بغداد في زمن الكوليرا ..«داعش» يجدد حفر وتوسيع الخندق حول الموصل...العسكريون الأميركيون رفضوا طلب حكومة العبادي تدريب مجموعات من الحشد

جنود عراقيون يتخلّون عن قتال «داعش» للعيش في أوروبا ..واشنطن تقترح إطلاق معركتي الموصل والرمادي في وقت متزامن

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 أيلول 2015 - 6:25 ص    عدد الزيارات 1890    القسم عربية

        


 

بغداد في زمن الكوليرا
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
تمر الحكومة العراقية بأوقات عصيبة في ظل مواجهة الاضطرابات الامنية والمشاكل السياسية والحرب المستعرة على تنظيم «داعش« لتواجه بتحد جديد جاء في توقيت سيئ تمثل بتفشي وباء الكوليرا في بغداد وتسجيل عشرات الوفيات والاصابات مما اثار هلع سكانها الذين يئن كثير منهم تحت وطأة تدهور الخدمات وتردي الواقع الاقتصادي.

ويلقي تحدي مرض الكوليرا على حكومة حيدر العبادي اعباء ثقيلة تضعها في امتحان جديد لتهدئة مخاوف العراقيين وخصوصا النازحين من المدن السنية هربا من المعارك مع تنظيم «داعش« والذين تتفاقم معاناتهم اليومية في مخيمات النزوح التي تعيش ظروف سيئة تفتقر لابسط متطلبات الحياة في مقدمتها مياه الشرب الملوثة التي بدأت تفتك بهم.

واتخذت الحكومة العراقية تدابير واجراءات صحية عاجلة لمواجهة انتشار المرض الخطير وسط دعوات نيابية لاعلان حالة الطوارئ في البلاد التي تشهد اوضاعا استثنائية على وقع سيطرة تنظيم «داعش« على مدن عدة تضم سدودا ونواظم مائية تتيح له التحكم بحبس مياه نهر الفرات خصوصا او اطلاقها لاغراق الاراضي التي تخضع لسيطرة الحكومة العراقية في خطوة ساهمت كما ترى الحكومة المحلية في بغداد بانتشار مرض الكوليرا عقب إغراق التنظيم المتطرف منطقة ابو غريب (غرب بغداد) ما ادى إلى تلوث مياهها.

وبهذا الصدد اعلن محافظ بغداد علي التميمي وفاة 5 عراقيين واصابة ما لا يقل عن 70 اخرين بمرض الكوليرا في بلدة ابو غريب (غرب بغداد) مشيرا الى ان «هناك اصابات غير معروفة بالكوليرا لعدم ذهاب المصابين الى المستشفيات» ، متهما وزارة الصحة العراقية بانها «لم تتفاعل مع التحذيرات من خطورة انتشار الكوليرا«.

مصادر صحية عراقية كشفت عن تسجيل اصابة بمرض الكوليرا في منطقة الكرادة (وسط بغداد) وثلاث اصابات في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد.

ودفع تصاعد معدلات الاصابة الحكومة العراقية الى اتخاذ سلسلة اجراءات عاجلة اذ شكل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لجنة عليا تترأسها وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود وخلية إدارة أزمات مدنية من أجل العمل على منع انتقال مرض الكوليرا إلى مناطق اخرى في البلاد.

وامر العبادي بحسب بيان رسمي باجراء اختبارات يومية على المياه وتدابير اخرى لاحتواء تفشي وباء الكوليرا في بغداد.

وقال العبادي إن «العراق سيتعاون مع الهلال الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتركيب محطات اضافية لتحلية المياه في أبو غريب» موجها بـ «توزيع مياه معبأة في المناطق المنكوبة على الاف العائلات التي نزحت من مناطق غرب العراق سيطر عليها تنظيم داعش«.

