الغبن والمشاركة وما إليهما، فبدل تعزيز الحسّ الشعبي المرهف الذي أرهقته عوامل الحرب وحمّى الطائفية وهيَّأت فيه فرصاً نفسية للانتقال من كَنَف الطائفة إلى كنف الوطن، فقد راحت السلطة الحاكمة والمحكومة بسطوة الوصاية تستنفر كل عوامل الإثارة، وتقوقع نفسها في إطار ما يعرف بالترويكا المذهبية الحادة، وكانت الطامة الكبرى أن سقطت كل معالم الدولة بمفهومها الدستوري والقانوني والوضعي، وانهارت مؤسساتها السياسية والأمنية والقضائية، وإذا القوانين الانتخابية تُفصَّل على قياس من يدينون بالولاء للانتداب الجديد، على حساب الإرادة الشعبية المنتهكة ومستوى الكفاءة والاستحقاق.
والواقع الذي انجلى عليه الأمر اليوم هو أن الطبقة السياسية الراهنة انكفأت على ذاتها بقشعريرة طائفية ومذهبية تحت ستار انشقاقين سياسيين تتجاذبهما ثنائية سياسية محمومة ومتناقضة، وقد راح كل منهما يرمي بنفسه في خضم الأحداث الخارجية المتلاطمة بهدف تأمين تكافؤ القوى الداعمة، ما أدى إلى ممارسة سياسية حادة لم يبقَ لها من سبيل لإثبات وجودها إلا الغريزة، غريزة البقاء، وغريزة الدفاع عن نفسها، وغريزة السيطرة.
وحدها سلطة الدولة تبقى المنتهكة الواهية وقد تراخت فيها الطبقة الحاكمة في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وارتدَّتِ السلطة حكراً على بضعة من الزعماء المذهبيين، فإن هم اتفقوا على أمر كان للأمر قرار، وإن هم اختلفوا كان لكل منهم قراره وسلطته ودولته في محيطه الضيق، ووقعت البلاد في متاهات قاتلة من العشوائية والفوضى.
ألا ترون معي أن المشهد التاريخي الذي ما فتئ يتكرر منذ ما يقارب المئتي سنة على الأقل، قد آن له أن يتوقف بعلاجٍ وقائي داخلي لهذا الثنائي القاتل:
النزاع الطائفي والولاء الخارجي؟
الرياح العاصفة
إذا كان السبب الطائفي يشكّل العنصر الأبرز في الصراعات الداخلية مدعَّماً بالارتباط الخارجي، منذ ما عرف ببدعة «فرّق تسد»، وعهد الحمايات الأجنبية، وما توشّى بعباءة العروبة أو بظلال القومية، وصولاً إلى مقولة المشاركة والغبن، فإنَّ أكثر ما يخشى أن تؤدي الأسباب نفسها إلى النتائج نفسها، بما تعكسه الرياح العاصفة على لبنان والتي تهبّ مع ما يعرف بالربيع العربي.
إن أبرز ما تكشّف عنه الربيع العربي حتى الآن مشهدٌ يحمل في طياته صوراً خلّابة تجمع في شرارة واحدة ما هو خير وما هو شرّ معاً، وإن أخطر ما يعتريه نزعة أصولية غريزية تتناقض مع كل نداء للتسامي الروحي.
