أوروبا تطالب روسيا بـ «وقف فوري» للضربات ضد «المعارضة المعتدلة»...واشنطن تلقي ذخائر جواً لسوريين يحاربون «داعش» والرياض تحذّر موسكو من «عواقب وخيمة» في سورية....روسيا تعيد صياغة النظام السوري تهيئة للحل: إنهاء دور الميليشيات والسيطرة على محيط الأسد

جيش كردي - عربي من 50 ألفاً لاقتحام عاصمة «داعش»...زعيم جبهة النصرة يدعو لتصعيد الهجمات على معقل «العلويين» في سورية

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 - 6:41 ص    عدد الزيارات 1982    القسم عربية

        


 

زعيم جبهة النصرة يدعو لتصعيد الهجمات على معقل «العلويين» في سورية
(رويترز)
حث أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في سورية التابعة للقاعدة المقاتلين أمس الاثنين على تصعيد الهجمات على معاقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد رداً على ما قال إنه قتل الروس الذين وصفهم بالغزاة للسنة دون تمييز.
واعتبر الجولاني في تسجيل صوتي نشر على يوتيوب أن التدخل العسكري الروسي يستهدف إنقاذ حكم الأسد من الانهيار لكنه سيبوء بالفشل كما فشل الدعم العسكري من إيران وجماعة حزب الله.
وقال الجولاني «لا بد من تصعيد المعركة واستهداف القرى النصيرية فى اللاذقية، وإنى أدعو جميع الفصائل لجمع أكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى النصيرية فى كل يوم بمئات الصواريخ كما يفعل الأوغاد بمدن وقرى أهل السنة».
واشنطن تلقي ذخائر جواً لسوريين يحاربون «داعش» والرياض تحذّر موسكو من «عواقب وخيمة» في سورية
الرأي...عواصم - وكالات - أعلن الناطق باسم قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط «سنتكوم» الكولونيل باتريك رايدر، أمس، ان الولايات المتحدة ألقت، أول من أمس، جواً، ذخائر في شمال سورية، لمقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).وقال رايدر في بيان ان هذه العملية الجوية «الناجحة» باسم التحالف «وفّرت ذخائر لمجموعات عربية سورية، خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة».
وذكر ناطق باسم المعارضة المسلحة: "أميركا أبلغت المعارضة السورية العربية المسلحة أن أسلحة جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في مهاجمة الرقة مع الأكراد".على صعيد متصل، أعلن مصدر سعودي أن مسؤولين سعوديين كباراً أبلغوا نظراءهم الروس، أن التدخّل العسكري
الروسي في سورية سيُدخل موسكو في حرب طائفية وسيكون له عواقب وخيمة، كما انه سيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك وسيستحث متطرّفين من أنحاء العالم على المشاركة فيها.
وقال المصدر إنه يتحدث استناداً الى المواقف التي حدّدها ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير خلال الاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، أول من أمس، في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
وأضاف المصدر أن المسؤولين السعوديين أكدوا لموسكو انه «يجب على (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يرحل»، موضحين ان «الرياض ستواصل تعزيز ودعم المعارضة السورية المعتدلة».
ولفت إلى ان المسؤولين «حضوا روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب في سورية عبر الانضمام إلى التحالف الدولي» لمحاربة تنظيم «داعش»
من جانبه، دعا الاتحاد الاوروبي روسيا الى «وقف فوري» للضربات الجوية التي تستهدف المعارضة المعتدلة في سورية، معتبراً انه «لا يمكن التوصّل الى سلام دائم مع القادة الحاليين» للبلاد فيما تدعم موسكو الرئيس بشار الاسد. وأضاف في بيان اقره أمس، وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ ان «نظام الاسد يتحمّل المسؤولية الاكبر عن مقتل 250 ألف شخص في النزاع ونزوح الملايين»، داعياً الاطراف كافة الى «وقف القصف الاعمى» ببراميل متفجرة او اسلحة كيميائية. واضاف البيان الاوروبي ان «التصعيد العسكري الروسي من شأنه اطالة أمد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الاوضاع الانسانية وزيادة التطرف».
