شبكة إيران الإرهابية العالمية تتوسّع بشكل سريع...هيغل يتهم بيجينغ بالتجسّس الالكتروني ويؤكد الإصرار على الاستراتيجية الاميركية لآسيا....باكستان: النواب الجدد أدوا اليمين الدستورية وينتخبون فواز شريف رئيساً ...غضب مرشحي الرئاسة الإيرانية بسبب التنظيم «المهين» لمناظرة في التلفزيون الرسمي.... مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يواجه طريقاً مسدوداً في الملف النووي الإيراني...زياد تقي الدين تعهد بفضح علاقة ساركوزي بقطر....بطريرك روسيا يبحث في اليونان اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط..واشنطن تنفي طرح كيري سيطرة مشتركة إسرائيلية وفلسطينية وأردنية على غور الأردن

احتجاجات تركيا تنطلق من اقتلاع شجرة إلى محاولة «اقتلاع أردوغان» في الشارع... وأردوغان يتراجع أمام «ربيع اسطنبول»

تاريخ الإضافة الإثنين 3 حزيران 2013 - 5:51 ص    عدد الزيارات 1746    القسم دولية

        


 

أردوغان يواجه الامتحان الأصعب منذ 2002
إيلاف...نصر المجالي         
هل تواجه تركيا "ربيعًا" سؤال بدا بديهيًا مع سلسلة الاحتجاجات الأخيرة التي امتدت بسرعة لتشمل معظم المدن التركية، حيث يبدو أردوغان في موقف ضعف وارتباك وأمام أصعب امتحاناته السياسية إطلاقًا منذ عقد، خصوصًا مع تزايد الغضب الشعبي عليه واتهامه بالسعي إلى أسلمة البلاد.
نصر المجالي: يواجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ومعه حزب العدالة والتنمية الامتحان الأصعب في تاريخه السياسي بعد تصاعد الاحتجاجات في ميدان "تقسيم" في قلب إسطنبول، والتي امتدت إلى العاصمة أنقرة ومدن أخرى، وسقوط أكثر ألف جريح وسط قلق دولي. وبدا السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستواجه تركيا ربيعًا على غرار الربيع العربي، الذي أسقط أنظمة حكم في الجوار العربي، مثل مصر وتونس وليبيا واليمن.
ويرأس أردوغان الحكومة التركية منذ عام 2002، ويقول البعض في تركيا إن الحكومة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، أصبحت استبدادية بشكل متزايد.
ورغم أن أصول حزب العدالة والتنمية تعود إلى الإسلام السياسي، فإن أردوغان يقول إنه ملتزم بمبادئ الحكم العلماني في تركيا.
والمظاهرات التي تصاعدت السبت هي الأعنف ضد الحكومة منذ سنوات، في الوقت الذي اشتبك فيه محتجون مع شرطة مكافحة الشغب في إسطنبول لليوم الثاني.
وقد تراجعت الحكومة التركية السبت، وفتحت الطرق المؤدية إلى ساحة تقسيم في إسطنبول في اليوم الثاني من صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ينددون بسياستها. وأمر رئيس الوزراء التركي قوات الأمن بالانسحاب عصرًا من ساحة تقسيم وحديقة جيزي، التي كان إعلان العزم هدمها الشرارة التي أشعلت الصدامات.
على الفور، تدفق الآلاف يحملون الأعلام التركية إلى المكان على وقع الأسهم النارية. وتعهد أردوغان بالمضي قدمًا في خطط إعادة تنمية ميدان تقسيم في وسط إسطنبول، وهو الأمر الذي أثار مظاهرات.
تطوير إسطنبول
وقال أردوغان إن خطط حكومته بشأن تطوير وسط إسطنبول تستغلّ ذريعة لإذكاء التوترات في البلد، مضيفًا أنه لن يرضخ "لمتطرفين مستهترين". ومضى أردوغان يقول "كانت الشرطة هناك (في ميدان تقسيم) البارحة. وسيكونون هناك اليوم وغدًا أيضًا. لا يمكن أن يتحوّل ميدان تقسيم إلى منطقة يصول فيها المتطرفون المستهترون ويجولون".
وأوضح أردوغان في كلمة أذاعها التلفزيون "كل أربعة أعوام نجري انتخابات، وهذه الأمة تختار. وأضاف: "أولئك من لا يقبلون سياسات الحكومة بإمكانهم التعبير عن رأيهم في إطار القانون والديمقراطية... أطلب من المحتجين أن ينهوا على الفور مثل هذه التصرفات".
وتوجه أردوغان إلى المحتجين قائلًا "كل الطرق ماعدا صناديق الاقتراع تظلّ غير ديموقراطية"، مضيفًا أن بإمكانه حشد ملايين المتظاهرين المؤيدين للحكومة لو أراد ذلك.
إقرار باستخدام القوة
لكن أردوغان أقرّ بأن الشرطة ربما "أفرطت" في استخدام القوة، مشيرًا إلى أن "تعليمات ضرورية" صدرت لوزير الداخلية ومحافظ إسطنبول بشأن كيفية التعامل مع المحتجين. وقال أردوغان إن وزارة الداخلية تحقق في "إساءة استخدام قوات الأمن للغازات المسيلة للدموع".
ودعا الرئيس التركي، عبد الله غول، جميع الأطراف إلى أن يتصرفوا على نحو يدل على "النضج"، حتى تهدأ الاحتجاجات التي قال إنها بلغت "مستوى مزعجًا". ودعا الشرطة إلى "التعامل مع الاحتجاجات بشكل مناسب".
أشرف أردوغان على تحويل اقتصاد تركيا خلال عشر سنوات أمضاها في السلطة، من اقتصاد يعاني من أزمة مزمنة إلى الاقتصاد الأسرع نموًا في أوروبا، وما زال بشكل كبير السياسي الأكثر شعبية في البلاد.
إلا أن منتقدين يشيرون إلى تسلطه وما يصفونه بتدخل حكومته في الحياة الخاصة. وأدت القيود الأكثر صرامة على مبيعات الخمر وتحذيرات من اظهار العاطفة على الملأ في الأسابيع الأخيرة إلى احتجاجات. ويشعر كثير من الأتراك أيضا بالقلق من أن تؤدي سياسة الحكومة إلى أن يجر الغرب تركيا للصراع في سوريا.
مظاهرات كبرى
وبدأت الاحتجاجات في متنزه جيزي قرب ميدان تقسيم في وقت متأخر من مساء يوم الإثنين الماضي، بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، ولكنها اتسعت إلى مظاهرة كبيرة ضد ما يصفونه بتسلط أردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
كما اندلعت احتجاجات في العاصمة أنقرة وفي مدينة ازمير الساحلية على بحر إيجه في وقت متأخر من مساء الجمعة وهناك دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لخروج مظاهرات مشابهة في أكثر من عشر مدن أخرى يوم السبت.
وقال مسعفون إن ما يقرب من ألف شخص أصيبوا في الاشتباكات في اسطنبول يوم الجمعة، وهي أعنف مظاهرات مناهضة للحكومة منذ أعوام. وقال اتحاد الأطباء التركي إن نحو ستة متظاهرين فقدوا البصر، بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز.
واعتذر نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج عما جرى في إسطنبول، حيث قال "بدلًا من أن تطلق الغاز على أناس يقولون لا نريد مركزًا تجاريًا هنا، كان على السلطات أن تقنعهم، وتقول لهم إنها تشاركهم قلقهم. وقال وزير الداخلية معمر جولر إنه سيجري التحقيق في المزاعم باستخدام الشرطة للقوة المفرطة.
تنديد دولي
مع صدور هذه المواقف، أقر رئيس الوزراء بأن الشرطة تحركت أحيانًا في شكل "مفرط"، وقال "صحيح هناك أخطاء وأعمالًا مفرطة ارتكبت في كيفية رد الشرطة"، لافتًا إلى أن وزارة الداخلية أمرت بإجراء تحقيق.
إضافة إلى المجتمع المدني التركي، نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والبرلمان الأوروبي والعديد من المنظمات غير الحكومية، في مقدمتها منظمة العفو الدولية بقمع المتظاهرين في إسطنبول، فيما اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي السبت أردوغان بقيادة بلاده "بأسلوب إرهابي".
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن الزعبي قوله إن "قمع رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للمظاهرات السلمية أمر غير واقعي، ويكشف انفصاله عن الواقع". وقال "إن الشعب التركي الشقيق لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر بأن يتحدى أردوغان شعبه.
ولم تعلن السلطات التركية أية حصيلة رسمية للصدامات، فيما تحدثت منظمة العفو الدولية الجمعة عن "أكثر من مئة" جريح. وأعلن محافظ إسطنبول حسين عوني موتلو الجمعة أنه تم نقل 12 شخصًا إلى المستشفيات، فضلًا عن اعتقال 63 آخرين على الأقل.
 