وتصاعدت المطالب النيابية بضرورة اعلان حالة الطوارئ في البلاد التي تعيش اجواء مضطربة بسبب الحرب على المتشددين وسوء الواقع الاقتصادي وتردي الخدمات التي ادت اخيرا الى احتجاجات شعبية مازالت مستمرة لتحسين احوال العراقيين ومكافحة الفساد .

وطالب النائب قتيبة الجبوري رئيس الكتلة العراقية الحرة النيابية الحكومة العراقية الى إعلان حالة الطوارئ بسبب تزايد أعداد الإصابات بمرض الكوليرا التي تم تسجيلها في بغداد.

على صعيد متصل ارجعت لجنة الصحة في مجلس محافظة بغداد انتشار الكوليرا في منطقة أبو غريب إلى اغراقها بالمياه من قبل تنظيم داعش.

وقال سعد المطلبي عضو اللجنة الصحية في حكومة بغداد المحلية إن «منطقة أبو غريب عانت بسبب عمليات داعش وإغراقها بالكامل بالمياه، الأمر الذي أثر في المياه الجوفية بالمنطقة»، عادا أن ذلك «أحد أهم أسباب انتشار الكوليرا في المنطقة لأنها تنتشر من خلال مياه الشرب لاسيما مع توقف مشروع الماء بالمنطقة نتيجة قلة التخصيصات المالية«.

من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان لها امس اتخاذ كل التدابير اللازمة لدعم وزارة الصحة العراقية ومكافحة مرض الكوليرا في العراق على وجه السرعة، مؤكدة أن الإصابات مازالت مقتصرة على عدد محدود من المحافظات، فيما استبعدت وجود مخاطر من انتشار الكوليرا على الصعيد الدولي.

ويسيطر على سكان بغداد الهلع والرعب بعد وصول الكوليرا الى قلب العاصمة العراقية وتسجيل اصابات في احياء راقية.

وشهدت المتاجر في بغداد زحاما كبيرا لشراء المياه المعقمة والمستوردة خصوصا من الكويت والسعودية لاستخدامها في الشرب والطبخ والتخلي عن المياه التي تم تعبئتها في المعامل العراقية لعدم ثقتهم باجراءات التعقيم والسلامة الصحية على ضوء انعدام رقابة الاجهزة التابعة لوزارة الصحة والبيئة .

كما تشهد مطاعم بغداد فتورا في توافد الزبائن اليها بعدما تناقل سكان العاصمة اخبارا عن امكانية حدوث اصابات بمرض الكوليرا وهو ما جعل اصحاب المطاعم في موقف صعب خصوصا ان اغلبهم يعول على جني الارباح المالية مع قرب عطلة عيد الاضحى والذي تشهد ايامه زحاما شديدا على المطاعم والمقاهي .

وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد اعلنت في 2007 تسجيل اعلى معدل اصابة بمرض الكوليرا بعد وفاة 11 شخصا واصابة اكثر من 2100 جراء انتقال الوباء من مدينة السليمانية في كردستان العراق الى محافظات عراقية اخرى.

وتسبب الكوليرا الإسهال الحاد الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة جراء الجفاف والفشل الكلوي خلال ساعات وينتقل المرض في الأساس من خلال المياه والطعام الملوث.
جنود عراقيون يتخلّون عن قتال «داعش» للعيش في أوروبا
 (رويترز)
هجر بعض الجنود العراقيين مواقعهم وانضموا إلى موجة اللاجئين المدنيين المتجهين إلى أوروبا مما يثير شكوكاً في تماسك قوات الأمن التي تحظى بدعم من الغرب في قتال متشددي تنظيم الدولة الاسلامية.

وتظهر لقاءات مع مهاجرين وتحليل للنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي أن عشرات المقاتلين في الجيش الوطني والشرطة والقوات الخاصة بالاضافة إلى مقاتلين من الشيعة وقوات البشمركة الكردية رحلوا في الأشهر الأخيرة أو ينوون الرحيل قريباً.

