روسيا «تستدعي» وفداً أميركياً لتنسيق ضرب «داعش» و«الأطلسي»: روسيا تحشد قوات برية في سورية...صحافي بريطاني: دمشق محاصرة وتبدو كأنها عادت الى العصور الوسطى

تنافس أميركي - روسي على «نصر رمزي» ضد «داعش»...اشتباكات عنيفة في ريف القنيطرة

تاريخ الإضافة الخميس 8 تشرين الأول 2015 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2167    القسم عربية

        


 

روسيا «تستدعي» وفداً أميركياً لتنسيق ضرب «داعش»
الحياة...موسكو - رائد جبر 
لندن، واشنطن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - دار أمس جدل بين موسكو ودمشق إزاء شن غارات على مدينة تدمر الأثرية بالتزامن مع توتر بعد اختراق طائرات روسية الأجواء التركية، في وقت دعت وزارة الدفاع الروسية وفداً عسكرياً أميركياً إلى موسكو لـ «تنسيق عمليات» ضرب «داعش» في سورية. وأعلن «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أن اختراق طائرات روسية المجال الجوي التركي «لم يكن عرضياً».
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف، إن «كل معلومات وسائل الإعلام الأجنبية عن أن مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماماً من الصحة». وأضاف أن «سلاحنا الجوي في سورية لا يستهدف المدن المأهولة، فكيف بالأحرى إذا كانت تضم مواقع أثرية».
وكان التلفزيون الرسمي السوري نقل عن مصدر عسكري أن الطيران الروسي قصف مواقع لـ «داعش» في تدمر بالتنسيق مع الطيران السوري ودمر آليات مصفحة ومخازن ذخيرة. بدوره، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «الطائرات الحربية الروسية شنت ثلاثين غارة على الأقل على تدمر أمس وبعد منتصف ليل الإثنين- الثلثاء، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من التنظيم وإصابة العشرات بجروح».
واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «طيران الاحتلال الروسي باستهداف مناطق أثرية في بلدة سرجيلا في جبل الزاوية في ريف إدلب، تعود الى الحقبة السريانية قبل ألفي سنة». وتابع: «عملية القصف تمت لمواقع خالية تماماً من أي تواجد لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتزامنت مع هجمات وحشية ضد تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي، قوله إن الوزارة دعت ضباطاً عسكريين أجانب للحضور الى موسكو لتنسيق المعارك ضد «داعش» في سورية. وأضاف أنه على أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات جوية في سورية، تمرير المعلومات إلى روسيا عن مواقع عناصر التنظيم المتشدد، في حين قال مسؤول أميركي إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة باستعدادها لاستئناف محادثات عسكرية بغية تلافي اصطدام الطائرات من الجانبين اللذين يشنان عمليتين عسكريتين متوازيتين في سورية، علما أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعا موسكو إلى الرد بصورة عاجلة على قواعد السلوك المقترحة في أجواء سورية.
في بروكسيل، قال الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ في بروكسل، إن تكرار روسيا خرق الأجواء التركية «ليس عرضياً. إنه انتهاك خطر»، داعيا إلى «عدم تكرار الأمر».
وأعلن الجيش التركي أمس تعرض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» أول من أمس، لـ «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية أقدمت على تشغيل رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ لمدة «استمرت أربع دقائق وثلاثين ثانية». وأضاف أن «مضايقة» أخرى طاولت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض- جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية.
وشدد الرئيس التركي في تصريح من بلجيكا، على أنه «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك»، محذراً من أنه «إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير. يجب أن تعلم روسيا ذلك».
ووفق ستولتنبرغ، استمر هذان الحادثان «لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق أخرى في أوروبا»، موضحاً: «لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير».
وحاولت روسيا احتواء التوتر مع أنقرة وحلف شمال الأطلسي، وأقر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية بدخول «طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 لبضع ثوان الى المجال الجوي التركي أثناء مناورة فيما كانت عائدة إلى مطارها»، لكنه برر الحادث بأنه «نتيجة أحوال جوية سيئة في هذه المنطقة ولا يتوجب النظر إليها بوصفها مؤامرة».
 
«الأطلسي»: روسيا تحشد قوات برية في سورية
موسكو أكدت أنها تعطّل سفر مواطنيها للقتال مع أي من جانبي الصراع وتنفي قصفها تدمر
الرأي...عواصم - وكالات - أعلن حلف شمال الأطلسي، أمس، أن هناك تقارير عن حشد عسكري روسي كبير في سورية يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط، لكن رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي أكد ان روسيا لا تنفذ ولن تنفذ عمليات بمشاركة قوات برية في سورية.
وقال الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ: «يمكنني أن أؤكد أننا شهدنا حشداً كبيراً للقوات الروسية في سورية يشمل قوات جوية ودفاعات جوية وأيضاً قوات برية فيما يتصل بقاعدتهم الجوية وشهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري».
