تقارير..سورية في صلب الهموم الأمنية الإسرائيلية المستجدة ... وتثير انقسامات....الفيتو الروسي على التدخل في سوريا باب تهرب منه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....هل يستطيع أوباما إنقاذ تركيا من المستنقع السوري؟

طالما المرشد هو الآمر الناهي فلن يستطيع خليفة أحمدي نجاد تغيير السياسة الإيرانية....إيرانيون يراوغون حكومتهم لفك الحصار عن خدمة الإنترنت....رفض وسخرية من إعلان إيران بث صورة المهدي المنتظر وصوته عبر تقنيات حديثة

تاريخ الإضافة الخميس 30 أيار 2013 - 6:39 ص    عدد الزيارات 1672    القسم دولية

        


 

سورية في صلب الهموم الأمنية الإسرائيلية المستجدة ... وتثير انقسامات
الحياة....القدس المحتلة - آمال شحادة
التهديدات التي أرفقها قادة إسرائيل، من سياسيين وعسكريين، بتدريبات «نقطة تحول - 7»، في اليوم التالي لخطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والذي تطرق فيه إلى هذه التدريبات، زادت من حال الإرباك في الموقف الإسرائيلي من سورية و «حزب الله» وأظهرت عمق الخلافات والبلبلة التي تشهدها هذه القيادة. فقائد سلاح الجو أمير ايشل، أثار حال رعب وتخويف بين الإسرائيليين لدى تحذيره من احتمال حرب مفاجئة على الحدود مع سورية في كل لحظة، واختار اليوم الأول من انطلاق التدريبات «نقطة تحول - 7»، ليعود وفي أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة على تهديداته الأولية، ويرد على خطاب نصرالله بتصعيد التهديد محذراً من أن حيازة الحزب أي سلاح متطور من سورية سيدفع إسرائيل، ومن دون تردد، إلى قصف جديد يمنع نقل هذه الأسلحة. وحرص ايشل على الترويج لنجاح الأجهزة الاستخبارية لجيشه بالإعلان أن إسرائيل تدرك الخطوات التي يتخذها «حزب الله»، خلال الفترة الأخيرة، لتجنب هجوم إسرائيلي مدعياً أن الحزب نقل ترسانته الصاروخية إلى مناطق شاسعة مأهولة بالسكان، في محاولة منه لحمايتها في حال وجهت إسرائيل ضربات عسكرية تجاهه.
تصريحات ايشل هذه، التي جاءت بالتزامن مع تهديدات رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وتحذيرات، لدى افتتاحه أسبوع حماية الجبهة الداخلية، رفعت حال القلق بين الإسرائيليين. فنتانياهو، عند تأكيده قدرات جيشه لم يطمئن، هذه المرة، الإسرائيليين.
فقد قال بكل صراحة إن أية منظومة دفاعية لن تكون قادرة على حماية الإسرائيليين، كما ستكون قوة الجيش، وإن الأخطار على الجبهة الداخلية، تزايدت في شكل ملموس، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة. أما وزير حماية الجبهة الداخلية جلعاد أردان، فكان أكثر صراحة بقوله إن المنظومات الدفاعية التي تملكها إسرائيل، من قبة حديد وغيرها، لن تكون قادرة على مواجهة كل الصواريخ المتوقع أن تتعرض لها إسرائيل، سواء من سورية أم من «حزب الله». وشارك في تصعيد التهديدات رئيس أركان الجيش بيني غانتس، ووزير الدفاع موشيه يعالون، حتى وصلت إسرائيل إلى تناقضات غير مسبوقة بين قادتها المتنافسين على التهديدات ليطرح السؤال عما إذا كانت هذه بالفعل حال إرباك وبلبلة داخل المؤسسة الإسرائيلية أم إنها خطة مدروسة رسمها ضباط وسياسيون حاليون وسابقون بهدف إحداث الإرباك والبلبلة لدى الطرف الآخر، من الحدود الشمالية، سورية و «حزب الله».
بالطبع، لا يمكن الحسم في الجواب ولكن في الحالين تبرز في إسرائيل حال غير صحية وغير طبيعية. فخلافات الرأي في المواقف برزت بين جهة تفضل سقوط الأسد حتى يضعف محور «حزب الله» وإيران وبين داعم لموقف الحفاظ على نظام الأسد، لعدم معرفة الجهة التي ستتولى الحكم من بعده وهي في كل الأحوال، وفق تقدير هؤلاء، ستشمل تنظيمات إسلامية متطرفة ومعادية لإسرائيل بل وتخطط لعمليات ضدها. وبين هذا الموقف وذاك تبين أن إسرائيل، التي كانت أعلنت أنها ستقلص تدريباتها «نقطة تحول - 7» وحجم التدريبات العسكرية الهجومية والدفاعية التي تجريها في الجولان، وضعت الخطط العملياتية للحرب وبات الجيش جاهزاً لحرب مفاجئة، وفق ما قال ايشل.
الحرب التي تتحدث عنها إسرائيل، حرب قصيرة تبدأ بقصف جوي واسع لسورية، يختلف عن عمليات القصف الأخيرة التي نفذت بذريعة استهداف قوافل نقل أسلحة. الحديث هذه المرة عن قصف جوي مكثف يستهدف عشرات الأهداف على طول سورية وعرضها. وضمن الاستعدادات الإسرائيلية اختفاء الرئيس بشار الأسد، في شكل مفاجئ، والعمل العسكري الإسرائيلي في ظل فقدان السيطرة على مخازن الأسلحة، التي تعتبرها الدولة العبرية «مخلة بالتوازن العسكري».