وينضم هؤلاء إلى أكثر من 50 ألف مدني غادروا العراق في الأشهر الثلاثة الأخيرة وفقاً لبيانات الأمم المتحدة في إطار حركة نزوح أكبر من سوريا وغيرها من مناطق الصراع في الشرق الأوسط.

وينذر عجز العراق عن الاحتفاظ بجنوده بمزيد من التآكل لمعنويات الجيش الذي انهار جزئياً مرتين في العام الأخير في مواجهة تنظيم «داعش». كما أنه قد يضعف جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ينفق مليارات الدولارات على تدريب القوات العراقية وتجهيزها حتى تستطيع التصدي للمتشددين.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية إن الجيش لا تقلقه هجرة الجنود الذي قدر أعدادهم بالعشرات من قوة أمنية يقدر عدد أفرادها بعشرات الالاف.

وقال العميد تحسين ابراهيم صادق «القوات المسلحة تؤدي دورها. ولا داعي للقلق«.

لكن سعيد كاكيي مستشار وزير قوات البشمركة في اقليم كردستان بشمال العراق قال إن الأرقام «تدعو» للقلق رغم أنه لم يستطع ذكر رقم محدد لعدد جنود البشمركة الذين تركوا الخدمة.

ويسلط رحيل الجنود الضوء على إحساس باليأس متغلغل بين كثير من العراقيين بعد أكثر من عام على استيلاء الدولة الاسلامية على ثلث مساحة بلادهم وتهديدها باجتياح العاصمة واعلانها دولة الخلافة الإسلامية.

وعلى الرغم من دحر مقاتلي الدولة الاسلامية في بعض المناطق فإن أفرادا في قوات الأمن يقولون إنهم راحلون لأنهم يواجهون هجمات يومية من جانب التنظيم وعنفاً طائفياً وركوداً اقتصادياً.

كذلك يشعر كثيرون من أفراد قوات الأمن بالإحباط بعد أن تبددت أوهامهم عن المسؤولين المنتخبين الذين يقولون إنهم تركوهم على الخطوط الأمامية من دون تزويدهم بإمكانيات كافية وسعوا للإثراء من خلال الفساد.

وقال شرطي من القوات الخاصة قرر الهجرة بعد مقتل شقيقه في معركة في وقت سابق من العام في مصفاة بيجي الشمالية حيث كان موقعه «العراق يستحق القتال في سبيله لكن الحكومة لا تستحق«.

وأكد لوكالة «رويترز«: «لا يوجد أي اهتمام بنا على الاطلاق. الحكومة دمرتنا«. وأضاف أن فشل بغداد في تدعيم جنودها تسبب في خسائر كان من الممكن تحاشيها في معركة مستمرة منذ أكثر من عام. وتبادل الجانبان السيطرة عدة مرات على أحياء في بيجي الواقعة على مسافة 190 كيلومتراً تقريباً إلى الشمال من بغداد.

وقالت السلطات في تموز إنها استعادت معظم المدينة لكن مقاتلي «داعش» هاجموا أحياء وسط المدينة بعد عدة أيام ما دفع القوات المؤيدة للحكومة للتراجع.

وردد آخرون مخاوف الشرطي. وقال فرد من القوات الخاصة عمره 33 عاماً يرابط في محافظة الأنبار الغربية التي تعد من معاقل التنظيم إنه لم يعد لديه أي دافع يدعوه للبقاء وانضم إلى 16 جندياً آخرين هربوا إلى شمال أوروبا في الشهر الماضي.

وقال لـ»رويترز« من خلال خدمة تراسل عبر الانترنت: «كنا نقاتل بينما الحكومة والاحزاب جعلت مهمتها كنز المال وأرسل المسؤولون أولادهم للإقامة في الخارج«. وأضاف «ما دفعنا للرحيل كان رؤية رجالنا يصابون ويقتلون ويشوهون ولا أحد يهتم«.

