أخبار وتقارير..الإسلام السياسي وثقافة الغزو وتوزيع المغانم...تركيا قبل "الربيع" وبعده..التصدّعات الخمسة في البناية التركية...كارزاي الى طهران للقاء روحاني وعلاقة كابول بواشنطن في ذروة التوتر ..بوتين: احتجاجات أوكرانيا محاولة لزعزعة الحكام الشرعيين..«حرب باردة» بين أوروبا وروسيا بدأت في أوكرانيا وامتدت إلى أرمينيا

المواجهات تتواصل في بانكوك ورئيسة الوزراء ترفض الاستقالة..أولمرت: أعلنّا الحرب على أميركا...الجيش الإسرائيلي: حربان في المنطقة سنية - شيعية ... ومصرية - مصرية.....دعوات لتوحيد الجيوش الأوروبية لمواجهة تراجع أميركي وتهديدات

تاريخ الإضافة الأربعاء 4 كانون الأول 2013 - 6:57 ص    عدد الزيارات 2030    القسم دولية

        


 

دعوات لتوحيد الجيوش الأوروبية لمواجهة تراجع أميركي وتهديدات
الحياة...أمستردام – رياض قهوجي ** باحث في الشؤون الاستراتيجية
كشف خبراء وقادة عسكريون اجتمعوا هذا الأسبوع في مؤتمر «قوة المستقبل» في العاصمة الهولندية أمستردام عن تصاعد القلق لدى المسؤولين الأوروبيين من تحول اهتمام الولايات المتحدة عن القارة نحو آسيا مما سيؤثر على قدرات الدول الأوروبية عسكرياً بخاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية فيها مما يؤثر على قدرتها في التدخل العسكري دولياً لحماية مصالحها. ودعى وزير خارجية هولندا فرانس تيمرمانس الدول الأوروبية الى توحيد جيوشها ضمن عمليات دمج منظمة تمكن القارة من امتلاك جيش قوي يستطيع حماية مصالحها. وقال تيمرمانس بأنه قد «آن الأوان للدول الأوروبية بأن تنتقل من مرحلة التعاون العسكري الى دمج قواتها... فهذه هي الطريقة الوحيدة للتعويض عن تقليص أميركا لوجودها العسكري في أوروبا». وأشار تيمرمانس الى أن التهديد الأساسي للغرب مستقبلاً سيكون من القوى الصاعدة، بخاصة في آسيا، والتي تزداد حاجتها للمواد الأولية والطاقة مما سيضعها في موقع التصادم مع قوى الغرب.
ووافق ممثل وزير الدفاع الأميركي في أوروبا روبرت بل على تصريحات تيمرمانس وأضاف بأن واشنطن تحاول اليوم اعادة توزيع قواتها بما يتوافق مع أولوياتها الجديدة وتقلص قوتها المالية. وقال بل إن القوات المسلحة الأميركية المنتشرة حول العالم تتنافس اليوم على موازنة تتناقص سنوياً للمحافظة على قدرتها على تنفيذ مهماتها، وعليه فإن مع ازدياد اهتمام أميركا بآسيا فإنه من البديهي أن يتحول التركيز أكثر على القوات الأميركية المنتشرة في المحيطين الهندي والباسيفك. ولذلك، أضاف بل، «على الدول الأوروبية أن تستعد للاعتماد على نفسها بشكل أكبر». ولقد أدى العجز المالي في أوروبا وأميركا الى تقليص القدرات العسكرية في كل منهما الى مستوى أدى الى أنتهاء مرحلة التدخلات العسكرية الغربية في أماكن عدة من العالم والتي انطلقت عند انتهاء الحرب الباردة عام 1990، وذلك حسب كبير الباحثين الاستراتيجين الاسرائيليين مارتن فان كريفلد. وقال فان كريفلد إن قرار البرلمان البريطاني برفض طلب حكومته التدخل العسكري في سورية أنهى عصر التدخلات العسكرية الغربية الذي طغى على السياسة الدولية خلال عقدين.
ووفق غويثيان برنس، بروفسور دراسات الحروب في جامعة باكنغهام وعضو مجموعة المستشارين الاستراتيجيين لقيادة الأركان البريطانية، فإن القوى الغربية تحكمها اليوم أضعف حكومات وقيادات سياسية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. هذا في حين حذر البروفسور جوليان ليندلي-فرنش، الكاتب والمؤرخ العسكري البريطاني ومستشار رئاسة الأركان البريطانية، من تغاضي المسؤولين الأوروبيين عن أهمية تأمين الدعم المالي لقواتهم المسلحة ودعاهم لإصدار تشريعات ترفع العوائق من أمام دمج جيوشهم مع بعضها لتمكينها من مواجهة تحديات المستقبل. وأشار الى ان هناك مبالغة من جانب الاعلام في تصوير مدى ضعف الغرب ومدى قوة القوى الصاعدة، اذ أن الغرب لا يزال حتى الآن القوى الأكبر عسكرياً. لكن هذا لن يدوم أن لم يتخذ القادة الأوروبيين خطوات عاجلة لتوحيد قواتهم العسكرية.
وما لم يقله الوزير الهولندي بشكل علني تحدث عنه مدير مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية روب دي وييك اذ قال إن واشنطن والعواصم الأوروبية قلقة جداً من الخطوات التي تقوم بها الصين بتوسيع سيطرتها على الممرات المائية وذلك عبر انشاء مناطق دفاع جوي فوق جزر متنازع عليها وتطويرها صواريخ جوالة مضادة للسفن يبلغ مداها حتى 1500 كلم مما يهدد الملاحة في مساحات كبيرة في المحيطين الهندي والباسيفك. وأضاف بأن النزاعات المستقبلية ستكون في آسيا وأفريقيا وستتمحور حول المصالح عوضاً عن الأراضي. وقد وافق البروفسور في جامعة بوليتكنيك الفرنسية ايف بويه على ذلك قائلاً إن طبيعة الصراع الدولي «تتحول من جيوسياسية الى جيواقتصادية». وحذر مدير المؤسسة السويدية للشؤون الدولية توماس رايس من تصاعد النفوذ الروسي بخاصة أن الكرملن «يستخدم اليوم سياسة القوة... ويعيد بناء قدراته العسكرية التقليدية والنووية». وأشار رايس الى أن دول شمال أوروبا ستعتبر روسيا مصدر التهديد الأساسي في حين ستعتبر دول جنوب أوروبا القارة الافريقية المصدر الأساسي للتهديد، مما قد يؤثر على وحدة القرار الأوروبي. ولقد وافق بويه على ذلك مضيفاً بأن افريقيا عام 2025 ستحتوي على ثالث أكبر تجمع بشري بعد كل من الصين والهند.
ومن اللافت في مواقف المسؤولين العسكريين والخبراء الأوروبيين وحدة حالهم مع الدول العربية الحليفة لأميركا، وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي التي تخشى التحولات في السياسة الأميركية وتراجع اهتمامها في المنطقة. وعليه يقول ليندلي-فرنش إن على الدول التي تخشى التراجع الأميركي، بخاصة الصغيرة منها، بأن تسعى للتوحد من أجل أن تتمكن من مواجهة التهديدات وتحديات المستقبل الذي سيشهد صراعات على مصادر الطاقة والنفط. وذكر قائد القوات البرية الهولندية السابق الفريق تون فان لون بكلمة الفيلسوف والعالم شارلز داروين بأن «الكائنات الأكثر قابلية للتأقلم للمتغيرات هي التي تستطيع البقاء». ومن هنا يجب على الدول التي ستتأثر بالتراجع الأميركي، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، أن تواجه ذلك عبر توحيد قواتها.
 