مثل هذه الخطة التي يتداولها الإسرائيليون ويضيفون عليها سيناريوات الرد ومدى الأخطار التي ستتعرض لها الجبهة الداخلية في إسرائيل، دفعت شخصيات أمنية وسياسية وعسكرية إلى رفع صوتها محذرة القيادة الإسرائيلية من أبعاد تصعيد التهديدات وأخطار الكشف عن الخطط التي يعدها الجيش وانعكاس ذلك على وضعية الإسرائيليين، مذكرة بأنه خلال الأسبوع المقبل، سيمدد مجلس الأمن في شكل تلقائي التفويض لمراقبي الأمم المتحدة في هضبة الجولان، وفي نهاية شهر حزيران (يونيو) سيعقد المؤتمر الدولي في جنيف لبحث الملف السوري كما سيلتقي وزراء الخارجية الأوروبيون لبلورة موقفهم. ويتحدث الإسرائيليون أيضاً عن مدى أهمية توصل روسيا والولايات المتحدة إلى خطة، ستساهم برأيهم في تخفيف الخوف الإسرائيلي، إذ تشمل في مركزها، الحفاظ على الصيغة الحالية للجيش السوري، وعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في العراق عندما حلت المؤسسات الأساسية في الجيش، على أن تقدم الخطة حلاً للسلاح الاستراتيجي في سورية ومدى القدرة على التصدي للتنظيمات الإسلامية المتطرفة.
إسرائيل السلم الذي سيتسلّقه الأسد
القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي آليعيزر ماروم، لم يتفق مع القائد الحالي ايشل، بل لم يجد في أسلوب التهديد والتحذير وسيلة ناجحة. وراح يرد على الأصوات المهددة بالتحذير من أن الوضع الذي نشأ في أعقاب التطورات في سورية يصعب قدرة إسرائيل على العمل. وخلافاً لايشل الذي كشف جانباً من طبيعة الحرب التي ستخوضها إسرائيل، تحدث ماروم عن صعوبات إسرائيلية حقيقية. وبرأيه، فإن أية عملية تنوي إسرائيل تنفيذها تتطلب قبل كل شيء قدرة استخبارية ثم قدرة عالية على المستويين العسكري والسياسي معاً لاتخاذ قرار بعد تحليل جملة العناصر واحتمالات الرد بعد العملية. وفي رأي ماروم، فإن العملية تتطلب أيضاً، من ضمن ما تتطلبه، جهازاً عسكرياً يعرف كيف ينفذ المهمة تنفيذاً دقيقاً مع الاعتماد على المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب.
ووفق ماروم فإن الوضع الذي نشأ يعقد في شكل كبير مسار اتخاذ القرار في المستقبل ويُضعف قدرة إسرائيل على العمل، والسبب في ذلك كما يقول: «روسيا ترى أن سورية آخر قلعة يمكن عبرها التأثير في الشرق الأوسط وأن تسليح السوريين بصواريخ «إس 300» قد يضائل حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة. أما الولايات المتحدة فهي غير معنية، في هذه المرحلة، بمواجهة الروس وتريد احتواء الحرب الأهلية في سورية، فيما ترى تركيا أن الهجوم على قوافل السلاح قد يشعل المنطقة كلها ويضر بمكانتها.
أما إيران فترى في الأسد حليفاً يمكّنها من تسليح «حزب الله» وتهديد إسرائيل به. بينما تهدد سورية بالرد على كل هجوم في المستقبل بتشجيع من إيران و «حزب الله»، هذه الوضعية ستضع إسرائيل أمام مفترق طرق لاتخاذ قرار في شأن سورية بين تنفيذ تهديدها بقصف جديد لقوافل أسلحة أو مخازن أسلحة نوعية قبل نقلها إلى «حزب الله» أو تنظيمات متطرفة، وهو أمر قد يعرضها لخطر رد سوري يتسع ليشمل عناصر أخرى كـ «حزب الله»، وبين عدم الرد الإسرائيلي، وهو ما قد يفسر، وفق ماروم، موافقة إسرائيل على نقل وسائل قتالية نوعية تعرضها للخطر، وعليه، يرى الرئيس السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، أن الخيارات المعروضة على إسرائيل تنحصر على النحو الآتي:
- إجراء ديبلوماسي بمساعدة روسية وتأييد أميركي، وهذا الخيار لا يتوقع الإسرائيليون نجاحه بسبب المصالح الروسية والسورية.
- هجوم جديد يتمثل بقصف موضعي، كما حصل في العملية الأخيرة، لكن هذه المرة مع احتمال التعرض لخطر رد سوري قد يتدهور إلى حرب أو إلى جولة عنيفة مع سورية و «حزب الله».
- تنفيذ عملية سرية أو كما سميت «هجوم تحت سقف الضجيج» باستخدام وسائل خاصة ووحدات مختارة، تترك أثراً إسرائيلياً خفياً وفي الوقت نفسه تمكن إسرائيل من الإنكار والسوريين من احتواء الضربة ونتائجها.
وفي ظل هذه الوضعية الإسرائيلية يرى ضابط الاحتياط، يسرائيل زيف، أن ما جاء في الخطاب الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» يؤكد أن ما تسميه إسرائيل «محور الشر» حي وينعش نفسه من جديد. وتتفاقم أخطاره في مشكلة السلاح الاستراتيجي الذي يشكل المشكلة الحقيقية لإسرائيل. ويرى زيف أن التهديدات والتحذيرات والتصريحات حول الموضوع تعيق قدرة إسرائيل على مواجهة هذا الخطر ويقول: «صواريخ «إس 300» ليست معدة لمواجهة إسرائيل فقط إنما أيضاً لردع الولايات المتحدة وتركيا، وعليه، يتوجه زيف إلى القيادة الإسرائيلية قائلاً: «إن نشاط إسرائيل السياسي مع الروس، فقط، ضعيف جداً ويضيع الهدف بل يقوي الأسد في شكل غير مباشر، ما يستدعي ترك إسرائيل الآخرين يتقدمون الساحة السياسية، لأن المعركة معقدة ويجب التعامل معها على نحو مختلف».
وبرأي ضابط الاحتياط، فإن التطورات الأخيرة في سورية تعود لمصلحة الأسد الذي يبني من جديد رواية تحرير سورية بينما باتت، بالنسبة إليه، العامل الأشد حسماً في تعزيز هذه الرواية وقد تصبح سلماً يتسلقه عائداً إلى موقع القوة. بينما تنجر القيادة الإسرائيلية إلى حرب خطابية توقع إسرائيل في شباكها.
 