المتظاهرون في إسطنبول يحتفلون بأول انتصار لهم على أردوغان
إيلاف...أ. ف. ب.   
احتفل الالاف من المتظاهرين الأتراك بعد ظهر السبت في ساحة تقسيم الشهيرة في قلب اسطنبول بالانتصار على حكومة اردوغان، وذلك بعد انسحاب الشرطة التي اعتدت عليهم بالعنف الشديد.
 اسطنبول: بعد اكثر من 24 ساعة من المواجهات العنيفة مع الشرطة احتفل الالاف من المتظاهرين بعد ظهر السبت في ساحة تقسيم الشهيرة في قلب اسطنبول بالانتصار على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، قائلين له "نحن هنا يا طيب. اين انت؟".
وفور انسحاب عناصر شرطة مكافحة الشغب ضجت ساحة تقسيم بهتافات المتظاهرين الذين تدفقوا اليها بالالاف وهم يهللون فرحا.
البعض اخذ يردد النشيد الوطني والاخرون يصفقون ويرقصون في وسط ساحة تقسيم التي انتشرت في ارجائها روائح النصر بعد الرائحة الحارقة للغازات المسيلة للدموع.
وضمت هذه الجماهير المتحمسة ممثلين لكل التيارات السياسة، من يمين قومي الى يسار متشدد من مسلمين متدينين الى علمانيين وفنانين. وقامت مجموعة من المتظاهرين بتغطية النصب التذكاري لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك بالاعلام الملونة.
وهكذا انفجر فجاة في كل مكان بركان الغضب المتراكم من حكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامية المحافظة التي تحكم البلاد منذ 2002 والمتهمة بالرغبة في العمل على "اسلمة" المجتمع التركي.
وقالت سيدة متقاعدة فضلت عدم ذكر اسمها "الحكومة تمارس الضغوط في كل شيء: انجب ثلاثة اطفال لا اثنين فقط، لا تشرب الخمر،ـ لا تدخن، لا تسر في الطريق ويدك في يد حبيبك او حبيبتك اذا لم تكن العلاقة جدية". واكدت "انا ابنة اتاتورك ولا يمكن ان اوافق على ذلك. نحن كلنا نتشارك هذه الافكار لذلك نحن هنا".
وقال طالب فضل ايضا عدم ذكر اسمه "لا اعتقد ان حكومة العدالة والتنمية كانت تتوقع ذلك" مضيفا "الناس تثور لمنع سلسلة من الممنوعات التي فرضتها حكومة لا تفهمنا".
ورغم الاجواء الاحتفالية يبدي البعض نوعا من الحذر. لقد ربح المتظاهرون معركة لكنهم بالتاكيد لم يربحوا الحرب المعلنة على الحكومة.
ويقول بيرك سنتورك وهو مدير فني "الاجواء هنا تعمها الفرحة والسعادة. اليوم انسحبت الشرطة اخيرا" مضيفا "لكن ورغم كل هذه الجماهير الغفيرة المحتشدة هنا فقد اعلن رئيس الوزراء انه مستمر وانه سيقوم ايضا اذا اقتضى الامر بهدم مركز اتاتورك الثقافي الموجود خلفي" مضيفا باصرار "لذلك سنبقى هنا لحراسة المكان".
من جانبه يقول باتوهان كانتاس وهو طالب في التاسعة عشرة من العمر "معركتنا لم تنته. ما زال يحكمنا رئيس وزراء يرى الناس مجرد خرفان ويعتقد انه سلطان".
وتقول ليلى وهي معلمة في الثامنة والثلاثين "لقد نجحنا في جعل الشرطة تنسحب. لكن هذه الحكومة مثل اللزقة ولن تسقط بسهولة".
وفي احدى مداخلاته السبت اقر اردوغان بان انتصارات حزبه الانتخابية الساحقة "ليست تذكرة لفرض رغبة الاكثرية على الاقلية".
لكن هذه الكلمات لم تكن كافية لارضاء المتظاهرين او تثبيط عزيمتهم. وعلت اصوات مجموعة من المتظاهرين المصرين على قضاء الليل في "ساحتهم" بالهتاف "تقسيم في كل مكان .. المقاومة في كل مكان".
 
احتجاجات إسطنبول تتحول من «اقتلاع شجر» إلى تهديد الحكومة... المعارضة تتهم أردوغان بـ«أسلمة البلاد» ومستشاره لـ «الشرق الأوسط»: لا ربيع في تركيا

إسطنبول: ثائر عباس .... تحولت الاحتجاجات التي اندلعت في إسطنبول، وامتدت إلى العاصمة أنقرة ومدن تركية أخرى، من احتجاجات على «اقتلاع شجر» إلى محاولة اقتلاع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من السلطة، بعد أن دخل المعارضون العلمانيون على الخط ونقلوا الاحتجاجات إلى أحياء عديدة في إسطنبول وخارجها.
وتحولت ساحة «تقسيم» أشهر معالم المدينة، التي تعد العاصمة الثانية لتركيا، إلى ميدان كر وفر بين المتظاهرين والشرطة التي أقر رئيس الوزراء باحتمال استخدامها «القوة المفرطة» في قمع الاحتجاجات مما أثار غضب المعارضة التي دفعت بكل ثقلها إلى الشارع سعيا لإسقاط أردوغان في الشارع نظرا لعجزها عن إسقاطه في صناديق الانتخابات، كما قال مستشار أردوغان طه كينتش لـ«الشرق الأوسط», الذي اكد أن «لا ربيع في تركيا» وان الحديث عن ذلك غير واقعي، فلا ديكتاتورية في تركيا، والحكم يتم تداوله عبر انتخابات عامة شفافة وديمقراطية. وأضاف «المعارضة حولت الأمر من محاولة لاقتلاع شجرة إلى محاولة لاقتلاع أردوغان، وهذا أمر لا يمكن أن يجري بهذه الطريقة».
واستغربت مصادر رسمية تركية «الاستغلال الرخيص» من قبل بعض المعارضين، وتحديدا زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي قرر إلقاء كلمة مباشرة في المحتجين في ساحة تقسيم بعد ظهر أمس متهمة إياه بأنه «ناقص الحس الوطني».
 
احتجاجات تركيا تنطلق من اقتلاع شجرة إلى محاولة «اقتلاع أردوغان» في الشارع... مستشار لرئيس الحكومة يرفض توصيف «الربيع التركي»: نحن بلد ديمقراطي.. والانتخابات تحدد الحاكم