بدوره، حذّر الناطق في البيت الابيض جوش أرنست من ان تدخّل موسكو في الحرب السورية سيعزلها اكثر عن المجتمع الدولي، وستواجه بسببه العديد من المخاطر والمشاكل.
وأوضح ارنست ان تدخّل روسيا العسكري في سورية بالتنسيق مع ايران سيعرّضها للعديد من المخاطر «لاسيما غضب السنّة المعتدلين داخل سورية بسبب استهدافها إياهم بالغارات الجوية».
وزاد ان روسيا ستواجه غضباً عارماً من المسلمين، وستواجه مخاطر ليس فقط داخل سورية، ولكن داخل روسيا نفسها، حيث توجد نسبة لا بأس بها من المسلمين يعيشون هناك.
واكد ان روسيا لن تنجح من خلال تدخّلها العسكري في سورية بحل الازمة «لكن ستفاقم من المشاكل في سورية».
لكن وكالة الاعلام الروسية نقلت عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما في البرلمان الروسي الاميرال فلاديمير كومويدوف قوله ان «روسيا لا تنفّذ، ولن تنفّذ عمليات بمشاركة قوات برية في سورية»، مردفاً ان بلاده «تعطّل محاولات سفر مواطنين روس الى سورية للمشاركة في القتال مع جانبي الصراع».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الدفاع أناتولي أنتونوف قوله إن الجيش الروسي يوافق من حيث المبدأ على مقترحات تقدمت بها الولايات المتحدة لتنسيق الطلعات الجوية العسكرية فوق سورية.
كما نفى الجيش الروسي شن غارات جوية على مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في مدينة تدمر وحولها، الامر الذي كان ذكره في وقت سابق التلفزيون السوري الرسمي.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشنكوف كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية ان «كل معلومات وسائل الاعلام الاجنبية عن ان مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماماً عن الصحة».
واعلن التلفزيون السوري الرسمي سابقاً نقلاً عن مصدر عسكري ان «القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت اوكار تنظيم (داعش) في مدينة تدمر ومحيطها، ما ادى الى تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ».
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان المبعوث الاممي الى سورية ستيفان دي ميستورا سيزور دمشق لإطلاع القيادة السياسية السورية على اسماء من سيحضرون اجتماعات اللجان الاربع التي اقترحها لمناقشة جملة من الافكار لحل الازمة السورية.
وأوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان المعلم قال في مقابلة تلفزيونية له ان «هذه اللجان عبارة عن خبراء للعصف الفكري، غير ملزمة، واذا حصل توافق على نقاط معينة يمكن بالتالي الاستفادة منها في التحضير لـ (جنيف 3)». وأضاف: «لدينا مجموعة كبيرة من الخبراء في كل المواضع لكن لم نناقش بعد مع دي ميستورا اسماء من سيحضر من الاطراف الاخرى»، مبينا انه «سيأتي الى دمشق ليطلعنا على هذه الاسماء».
ولفت الى انه لا يوجد مدى زمني للوصول الى حل سياسي للازمة السورية، مشيراً الى انه اذا التزمت دول الجوار بقرارات مجلس الامن التي صدرت العام الماضي وضبطت حدودها ومنعت تسرب الارهابيين فإن مكافحة الارهاب ستكون مجدية اكثر وتفتح الباب للحل السياسي.
مسؤولون عسكريون روس يبحثون «التنسيق الإقليمي» مع نظرائهم الإسرائيليين
القدس - أ ف ب - بدأ مسؤولون عسكريون روس،أمس، محادثات تستمر يومين مع نظرائهم الاسرائيليين في تل ابيب بعد ان اتفق البلدان على آلية لتنسيق الاعمال العسكرية بين البلدين بهدف تجنب اي احتكاك في سورية.
واكد الجيش الاسرائيلي ان الاجتماع ينعقد لبحث «التنسيق الاقليمي» بعد ان عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات الشهر الماضي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سورية.
واتفق بوتين ونتنياهو خلال الاجتماع على آلية لتجنب حدوث «سوء فهم» واشتباكات في الاجواء السورية بين طائرات الجيشين.
وشارك في محادثات تل أبيب كل من رئيس الاركان الروسي نيكولاي بوغدانوفسكي ونظيره الاسرائيلي يائير غولان.
واعرب مسؤولون عسكريون اسرائيليون عن مخاوفهم من ان يؤدي التواجد الجوي الروسي الى الحد من قدرتهم على التحرك.
أردوغان: لن نصبر طويلا على الانتهكات الروسية لأجوائنا
عواصم - وكالات - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، في بروكسيل ان بلاده لن تصبر طويلا على انتهاك الطائرات الروسية التي تشن غارات في سورية لاجوائها، وذلك بعد تكرار ما تعتبره أنقرة انتهاكات لأجوائها خلال الأيام الماضية.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في بروكسيل ان حلف شمال الأطلسي الذي يضم تركيا اتخذ موقفا من الانتهاكات الروسية وسيستمر في القيام بذلك، مضيفا ان أي هجوم على تركيا يعتبر هجوما على الحلف الأطلسي.