الأمم المتحدة والجوع والجراد

آيلين كوجامان

جريدة الشرق الاوسط... قبل بضعة أيام أعلنت الأمم المتحدة عن حل لمشكلة الجوع في العالم يتمثل في أكل الحشرات. هذا الاقتراح الرصين من الأمم المتحدة للدول التي أنهكها الجوع يحوي أيضا قدرا كبيرا من التفاصيل. باستطاعة المرء أن يأكل الحشرات كالنمل والجراد والنحل واليرقات للاستفادة من الفيتامينات التي تحتوي عليها، بل وقلي أجنحتها وقرون استشعارها!.
ويتملكني فضول شديد للغاية كي أعرف ما قد يحدث لو جلس أحد مسؤولي الأمم المتحدة الذين قدموا مثل هذا الاقتراح على مائدة مليئة بالنمل والجراد والنحل والعناكب وأجنحة الحشرات المقلية في وجباتهم الثلاث.
هناك مليار شخص بين سكان الكرة الأرضية البالغ عددهم سبعة مليارات يعانون من الجوع، يعيش 800 مليون منهم في الدول النامية، ولا يجد 200 مليون منهم ما يكفي لسد رمقهم.
ويشهد كل عام وفاة سبعة ملايين طفل دون سن الخامسة، وبعبارة أخرى 1000 كل ساعة بسبب الجوع. ويعاني واحد من بين كل أربعة أطفال من سوء التغذية.
ويعاني الصومال واحدة من أسوأ المجاعات منذ 60 عاما، ويأتي على رأس قائمة الدول التي تصارع الجوع. ويقال إن 50000 إلى 100000 شخص ماتوا خلال الأزمة الصومالية، غالبيتهم من الأطفال.
يعيش القسم الأكبر من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في آسيا في كوريا الشمالية.
لكن فلنلق مزيدا من الضوء على هذه الدول التي تصارع الجوع. فكوريا الشمالية ليست بالدول الفقيرة ولا أرضها بغير الخصبة. والسبب الوحيد في أنها تحمل لقب الدولة التي تعاني أسوأ مشكلات الغذاء في آسيا، أنها تخصص نحو 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فيها والبالغ 29 مليار دولار للإنفاق العسكري، فهي تحتل المرتبة الرابعة بين أضخم جيوش العالم وأكثرها عددا.
ويمتلك الصومال، الذي تتعاظم فيه مشكلة الغذاء، أرضا بالغة الخصوبة. وحتى استقلاله عام 1960 كان الصومال أخصب أراضي الجنوب للزراعة ولم يعتمد على أي دولة أخرى في هذا الصدد. لكن النظام الاشتراكي الذي دمر البلاد وسياسات صندوق النقد الدولي التي ركزت على الصناعة نتج عنها مجاعات واسعة. وبات الصومال اليوم عاجزا عن الاستفادة من أرضه الخصبة. ينطبق الأمر ذاته على الدول الأفريقية الأخرى. والأراضي الأفريقية، الغنية بالمعادن والماس والنفط فقيرة بسبب استمرار «النظام الاستعماري الصارخ»، حيث تقوم الدول الأوروبية باستخراجها واستخدامها، في الوقت الذي يضرب فيه الجوع أبناءها. أضف إلى ذلك الحروب الأهلية التي تفاقم مشكلة الجوع وانهيار هذه الدول. إن إضعاف هذه البلدان، التي تحوي أراضيها كل أنواع الموارد الطبيعية، يخدم مصالح جماعات معينة.
على النقيض من أفريقيا، يبلغ متوسط الطعام الذي يهدره الفرد في دولة مثل ألمانيا 82 كيلوغراما سنويا.
وبحسب التقرير الصادر عام 2009 في صحيفة «الغارديان» البريطانية، تهدر الولايات المتحدة وبريطانيا وحدهما طعاما يكفي أكثر من مليون شخص، أو كل من لا يملكون ما يكفي لإطعامهم.
ووفقا لتقرير نشر في عام 2013، يتم إهدار ما يقرب من نصف المنتجات الغذائية في العالم. فإذا قلنا إن إنتاج العالم من الغذاء سنويا أربعة مليارات طن من المواد الغذائية، فهذا يعني أن هناك ملياري طن من الغذاء يتم إهدارها بكل بساطة.
دعونا ننتقل الآن إلى صناعة الدفاع (التسلح) فـ10 من الأموال التي ينفقها العالم على الأسلحة قادرة على حل مشكلة الجوع. فقد بلغ الإنفاق العسكري الأميركي في أفغانستان منذ هجمات 11 سبتمبر وحدها 1.7 تريليون دولار، وهو ما يكفي للقضاء على الجوع في العالم لـ14 عاما، وحماية الأطفال من كل أشكال المرض على مدى السنوات الـ580 المقبلة.
في ضوء هذه الإحصاءات يبرز المعنى المفزع للحل المقترح للجوع الذي قدمته الأمم المتحدة. المشكلة الأولى هي القيمة. فبسبب وجهة نظر الرأسمالية والمادية المتوحشة، أصبح الفقراء، والمظلومون والضعفاء لا قيمة لهم. فلم يحرك العالم ساكنا إزاء استغلال الدول بشكل منهجي. إن الجميع يعاني من هذا المنظور المروع لنظام يكون الأقوياء فيه هم المصيبين، أما الضعفاء والفقراء فلا وزن لهم. والآن توصي الأمم المتحدة هؤلاء الذين يتضورون جوعا، والذين يحتاجون إلى الحماية والرعاية، أن يأكلوا الحشرات لأنهم لا قيمة لهم في نظام القوة فيه هي الحق.
ينبغي أن يتعرف العالم بشكل أوثق على القيم الأخلاقية الأصيلة والحقيقية التي وردت في القرآن، لا الأصولية والتعصب والتطرف. عندها فقط يمكن استعادة التوازن وأن يصبح الحق قويا مرة أخرى. حينئذ يمكن القضاء على الإسراف - الذي نهى عنه القرآن - ثم القضاء على الحرب - التي نهى عنها أيضا - ثم ننتشل أولئك الذين سقطوا بدلا من أن نزيد من آلامهم، وحينها سيكون هناك أناس في هذا العالم يفكرون في إخوانهم بحب ومودة قبل أنفسهم. ولن ينظر إلى حياة أحد على أنها لا قيمة لها كي تطلب منهم أن يتناولوا الحشرات.
إننا بحاجة لأن نظهر للعالم نظاما يتمتع فيه الجميع بالأمن والأخوة، بغض النظر عن معتقداتهم أو اللغة أو العرق أو الأمة. نحن بحاجة إلى أن نكون أشخاصا يوزعون الحب. نحن بحاجة إلى الوقوف ضد هذه الآيديولوجيات الفكرية الزائفة التي لا تقيم لحياة الأفراد وزنا، وعندئذ فقط يمكننا أن ننقذ الجياع والفقراء والمنبوذين في العالم، وتوضيح زيف فكرة تجويع الشعوب لشراء الأسلحة؛ وكشف الطبيعة المروعة للعقلية التي توصي بأن يأكل الجياع اليرقات.
 
