تقارير..إعلان «حزب العمال الكردستاني»: هل تتمكن تركيا من بناء طوق كردي؟....حكومة المعارضة السورية المؤقتة جداً...الحوار الوطني في اليمن و تنظيم «القاعدة»

الأسد مستفيدًا من تردّد العالم عن لجمه يفعل في السوريين ما لم يفعله المغول...لأول مرة... ستة ملايين يهودي في إسرائيل....مسؤولون عسكريون إسرائيليون: «قنبلة» إيرانية الصيف المقبل...إيران تتحضر للسيناريوهات المحتمل حدوثها بعد سقوط الأسد....كيم الثالث يأمر قواته بالاستعداد لضرب أميركا وقواعدها العسكرية وكوريا الشمالية تقول انها "في حالة حرب" مع الجنوب

تاريخ الإضافة الأحد 31 آذار 2013 - 7:31 ص    عدد الزيارات 1933    القسم دولية

        


 

الأسد مستفيدًا من تردّد العالم عن لجمه يفعل في السوريين ما لم يفعله المغول
موقع إيلاف...عبدالاله مجيد  
أرقام القتلى والمهجرّين وتكلفة الخراب الذي يعمّ بلاد الشام، تتجاوز ما خلّفه غزو المغول في القرن الرابع عشر. ولا يزال بشار الأسد يمعن في قمع الشعب السوري مستندا إلى تردّد أميركي وغربي تجاه نصرة المعارضة التي تسعى للإطاحة بنظامه.
عبدالاله مجيد من لندن: صدم رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية معاذ الخطيب القادة العرب الذين شاركوا في القمة العربية في الدوحة بمجموعة من الأرقام المروعة.
قتلى ونازحون ومهجرون
قال الخطيب في قمة الدوحة التي سُميت "قمة مصير سوريا" ان عدد السوريين الذين قُتلوا في الانتفاضة زاد على 100 الف قتيل واصبح أكثر من مليون سوري لاجئين في دول الجوار مع اربعة ملايين آخرين "مهجرين" داخل وطنهم.
أسفر النزاع الذي دخل عامه الثالث عن دمار واضرار كلفتها 100 مليار دولار.
ومثل هذه الأرقام لم تُعرف في بلاد الشام منذ غزو المغول في القرن الرابع عشر. فحروب سوريا الثلاث ضد اسرائيل تسببت في تهجير نحو 60 الف شخص ومقتل اقل من 3000 سوري.
ولكن نظام الرئيس بشار الأسد تحول الى آلة قتل تزهق كل يوم ارواح 100 شخص في المتوسط وتهجر أكثر من 10 آلاف آخرين بحسب ارقام الأمم المتحدة.
وتتضافر على تزييت آلة القتل هذه وتمويلها ايران وروسيا وفنزويلا وبيلاروسيا وحزب الله اللبناني، بحسب صحيفة التايمز.
الفوضى والقتل
وانهارت في سوريا ادارة الدولة فيما أُغلق اكثر من ثلث المدارس والجامعات وانقطعت الخدمات الأساسية عن الكثير من القرى والبلدات.
ولدى الأسد فرقة مدرعة وعشرات من فرق الموت حتى ان شعاره أصبح "أنا أقتل إذاً أنا موجود".
ودُفعت المعارضة التي بدأت سلمية اضطرارا الى حمل السلاح، وانشق نحو 40 الف جندي عن جيش الأسد لتشكيل وحدات قتالية ضد نظامه.
وفي بعض الأماكن مثل درعا وحمص بصفة خاصة بادر المدنيون الذين غنموا سلاحا من جنود النظام أو اشتروه في السوق السوداء الى تشكيل وحدات للدفاع عن النفس رغم ظهور عناصر جهادية بينهم.
شبح الارهاب والفلتان
الأرجح ان التحالف الذي تقوده ايران وروسيا لن ينقذ الأسد ولكنه يمكن ان يمد في عمر النزاع ويسبب مزيدا من المآسي الانسانية.
ويمكن ان تصبح سوريا بلدا عصيا على الحكم وتتحول عمليا الى مستنقع يرتع فيه بعوض الارهاب والجريمة على شواطئ البحر المتوسط.
ويبدو ان الاتحاد الاوروبي، باستثناء بريطانيا وفرنسا، قرر ألا ينتبه الى هذا التهديد على اعتابه، مصرا على تشبثه بحظر ارسال السلاح الى سوريا وهو حظر لا تتأثر به إلا قوى المعارضة.
وتلاحظ صحيفة التايمز ان شلل الاتحاد الاوروبي يعود الى ان المانيا لا تريد "الانجرار" الى حرب بالوكالة مع روسيا دون دور واضح تقوم به الولايات المتحدة.
أوباما تنقصه الشجاعة
ولكن الولايات المتحدة نفسها مشلولة بما لا يمكن ان يُسمى إلا "دبلوماسية منافقة".
وهذا ما لفت اليه وفد المعارضة السورية الى قمة الدوحة برئاسة الخطيب وعضوية جورج صبرا اليساري المسيحي وسهير اتاسي الناشطة في مجال حقوق الانسان وابرز وجه في الحركة النسوية السورية وغسان هيتو رئيس الحكومة المؤقتة، وهو رجل اعمال محافظ اقام فترة طويلة في الولايات المتحدة.
ويدَّعي الرئيس الاميركي باراك اوباما ان تسليح المعارضة يمكن ان يؤدي الى وقوع السلاح بأيدي جماعات متطرفة ولكن هذه الجماعات لديها اصلا كل ما تحتاجه من السلاح وأكثر.
ولدى الأسد من الجهة الأخرى كل شيء، بما في ذلك الأسلحة الكيمياوية.
ومن اعذار اوباما الأخرى ان الدول الحليفة في المنطقة ليست متفقة فيما بينها ولكن قرار قمة الدوحة المساعدة بكل الوسائل الممكنة على تسليح المعارضة السورية يدحض هذه الذريعة.
كما قررت القمة ان ائتلاف المعارضة هو الممثل الشرعي للشعب السوري ومنحته مقعد سوريا في الجامعة العربية.
وخلال زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للمنطقة سمع رسائل قوية قالت له ان على الولايات المتحدة ان تتبوأ موقع الصدارة في انهاء نزيف الدم في سوريا.
وتتوهم واشنطن انها بامتناعها عن تولي هذا الدور قد تقنع ملالي ايران بالتوصل الى اتفاق يريحها من صداع البرنامج النووي الايراني.
الشرق على كفّ عفريت
ولا بد ان يكون واضحا للمترددين في التحرك الجدي لانهاء المأساة ان النزاع المحتدم لن يقرر مستقبل سوريا فحسب بل مستقبل الشرق الأوسط.
وعلى الدول الغربية ان توجه رسالة لا لبس فيها بأنها لن تسمح للأسد ان يستمر في ذبح شعبه أو تسمح للجهادين بتحويل سوريا الى افغانستان على المتوسط، وان مساعدة السوريين على نيل حريتهم هو في مصلحة اوروبا والولايات المتحدة ايضا، بحسب صحيفة التايمز.
حماية المدنيين استحقاق
والمؤكد ان السوريين لا يريدون قوات غربية على الأرض ولكن الخيار ليس بين الاجتياح أو التقاعس عن عمل شيء.
وما يريده السوريون هو ملاذات آمنة توفر لهم الحماية من فرق الموت التي يطلقها الأسد ضدهم.
وهم يريدون صواريخ ارض - جو ضد طائراته التي تصليهم بنيرانها وقنابلها، انهم يطالبون بأسلحة للدفاع عن النفس وهم يحتاجون الى من يستطيع الوقوف بوجه روسيا وايران.
والولايات المتحدة وحدها التي لديها القدرة على الاضطلاع بهذه المهمة، بحسب صحيفة التايمز، وعلى اوباما ان يشفع مثل هذه القدرة بالشجاعة الأخلاقية المطلوبة لاستخدامها.
 
برلماني بلجيكي: أصبحنا مركزا حيويا لتصدير المقاتلين إلى سوريا... الشرطة البلجيكية تراقب من يطلق اللحية الطويلة ويرتدي جلبابا ويحلق الرأس
جريدة الشرق الاوسط..... بروكسل: عبد الله مصطفى... قال عضو البرلمان البلجيكي دونيس دوكيرم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده أصبحت مركزا حيويا في تصدير المقاتلين الشبان إلى سوريا للقتال هناك، وهناك مجموعات راديكالية تقوم بتجنيدهم، وهذا يمثل مشكلة كبيرة سواء بالنسبة لعائلات هؤلاء الشبان أو بالنسبة للحالة الأمنية أو على الصعيد الاجتماعي حيث يتدرب هؤلاء هناك على القتال وينضمون لجماعات متشددة ويتعلمون كيفية استخدام أسلحة متنوعة وهذا كله يمكن أن يشكل خطرا على أمن بلجيكا بعد عودتهم، وأشار البرلماني الليبرالي إلى أن الأمر لا يقتصر على بلجيكا فحسب فهناك شبان يتم تجنيدهم وتسفيرهم إلى سوريا يحملون جنسيات أخرى من ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها. وعرفت الساعات القليلة الماضية اجتماعات حكومية وأمنية وبرلمانية وعلى مستويات مختلفة، كلها تعمل لتحقيق هدف واحد هو العمل على منع سفر المزيد من الشبان البلجيكيين إلى سوريا للقتال هناك، بعد أن وصل عددهم حتى الآن إلى ما يقرب من 80 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 22 عاما ومن عدة مدن معظمها في الجزء الناطق بالفلامنية (الهولندية). وعقدت المجموعة الأمنية التي شكلتها وزيرة الداخلية جويليه ميلكوية لهذا الغرض اجتماعات شارك فيها عناصر من الاستخبارات والشرطة ومركز إدارة الأزمات وشاركت الوزيرة في نقاشات داخل البرلمان البلجيكي حول نفس الملف، كما وجه قائد الشرطة في مدينة أنتويرب رسالة إلى 2600 رجل أمن، حول سبل اكتشاف عناصر راديكالية تخطط للسفر من أجل القتال في سوريا، والرسالة التي نشرتها وسائل الإعلام الجمعة، تتضمن توجيهات بالتركيز خلال المرحلة المقبلة على الشبان الذين يطلقون لحية طويلة بشكل مفاجئ ويلبسون جلبابا طويلا ويحلقون شعر الرأس ويقل ظهورهم في الشارع على غير المعتاد، أو من يحمل معه كتبا أو منشورات راديكالية، وأشار قائد الشرطة سيرغي ميترز إلى أن مثل هذه الأمور هي التي ساهمت في الكشف عن عناصر جماعة تطلق على نفسها اسم «الشريعة لبلجيكا» والتي تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد ووجه البعض من أقارب الشبان أصابع الاتهام إليها بأنها مسؤولة عن تسفيرهم إلى سوريا للقتال هناك. ووصل عدد الذين سافروا من أنتويرب وحدها لـ30 شابا وهناك أنباء عن مقتل اثنين منهم ولكن السلطات الرسمية لم تؤكد هذه الأنباء، وقال البرلماني البلجيكي دونيس دوكيرم، من المجموعة الليبرالية، مستندا إلى شهادات حصل عليها من بعض أفراد الجالية المسلمة في بروكسل: «لقد تم تنظيم مجلس عزاء في بروكسل، وحصلنا على شهادات تفيد بأن الشخص الأول قتل في منتصف الشهر الجاري، كما أن هناك معلومات ثابتة أن الشخص الثاني ذهب إلى سوريا برفقة أربعة أشخاص منذ أسبوعين فقط»، وأوضح دوكيرم أن أحد أبناء الجالية المسلمة في بروكسل أكد له أن أسرة القتيل الثاني تلقت خبر مقتله عبر مكالمة هاتفية من سوريا. وتابع البرلماني البلجيكي في تصريحاته مشيرا إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في البلاد، وقال إن لديه معلومات تفيد بأن 10 شبان جدد من بلجيكا قد التحقوا بالقتال في سوريا إلى جانب قوات المعارضة خلال الأسبوعين الماضيين ووجه دوكيرم انتقادات بالتقصير في هذا الملف لوزيرة الداخلية. بدورها، قالت الوزيرة مدافعة عن نفسها أمام اتهامات النائب البرلماني «نحن نتعاون مع عدة بلدان مثل تركيا وفرنسا لملاحقة الشبكات التي تساهم في تجنيد أبنائنا وإرسالهم إلى سوريا»، وأضافت أن قوات الشرطة والإدارات الأمنية والاستخباراتية المختصة تراقب عن كثب كافة الأشخاص «المشكوك بأمرهم» من أجل منعهم من الذهاب إلى سوريا أو تجنيد غيرهم لهذه المهمة.
 