جريدة الشرق الاوسط... إسطنبول: ثائر عباس ... تحولت الاحتجاجات التي اندلعت في إسطنبول، وامتدت إلى العاصمة أنقرة ومدن تركية أخرى، من احتجاجات على اقتلاع شجرة إلى محاولة اقتلاع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من السلطة، بعد أن دخل المعارضون العلمانيون على الخط ونقلوا الاحتجاجات إلى أحياء كثيرة في إسطنبول وخارجها.
وتحولت ساحة «تقسيم»، أشهر معالم المدينة التي تعتبر العاصمة الثانية لتركيا، إلى ميدان كر وفر بين المتظاهرين والشرطة التي أقر رئيس الوزراء باحتمال استخدامها «القوة المفرطة» في قمع الاحتجاجات، مما أثار غضب المعارضة التي دفعت بكل ثقلها إلى الشارع سعيا لإسقاط أردوغان في الشارع نظرا لعجزها عن إسقاطه في صناديق الانتخابات، كما قال مستشار أردوغان، طه كينتش، لـ«الشرق الأوسط».
وبدا واضحا أن القصة تتعدى قضية الأشجار التي تنوي بلدية إسطنبول اقتلاعها من «جيزي بارك» إلى قرارات سابقة اتخذها أردوغان، ومنها القانون الذي صدر الأسبوع الماضي بمنع بيع الكحول في الجامعات وقرب المدارس وأماكن الدراسة الأخرى، بالإضافة إلى منع بيعها بعد العاشرة مساء. واستغربت مصادر رسمية تركية «الاستغلال الرخيص» من قبل بعض المعارضين، وتحديدا زعيم حزب الشعب الجمهوري «الذي قرر إلقاء كلمة مباشرة في المحتجين في ساحة تقسيم بعد ظهر أمس» متهمة إياه بأنه «ناقص الحس الوطني».
ومضى أردوغان في تأكيده أن هذه المظاهرات لن تغير في وجهة المشروع الذي بدأته بلدية إسطنبول منذ نحو 7 أشهر، ويقضي بتحويل مسار السيارات إلى ما تحت الأرض وإعادة بناء ثكنة عثمانية قديمة وتحويلها إلى مشروع سياحي وبناء مسجد كبير في وسط الساحة، مما أثار غضب العلمانيين الذي يرون في كل خطوة تقوم بها الحكومة «اتجاها نحو أسلمة البلاد».
وعلى الرغم من أن رئيس بلدية إسطنبول قادر توباس نفى نية البلدية بناء مركز تجاري، فإن الصدامات تواصلت طوال يوم أمس، قبل أن تنسحب الشرطة من الميدان بناء لأوامر المحافظ كما أكدت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن «جماعة المعارضة قذفت الشرطة بالحجارة خلال انسحابها أيضا». وقال توباس إن «هواجس الناس الصادقة يجري (استغلالها من قبل المضللين)» معتبرا أن ما يجري هو ببساطة «نقل الأشجار في المنطقة من أجل توسيع السير للمشاة». وأضاف أن «العمل الذي سيتم القيام به لا يناسب مركزا للتسوق، وما نراه هنا هو استغلال مواطنينا المحبين للطبيعة»، مبديا أسفه لوجود من «يستغلون الناس أكثر ويتوقعون تحقيق مكاسب سياسية من هذا».
وكانت الشرطة التركية انسحبت، عصر أمس، من ساحة تقسيم في وسط إسطنبول التي انتشر فيها آلاف المتظاهرين في اليوم الثاني من مظاهرات احتجاج على الحكومة تخللتها أعمال عنف بعد دخول الشرطة هذه الساحة الجمعة، وعملت على منع المتظاهرين من دخولها وفرقتهم بالقنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى إصابة العشرات جراء استعمال القنابل المسيلة للدموع والهراوات. واستخدمت الشرطة التركية، صباح أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذي خرجوا في مظاهرات جديدة. وبعد مواجهة طويلة مع المتظاهرين الذين نصبوا حاجزا في جادة استقلال المؤدية إلى ساحة تقسيم، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. وسجلت أحداث أخرى في وقت سابق من الصباح في حي بشكطاش، عندما عبرت مجموعة من المتظاهرين جاءت من الضفة الآسيوية لإسطنبول جسرا قبل أن تقوم الشرطة بتفريقها.
وقالت السلطات إن عشرات الأشخاص يُعالجون في مستشفيات من جروح أصيبوا بها في الاشتباكات. غير أن منظمة العفو الدولية قالت إن مئات المتظاهرين جرحوا. وقالت السلطات المحلية إنه تم توقيف أكثر من 60 شخصا في أعمال العنف. وقال مسعفون إن ما يقرب من ألف شخص أصيبوا في الاشتباكات في إسطنبول. وقال اتحاد الأطباء التركي إن نحو ستة متظاهرين فقدوا البصر بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز.
وأمضى آلاف من سكان إسطنبول ليل الجمعة - السبت في الشارع متحدين الشرطة والقنابل المسيلة للدموع. وقامت مجموعات من المتظاهرين بمسيرات وهم يحملون أواني المطبخ للقرع عليها. وفي مبادرة تحدّ، تقدم بعض المتظاهرين المشاركين في المسيرة، وهم يحملون عبوات الجعة بأيديهم.
في إشارة واضحة إلى القانون الذي أقره البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، بأكثرية أصوات نواب «العدالة والتنمية»، الذي يمتلك الأغلبية فيه. ورفع متظاهرون شعارات ترفض «أسلمة المجتمع»، وقال أحد المشاركين في المظاهرات إنه مستعد للموت «لا من أجل شجرة، بل من أجل أمة يحاولون تدمير جمهوريتها التي دفعنا الدماء والعرق ثمنا لها»، وأردف هاتفا: «لسنا دولة إسلامية، ولكل منا الحق في أن يعيش حياته مسلما ملتزما أو علمانيا.. لماذا يفرضون علينا أسلوب حياتهم؟!».
وغطت الحجارة والعبوات الفارغة للقنابل المسيلة الفارغة الشوارع، بينما أغلق بعضها بحواجز. وفوق المدينة تحلق مروحية للشرطة لمراقبة المتظاهرين. ولجأ مئات الناشطين إلى مقر لإحدى النقابات أقام فيها أطباء مركزا لتقديم الإسعافات الأولية، خصوصا لمعالجة إصابات الجلدية والتنفسية الناجمة عن الغازات المسيلة للدموع.
وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالدعوات إلى مظاهرات أخرى تنطلق اليوم في إسطنبول وأنقرة وأزمير ومناطق أخرى سعيا لإسقاط «حكومة المتسلط» في إشارة إلى أردوغان الذي رفع المتظاهرون صورا له وهو بلباس خليفة عثماني.
وتحدثت تقارير إعلامية عن مظاهرات مماثلة في أنقرة وأزمير حيث حاول متظاهرون الجمعة اقتحام مقر للحزب الحاكم، بينما توجه المتظاهرون أمس إلى مبنى البرلمان دون أن يفلحوا في الوصول إليه نتيجة الحواجز الأمنية.
وأشار مستشار أردوغان إلى أن ما يقال عن «ربيع تركي» غير واقعي، فلا ديكتاتورية في تركيا، والحكم يتم تداوله عبر انتخابات عامة شفافة وديمقراطية، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «المعارضة حولت الأمر من محاولة لاقتلاع شجرة إلى محاولة لاقتلاع أردوغان، وهذا أمر لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة».
وقال كينتش إن ما جرى هو استغلال لمطالب الناس، مشيرا إلى أن ما يقال عن أنها احتجاجات للدفاع عن الطبيعة هو أمر خاطئ تماما، موضحا أن أردوغان وحزب العدالة زرعوا 2.5 مليار شجرة في تركيا منذ وصولهم إلى الحكم، وهم يدركون تماما أهمية الغطاء الأخضر.
وأضاف: «لقد عرفوا (المعارضون) أنهم لن يستطيعوا أن يهزموا أردوغان في صناديق الاقتراع، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أنه يحظى بتأييد يبلغ 52 في المائة بين الأتراك، فلجأوا إلى هذه الوسائل», وتوقع كينتش أن تهدأ الأمور بدءا من الغد، قائلا: «سوف يقومون الأحد (اليوم) ببعض الاستعراضات، لكن بدءا من الاثنين سوف يذهب الجميع إلى أعمالهم.. الاثنين هو يوم آخر».
وفي المقابل، قال فريد السفار رئيس فرع إسطنبول في حزب العمال اليساري إنه كان يتوقع حصول هذا منذ سنوات «نتيجة القمع الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية على من ليس منهم من الشعب». وقال لـ«الشرق الأوسط: «ما يجري الآن في ميدان تقسيم ما هو إلا البداية لرفض سياسة الحكومة التركية، كما أن هذه الجموع الغفيرة التي تملأ الميدان حاليا لا تعبر فقط عن سخطها لسياسة أردوغان الداخلية، بل ترفض سياسته التي ترتكز على تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير»، ورأى أن الشرطة قررت سحب قوات مكافحة الشغب بسبب صحوة الجماهير وازدياد أعدادها، يوما بعد يوم، لأنه لا توجد أي قوة ديكتاتورية في العالم يمكن أن تقف أمام إرادة الشعوب».
ورفض اتهامات الحكومة للأحزاب الراديكالية بالوقوف وراء هذه التحركات، وقال: «إن السبب وراء استخدامه القوة المفرطة ضد المظاهرات السلمية يكمن في أنه يوجد لديه نية لاستعادة النظام العثماني»، آخذا عليه إعطاء اسم الجسر المعلق الثالث الذي سيقام على مضيق البسفور اسم السلطان ياوز سليم «الذي تلطخت يداه بدماء عشرات الآلاف من العلويين في الأناضول»، قائلا: «يريدون طمس الجمهورية وإحياء الخلافة العثمانية، والجماهير نزلت إلى الشارع لإيقاف هذا المخطط وإحياء الجمهورية إلى الأبد».
ودعا الرئيس التركي عبد الله غل إلى تغليب «المنطق»، معتبرا أن الاحتجاجات وصلت إلى «حد مقلق».
وقال غل في بيان نشره مكتبه: «يتعين علينا جميعا أن نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات.. التي وصلت إلى حد مقلق أن تهدأ»، ودعا الشرطة إلى «التصرف بشكل متناسب» مع حجم الاحتجاج.
وبدوره، دعا رئيس الوزراء إلى وقف فوري للمظاهرات الأعنف ضد الحكومة منذ سنوات، لكنه تعهد بالمضي قدما في خطط إعادة تنمية ميدان تقسيم بوسط إسطنبول، قائلا إن هذه القضية تُستغل كمبرر لإذكاء التوتر. وقال أردوغان في كلمة أذاعها التلفزيون: «تركيا يحكمها نظام برلماني. كل أربعة أعوام نجري انتخابات، وهذه الأمة تختار»، وطلب من المحتجين أن ينهوا على الفور مثل هذه التصرفات، حتى لا يقع المزيد من الإصابات بين المارة والزوار أصحاب المتاجر المحليين.
وأضاف: «على الرغم من الاستفزازات من جانب المنظمات غير القانونية، وعلى الرغم من الضرر الذي وقع للمتاجر المحلية، وعلى الرغم من الهجمات بالحجارة والقنابل الحارقة، لا تزال الشرطة تعمل في إطار السلطة الممنوحة لها. لكن كما قلت من قبل فقد أعطيت أوامر لوزير الداخلية وللمحافظ باتخاذ الإجراءات اللازمة إذا استخدمت قوة مفرطة».
وقال: «حقيقة، كانت هناك بعض الأخطاء، وتصرفات مبالغ بها، أثناء رد الشرطة». وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رجال الشرطة الذين تصرفوا بشكل (غير متناسب)».
 
أردوغان يتراجع أمام «ربيع اسطنبول»
أنقرة – «الحياة»
تراجعت الحكومة التركية أمام «ربيع اسطنبول» وعن مواجهة آلاف المتظاهرين في ساحة تقسيم وسط مدينة اسطنبول، التي شهدت احتجاجات وصدامات في اليومين الأخيرين، ما أوقع عشرات الجرحى بعضهم في حال الخطر. واعتقل اكثر من 140 شخصاً بينهم سياح أجانب، وفتحت الطرق المؤدية الى الساحة.
وكان لافتاً الطبيعة الشعبية والعفوية للاحتجاجات التي طالبت بوقف مشروع انشائي أقرته بلدية اسطنبول لتحويل حديقة «غازي بارك» التاريخية وسط الساحة الشهيرة الى مركز ثقافي ومجمع تجاري، عبر تكاتف فئات وشرائح اجتماعية مختلفة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة الى الاحتجاج، رداً على تجاهل وسائل الاعلام المحلية التظاهرات في بداياتها والحدث عموماً.
وبعدما ردد المتظاهرون عبارات نددت بـ «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، داعين إلى استقالة الحكومة، اكد اردوغان ان الاحتجاجات لن تمنع تنفيذ المشروع الذي وضعته بلدية اسطنبول والتي يضم مجلسها احزاب المعارضة «بلا تردد أو حتى نقاش».
وقال ان مؤامرة سياسية تقف وراء التظاهرات، داعياً الجميع الى «التحلي بحساسية شديدة ضد كل من يرغب في نشر الدماء التي تسيل في سورية، في تركيا».
وذكّر اردوغان بأنه انتصر سابقاً على مؤامرات سياسية استهدفت اطاحة حكومته، مؤكداً ان الطريق الوحيد لتغيير الحكومة هو صناديق الاقتراع.
وتطور الخلاف الذي بدأ بتحرك جمعيات بيئية وناشطين يساريين للمطالبة بإبقاء اشجار ومساحات خضراء تتقلص يومياً، في مرحلة اولى، الى جدل سياسي تناول تصرفات أردوغان وتصريحاته، خصوصاً بعدما تحدى المعتصمين في الحديقة قبل أيام.
وانفجر لاحقاً إثر توافد مئات من الناشطين والسياسيين والمشاهير الى الحديقة ظهر اول من امس اثر انباء عن بدء رجال الأمن فض الاعتصام في الحديقة بالقوة، ووسط تعتيم اعلامي. ثم لبى آلاف دعوات أطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتوجه الى ساحة تقسيم، ويشتبكون مع الشرطة التي افرطت، باعتراف أردوغان، في استخدام القوة والغاز المسيل للدموع.
وامتدت التظاهرات الى ساحات مدن أخرى مثل أنقرة، حيث عززت السلطات اجراءات حماية مبنى رئاسة الوزراء وباقي الوزارات التي منع الوصول مشياً اليها، وكذلك أزمير وديار بكر. واحتجت حشود على طريقة تعامل رجال الأمن مع المعتصمين في تقسيم، وما وصفوه بـ «سياسات الحكومة الرأسمالية الجائرة التي تغلب المصلحة الاقتصادية والمشاريع العمرانية على شؤون البيئة، واسلوب أردوغان في التعامل بالقمع الأمني مع معارضي آرائه.
واكد اردوغان انه أمر وزارة الداخلية بفتح تحقيق في استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع، في حين أبدى الاتحاد الاوروبي قلقه من اجراءات الأمن المفرطة. وأيدته وزارة الخارجية الأميركية التي شددت على ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير في تركيا.
وحذّرت وزارة الخارجية البريطانية أمس رعاياها من السفر الى مناطق تركية تشهد احتجاجات، وتلك المحاذية للحدود مع سورية.
وفي اطار محاولات التهدئة، قضت محكمة اسطنبول الادارية بوقف العمل بمشروع حديقة «غازي بارك»، بحجة عدم وجود رخصة بناء في الحديقة التي يزيد عمرها على 70 سنة، وتعتبر من أهم معالم مدينة اسطنبول.
وتعهد وزير الداخلية معمر غولار ايجاد حل وسط للأزمة، فيما اعتبر بولنت ارينش، نائب رئيس الوزراء، ان اقناع المعتصمين بالحوار كان افضل من استخدام خراطيم مياه وغازات مسيلة للدموع.
وفي دمشق اتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي رئيس الوزراء التركي بقيادة بلاده «باسلوب ارهابي». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الزعبي قوله ان «قمع رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للمظاهرات السلمية أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع». مضيفاً «ان الشعب التركي الشقيق لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر ان يتحدى اردوغان شعبه».
واضاف ان اردوغان «يقود بلاده باسلوب ارهابي ويدمر مدنية الشعب التركي وانجازاتها»، مشيرا الى ان «مطالب الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف وعلى اردوغان اذا كان عاجزا عن اتباع وسائل غير عنفية التنحي والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة».
واستخدم الوزير السوري كلمات سبق لاردوغان ان وجهها الى الرئيس السوري بشار الاسد عندما بدأ بقمع التحركات الشعبية ضده قبل اكثر من سنتين والتي اسفرت حتى الآن عن اكثر من 80 الف قتيل.
 