الفيتو الروسي على التدخل في سوريا باب تهرب منه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
إيلاف...عبدالاله مجيد          
 الأوروبيون غير موحدين إزاء ما يجري في سوريا، كما أن ثمة رأيان متنازعان داخل الإدارة الأميركية، وتطغى على القرارات الخشية من الوقوع ثانية في الفخ الليبي الذي أدى إلى تسيب ليبيا وخضوعها للاسلاميين، ولهذا ارتاح الغرب عندما استخدم الروس الفيتو ومنعوا التدخل الغربي في سوريا.
 مع اقتراب مؤتمر جنيف-2 لانهاء نزيف الدم في سوريا، أخذت ثلاث فرضيات عن دور الغرب في النزاع تنال قبولًا واسعًا. أولًا، كلما طال أمد النزاع زادت احتمالات التدخل العسكري الغربي بصورة مباشرة او غير مباشرة. ثانيًا، هناك اختلاف عميق وحاد بين الولايات المتحدة وروسيا يزيد الحل صعوبة. وثالثا، الحرب الأهلية السورية تستحوذ على تفكير الغرب بشأن الشرق الأوسط عمومًا.
بادء ذي بدء، ليس هناك في الواقع رؤية غربية موحدة إزاء ما يجري في سوريا. وكما كشف السجال المرير بين وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حول رفع الحظر على تسليح المعارضة، فإن الدول الاوروبية منقسمة انقسامًا عميقًا بدعوة فرنسا وبريطانيا إلى تسليح المعارضة، وشك المانيا في صواب مثل هذه المبادرة، ومعارضة دول أخرى مثل هولندا وفنلندا والسويد. وهناك انقسامات داخل البلدان نفسها. ففي الولايات المتحدة يريد وزير الخارجية جون كيري تسليح المعارضة، بحسب صحيفة فايننشيال تايمز، لكن الرئيس باراك اوباما ما زال يعارض ذلك. وعلى ضفتي المحيط الأطلسي، تميل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية إلى اتخاذ موقف أشد حذرًا من موقف السياسيين والدبلوماسيين.
 سوء المثال الليبي
أخذ النقاش في الآونة الأخيرة يميل إلى ترجيح كفة المعارضين للتدخل، رغم استمرار سفك الدماء وتزايد عدد الضحايا كل يوم. ومن اسباب ذلك أن تغيرًا غير محسوس طرأ على النظرة إلى النزاع. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن وزير في الاتحاد الاوروبي قوله: "كنا نعتقد اننا نتعامل مع احتجاجات ديمقراطية ستطيح بالأسد بسرعة، لكنها في الحقيقة حرب اهلية والأسد يتمتع بتأييد داخلي واسع".
والأكثر من ذلك، صدق الغرب في ادانة ما يقترفه النظام السوري من فظائع يقابله توجس من تعاظم قوة الجهاديين في صفوف المعارضة. وقال مسؤول بريطاني كبير انه كلما طال امد النزاع زادت صعوبة الوقوف إلى جانب هذا الطرف أو ذاك.
ومثل هذا الرأي ليس سياسة بريطانيا الرسمية بالطبع، بل على العكس فإن حكومة ديفيد كاميرون تواصل الضغط من اجل تسليح الفصائل المعتدلة في المعارضة السورية. ويقول دعاة التدخل إن احتمالات سيطرة الجهاديين على المعارضة السورية ستكون أكبر إذا لم يسارع الغرب إلى دعم فصائلها الوطنية المعتدلة. لكن الثقة بقدرة الغرب على اختيار ديمقراطيين بين قوى المعارضة تزعزعت مع استمرار تردي الوضع في ليبيا. ورغم اعتبار ليبيا مثالًا على تدخل الغرب بنجاح فان المحصلة النهائية لا توحي بذلك. فمناطق ليبية شاسعة تعيش وضعًا سمته انعدام القانون. وفي المدن يوجه الجهاديون مسدسًا إلى رأس الديمقراطيين، كما نقلت فايننشيال تايمز عن مسؤول غربي. ويرد دعاة التدخل قائلين أن الامتناع عن التدخل الانساني في سوريا سيؤجج مشاعر العداء للغرب التي تشكل وقود الارهاب.
 بين الخيار والضرورة
يعني الخوف المتعاظم من صعود التطرف الاسلامي في الشرق الأوسط أن الاختلافات بين الموقفين الروسي والاميركي أقل عمقًا الآن. ولعل ذروة الغضب الغربي كانت في شباط (فبراير) 2012 عندما وصفت وزيرة الخارجية وقتذاك هيلاري كلنتون الموقف الروسي بالنذالة. وما زال هناك الكثير مما يثير امتعاض المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من دعم موسكو لنظام الأسد، عازين هذا الدعم إلى خوف مرضي من نيات الغرب أو رغبة الكرملين في الحفاظ على قاعدة بحرية في المنطقة. لكن هناك وراء الكواليس اعترافًا بوجاهة تحذيرات موسكو من صعود التطرف الاسلامي. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن وزير غربي قوله: "دأب الروس على أن يقولوا لنا إننا سذج وربما كنا سذجًا".
وثمة سبب ثالث لتقاعس الغرب عن التحرك الجدي في سوريا، وهو ايرانن إذ يتعاظم قلق الغرب من تقدم طهران نحو امتلاك سلاح نووي. ويحذر بعض القائلين إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يتعين عليهم توجيه ضربة إلى ايران بدلًا من التدخل في سوريا. وفي هذا الشأن قال مسؤول غربي إن سوريا ستكون حرب اختيار ولكن ايران ستكون حرب ضرورة.
 قلق من الجهاديين
هناك رأي مضاد يؤكد أن الحرب الأهلية في سوريا خطر أكبر على الأمن الاقليمي من قنبلة إيرانية غير موجودة. ويذهب حتى بعض الذين ينظرون إلى التهديد الايراني بجدية إلى أن أقوى ضربة يمكن أن توجه ضد النظام الايراني هي اسقاط حليفه في المنطقة، نظام الأسد.
وأمام هذه الحسابات الباردة، تتراجع مأساة السوريين وتتلاشى. ويتساءل مراقبون لماذا لا يتدخل الغرب لإيقاف حرب مستعرة في سوريا بدلًا من اشعال حرب مع ايران.
وتتوقف الاجابة على سلم الأولويات لدى من يوجَّه اليه السؤال. فالقادة الغربيون من ذوي ما يُسمى النظرة الواقعية إلى السياسة الخارجية، ولعل اوباما احدهم، يرون أن الهدف الأول هو حماية دولتهم ومواطنيهم ضد ما يهدد أمنهم. ويعني هذا أن القلق من الجهاديين في سوريا أو القنبلة النووية الايرانية يعلو على الرغبة في اسقاط نظام الأسد. 
 