الائتلاف السوري يستعد لتوسيع دائرته الوطنية بضم قوى وشخصيات عامة... يطمح في انتزاع مقعد منظمة التعاون الإسلامي بعد الجامعة العربية

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: أدهم سيف الدين .... يستعد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لتوسيع قاعدته الشعبية، بضم قوى وطنية وشخصيات عامة، في وقت يطمح فيه لانتزاع مقعد منظمة التعاون الإسلامي، بعد أن مثل رئيسه معاذ الخطيب سوريا رسميا في قمة جامعة الدول العربية بالدوحة قبل أيام.
وتشتكي أطراف في ائتلاف قوى المعارضة من تصارع كتلتين رئيسيتين داخله، لكن قيادات به قالت: إن الائتلاف يسعى في المرحلة المقبلة إلى إعادة الهيكلة، وإنه ينوي في اجتماعاته القادمة توسيع إطار التمثيل الوطني، عبر ضم قوى وأحزاب وشخصيات في البيت الداخلي للمعارضة السورية.
وقال برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» عضو الائتلاف رئيس المجلس الوطني سابقا، إنه يعتزم إطلاق مبادرة لإعادة النظر في البنية التنظيمية والمؤسساتية والتمثيلية في الائتلاف.
وتابع: «على الائتلاف إعادة النظر وتحسين وسيلة اتخاذ القرار وآلياته، وإعادة توزيع القوى داخل الائتلاف بإضافة بعض القوى التي لها تمثيل ضعيف وكذلك ضم شخصيات وطنية واعتبارية ونسائية لخلق جو ديمقراطي».
ويرى غليون أن تعدد القوى والكتل داخل الائتلاف يجنب سوريا هيمنة كتلتين داخله، لافتا إلى أن مستقبل البلاد في ظل وجود قطبين يظل رهن توافقها الذي يفتح الباب على هيمنة القطبين على قرارات الائتلاف.
في المقابل، قال موفق نيربيه عضو الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن «الرأي لم يستقر بعد على توسيع الائتلاف»، مشيرا إلى أنه «مطلب صحيح وإيجابي»، وأنه يحقق فعالية وزيادة درجة تمثيل الائتلاف على المستوى الشعبي والثوري.
ويعتقد نيربيه أن المعارضة خطت نصف الطريق، لتذليل العقبات التي تواجهها، بعد الحصول على كرسي سوريا في جامعة الدول العربية، وافتتاح سفارة الائتلاف في الدوحة، وتعهد الدول العربية جديا بتسليح المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وبحسب نيربيه يكمن النصف الآخر من الطريق لكسر الحواجز أمام الائتلاف في «إنهاء حالة التردد الشديد في دعم الثورة، والتوقف عن التملق والنفاق لأننا لا نجد دعما على أرض الواقع، وكذلك وقف التناقضات بين الدول العربية والإقليمية والدولية، وتحقيق التوافق داخل صفوف المعارضة».
وتزداد حجم الصعوبات أمام عمل الائتلاف وشرعيته في أعين السوريين، بخاصة بعد تجميد عدة أعضاء عضويتهم داخل الائتلاف، بسبب طريقة انتخاب غسان هيتو لتولي رئاسة الحكومة المؤقتة، وكذلك فيما يخص استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب.
من جانبه، يرى هيثم المالح عضو الائتلاف رئيس اللجنة القانونية أن «الائتلاف ليس مغلقا أمام أحد وهناك لجنة العضوية لتقديم الطلبات للائتلاف».
وعما إذا كان الائتلاف يمثل جميع السوريين المعارضين قال المالح لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك جسم معارض موحد في العالم، ولن يكون هناك كتلة معارضة واحدة، والائتلاف ممثل وحيد للشعب السوري، ومن حيث المبدأ الائتلاف يمكن أن يضم هيئات وشخصيات، وهذا يتوقف على لجنة العضوية والهيئة العامة للائتلاف».
ونوه هيثم المالح إلى أن المسؤوليات على الائتلاف المعارض في المرحلة القادمة تكمن في تسلم باقي السفارات السورية في الدول العربية، ورعاية مصالح الجالية السورية في هذه الدول، كاشفا عن أن الائتلاف السوري يطمح إلى نزع كرسي سوريا بمنظمة مجلس التعاون الإسلامي بعد مقعد الجامعة العربية، وكذلك شغل مقعدها في منظمة الأمم المتحدة.
 
لأول مرة... ستة ملايين يهودي في إسرائيل
إيلاف...لميس فرحات         
 وصل النمو السكاني في إسرائيل إلى حد يحمل أهمية رمزية، بعدما كشفت أرقام تعداد السكان في البلاد أن عدد اليهود وصل إلى ستة ملايين، أي إلى عدد اليهود الذين لقوا حتفهم في المحرقة على يد النازيين في الحرب العالمية الثانية.
لميس فرحات من بيروت: في سابقة هي الأولى، أكدت الإحصائيات الجديدة أن إسرائيل أصبحت أكبر تجمع يهودي في العالم، غذ وصل عدد سكانها اليوهود ستة ملايين، متجاوزة الولايات المتحدة، التي تضم نحو 5.5 ملايين يهودي، بفضل حركة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل.
وجاء تأكيد العدد الإجمالي للسكان الإسرائيليين خلال عطلة عيد الفصح، الذي يصادف فيه خروج بني إسرائيل من مصر القديمة.
وتتألف الأقلية غير اليهودية في إسرائيل من 1.6 مليونًا من العرب، و350،000 من غير العرب المسيحيين، إلى مجموعة من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، الذين لم ترد ديانتهم في التعداد الذي أجرته وزارة الداخلية الإسرائيلية.
وقال البروفيسور سيرجيو ديلا برغولا، المختص في التركيبة السكانية اليهودية في الجامعة العبرية في القدس، إن عدد سكان العالم من اليهود بلغ 13.8 مليونًا، مقارنة بنحو 18 مليون قبل المحرقة، لافتًا إلى أن أعدادهم ارتفعت فقط في إسرائيل.
ما زالوا خارجها
تناولت صحيفة يديعوت احرونوت هذا الارتفاع في العدد ورمزيته أيضًا، فأشارت إلى أن إسرائيل شهدت بالفعل نموًا في عدد اليهود في العام الماضي، لكن عدد يهود العالم لم يتقدم بشكل جيد، بل شهد نموًا سلبيًا.
وقال توم سيغيف، وهو مؤرخ إسرائيلي ومؤلف كتاب "المليون السابع" حول الأثر النفسي للمحرقة، إن الزيادة في عدد اليهود الإسرائيليين يطرح أسئلة مهمة لمستقبل البلاد.
أضاف: "ستة ملايين عدد رمزي للغاية، لكن معظم اليهود ما زالوا يعيشون خارج إسرائيل". وتساءل: "هل يمكننا أن نقول في غضون 5 أو 10 سنوات إن معظم اليهود في العالم يعيشون داخل اسرائيل؟ وهل يمكننا القول للمرة الأولى منذ ألفي عام أن اليهود يعيشون في إسرائيل؟".
أما السؤال الأهم بنظره فهو: "ماذا سنفعل بالفكر الصهيوني؟"
 
مسؤولون عسكريون إسرائيليون: «قنبلة» إيرانية الصيف المقبل
الحياة...تل أبيب – يو بي آي
قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنه سيكون بإمكان إيران صنع قنبلة نووية في الصيف المقبل، وانتقدوا التفاهمات الأميركية - الإسرائيلية بالامتناع عن شن هجوم عسكري ضد إيران حتى نهاية هذا العام.
ونقلت صحيفة «معاريف» امس، عن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين قولهم، إن إيران ستتمكن من امتلاك قنبلة نووية خلال الفترة الواقعة ما بين شهري تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) المقبلين، وذلك «في حال عدم التصدي» لها.
وفي الوقت نفسه انتقد المسؤولون الأمنيون التفاهمات التي توصّل إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال زيارة الأخير لإسرائيل الأسبوع الماضي، بشأن إيران وعدم شن إسرائيل هجوماً عسكرياً ضدها من دون التنسيق مع الولايات المتحدة.
وقال المسؤولون الأمنيون إن «أوباما ومستشاريه كسبوا ود نتانياهو، لكنهم تهرّبوا من أي التزام بشن هجوم عسكري أميركي على إيران إذا اقتضت الضرورة».
وأضافوا أن «العقوبات الدولية المفروضة على طهران لا تحقق أهدافها»، وأن «إيران لا تتأخر عن كوريا الشمالية التي يُعتقد بأنها أصبحت تملك القدرات النووية الفعلية». وكان أوباما قد صرّح في إسرائيل أنه ينبغي منح فرصة للخطوات الديبلوماسية حيال إيران حول برنامجها النووي، معتبراً أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً قبل حلول العام المقبل، هذا في حال قررت صنع سلاح نووي.
وفي هذا السياق، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس، إن وزارة المال الإسرائيلية تطالب بتقليص ميزانية الأمن على ضوء ابتعاد إمكانية شن هجوم عسكري إسرائيلي منفرد ضد إيران.
 