«حرب باردة» بين أوروبا وروسيا بدأت في أوكرانيا وامتدت إلى أرمينيا
موسكو، كييف، يريفان - «الحياة»، أ ف ب
استحكمت الأزمة في أوكرانيا امس، بين أنصار التقارب مع موسكو ودعاة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذين واصلوا محاصرتهم مقر الحكومة في كييف لليوم الثاني، فيما امتدت الأزمة إلى أرمينيا حيث نزل مناهضو التقارب مع موسكو إلى شوارع العاصمة يريفان احتجاجاً على خطة الحكومة إبرام اتفاق للاتحاد الجمركي مع روسيا.
ودخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خط الأزمة، واعتبر خلال زيارته أرمينيا أمس، أن الأحداث في كييف دُبِرت من الخارج، في تلميح مباشر إلى تورط دوائر أوروبية. ورأى أن التحركات في الشارع الأوكراني «ليست ثورة بل شغب».
وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما (البرلمان) الروسي الكسندر بوشكوف اكثر وضوحاً، اذ قال ان الشراكة الأوروبية - الأوكرانية، مشروع لإضعاف نفوذ روسيا، مؤكداً ان الاضطرابات في أوكرانيا تحظى بدعم من بروكسيل (مقر الاتحاد الأوروبي).
وأغلق آلاف المتظاهرين في العاصمة الأوكرانية كييف الطرق المؤدية الى مقر الحكومة، في اطار احتجاجات على رفضها توقع اتفاق شراكة مع الاتحاد خلال القمة الأوروبية مع الجمهوريات القائمة على انقاض الاتحاد السوفياتي والتي عُقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الأوكرانية عن مسؤولين ان المحتجين منعوا عدداً من الوزراء من الوصول إلى مكاتبهم، ما أرغمهم على العودة إلى منازلهم.
وأعلن الناطق باسم الحكومة فيتالي لوكيانينكو، إن السلطات لا تفكر في فرض حال طوارئ، رغم ارتفاع وتيرة المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، ما اسفر عن جرح 112 شخصاً خلال اليومين الماضيين.
وانضمت أصوات في البرلمان الأوكراني الى المحتجين في مطالبتهم بإقالة الحكومة، على خلفية رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
ونددت غالبية العواصم الأوروبية بلجوء السلطات الأوكرانية إلى العنف ضد المتظاهرين وتفريقهم بالقوة، فيما اتهمت كييف جماعات منهم بافتعال المواجهات واستفزاز قوى الأمن.
ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ومعه وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، طرفي النزاع في اوكرانيا الى ضبط النفس وتسوية الخلافات في شكل سلمي.
وفي ارمينيا، شارك حوالى 500 شخص في مسيرة في العاصمة يريفان، معلنين رفضهم خطط الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو.
وتزامنت المسيرة مع وصول بوتين الى يريفان حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «ارحل يا بوتين» و»لا للاتحاد السوفياتي» في إشارة إلى جهود بوتين للربط بين الجمهوريات السوفياتية السابقة في اتحاد اقتصادي وأمني.
وأغلقت الشرطة شارعاً وسط المدينة مع اقتراب المتظاهرين من مقر الحكومة القريب من قصر الرئيس سيرج سركسيان.
وزار بوتين أرمينيا لإجراء محادثات حول قرار اتخذته في أيلول (سبتمبر) الماضي، بالانضمام إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان.
ويتهم منتقدو الكرملين في الغرب بوتين بالضغط على أوكرانيا وأرمينيا وجمهوريات سوفياتية سابقة، لنبذ اتفاقات من شأنها تعزيز التكامل مع الاتحاد الأوروبي.
 
بوتين: احتجاجات أوكرانيا محاولة لزعزعة الحكام الشرعيين
يريفان - رويترز
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الاحتجاجات في اوكرانيا على قرارها التخلي عن الانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي محاولة لزعزعة حكامها الشرعيين.
وقال بوتين للصحافيين خلال زيارة لارمينيا: "هذا يذكرني بمذبحة أكثر منه بثورة".
واجتذبت التظاهرات التي شهدتها كييف في مطلع الاسبوع وتخللتها اشتباكات عنيفة مع الشرطة عددا يصل الى 350 ألف محتج احتشدوا ضد قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش التخلي عن اتفاق تجاري مع الاتحاد الاوروبي والسعي لعلاقات اقتصادية أوثق مع روسيا.
وأغلق المحتجون الاوكرانيون مبنى الحكومة الرئيسي اليوم الاثنين في محاولة لاسقاط يانوكوفيتش باضراب عام في بلد يريد كثيرون فيه الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والافلات من فلك موسكو.
وقال بوتين: "هذه ليست ثورة وانما احتجاج اعد له جيدا في رأيي ليس من أجل اليوم وانما... لحملة انتخابات الرئاسة (الاوكرانية) في آذار/ مارس 2015".
وأضاف بوتين: "هذه محاولة لزعزعة - وأود ان أؤكد - السلطات الشرعية الحالية في البلاد."
وقال بوتين في كل المناسبات التي ظهر فيها ان المحتجين "كانوا مستعدين جيدا وانهم دربوا مجموعات متشددة"، مشيرا الى ان عناصر خارجية شاركت في تدريب المتظاهرين وهو اتهام وجهه الى كل المشاركين في "الثورة البرتقالية" في اوكرانيا التي ألغت انتخابات مزورة قبل تسع سنوات.
 