لقد انبعثت من رحم الانتفاضات العربية حركات أصولية وتكفيرية جامحة، راحت تستبيح لنفسها مراجع من الفتاوى والاجتهاد الفقهي بما يتعارض مع شتى التوجهات والمعتقدات الدينية والمذهبية المعاكسة، ويتناقض مع مثيلاتها من الأصوليات المتطرفة في صراع متشعب من الاجتهادات والتفسيرات قد يصل إلى حدود التكفير.
وهنا، أدعو إلى جبهة طائفية إسلامية - مسيحية تستلهم حقيقة جوهر الأديان في مواجهة جبهات طائفية أصولية مدفوعة بانفلات نحو ثيوقراطية تكفيرية، فلبنان الرسالة، مثلما لا يصح فيه المزج بين الروحانيات والزمنيات، لا يصح فيه أيضاً القطْع بينهما، بل يحتِّم واقعه الخاص تفاعل الشؤون الزمنية مع جوهر المبادئ الروحية.
وإذا بحثت عن مزيد من المخارج والحلول، فإن في استطاعتي أن أغوص في كثير من الاقتراحات والصِيَغ الجميلة الجذّابة التي لا نزال نجترُّها منذ الأربعينات بغَزَلٍ وكَسَلٍ فكري، فيما الأمر الملحّ يحتّم انطلاقة وثابة نحو التنفيذ وفق آلية مبرمجة للعمل، لأن كل توقّف عن العمل هو تجميد حتميّ للتاريخ.
هذا ما نراه من رُؤًى ناجعة في هذا البحث ولكن أية اقترحات أو علاجات، لا يمكن أن تتم بالابتهال السياسي بل بانتفاضة جريئة ثائرة نحو التغيير، والتغيير لا يتحقق إلا بإحدى وسيلتين:
وسيلة ديموقراطية أي بواسطة مجلس النواب.
ووسيلة عنفية أي بواسطة الثورة.
ولأن الوسيلة الديموقراطية متعذرة بواسطة مجلس النواب كأنما نطلب من أصحاب القرار أن يغيروا أنفسهم بتغيير الواقع الذي صنعوه ليصنعهم، ولأن من العبث الخطير في لبنان أن يتم التغيير بواسطة الثورة الحامية أي بربيع لبناني، فلا بد والحال هذه من ثورة باردة، وحملة شاملة تتناول مختلف طبقات المجتمع في المؤسسات والجامعات والمهن الحرة والنقابات والمجالس البلدية والاختيارية والثقافية وما إليها، وفي ظني أنها تشكل الأكثرية الساحقة الصامتة التي تنتظر بشغف دعوة بريئة تحرِّكها.
إنه البرنامج المرحلي الذي يجب أن يتنكَّبه المجتمع المدني ويلهب النشاط النضالي من دون هوادة من أجل إحداث تطور جذري في الحياة اللبنانية التي أدخلتها الإقطاعية والبرجوازية والطائفية واللاوطنية في نفق مظلم لا غد له ولا ضوء فيه. وإن جاز لي أن أصل إلى خاتمة لهذا الموضوع الشائك والمتشابك فإنني أنتهي إلى القول: إِن لبنان قيمة تاريخية حضارية ديموقراطية إنسانية روحية نموذجية نادرة كونياً، فلنحافظ على هذا اللبنان مثالاً فذّاً للعالمين، وإرثاً عظيماً للأجيال اللاحقة يكن لنا فضل عظيم.
* وزير لبناني سابق
 