 طالما المرشد هو الآمر الناهي فلن يستطيع خليفة أحمدي نجاد تغيير السياسة الإيرانية
إيلاف..لميس فرحات          
يتوقع محللون أن يعجز الرئيس الايراني الجديد، بغض النظر عن هويته، عن تحقيق أي حل للمسائل الشائكة، مثل البرنامج الايراني ودعم طهران اللامحدود لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لأن الأمر والنهي معصوم بيد المرشد الأعلى علي خامنئي.
 ستسفر الانتخابات الإيرانية، التي ستجري في 14 حزيران (يونيو) القادم، في نهاية المطاف عن مرشح موال للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي، وبالتالي لن تساهم في تحسين آفاق إنهاء المواجهة النووية مع الغرب، أو وقف الدعم لنظام الرئيس بشار الأسد المحاصر في سوريا، خصوصًا أن مجلس صيانة الدستور، الذي يتألف من فقهاء ورجال دين، قلّص عدد المرشحين لموقع الرئاسة في الجمهورية الاسلامية من ما يقرب من 700 مرشحًا إلى ثمانية مرشحين فقط.
في يد المرشد
نقلت صحيفة واشنطن تايمز عن مارك دبوفيتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، قوله إن الرئيس الجديد سيكون من الموالين بشدة لخامنئي، مشيرًا إلى أن "المرشحين الثمانية تم اختيارهم بناء على ولائهم المتطرف للزعيم الأعلى".
أضاف: "القرارات بشأن برنامج إيران النووي هي الأكثر احتمالًا أن تبقى في يد المرشد الأعلى والحرس الثوري، وما لم يكن الغرب على استعداد لجلب النظام إلى حافة الانهيار الاقتصادي، جنبًا إلى جنب مع التهديد الحقيقي باستخدام القوة العسكرية، فمن غير المرجح أن تكسر الإرادة النووية للنظام".
بدوره، وصف كينيث كاتزمان، المختص في شؤون الشرق الأوسط في خدمة أبحاث الكونغرس، المرشحين الباقين للرئاسة الايرانية بأنهم أدوات طيعة في يد المرشد الأعلى.
وقال: "من غير المرجح أن يجذب الرئيس المقبل زخمًا كبيرًا من قبل الولايات المتحدة أو الغرب لتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران على خلفية برنامجها النووي".
 غرائز مشبوهة
يتحكم المرشد الأعلى الإيراني في السياسة الخارجية وطموحات البلاد النووية. وتصر ايران على أن برنامجها النووي سلمي، لكن الولايات المتحدة واسرائيل والدول الاوروبية تشتبه في أن البرنامج يهدف إلى بناء أسلحة نووية. ويعتقد بعض المحللين أن آية الله خامنئي سيضمن المزيد من الأمن السياسي الداخلي بعد انتخاب أحد المرشحين الموالين له، وربما يقدم مرونة أكثر في المفاوضات النووية.
وكان خامنئي قد دخل في صراع سياسي مع الرئيس الذي محمود أحمدي نجاد. وقالت تريتا بارسي، من المجلس الوطني الايراني الاميركي: "هناك مدرسة فكرية تقول إنه ما أن يضمن خامنئي أن الوضع الداخلي صار تحت السيطرة، سيكون أكثر ميلًا للإصغاء لغرائزه الخاصة".
واضافت: "كانت على الدوام غرائزه مصابة بجنون العظمة ومشبوهة، فهو متشكك وغير جاهز بعد لتحمل المخاطر من أجل السلام في المفاوضات".
يشار إلى أن سعيد جليلي، كبير المفاوضين النوويين الإيراني، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، الرئيس السابق لجناح القوات الجوية للحرس الثوري الإسلامي، هما الأوفر حظًا في الانتخابات.
دعم الأسد
إلى جانب طموحات طهران النووية، تشعر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقلق إزاء الدور الذي تلعبه ايران في الصراع السوري، الذي حصد حياة ما يقرب من 80 الف شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وفي خطوة غير مسبوقة، نشرت إيران القوات البرية للحرس الثوري من أجل تدريب وتنظيم والبعثات الاستشارية لدعم نظام الأسد داخل سوريا. كما تدعم طهران حزب الله الذي انضم مقاتلوه إلى جانب قوات الأسد.
خلال حلقة نقاش في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء في المنطقة يوم الخميس، قال علي فائز، المختص في الشؤون الإيرانية مع مجموعة الأزمات الدولية: "انعدام الثقة بين طهران والغرب، وتحديدًا واشنطن، لن يؤدي إلى نتائج مثمرة على المدى القريب".
واستبعد مجلس صيانة الدستور عدد من المرشحين المثيرين للجدل، من بينهم الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، واسفنديار رحيم مشائي، رئيس مستشاري أحمدي نجاد. وقال علي الفوني، وهو محلل سياسي مستقل: "يشير إعلان عدم أهلية رفسنجاني إلى عدم استعداد النظام للتوصل إلى حل وسط مع الغرب في الملف النووي، ومقاومة المطالب المحلية من أجل التحرر السياسي والاقتصادي".
 