من جهته، اتهم الامين العام لحلف الاطلسي ينس شتولتنبيرغ روسيا بالاسهام في اطالة امد النزاع في سورية من خلال دعمها الاسد ضد المعارضة المعتدلة.
وقال في مداخلة امام برلمانيي الحلف المجتمعين في ستافنغر جنوب غربي النروج إن «على روسيا ان تحارب تنظيم (الدولة الاسلامية) في سورية وعدم مساندة الاسد». وتابع «ان المشكلة هي انهم لا يركّزون جهودهم على محاربة تنظيم (الدولة الاسلامية) بل انهم يقاتلون ايضا فصائل المعارضة المعتدلة ويدعمون نظام الاسد. ذلك ليس من شأنه سوى اطالة امد الحرب».
ميدانياً، تمكّنت قوات النظام عقب معارك طاحنة مع المعارضة ترافقت مع غارات روسية، من التقدم داخل بلدة كفرنبودة الإستراتيجية في ريف حماة الشمالي وسط سورية.ونفّذ الطيران الروسي 55 طلعة وقصف 53 هدفاً تابعاً للتنظيم. وانسحب مقاتلو "داعش" من المنطقة الحرة وقرية كفر طونة ومحيط جبل عنتر في ريف حلب الشمالي، وسلموا تلك المواقع لقوات النظام.إلى ذلك، أفاد المرصد بأنه تم إعلان تشكيل«قوات سورية الديموقراطية» من أبناء المناطق الشمالية من عرب وكرد وسريان لتحرير الرقة وقرى عربية أخرى من "داعش".
معارك طاحنة بين النظام والمعارضة في ريف حماة
السياسة...دمشق – ا ف ب, رويترز:
تمكنت قوات النظام, أمس, من التقدم في وسط سورية مدعومة بغطاء جوي روسي, اثر معارك مع مقاتلي الفصائل تعد الاعنف منذ بدء موسكو عملياتها العسكرية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “سيطرت قوات النظام على الحي الجنوبي من بلدة كفرنبودة الواقعة في ريف حماة الشمالي تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية التي شنت أكثر من عشرين غارة منذ الصباح حتى اللحظة (ظهر أمس)”.
وأوضح ان تقدم قوات النظام داخل البلدة ذات الموقع الستراتيجي يأتي بعد “اشتباكات (مع الفصائل) هي الأعنف في سورية منذ بدء الحملة الجوية الروسية في 30 سبتمبر” الماضي, لافتا الى “سقوط عشرات الشهداء” من دون حصيلة محددة.
من جهته, نقل التلفزيون الرسمي التابع للنظام عن مصدر عسكري إعلانه سيطرة الجيش على كفرنبودة وقرى عدة في محيطها, لكن المرصد أكد استمرار الاشتباكات العنيفة.
وبدأت قوات النظام هجومها على كفرنبودة, وفق المرصد, من تلة المغير الستراتيجية المجاورة والواقعة جنوب البلدة, في حين استقدمت الفصائل تعزيزات اضافية الى محيط كفرنبودة.
وترافقت الاشتباكات في كفرنبودة مع قصف عنيف لقوات النظام على مناطق عدة في ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي (شمال غرب) المجاور.
وبحسب عبد الرحمن, “في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة بالكامل على كفرنبودة, يصبح بإمكانها التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون التي تعد خزانا بشريا لجبهة النصرة في محافظة ادلب وتقع على طريق حلب – دمشق الدولية”.
وتشن قوات النظام هجوما متزامنا على طرفي هذه الطريق الفاصلة بين محافظتي ادلب وحماة, في محاولة لـ “تشتيت مقاتلي الفصائل والتقدم الى ريف ادلب الجنوبي”.