كارزاي الى طهران للقاء روحاني وعلاقة كابول بواشنطن في ذروة التوتر
كابول - أ ف ب، يو بي آي
يقوم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بزيارة رسمية لطهران الأسبوع المقبل، يلتقي خلالها نظيره الإيراني حسن روحاني وكبار المسؤولين الإيرانيين، كما افادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
وأشارت الوكالة الى أن كارزاي اشاد، خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون أسيا والمحيط الهادئ إبراهيم رحيم بور قبل اسبوعين، «بالدور المهم» الذي تلعبه إيران في إعادة الاستقرار الى الأراضي الأفغانية وتنميتها، معرباً عن امتنانه للمساعدات التي قدمتها إيران الى أفغانستان، شعباً وحكومة، على مدى السنوات الماضية.
في غضون ذلك، اتهمت الرئاسة الأفغانية القوات الأميركية بقطع الإمدادات بالوقود والمعدات عن وحدات في الجيش والشرطة الأفغانيين، بهدف ممارسة «ضغط» لتوقيع اتفاق امني بين البلدين.
وأفادت الرئاسة في بيان صدر اثر اجتماع لمجلس الأمن القومي الأفغاني حضره كارزاي ان قطع الإمدادات حصل «مرتين او ثلاثاً».
وأضاف البيان انه جراء ذلك، اضطرت الوحدات المعنية الى «وقف عملياتها»، متهماً واشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتها على هذا الصعيد وباللجوء الى هذا الإجراء كـ «وسيلة ضغط» لدفع الحكومة الأفغانية الى توقيع الاتفاق الأمني الثنائي.
ونفت القوة الدولية للمساعدة في احلال الأمن في افغانستان (ايساف) بقيادة الحلف الأطلسي ان تكون لجأت الى قطع الإمداد بالبنزين. وأوردت في بيان انه «لم يحصل اي انقطاع (...) نحن نبقى ملتزمين بدعم شركائنا في قوات الأمن الأفغانية».
وينظم الاتفاق الأمني مع واشنطن الوجود العسكري الأميركي على الأراضي الأفغانية بعد انسحاب 75 الف جندي في قوة الحلف الأطلسي مع نهاية 2014.
وفي حين تسعى الولايات المتحدة الى انجاز هذا الاتفاق قبل نهاية هذا العام، اعلن كارزاي انه لن يوقعه الا بعد الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في الخامس من نيسان (ابريل) المقبل، مشترطاً الحصول على ضمانات اميركية بالنسبة الى عدد من بنوده.
على صعيد آخر، قتل اربعة شرطيين افغان وأصيب 17 شخصاً بجروح امس، في اعتداء انتحاري نفذته عناصر من «طالبان» ضد قاعدة للشرطة في ولاية وردك المضطربة المجاورة لكابول، كما افاد مسؤولون محليون.
وفجر الانتحاري شاحنة صغيرة أمام مدخل القاعدة الواقعة في منطقة نرخ جنوب غربي كابول، فيما كان مصلون يتجمعون في مسجد القاعدة للصلاة. وبين الجرحى الـ17 قائد الشرطة المحلية، كما افاد حاكم المنطقة محمد حنيف حنيفي.
 
الجيش الإسرائيلي: حربان في المنطقة سنية - شيعية ... ومصرية - مصرية
الرأي..تل أبيب - يو بي أي - رأى الجيش الإسرائيلي أنه تدور في الشرق الأوسط حربان قاسيتان ليستا مرتبطتين بإسرائيل، الأولى هي «حرب سنية شيعية »، والثانية هي الصراع في مصر.
وقال لواء رفيع في الجيش الاسرائيلي أن «حزب الله، بسبب مشاركته في الحرب في سورية، فإنه يجر (الحرب السنية الشيعية) إلى داخل لبنان»، وأشار في هذا السياق إلى وجود «مستشارين إيرانيين» في لبنان وهو ما أدى إلى «التفجير الكبير» الذي وقع قرب السفارة الإيرانية في بيروت قبل اسبوعين.
وأضاف، في سياق ما يصفه بـ «الحرب السنية الشيعية»، فإن السعودية «تقود العالم السني بعد أن ضعفت مصر، وباتت ضالعة في الحرب السورية من خلال تمويل جهات معارضة للنظام السوري، بضمنها تنظيمات الجهاد العالمي، وأنها تمول أيه جهة تحارب الشيعة».
من جهة أخرى، تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه في حال نشوب حرب بين إسرائيل و»حزب الله» في المستقبل فإن الحزب قادر على إطلاق 2000 صاروخ يوميا في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، فيما تقضي الخطط العسكرية في هذه الحالة بتدمير قرى بأكملها في جنوب لبنان.
وفيما يعتبر الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» مرتدع منذ حرب لبنان الثانية، في صيف العام 2006، إلا أن التهديد بتدمير قرى لبنانية يأتي في إطار صيانة هذا «الردع».
ويأتي هذا التهديد، وفقا للجيش الإسرائيلي ورؤية قادة قواته في الجبهة الشمالية، باعتبار أن «حزب الله» يشكل «دولة داخل دولة» في لبنان، وأنه يسيطر عمليا على مناطق في البقاع ومنطقة الضاحية الجنوبية في بيروت وجنوب لبنان، وأن الجيش اللبناني لا يمارس نشاطا فيها.
وفي ما يتعلق بجنوب لبنان، أي المنطقة القريبة من إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي يتحدث عن «أسلوب عمل إشكالي وخطير للغاية» يقوم به «حزب الله» ويتمثل بأنه في معظم المباني في قرى الجنوب، المؤلفة في غالب الأحيان من ثلاث طبقات، يسكن ناشط في الحزب مع عائلته ويخزّن في إحدى الطبقات صواريخ موجهة نحو إسرائيل، أو ذخيرة أو مواقع مراقبة، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه «يعلم علم اليقين» أن هذا هو أسلوب عمل «حزب الله».
ويعترف الجيش الإسرائيلي بأنه لم يكن ناجحا خلال حرب لبنان الثانية، لكن في الحرب المقبلة، في حال نشوبها، فإن أسلوب عمل «حزب الله» في قرى الجنوب سيجر الجيش الإسرائيلي إلى داخل قرى جنوب لبنان وتدمير قرى بأكملها لمنع إطلاق الصواريخ منها ومنع استخدام الذخيرة المخزنة فيها.
وفي إطار استخلاص الجيش الإسرائيلي لدروس إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية، فإنه أجرى تدريبات كثيرة للغاية منذئذ، وحتى أنه تدرب في الفترة الأخيرة على «احتلال» مدينة صفد في إطار رؤيته لحرب مقبلة محتملة.
ويقول الجيش الإسرائيلي، وفقا لأحدث التقديرات، إنه يوجد بحوزة «حزب الله» ما بين 60 إلى 70 ألف قذيفة صاروخية وصاروخ بآماد متنوعة، كما أن لدى الحزب طائرات من دون طيار وهو يسعى إلى التسلح بأكثر الأسلحة تطورا من الناحية التكنولوجية والتي يحصل عليها من إيران، وأن هذا الأمر، أي التسلح، «موجود في دي. أن. إيه. حزب الله».
رغم ذلك، يعلن الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل لا تريد حربا مع «حزب الله.»
 