تواصل الصدامات لليوم الثاني في تركيا ودمشق تتهم اردوغان بقيادة بلاده بـ «أسلوب إرهابي»
الرأي...عواصم - وكالات - تواجه المتظاهرون وشرطة مكافحة الشغب امس، في اسطنبول لليوم الثاني وسط احتجاجات متزايدة تعد من اكبر التحديات التي تواجه الحكومة ذات التوجه الاسلامي في تركيا خلال 10 سنوات من حكمها.
ولم يتراجع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عن موقفه تجاه اعمال العنف التي كشفت عن استياء متزايد لحكومته المحافظة.
وامس، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة تقسيم، مركز التظاهرات التي خلفت عشرات الجرحى ودفعت بواشنطن الى توجيه توبيخ نادر لحليفتها.
ورشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة والقناني.
وقال اتمان بيت (33 عاما) «اصبحنا يدا واحدة» فيما كان منهمكا بازالة شظايا الزجاج والبلاستيك المحترق امام المقهى الصغير الذي يملكه قرب ساحة تقسيم.
واضاف: «الجميع شاركوا... يساريون ويمينيون وحتى انصار اردوغان. الناس غاضبون وانا فخور جدا بهم». ووصف الاضرار التي لحقت بمحله باعتبارها «تضحيات ضرورية».
ودعا الرئيس التركي عبد الله غول امس الى تغليب «المنطق» فيما وصلت الاحتجاجات العنيفة ضد مشاريع بناء في ساحة تقسيم وسط اسطنبول الى «حد مقلق».
وقال غول في بيان نشره مكتبه «يتعين علينا جميعا ان نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات... التي وصلت الى حد مقلق ان تهدأ» ودعا الشرطة الى «التصرف بشكل متناسب» مع حجم الاحتجاج.
واكد اردوغان تمسكه بموقفه بوجه التظاهرات التي تعد من اكبر التحركات المناهضة لحكومته منذ توليها الحكم في 2002.
وقال: «اطلب من المحتجين ان يوقفوا تظاهراتهم على الفور» واضاف: «الشرطة كانت هنا بالامس وستؤدي الواجب اليوم وغدا ايضا لان ساحة تقسيم لا يمكن ان تترك لعبث المتطرفين».
وتعهد ايضا بالمضي قدما في المشاريع التي اثارت الاحتجاجات العنيفة والتي تشمل اقتلاع اشجار قرب ساحة تقسيم لاعادة بناء ثكنة أثرية من الفترة العثمانية وجعلها مركز تسوق.
ونزل الاف المتظاهرين الى الشوارع في مدن تركية اخرى تضامنا مع المتظاهرين في اسطنبول. وجرت تظاهرات في انقرة ومدينتي ازمير وموغلا (غرب) وانطاليا (جنوب).
وامس منعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين من التوجه الى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في انقرة.
وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة اسطنبول حيث كانت رسائل اجهزة اللاسلكي تحذر الوحدات وتطلب منهم «الاقتصاد» في استخدامه.
وتصاعدت الاحتجاجات لتصبح تظاهرات منددة بالحكومة بعد ان نزلت الشرطة الى ساحة تقسيم لتفريق تظاهرة احتجاج على اقتلاع اشجار في متنزه قريب، هو اخر فسحة خضراء في المنطقة التجارية الكبيرة من اجل خطط لبناء مركز تجاري.
وتصاعدت الاشتباكات ليلا فيما نزل الالاف الى شوارع المدينة وطرقوا على اواني طبخ. ولقوا تشجيعا من السكان الذين وقفوا على شرفات منازلهم.
وحمل بعضهم زجاجات البيرة في تحد لقانون صدر أخيرا بدعم من «حزب العدالة والتنمية»، يحظر بيع الكحول ويمنع استهلاكه ليلا.
ويرى منتقدو القانون انه مؤشر جديد على جنوح تركيا العلمانية اكثر فاكثر نحو التشدد.
وقالت سيدة شاركت في التظاهرة في اسطنبول ورفضت اعطاء اسمها «يريدون ان يحولوا البلاد الى دولة اسلامية، يريدون فرض رؤيتهم ويتظاهرون باحترام الديموقراطية».
واقتلاع الاشجار في المتنزه ياتي ضمن مشروع بناء اكبر مثير للجدل يهدف الى تحويل المنطقة المحيطة بتقسيم الى منطقة مشاة. وتشكل المنطقة السياحية تقليديا مركزا لاقامة التظاهرات.
وأعلنت السلطات ان عشرات الاشخاص يعالجون في مستشفيات من جروح اصيبوا بها في الاشتباكات. غير ان «منظمة العفو الدولية» أوضحت ان مئات المتظاهرين جرحوا.
وأكدت السلطات المحلية انه تم توقيف اكثر من 60 شخصا في اعمال العنف.
وفي واشنطن، اعربت وزارة الخارجية عن قلقها في شأن عدد الاشخاص الذي جرحوا في الاحتجاجات.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي: «السبيل الافضل لضمان الاستقرار والامن والازدهار في تركيا هو بدعم حريات التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات التي كان هؤلاء الاشخاص يمارسونها على ما يبدو».
وتتهم حكومة اردوغان التي تحكم منذ ما يزيد على عقد من الزمن، بالسعي لاسلمة الدولة العلمانية.
وفي تركيا الان صحافيون مسجونون اكثر من اي دولة اخرى في العالم، حسب منظمات تقول انه في 1 اغسطس كان 61 صحافيا خلف القضبان بسبب مقالاتهم. كما ان عشرات المحامين والمشرعين موقوفون ومعظمهم متهمون بالتآمر ضد الحكومة.
وقال كمال كيليسداراوغلو القيادي في «حزب الشعب الجمهوري»، اكبر احزاب المعارضة، «نريد الحريات والديموقراطية في بلدنا».
وفي لندن، حذّرت وزارة الخارجية البريطانية امس، رعاياها من السفر إلى المناطق التركية التي تشهد احتجاجات وتلك المحاذية للحدود مع سورية.
وذكرت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في بيان أن «احتجاجات تحصل حالياً في اسطنبول ومدن أخرى في تركيا بينها أنقرة... وتستخدم الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه ردا على ذلك. وننصح المواطنين البريطانيين تجنب كل التظاهرات».
ونصحت الوزارة رعاياها بعدم السفر إلى مدينتي أقجة قلعة ورأس العين، وعدم السفر إلا في حالات الضرورة إلى المناطق الواقعة على مسافة 10 كيلومترات من الحدود التركية مع سورية، وإلى محافظات هكاري وشيرناك وسيرت وتونجلي، وتوخي الحذر عند التجول في محافظات أخرى جنوب شرق تركيا.
وفي دمشق، اتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي امس، رئيس بقيادة بلاده «باسلوب إرهابي».
ونقلت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) عن الزعبي ان «قمع رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للتظاهرات السلمية أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع». وقال «ان الشعب التركي الشقيق لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر ان يتحدى اردوغان شعبه». واضاف ان اردوغان «يقود بلاده باسلوب ارهابي ويدمر مدنية الشعب التركي وانجازاتها»، مشيرا الى ان «مطالب الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف وعلى اردوغان اذا كان عاجزا عن اتباع وسائل غير عنفية التنحي والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة».
ومن الواضح ان الوزير السوري استخدم كلمات سبق لاردوغان ان وجهها الى الرئيس السوري بشار الاسد عندما بدأ بقمع التحركات الشعبية ضده قبل أكثر من سنتين.
 