وتابع أن بلاده لن تصبر طويلا على الانتهاكات الروسي.
وحذر أردوغان روسيا من امكانية «خسارة» صداقة تركيا، قائلا إن «علاقاتنا مع روسيا معروفة للجميع لكن اذا خسرت روسيا صديقا مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فانها ستخسر الكثير. يجب ان تعلم روسيا ذلك».
وفي انتهاك جديد، أعلن الجيش التركي أمس ان 8 مقاتلات تركية من طراز «أف 16» تعرضت لمضايقة مجددا من طائرة «ميغ - 29» مجهولة قامت بوضع إحدى المقاتلات التركية في مرمى نيرانها على الرادار على الحدود السورية أول من أمس.
وقال الجيش التركي ان أنظمة صاروخية متمركزة في سورية تدخلت مع المقاتلات التركية.
وذكرت وكالة «انترفاكس» ان وزارة الدفاع الروسية مستعدة لإجراء محادثات مع تركيا حتى لا يحدث سوء تفاهم في سورية.
وأعلنت الخارجية التركية أن الطيران الروسي خرق الأحد، للمرة الثانية، المجال الجوي التركي، مردفة انها استدعت سفير روسيا ثانية للاحتجاج.
وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية، طلب عدم ذكر اسمه: «تم استدعاء السفير الروسي للمرة الثانية للاحتجاج بشدة على انتهاك اخر للمجال الجوي التركي الاحد». وأضاف أن «الطائرة الروسية قامت بنفس الخرق الذي حدث السبت»، موضحاً ان «روسيا ستتحمل المسؤولية عن أي حادث مرفوض» إذا تكرر الأمر.
وحذرت تركيا السفير الروسي بأن حوادث مماثلة يجب ألا تحصل وإلا فإن «روسيا ستحمل المسؤولية».
وكانت طائرة حربية روسية اخترقت السبت المجال الجوي التركي في منطقة «يايلا داغي» في محافظة هاتاي من جانب سورية، كما قامت مقاتلة «ميغ - 29» مجهولة بمضايقة طائرتين تركيتين خلال دورية لهما.
من جهته، حذّر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس شتولتنبرغ موسكو من تكرار اختراق طائراتها للمجال الجوي التركي، مؤكداً أن ذلك المجال يعدّ مجالاً جوياً للحلف.
وتابع خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل: «المعلومات والاستخبارات التي تلقيناها تدفعني الى القول ان الامر لا يشبه حادثاً عرضياً (...) انه انتهاك خطير للمجال الجوي» التركي. وأكمل: «في الواقع حدث انتهاكان في عطلة نهاية الاسبوع وهذا ما يضاف الى كون الامر لا يبدو حادثاً عرضياً». وأردف: «هذان الحادثان»استمرا لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق اخرى في اوروبا. واضاف:«لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير».
وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، بأن الحادث المرتبط بالطائرة الروسية على الحدود السورية - التركية السبت الماضي، سبّبه سوء الأحوال الجوية.
ونقلت وكالة«سبوتنيك»للأنباء عنه قوله:«قاعدة حميميم تقع على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود السورية - التركية. في ظل بعض ظروف الطقس تتم عملية الهبوط من الجهة الشمالية. ولذلك فإن هذا الحادث جاء نتيجة للأحوال الجوية في هذه المنطقة. لا داعي للبحث عن مؤامرة هنا». وأكد الناطق باسم الوزارة أن «سلاح الجو الروسي لا علاقة له بحادث ملاحقة الطائرات التركية لمقاتلة «ميغ - 29».
 
موسكو تصعد ضد أنقرة... والناتو يشكك بالرواية الروسية
موسكو - رائد جبر < لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
صعدت موسكو حملتها ضد الدول التي تنتقد العمليات العسكرية في سورية مع وصول دائرة الغارات الى ريف دمشق، بالتوازي مع تنشيط جهودها لتسوية الخلاف مع تركيا بعد تعرض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» لـ «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية عند الحدود السورية وتشكيك «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بالرواية الروسية حول أسباب الحادث. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها لن تشارك في نشاط التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».
وجاء في بيان للجيش التركي نشر على الإنترنت أن «المضايقة» التي تعني أن طائرة «ميغ 29» شغلت رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ «استمرت أربع دقائق و30 ثانية». وأشار بيان الجيش التركي الى «مضايقة» أخرى طاولت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض- جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية.
وتأتي هذه الحوادث بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من مقاتلات روسية في نهاية الأسبوع ما سبب توتراً بين روسيا التي تدخلت عسكريا في سورية وتركيا العضو في «ناتو».
ورأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلثاء، أن انتهاك مقاتلتين روسيتين في نهاية الأسبوع الماضي للمجال الجوي التركي ليس «حادثاً» في حين أشارت موسكو إلى «سوء الأحوال الجوية» لتبرير أحد الحادثين.
وقال ستولتنبرغ أيضاً إن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سورية يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط. وتابع في مؤتمر صحافي: «لن أتكهن بشيء عن الدوافع لكن هذا لا يبدو حادثاً عارضاً وهناك واقعتان»، مشيراً إلى واقعتي التوغل الجوي في منطقة هاتاي واللتين قال إنهما «استمرتا فترة طويلة».
والواقعتان اللتان وصفهما «ناتو» بأنهما «بالغتا الخطورة» و «غير مقبولتين» تسلطان الضوء على مخاطر تصعيد دولي في الصراع السوري في الوقت الذي تنفذ فيه طائرات روسية وأميركية طلعات قتالية في أجواء الدولة ذاتهما لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن ناحية أخرى، قال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن انتهاك المجال الجوي التركي استمر لأكثر من بضع ثوان ووصف تأكيدات موسكو بأن الواقعة كانت بطريق الخطأ، بأنها «بعيدة الاحتمال».
وقال ستولتنبرغ إن حلف شمال الأطلسي -الذي تقوده الولايات المتحدة وتركيا عضو فيه- لم يتلق «أي تفسير حقيقي» لما حدث. وصرح بأنه لم يجر أي اتصال مباشر مع موسكو لكن الحلف بحث إمكان استخدام خطوط الاتصال العسكرية مع روسيا. وأضاف: «يمكنني أن أؤكد أننا شهدنا حشداً كبيراً للقوات الروسية في سورية، قوات جوية ودفاعات جوية وأيضاً قوات برية فيما يتصل بقاعدتهم الجوية وشهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري».
من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا، قائلاً إنها ستخسر الكثير إذا دمرت صداقتها مع أنقرة. وقال إن صبر تركيا لن يستمر في ظل انتهاك طائرات حربية روسية لمجالها الجوي. وتابع في مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل مع رئيس الوزراء البلجيكي: «أي هجوم على تركيا يعد هجوماً على حلف شمال الأطلسي». وأضاف: «علاقتنا الإيجابية مع روسيا معروفة. لكن إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا التي تتعاون معها في العديد من القضايا فإنها ستخسر الكثير ويجب أن تدرك ذلك».
وجدد الكرملين أمس، التأكيد على أن هدف التحرك الروسي في سورية هو «ضرب المجموعات الإرهابية التي تهاجم القوات الحكومية في هذا البلد». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحملة التي تشنها بلدان عدة على روسية تهدف إلى تشويه الحقائق و «نحن قلنا من البداية إننا سنضرب الأهداف التي تهاجم القوات السورية». واستبعد بيسكوف حديثاً عن طرح أفكار لتسوية سياسية حالياً، مشيراً إلى أن «ربط آفاق التسوية بالعملية العسكرية الروسية ليس ممكناً».
وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو لن تشارك في عمليات التحالف قبل الحصول على موافقة دمشق ومجلس الأمن الدولي. وقالت في لقاء صحافي أمس: «أعلنا مرات عدة أننا لسنا ضد مواجهة «داعش» معاً، لكنه لا يمكننا الانضمام للتحالف وفق الشروط الحالية لأنها لا تتوافق مع معايير القانون الدولي». ولفتت إلى ضرورة أن تقوم واشنطن بتوفير غطاء قانوني لتدخلها في سورية على غرار النشاط العسكري الأميركي في العراق بموافقة حكومة هذا البلد.
وزادت أن «تصرفات التحالف برأينا غير فعالة لأنه لا تمكن من الجو فقط محاربة داعش، ويجب توحيد الجهود مع من يحارب على الأرض وهو بلا شك الجيش السوري».
في الوقت ذاته، لفتت زاخاروفا إلى أن روسيا «لديها تقويم موضوعي وعقلاني لما يجري في سورية، بما في ذلك أفعال نظام الأسد، لكنها تدرك التداعيات التي قد تنتج في حال الإطاحة به».
وأوضحت: «ندرك جيداً، وسمعنا من كثيرين بمستويات مختلفة تحدثوا عن عدم شرعية هذه السلطات، والمسألة ليست في أن هذه الحكومة الأفضل في العالم وأن هؤلاء الأشخاص فيها جيدون... نحن نرى بوضوح أن النظام لم يتصرف كما يجب لكن السؤال يكمُن: ما الذي سيحدث نتيجة الإطاحة بالقوة بنظام الأسد». وزادت زاخاروفا ان موسكو لن تشارك في تنفيذ «سيناريو ليبيا» في سورية، لأن «الوضع في هذه المرة قد ينفجر بشكلٍ أكبر».