أولمرت: أعلنّا الحرب على أميركا
الرأي..القدس من زكي أبو الحلاوة
شنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود اولمرت خلال محاضرة ألقاها في مؤتمر نظمه معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، هجوماً غير مسبوق على تصرفات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطريقة تعامله مع الملف الإيراني.
وقال: «نتنياهو يقوم بحركات استفزازية ضد الرئيس باراك أوباما واخرج خلافاتنا مع أفضل واكبر حليفة لنا في العالم إلى العلن... لقد أعلنا الحرب على أميركا، من أين تأتينا النجدة من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أم من أوباما؟ من المسموح أن نطرح الأسئلة وان نجري نقاشات مع أميركا لكن ضمن الأطر المغلقة وليس في شكل علني».
وأضاف اولمرت: «في فترة رئاستي للحكومة، كان هناك خلافات مع الإدارة الأميركية لكن في جميع الأحوال والظروف لم نفكر مجرد تفكير بطرح هذه الخلافات في شكل علني وتحويلها إلى تحد علني لحليفتنا الكبرى، وبكل تأكيد، لم يخطر على بالنا خوض معركة ضد حليفة إسرائيل الرقم واحد، وان نحرّض الكونغرس ضد الرئيس الأميركي، وهذا الأمر غير مسبوق في تاريخ العلاقات ويحتوي على أخطار وأضرار كبيرة جدا ولا يمكن للانجازات المحتملة من وراء هذه الحماقة أن تستحق هذا».
وتابع: «يجب علينا أن نفهم بان للولايات المتحدة رئيسا واحد هو باراك أوباما».
من جانب اخر، أنهت الجبهة الداخلية في إسرائيل امس، مناورة حاكت سيناريو سقوط صواريخ غير تقليدية (كيماوية) على الأحياء الشرقية لمدينة عكا، كانت بدأت الأسبوع الماضي.
وأدار المناورة قائد الجبهة الداخلية الجنرال إيال ايزنبرغ وقائد اللواء الشمالي في قيادة الجبهة العقيد أريل ألعيزر بمشاركة رئيس بلدية عكا شمعور لنكري والشرطة و»نجمة داود الحمراء» وطواقم الإنقاذ والاطفائية، بالتعاون مع مدير قسم الأمن وخدمات الطوارئ ينيف أشور وممثلي سلطات الطوارئ الوطنية ورؤساء أقسام الطوارئ في عكا.
وبدأت المناورة الأربعاء الماضي بإطلاق صفارات الإنذار، وتدريب الجمهور والمؤسسات التعليمة على الإخلاء إلى الأماكن المحصنة، كما افتتحت الجبهة الداخلية محطة محاكاة لتوزيع الكمامات الواقية في «مدرسة رمبام» في المدينة.
من جهته، قال الجنرال ايزنبرغ خلال المناورة، «طالما كنا جاهزين أكثر فنحن نبعد أمد الحرب أكثر».
الى ذلك (يو بي أي)، اعتقل الجيش الإسرائيلي صباح امس، 11 فلسطينيا خلال مداهمات في مدن عدة في الضفة الغربية.
على صعيد آخر، دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى اتفاق سلام «عادل ودائم» في الشرق الأوسط، خلال محادثاته امس، في الفاتيكان مع نتنياهو، الذي دعاه بدوره لزيارة القدس.
وذكر الفاتيكان أن المحادثات ركزت على «الوضع السياسي والاجتماعي المعقد في الشرق الأوسط، ولا سيما في شأن استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية».
وأهدى نتنياهو، الذي رافقته زوجته سارة، للبابا كتابا حول محاكم التفتيش الأسبانية من تأليف والده الراحل بنزايون نتنياهو. وكتب على الهدية عبارة «إلى قداسة البابا فرنسيس، الحارس العظيم لتراثنا المشترك».
ومنح البابا رئيس الوزراء الإسرائيلي لوحة منحوتة للقديس بولس.
وفي ختام لقاء استمر 25 دقيقة، قالت زوجة نتنياهو للبابا: «ننتظرك، لا نطيق صبرا».
وبعد زيارته للفاتيكان بدأ نتنياهو قمة إيطالية - إسرائيلية مع نظيره الإيطالي إنريكو ليتا.
 