 
شبكة إيران الإرهابية العالمية تتوسّع بشكل سريع
أشرف أبو جلالة    
أكد خبراء أن التقريرين المنفصلين، اللذين صدرا قبل أيام من جانب المدعي العام الأرجنتيني بخصوص التفجير الذي استهدف مركزًا يهوديًا في بوينس آيرس في العام 1994، ومن جانب وزارة الخارجية الأميركية بخصوص تقارير الدول عن الإرهاب للعام 2012، يشكلان أحدث مؤشر إلى أن شبكة إيران الإرهابية العالمية آخذة في الازدياد، وأن الجمهورية الإسلامية تمضي نحو تعزيز تواجدها في أميركا الجنوبية.
وجد تقرير الخارجية الأميركية أن العام الماضي كان ملحوظًا في ما يتعلق بإثبات تجدد رعاية إيران للإرهاب، من خلال الحرس الثوري الإسلامي التابع للنظام الإيراني ووزارة الاستخبارات، وكذلك تنظيم حزب الله المقرب من الجمهورية الإسلامية.
بناء خلايا نائمة
فيما لفت تقرير المدعي العام الأرجنتيني ألبيرتو نيسمان، وهو المحقق في حادث تفجير مركز "أميا"، والذي جاء في 500 صفحة، إلى أن إيران حاولت كذلك بناء شبكة خاصة من الجواسيس والخلايا النائمة الإرهابية في كل أنحاء أميركا الجنوبية.
أسفر هذا التفجير الذي وقع عام 1994 عن وفاة 85 شخصًًا وإصابة مئات آخرين. وقال محققون فيدراليون إن الهجوم تم بتدبير من الحكومة الإيرانية ونفذه حزب الله.
ونقلت في هذا الإطار صحيفة "ذا واشنطن فري بيكون" الأميركية عن مجموعة من الخبراء قولها إن تقارير كهذه تظهر أن إيران تقوم بمجهود مكثف لتعزيز نفوذها العالمي.
يعيشون في الماضي
وقال مايكل روبن، وهو خبير مقيم متخصص في الشأن الإيراني وشؤون الإرهاب لدى معهد أميركان أنتربرايز، "المسؤولون الأميركيون، الذين يعتبرون إيران قوة إقليمية، يعيشون في الماضي. أما الإيرانيون فيصفون أنفسهم بكونهم قوى كبرى في عموم المنطقة، ويأملون في أن يصبحوا قوة عالمية، مع أن ذلك قد يبدو سخيفاً بالنسبة إلينا".
وأشار إيمانويل أوتولينغي، الزميل البارز لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى إن إيران خصصت جزءًا كبيراً من وقتها وأموالها لتطوير العلاقات مع بلدان أميركا الجنوبية، لكن الفوائد من وراء ذلك جاءت محدودة للغاية من حيث أوجه النشاط التجاري.
وتابع أوتولينغي "إن نظرت إلى الميزان التجاري بين إيران وأميركا اللاتينية، ستجد أنه لا توجد تجارة عمليًا بين إيران ودول منظمة الألبا (التحالف البوليفاري لشعوب أميركا) – وهي الدول التي استثمرت فيها إيران بشكل كبير على الصعيدين السياسي والاقتصادي".
أكمل أوتولينغي حديثه بالقول: "أما معظم النشاط التجاري فهو قائم بين إيران والبرازيل (الشريك الأول) وإيران والأرجنتين ( الشريك الثاني). وحتى في هاتين الحالتين، تجد أن كفة الميزان التجاري تميل بشكل غريب لمصلحة البرازيل والأرجنتين".
وأوضحت الصحيفة أن أنشطة تجسس وشبكات إيران الإرهابية، التي تم تحديدها في تقرير تفجير مركز "أميا"، قد تكون السبب وراء سعي طهران إلى تعزيز تواجدها في أميركا الجنوبية.
مصالح تجمع اليسار والإسلاميين
جاء التقرير، الذي أعده المدعي العام الأرجنتيني ليضع محسن رباني، الملحق الثقافي السابق في السفارة الإيرانية في بيونس آيرس، في قلب شبكة إيران الإرهابية في أميركا الجنوبية، ليشير إلى أن هناك ثمانية مسؤولين إيرانيين كبار سابقين أو حاليين مطلوبين من قبل الانتربول للاشتباه في صلتهم بتفجير "أميا"، بمن فيهم اثنان من المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة. ولا يزال هؤلاء المشتبه فيهم طلقاء، ولم تصدر ضدهم أية أحكام إدانة في الأرجنتين.
وعاود روبن ليقول إن السبب وراء سعي دولة راعية للإرهاب الإسلامي، مثل إيران، إلى إنشاء تحالفات مع دول أميركا الجنوبية ذات الميول اليسارية، هو وجود التقاء خطير في المصالح بين اليسار والإسلاميين.
 
حسن روحاني من قم إلى غلاسكو
الحياة....طهران - محمد صالح صدقيان
حسن روحاني هو رجل الدين الوحيد بين المرشحين للرئاسة الإيرانية.
عضو جماعة العلماء المناضلين «روحانيت» المحافظة، لكنه يحظى بدعم شريحة واسعة من الإصلاحيين. يمسك العصا من الوسط، ويقول إنه يمثّل الاعتدال والحكمة والأمل بالانتخابات المقررة في 14 الجاري. يفتخر روحاني بإبعاده شبح الحرب عن بلاده عندما اتفق مع «الترويكا الأوروبية» فرنسا وبريطانيا وألمانيا، علی تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم عام 2005 (اتفاق سعد آباد). وأهله بقاؤه 16 عاماً (1989 - 2005) في أمانة مجلس الأمن القومي لأن يمتلك سياسة خارجية واضحة حيال الملفات التي تعاني منها إيران.
يقول إنه يسعى لإزالة التشنج مع الأسرة الدولية، والتحديات الداخلية وإعادة صوغ الشروط التي تواجه الأمن القومي لتحقيق المصالح الوطنية. يرفع شعار إنقاذ الاقتصاد، التأكيد علی الأخلاق والتعاطي مع الأسرة الدولية.
خلال المناظرة الأولى التي أجراها التلفزيون الإيراني للمرشحين الثمانية أول من أمس، كان روحاني من المتفوقين. فقد امتاز بالجدية في طرح المواضيع والبرامج، وتميز بالتركيز علی القضايا الداخلية وتحديداً الاقتصادية منها، كاشفاً قدرته عن الخوض في المواضيع المتعددة كالبطالة والتضخم ومشكلة السكن والعلاقات الخارجية من دون أن ينسى انتقاد برامج حكومة الرئيس أحمدي نجاد في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وهو يؤمن بالحكومة الموسعة التي تضم الأطياف السياسية كلها، ويعتقد «أن البلد يديره الشعب وليس حزب أو اتجاه سياسي معيّن».
من يدرس الملف النووي الإيراني لا بدّ له أن يتطرّق إلى الدور الذي لعبه روحاني خلال توليه أمانة مجلس الأمن القومي، إذ يفتخر بأنه أبعد ملف بلاده النووي عن أروقة مجلس الأمن علی رغم أن معارضيه يتهمونه بالاستجابة للدول الغربية علی حساب مصالح بلاده. وعندما سألته مرة عن نهايات البرنامج النووي الإيراني، قال: «سنقف عند حدود المصالح الإيرانية».
ولد روحاني في أحد مدن محافظة سمنان (120 كيلومتراً شرق طهران)، وهي المحافظة التي ولد فيها الرئيس نجاد. حصل علی شهادة القانون من جامعة طهران ونال درجة الاجتهاد في العلوم الإسلامية من الحوزة العلمية في مدينة قم، قبل أن يحوز شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة غلاسكو.
أنخرط روحاني في العمل السياسي منذ عام 1960، وهو من أطلق لقب الإمام علی الخميني عشية انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. وهو خطيب مفوّه، ومثقف أثبت جدارته في التأثير في سامعيه ما حدا بنظام الشاه إلى منعه من اعتلاء المنابر الاجتماعية والدينية حتى انتصار الثورة.
ساهم روحاني في ترتيب أوضاع الجيش الإيراني بعد الثورة، وتقلّد مناصب مهمة وحساسة في صفوفه، حتى أصبح مسؤولاً عن إدارة المضادات الجوية خلال الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988). أنتخب عضواً في مجلس الشورى (البرلمان) لخمس دورات متتالية (1980 - 2000). بعد مسؤولياته في مجلس الأمن القومي، رأس مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لمجمّع تشخيص مصلحة النظام، إلا أن المرشد (علي خامنئي) أبقاه مندوباً عنه في مجلس الأمن القومي. ويشغل حالياً منصب عضو في مجلس خبراء القيادة وعضو مجمّع تشخيص مصلحة النظام، حيث يرأس اللجنة السياسية الدفاعية الأمنية.
ويجيد روحاني 4 لغات، ونشر مؤلفات في مجالات عدة، فضلاً عن مقالات في أكثر من 30 مجلة.
ويعتقد مراقبون كثر أن ائتلاف روحاني مع نائب الرئيس السابق المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف، يساهم إلى حدّ بعيد في زيادة فرص النجاح للفوز بالرئاسة.