وبدأت بغداد حملة لاستعادة الانبار قلب النفوذ السني بعد سقوط عاصمتها الاقليمية الرمادي في ايار الماضي ليصبح ما تبقى في أيدي القوات الحكومية مواقع قليلة متناثرة في المحافظة الصحراوية مترامية الأطراف. لكن القتال سار على نحو متقطع وبلغت التوترات الطائفية ذروتها وتعطلت القوات البرية بسبب المتفجرات التي زرعها مقاتلو الدولة الاسلامية على الطرق وفي المباني. وقال فرد من القوات الخاصة في الرمادي إن الوحدة الخاصة وحدها شهدت فرار أكثر من 100 مقاتل إلى أوروبا في الأشهر الستة الأخيرة.

وقد غير كثير من الجنود الذين غادروا البلاد الصور الموجودة لهم على صفحاتهم الشخصية على «فايسبوك« وهم يرتدون الزي المموه ويقفون بجوار دبابات أو يحملون مدافع رشاشة إلى صور لهم وهم يركبون الدراجات أو يسترخون في حدائق النمسا أو ألمانيا أو فنلندا.

ويشكو العراقيون منذ فترة طويلة من الفساد وسوء الإدارة في الحكومة بل وفي القوات المسلحة. فقد توصل تحقيق رسمي العام الماضي إلى وجود 50 ألف جندي وهمي مسجلين في دفاتر الجيش.

وقال التقرير إن هؤلاء الجنود الوهميين كان لهم دور في انهيار الجيش في حزيران عام 2014 في مدينة الموصل الشمالية. وهؤلاء الجنود الوهميون على قوائم أجور الجيش لكنهم يدفعون لضباطهم نسبة من مرتباتهم مقابل عدم أداء الخدمة في وحداتهم مما يثري قادتهم ويؤدي إلى تفريغ القوة العسكرية. ومنذ ذلك الحين اعتمد العراق اعتماداً كبيراً على فصائل شيعية ومقاتلين متطوعين ضمن قوات الحشد الشعبي التي تديرها الحكومة.

لكن حتى بعض أفراد الحشد الشعبي الذي دعاه أكبر مرجع شيعي في البلاد لحمل السلاح بدأوا يتجهون للهجرة. وقال مقاتل شيعي عمره 20 عاماً من محافظة ديالى الشرقية إن القوات المؤيدة للحكومة تتلقى دعماً غير كاف لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية.

وامتنع المقاتل عن تعريف نفسه أو الفصيل الذي ينتمي إليه. وفي الآونة الأخيرة قام برحلة استغرقت شهراً إلى السويد للانضمام إلى اثنين من أبناء عمومته كانا من قبل من ضباط الشرطة العراقية. وقال لـ»رويترز« عن طريق «فايسبوك« من منطقة استوكهولم «لا يمكنك أن تخوض حرباً أو تعيش في بلد فيه هذه الظروف... (الساسة) نهبوا البلد باسم الدين. العراق لم يعد بلدنا. نحن مجرد مستأجرين«.

ولم يستطع أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي إن يقدم حصراً دقيقاً للمقاتلين الذين هاجروا لكنه قال إن الحكومة بحاجة لبذل المزيد لحمل الشبان العراقيين على البقاء.

وتسعى إصلاحات أطلقها الشهر الماضي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإنهاء نظام يقوم على المحاصصة العرقية والطائفية أدى لانتشار الفساد وسوء الادارة.

وتهدف الاصلاحات إلى تحسين محاسبة المسؤولين في الجيش وغيره من مؤسسات الدولة.