المواجهات تتواصل في بانكوك ورئيسة الوزراء ترفض الاستقالة
الرأي..بانكوك - وكالات - واجه الاف المتظاهرين، أمس، قوات الامن التايلندية التي تحمي مقر الحكومة في بانكوك حيث اشتد التوتر لا سيما بعد ان رفضت رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا الاستقالة في الوقت الراهن والرضوخ الى طلب المعارضة استقالة حكومتها.
وقالت شيناوترا «انا مستعدة لبذل كل الجهود ليكون الشعب سعيدا. لكن كرئيسة وزراء، يجب ان تتطابق كل افعالي مع الدستور» رافضة فكرة تشكيل «مجلس شعبي» غير منتخب كما تطالب به المعارضة.
وادلت بهذه التصريحات من مكان لم يحدد، اذ ان مقر الحكومة محاط بكتل الاسمنت والاسلاك الشائكة ولم تعلن استقالتها، أمس، لكنها تركت المجال مفتوحا امام احتمال حل البرلمان وحتى رحيلها لاحقا.
وقالت «انا لا اتشبث بمنصبي، ويمكن التفكير في الاستقالة او حل البرلمان ان كان هذا يهدئ المتظاهرين ويعيد الهدوء» مكررة دعوتها المعارضة الى التفاوض.
ووقعت صدامات جديدة، أمس، اذ رشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة فردت باطلاق غازات مسيلة للدموع بكثافة، كما وقعت مواجهات ايضا في محيط المقر العام لشرطة العاصمة.
واكدت الشرطة استعمال الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع ما أسفر عن اصابة عدة اشخاص.
وعنونت صحيفة «ذي نايشن» انه «انزلاق الى الفوضى» بينما ابرزت «بانكوك بوست» عنوان «مهلة اليومين» التي حددتها المعارضة مساء الاحد كي تستقيل الحكومة.
وبقيت عدة جامعات ومدارس في بانكوك مغلقة امس، لاسباب امنية بما فيها «الثانوية الفرنسية الدولية» في بانكوك اثر اعمال العنف التي جرت في نهاية الاسبوع واوقعت قتلى عدة.
وما يثير غضب المتظاهرين، وهم عبارة عن ائتلاف بين بورجوازيين محافظين مقربين من «الحزب الديموقراطي» ومجموعات من انصار النظام الملكي، كراهية شديدة لشقيق رئيسة الوزراء الملياردير ثاكسين شيناوترا.
ويتهم المتظاهرون رئيس الوزراء السابق ثاكسين الذي اطاحه انقلاب عام 2006 بانه من يحدد سياسة الحكومة في الكواليس.
وحتى الان يبدو ان رئيسة الوزراء راهنت على تراجع تعبئة المتظاهرين تدريجيا وتركتهم يحتلون المباني الرسمية من دون تدخل قوات الامن.
وبدا امس، انها كسبت الرهان جزئيا، اذ أفادت الشرطة ان عدد المتظاهرين تراجع الى 70 الفا، بعد ان كان يتجاوز 180 الفا الاحد السابق.
لكن الحكومة قد تضطر الى تغيير تكتيكها ازاء تشدد قسم من المتظاهرين والقياديين الذين يرفضون اي تفاوض، لا سيما وان الوقت بات يضغط حيث انه فضلا عن المهلة التي حددتها المعارضة، تقام بعد غد، الاحتفالات بالذكرى 86 لولادة الملك بهوميبول الذي يحظى باحترام كبير في تايلند يعتبر شخصية جليلة ولا يسمح بأي اختلال في النظام العام في هذه المناسبة.
واثار «تواري» رئيسة الوزراء التي لم تظهر على التلفزيون منذ السبت التكهنات وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبقى الغموض محيطا بموقف الجيش الذي يلعب دورا مهما في تايلند والذي اعلن الحياد وتمسك به حتى الان، لكن استمرار الازمة قد يغير المعطيات في بلاد شهدت 18 انقلابا او محاولة انقلاب منذ قيام النظام الملكي الدستوري في 1932.
واكدت شيناوترا ان «القوات المسلحة ستبقى محايدة. انا على يقين بانها تريد بلادا في سلام».
ورفض «القمصان الحمر» الموالون للسلطة حتى الان المواجهة وفرقوا أول من أمس، عشرات الاف من انصارهم المتجمعين في ملعب في بانكوك في استعراض قوة.
 