غضب مرشحي الرئاسة الإيرانية بسبب التنظيم «المهين» لمناظرة في التلفزيون الرسمي.... أحمد توكلي: أشعر بالصدمة لأن المرشحين قد تسامحوا ولم ينسحبوا من الأستوديو

جريدة الشرق الاوسط.... لندن: علي بدرام .... يواجه التلفزيون الرسمي الإيراني اتهامات بالسعي عمدا لإذلال مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية في أول مناظرة بين المرشحين على الهواء مباشرة. وقد عقدت المناظرة أول من أمس (الجمعة) بين الثمانية المرشحين، الذين طلب منهم أن يجلسوا بجوار بعضهم البعض والإجابة على الأسئلة فيما لا يزيد على 90 ثانية، وفي حالات أخرى كان يقدم للمرشح إجابات للاختيار من بينها أو الإجابة فقط بنعم أو بلا.
وسخرت معظم الصحف الإيرانية من المناظرة ووصفتها بأنها «برنامج مسابقات» و«برنامج ألعاب أسبوعي» ممل ومثير للضحك. وركزت المناظرة بشكل أساسي على السياسات الاقتصادية بهدف معرفة رأي كل مرشح في الكثير من الموضوعات المتعلقة بالاقتصاد. واستمرت المناظرة لمدة أربع ساعات وكانت مقسمة إلى جزأين: الجزء الأول يمنح كل مرشح ثلاث دقائق لعرض وجهة نظره و90 ثانية للدفاع عن آرائه.
وعبر أحمد توكلي، الذي خاض الانتخابات الرئاسية مرتين في 1989 و1993، عن دهشته من طريقة المناظرة، مشيرا إلى أنها «تهين الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية»، وفقا لما أعلن عنه موقع «خبر أون لاين».
وأضاف توكلي: «أشعر بالصدمة لأن المرشحين قد تسامحوا مع المناظرة بشكلها المهين ولم ينسحبوا من الأستوديو».
وأصدرت الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي المعتدل حسن روحاني، الذي زادت شعبيته بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة، بيانا يحتج على انحياز التلفيزيون الرسمي ضد روحاني. وقال البيان: «لقد شهدنا للأسف مزيجا من التزوير والتضييق والوصف الكاذب السلبي من جانب التلفزيون الرسمي تجاه روحاني. التلفزيون هو مؤسسة عامة ويجب أن تلتزم بالحياد تجاه جميع الحملات الانتخابية».
وكانت شعبية روحاني قد زادت بصورة كبيرة، حيث ينظر إليه في بعض الدوائر الانتخابية على أنه المرشح الوحيد الذي يمتلك تاريخا حافلا في مجال السياسة الخارجية ولديه القدرة على إدارة هذا الملف بصورة جيدة، علاوة على أنه لا يرتبط بالإصلاحيين أو بمعسكرات المعارضة.
إضافة إلى هذا، يعد روحاني واحدا من بين اثنين قام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بتعيينهما في مجلس الأمن القومي الأعلى، وهو ما يحصنه ضد تكتيكات المناوشات المعتادة التي يستخدمها الراديكاليون لتدمير خصومهم السياسيين في إيران.
واعترض روحاني على مدير المناظرة ووصف البرنامج بالإهانة للمرشحين الرئاسيين والشعب الإيراني. لكن مدير الجلسة مرتضى حيدري رفض احتجاجات وشكاوى المرشحين مؤكدا على أن «شكل المناظرة تم الاتفاق عليه بعد استعراض 20 سيناريو مختلفا وعقب ساعات من المشاورات».
كما احتج محسن رضائي، القائد السابق لقوات الحرس الثوري، والذي يدخل السباق للمرة الثالثة على الطريقة التي أديرت بها المناظرة مؤكدا على أن أحد المرشحين الثمانية سيكون الرئيس القادم لإيران، ولذا ينبغي عدم السعي لإهانتهم.
كما انتقد عماد أفروغ نائب البرلمان السابق وعالم الاجتماع المناظرات الرئاسية مشيرا إلى الأبعاد المتعمدة لهذه القضية، وبحسب أفروغ، فقد دمر التلفزيون الرسمي الثقة بين الشعب والدولة.
وحذر أفروغ من أن «مناقشات مزورة كهذه ستؤدي إلى تنامي انعدام الثقة وتراجع المشاركة».
من جانبه قال ناصر سراج، ممثل المدعي العام الإيراني في اللجنة المنظمة لحملة الانتخابات الرئاسية، إن ردود الأفعال على مناظرة أول من أمس ستتم مراجعتها، مشيرا إلى إمكانية إدخال تغييرات مستقبلية على شكل المناظرات.
وأبدى المعلقون السياسيون نوعا من الحيرة بعد مناظرات يوم الجمعة ووجه كل المحللون السياسيون والإعلاميون انتقادات لشكل المناظرة. حتى أن بعض القنوات الإخبارية توقعوا أن تكون المناظرة الأولى قد خرجت بهذه الصورة المتعمدة لهز صورة الرئيس في عيون الناخب الإيراني.
تتفق هذه الآراء مع الدعوات التي صدرت عن بعض السياسيين الإصلاحيين لمراجعة الدستور الإيراني بهدف إلغاء منصب الرئيس واستبداله بنظام رئاسة الوزراء، وبالتالي تجنب عملية الانتخابات الرئاسية.
 
مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يواجه طريقاً مسدوداً في الملف النووي الإيراني
المستقبل...(اف ب)
يلتئم مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبارا من غد الاثنين لبحث الملف النووي الايراني فيما لا تزال طهران تتحدى المجتمع الدولي من خلال توسيع انشطتها لتخصيب اليورانيوم.
وقد اشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الاخير الى تسريع اقامة اجهزة طرد مركزي اكثر حداثة في موقع لتخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط ايران.
ومع ان هذه التجهيزات لم تصبح عملانية الى الان وستكون مخصصة بحسب ايران لانتاج يورانيوم منخفض التخصيب لاهداف سلمية، فان هذه المعلومة غذت مخاوف الغربيين.
ونددت واشنطن ب"مرحلة مؤسفة" فيما دعت باريس الى رد يسمح "بتشديد الضغط الديبلوماسي" على هذا البلد.
لكن مصادر ديبلوماسية عدة لا تتوقع عمليا ان تعمد وفود الدول ال35 الاعضاء في المجلس، التي ستعقد اجتماعا مغلقا، الى اصدار قرار يندد بايران، لانه سيكون خيارا غير مناسب في هذا الظرف فيما البلاد في اوج حملة الانتخابات الرئاسية والمفاوض الايراني مع القوى العظمى سعيد جليلي يشكل جزءا من المرشحين.
فبعد اكثر من عشر سنوات من التحقيق حول ايران ونحو اثني عشر قرارا تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ليس في وسعها ان تحدد بشكل مؤكد اذا كان برنامجها النووي سلميا محضا، او ما اذا كان يخفي شقا عسكريا، وذلك بسبب عدم تعاون طهران بشكل كاف.
وتتهم الجمهورية الاسلامية من جهتها الوكالة الدولية بخدمة المصالح الغربية وخصوصا الاميركية وبصب جهودها عليها لاسباب سياسية.
وتواجه طهران عدة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي بسبب برنامجها النووي بعضها مرفق بعقوبات خصوصا في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.
وتطالب بصفتها موقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي بحق التخصيب لغايات مدنية، حتى 5% لانتاج الكهرباء وحتى 20% للابحاث الطبية.
لكن الغربيين واسرائيل يخشون من ان تسعى الى رفع نسبة التخصيب الى مستوى يسمح لها (90%) بصنع القنبلة الذرية، الامر الذي تنفيه ايران بقوة.
وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان طهران انتجت في الاجمال 324 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، اي بكمية اكبر بكثير من ال240 كيلوغراما التي تعتبر ضرورية لصنع قنبلة لتكون بذلك ايضا ضمن "الخط الاحمر" الذي حددته اسرائيل قبل القيام بتدخل عسكري محتمل.
لكن البلاد حولت قسما منه، نحو 40%، لاعداد وقود لمفاعلها الخاص بالابحاث بحسب قولها.
وقال شانون كيل من المعهد الدولي للابحاث حول السلام في ستوكهولم لوكالة فرانس بس "ان هذا التحويل لليورانيوم المخصب بنسبة 20% يشكل شعاع ضوء لكن يبقى الكثير من الغيوم السوداء".
واشار بشكل خاص الى التقدم الذي حققته السلطات في بناء مفاعل للابحاث يعمل بالمياه الثقيلة في اراك والذي قد يتيح لها ببرأي الغربيين انتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لمآرب عسكرية.
وعبرت الوكالة ايضا في تقرير اخير عن اسفها لغياب اي تقدم بشأن اتفاق يفترض ان يسمح بالوصول بشكل اكبر الى مواقع وافراد او وثائق لمساعدتها على التحقق مما اذا كانت ايران سعت ام لا الى صنع السلاح النووي قبل العام 2003، او حتى بعد ذلك.
وتطالب منذ سنة لكن بدون جدوى بالوصول الى موقع بارشين العسكري القريب من طهران للاشتباه بان ايران قامت بتجارب تفجير تقليدية تطبق في المجال النووي.
وفي منتصف ايار افضى الاجتماع العاشر بين الجانبين مجددا الى الفشل، فيما لم يحدد اي موعد للقاء.
 