وبات الجيش, وفق تلفزيون النظام, يسيطر على قرى عطشان وكفرنبودة وام حريتان وسكيك والقبيات وتل صخر والبحصة في حماة.
من جهتها, أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان سلاح الجو قصف 53 “هدفاً” لتنظيم “داعش” في سورية في الاربع والعشرين ساعة الماضية ودمر خصوصاً معسكراً للتدريب ومعبراً لمقاتليه.
بعد اشتبكات أدت لسقوط جرحى من الطرفين الروس «يطردون» الإيرانيين و»حزب الله» من كل الشمال
السياسة...لندن – حميد غريافي: رفضت قيادة الاستخبارات العسكرية الروسية, التي تشرف على تحركات الضباط والعسكر الروس الجويين والبريين والبحريين في سورية, مشاركة الإيرانيين و»حزب الله» وجميع من يدعون الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد, المعلومات العسكرية وغير العسكرية المتعلقة بقواتها هناك وبتسليم هؤلاء «الشركاء المفروضين عليها», حسب ديبلوماسي روسي في الأمم المتحدة بنيويورك, أي خطط أو سيناريوهات روسية في ما يتعلق بالحرب, خصوصاً تلك التي توجه القوات الجوية وأهدافها الارضية وما إذا كانت عملياتها لا تستهدف سوى مقاتلي «داعش» و»النصرة», أم أنها تتعداها إلى المعارضة السورية المسلحة.
وأكد احد الساسة الشيعة غير الواقعين تحت رحى «حزب الله», في لندن لـ»السياسة», أمس, «أن قيادات الحزب في شمال سورية كالمناطق القريبة من اللاذقية وطرطوس وادلب وبعض القواعد العسكرية الحكومية السورية التي يستخدمها الجيش والاستخبارات الروسية, فوجئت بطلبات من القادة الروس الميدانيين هناك إخلاء قواعد تواجدهم حول وفي داخل تلك المدن والمناطق بذريعة ان الجيش والأسلحة الروسية ينتظرون دخول قاعدتيهم الجوية في اللاذقية والبحرية في طرطوس, ما أدى الى تقديم كبار الحزب شكاوى متتالية الى طهران وقياداتها العسكرية والاستخبارية في الاراضي السورية, الا ان تلك القيادات نصحت جماعات حسن نصر الله بالتجاوب مع مطالب الروس, خصوصا في «مناطقهم», كما قالت بالحرف, في شمال البلاد».
وقال السياسي الشيعي اللبناني ان انسحابات لميليشيات «حزب الله» «حدثت تباعاً من مناطق التواجد الروسي, بعدما حددت قيادات هذا التواجد مهلاً لإتمام عمليات الانسحاب, خصوصا حول طرطوس واللاذقية, ما اوقع بعض مجموعات حسن نصر الله في حلب وضواحيها في كمائن للجيش السوري الحر و»جبهة النصرة» قتل فيها الجنرال الايراني وعدد من مرافقيه من «الحرس الثوري», كما قتل احد قادة حزب الله ومجموعة من مقاتليه.
وكشف السياسي عن أن الوفد الإيراني العسكري الذي زار موسكو الاسبوع الفائت, «ركز في محادثاته مع ممثلي الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين على مصير تواجد قوات «الحرس الثوري» الايراني وميليشيات «حزب الله» في مناطق انزال القوات الروسية, حيث عاد ذلك الوفد الى طهران بخريطة طريق واضحة لإعادة انتشار تلك القوات والميليشيات في مختلف مناطق شمال سورية التي باتت في مرمى نيران سلاحي الجوي والصواريخ الروسيين, وبالتالي فإن على القوات الإيرانية الابتعاد عنها».