التصدّعات الخمسة في البناية التركية
النهار..جهاد الزين
بات يمكن تشبيه وضع رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان بحالةِ بنايةٍ، طوابقُها الظاهرةُ فوق الأرض تعمل بشكل طبيعي من حيث إمدادات الماء والكهرباء والنظافة والصيانة ولكن أساساتِها تحت الأرض آخذةٌ بالتصدّع.
... تراكمت التصدّعات في السنتين الأخيرتين على مستوياتٍ خمسة:
الأول هو بدون أدنى شك ما سبّبه ظهور مأزق السياسة التركية في الأزمة السورية من ردود فعل في الصحافة التركية ومن معلّقين كبار كانوا سابقا في جانب قيادة أردوغان و"حزب العدالة والتنمية". وهو مأزق ذو وجوه متعدّدة منها تفاقم الضغط الكردي على حدود تركيا الجنوبية وانكشاف معظم الحدود مع سوريا عن ظاهرة ديموغرافية كردية سيطرت عليها من الجهة السورية قوة مؤيّدة لحزب العمال الكردي داخل تركيا بقيادة السجين عبدالله أوجلان. ومنها الحساسية العلوية المربكة وخصوصا في محافظة "هاتاي" (اسكندرون) وتقاطعها ولو بشكل غيرمباشر مع الاحتقان العلوي في العمق التركي الناتج عن عدم تلبية مطالب "مؤسساتية" للعلويين الأتراك ومن ضمنهم تقليديا كتلة مهمة كردية. كل ذلك بالترافق مع وجه آخر للمأزق هو المشاكل والمخاطر التي نتجت عن "بكستنة" الحدود مع سوريا من حيث اعتماد المخابرات التركية على تسهيل مرور الإسلاميين الجهاديين إلى داخل الأراضي السورية كما فعلت المخابرات الباكستانية في الحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفياتي ثم في التسعينات وما تلاها من تشجيع ظاهرة "طالبان" كقوة جيوبوليتيكية للسياسة الباكستانيّة داخل أفغانستان وبدعم من حُكّام باكستانيين لا صلة أيديولوجية بينهم وبين "طالبان" مثل بنازير بوتو ونواز شريف وبرويز مشرَّف، بما حوّل هذا الدعم إلى "سياسة دولة".
هذا هو المستوى الأول للتصدّع في "البناية" الأردوغانية.
أما المستوى الثاني فهو المتعلّق بما بات يسمّيه سياسيّون ومعلّقون أتراك "السياسة المذهبية" التي انخرط رجب طيّب أردوغان فيها في كل المنطقة. النقد (التركي) لهذه السياسة يقوم على أنّ الجاذبية التركية في العالم العربي والمسلم كانت تستند ولا تزال على حجم النجاح المميّز الذي حقّقته تركيا بجهود عدة أجيال من تحديث اقتصادي وسياسي في عالم اليوم وبصورة خاصة "حزب العدالة والتنمية". وهذه الجاذبية كانت تشمل كل نخب المنطقة المتطلّعة إلى "نموذج" مسلم للتحديث ولم تكن تحتاج إلى أي استقطاب مذهبي وبهذا كانت تركيا مختلفة عن كل من إيران والسعودية. لكن سياسة أردوغان صَدّعتْ ولا تزال الوجه المسلم التحديثي لتركيا لصالح وجه مذهبي سقطت في فخّه في العراق وسوريا ولبنان وأفقدها الكثير من بريقها في جو مذهبي انتقلت فيه كلاعب إقليمي إلى الصفوف الخلفية قياسا بالصف الأول الذي تحتلّه على هذا الصعيد إيران والسعودية.
المستوى الثالث للتصدع هو الأعقد ولكن ربما الأقوى وهو التصدّع الشبابي الذي ظهر انطلاقا من قضية "حديقة تقسيم" التي تحولت إلى مواجهة بين فئات شبابية ونخبوية جامعية واجتماعية في المدن الكبرى وفي مقدّمها اسطنبول وبين أردوغان وسلطته. الذي لم يفهمه أردوغان، بل لم يقبله في هذه الأحداث أنها تعبّر عن تململ الفئات الشبابية الأكثر طليعية في المجتمع التركي الراهن الذي ساهم هو في بلورته في السنوات العشر الأخيرة. الذي لم يفهمه أردوغان أن هذا الجيل المعترض في ساحات اسطنبول وأنقرة وأزمير والحامل لأفكار ليبرالية وغير إسلامية وحتى غير قومية هو "جيل أردوغان"! لهذا تمسّك رئيس الوزراء وبعناد مدهش بفكرة أن المعترضين أقليّة في المجتمع التركي – وهذا صحيح عدديا- فيما هو يمثّل الأكثرية الانتخابية (متى كانت الطليعة أكثرية؟!). وذهب ليبرّر عناده إلى التحدّث عن "مؤامرة خارجية" آخر الإشارات الطريفة إليها جاءت مؤخّرا على لسان أحد مستشاريه الذي أتهم "شركة لوفتهنزا" للطيران الألمانية بالوقوف وراء أحداث "تقسيم"!
هكذا على هذا المستوى الثالث بدأنا نشهد ظاهرة غير مسبوقة هي انشقاق نواب وقيادات وحتى مستشارين في "حزب العدالة والتنمية" عن الحزب. بل لاحظنا المسافة التي أضطر لأخذها ضمنا وأحيانا بشكل "أنيق" علنا رئيس الجمهورية وشريك أردوغان المؤسّس للحزب عبدالله غول.
أما المستوى الرابع للتصدّعات فهي راهنة وقد تكون عميقة التأثير انتخابيا. إذْ برز خلاف كبير حول بعض وجوه النظام التعليمي التركي بين أردوغان ووزير التربية في حكومته وبين"حركة فتح الله غولن" أكبر حركة إسلام تربوي في تاريخ الجمهورية التركية وذات الطروحات الحديثة والمعتدلة والتي يقودها الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا والمشرف عبرها على حوالي خمسماية مدرسة ومعهد داخل وخارج تركيا... هذا الخلاف قد يصبح له تأثير انتخابي خطِر لأن هذه الحركة كانت تشكّل قاعدة دعم شعبي عريضة لـ"حزب العدالة والتنمية" على مدى ثلاث انتخابات... دون إعلان عام 2002 و بدعوة صريحة عامي 2007 و2011 وهي تملك صحيفة "زمان" إحدى الصحف التركية الرئيسية اليوم والتي باتت في المعارضة في أكثر من موضوع بدءا من "أحداث تقسيم" (ناهيك عن نفوذها في مؤسّسات داخل الدولة).
أما المستوى الخامس الذي كشفت عنه تطورات الأحداث في مصر في الأشهر الأخيرة فهو التلازم بل التحالف التام بين أردوغان و"الإخوان المسلمين" العرب وفي المقدّمة المصريّون منهم. هذه الأزمة تطيح اليوم بالعلاقات مع الدولة المصرية التي طردت السفير التركي من القاهرة وردّت عليها أنقرة بالمثل طبعاً.
المستويات الخمسة يحمل كلٌ منها، عدا عن الخسائر التي حصلت، مجازفاتٍ آتية كبيرة يظهر بعضها الآن في مدى صعوبة محاولة أردوغان التوفيق بين اعتماده (الناجح اقتصاديّاً) على العلاقة مع إقليم كردستان العراق وبين "استعادة" علاقات اقتصادية ونفطية مهمة مع حكومة بغداد ناهيك طبعا عن الاصطدام المتمادي مع أكراد سوريا وانعكاسه على طموح أردوغان المتعثِّر لحل للمسألة الكردية داخل بلاده.
رجب طيّب أردوغان قوي شعبيا ولكن يجب أن لا تخدعنا (وتخدعه) قوة الطوابق الظاهرة من البناية. ثمة تصدّعات في الأساسات. ولربما كان شعور الإدارة الأميركية بوزن هذه التصدّعات هو الذي جعلها تنفتح على القوة الرئيسيّة في المعارضة البرلمانية، "حزب الشعب الجمهوري"، في دعوة لرئيسه كمال كليشدارأوغلو إلى الولايات المتحدة استهلّها أمس، وهو ما أسماه معلّق تركي "إعادة اكتشاف واشنطن لحزب الشعب وإعادة اكتشاف الحزب لواشنطن" في زيارة هي الأولى لزعيم لهذا الحزب، بصفته رئيسا له، منذ السبعينات؟
في العمق دخلت تركيا مرحلة انتقالية بطيئة نحو "ما بعد رجب طيّب أردوغان". فكيف ستعبّر عنها؟ من داخل "حزب العدالة والتنمية" أم من خارجه؟
 