إيران تتحضر للسيناريوهات المحتمل حدوثها بعد سقوط الأسد
إيلاف...أشرف أبو جلالة      
رغم استمرار طهران في تقديم الدعم العسكري اللازم لمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على الصمود في مواجهة محاولات الإطاحة به من جانب المعارضة المسلحة، إلا أن الحليفة القوية إيران بدأت تقوم ببعض التحضيرات الخاصة بسيناريوهات ما بعد الأسد.
اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن التذمّر الإيراني من قرار جامعة الدول العربية بمنح منصب سوريا الشاغر للمعارضة في القمة، التي استضافتها الدوحة أخيرًا، هو الجانب الدبلوماسي من الحرب الميدانية المشتعلة في سوريا بالوكالة، في وقت يتلقى فيه الطرفان أسلحة من قوى خارجية خلال الأشهر الأخيرة.
يكفي ما قاله في هذا الخصوص الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا، حيث أوضح أن "الصراع السوري بات ساحةً للقوى الإقليمية المتنافسة".
الأسد صامد
ومع تواصل المكاسب، التي يحققها الثوار على صعيد الأراضي التي يسيطرون عليها، وكذلك قواعد النظام العسكرية والمعدات، بدأ يتكهن عدد قليل من المحللين بأن نظام الأسد سيصمد في هيئته الحالية، أو أن الرئيس سيعيش حين ينتهي الصراع.
وبرغم الدعم الشعبي الواضح في إيران لنظام الأسد، إلا أن الصحيفة أكدت من جانبها أن الجمهورية الإسلامية بدأت تتهيأ هي الأخرى لمرحلة ما بعد الرئيس بشار.
ومضت تنقل في هذا الإطار عن مهدي خلجي المتخصص في الشأن الإيراني لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله: " تسلك إيران نهجاً ناجحاً حتى الآن، فبدون الأموال والمساعدة الاستراتيجية التي تقدمها إيران إلى دمشق، لكان الأسد قد انهار منذ فترة طويلة. لكن من منظور سياسي، أرى أن لدى الإيرانيين خطة بديلة.. لذلك حتى إن سقط الأسد، فإن إيران ستنجح إلى حد ما في المحافظة على مصالحها".
ثم أشارت الصحيفة إلى أن تلك الخطة البديلة ربما تتوقف على إحدى الميليشيات الداعمة للنظام، التي ساعدت إيران على إنشائها، ويطلق عليها "الجيش الشعبي". ويمكن لها أن تحمي علويي سوريا، إن هبطت إلى جزء فقط من البلاد في شمال غرب سوريا على طول الساحل المؤدي إلى الحدود مع لبنان. ويحتمل ألا يحظى أي جانب بميزة حاسمة.
الجيش الشعبي
نُقِل عن قائد الحرس الثوري الإيراني تأكيده أن الجيش الشعبي، وهو عبارة عن مزيج بين مجموعات شيعية وعلوية، صُمِّم على غرار ميليشيا الباسيج الأيديولوجية في إيران، التي تعد أكبر قوة تطوعية، يتم استخدامها في قمع اضطرابات الشارع.
لكن خطة إيران البديلة مع الميليشيا المؤيدة للنظام تعني أنه إذا تمت الإطاحة بالأسد، فإنه سيكون لا يزال بمقدور إيران أن تحافظ على علاقاتها المباشرة بالجماعات المسلحة.
خط مفتوح مع المسلحين
هنا عاود خلجي ليقول: "ومن خلال مساعدة تلك الجماعات، سوف تتأكد إيران من أن بعض أجزاء سوريا يمكن استخدامها كجسر لبلوغ لبنان والأراضي الفلسطينية".
ثم مضت الصحيفة تنقل عن رئيس المعارضة السورية الشيخ معاذ الخطيب، بعدما شغل منصب بلاده في القمة العربية الأخيرة في الدوحة قوله: "نحن نطلب كل أنواع الدعم من أصدقائنا وأشقائنا، بما في ذلك حقنا الكامل في الدفاع عن أنفسنا". وفي مقابل ما تتحصل عليه المعارضة، تكثف إيران هي الأخرى بشكل كبير من الدعم العسكري، الذي تمنحه للأسد، وفقاً لتقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء في منتصف الشهر الجاري.
وقال كينيث كاتزمان، وهو محلل لدى خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس في واشنطن: "لن تلعب أي من تلك الأسلحة التي تمنحها إيران لسوريا أي دور حاسم في هذا الصراع، وسيخسر الأسد في الأخير. وأتصور أن النتيجة لن تتغير إلا بأشياء باهظة الثمن".
ونوهت الصحيفة كذلك بحقيقة بدء تراجع المخزون العسكري لبشار بشكل بطيء، في وقت يتم فيه إسقاط الطائرات والمروحيات، وفي وقت يتم فيه اختطاف كثير من الدبابات، بينما يستولي الثوار على بعضها، ويستخدمونها ضد القوات الحكومية. 
 
كوريا الشمالية تقول انها "في حالة حرب" مع الجنوب
إيلاف...أ. ف. ب.   
أعلنت بيونغ يانغ في بيان اليوم أنه اعتبارا من الآن باتت العلاقة بين الكوريتين في حالة حرب، وبالتالي فستتعامل مع كل القضايا المتعلقة بالجنوب بحسب بروتوكول زمن الحرب.
 سيول: اعلنت كوريا الشمالية السبت انها دخلت "في حالة حرب" مع كوريا الجنوبية وستتعامل بالتالي مع كل القضايا المتصلة بالجنوب وفقا للقواعد المتبعة في زمن الحرب.
وقالت بيونغ يانغ في بيان وزعته على كل الهيئات والمؤسسات الحكومية انه "اعتبارا من الان باتت العلاقات بين الكوريتين في حالة حرب، وكل القضايا بين الكوريتين سيتم التعامل معها بحسب بروتوكول خاص بزمن الحرب".
واضاف البيان الذي نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان "وضع اللا حرب واللا سلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية قد انتهى اخيرا".
وحذر البيان من ان اي استفزاز عسكري قد يحصل قرب الحدود البرية او البحرية الكورية الشمالية سيقود الى "نزاع شامل وحرب نووية".
ومن حيث المبدأ فان الكوريتين لا تزالان عمليا في حالة حرب كونهما لم توقعا في نهاية الحرب الكورية (1950-1953) اتفاق سلام بل مجرد هدنة.
وكانت بيونغ يانغ اعلنت في وقت سابق من هذا الشهر الغاء اتفاق الهدنة ومعاهدات اخرى موقعة بين البلدين احتجاجا منها على المناورات العسكرية الاميركية-الكورية الجنوبية الجارية حاليا في مياه الجنوب.
واذا كان اعلان كوريا الشمالية انتهاء مفاعيل اتفاق الهدنة يفتح الطريق نظريا امام استئناف العمليات القتالية بين البلدين، فان العديد من الخبراء يستبعدون ذلك.
 
كيم يأمر بالاستعداد لضرب أميركا وقواعدها وموسكو تحذر واشنطن من «عرض عضلاتها»
الحياة...سيول، موسكو - رويترز، ا ف ب
رفعت بيونغيانغ حدة التوتر الى ذروته في شبه الجزيرة الكورية امس، وهددت بضرب أميركا وقواعدها العسكرية، رداً على طلعات نفذتها طائرتا «بي 2» (شبح) أميركيتان في أجواء كوريا الجنوبية، الأمر الذي انتقدته موسكو باعتباره استعراض قوة.
وبعد ساعات على بث صور الطلعات الجوية للقاذفتين الأميركيتين خلال مناورات مشتركة مع سيول، عقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اجتماعاً طارئاً لأركانه وأمر باستكمال كل الاستعدادات لتوجيه ضربات صاروخية إلى الأراضي الأميركية والقواعد الأميركية في المحيط الهادئ.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية في بيونغيانغ، بأن كيم الثالث «وقع أوامر (الاستعدادات) في اجتماع بعد منتصف الليل (الخميسالجمعة) مع كبار القادة العسكريين». ونقلت عنه قوله: «آن الأوان لتصفية الحسابات مع الامبرياليين الأميركيين في ضوء الوضع السائد».
وأظهرت مشاهد وصور بثتها الوكالة امس، كيم الثالث جالساً الى مكتبه وخلفه خريطة للولايات المتحدة، رسم عليها مثلث حول هاواي. وأرفقت الوكالة ذلك بتقرير مفاده أن كيم أبلغ أركانه أنه في حال أقدم الأميركيون على عمل استفزازي «أرعن»، فإن القوات المسلحة الكورية الشمالية «ستضرب بلا شفقة البر الأميركي والقواعد العسكرية في المحيط الهادئ، بما في ذلك هاواي وغوام وتلك الموجودة في كوريا الجنوبية».
واعتبر كيم أن طلعات القاذفتين تخرج عن اطار استعراض القوة وتشكل «إنذاراً (من الأميركيين) يثبت أنهم يريدون إشعال حرب نووية بأي ثمن»، وذلك في إشارة إلى قدرات قاذفات «بي 2» على تنفيذ قصف استراتيجي عن ارتفاع يصل إلى 15 ألف متر، من دون رصدها من الرادار. ويمكن هذه القاذفات حمل 18 طناً من السلاح التقليدي او النووي.
وأشارت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، الى «رصد تعزيزات وتحركات لمركبات في مواقع الصواريخ الطويلة والمتوسطة المدى في كوريا الشمالية، ما يشير إلى احتمال تجهيزها للإطلاق». وتملك كوريا الشمالية صواريخ طويلة المدى من طراز «نودونغ» و «موسودان» التي يمكن أن تصل إلى القواعد الاميركية في المحيط الهادئ، لكن محللين قللوا من احتمال تنفيذ بيونغيانغ تهديدها.
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «فقدان السيطرة على الوضع» في كوريا الشمالية، و «الانزلاق الى دوامة حلقة مفرغة» من العنف.
وفي انتقاد موجه الى الأميركيين، اعرب لافروف عن قلقه من «تحركات احادية الجانب تقضي بتكثيف النشاطات العسكرية التي تجري حول كوريا الشمالية بالتوازي مع رد الفعل الملائم لمجلس الأمن ورد الفعل الجماعي للمجموعة الدولية».
وقال ان روسيا تدعو كل البلدان الى «الامتناع عن استعراض قوتها العسكرية، وتجنب استخدام الوضع الراهن لتحقيق اهداف جيو-سياسية في المنطقة بالوسائل العسكرية».
في الوقت ذاته، دعت بكين، وهي الحليف الاساسي لنظام بيونغيانغ، كل الأطراف إلى بذل «جهود مشتركة» لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. واعتبر الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي، أن «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة» لكل الأطراف.
 