وأكد المصدر أنه قبل زيادة الوفد الايراني موسكو, «حدثت مناوشات مسلحة بين بعض القوات الروسية البرية شمال اللاذقية ومسلحين من «حزب الله» حاولوا الانسحاب باتجاه الجنوب بالقرب من القاعدة الروسية من دون تنسيق, ما أدى الى جرح اربعة من الحزب الايراني وجنديين روسيين احدهما بحالة خطرة».
ولم تكتف قيادة حسن نصر الله في بيروت بزيارة الايرانيين الى موسكو, فعمدت الى ارسال وفد الى السفارة الروسية في بيروت لتقديم «شبه شكوى» الى الروس بشأن عمليات طرد ميليشيات الحزب من الشمال السوري من دون اعلام قيادتيها في بيروت وسورية, ولا حتى اعلام الجيش السوري بذلك.
وطلب اعضاء الوفد لقاء قادة عسكريين روس في سورية للبحث وجها الى وجه في عمليات التنسيق, ما اعتبره السفير الروسي في بيروت «أمراً غير منطقي» لأن القيادات الروسية السياسية والعسكرية لا تتفاوض مع ميليشيات, وقد أبلغت بالفعل «ولي أو تلك الميليشيات في طهران» بخريطة طريق اعادة انتشار «حزب الله» في الشمال.
الجنرال الإيراني قبل مقتله: الأسد أكثر طاعة لخامنئي من سياسيينا
السياسة...
أكد قائد قوات الحرس الثوري حسين همداني, في مقابلة صحافية قبل مقتله في سورية الخميس الماضي, أن الرئيس السوري بشار الأسد مطيع لأوامر المرشد الأعلى في إيران على خامنئي أكثر من بعض سياسيينا في إيران.
وقال همداني في مقابلة مع موقع «جوان همدان» المتشدد, قبل إعلان مقتله في معارك سورية, إن «إصرار خامنئي على البقاء في سورية جعلنا نصمد في هذا البلد بعد أن رفض حزب البعث والجيش السوري التعامل مع العسكريين الإيرانيين قبل ثلاث سنوات».
وأوضح أن «البعثيين لم يعيروا لنا الاهتمام الكافي, ولم يؤمنوا بقدراتنا, فكانوا يسألوننا عن الشي الذي يمكن أن نقدمه لهم? فكنا نرد: تجاربنا».
وأضاف همداني أنهم قرروا قبل ثلاث سنوات الرجوع إلى إيران, لكن خامنئي أرغمهم على البقاء في سورية, بحجة أنها «مريضة ويجب إسعافها رغما عنها».
وبشأن الأسد, قال همداني نقلا عن الأمين العام ل¯»حزب الله» اللبناني حسن نصرالله, إن «بشار أفضل من أبيه حافظ الأسد فهما وإدراكا للأمور».
ونقلا عن نصر الله أيضا كشف همداني أن حافظ الأسد أوصى ابنه بشار وهو على فراش الموت أن «يبقى في صف إيران, وأنه لو ترك إيران يوما ما عليه أن يعلم, أي الأسد, أنه لن يبقى في السلطة».
وأشار همداني إلى أن الحكومة السورية بعد أربع سنوات من الوقوف معها, تعتبر الإيرانيين اليوم «ملاكا من السماء» نزل لإنقاذهم بعد أن سيطرت المعارضة على 80 في المئة من الأراضي السورية حيث تمكن جيش الحر من جمع نحو 110 آلاف محارب».
وبشأن أهمية سورية للحكومة الإيرانية, كشف همداني أن «سورية مفتاح المنطقة, ولها أولوية الاهتمام قياسا بالعراق ولبنان واليمن, فلو فُقدت أي من هذه البلدان الثلاثة, لن تتضرر طهران بقدر ما تضرر بسقوط الحكومة السورية, لذلك فإن أهداف إيران في سورية ستراتيجية من أجل الحفاظ على مبادئ الثورة الإيرانية, فلا يوجد عاقل يرى كيف تنهب ثرواته ويبقى مكتوف الأيدي».