تركيا قبل "الربيع" وبعده
النهار.ماجد كيالي
في مقارنة بين مكانتها قبل "الربيع العربي" وبعده يمكن ملاحظة أن تركيا خسرت كثيراً من استثمارها السياسي لدى الحكومات والمجتمعات في العالم العربي، بل ان ذلك أثّر سلباً على وضعها الداخلي.
وكانت تركيا بدت، طوال العقد الماضي، بمثابة نموذج ملهم للمجتمعات العربية، بصعودها السياسي والاقتصادي وبقوّتها الناعمة، فهي دولة ديموقراطية، وتتمتع باقتصاد قوي (دخل الفرد 13 ألف دولار سنويا)، مع قدرة تصديرية عالية (114 مليار دولار 78 في المئة منها سلع مصنعة). وهذه الدولة، ومنذ صعود حزب "العدالة والتنمية" الى الحكم (2002)، كحزب اسلامي في نظام حكم علماني، انتهجت سياسة تخفيف التوترات مع محيطها، وعدم التورط في المشكلات الداخلية للبلدان الأخرى، وتوطيد مكانتها لدى جيرانها عبر العلاقات التجارية والأنشطة الاستثمارية، ما عزّز جاذبيتها.
والواقع فإن المكانة التي حازت عليها تركيا لم تكن في مصلحة الدولة الإقليمية الأخرى، أي إيران، التي عرفت بانتهاج سياسة "تصدير الثورة"، وتحريض المجتمعات على الحكومات، والتي عملت على خلق مناطق نفوذ لها في بعض البلدان العربية، وضمن ذلك إقامة جماعات مسلحة موالية لها.
طبعاً لا علاقة مباشرة للطابع المذهبي في الانحياز للنموذج التركي، لأن المجتمعات العربية كانت تحمّست للثورة الإيرانية، وناصرت "حزب الله" كحزب مقاومة، منذ عقود. ويمكن تفسير هذا الانحياز بتغيّر السياسة التركية لمصلحة العرب، وبنجاح نموذج حزب "العدالة والتنمية" في الحكم، وبالشبهات التي تحوم حول دور إيران في الغزو الاميركي للعراق (2003)، ناهيك عن هيمنتها عليه، وإثارتها النزعة المذهبية فيه، وفي العالم العربي، وصولاً إلى دعمها المحموم لنظام الأسد.
لكن مشكلة تركيا تكمن في أنها لم تحافظ على سياستها تلك، فهي مع ثورات "الربيع العربي" تصرّفت كدولة ذات اجندة حزبية - دينية، مثلها مثل إيران، ما بدّد مكاسبها وزعزع مكانتها.
هكذا، مثلاً، أخطأت تركيا بتدعيمها لتيار سياسي معيّن، في هذه الثورات، على حساب التيارات الأخرى، وبتعاملها بطريقة غير ديبلوماسية مع النظام في مصر، بعد الإنقلاب على الرئيس مرسي، وبتحالفها مع دولة قطر على حساب الدول الأخرى.
لكن الخطأ الأكبر يتمثل بتشجيعها تحول الثورة السورية ثورة مسلحة، بطريقة متسرّعة وغير مدروسة، وتسهيلها دخول مقاتلين أجانب إلى سوريا، وتدعيمها للجماعات العسكرية المحسوبة على الإسلام السياسي المتطرف، فهذا كله أضر بثورة السوريين وبمجتمعهم، وأطال عمر النظام، وزعزع الاستقرار السياسي في تركيا ذاتها.
هذا مع تذكّرنا لتصريحات اردوغان بشأن اعتبار حلب "خط أحمر"، وبشأن فرض مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي، والتي كانت مجرد كلمات من دون رصيد.
 