الى ذلك، ردت الخارجية الروسية بقوة على بيان الخارجية البريطانية الذي اتهم الروس بعدم استهداف «داعش» واعتبرت أن «الحملة ضد روسيا تتخذ شكلاً أكثر ضراوة منذ بدء العمليات العسكرية. وطالبت «من ينتقدنا بتقديم أدلة على استهداف مدنيين».
من جانب آخر، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أن روسيا مستعدة للتعاون مع واشنطن في مجال تنسيق العمليات في سورية وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وجاء حديثه خلال اجتماع لتوضيح موقف موسكو عقده مع الملحقين العسكريين الأجانب لدى موسكو، ورد فيه على إعلان وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أنه ينتظر من روسيا رداً على اقتراح للتوافق على قواعد التحليق فوق سورية. وأضاف أنطونوف أن روسيا مهتمة بالتعاون العسكري «مع أي بلد الدرجة ذاتها التي يهتم بها هذا البلد بالتعاون معها».
وأشار إلى أن عسكريين روساً وأميركيين سيعقدون جولة محادثات جديدة في غضون أيام. ودعا « الزملاء الأميركيين لزيارة روسيا لمناقشة القضايا القائمة وجهاً لوجه». وقال أنطونوف إن موسكو «طلبت من شركائها الغربيين تزويدها ببيانات محددة، وأهداف توضح أين تقع عصابة «الدولة الإسلامية»، ونحن سنتعامل بجدية مع المعطيات الواردة».
من جانب آخر، قال أنطونوف إن مسلحي «داعش» الذين ينشطون في سورية «يستغلون احترام العسكريين الروس للمساجد ويستخدمونها ملاذاً لهم»، موضحاً: «لدينا معلومات حول أن الإرهابيين يتحصنون في المساجد، ولدينا تسجيلات مصورة تظهر قيام الإرهابيين بإخباء معداتهم حول المساجد».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي شن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 15 غارة بطائرات مختلفة من طرازات «سوخوي» استهدفت عشرات المواقع لمجموعات «داعش». ووفق البيان العسكري، فإن «القاذفات الروسية دمرت مركز قيادة ومركز توجيه تابعين لـ «داعش» في بلدتي دير حافر والباب بمحافظة حلب».
ومواقع «ضمت معدات هندسية وآليات لـ «داعش» بالإضافة إلى مخزنين للذخيرة في منطقة تدمر بمحافظة حمص» بالإضافة إلى «تدمير مواقع مدفعية لـ «داعش» في محافظة حمص، بينها ثلاث منظومات آر أس 30 ومخزن للذخيرة». كما أغارت طائرتا سوخوي 25 على «مقر قيادة ومركز اتصالات لـ «داعش» في منطقة جبل البترا، ومقر للمسلحين في محافظة دمشق». كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت مواقع في إدلب ما أسفر عن «تدمير حوالى 30 وحدة تقنية بما فيها سيارات ومدرعات ودبابات».
من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين قيام طيران الاحتلال الروسي في الرابع من تشرين أول (أكتوبر) الجاري باستهداف مناطق أثرية في بلدة سرجيلا بجبل الزاوية في ريف إدلب، تعود للحقبة السريانية قبل ٢٠٠٠ عام». وتابع: «عملية القصف تمت لمواقع خالية تماماً من أي تواجد لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتزامنت مع هجمات وحشية ضد تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة».
تنافس أميركي - روسي على «نصر رمزي» ضد «داعش»
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي 
ظهر تنافس أميركي- روسي على استقطاب المقاتلين الأكراد وتحقيق «نصر معنوي» ضد «داعش» بمواقيت مختلفة، في وقت ينتظر تشكيل «مجموعة الاتصال» الدولية- الإقليمية لبحث حل الأزمة السورية موافقة واشنطن ودول إقليمية في انتظار تبلور منعكسات الانخراط العسكري الروسي.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعلن في نيويورك أن «مجموعة الاتصال» التي تضم «اللاعبين الرئيسيين» في النزاع السوري، كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ومصر، ستجتمع في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، مضيفاً أنه «سيتم تشكيل أربع مجموعات عمل (بين ممثلي النظام والمعارضة والمجتمع المدني) في جنيف، كما أن لقاء مجموعة الاتصال التي تضم اللاعبين الرئيسيين سيكون الشهر الجاري».
لكن مسؤولاً غربياً قال لـ «الحياة» أمس إن واشنطن لم توافق بعد على تشكيل «مجموعة الاتصال» التي تعترض على تشكيلها دول إقليمية بسبب الانخراط العسكري الروسي، مشيراً إلى أن تشكيل «المجموعة» رهن الاتصالات السياسية الأميركية- الروسية. وقال: «هناك تنسيق عملياتي في الجانب العسكري، إذ إن طائرات روسية وأميركية قصفت الرقة في الوقت نفسه، ما تطلب تنسيقاً لعدم حصول حوادث تؤدي إلى تصعيد بين الجانبين». وأضاف: «ليست هناك اتصالات سياسية ذات مغزى إلى الآن، ذلك أن واشنطن تتريث في انتظار تطورات الموقف العسكري الروسي، إن اكتفت بدعوة موسكو الى قصف داعش وعدم التعرض الى المعارضة السورية».