لكن البيروقراطية والمناورات السياسية عرقلت المبادرة ما أدى إلى عدم تحقيق أي مكاسب تذكر على جبهة القتال أو تحسين الحياة اليومية للشعب العراقي إذ لا يزال كثيرون يفتقرون للخدمات الأساسية مثل الكهرباء.
«داعش» يجدد حفر وتوسيع الخندق حول الموصل
الحياة..أربيل - باسم فرنسيس 
علمت «الحياة» أن «داعش» عاود عمليات حفر وتوسيع خندق لتحصين الموصل، فيما أكد عضو في مجلس محافظة نينوى عدم جاهزية الحكومة «عسكرياً» لإطلاق عملية تحريرها.
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية نايف الشمري أكد وصول 90 عكسرياً أميركياً إلى معسكر قرب قضاء مخمور، شمال شرقي نينوى، وسبقتها خطوة مماثلة في ناحية ربيعة الحدودية مع سورية.
والتقى وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أمس رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل، ووزير «البيشمركة» مصطفى سيد قادر، ومسؤولين أكراداً آخرين، للبحث في «التنسيق والتعاون» في الحرب على «داعش».
وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني لـ «الحياة» إن «داعش عاود حفر وتوسيق خندق حول الموصل، بعد فترة من التوقف، ويبدأ الحفر من منطقة كوكجليل باتجاه منطقة التحرير، مروراً بمنطقة شريخان، ليشكل حلقة حول المدينة»، ولفت إلى أن «التنظيم نقل 171 من جثث عناصره الذين قتلوا في معارك بيجي إلى الموصل، وأقدم على دفن 66 من قتلاه في قبر جماعي بين قضاءي البعاج وتلعفر».
وعن مستوى الاستعدادات الجارية لإطلاق عملية «تحرير نينوى» قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس نينوى هاشم بريفكاني لـ «الحياة»، «قبل فترة كانت هناك خطوات حثيثة من قبل الحكومة الاتحادية، لكن أخيراً وعلى وقع التظاهرات المطالبة بإجراء إصلاحات في بغداد، نرى أنها انشغلت عن الأمور العسكرية والأمنية إلى حد ما، خصوصاً أن نينوى ترزح تحت المعاناة من دون تحديد موعد لتحريرها»، وأضاف أن «الأميركيين يلعبون دوراً أساسياً في الدفع بهذا الاتجاه، لكنهم صدموا بعدم جاهزية بغداد، وكنا ننتظر إشراك الفرقتين 15 و16 واللواء 76 المدرع، لكن القرار تعثر إثر سقوط الرمادي واليوم لا تتوافر فرقة أو لواء جاهز».
ميدانياً، قال مموزيني إن «طائرات التحالف قصفت مركزاً للتدريب تابعاً لداعش في القيارة، ما أدى إلى مقتل قائد المعسكر برتبة أمير يدعى عبدالله حسين نجم والمعروف بعبد السبعاوي، مع عشرة آخرين».
إلى ذلك أعلن مصدر عسكري كردي أمس أن «داعش قصف قضاء مخمور بثلاثة صواريخ كاتيوشا، سقط أحدها قرب مقر للحزب الديمقراطي»، وكانت البيشمركة فتحت تحقيقاً في مزاعم تعرّض عناصرها إلى قنابل كيماوية في القضاء، فضلاً عن محور سد الموصل. وأوضح المصدر أن «طائرات التحالف شنت (أمس) غارات مكثفة على أهدف لداعش، وقد قتل المسؤول المالي للتنظيم في تلعفر ويدعى أبو أمير العفري عندما كان ضمن قافلة عربات عسكرية قرب ناحية الكوير التابعة لقضاء مخمور، كما قصف أهدافاً في محور بادوش، وفي محوري بعشيقة وتلكيف في سهل نينوى».