الإسلام السياسي وثقافة الغزو وتوزيع المغانم
النهار...سلمان قعفراني
بعد عقود من القهر والاستكانة والخوف جاءت حادثة إحراق تونسي نفسه، لتفجر غضب الشارع التونسي وتمرده وقد نجح في إسقاط النظام بفضل دعم الدول الغربية خاصة وتأييد غالبية الأنظمة العربية.
شجعت الانتفاضة التونسية والدعم الغربي لها، جماهير البلدان العربية فسقط نظام القذافي، واجبر الرئيس مبارك على التنحي وتبعه اليمن، لتبدأ بعدها العمليات الانتخابية واختيار الحكام الجدد. وحملت الجماهير المنتشية بالنصر السهل إلى الحكم الحركات والشخصيات الإسلامية التي استندت في نجاحها على واقع الجهل والبؤس لغالبية الجماهير التي اعتادت على الخنوع والرياء والاستزلام والاستئناس بالعبودية التي أصبحت مكوّنا أساسيا من مكوناتها النفسية والذهنية والوجدانية.
ساعدهم في ذلك الفوز هزال السلطة المركزية وسقوط هيبة الدولة وضعف القوانين واستشراء الفساد وفشل التنمية والتردي الثقافي المريع وغيرها من الأسباب التي نتجت عن انهيار منظومات القيم الأخلاقية والسياسية.
وما أن وصلت الحركات الإسلامية إلى سدّة الحكم حتى بدأت محاولات الالتفاف على السلطة وقضمها والاستئثار بها وفرض آرائها وتوجهاتها الدينية على الدولة والمجتمع وقمع معارضيها وتصفيتهم، من خلال زج الإسلام في الصراعات السياسية واعتباره المصدر الوحيد للتشريع. ويعود السبب العميق والكامن للممارسات التسلطية الرافضة للآخر إلى تأصل مفهوم الغزو في الثقافة الإسلامية، حيث عمل الفكر الديني على تعزيزه وترسيخه في العقل الجمعي والذاكرة الشعبية، وأعطاه تبريرات دينية وأسبغ عليه غطاءً شرعيا، فوسم الجانب الإيماني والوجداني للشخصية الإسلامية على مدار القرون.
الغزو هو نسق ثقافي متكامل تمحورت حوله منظومة من القيم السلبية كالتباهي وتمجيد الذات والتكتم وسرعة التنصل من الالتزام والمكر والغدر والثأر. والغزو هو سلوك عدواني ونمط من التفكير والممارسة، يعطي الجماعة الحق في استعمال العنف ضد الآخرين والاستئثار بخيراتهم استنادا إلى مبدأ القوة والغلبة. وهو نمط في العيش وطريقة لكسب الرزق لا تتطلب أي جهد ذهني بل قدرا من القوة والتنظيم والسرية والقدرة على القتال.
وقد ساهمت الظروف البيئية في الجزيرة العربية وشح الموارد الطبيعية وندرتها وانحباس السماء والجفاف والقحط وكثرة الأوبئة والمجاعات والفقر والجوع الدائم، وضعف النشاطات الاقتصادية القائمة على الرعي وبعض الزراعات وقوافل التجارة المحدودة، في شرعنة الغزو كوسيلة لإخضاع الآخرين وسلب ممتلكاتهم واسر الرجال والنساء والأطفال منهم واستغلالهم كعبيد وموالٍ أو بيعهم في أسواق مكة أو التفاوض عليهم مقابل الفدية.
ومع مجيء الإسلام وبعد 10 سنوات أمضاها النبي في التبشير العلني، داعيا لوحدانية الخالق المطلقة اضطر أخيرا للهجرة إلى يثرب(المدينة)، "فعرف أهل قريش أنها دار منعة وقوم أهل حلقة وبأس"(ابن سعد الطبقات الكبير ج 1 ص 193) . ومن هناك بدأ الرسول أولى غزواته لكسر شوكة المشركين وفرض الدين الجديد. على أن حماسة المسلمين الأوائل واندفاعهم للقتال ترافقا دوماً مع طمعهم بالحصول على المغانم. وهذا ما تؤكده خلافات المسلمين المتكررة، كما حصل في غزوة بدر (الواقدي المغازي ج1 ص 100) أو تلك التي وقعت بين المهاجرين والأنصار بعد غزوة حنين(مسند احمد 12702) أو تلك التي كادت تودي بحياة النبي في غزوة أُحُد بعد أن أثخن بجراح عميقة، نتيجة "انشغال المسلمين بالنهب والمغانم"(الواقدي ج1 ص 207) "وتسرعهم" (البخاري3039) في اقتسامها، فطغى حب السلب والنهب على حب النبي والإسلام، حيث "لم يبق مع الرسول في المعركة بعد هرب المسلمين وهزيمتهم إلا 12 شخصاً"(البخاري3039)! وهكذا فقد امتزج الإيمان الديني للمسلمين الأوائل بالطمع في الحصول على المغانم والذي لعب دوراً مكملا ومحفزاَ للإيمان الديني في انتصارات المسلمين اللاحقة.
وأخذت ثقافة الغزو منحى جديداً مع تحريم الرسول هدر دم مسلم لمسلم، فأصبح الآخر المختلف عرقا ودينا (الفرس والروم) موضوعا بديلا من الغزو الداخلي، ثم ما لبث الغزو أن ارتد على المسلمين أنفسهم، فدبّت الخلافات بين المهاجرين والأنصار وبين المهاجرين أنفسهم، بعد أن قُبِض الرسول ولم يكن قد دفن بعد، فأصبح غزو السلطة والتسلط عليها والسطو على مقدراتها هدفا وغاية في الوقت عينه، وذلك بحجة الدفاع عن الإسلام والمسلمين والقيم الإسلامية.
ولا يكتمل غزو السلطة إلا إذا ترافق مع غزو المقدس الديني وذلك لإيجاد المبررات لإسكات المعارضين من أبناء الدين نفسه ومن أبناء الديانات والقوميات الأخرى، كما لا يقتصر الغزو على من هم في الأعلى بل ينسحب دائما على من هم في الأسفل. فمع خمول منظومات القيم الأخلاقية وهزالها وتفشي قيم السوق الرخيصة (كل شيء مباح لجمع المال)، سرعان ما يجد كسالى الثقافة والفكر الفرصة للمشاركة في وليمة السلب والنهب. لذا فهم يلجأون إلى خزائنهم المذهبية بحثا عن المسلمين الأوائل للتماهي الواعي معهم والتقليد المتعمد لهم واستدخال بطولاتهم الحقيقية أو الوهمية، فيبالغون في وسم جباههم وفضفضة أصابعهم ونقش زهدهم الظاهري في هيئتهم ولباسهم واحاديثهم. ويستفيضون في طهارتهم وتعبدهم ويكثرون من بسملتهم وادعيتهم وطقوسهم واحتفالاتهم ليعطوا لأنفسهم حقوقا اكبر على حساب حقوق الآخرين ويجدوا المبرر لغزواتهم.
وهكذا يستطيع أي كان أن ينصب نفسه شيخا أو إماما أو داعية أو أميرا وان يفعل ما يشاء، ويفتي كيفما شاء، مضفيا على كلامه طابع القداسة، بحجة الجهاد أو المقاومة، مستبطنا ثقافة الغزو، حتى أصبح الدفاع عن الإسلام يخفي رغبة دفينة بالتسلط والنهب. أما المكان الأمثل للغزو فهو الجامع الذي يتحول مع هؤلاء، من مكان للخشوع والصلاة والألفة والتسامح والمحبة، إلى بركان سياسي وإعلامي يقذف الكره والحقد والعنف والتهديد والوعيد، حتى يخشى الجنين الخروج من بطن أمه تجنبا للحياة وخوفا من عذاب النار.
ومن اجل إيجاد المسوغات الشرعية لنمط تفكيرهم وأعمالهم، يبحث هؤلاء عن موضوع يكون بديلا من المشرك الذي كان يجوز استباحة دمه وعرضه وماله، فيجدون في الآخر المختلف دينا وعرقا وفكرا ذلك المشرك الجديد المتخيل، الذي يتحول إلى موضوع للاستباحة يستوجب الغزو ويسري عليه، كما يسري أيضا على كل من يخالفهم الرأي، مستغلين كل وسائل الترغيب والترهيب والتهويل الشرعي عبر إغراق العقول والنفوس بكم هائل من الفتاوى، ليبرروا بذلك تسلطهم وهيمنتهم على الحياة العامة والخاصة وفرض سطوتهم على الفضاءات الاجتماعية بأكملها، كما بدأ يبشرنا بذلك "الربيع العربي" وحركات الجهاد والمقاومة التي وضعت المسلمين في أسفل سلم الحضارة والرقي وأرجعتهم إلى عهود الظلمة والاستبداد.
لكن ثقافة الغزو لم تقتصر على هؤلاء فحسب بل طبعت أيضا وبعمق ثقافة الحركات القومية التقليدية واليسارية والشيوعية التي مارس كل منها الغزو على طريقتها الخاصة. أما النخب الليبرالية والعلمانية الحداثية التي غرقت في نقاشات ومبارزات عقيمة، وبدل أن تسعى لخلق المواطن المسؤول وأن تنتظم وتتوحد في جبهة عريضة وتستشرف آفاق المستقبل المظلم الذي ظنت أنها ستكون بمنأى عنه، فإنها استكانت لوليمة المغانم واتبعت سياسة المجاملة والمسايرة والنفاق، بعد أن تواطأت ضمنيا، بوعي أو بلاوعي، مع الفكر الديني السياسي واطمأنت إليه، لتجد نفسها أخيرا جزءا من المغانم وفريسة بين فكي الدهماء والرعاع الذين يجدون متعة بلَوْكهم كل صباح ومساء..

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

الجيش يُقفل معابر غير شرعية بقاعاً..الموسوي لتفويض الجيش ملاحقة التكفيريين....الضحايا الى ارتفاع.. وصقر يأمر بتوقيف 8 ومعرفة هوية 60 وميليشيا عيد توسّع جبهاتها في طرابلس وتستهدف الجيش في الملولة

التالي

بغداد ترفض مقترح تركيا تشكيل لجنة ثلاثية لبحث أزمة صادرات نفط كردستان ..الجلبي يدعو لدخول القوى الوطنية إلى القوائم المذهبية لتحييدها.... الصدر يمنع حربا طائفية في طوزخرماتو...الزبيدي: بدائل للمالكي داخل حزبه وخارجه... ومصرّون على التغيير..الوقف الشيعي يفرض على زوار المراقد التبرع لميليشيا "أبو الفضل العباس" في سوريا والمالكي في طهران غداً لضمان ولاية ثالثة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,562,766

عدد الزوار: 7,033,381

المتواجدون الآن: 74