وتابع المسؤول الغربي، الذي هو على تواصل مع الروس والأميركيين ودمشق، أن «الجانب الروسي يعطي الأولوية حالياً لدعم القوات النظامية السورية في جهدها لاسترجاع مناطق في ريفي إدلب وحماة وان تركيز الغارات على بلدتي الرستن وتلبيسة يرمي إلى إعادة فتح الطريق بين حمص وسط البلاد وإدلب شمالاً لإرسال تعزيزات برية واستعادة نقاط استراتيجية مثل جسر الشغور وجبل الأربعين وإعادة فتح طريق اللاذقية- حلب». وتابع أنه تبلغ أن دمشق «طلبت من موسكو توفير الغطاء الجوي للجيش في هذه المناطق وتثبيت مواقعها قبل الانطلاق إلى محاربة داعش».
وأشار إلى وجود ما «يشبه سباق» بين التحالف الدولي والجانب الروسي لتحقيق «نصر رمزي» ضد التنظيم وعلى «استقطاب المقاتلين الأكراد»، إذ إن أميركا صعدت تدريبها وتسليحها لـ «التحالف السوري- الكردي» الذي يضم أكثر من 20 ألفاً من «وحدات حماية الشعب» الكردي و «الجيش الحر» لحصار الرقة معقل «داعش» شرق سورية واستعادتها، فيما تسعى روسيا الى «تحقيق نصرها بالتعاون مع القوات النظامية في استعادة تدمر ذات الأهمية الرمزية». وزاد أن مسؤولين روساً «يواصلون التأكيد على التحالف مع وحدات حماية الشعب الكردي ودورها السياسي في مستقبل سورية لإبعادهم عن الأميركيين»، لافتاً إلى أن تقدم «التحالف السوري- الكردي» يواجه تحديَ اعتبار أنقرة «وحدات الحماية» تنظيماً إرهابياً، لانها تابعة الى «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» الموالي لـ «حزب العمال الكردستاني» المصنف «تنظيماً إرهابياً» في تركيا ودول أخرى.
إلى ذلك، قال المسؤول إن موسكو «أقنعت» الحكومة السورية بالمشاركة في مجموعات العمل الأربع التي اقترحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بموجب البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، إذ أعلن وزير الخارجية وليد المعلم في نيويورك الموافقة على اقتراح دي ميستورا لتشكيل اللجان «باعتبارها مشاورات تمهيدية غير ملزمة، لكن تمكن الإفادة من مخرجاتها، التي يتم التوافق عليها للتحضير في ما بعد لإطلاق مؤتمر جنيف الثالث».
في المقابل، رفضت فصائل سياسية وعسكرية المشاركة في اللجان، إذ أصدرت كبريات الفصائل المسلحة و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بياناً أكد «التزام العمل من أجل حل سياسي يحقق أهداف الثورة ويحافظ على هوية الشعب السوري ويقصر أمد معاناة أبنائه، لكن في الوقت نفسه يجب أن تضمن هذه العملية السياسية منع إعادة إنتاج النظام الحالي بصورة جديدة أو إعطاء رأس النظام وأركانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور في عملية سياسية انتقالية أو على المدى البعيد»، مضيفاً: «طرح مبادرة مجموعات العمل، تجاوز لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري، والمبادرة عملية سياسية معقدة تتطلب بناء الثقة بين الشعب السوري من جهة والطرف الراعي للعملية السياسية».
واعتبر الموقعون على البيان، بينهم «أحرار الشام» و «جيش الإسلام»، أن مجموعات العمل «بصيغتها الحالية والآليات غير الواضحة التي تم طرحها توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام»، إضافة إلى «رفضهم التصعيد العسكري الروسي المباشر» قبل إصدار بيان آخر تضمن التوحد لـ «مقاومة الاحتلال الروسي».
وأوضح المسؤول الغربي أن فريق دي ميستورا يدرس وسائل لإقناع المعارضة المشاركة في المجموعات بينها عقد لقاء قريب مع قادة المعارضة في إسطنبول وعمان، لافتاً إلى أن دي ميستورا سيرفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في منتصف الشهر المقبل، بحيث يتضمن مخلص المناقشات واقتراح تشكيل «مجموعة الاتصال» الدولية- الإقليمية.
ونقل معارض سوري عن بوغدانوف قوله إن موسكو ملتزمة بـ «سلسلة مبادئ: أن يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم، التمسك ببيان جنيف1 وعقد مؤتمر جنيف3، إضافة الى مضمون البيان الرئاسي لمجلس الأمن المتضمن المجموعات الأربع ومجموعة الاتصال»، مع إشارته الى «أولوية الحسم العسكري»
من جهته، يميل النظام السوري الى عقد «منتدى موسكو3» بدلاً من «جنيف3» باعتبار أن المعارضة لم توافق بعد على المشاركة في مجموعات العمل الأربع، وسط أنباء عن نية بوغدانوف القيام بجولة للقاء معارضين في دول أوروبية وإقليمية.