 
 
 
النهار...(و ص ف، رويترز، أ ب)

الفاتيكان يستعد لمرحلة انتقالية لا سابق لها... بينيديكتوس الـ 16 يودّع المؤمنين في 27 شباط

بدأ الفاتيكان أمس الاستعداد لمرحلة انتقالية لا سابق لها غداة اعلان البابا بينيديكتوس الـ16 قراره الاستقالة من منصبه، في مبادرة أثارت صدمة كبيرة في العالم.
وبعد اعلانه المفاجئ   الاثنين،  يظهر البابا علنا للمرة الاولى اليوم في اللقاء العام الاسبوعي، ثم في رتبة أربعاء الرماد التي ستقام استثنائيا في بازيليك القديس بطرس.
وصرح الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي بان الحبر الاعظم سيودع المؤمنين خلال لقاء عام في ساحة القديس بطرس في 27 شباط .
ومن الساعة 19,00 بتوقيت غرينيتش في 28 شباط، يعود بينيديكتوس  الـ16 الكاردينال جوزف راتسينغر، وعندها تبدأ مرحلة "الكرسي الشاغر". وسيجتمع الكرادلة لانتخاب خلف للبابا اذا امكن قبل عيد الفصح في 31 اذار. وخلال الفترة الانتقالية، يصير وزير دولة الفاتيكان تارتشيسيو برتوني المسؤول عن شؤون الكرسي الرسولي، في ما يشكل سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ اكثر من 600 سنة عندما تخلى البابا غريغوار الثاني عشر عن منصبه عام 1415  للمساعدة في انهاء انشقاق داخل الكنيسة.
وعلى رغم الشائعات المتعلقة بوضعه الصحي، اكد البابا انه يستقيل بسبب "تقدمه في السن" ولان "قواه" لم تعد تسمح له بتولي رئاسة الكنيسة التي يقدر عدد اتباعها بمليار شخص.
وحاول الفاتيكان مجددا أمس تبديد الشائعات المتعلقة بصحة الحبر الاعظم.  فلئن كشف لومباردي أنه تم تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب للبابا  "قبل فترة" وحتى قبل ارتقائه السدة البطرسية، قلل شأن جراحة تحدثت عنها صحيفة ايطالية أمس، موضحا أنها "تمت لتغيير بطاريات الجهاز" ولم يكن لها أي تأثير على قرار البابا، وأكد أن أسباب الاستقالة "تكمن في إدراكه أن قوته ضعفت مع تقدمه في السن".
الى ذلك، أفاد لومباردي أن الحبر الاعظم اتخذ قراره الاستقالة بعد عودته من رحلة الى المكسيك وكوبا في آذار 2012، الا أنه  لم يكشفه استناداً الى صحف ايطالية الا لاثنين او ثلاثة من معاونيه.
ونشرت صحيفة "لا ستامبا" الايطالية أن بينيديكتوس الـ16 انسحب بعد اعلان قراره الاثنين واجهش بالبكاء.
وفي سابقة أخرى في تاريخ الفاتيكان، سيصير للكنيسة بابوان، واحد حاكم وآخر فخري.
وأوضح لومباردي أن بينيديكتوس الـ16 سيعيش في دير داخل الفاتيكان، حيث ينصرف الى الصلاة والتفكير ولن يحمل اي مسؤولية في توجيه الكنيسة او اي مسؤوليات ادارية أو حكومية. ويعتقد ان هذا الدير سيكون دير أم الكنيسة للراهبات المحصنات والذي اجريت فيه أعمال ترميم.

 

مرشحون 
وفي هذه الاثناء، بدأت الحملة لاختيار بابا جديد حتى قبل تحديد موعد المجمع الذي سيدعى اليه 117 كاردينالا ناخبا للمشاركة فيه.
وتطرح اسماء عدة  لخلافة البابا مثل رؤساء أساقفة ميلانو انجيلو سكولا ومانيلا لويس انطونيو تاغلي وسان باولو كلاوديو اومس ونيويورك تيموثي دولان والكندي المونسنيور مارك ويليه.
وبات الخبراء في قضايا الفاتيكان مقتنعين بان البابا الذي تولى رئاسة الكنيسة عام 2005 في سن الـ78، اختار الاستقالة في سن الـ86 تقريباً ليؤكد للكرادلة ضرورة اختيار شخص أصغر سنا.
ويرى الكاهن الايطالي اندريا غالو أن البابا باستقالته وجه رسالة اخرى مفادها "انه نظرا الى الفضائح والانقسام غير الجلي (مع الاصوليين) والتراجع الكبير في الدعوة ووخلو الاديرة للرجال والنساء والعدد الكبير من الكاثوليك الذين يتخلون عن الكنيسة في اوروبا والعالم، ادرك انه يجب معالجة هذه المشاكل بعقد مجمع مصغر هو مجمع الفاتيكان 3".

 

 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,190,180

عدد الزوار: 6,982,296

المتواجدون الآن: 72