كيم الثالث يأمر قواته بالاستعداد لضرب أميركا وقواعدها العسكرية
الحياة...سيول – رويترز، ا ف ب
 امر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون امس، قواته بإتمام كل الاستعدادات لتوجيه ضربات صاروخية إلى الأراضي الأميركية والقواعد الأميركية في المحيط الهادئ، رداً على طلعات تدريبية قامت بها قاذفتا «بي-2» (شبح) في منطقة يسودها توتر شديد.
ونشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية صورا لكيم الثالث وهو يرأس اجتماعاً عسكرياً طارئاً بشأن وضع الوحدات الصاروخية في حالة استعداد لمهاجمة الولايات المتحدة والقواعد الأميركية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ.
وعقد الاجتماع الطارئ ليلاً للرد على استخدام القوات الأميركية القاذفات الخفية القادرة على إلقاء قنابل نووية، خلال مناورات مشتركة تجريها مع الجيش الكوري الجنوبي.
ونقلت وكالة الأنباء الشمالية الرسمية عن كيم قوله إنه في حال قام الأميركيون بعمل استفزازي «أرعن»، فإن القوات المسلحة الكورية الشمالية «ستضرب بلا شفقة البر الأميركي، والقواعد العسكرية في المحيط الهادئ، بما في ذلك هاواي وغوام وتلك الموجودة في كوريا الجنوبية».
ويرى الخبراء بغالبيتهم أن الشمال لا يملك التكنولوجيا اللازمة لإطلاق صواريخ على أهداف بعيدة كهذه.
ونقلت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية مصدر عسكري في سيول لم تذكر هويته، أنه تم رصد «زيادة كبيرة» في تحريك الآليات والأشخاص في مواقع إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية.
يأتي ذلك غداة إعلان الولايات المتحدة أن قاذفتين خفيتين من طراز «بي-2» تعتبران من القطع الأساسية في قوة الردع الأميركية، حلقتا فوق كوريا الجنوبية في مهمة تدريبية، في تأكيد لالتزام واشنطن حيال حليفها الكوري الجنوبي في ظل تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
واعتبر كيم الثالث أن طلعات القاذفتين تخرج عن إطار استعراض القوة بل تشكل «إنذاراً (أميركياً) يثبت أنهم يريدون إشعال حرب نووية بأي ثمن».
ونادراً ما تعلن واشنطن عن المهمات التدريبية لهذه القاذفات التي تعتبر سلاحاً بالغ القوة صمم للقيام بمهمات خاصة لقصف استراتيجي عن ارتفاع عال يصل إلى 15 ألف متر خلف خطوط العدو.
وهذه الطائرات المعروفة بـ «الشبح» لا يمكن رصدها وتحلق بسرعة الصوت ويمكنها حمل حتى 18 طناً من السلاح التقليدي أو النووي، منها 16 قنبلة بزنة 900 كلغ موجهة بواسطة الأقمار الصناعية أو ثماني قنابل «جي بي يو-37» المضادة للتحصينات البالغة الشدة.
وكانت كوريا الشمالية هددت الولايات المتحدة الثلثاء بضرب قواعدها داخل الأراضي الأميركية أو في المحيط الهادئ، وصدر الإعلان الذي نقلته الوكالة عن قائد الجيش، في حين أن التهديد الأخير صادر عن الزعيم الكوري الشمالي مباشرة.
ودعت الصين إلى بذل «جهود مشتركة» لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمره الصحافي الدوري: «ندعو كل الأطراف إلى بذل جهود مشتركة لتحقيق انفراج في الوضع». وأضاف أن «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة».
وأعلنت واشنطن مرة جديدة الخميس أنها «مستعدة لمواجهة أي احتمال» قادم من كوريا الشمالية، كما قال وزير الدفاع تشاك هاغل.
ويشير الخبراء العسكريون الأميركيون إلى أن تصعيد اللهجة من جانب بيونغيانغ لا يترافق في الوقت الحاضر مع تحركات عسكرية.
وحرصت بيونغيانغ على عدم إغلاق موقع كيسونغ الصناعي الواقع من الجانب الشمالي على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود بين الكوريتين والذي يستغله البلدان، وهو يدر عليها عملات أجنبية.
وعمدت كوريا الشمالية منذ إقرار عقوبات جديدة ضدها في الأمم المتحدة في مطلع آذار (مارس) الماضي، إثر قيامها بتجربة نووية ثالثة، إلى تصعيد لهجتها الحربية لتهدد بانتظام سيول وواشنطن بـ «ضربات استراتيجية» و «حرب شاملة».
لكن كيم يونغ هون الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة دونغوك، رأى أنه «يجب عدم تفسير ذلك على أنه مؤشر لحرب وشيكة»، مضيفاً «أنه رد فعل منتظر ومفصل ليناسب نشر قاذفات بي-2، ولعبة الضغط المتبادل هذه مع الولايات المتحدة ستستمر لبعض الوقت».
ويرى الخبراء أن الاحتمال ضئيل جداً باندلاع حرب حقيقية، لا سيما وأنه من المؤكد أن الشمال سيخرج منها خاسراً، لكنهم يتوقعون أن يبدي الشمال استياءه بإقدامه على عملية شبيهة بالقصف الذي استهدف جزيرة كورية جنوبية صغيرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، ما أوقع أربعة قتلى.
وعززت واشنطن وسيول أخيراً معاهدة التعاون العسكري بينهما، التي تنص على أن تدعم الولايات المتحدة حليفها حتى في حال حصول أدنى استفزاز من الشمال.
 
 
 