إيرانيون يراوغون حكومتهم لفك الحصار عن خدمة الإنترنت
إيلاف..أشرف أبو جلالة       
يحاول مغترب إيراني يقيم في لندن بذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة مواطني بلاده على تجاوز الحصار الخانق الذي فرضته السلطات الإيرانية على الانترنت مع قرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية.
القاهرة: كما أثير قبل عدة أيام حول بدء السلطات في إيران شن حملات للحد من وصول المواطنين لشبكة الإنترنت بالصورة المعهودة، بالتزامن مع قرب انتخابات الرئاسة المقررة هناك، خصصت شبكة إن بي سي نيوز الأميركية تقريراً لما يتم بذله الآن من جهود تقنية في لندن من جانب أحد المغتربين الإيرانيين، بمحاولته تزويد مواطنيه في إيران بمجموعة حلول تسهل عليهم الوصول للإنترنت والتصدي للحملات التي تشنها السلطات على شبكة الويب قبل أسبوعين تقريباً من انتخابات الرئاسة.
وأشارت الشبكة الإخبارية الأميركية إلى أن محاصرة الإنترنت على هذا النحو تدل على ما هو أكثر من رغبة إيران في استعراض سيطرة الدولة الآخذة في الاتساع. فهذا قد يكون عرض آخر يُبَيِّن تزايد براعة إيران في مجال الإنترنت بقيادة الحرس الثوري.
 وقالت الشبكة إن هذا المغترب الإيراني، الذي يقوم بدور المستشار المتخصص في وسائل الإعلام الاجتماعية، يعمل من خلال حساب له على موقع التدوين المصغر، تويتر، باسم ناريمان غريب، لتقديم المشورة للمستخدمين في إيران بشأن مراوغة الرقابة التي تفرضها السلطات هناك، خاصة مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة.
وأوضحت الشبكة أنه يزود المواطنين بخوادم بروكسي جديدة وأجهزة مودم وأية حلول أخرى ممكنة، بالتزامن مع التحضير للانتخابات في الرابع عشر من الشهر المقبل.
 هذا وتحاول السلطات الإيرانية فرض رقابة على وسائل الإعلام الاجتماعية والمواقع التي تخص جماعات المعارضة بعد أن باتت وسائل هامة في أيدي المتظاهرين.
وتم كذلك قبل عامين تأسيس فيلق خاصة بمراقبة حركة الإنترنت المحلية والمشاركة بالحروب السيبرانية التي يتم خوضها مع الغرب. وبينما سبق أن تعرضت طهران لهجمات سيبرانية من جانب إسرائيل وأميركا، فإن عدداً كبيراً من الخبراء الأمنيين سبق لهم أن تحدثوا كذلك عن تورط الجمهورية الإسلامية في هجمات هي الأخرى ضد أهداف بالمملكة العربية السعودية وقطر وأخرها في أميركا.
 وقال ثيودور كاراسيك محلل متخصص في الشؤون السياسية والأمنية لدى معهد تحليل الشؤون العسكرية بمنطقة الخليج والشرق الأدنى الذي يوجد مقره في دبي :" بدأت تتحسن إمكانات السلطات الإيرانية بخصوص فرض السيطرة على الفضاء الإلكتروني. بيد أن جيل المستخدمين هناك يتسم بمهارته فيما يتعلق بالتصدي لهذا الأمر".
وأضافت الشبكة أن مهندس الميكانيكا الإيراني، حسين رزائي، الذي يدير شركة هندسة صغيرة في طهران، يقوم كل صباح بالبحث عن أفضل الطرق لمواجهة الرقابة.
 هذا ولا تعلق السلطات الإيرانية من جهتها بشكل مباشر على أية قيود جديدة تحاول أن تفرضها على شبكة الإنترنت. فيما نوه بعض النواب إلى أن هكذا قيود تكون ضرورية لمنع "الأعداء" – في إشارة للولايات المتحدة وحلفائها – من التلاعب في الانتخابات.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد تحدث قبل أيام عن "إشارات مزعجة" بخصوص قطع الحكومة الإيرانية لخدمة الإنترنت في محاولة من جانبها لخنق الانتقادات المثارة بشأن الطريقة التي تم من خلالها اختيار المرشحين للانتخابات.
 وختمت الشبكة بنقلها عن شاب إيراني يدعى محمد فيزي ويبلغ من العمر 27 عاماً قوله " أنا محبط في واقع الأمر. فالحكومة تفرض قيوداً خانقةً على الإنترنت، وتتصور أن الناس، لاسيما الشباب، سوف ينخرطون في المجتمع. إنه أمر لا معنى له".
 