 
زياد تقي الدين تعهد بفضح علاقة ساركوزي بقطر
إيلاف...نصر المجالي           
 يفضح ملف رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين، والذي اعتقلته الشرطة الفرنسية، بعد اتهامه بقضايا فساد وتمويل غير قانوني، مفاجآت من العيار الثقيل على مستوى الدولة الفرنسية.
عمّان: مع اعتقاله من جانب الشرطة الفرنسية واتهامه بإفساد موظف أجنبي وبعملية احتيال، تبيّن أن ملف رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، زياد تقي الدين الملاحق أصلًا في إطار قضية كراتشي، المتعلقة بقضية تمويل غير قانوني لحملة رئاسية، حافل بالكثير من (الألغام) والمفاجآت على مستوى الدولة الفرنسية كلها.
وكانت الشرطة الفرنسية أوقفت رجل الأعمال، الذي عمل وسيطاً في صفقات أسلحة، صباح الخميس، للاشتباه في سعيه إلى الهرب من فرنسا، حيث يخضع لمراقبة قضائية، من خلال الحصول على جواز سفر دبلوماسي من الدومينيكان.
إلى هنا، فإن "إيلاف" تستعيد تصريحات لتقي الدين، كان أدلى بها خلال مقابلة مع قناة (فرانس 24) في نيسان (إبريل) الماضي، وفيها توعّد بفضح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي يقول إن "قطر اشترته بأموالها"، و"ليبيا موّلت حملته الانتخابية في 2007".
الاتهامات "صدمت" وزير الداخلية السابق كلود غيان، المتهم بدوره حسب تقي الدين بـ"الضلوع" في القضية. وكانت الشرطة الفرنسية قامت في نيسان (إبريل) الماضي، بتفتيش منزل رجل الأعمال في باريس، كما كان القضاء الفرنسي اتهمه عام 2011 باستغلال أموال عامة، وبشهادات زور، أضيفت إليها عام 2012 تهمة تبييض أموال.
وفي لقاء حصري مع قناة (فرانس24) غداة عملية التفتيش، التي طالت منزله، اتهم زياد تقي الدين مجدداً نيكولا ساركوزي بالحصول على تمويل غير شرعي من قطر ومن ليبيا. وهذه الاتهامات سارع إلى نفيها بشدة وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود غيان، الذي تعرّض مسكنه هو الآخر للتفتيش من قبل الشرطة في شباط (فبراير) الماضي.
قضية الممرضات البلغاريات
خلال اللقاء، تحدث زياد تقي الدين عن إطلاق السلطات الليبية سراح خمس ممرضات بلغاريات، وطبيب فلسطيني، في تموز (يوليو) 2007 بعد مفاوضات شاقة، وكانت عقيلة نيكولا ساركوزي وقتها، سيسيليا ساركوزي، تكفّلت بالذهاب لإحضارهم، ورافقها يومها وزير الداخلية كلود غيان.
هنا يقول زياد تقي الدين: "قبل دقائق قليلة من عملية الإفراج، تلقيت مكالمة هاتفية من كلود غيان، بالضبط عند الساعة 11.30 مساء، قال لي: "لدينا مشكلة، هم يطلبون 135 مليون دولار كضمان من فرنسا عن العقود المقبلة، التي ستتكلف شركات فرنسية بإنجازها في ليبيا،... لن نقبل ذلك". وبما أن ساركوزي وغيان كانت لديهما علاقات مع قطر سمحت لنفسي أن أجيبه "استخدموا علاقاتكم، وكلموا أمير قطر".
ويرد وزير الداخلية السابق كلود غيان خلال البرنامج التلفزيوني نفسه بالقول: "حقيقة كانت هنالك اتصالات بين قطر وليبيا قبل إطلاق سراح الممرضات البلغاريات، لا أعرف حيثيات تلك الاتصالات، ولكنها لم تحدث في الوقت الذي تحدث عنه تقي الدين، كان ذلك في وقت مبكر من ذلك اليوم".
* فرانس24: وماذا عن الـ135 مليون دولار التي تحدث عنها تقي الدين؟
- كلود غيان: "لم أتحدث بهذا الخصوص مع تقي الدين، ولا أذكر أي شيء عن ذلك، أظن أن هذه الأمور قد تم التطرق إليها مع قطر، ولكن لا أعرف ما تم التوصل إليه في ختام هذه المحادثات".
المال القطري
يقول زياد تقي الدين إن قطر اقترحت أن تمنح ليبيا ضمانات بقيمة 300 مليون دولار بدلًا من 135 مليون دولار. وحين سألته فرانس 24: هل تؤكد أن قطر، بدلًا من أن تدفع المال لليبيا، أرسلته إلى سويسرا؟، ولمن أرسلته؟، لكلود غيان أم لنيكولا ساركوزي؟.
وأكد تقي الدين برده: "نعم تمامًا، الـ300 مليون لم يتم إرسالها، ولكن تم دفعها بطرق أخرى، عبر سويسرا وأخرى عبر قطر، لتنتهي الأموال في أيدي ساركوزي وغيان".
يشار إلى أن نيابة باريس، كانت فتحت في مطلع أيار (مايو) تحقيقاً قضائياً بتهمتي "إفساد موظف حكومي أجنبي"، والقيام "بعملية احتيال"، أضيفتا إلى تحقيقين آخرين، هما "التهرب الضريبي" و"الإدعاء الكاذب بعدم القدرة على تسديد" الضرائب.
جواز سفر الدومينيكان
ويشتبه في أن تقي الدين الممنوع من مغادرة الأراضي الفرنسية، سعى إلى الحصول على جواز سفر دبلوماسي من الدومينيكان صدر في 2013 لقاء 200 ألف دولار، كما قال مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس. وأوقف شخصان آخران، أحدهما أميركي الجنسية في إطار هذا التحقيق. ويشتبه في أنهما لعبا دورًا في إجراءات حصوله على جواز السفر المزور هذا. وقد أخضعا لمراقبة قضائية بعد توجيه التهمة إليهما رسميًا الجمعة.
لكن وكيل الدفاع عن تقي الدين أكد أن الغاية من حصول موكله على جواز سفر من جمهورية الدومينيكان، هو القيام باستثمارات مالية في هذا البلد. وقال إن "مشروع الاستحصال على جواز سفر من جمهورية الدومينيكان لا علاقة له بالإعداد لخطة فرار، بل يندرج، بصفته أمراً كمالياً تماماً، في إطار استثمارات، كان زياد تقي الدين يعتزم القيام بها في جمهورية الدومينيكان، انطلاقا من فرنسا، وفي إطار تعزيز تسهيل هذه الاستثمارات وفتح حساب مصرفي في هذا البلد".
ويحقق القضاء الفرنسي في قضية كراتشي، التي شكلت فضيحة حول تمويل غامض للحملة الرئاسية عام 1995، من خلال عمولات مفترضة على خلفية صفقات أسلحة مع باكستان.
وزياد تقي الدين ملاحق أصلًا في قضية كراتشي، ويشتبه القضاة في أنه تلقى عمولات على هامش عقود تسليح أبرمت في 1994 قد تكون استخدمت في تمويل غير شرعي للحملة الرئاسية لرئيس الوزراء السابق إدوار بالادور في 1995. وقد فرضت عليه المراقبة القضائية، وطالب مرات عدة بإعادة جواز سفره إليه، لكن طلباته رفضت.
 
بطريرك روسيا يبحث في اليونان اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط
الرأي..أثينا - د ب أ- ينوي البطريرك كيريل الأول، أسقف الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو، اجراء محادثات مع الكنيسة اليونانية حول اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط خلال زيارته لاثينا التي بدأت امس.
وفي مقابلة مع «وكالة الأنباء المالطية اليونانية» (اي ام ان اي)، قال المطران هيلاريون فون فولوكولامسك رئيس المكتب الخارجي للكنيسة الأرثوذكسية في روسيا ان «طرح الموضوع في المحادثات الدولية يجب أن يصاحبه ضغط كبير».
وأوضح هيلاريون أن «الأحداث في المنطقة (الشرق الأوسط) تتطور في شكل غير مناسب تماما بالنسبة للمسيحيين هناك».
وأشار المسؤول الكنسي الروسي الى «استمرار أعمال القتل واختطاف القساوسة والكهنة».
ووصل كيريل الى اليونان مساء امس حيث ينوي اجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الكنيسة اليونانية.
ومن المنتظر أن يلتقي كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا غدا مع الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس ورئيس الحكومة انطونيس ساماراس.
وفي أعقاب ذلك سيتوجه كيريل الى سالونيك شمال اليونان ومنطقة جبل اثوس حيث يوجد دير روسي من بين الأديرة العشرين الموجودة في هذه المنطقة.
 
واشنطن تنفي طرح كيري سيطرة مشتركة إسرائيلية وفلسطينية وأردنية على غور الأردن
الرأي...واشنطن، القدس، غزة - وكالات - حذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي من تصديق ما يتردد عن وجود اقتراح أميركي قيام سيطرة مشتركة إسرائيلية وفلسطينية وأردنية على غور الأردن.
وعلقت على ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اول من امس، بان وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح اخيرا، خلال لقائه مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وأردنيين، فكرة مشاركة هذه الأطراف الـ 3 بالسيطرة على منطقة غور الأردن عقب رفض إسرائيل الانسحاب منه، فقالت: «أحذر من تصديق أي تقرير عن وجود اقتراح أميركي على الطاولة».
وأضافت: «لا يجب تصديق أي تقرير من هذا النوع»، موضحة انه «منذ البداية لطالما كانت الكرة في ملعب الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، ووزير الخارجية ملتزم ذلك ويشعر ان هذا مهم للاستقرار الإقليمي، وثمة العديد من القوى العالمية الملتزمة بشدة هذا الأمر لكن يعود إليهم (أي الفلسطينيين والإسرائيليين) أن يتخذوا الخيارات الصعبة».
وذكرت ان كيري تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. واوضحت ان «المكالمة الهاتفية مع نتنياهو جرت الخميس في حين ان المكالمة مع عباس جرت الجمعة».
ويأتي الاعلان عن هذه المحادثات الهاتفية غداة تنديد الخارجية الاميركية بقرار اسرائيل بناء نحو الف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية في مشروع قالت انه «يقوض» الجهود التي يبذلها كيري لاعادة احياء مفاوضات السلام.
وقالت بساكي ان كيري «ناقش فعلا هذه المسألة (مع نتنياهو) في اطار محادثة اكثر شمولا حول الرغبة بالعودة الى طاولة المفاوضات». واضافت ان الوزير الاميركي كرر على مسامع نتنياهو ان «الانشطة الاستيطانية تؤتي ثمارا عكسية ولا تصب في صالح عملية السلام».
وعن المكالمة مع عباس، ذكرت بساكي ان كيري «تحدث ايضا مع عباس في استئناف عملية السلام» المجمدة منذ سبتمبر العام 2010».
وكانت الرئاسة الفلسطينية اعلنت الجمعة، ان عباس تلقى «اتصالا هاتفيا من كيري، بحث خلاله آخر «التطورات الحاصلة على صعيد الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام».
وذكرت في بيان ان «عباس بحث مع كيري قضيتي الاستيطان والأسرى، مشددا على ضرورة الإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان».
إلى ذلك أكد عباس أن «القدس الشرقية جوهرة دولة فلسطين»، مشددا على أنها «في قلوب كل العرب والمسلمين».
وقال خلال اجتماعه في رام الله مع وفد ممن هدمت إسرائيل منازلهم في القدس، إن «القدس هي مقياس السلام، ومن دونها عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك أي حل سياسي». وأضاف «لن نترك هذه الأرض، وكل ما بني عليها من استيطان فهو باطل ويجب أن يزول، ونحن متمسكون بأرضنا ولن نرحل مهما كانت الضغوط أو الهجمات التي نتعرض لها». وتابع: «القدس هي مقياس السلام ومن دون القدس عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك أي حل سياسي».