إعلان «حزب العمال الكردستاني»: هل تتمكن تركيا من بناء طوق كردي؟
معهد واشنطن...ديفيد بولوك و سونر چاغاپتاي
ديفيد بولوك هو زميل كوفمان في معهد واشنطن. سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في المعهد.
في 21 آذار/مارس، أعلن زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، الذي يقبع في السجن أن منظمته ستسحب مقاتليها من الأراضي التركية بعد شنها حرب دامت أكثر من أربعة عقود. وجاء الأعلان في أعقاب الأنباء الأخيرة التي أفادت بأن أنقرة قد بدأت بإجراء محادثات سلام رسمية مع «حزب العمال الكردستاني» بهدف إنهاء الصراع في الجنوب الشرقي من البلاد، الذي استمر مدة طويلة. ومن شأن الوصول إلى حل ناجح أن يوفر السلام لتركيا ويؤدي إلى جذب الأكراد السوريين أكثر قرباً إلى أنقرة -- والذين يوجد لبعضهم على الأقل علاقات غير مباشرة مع «حزب العمال الكردستاني». وهذا بدوره سيعزز من مركز أنقرة في سعيها للإطاحة بنظام بشار الأسد في البلد المجاور. وجنباً إلى جنب مع تقارب تركيا مع أكراد العراق، يمكن لهذه العملية أن تساعد أنقرة على بناء "محور كردي" في الشرق الأوسط، أو على الأقل طوق ودي. بيد، إن التناحرات مع إيران وبغداد قد تعقد أي خطط من هذا القبيل.
الخلفية
تقوم محادثات السلام الجديدة على أساس سيطرة أوجلان على المنظمة التي أسسها، وبإمكانه بذلك التوصل إلى اتفاق. وكان قد حكم عليه بالإعدام بعد إلقاء القوات التركية القبض عليه عام 1999، ولكن تم تغيير قرار الحكم في وقت لاحق إلى السجن مدى الحياة عندما ألغت تركيا عقوبة الإعدام عام 2002 لكي تتأهل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لذلك، أمضى أوجلان أكثر من أربعة عشر عاماً في الحبس الإنفرادي. ومع ذلك، أسفرت المناقشات الأولية إلى جعل ظروف سجنه أكثر تحملاً، (على سبيل المثال، تشير تقارير وسائل الإعلام التركية بأنه قد أُعطي مؤخراً تلفزيون بالكابل).
وعلى الرغم من أن مراد كارايلان قد أصبح زعيم «حزب العمال الكردستاني» بعد إلقاء القبض على أوجلان، لا يزال مؤسس الحزب يسيطر على الجماعة ويحضى بإخلاص ووقار الكوادر بحيث يصل ذلك إلى مظاهر التبجل. وبالتالي، فمن المحتمل أن يمتثل العديد من الأعضاء إذا ما طُلب منهم إلقاء أسلحتهم. وفي الوقت الراهن، تعهد «حزب العمال الكردستاني» بسحب مقاتليه، وسوف ترد تركيا بالمثل من خلال منحها عفو واسع لكوادر مقاتلي الحزب. وربما تفرض أنقرة أيضاً إقامة جبرية على أوجلان؛ وكان نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج على وشك الاعتراف بذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها في حزيران/يونيو 2012.
ومع ذلك، هناك احتمال تشكيل حجر عثرة أمام التوصل إلى اتفاق. فالإضافة إلى كارايلان، تضم دائرة قيادة «حزب العمال الكردستاني» ثلاثة أسماء مهمة أخرى وهي: جميل بايك وكالكان دوران (وهما أكراد أتراك يعتبران على نفس المستوى مع كارايلان)، وفهمان حسين (الملقب باهوز أردال، وهو كردي سوري). وفي حين يُعرف عن كارايلان بأنه مطيع لآراء أوجلان، إلا أن لكل من كالكان وبايك شراكة عملياتية لا تقع تحت السيطرة الكاملة لأوجلان. كما يُعرف عن حسين، وهو المسؤول عن تدريب المسلحين، بأنه يعمل وفقاً لمبادراته. وعلى الرغم بأنه لا يبدو من المرجح أن أياً من الثلاثة سيتحدى أوجلان في الوقت الراهن، إلا أن كالكان قد أعرب عن بعض التحفظات بشأن المحادثات، قائلاً: "إذا تريدون وقف القتال، تحتاجون التحدث إلينا [نحن المقاتلين في الجبال]." ويُعرف عنه أيضاً بأنه قريب من طهران، التي تعارض قيام اتفاق بين تركيا و«حزب العمال الكردستاني». وفي الوقت نفسه، يحافظ بايك على علاقات جيدة مع الأكراد الإيرانيين، في حين يتمتع حسين باستمالة واسعة بين الأكراد السوريين.
ويشير كل ذلك إلى أنه حتى لو استطاع أوجلان إقناع قسم كبير من أعضاء «حزب العمال الكردستاني» بالموافقة على طلبه بموجب اتفاق السلام، إلا أن بإمكان غيره من القادة تشكيل جماعات منشقة على المدى الوسط إلى الطويل، وعلى الأرجح بدعم من إيران. فكما انفصل المتطرفون عن "الجيش الجمهوري الإيرلندي" بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وتشكيلهم "الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي" واستمرارهم في محاربة الحكومة البريطانية، من الممكن بزوغ «حزب العمال الكردستاني الحقيقي» رداً على إجراء محادثات مع أوجلان.
الزاوية الإيرانية
بالنسبة لطهران، يثير التقارب التركي الناشئ مع «حزب العمال الكردستاني» تساؤلات قوية. فمنذ أن بدأت أنقرة بتأييد الانتفاضة السورية في أواخر عام 2011، شجعت إيران هذه الجماعة على القيام بعمليات تستهدف تركيا. وفي الواقع، من المعروف أن عدداً من هجمات «حزب العمال الكردستاني» التي وقعت في العام الماضي في جنوب شرق تركيا قد جاءت من إيران، وإذا ما نزع أعضاء «حزب العمال الكردستاني» سلاحهم، سيتم حرمان طهران من هذه الذراع.
ومن شأن قيام تفاهم بين تركيا و«حزب العمال الكردستاني» أن يجعل من السهل على أنقرة أيضاً التوصل إلى فهم أفضل مع واحدة من الجماعات المنتسبة إلى الحزب ألا وهي «حزب الاتحاد الديمقراطي». وهذه الجماعة هي ميليشيات كردية سورية رئيسية قائمة في جنوب الحدود التركية. وهذا بدوره سيساعد تركيا والأكراد السوريين على العمل معاً ضد الأسد، الذي ما زال نظامه يحصل على الدعم القوي من طهران.
وفي ضوء هذه المخاوف، من المرجح أن تزيد إيران من دعمها للفصائل المتشددة المنشقة عن «حزب العمال الكردستاني» والمعادية لتركيا. وقد ترعى أيضاً وكلاء أكراد سوريين جدد سيكونون مستعدين للوقوف ضد تركيا أو الأكراد المعادين للأسد، أو كليهما. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تزيد طهران من مساعداتها (وتحريضاتها) لمجموعة متنوعة من الخلايا الإرهابية الصغيرة المعادية لتركيا أو الأكراد المعتدلين، في هذه المنطقة أو خارجها على حد سواء. على سبيل المثال، يشك الكثير من الاتراك والأكراد بوقوف إيران وراء اغتيال ثلاثة نشطاء بارزين من «حزب العمال الكردستاني» مؤخراً في باريس، في محاولة فاشلة لعرقلة تقارب أنقرة مع «حزب العمال الكردستاني».
الزاوية العراقية
في العراق، هناك الآن توقعات بوجود رَدّيْ فعل مختلفين لمحادثات السلام. فبالنسبة لـ "حكومة إقليم كردستان" ورئيسها مسعود بارزاني، يبشر قيام اتفاق مكتمل الأركان بين تركيا و«حزب العمال الكردستاني» بالحصول على نصر سياسي وشخصي كبير. فبالإضافة إلى تدعيم الأواصر السياسية والاقتصادية والأمنية القوية، التي تطورت على مدى السنوات القليلة الماضية بين أنقرة وأربيل، فمن شأن هذه الأواصر أن تنهض بأجندة "حكومة إقليم كردستان" التي تتمثل بمساعدة أكراد سوريا على تحقيق قدر أكبر من الحرية من خلال العمل مع تركيا ضد نظام الأسد، بدلاً من العكس من ذلك.
وعلى العكس من ذلك، فإن قيام صفقة بين تركيا و «حزب العمال الكردستاني» يثير مشاكل للحكومة العراقية المركزية في بغداد، وخاصة لرئيس الوزراء نوري المالكي. فعلاقاته مع أنقرة قد توترت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث هناك نزاعات خطيرة حول النفط، وموضوع بقاء الأسد في الحكم، والعلاقات التركية مع "حكومة إقليم كردستان". وهكذا، سينظر المالكي بارتياب الى كل شئ يعجل من مسار النجاح التركي على حسابه المتصور.
وحتى مع ذلك، هناك طرق للتقريب بين هذه الآراء المتنافسة. على سبيل المثال، يفيد صحفيون عراقيون مطلعون بأن الولايات المتحدة قد بدأت بالعمل مع بغداد بصورة أكثر مباشرة لاحتواء عدوى انتقال الجهاديين من سوريا. وهذا يمكن أن يقنع المالكي بأن التعاون التركي- الكردي ضد نظام الأسد سوف لا يهدد حكومته، على الأقل ليس بشكل مباشر. ثم أنه قد يكون أقل ميلاً للتسامح مع جهود إيران اليائسة لزرع الفتنة بين الأتراك والأكراد في الوقت الذي يرسل المساعدات عبر الأراضي العراقية إلى ديكتاتورية الأسد المترنحة.
موضوع الأكراد السوريين
يمثل 2.5 مليون كردي سوري، الذين يهيمنون على أجزاء من مساحات تمتد على طول الحدود الشمالية مع تركيا، مجموعة مربكة من الأحزاب والفصائل والشخصيات والمجالس المحلية والميليشيات والتحالفات. فقدْ فقدَ نظام الأسد السيطرة إلى حد كبير على هذه المنطقة، إلا أن معظم الأكراد السوريين يركزون على إدارة شؤونهم الخاصة بدلاً من الانضمام إلى المعارضة الرئيسية، التي ترفض قبول تطلعاتهم للحكم الذاتي أو حتى "اللامركزية السياسية". وكانت أعراض هذا الانقسام هي إعلان «حزب الاتحاد الديمقراطي» هذا الأسبوع بأنه لن يعترف باختيار غسان حتو رئيساً لوزراء حكومة الظل المعارضة الوليدة، على الرغم من أنه من أصل كردي.
إن الانقسامات الداخلية بين الأكراد السوريين تزيد من تعقيد الصورة. فما زالت ميليشيا «حزب الاتحاد الديمقراطي» تواصل مضايقة أكراد آخرين وحتى قتلهم، وكان آخرها في القرى القريبة من عفرين شمال حلب. وعلاوة على ذلك، ووفقاً لمصادر مطلعة، يقال أن بعض عناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» عقدت سراً، صفقات محلية -- تخدم مصالحها الذاتية -- مع كل من النظام والمعارضة، بما في ذلك عناصر من الثوار الجهاديين مثل "جبهة النُصرة"، بل أن هذه العناصر قد تعمل حتى مع وكلاء عراقيين وإيرانيين. وتشير هذه المصادر أيضاً إلى أن أوجلان أخبر سراً «حزب الاتحاد الديمقراطي» بأن يتوقف ويكف [عن القيام بأي عمليات]، ولكنه لا يتمتع حقاً بأي سيطرة على الجماعة وهو الأمر بالنسبة للرئيس الإسمي للحزب صالح مسلم. وهناك على الأقل بعض الأعضاء من «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذين يستجيبون بصورة أكثر للعناصر المتطرفة من «حزب العمال الكردستاني» الذين يختفون عبر الحدود العراقية في [جبال] قنديل، ويتردد أنهم تعهدوا بعدم نزع سلاحهم لمدة لا تقل عن سنتين أخريتين.
ومع ذلك، يشكل التقارب التركي الناشئ مع «حزب العمال الكردستاني» فرصة جديدة لتحقيق الاستقرار في العلاقات مع الأكراد السوريين وبين الأكراد أنفسهم. ونظراً لصعود مكانة أنقرة وتدهور وضع الأسد، فمن الممكن أن يتحول هؤلاء بصورة أكثر حسماً ضد النظام وباتجاه ائتلاف المعارضة الرئيسي في سوريا. ومن شأن هذا التحول أن يرسخ التفاهم الواعد ولكن غير المكتمل الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الكردية السورية المتنافسة في تموز/يوليو الماضي بوساطة بارزاني. ومن شأن ذلك أن يعزز بدوره من الأهداف التركية والأمريكية لإسقاط الأسد، حيث سيؤدي إلى تجنب قيام صراع داخلي لاحق في سوريا، ويقلل إلى أدنى حد من امتداد هذا الصراع إلى دول الجوار. وفي أفضل الأحوال، يمكن أن يتمخض عنه ظهور طوق من المجتمعات الكردية الصديقة على حدود تركيا الطويلة مع سوريا والعراق، التي يسهل اختراقها، بحيث يفتخر كل مجتمع بحصوله على قدر من الحكم الذاتي المحلي.
دلالات على السياسة الأمريكية
سارعت واشنطن بالترحيب، بصورة تستحق الثناء، بالتصريحات الجديدة التي صدرت من قبل تركيا و«حزب العمال الكردستاني». ومع ذلك، فمن غير الواضح بصورة كافية ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها للمساعدة في تعزيز المبادرة التاريخية، والبناء تدريجياً على آثارها الإقليمية الأكبر. وبعبارات أوسع، ينبغي على الولايات المتحدة تعزيز دعمها لتركيا والمعارضة السورية، بهدف جلب الأكراد السوريين إلى العمل من أجل هدف مشترك في هذه القضية المشتركة. وهذا يعني على أقل تقدير تنسيق المساعدات الإنسانية المباشرة وغيرها من المساعدات وتعزيزها بسرعة مع جميع الأطراف الثلاثة، ويتوقف ذلك على رغبة هذه الأطراف في تجنب الصراع مع بعضها البعض.
وهناك نهج أكثر طموحاً ولكنه لا يزال واقعياً، يتمثل بالتوصل الى تفاهم سياسي أفضل بين الأطراف الثلاثة بشأن المراحل الحالية والمستقبلية للأزمة السورية. ومن المرجح أن يترتب عن هذه الخطوة -- في أعقاب الانفراج السياسي بين تركيا و «حزب العمال الكردستاني» -- التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ للحفاظ على إدارة محلية كردية في المناطق الحدودية التي يسيطر عليها الأكراد حالياً، سواء على المدى القصير أو بعد الإطاحة بالأسد.
يجب على واشنطن أن تمنح بغداد أيضاً المزيد من الحوافز للتخلي عن الأسد. ويعني ذلك تقديم ضمانات إضافية ودعماً ملموساً لجهود العراق لتأمين الحدود مع سوريا. وإذا ما حذت بغداد حذو واشنطن من خلال الحد من دعمها الايجابي والسلبي لدمشق، يجب على واشنطن أن تقدم أيضاً ضمانات إضافية بأنها ستعارض أية محاولات تقوم بها "حكومة إقليم كردستان" وتركيا لانتزاع ثمن سياسي أو اقتصادي لا مبرر له من بغداد من ناحية الامتيازات النفطية أو المطالب الإقليمية.
وأخيراً، يتعين على الولايات المتحدة الاستعداد لاحتمال قطع الطريق عن ما سيكون بالتأكيد جهود إيرانية متضافرة للعمل على تخريب هذه التحركات الجديدة. وهذا يعني متابعة عاجلة -- وكلما كان ممكناً العمل بصورة مشتركة على قطع الطريق عن قيام عمليات إرهابية أو استعدادات أخرى ترعاها إيران ضد أي من المبادرات التي نوقشت أعلاه.
 