وعن خطوات المستشارين الإيرانيين في سورية, قال همداني إن تشكيل قوات التعبئة السورية (الشبيحة) جاء بمقترح إيراني, ورفضت طهران ضمها للجيش السوري بداعي أن هذه القوات لا تلتزم بالقوانين.
الغارات تستهدف المستشفيات والأسواق وليس داعش
ريف إدلب يفضح الروس: المدنيون والمعتدلون هم الهدف!
إيلاف...علي الابراهيم
يقول الجيش الروسي إنه يقصف إرهابيين و"دواعش" في سوريا، لكن هذا غير صحيح، ومحافظة إدلب تشهد على زيف ادعاءاته. فالطيران الحربي الروسي يحول مستشفيات وأسواقاً شعبية إلى أثر بعد عين رغم عدم تمركز "داعش" في إدلب وريفها.
علي الإبراهيم من إدلب - خاص بـ"إيلاف": يكفكف الطبيب محمد دموعه ويجمع ما تبقى من معدات طبية داخل غرفة صغيرة ضمن المشفى الميداني، ويتحدّث لـ"إيلاف" عن مئات المصابين الذين بترت أحد أطرافهم أو عولجوا من تشوهات في الجسم، وصولاً لعشرات الألوف الذين فارقوا الحياة ضمن هذا المشفى الميداني الذي يقع في محافظة إدلب.
أثناء حديثنا، وصلت سيارة اسعاف تحمل بداخلها مصابين مدنيين غطى الدم كل ملامحهم، وذلك نتيجة قصف جوي نفذته طائرات حربية روسية إستهدفت سوقًا شعبيًا في منطقة جبل الزاوية في ريف ادلب شمال سوريا.
دقائق معدودة والصمت هو سيد الموقف، إذ لا توجد تجهيزات طبية لإنقاذهم.
يستفيق السوريون يوميًا على عشرات من الضحايا الجدد، اغلبهم يفارقون الحياة بعد الاصابة، فلا سبيل لنقل واسعاف المصابين سوى ما يتطوع به الجيران من جهد، فالمشافي الميدانية باتت خارج الخدمة وخاصة بعد قصف معظمها من قبل قوات النظام السوري وحليفه الروسي الذي بدأ مؤخرًا بقصف المعارضات السورية.
قصف ممنهج
يروي الدكتور معن العلي وهو مدير أحد المشافي الميدانية في ريف ادلب لـ"إيلاف"، اللحظات الأولى لقصف المشفى من قبل الطيران الروسي.
يقول: "ليس هناك أصعب من أن تصارع الموت بالموت، مئات الجرحى والمصابين من المدنيين في غرف الاسعاف والانعاش يقصفون بشكل شبه يومي، بكل انواع الاسلحة وفي كثير من الاحيان نقف عاجزين أمام هول المصيبة، فالنظام المجرم والدب الروسي يستهدفان المشافي الميدانية والنقاط الطبية المنتشرة في المناطق المحررة بشكل ممنهج".
ويتابع العلي حديثه: "الامكانيات محدودة وخاصة في الفترة الاخيرة كما ترى، غرفة مظلمة تحت الأرض وأسرة سبعة واسطوانة اوكسجين ومعدات بسيطة هذا كلّ ما نملك، كلّ يوم يصل الينا اكثر من عشرين مصابًا كنا نعالجهم هنا، وقتها كان يمكنك بوضوح سماع صرخات وآهات الجرحى، اليوم تلاشت تلك الصرخات وبشكل نهائي بعد تدمير المشفى الميداني".
الأسواف الشعبية هدف للروس
المشافي الميدانية ليست الهدف الوحيد للطيران الروسي في ريف ادلب شمال سوريا، فقد لجأ الروس في الآونة الاخيرة إلى قصف الأسواق الشعبية والتجمعات السكنية المكتظة بالمدنيين، وذلك في محاولة لكسر ارادة الحياة.