 

 
النهار...(و ص ف، رويترز)

هيغل يتهم بيجينغ بالتجسّس الالكتروني ويؤكد الإصرار على الاستراتيجية الاميركية لآسيا

 

انتهز وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل فرصة انعقاد منتدى الامن في آسيا الذي يحضره وفد عسكري صيني في سنغافورة، ليتهم بيجينغ بالتجسس الالكتروني، في ظاهرة تتسع وتثير قلق واشنطن.
وبهدف الضغط على السلطات الصينية قبل قمة بين الرئيسين باراك اوباما وشي جينبينغ الاسبوع المقبل، اكد وزير الدفاع الاميركي مجدداً ان الاقتطاعات في ميزانية وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" لن تؤثر على الاستراتيجية الاميركية لآسيا المحيط الهادىء.
وتهدف هذه الاستراتيجية الى تعزيز الادوات الاميركية في المنطقة وخصوصا لمواجهة الصعود العسكري للصين.
وقال هيغل امام مسؤولي الدفاع الكبار في آسيا خلال المنتدى الذي ينظم سنويا ان "الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من التهديد المتزايد لعمليات الاختراق الالكترونية التي يرتبط بعضها بالجيش والحكومة الصينيين على ما يبدو".
ويحضر المنتدى وزراء عدة وكذلك عسكريون صينيون بينهم احد خمسة نواب رئيس الاركان، الجنرال تشي جيانغو.
وقال هيغل: "علينا الاعتراف بالحاجة الى قواعد سلوك مشتركة في عدد كبير من المجالات"، مؤكدا في الوقت عينه ان تأليف مجموعة عمل اميركية - صينية حول الانترنت "امر ايجابي". وكان "البنتاغون" تحدث في تقرير قدمه الى الكونغرس مطلع ايار عن حملة واسعة للتجسس المعلوماتي تقوم بها بيجينغ لجمع تفاصيل عن البرامج الدفاعية الاميركية. وتأتي اتهامات هيغل بعد ايام من الاعلان عن نجاح قراصنة صينيين في اختراق انظمة معلوماتية تتضمن معطيات انظمة اميركية عدة للاسلحة.
ونفت بيجينغ كل هذه الاتهامات.
ويفترض ان يبحث الرئيس الاميركي الذي تحدث عن مناقشات "حادة" مع الصينيين حول التجسس الالكتروني، في هذه المسألة مع نظيره الصيني في القمة التي ستجمعهما في السابع والثامن من حزيران في كاليفورنيا.
وفي تحذير مبطن، اكد هيغل ان الولايات المتحدة ستواصل عملية "اعادة التوازن" في الوسائل العسكرية الاميركية في آسيا المحيط الهادئ على رغم الاقتطاعات الآلية في ميزانية "البنتاغون" والتي قد تصل الى 500 مليار دولار مدى عشر سنين. وقال محذرا: "سيكون من التهور تصور ان التزامنا في آسيا لا يمكن ان يستمر، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار انه حتى في اقصى السيناريوات المرتبطة بالميزانية، سيبقى الجيش الاميركي يمثل اربعين في المئة من نفقات الدفاع العالمية".
وسيتمركز نحو ستين في المئة من السفن الاميركية في المحيط الهادئ في المستقبل. وهذا الامر ينطبق حاليا على ستين في المئة من طائرات سلاح الجو الاميركي غير المتمركزة على الاراضي الاميركية.
وستنشر احدث منظومات الترسانة الاميركية في المنطقة اولا ومن بينها القاذفة المقبلة التي تتسم بشعاع عمل طويل، وغواصة هجومية اضافية في غوام وطائرات "ف-35" بينما سيتواصل تطوير تدريبات مع القوات المسلحة الآسيوية.

 

 اليابان
 

 من جهته، صرح وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا بأن بلاده تقوي اقتصادها وجيشها كي تضطلع بدور مسؤول على الساحة الدولية سعيا الى تهدئة شكوك جيرانها الذين عانوا من اعتداءات اليابان واحتلالها في القرن الماضي. وقال ان بلاده "تسببت باضرار بالغة ومعاناة في السابق لكنها تريد ان تتطلع الى المستقبل لتعزيز التعاون".
واشار الى ان اليابان رفعت ميزانية الدفاع في السنة المالية 2013 للمرة الاولى في 11 عاما وحجم قواتها المسلحة للمرة الاولى في ثمانية أعوام من أجل تحقيق هذا الهدف، كما انها تراجع سياسة الدفاع وتناقش انشاء مجلس الأمن الوطني.

 

 
(و ص ف، رويترز، أ ب)

باكستان: النواب الجدد أدوا اليمين الدستورية وينتخبون فواز شريف رئيساً للوزراء الأربعاء

 

ادى النواب الباكستانيون الجدد أمس اليمين الدستورية منجزين بذلك اول انتقال ديموقراطي للسلطة في دولة خضعت لحكم الجيش لنصف تاريخها.
ووصل النواب الى مبنى المجلس الوطني لمراسم اداء اليمين وسط اجراءات امنية في "المنطقة الحمراء" في العاصمة اسلام اباد حيث المباني الحكومية. وادوا القسم امام رئيسة المجلس فهميدا ميرزا في مراسم بدأت بالنشيد الوطني وتلاوة من القرآن.
وقالت الامانة العامة للمجلس الوطني في بيان ان رئيسا جديدا للمجلس ونائبا له سينتخبان في اقتراع سري الاثنين فيما يتم انتخاب نواز شريف رئيسا للوزراء رسميا ويؤدي اليمين الاربعاء.
وكان حزب "رابطة مسلمي باكستان-جناح نواز شريف" حقق فوزا في الانتخابات، وسيشغل 177 مقعدا من اصل 342 في المجلس الجديد مما يمنحه قوة كبيرة لاطاحة الرئيس آصف علي زرداري عندما تنتهي ولايته في ايلول .
وسيتولى رئيس الوزراء السابق البالغ من العمر 63 سنة السلطة لولاية ثالثة. ووهو عرف خلال ادارتيه السابقتين بحدة الطبع والمشاكسة. وقال للصحافيين في مطار اسلام اباد لدى وصوله آتيا من بلدته لاهور: "احمد الله الذي منح وطننا فرصة الحصول على حكومة جديدة من خلال الانتخابات ... الانتقال الديموقراطي السلمي الذي يحصل اليوم تطور جيد. ما من طريق افضل من صناديق الاقتراع لتغيير الحكومة. اهنئ الامة على ذلك".
وخلال 65 سنة شهدت باكستان ثلاث فترات من حكم الجيش. وحققت الدولة انجازا ديموقراطيا باكمال ولاية من خمس سنوات في ظل حكومة ائتلاف بقيادة "حزب الشعب الباكستاني" الذي مني بهزيمة في الانتخابات الاخيرة. 
 غير ان المشكلات التي تواجه حكومة شريف الجديدة هائلة، من اقتصاد متداع وانقطاع مستمر للكهرباء وتمرد اسلامي مستشر.
فعلى الصعيد الاقتصادي يؤدي استيراد النفط لمحطات توليد الكهرباء التي لا تكفي لتلبية الحاجات الداخلية للبلاد الى زيادة ديون باكستان ويؤثر على احتياطها من القطع الاجنبي.
 وعلى الصعيد الامني، يرث شريف بلدا يشهد حركة تمرد تشنها حركة "طالبان " ويرتبط استقرارها الى حد كبير باحلال السلام في افغانستان المجاورة.
وكان شريف الذي لا يتمتع بدعم الجيش القوي، تحدث عن امكان التفاوض مع "طالبان" باكستان، وذهب الى حد اقتراح وقف الحرب الاميركية "على الارهاب" في المنطقة. وقد دان  الجمعة غارة جوية اميركية بطائرة من دون طيار على منطقة القبائل الباكستانية، قتل فيها الرجل الثاني في الحركة ولي الرحمن.
وقال شريف في بيان "ان الهجوم بطائرة من دون طيار ليس فقط انتهاكا لسيادة البلاد ووحدة اراضيها، بل هو كذلك عمل يعد انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة".
وسحبت "طالبان "الخميس عرضها لاجراء محادثات سلام مع الحكومة بعد تأكيد مقتل ولي الرحمن في الهجوم على منزل في ولاية شمال وزيرستان.
 وميدانيا، قتل 34 متمردا وثلاثة جنود منذ الخميس في تبادل للنار في مناطق قبلية بشمال غرب البلاد الذي يشهد مواجهات عنيفة.وافاد مسؤولون ان المواجهات وقعت في قريتي بارا شمكاني وميدان عند اطراف اقليمي كورام وخيبر قرب الحدود الافغانية.

 


المصدر: مصادر مختلفة


السابق

خارج من القصير يروي أحوال المدينة.... 12 ألف مسلح مستعدون للقتال حتى الموت .....الحرب الأهلية في سورية قد تستمر سنوات.....«جبهة النصرة» تطلب من «سلفيي الأردن» عدم إرسال مقاتلين إلى درعا.....تقدم للثوار في الرستن والأمم المتحدة تحذّر الأسد من "أيّ فظائع" و"حزب الله" يقطع المياه عن سكان القصير

التالي

حكومة المالكي تمدّ الأسد بالسلاح والخبراء....الحكيم يجمع الساسة العراقيين بغياب الصدر وعلاوي....العراق: انقسام في المناطق الشيعية حول «الاحتجاجات السنّية»....وفد من شيوخ الأنبار يتوجه إلى بغداد للتفاوض مع الحكومة طبقا لمبادرة السعدي ...طارق الهاشمي يطالب بتدويل القضية العراقية وتدخل الأمم المتحدة الفوري...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,498,982

عدد الزوار: 6,993,664

المتواجدون الآن: 56