رفض وسخرية من إعلان إيران بث صورة المهدي المنتظر وصوته عبر تقنيات حديثة
إيلاف...وكالات     
حين أعلن مسؤول إيراني عن بث صورة الإمام المهدي المنتظر وصوته عبر الأثير للعالم أجمع، توالت التعليقات وردود الفعل العلنية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ساخرة من هذا الإعلان الغريب.
لقيت الخطوة الإيرانية نشر صورة مزعومة للإمام المهدي المنتظر، وبجواره قائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري، الكثير من ردود الفعل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وكانت هذه الخطوة بعد إعلان إيران نيتها يبث صوت وصورة المهدي المنتظر باستخدام شبكة الإنترنت، وبث مواقع شيعية تصريحات لمحمد حسن نامي، أحد قيادات الحرس الثوري، قال فيها إن إرسال صوت وصورة الإمام المهدي للعالم أجمع سيتم عبر التقنيات الحديثة.
ردود الفعل
وفي رد فعل علني على الإعلان الإيراني، قال الدكتور على الربيعي، الخبير البحريني العالمي في العقليات إن إيران تنشر صورًا أولية للمهدي الذي أعلنت ظهوره، ووعدت ببث خطابه صوتًا وصورة بتقنيات عالية، "والإيرانيون يعترفون بأن مهديهم المنتظر لن يكون مسلمًا، بل سيكون على دين وشريعة اليهود، وبشريعة اليهود سيحكم العالم حسب رواياتهم التي توافق دين اليهود".
ورفض الدكتور محمد الشحات الجندي، أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سابقاً، وأستاذ الشريعة في مصر، الأمر برمته في حديث صحفي، وقال أن لا دليل على الصورة، "وهي مجرد قول مرسل لا يجوز تصديقه، كما تسيء للإسلام، وتجعل الخطاب الإسلامي يعتمد على أمور غير ثابتة، وفي هذا العصر الذي نعيشه وعالم المادة لا ينظر العالم لمثل تلك الدعاوى التي تصدر من أناس غير أسوياء فكريًا".
وأضاف: "الأحاديث التي استند إليها البعض بشأن المهدي أحاديث آحاد، وغير ثابتة طبقًا لمواصفات علماء الحديث والشريعة، لذلك مثل هذا الكلام يدخلنا في عالم من الغموض".
من ناحيته، رد الشيخ ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت، الإعلان الإيراني عن بث صورة المهدي المنتظر وصوته إلى أسباب سياسية. وقال: "السبب وراء نشر الصورة والخبر الكاذبين من الشيعة أن عقيدة تابعيهم بدأت تضعف، ويحاولون تقويتها بنشر مثل هذه الأخبار".
تعليقات افتراضية
وفي تغريدة ساخرة على تويتر، قال الربيعي: "صحيفة إيرانية تؤكد أن إمام الشيعة الخامنئي يتواصل هذه الأيام مع مهدي الشيعة عبر الموبايل ليتلقى منه التوجيهات وكيفية إدارة دولة إيران".
وقالت المغردة ميكا: "صحوني عندما يأتي المهدي المنتظر".
وعلق الشيخ عبد الرحمن دمشقية على الخبر بسخرية قائلًا: "وأخيرًا ظهر المهدي كما وعدت إيران، سبحان اللي خلقو على هالجسم مثل فرانكو كاسباري، ليش لابس بربارة على وجهو؟ هل لا يزال خايف من هارون الرشيد يكمشو؟ وكأنو جالس بحمام الهنا في شارع كل مين إيدو إلو؟".
فارس تنفي
غير أن وكالة أنباء فارس، التي نسب إليها نشر الصورة، نفت ما تناقلته الصحف في هذه المسألة. وقالت إن هذا خبر ملفق زعمت فيه أن وكالة أنباء فارس نشرت صورة للإمام المهدي وبجانبه قائد حرس الثورة الإيرانية، اللواء محمد علي جعفري، مستغلة التصريحات الغريبة لوزير الاتصالات الإيراني حول توفير إمكانية تقنية في مجال الاتصالات لبث صوت وصورة الإمام المهدي باستخدام الانترنت".
وأضافت: "إن الحقيقة هي أن الصورة المزعومة بأنها للإمام المهدي نشرتها وكالة أنباء فارس بتاريخ 15 آب (أغسطس) 2012، والخبر متعلق بزيارة اللواء جعفري لمعرض تنهاترين أمير، الذي يعرض 12 مقطعًا من حياة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وتخلي أهل الكوفة عنه".
 