الحوار الوطني في اليمن و تنظيم «القاعدة»
معهد واشنطن...دانيال غرين
دانيال غرين هو زميل آيرا وينر في معهد واشنطن ومحارب قديم في الجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق.
 يمنح "مؤتمر الحوار الوطني" الذي بدأ في صنعاء في 18 آذار/مارس، فرصة لليمن لكي تسعى إلى إجراء إصلاحات أساسية على مدى الأشهر القليلة المقبلة. ومع ذلك، فهو يعطي أيضاً فرصة للولايات المتحدة خلال هذه العملية تعمل فيها واشنطن على مساعدة شخصيات قيادية على التركيز على هزيمة تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بصورة شاملة. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهود إصلاح دقيقة ومتزنة توائم مصالح الدولة مع تلك التي تهم القبائل والجماعات الأخرى التي تسامحت مع تنظيم «القاعدة» أو دعمته في الماضي.
الخلفية
يشكل الحوار الذي طال انتظاره مكوناً مركزياً للتسوية التي تم التوصل إليها بوساطة "مجلس التعاون الخليجي" في عام 2011 والتي سهلت نقل السلطة إلى حكومة جديدة في اليمن. ويهدف المؤتمر الذي يستمر ستة أشهر أن يكون منتدى سلمي للجهات المعنية لمناقشة القضايا المركزية التي تؤثر على استقرار البلاد، كما سيقيم سلسلة من مجموعات عمل من المقرر انعقادها في إطار الإعداد لإطار يشبه البرلمان. وتشمل بنود جدول الأعمال الرئيسية صياغة دستور جديد يعالج تداول السلطة والعائدات بين المحافظات اليمنية المتشاكسة، وكذلك التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر إجراؤها في شباط/فبراير 2014.
لقد بُذلت جهود كبيرة لضمان أن تشمل العملية جميع الجهات المعنية الرئيسية في البلاد، بما في ذلك الشباب والنساء والحوثيين (مجموعة قبلية /دينية في شمال البلاد كانت قد خاضت كفاحاً مسلحاً طويل الأمد ضد الحكومة)، والجنوبيين (الكثير منهم يتذكر باعتزاز أيام حكومة جنوب اليمن المستقلة ما قبل عام 1990) ورجال القبائل والأحزاب السياسية الرئيسية. [وبالطبع] إن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» هو أبرز المستبعدين، ولكن من المؤكد أن هناك شعور بوجود تأثير لهذه الجماعة؛ وسوف يتطلب التوصل إلى سلام دائم إيجاد طرق للحد من هذا التأثير.
الدعم المتأصل لـ تنظيم «القاعدة»
إن إرث الرئيس السابق علي عبد الله صالح -- الذي استمر حكمه ثلاثة عقود -- يلقي بظلاله على "الحوار الوطني". فقد كان أسلوبه القيادي قد أكد على الاستبدادية الشاملة، حيث استمال المنافسين السياسيين من خلال إدماجهم في نظام السلطة والمحسوبية القائم في الدولة. وفي كثير من الأحيان شحن مختلف الفصائل والقادة ضد بعضهم البعض باتباعه سياسة "فرق تسد". كما استعمل الضغط وحتى القوة للحصول على ما يريده عند الحاجة، وإن حدث ذلك عادة بشكل محدود وبأهداف قصيرة الأجل حافظت على حرص الشرعية الدستورية. وفي الوقت نفسه، احتكرت أسرته السلطة العسكرية، كما سيطر أعضاء قبيلته من شمال البلاد على الوزارات الرئيسية والمناصب الحكومية.
لقد أدار صالح المناطق الحضرية في اليمن من خلال إدارة البلاد بطريقة منحت خدمة محدودة لهذه المناطق، حيث ترك المحافظات لنظام قائم على زعماء القبائل والمسؤولين المعينين من قبل الحكومة المركزية. ونتيجة لذلك، لم توسع الحكومة سلطتها بشكل كامل على أجزاء كثيرة من البلاد، كما أن مجموعات قبلية احتفظت إلى حد كبير باستقلالها. وقد قاوم العديد من القبائل ذلك النظام لأنهم كانوا يخشون من أن تؤدي طبيعتهم الفاسدة الجشعة إلى إلحاق الضرر بالسكان. بيد، أظهر لهم نظام صالح بأن المساومة مع الدولة هي أفضل وسيلة للحصول على المزيد من الاهتمام والدعم السياسي والتمثيل. ولذلك، تغاضت بعض الجماعات وجود تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بل حتى دعمت ذلك الوجود، كوسيلة لكسب المزيد من النفوذ مع صنعاء -- إن ذلك يشابه ميل نظام صالح إلى استخدام وجود تنظيم «القاعدة» كوسيلة للحصول على الدعم الغربي.
استمرار تمرد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»
بالإضافة إلى مناقشة الكيفية التي يمكن بموجبها قيام الإصلاح المؤسسي بمساعدة مختلف الفصائل على سحق منهج تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، ينبغي على اليمنيين أيضاً أن يستخدموا "الحوار الوطني" كمنتدى يناقش كيفية هزيمة الجماعة بشكل دائم على أرض المعركة. وعلى الرغم من أن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» قد ركز عملياته العسكرية في البداية ضد الأهداف الأجنبية بدلاً من اليمنية، إلا أن ذلك تغير بشكل كبير في عام 2011 عندما استغلت الجماعة الاضطراب السياسي في صنعاء لاجتياح أجزاء كبيرة من جنوب البلاد. ويرجع نجاح ذلك الهجوم إلى حد كبير إلى الانسحاب المتعمد لبعض قوات الأمن اليمنية للتعجيل بحدوث أزمة، إلا أن نهج القوة الناعمة الذي اتبعه تنظيم «القاعدة» مع السكان لعب هو الآخر دوراً أيضاً. وباتباعه استراتيجية دقيقة لإشراك المجتمع المحلي، استخدم تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» مشاريع التنمية الصغيرة، وإقامة العدل، والسياسة القبلية لحشد الدعم لعملياته. كما غيراسمه أيضاً إلى «جماعة أنصار الشريعة» في محاولة لاعادة تصنيف نفسه كمنظمة إسلامية إصلاحية -- وهذه واحدة من عدة جوانب من حملة من عمليات المعلومات المحنكة التي قام بها التنظيم.
ومع ذلك، فبمجرد استيلاء تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» على السلطة في أجزاء من الجنوب، أدى أسلوبه الوحشي في الحكم إلى قيام نفور عميق تجاهه من قبل السكان. وفي عام 2012، أجبر هجوم مشترك شنه الجيش اليمني والقبائل المحلية المتحالفة إلى إخراج الجماعة من المناطق التي اجتاحتها. بيد رد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» على ذلك بقيامه بحملة اغتيالات ضد مسؤولين في السلطة العسكرية والاستخبارية والأمنية، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثمانين شخصاً حتى الآن. كما خاض معارك ضد القوات الحكومية في محافظة البيضاء في الأشهر الأخيرة، على الرغم من تراجعه إلى ملاذاته الآمنة التقليدية في المناطق الداخلية. وباختصار، لا يزال تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» يشكل تهديداً مستمراً وليس هناك شك بأنه سيحاول إعادة بناء قواته بالكامل. يجب على الوفود المشاركة في "الحوار الوطني" مناقشة السبل لمعالجة مشكلة تنظيم «القاعدة» بصورة مباشرة وبشكل واسع؛ ولا يكفي دراسة القضايا التي تؤثر بشكل غير مباشر على استراتيجية الجماعة.
خيارات الولايات المتحدة
لكي تتم هزيمة تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، يجب على واشنطن أن تساعد اليمنيين على تحديد المصالح المشتركة بين الدولة الإصلاحية والقبائل التي دعمت تنظيم «القاعدة». ومن شأن قيام نهج سليم للإصلاح أن يدمج مصالح كل قبيلة بطريقة تطالبها بالترحيب بوجود موسع للدولة بدلاً من استخدام تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» كورقة مساومة. وبناء على ذلك، يجب على واشنطن دعم التدابير التالية:
• وضع استراتيجية سياسية وأمنية شاملة لإخضاع الملاذات الآمنة لـ تنظيم «القاعدة». نظراً لمركزية الدولة اليمنية، كثيراً ما كانت السلطة السياسية المحلية محدودة، الأمر الذي خلق خلل ديمقراطي ودفع القبائل المستبعدة إلى استخدام العنف لتحقيق أهدافها. ينبغي على الولايات المتحدة تشجيع المشاركين في "مؤتمر الحوار الوطني" على مناقشة قيام المزيد من الحكم الذاتي والسلطة السياسية في المناطق المحلية في إطار أكثر ديمقراطية.
• بذل جهود لإضفاء الشرعية على "اللجان الشعبية" القبلية. سوف يتطلب إخضاع ملاذات تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» الحصول على مساعدة وحدات "اللجنة الشعبية" القبلية، وليس الجيش اليمني وقوات الشرطة وحدهم. فكما تبين في العراق وأفغانستان وحتى في اليمن نفسها، فإن قيام قوة أمنية قبلية في جزء من الوقت تكون ذات توجه دفاعي ولكن يتم تجنيدها وتدريبها ودفع رواتب جنودها ودعمها لوجستياً من قبل الدولة، هو أمر أساسي لتحقيق الأمن الدائم. وسوف تدعم القبائل قيام مثل هذا الجهد لأن بإمكانه توفير الأمن وفرص العمل والوسائل للتحقق من أي إساءة في استعمال السلطة من خلال توسيع القوات الحكومية. يجب على واشنطن أن تشجع صنعاء على إضفاء الشرعية على هذه الوحدات المحلية.
• المحاسبة الكاملة لانتهاكات تنظيم «القاعدة». تم وضع قدر كبير من التركيز على توثيق الانتهاكات التي ارتكبتها قوات صالح ضد المتظاهرين في 2011-2012. يجب بذل جهد مماثل لتوثيق انتهاكات تنظيم «القاعدة»، والتحقيق في ما إذا كانت الأجهزة الأمنية قد تواطأت مع هذه الجماعة عندما وسعت وجودها في اليمن في عام 2011. ينبغي على الولايات المتحدة أن تشجع قيام محاسبة كاملة على كلا الجبهتين، بما في ذلك مقاضاة المسؤولين عن أي أفراد من رجال الأمن كانوا قد ساعدوا تنظيم «القاعدة».
• إنشاء فريق عامل من زعماء القبائل والأمن. يتعيّن على واشنطن حث المشاركين في المؤتمر على إنشاء فريق عمل من قادة القبائل والسياسيين ورجال الأمن من المناطق الأكثر تضرراً من عمليات تنظيم «القاعدة». ومن شأن هذا المنتدى أن يساعد هؤلاء على تبادل الدروس المستفادة من مواجهة الجماعة، ويوفر برنامج إصلاح موحد للمؤتمر الأوسع نطاقاً، ويعزز التعاون المحسّن حول الأهداف المشتركة في أعقاب المؤتمر.
 