اشتباكات عنيفة في ريف القنيطرة
لندن - «الحياة» 
دارت أمس مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في ريف القنيطرة بين دمشق والجولان، في وقت واصل الطيران السوري غاراته على أطراف دمشق ومناطق مختلفة من البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «تستمر الاشتباكات العنيفة في القطاع الشمالي بريف القنيطرة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، وسط تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية، بينما استشهد رجل جراء قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق في بلدة خان أرنبة ومدينة البعث الخاضعتين لسيطرة قوات النظام».
وكانت فصائل إسلامية سيطرت على تل الأحمر الاستراتيجي في ريف القنيطرة بين دمشق والجولان المحتل. وأفاد «المرصد»: «دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط مدينة البعث وبلدة خان أرنبة ترافق مع سقوط عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في المدينة وبلدة خان أرنبة، وسط سقوط عدة صواريخ يعتقد بأنها من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق الاشتباك، في حين دارت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة الحميدية، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباك». كما تعرضت مناطق في تل الأحمر بالقطاع الشمالي بريف القنيطرة لقصف جوي.
وقال «المرصد»: «تعرضت مناطق في حي المنشية بدرعا البلد في مدينة درعا، لقصف من قبل قوات النظام»، لافتاً إلى «اشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في حي جوبر شرق دمشق، ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق في الحي».
في الوسط، تجدد القصف من قوات النظام على مناطق في أطراف مدينة تلبيسة وقرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي بالتزامن مع «استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط قرية تسنين بريف حمص الشمالي».
في الشمال، قال «المرصد: «تجددت الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في أطراف حي الشيخ مقصود ومحيطه، ومعلومات عن إعطاب عربة تحمل رشاشاً ثقيلاً للأخير، من قبل الوحدات، وخسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما سقطت عدة قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأشرفية وشارع النيل بمدينة حلب».
وأشار إلى «معارك في محيط مطار دير الزور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية « من جهة أخرى، في محيط المطار، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارتين على مناطق الاشتباكات».
الإستراتيجية الروسية تهدف الى «تحصين» مواقع الأسد
الحياة...باريس- أ ف ب
مع استمرار عملياتها في سورية، تكشف روسيا عن استراتيجيتها الهادفة، بحسب خبراء، الى تحصين موقع الرئيس السوري بشار الأسد عبر دحر المعارضة المعتدلة وإغلاق المجال الجوي أمام الغربيين.
ويقول إيغور سوتياغين، الخبير العسكري في معهد «يونايتد رويال سيرفيسس» في لندن: «الهدف هو ضمان أمن منطقة علوية على أراضي غرب سورية المكتظة بالسكان وحيث تتركز الصناعة والزراعة وترك الشرق الصحراوي لتنظيم الدولة الاسلامية» (داعش).
وهكذا تهاجم القاذفات الروسية الإسلاميين مثل «حركة أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، الذين هم على احتكاك مباشر بالمناطق الخاضعة لسيطرة الجيش النظامي السوري شمال غربي البلاد وكذلك جيوب المعارضة بين حمص وحماه في الوسط.
ويقول ميشال غويا المؤرخ العسكري والباحث في معهد العلوم السياسية في باريس: «إنهم يحاولون إنقاذ الوضع عبر دعم قوات الأسد وحلفائه على الجبهة على أمل إمكان استعادة أراض».
وقد تستكمل العملية الجوية بهجوم بري يشنه الجيش السوري بدعم من قوات إيرانية ومن «حزب الله» اللبناني، كما يرى ستوياغين.
وينتقد الغرب موسكو لعدم استهدافها تنظيم «داعش» شرق البلاد. وقال غويا: «يشمل الروس بضرباتهم تنظيم الدولة الاسلامية لتبرير موقفهم لكن لا يشكل ذلك أولويتهم الفعلية».
وخلافاً للتحالف الذي يقوده الأميركيون الذي ينفذ ضربات من علو مرتفع بواسطة مقاتلات فائقة التطور، يستخدم الروس طائرات هجومية من نوع «سوخوي-25» ومروحيات.
ومع نشر 12 طائرة «سوخوي-25» و16 مروحية مقاتلة على بعد دقائق فقط من خط الجبهة بين القوات النظامية ومجموعات المعارضة المسلحة في اللاذقية (غرب)، أصبحت هناك قوة ضرب ضخمة ومرنة في تصرف روسيا، لكن الخطر أكبر أيضاً على الطيارين.