يوثق ناشطون سقوط عشرات الصواريخ التي استهدفت مناطق للمدنيين في جبل الزاوية بريف وادلب، وأودت بحياة أكثر من خمسين شخصًا معظمهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
يقترب منا رجل عشريني يحمل بيده لعبة لطفله، الذي قتل منذ أيام بغارة جوية روسية، ويقول: "هذا ما تستهدفه روسيا... الاطفال والنساء.. هي حليف نظام الطاغية بشار الاسد لا نتوقع منهم سوى مزيد من القصف والتدمير.
استهداف الكلّ
حول العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في سوريا يقول القائد الميداني في جيش الفتح أبو فيصل لـ"إيلاف" إن "محافظة ادلب وريفها شمال غرب سوريا تحت سيطرة جيش الفتح والجيش الحر، وليس هناك أي تواجد لتنظيم داعش، وإنما داعش يتواجد بشكل اساسي في المناطق الشرقية".
يضيف: "الطيران الروسي يستهدف المدنيين والاسواق الشعبية إضافة لإستهدافه فصائل المعارضة المسلحة على الأرض، وذلك في محاولة منه لحماية نظام الأسد من السقوط، لكن خاب وخسر، وسيكون مصيرهم لمزابل التاريخ مع نظام الاسد السفاح".
ويؤكد أبو فيصل أن الطيران الروسي "ما هو الا احتلال جديد جاء بعد فشل تدخل المليشيا اللبنانية والعراقية وقوات ايرانية... سيكون هدفاً لنيراننا كل من يحاول مساندة الاسد في قتل الشعب السوري".
المعارضة تستبسل
وتواصل فصائل تابعة للجيش الحر والمعارضة المسلحة تصديها لمحاولات قوات النظام مدعومة بغارات جوية روسية كثيفة، التقدم في مناطق ريف حماة الشمالي حيث ارتفعت حصيلة الدبابات والمدرعات التي دمرتها المعارضة المسلحة إلى 37 في الأيام الخمسة الأخيرة، فيما سقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بقصف الطيران الروسي للمناطق التي تدور فيها المعارك.
وقال القائد العسكري لـ"لواء فرسان الحق" أحد الالوية التابعة للجيش السوري الحر المشاركة في المعركة إن سربًا من الطيران الروسي يؤمن الغطاء لقوات النظام في محاولة للتقدم بريًا لاستعادة المناطق التي خسرها مؤخراً، حيث نفذت أكثر من 45 غارة جوية روسية استهدفت قرية عطشان والمسيك بريف حماة خلال اليومين الماضيين لكن دون جدوى فالكلمة الفصل على الأرض للثوار، على حدّ تعبيره.
 تقرير سياسي: روسيا تعيد صياغة النظام السوري تهيئة للحل: إنهاء دور الميليشيات والسيطرة على محيط الأسد
 («المستقبل»)
يأخذ التدخل الروسي الميداني في سوريا بعداً آخر غير ذلك الذي يبرز من خلال قصف مواقع «داعش» والفصائل الإسلامية وبعض فصائل «الجيش السوري الحر»، حين يتعلق الأمر بتشكيلات نظام بشار الأسد العسكرية التي هندستها إيران، وخصوصاً الجنرال المقتول أخيراً في سوريا حسين همداني.

وتقول مصادر معارضة سورية مطلعة على الأوضاع الميدانية، ولها مصادر معلومات من داخل المناطق التي لا يزال يسيطر عليها النظام، خصوصاً في الساحل السوري، إن ضباط استخبارات روسيين يشرفون على إعادة بناء الوحدات النظامية وتقويتها بعدما انهكتها المعارك مع مقاتلي المعارضة والفصائل الإسلامية، من جهة، وبسبب إنشاء إيران ميليشيات رديفة على شاكلة «الدفاع الوطني» و»لواء درع الساحل» و»حزب الله ـ سوريا» و»المقاومة الإسلامية في سوريا» وغيرها من التسميات التي تطلق على ميليشيات طائفية شيعية وعلوية على وجه الخصوص، على شاكلة المثال العراقي، بهدف السيطرة على النظام، من جهة ثانية.