حكومة المعارضة السورية المؤقتة جداً
مركز كارنيغي للشرق الأوسط.....يزيد صايغ
احتلّ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية (الائتلاف الوطني) رسمياً، هذا الأسبوع، مقعد سورية في الجامعة العربية. وقد مثّل الائتلاف رئيسه معاذ الخطيب، الذي كان قد أعلن استقالته قبل يومين، وجلس خلفه رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو.
يُعَدّ هذا الاعتراف مكسباً دبلوماسياً مهماً. ولكنه سيكون عابراً ما لم يتمكّن الائتلاف الوطني وحكومته المؤقتة من متابعته بسرعة، من خلال تقديم الإدارة الفعالة، والخدمات الأساسية، وتسوية المنازعات، وتوفير الأمن في المناطق المحررة، التي يدّعي أنها تمتدّ الآن على مساحة تزيد عن 100 ألف كيلومتر مربع وتأوي مايقرب من عشرة ملايين نسمة. تبدو الحاجة ملحّةً، إذ يواجه الائتلاف الوطني فوضى مسلحة في العديد من المناطق، واستمرار تفتّت المجالس المحلية المدنية والجماعات الثورية، والزيادة المستمرة في أعداد اللاجئين والمشردين داخلياً، والمنافسة من جانب تحالفات الثوار الإسلاميين التي تزداد تماسكاً وتبادر إلى توفير الحوكمة المحلية.
تشكيل الحكومة
كان معاذ الخطيب قد هدّد بالاستقالة في مناسبات عديدة. وما أوصل الأمور إلى ذروتها هذه المرة هي الخلافات داخل الائتلاف حول الحكمة من تشكيل حكومة مؤقّتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية. وقد عارض الخطيب هذه الخطوة لأنه كان يخشى أن تفضي إلى تقسيم البلاد.
 مضى الائتلاف الوطني قدماً رغم اعتراضات الخطيب، وعيّن في 18 آذار/مارس غسان هيتو ليرأس حكومة مؤقّتة، مازال عليه أن يشكّلها أيضاً. نجح الفصيلان الرئيسان داخل الائتلاف الوطني في تأمين الموافقة على القرار رغم الاعتراضات، وهما المجلس الوطني السوري، الذي كان يمثّل إطار المعارضة الرئيس في المنفى حتى انضمامه إلى الائتلاف الوطني في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، والكتلة الوطنية، التي كانت تنتمي إلى المجلس الوطني حتى انسحابها منه للانضمام إلى الائتلاف الوطني. ويعتبر الفصيلان قوتين مهيمنتين داخل الائتلاف، كما يتّضح من قدرتهما على حشد 35 صوتاً لهيتو من أصل 49 في الهيئة العامة للائتلاف.
 بعد عملية تصويت قاسية، علّق اثنا عشر عضواً في الهيئة العامة للائتلاف عضويتهم احتجاجاً، وشكوا من سلوك الهيمنة من جانب جماعة الإخوان المسلمين، التي تسيطر على المجلس الوطني، والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ، وهو وجه بارز في الكتلة الوطنية. وانضمّ بعض المعترضين لاحقاً إلى حوالى 70 من شخصيات المعارضة – ومنهم أعضاء سابقون في المجلس الوطني والكتلة الوطنية – الذين أصدروا بياناً يطالب بإضافة 25 مقعداً إلى الائتلاف الوطني لكي يمثّل "التيار المدني الديمقراطي" بصورة أفضل.
 صحيح أن الخطيب قد يتراجع عن استقالته ويستأنف مهامه، إلا أن ذلك من غير المرجح أن يؤدّي إلى حلّ الخلافات الداخلية حول طبيعة وأهداف الحكومة المؤقتة. فقد طالب المعترضون بالتخلّي التام عن فكرة الحكومة المؤقتة، وإعادة تكوينها بطريقة توافقية بعد توسيع صفوف الائتلاف الوطني.
من المفارقات أن المجلس الوطني كان قد قاوم أصلاً تشكيل حكومة مؤقتة قبيل انضمامه إلى الائتلاف الوطني، واستمر في ذلك حتى آذار/مارس 2013. فهو يخشى أن تصبح الحكومة تلقائياً منافساً على القيادة السياسية وأن تقوّض زعم الائتلاف الوطني بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وهي الصفة التي منحته إياها مجموعة أصدقاء سورية في 12 كانون الأول/ديسمبر 2012، والتي عزّزها اجتماع جامعة الدول العربية.
 لم يعكس المجلس الوطني موقفه إلا بعد أن دعا مجلس وزراء الخارجية في الجامعة العربية الائتلاف الوطني، يوم 6 آذار/مارس 2013، لتأسيس هيئة تنفيذية يعهد إليها القيام بالوظائف السيادية. وقد اعتبر المجلس أن تعيين هيتو يوفي بهذا الشرط، مع أن الحكومة لم تتشكّل بعد.
 بيد أن التردّد داخل المجلس الوطني إزاء إقامة حكومة مؤقتة وتمكينها بصورة جديّة أمر مثير للقلق. فإذا ماتلاشت الحكومة المؤقتة، سيعرّض ذلك المكانة السياسية للائتلاف الوطني ومستقبله للخطر. فمن الممكن أن تدفع استقالة الخطيب المعلّقة بالائتلاف الوطني إلى اتّخاذ موقف حاسم، ولكن هذا يتطلب من الائتلاف التحرّر من خوفه من التحدّي السياسي الذي قد يواجهه من جانب الحكومة المؤقتة التي يدّعي أنه يريدها.
حكومة انتقالية أم مؤقتة: ما الفرق؟
الحضور المشترك للخطيب وهيتو في القمة العربية تَستّر على الخلافات داخل الائتلاف الوطني بدلاً من حلّها. فقد اختار الائتلاف الوطني تشكيل حكومة مؤقتة، غير أن أقلية ضاغطة مثابرة، بمَن فيها الخطيب، حاولت أن تبقي الباب مفتوحاً أمام تشكيل حكومة انتقالية بدلاً من ذلك. استخدم هذان المصطلحان بصورة متبادلة معظم العام 2012، لكن التمييز بينهما أصبح أكثر وضوحاً في ظل الاستقطاب الحاد الذي شهده النقاش الداخلي في الائتلاف أوائل العام 2013.
 فالمعارضة وحدها هي التي تشكّل الحكومة المؤقتة لإدارة المناطق المحررة. وكما صرّح بعض مؤيّدي الحكومة المؤقّتة، فإنها "تقطع الطريق" على التفاوض مع النظام السوري، كما يقول مؤيدوها صراحة. أما الحكومة الانتقالية فتجمع بين المعارضة وأعضاء في الحكومة السورية الحالية كجزء من الحل السياسي للصراع.
 تعمّق الخط الفاصل منذ 30 حزيران/يونيو 2012، حين انضم الأعضاء الرئيسيون في مجموعة أصدقاء سورية إلى روسيا والصين في نشر بيان جنيف. دعا البيان إلى "إقامة هيئة حكم انتقالية... يمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى، ويجب أن تشكّل على أساس الموافقة المتبادلة". ولم يرد ذكر لدور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو لمصيره النهائي.
 ردّاً على ذلك، وعد اجتماع موسَّع للمعارضة في القاهرة يوم 3 تموز/يوليو بتشكيل حكومة "تسيير أعمال" بالاتفاق مع "سلطة الأمر الواقع الوطنية" من دون تحديدها، و"مَن لم تتلطخ يداه بدماء السوريين أو بنهب المال العام". لكن هذا من شأنه أن يتم بعد سقوط الأسد، وإقالة الحكومة الحالية، وحل مجلس الشعب. وعندئذ فقط يمكن عقد مؤتمر وطني لاختيار هيئة تشريعية مؤقتة، ماسيؤدّي بدوره إلى تعيين حكومة انتقالية تتولّى إدارة البلاد.
 لم تفكّر المعارضة كثيراً في السابق بممارسة السلطة قبل سقوط الأسد. ومع أنها اعتبرت بيان جنيف خطراً سياسياً، فإن وثيقة "الرؤية السياسية المشتركة" الصادرة في نهاية اجتماع القاهرة لم توفّر بديلاً عملياً.
 غير أن المجلس الوطني كان يتعرّض لضغوط متزايدة من داعميه الخارجيين – خصوصاً فرنسا وتركيا وقطر – لتأسيس هيئة تنفيذية يمكنها أن تتحمّل المسؤولية على الأرض في المناطق المحررة. وقد جعل التقدم الذي أحرزه الثوار في حلب وأماكن أخرى في الشمال والشمال الغربي ابتداءً من تموز/يوليو، ذلك ضرورةً ملحّةً على مدى الأشهر التالية.
 راوغ المجلس الوطني، فمن جهة، رفض الحوار، ومن جهة أخرى، أقرّ رئيس المجلس آنذاك عبدالباسط سيدا بالحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يضطلع فيها "الباقون، سواء في حزب البعث أو الحكومة أو المؤسسات الأخرى... بدور في مستقبل سورية"، لكنه حذّر من أن "هذه مسألة صعبة وتتطلّب التشاور مع جميع أعضاء المعارضة السورية والثوار والجيش السوري الحر". وفي المقام الأول، سعى المجلس الوطني إلى الحفاظ على مكانته السياسية.
المراوغة من جديد
تحت وطأة الضغوط الخارجية، التزم المجلس الوطني في النهاية بتشكيل حكومة انتقالية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أربعة أيام من تأسيس الائتلاف الوطني. لكنه وضع شرطاً مسبقاً تبنّاه الائتلاف الوطني في وقت لاحق: لايمكن تأسيس الحكومة إلا بعد ضمان الحصول على "ضمانات مثبتة بالاعتراف الدولي".
 اعترفت مجموعة أصدقاء سورية بالائتلاف، كما ينبغي، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري بعد شهر. لكن في كانون الثاني/يناير 2013، أعلن الائتلاف الوطني أنه يسعى بالإضافة إلى ذلك، في إطار الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة مؤقتة، إلى احتلال مقعدي سورية في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وقد حصل الائتلاف على المقعد الأول في 26 آذار/مارس.