القوات الأميركية تنفذ دوريات استطلاع في الأنبار
بغداد – حسين داود 
علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة أرسلت تعزيزات جديدة إلى قواتها في الأنبار، قبل يومين، ونفذت عمليات استطلاع عدة في مناطق حول الرمادي، وزادت وتيرة تسليح مقاتلي العشائر بشكل مباشرة. وقال مسؤول في مجلس المحافظة، طلب عدم نشر اسمه لـ «الحياة» ان «المسؤولين المحليين وشيوخ العشائر مستاؤون من طريقة تعامل الولايات المتحدة مع ملف الأنبار»، لكنه لاحظ أن واشنطن «أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة». وأوضح ان مجلس المحافظة «يؤيد مشاركة أميركية برية للمساعدة في تحرير الرمادي بعدما فشلت قوات الجيش والحشد الشعبي في تحريرها». ولفت الى ان القوات الأميركية كثفت وجودها في الأنبار «رداً على تنامي الدور الروسي في سورية وليس من أجل مساعدة المحافظة وعشائرها فهي لم تبذل جهوداً كافية حتى عندما سقطت الرمادي على رغم المناشدات».
وأكد المسؤول الموجود في ناحية عامرية الفلوجة، شرق الرمادي، ان «فرق استطلاع أميركية نفذت دوريات راجلة مشتركة مع قوات مكافحة الارهاب في محيط الرمادي، ونصبت منطادين للمراقبة في قاعدة الحبانية». ورجح «انطلاق عملية واسعة مطلع الشهر المقبل لتحرير المدينة بمشاركة اوسع للقوات الأميركية، بالتنسيق مع وحدات الجيش وقوات مكافحة الارهاب، ومقاتلي العشائر الذين أنهوا تدريباتهم».
وتوقفت العملية العسكرية في الرمادي منذ أيام بعد فشل اقتحامها، على رغم نجاح القوات الأمنية في الأيام الأولى في محاصرته، فيما تصاعدت هجمات «داعش» على القوات التي اتخذت موقف الدفاع.
الى ذلك، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ الأنبار ان القوات الأميركية تواصل تسليح مقاتلي العشائر في قاعدتي «الحبانية» و»عين الأسد». وأشار الى ان التسليح يشمل أسلحة خفيفة ومتوسطة ومعدات وملابس عسكرية. وأضاف ان «العشائر تلمست أخيراً الغاء القيود التي كانت تفرضها الحكومة الاتحادية على عمليات التسليح». وأكد ان «المسؤولين الاميركيين يسعون الى تنظيم مقاتلي العشائر في وحدات شبه عسكرية ليتم ضمها الى الحرس الوطني عند تشكيله».
وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار أركان خلف الطرموز أمس تطوع 500 مقاتل من أبناء عشيرتي البومرعي والبوغان في صفوف «الحشد الشعبي» الخاص. واوضح ان «قوائم أسماء المقاتلين سلمت الى مقر قيادة الحشد، لافتاً الى ان «الهدف من التطوع السيطرة على قواطع العمليات في مناطق الحبانية والمجر والعنكور والطاش في الأنبار ومنع «داعش» من الوصول الى هذه المناطق الاستراتيجية».
وأعلنت هيئة «الحشد الشعبي» في بيان أمس ان قواتها نفذت «عملية نوعية في كرمة الفلوجة وقتلت المسؤول الاول عن مجزرة السجر والصقلاوية المدعو علاء قيس حمود الجميلي (ابو آسيا) ومساعده حارث جمال».
 