ويقول ميشال غويا: «انهم فعّالون على خط الجبهة، هذا أمر أكيد». ويكثف الجنود الروس عمليات التناوب ويضربون أهدافاً بسيطة ونقالة، وهو أمر يتطلب إمكانات أكبر وأكثر كلفة بالنسبة لطائرة «رافال» فرنسية أو طائرة أميركية.
ويفسر ذلك الاثر الكبير للضربات الروسية المتواصلة من دون انقطاع منذ 30 أيلول (سبتمبر). ويتابع غويا: «من حيث الكمية، نتيجة هذه الغارات أكبر بكثير بالتأكيد» من عمليات التحالف الجوية.
ويضيف ان الروس والسوريين «أقل حرصاً بالنسبة الى الاضرار الجانبية المحتملة»، بينما في الجانب الغربي، يركز قسم كبير من اجهزة الاستخبارات على درس معمق للمجازفات، وصولاً الى طرح احتمال التخلي عن مهمة معينة اذا تبين ان المجازفة كبيرة.
ويستفيد الجيش الروسي من معلومات استخباراتية سورية، فيما يستند التحالف الدولي حصراً الى امكاناته الخاصة وصور الاقمار الاصطناعية.
وتعوض كل هذه الاوراق الرابحة بعض الضعف لدى الطيران الروسي الذي نشر في سورية طائرات قديمة (12 سوخوي-25 و12 سوخوي 24) صممت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي الى جانب طائرات من الجيل الجديد (أربع سوخوي- 30).
وقاذفات «سوخوي-24» قادرة على الضرب في العمق وصولاً الى الرقة (شمال شرق)، معقل «داعش». لكنها ليست بفعالية طائرات التحالف بقيادة واشنطن التي شنت 2500 غارة في سورية منذ سنة كما يؤكد الخبراء.
وعبر تشغيل طائراتها في الاجواء السورية ونشر مضادات جوية نقالة (بانتسير وتور ام1)، تقيم روسيا منطقة حظر جوي تعزز حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول ميشال غويا ان «التحالف والأتراك والإسرائيليين طردوا بحكم الأمر الواقع من الأجواء السورية».
وعبّر قائد قوات «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف علناً عن هذا الامر، مذكّراً بأن موسكو قامت بالمثل حين أعادت ضم شبه جزيرة القرم.
وسجلت حوادث في الايام الماضية بين طائرات تركية وروسية ما زاد من قلق الغربيين حتى لو ان موسكو قللت من اهميتها.
وقال دوغلاس باري خبير الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «من مصلحة الجميع ضمان عدم حصول حوادث وخصوصاً في الإطار الحالي من «العلاقات الباردة» بين الغرب وحلف الاطلسي وروسيا».
صحافي بريطاني: دمشق محاصرة وتبدو كأنها عادت الى العصور الوسطى
 (الهيئة السورية للإعلام)
كتب الصحافي البريطاني بيتر أوبورن في تقرير نشر على موقع «ميدل إيست آي« أول من أمس، أن مدينة دمشق تعيش تحت الحصار، حيث لا يوجد فيها الآن سوى ثلاثة ممرات آمنة، للسكان الذين يريدون الخروج منها، موضحاً أن أحد هذه الممرات يؤدي إلى بيروت ويخضع لحراسة أمنية مشددة، وآخر يؤدي إلى المطار جنوباً، والثالث هو الطريق إلى حمص شمالاً.

وأضاف أوبورن، الذي قضى أسبوعين في دمشق تحت رعاية وزارة الإعلام التابعة لحكومة الأسد، أن الشوارع في المدينة تقسم إلى نوعين: احدهما تظهر به معالم الحياة الطبيعية، والآخر هو عالم من أكياس الرمال والمسلحين والمخابئ.

واستعرض أوبورن في تقريره الأوضاع المعيشية القاسية التي يمر بها سكان دمشق، حيث يعيشون في قلق دائم فكل دمشقي يعلم بأنه قد يتعرض لإطلاق النار في أي لحظة، كما أنهم يعانون نقصاً في ضروريات الحياة، مثل الغذاء والماء والكهرباء، فالشوارع مظلمة خلال ساعات الليل ما يدفع الناس لاستخدام الكشافات في أثناء التجول في المدينة، التي يبدو كأنها عادت إلى العصور الوسطى، حسب تعبيره.

ورأى الصحافي البريطاني أن قذائف الهاون هي المشكلة الأبرز بالنسبة لسكان دمشق، فلا توجد منطقة سالمة منها، كما أنها تسقط على «الجميع من سنة وعلويين ومسيحيين«.

وحذر أوبورن من استمرار الليرة السورية بالانخفاض بالمعدل ذاته لمدة عام آخر، ما سيجعل قيمتها تصل إلى واحد على 1300 مقابل الدولار، وسيصبح من الصعب تصور كيف سيعيش المواطن الدمشقي في تلك الأوضاع، حيث يتوازى ذلك مع ارتفاع مطرد في الأسعار.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,208,732

عدد الزوار: 7,019,375

المتواجدون الآن: 88