 في 5 كانون الثاني/يناير، تبنّى الائتلاف شرطاً مسبقاً جديداً اقترحه المجلس الوطني، يتمثّل في توفير تمويل دولي كبير قبل تأسيس الحكومة المؤقتة، لتمكينها من العمل. كان ثمّة سبب وجيه لذلك، إذ كانت مجموعة أصدقاء سورية تعهّدت بتقديم مساعدات بقيمة 145 مليون دولار في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2012، ولكن الائتلاف الوطني لم يحصل سوى على 8.5 ملايين دولار خلال الأشهر الثلاثة التالية.
 وعندما تناول رئيس الائتلاف الخطيب الموضوع في 23 كانون الثاني/يناير 2013، ذكر أن الحكومة المؤقّتة بحاجة إلى صندوق أولي بقيمة 3 مليارات دولار، وبعد خمسة أيام أكّد رئيس المجلس الوطني جورج صبرا أن المعارضة بحاجة إلى "ما لايقل عن 500 مليون دولار كي تتمكّن من تشكيل الحكومة". وظلّ الائتلاف الوطني عاجزاً تماماً عن تحقيق هذه الأهداف عندما اختار هيتو لرئاسة حكومة مؤقتة في 18 آذار/مارس.
 كانت مطالب الائتلاف الوطني مشروعة، لكن قلقه بشأن المنافسة السياسية المحتملة من جانب الحكومة المؤقتة كان أكثر أهمية. حاول المكتب الرئاسي للائتلاف استباق هذا التهديد في 21 كانون الثاني/يناير عن طريق تغيير اللائحة الداخلية التي تحظر على أعضاء التحالف ترؤس حكومة مؤقتة أو الانضمام إليها كوزراء. وكانت ستتوفّر للائتلاف الوطني وسيلة للاحتفاظ بالسيطرة المباشرة، غير أن الاحتجاجات الفورية من الأعضاء والناشطين اضطرّت المكتب الرئاسي إلى إعادة اللائحة الأصلية بعد تسع ساعات فقط.
 ردّ المكتب التنفيذي للائتلاف على هذه الانتكاسة باستئناف المشاورات مع "قوى الثورة والمعارضة والجيش [السوري] الحر والدول الصديقة والشقيقة لاستكشاف الآراء حول تشكيل الحكومة المؤقتة ومدى الوفاء بالتزامات الضرورية لعملها مادياً وسياسياً". وفي موازاة ذلك، شكّل الائتلاف سبع "لجان إدارية" للتعامل مع المهام الطارئة مثل الاتصالات الهاتفية والإنترنت، وضبط المعابر الحدودية، وتسوية الاشتباكات مع ميليشيات الحماية الشعبية الكردية في بلدة رأس العين الحدودية.
 كان الائتلاف الوطني يلجأ إلى الارتجال ويحاكي نمطاً كرّسه المجلس الوطني. فقد سبق للتحالف أن أعلن في 10 كانون الثاني/يناير أنه "يعمل مع لجان مؤلفة من تكنوقراط سيكونون بمثابة نواة للوزارات في المستقبل"، غير أن علاقتها مع اللجان التي شكلت في 21 كانون الثاني/يناير لم تكن واضحة. وعلى أي حال، فإن بعض المهام الطارئة - شؤون اللاجئين وعلاج الجرحى، و"التواصل مع قوى السلام الثورية والمدنية" - جاءت ضمن اختصاص المكاتب المختصة التي يفترض أنها موجودة أصلاً في الهيكل التنظيمي للائتلاف الوطني.
إن لم تستطع التغلّب عليهم، فانضمّ إليهم
في 17 آذار/مارس، نشر الائتلاف الوطني قائمة مرشحيه لرئاسة الحكومة المؤقتة، مشيراً إلى أنهم جميعاً من "التكنوقراط ورجال الأعمال والاقتصاديين". التركيز على خلفية المرشحين المهنية أرسل إشارة إلى أصدقاء سورية مفادها أن الائتلاف الوطني جادّ في تشكيل حكومة ذات صدقية وقادرة. كانوا جميعاً من المنفيين أو ممن عاشوا في الخارج لسنوات عدة. وهكذا، وعبر إبراز المؤهّلات الفنية والإدارية للمرشحين على مؤهّلاتهم السياسية، قطع الائتلاف شوطاً نحو طمأنة مَن يشعرون من أعضائه بالقلق من أن الحكومة سوف تسلبهم دورهم السياسي على الصعيد الدولي أو تبني مركز قوة مستقل داخل سورية.
 ضرب هيتو مثلاً لسيرة التكنوقراطي الخارجي. فهو خبير تكنولوجيا معلومات عاش في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية إلى أن تم تعيينه رئيساً للجنة المساعدات الإنسانية وفي الائتلاف الوطني في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وبوصفه غير معروف من الناحية السياسية، فإنه يخدم بوضوح الأهداف السياسية للمجلس الوطني والكتلة الوطنية اللذين رجّحا كفّته. وقد علّق المجلس العسكري الأعلى، المتّصل اسمياً بالائتلاف الوطني، على انتخاب هيتو قائلاً إنه حتى لم يسمع به "سوى قبل ثلاثة أيام"، ثم أعلن أنه لن يعترف به كرئيس للوزراء.
 تزامُن كلّ ذلك مع استقالة الخطيب جعل بداية الحكومة المؤقتة مشؤومة. والأسوأ من ذلك أنه كان ينبغي على الائتلاف الوطني أن يكون مستعداً لانطلاقة سريعة بمجرّد تعيين رئيس للوزراء، ولكنه لم يُجرِ أي استعدادات عملية أو يُعِدّ خططاً ملموسة. فبعد انتخابه، أعلن هيتو أنه يعقد مشاورات لتشكيل حكومته وتحديد آلياتها، ومناقشة برنامجها وخطة عملها وميزانيتها، واختيار موقع للانتقال إليه داخل سورية. واكتنف الغموض أيضاً الغرض الرئيس للحكومة، إذ أشار هيتو، من بين أمور أخرى، إلى أن أولويّته ستكون تمويل الجيش السوري الحر، وحماية المرافق الاستراتيجية، و"إعادة تشغيل كل مايساعد الشعب السوري".
 إن عدم التحضير المسبق لكل هذه الأمور يضع في موضع الشكّ الكبير قدرات - وفي كثير من الحالات وجود - مروحة المكاتب التنفيذية واللجان المتخصّصة التي كان قد أعلن عنها المجلس الوطني ابتداء من آذار/مارس 2012، والائتلاف الوطني منذ تشرين الثاني/نوفمبر؛ أي أنه كان لدى الائتلاف متسّع من الوقت للاستعداد، ولم يفعل.
 ولايقل عن ذلك أهمية أن الائتلاف لم يلتمس الحصول على مقترحات عملية من المجالس المحلية والهياكل الإدارية داخل سورية، ناهيك عن السعي لتحويلها إلى حكومة مؤقتة. وفضّل بدلاً من ذلك تعيين هيئة من الخارج للإشراف عليها. إعلان الخطيب في القمة العربية بأن مجالس المحافظات في سورية ستمثَّل في الجمعية الوطنية المعارضة التي سيتم تشكيلها في موعد غير محدّد في المستقبل لايوفّر بديلاً، وقد لايتحقق على أي حال.
الوقفة الأخيرة للائتلاف الوطني؟
إن عدم وجود مضمون ملموس خلف واجهة الحكومة المؤقتة يجعل استراتيجية الائتلاف الوطني لتوسيع الاعتراف به موضع تساؤل. فالفوز بمقعد سورية في جامعة الدول العربية أمر مهم، ولكنه يبقى مجرد مكسب رمزي، ما لم يثبت الائتلاف أن لديه قدرة مقنعة على حكم المناطق المحررة. والتطلّع إلى الحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، كما فعل الخطيب في القمة العربية، غير مُجدٍ تماماً نظراً للموقف المعرقل لروسيا والصين، ولايسهم إلا في تحويل طاقات الائتلاف عن مسارها الصحيح.
 يكشف الائتلاف الوطني عن نقص خطير في الفطنة السياسية. فقد سعى إلى الاعتراف به باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري من مجموعة أصدقاء سورية، وكان له ذلك، ولكن هذا لم يؤدّ إلى تحوّل في قدراته السياسية أو العسكرية أو المالية. وليس ثمة من سبب يدعو إلى توقّع أن تكون الحكومة المؤقتة أنجح منه. لم يَعُد بوسع أصدقاء سورية بثّ الحياة في الحكومة المؤقتة من خلال منحها المزيد من الاعتراف الدبلوماسي، أو الإعلان أنها القناة الرسمية للحصول على المساعدات، أكثر مما فعلت مع الائتلاف الوطني.
 ولعل مايثير القلق خصوصاً أن المثال الأكثر نجاحاً حتى الآن لإعادة الإدارة والخدمات الأساسية الحكومية، وترسيخ قدر من القانون والنظام، وحماية الممتلكات العامة، إنما يوجد في مدينة الرقة، التي سقطت يوم 7 آذار/مارس في أيدي تحالف من الثوار الإسلاميين. الرقة مدينة صغيرة نسبياً، بلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة قبل الأزمة، ولكن لم يثبت الائتلاف الوطني حتى الآن عن قدرة مماثلة على حكم مدينة أو بلدة من أي حجم كان.
 ربما يكتشف الائتلاف الوطني أنه دفع ثمناً باهظاً مقابل الحصول على مقعد سورية في الجامعة العربية، في قيامه بتعيينٍ تجميلي لرئيس حكومة مؤقتة تفتقر إلى القدرة الفعلية على الحكم. لقد وقع الائتلاف في فخ من صنع يديه إلى حدّ كبير: فليس بوسعه التوافق على ما إذا كان سيشكّل حكومة لمنع إجراء مفاوضات أو التهيئة لها، ومعظم أعضائه غير مستعدين لتفويض الحكومة من الناحية السياسية.
 ومن المفارقات أن أقوى فصائل الائتلاف الوطني لم تكن تريد تشكيل حكومة مؤقتة أصلاً، لكن الآن وقد أُعلِن عنها، فإن الحكم على الائتلاف الوطني سيكون من خلال أدائها.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,106,765

عدد الزوار: 6,978,656

المتواجدون الآن: 71