هل يستطيع أوباما إنقاذ تركيا من المستنقع السوري؟
معهد واشنطن...سونر چاغاپتاي و جيمس جيفري
عندما التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأمريكي أوباما في البيت الأبيض في السادس عشر من أيار/مايو، كانت أكثر الموضوعات إلحاحاً هي الحرب في سوريا. فتركيا لم تواجه تهديداً من هذا النوع منذ أن طالب ستالين بأراضي من الأتراك عام 1945.
في عام 2011، قطعت الحكومة التركية جميع علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة بشار الأسد، وبدأت في دعم جماعات المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة به. إلا أن هذه السياسة فشلت حتى الآن وعرضت تركيا للمزيد من المخاطر، كان آخرها التعرض لهجومين مميتين بالقنابل في بلدة الريحانية الحدودية التركية، التي نفذتها -- على الأرجح -- قوات موالية للأسد رداً على الدعم التركي للثوار السوريين.
لقد نعمت تركيا على مدى العقد الماضي بسمعتها كبلد مستقر في منطقة غير مستقرة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، صنفت وكالة "فيتش" العالمية للتصنيف الائتماني السندات التركية بأنها من الدرجة الاستثمارية، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1994. فالسمعة الدولية المتطورة للبلاد خففت من حدة مشكلة اقتصادية مزمنة ألا وهي: نقص رأس المال. وقد بشر الجذب المستمر للاستثمار الأجنبي على مدى عقد من الزمان بحدوث نمو هائل تجاوز في بعض النقاط 8 في المائة سنوياً، مما دفع بتركيا إلى دخول مجموعة العشرين للدول الصناعية.
ولأول مرة في تاريخها أصبح غالبية المجتمع التركي من الطبقة المتوسطة، وهو الأمر الذي ساعد «حزب العدالة والتنمية» برئاسة السيد أردوغان على الفوز بثلاثة انتخابات متتالية منذ عام 2002.
بيد أن الحرب في سوريا تهدد هذه المكاسب وكذلك المستقبل السياسي للسيد أردوغان. فتركيا لن تكون في مأمن من تداعيات الدولة الفاشلة المجاورة لها على غرار الصومال، أو من نظام الأسد الذي يسعى للانتقام من أنقرة لدعمها الثوار. وقد حققت تركيا نمواً اقتصادياً لأنها تمكنت من جذب استثمارات دولية؛ كما أنها استطاعت جذب هذه الاستثمارات لأنها دولة مستقرة. إلا أن امتداد الفوضى في سوريا يهدد بإنهاء المعجزة الاقتصادية التركية.
لدى تركيا مجتمع يتألف من 500 ألف شخص من العلويين العرب، الذين لهم قربى عرقية مع مجموعة إثنية مشابهة في سوريا كانت قد أيدت، مع استثناءات قليلة، نظام الأسد ضد الثوار الذين تترأسهم قيادة سنية. ويهدد هذا الصراع الطائفي بالتسرب عبر الحدود إلى تركيا، الأمر الذي يؤدي إلى تأليب الثوار السوريين والأتراك السنة ضد العلويين الموالين لنظام الأسد، خاصة في مقاطعة هاتاي الواقعة في أقصى الجنوب حيث تتركز الطائفة العلوية. وهناك أيضاً خطر نشر الأسلحة الكيميائية وانتشار المواد السامة فوق الأراضي التركية؛ كما أن قرب مقاتلي تنظيم «القاعدة» في سوريا يشكل تهديداً خطيراً على الاستقرار التركي المعروف.
وقد أيقظت الحرب السورية أيضاً الجماعات الماركسية المتشددة التي كانت خاملة سابقاً في تركيا. وتعارض هذه الجماعات بشدة أي سياسات حكومية تعتقد أنها تخدم مصالح الإمبريالية الأمريكية، وشنت عدداً من الهجمات من ضمنها الهجوم على السفارة الأمريكية في أنقرة في 2 شباط/فبراير. وتفيد تقارير وسائل الإعلام التركية أن هذه الجماعات الماركسية، بالتعاون مع عناصر تابعة لنظام الرئيس الأسد، قد تكون وراء هجوم 11 أيار/مايو الذي راح ضحيته 51 شخصاً في الريحانية.
إن هذه أخبار سيئة بالنسبة لمحاولة السيد أردوغان إعادة تشكيل النظام السياسي التركي ليصبح على غرار النموذج الرئاسي الفرنسي القوي. فالسيد أردوغان قد جذب جميع نجوم السياسة في الداخل من أجل أن ينتخبوه رئيساً في عام 2014. وحتى أنه توصل إلى اتفاق سلام مع "حزب العمال الكردستاني"، وهي الخطوة التي كانت تعتبر من المحرمات ولا يمكن تصورها قبل سنوات قليلة. فمن خلال عملية السلام التي دخل فيها مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" السجين عبد الله أوجلان، ضمن السيد أردوغان بصورة فعالة الاستقرار الداخلي في البلاد في الفترة التي تسبق عام 2014، كما أمّن لنفسه بعض الدعم الكردي على الأقل. بيد إن التأثير المحتمل للانكماش الاقتصادي الناجم عن الحرب في سوريا يمكن أن يخل بخططه.
ويدرك السيد أردوغان تماماً أنه ما لم يضمن قدر أكبر من المساعدات الأمريكية ضد نظام الأسد، فيمكن أن تصبح تركيا الخاسر الأكبر في سوريا، ويصبح السيد أردوغان الخاسر الأكبر في صناديق الاقتراع إذا لم يتمكن من حشد أغلبية مطلقة في عام 2014. وهذا أيضاً من الأخبار السيئة بالنسبة للولايات المتحدة، التي تعتبر تركيا واحدة من الدول القليلة المستقرة، التي تدعم بقوة القيم الغربية في المنطقة.
وتعتقد الحكومة التركية أنه ما لم يتم ترجيح موازين القوى في سوريا لصالح الثوار في الوقت الحالي، فسوف يتحول الصراع السوري إلى حرب أهلية طائفية لا تنتهي وتجذب مقاطعة هاتاي -- ومعها بقية تركيا -- نحو حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
إن واشنطن هي الوحيدة التي يمكنها أن تغير المعادلة. ففي أعقاب اجتماع القمة الذي انعقد بين أوباما وأردوغان في 16 أيار/مايو، ظهر خياران على الطاولة.
إن إدخال المزيج من القوة الأمريكية، من خلال تسليح الثوار أو فرض منطقة حظر الطيران، سوف يغير الديناميكية العسكرية والإقليمية، ويساعد على توحيد "أصدقاء سوريا" كثيرة الخلافات وراء القيادة الأمريكية. إلا أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر هو الخطوة الوحيدة التي ستحشد الأطراف المتباينة -- التي ترغب في التحرك ضد نظام الرئيس الأسد -- نحو العمل الموحد.
إن الحروب في الكويت والبوسنة هي حالة معبرة في هذا الصدد حيث أثبتت قيمة القيادة الأمريكية. فهذه القيادة تعمل على ترجيح ميزان القوى لصالح الثوار وتوفير الغطاء الدبلوماسي لتركيا في مواجهة غضب إيران وروسيا. ومن خلال تقديم حافز مضاد لموسكو والتهديد بالعمل المنفرد إذا لم تستخدم موسكو نفوذها لوضع حد للنزاع، يمكن للولايات المتحدة أن تثبت أنها جادة في التدخل. وهذا من شأنه أن يخفف أيضاً الضغط على تركيا، المترددة في اتخاذ مزيد من الخطوات في سوريا دون موافقة ضمنية روسية على أقل تقدير. فروسيا هي العدو التاريخي لتركيا والبلد الوحيد في المنطقة الذي يتمتع بقدرات اقتصادية وعسكرية أكبر من تركيا. ويخشى الأتراك من الروس ولن يواجهوهم وحدهم.
وإذا ما أصبح إقناع الروس مستحيلاً، فيجب على واشنطن العمل على إيجاد منطقة عازلة في شمال سوريا على طول الحدود التركية لحماية المناطق التي يسيطر عليها الثوار. ومن شأن هذه المنطقة العازلة التي تكون تحت حماية القوات الجوية الأمريكية وقوات التحالف الدولي، أن تمنح الثوار نقطة انطلاق لشن عمليات ضد الرئيس الأسد، وتساعد تركيا أيضاً على دفع الصراع مرة أخرى نحو سوريا من خلال نقل الثوار ومقرهم إلى المناطق العازلة داخل الأراضي السورية بدلاً من توفير ملاذ للمتشددين على الأراضي التركية. (ومن المرجح أن يكون هناك دعم إقليمي لمثل هذه السياسة، بما في ذلك من الأردن، التي ستستفيد أيضاً من وجود منطقة عازلة داخل جنوب سوريا.)
ومن شأن المشاركة الأمريكية الأكثر حسماً أن تنهي في وقت واحد الشكوك القائمة حول التزام الولايات المتحدة تجاه سوريا، وتُنقذ تركيا من جرها إلى مزيد من الصراع الذي يهدد بتبديد التقدم التي أحرزته نحو حل الصراع الكردي، ويقوض الانجازات الاقتصادية الهائلة التي حققتها.
سونر چاغاپتاي هو مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن ومؤلف الكتاب الذي صدر مؤخراً "صعود تركيا: القوة المسلمة الأولى في القرن الحادي والعشرين". جيمس إيف. جيفري هو زميل زائر متميز في المعهد وسفير الولايات المتحدة السابق لدى تركيا والعراق.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,484,581

عدد الزوار: 6,993,279

المتواجدون الآن: 62