العسكريون الأميركيون رفضوا طلب حكومة العبادي تدريب مجموعات من الحشد
واشنطن تقترح إطلاق معركتي الموصل والرمادي في وقت متزامن
السياسة...بغداد – باسل محمد:
 كشف قيادي في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” برئاسة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازاني, ل¯”السياسة” أن الولايات المتحدة دعت الحكومة برئاسة حيدر العبادي إلى قبول معركة واحدة وفي وقت متزامن لتحرير مدينتي الرمادي, عاصمة محافظة الأنبار غرباً, والموصل عاصمة محافظة نينوى, شمال العراق.
وقال القيادي العراقي الكردي, إن العسكريين الأميركيين يرون أن قدرة تنظيم “داعش” على الصمود والمناورة ستتعرض إلى ارباك كبير في حال بدأت معركتا الرمادي والموصل في توقيت واحد, كما أن قدرات “داعش” على ارسال تعزيزات من جهة قتال إلى أخرى ستقل وستتعثر مع بدء معركة متزامنة في الرمادي والموصل.
وأضاف إن الخطة العسكرية الأميركية التي اقترحت على القيادات العراقية تقضي بشن هجومين واسعين شاملين, واحد باتجاه الموصل والثاني باتجاه وسط الرمادي بدعم جوي مكثف من التحالف الدولي, ما يجعل فرص نجاح الهجومين البريين من قبل القوات العراقية على مسلحي “داعش” كبيرة للغاية.
وأشار إلى أن واشنطن تجري محادثات عسكرية عميقة مع قيادة قوات البشمركة الكردية لتتفق معها بشأن حجم القوات الكردية التي ستشارك في معركة تحرير الموصل إلى جانب الجيش العراقي ومقاتلين سنة آخرين من العشائر جرى ويجري تدريبهم في معسكرات بإقليم كردستان الكردي وفي بغداد.
واعتبر أن عملية هجومية واحدة عراقية على الموصل والرمادي ليس أمراً مستحيلاً لأن عدد القوات العراقية كبير جداً, كما أنها تمتلك معدات متطورة, وبالتالي من الناحية العسكرية اللوجستية والستراتيجية بإمكان شن هجومين متزامنين كما يخطط العسكريون الأميركيون.
ورأى القيادي الكردي, أن قوة إرادة القتال لدى القوات العراقية لازالت العقبة الكبرى التي يحاول العسكريون الأميركيون معالجتها بواسطة المزيد من التدريب لأن التدريب العسكري ورفع مهارات القتال لدى الجنود العراقيين سيعزز من معنويات القتال ضد “داعش”, لافتاً إلى أن مشكلة أخرى تواجه التخطيط لمعركتي الرمادي والموصل, وهي قوات “الحشد” التي تتمتع بارادة قتال لكنها لا تتقن مهارات القتال وليس لديها خبرات جيدة في المعارك البرية وإدارتها والمناورة فيها.
وأوضح أن الحكومة العراقية اقترحت على الولايات المتحدة تدريب مجموعات من قوات “الحشد”, غير المصنفة ضمن الفصائل الشيعية المسلحة التي تدعمها إيران, غير أن واشنطن رفضت الفكرة, مشدداً على أن واشنطن لازالت تعارض التعامل مع قيادات “الحشد” رغم أن قسماً منها ينتمي إلى أحزاب سياسية عراقية شيعية تتعاطى معها الإدارة الأميركية سياسياً مثل حزب “الدعوة” والمجلس الأعلى, والسبب قناعتها بأن جميع عناصر “الحشد” لها ارتباطات بالحرس الثوري الإيراني بدرجات متفاوتة.
وأكد أن قوات “الحشد”, ورغم الدعم العسكري الذي تتلقاه من إيران غير أن قدراتها القتالية على الأرض لازالت ضعيفة بدليل أنها لم تحافظ على الأراضي التي حصلت عليها من “داعش” في بلدة بيجي شمال بغداد, كما أنها فقدت أراضي جديدة في مصفى بيجي النفطي الحيوي خلال الأسبوعين الماضيين.
وعزا القيادي الكردي, السبب في ذلك إلى أن العسكريين الإيرانيين لم ينجحوا في تدريب قوات “الحشد” العراقية على طرق حقيقية وفعالة للتصدي لحرب العصابات والكمائن التي ينفذها “داعش”, لذلك الفشل في بيجي, في جوهره فشل للطريقة الإيرانية لتدريب وتأهيل الفصائل الشيعية العراقية, لافتاً إلى أن الإيرانيين لم يحققوا أي نصر ميداني مهم في سورية بعد معركة بلدة القصير قرب الحدود السورية اللبنانية قبل نحو عام, التي خاضها “حزب الله” اللبناني وبدعم من الجيش السوري النظامي وخبراء في الحرس الثوري الإيراني.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,617,328

عدد الزوار: 6,957,570

المتواجدون الآن: 65