وتضيف المصادر، أن وحدات عسكرية يشرف عليها الضباط الروس وبقيادة ضباط علويين من الجيش النظامي عمدت خلال الفترة الأخيرة إلى «تنظيف» عدد كبير من بلدات وقرى جبال العلويين والساحل خصوصاً من ميليشيا «الدفاع الوطني» وتسليمها للوحدات النظامية المعاد تشكيلها.

كما أن موسكو، وبمساعدة ضباط علوين كبار، أبعدت الكثير من الضباط الموالين لإيران، والذين كانوا يتحكمون بحركة الوحدات النظامية ويعملون على إضعافها وتحويلها لميليشيات لمصلحة إيران، وثبتت ضباطاً آخرين موالين لموسكو، أو معارضين للسياسة التي اتبعتها إيران إزاء الجيش النظامي، علماً أن طهران كانت تتحكم بالنظام من خلال إبعاد الضباط العلويين المحيطين ببشار الأسد، وإبدالهم بضباط آخرين موالين لها أو من غير الطائفة العلوية.

وتلفت المصادر إلى أن رد فعل الشارع العلوي المؤيد للتدخل الروسي والذي برز من خلال رفع صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدلاً من صور الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، إنما هو انعكاس لرفض الموالين للنظام وخصوصاً العلويين، لسيطرة إيرانية، باتت تؤثر في النسيج الاجتماعي ـ السياسي ـ المذهبي للعلويين، الذي بات كثيرون من رجال الدين منهم يجاهرون بأن العلويين ليسوا شيعة ولم يكونوا يوماً من الطائفة الشيعية.

وترى المصادر نفسها أن عملية إعادة صياغة قوى النظام لا تتوقف عند الناحية العسكرية فقط، علماً أن هذا المستوى هو محوري في سياسة موسكو السورية حالياً، إنما تتعداها إلى إعادة صياغة هيكلية النظام نفسه على مختلف الصعد: العسكرية والأمنية والسياسية، استعداداً لمرحلة الحل السياسي التي تتطلب إظهار النظام على أنه متماسك وقوي، وإعادة السيطرة على محيط بشار الأسد كي تتمكن موسكو لاحقاً من فرض تنفيذ الحل المتفق عليه بين عواصم القرار في سوريا: واشنطن وموسكو والرياض وأنقرة، بعدما أثبتت السياسة الإيرانية فشلها ميدانياً بوجه القوى الإسلامية السنية المتطرفة وفصائل الجيش الحر على امتداد ساحات المعارك في سوريا: شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً؛ وفشلها سياسياً من خلال إضعاف النظام وإظهار بشار الأسد بمظهر العاجز وهو أمر دفع التحالف الدولي المناهض للنظام إلى الإصرار على إبعاد بشار الأسد من أي دور له علاقة بمستقبل سوريا.

وتؤكد المصادر أن الموالين للنظام وخصوصاً الضباط والمسؤولين الكبار العلويين، بل الطائفة كلها، يؤيدون سياسة موسكو هذه، التي لطالما طالبوا بها، وحضوا روسيا على الدخول في تفاصيل النظام، الذي تعرفه موسكو عن كثب من خلال العلاقات التاريخية مع دمشق، بهدف إعادة تصويب مسار النظام بعدما كادت إيران تنزع من القيادات العلوية ومن الطائفة كلها القدرة على التحكم، فضلاً عن شعور الطائفة بالإذلال جراء التعاطي الفوقي لإيران و»حزب الله» مع قياداتها العسكرية والسياسية.

أخيراً، تنقل المصادر السورية المعارضة المتابعة للقضايا الميدانية، عن موالين لنظام الأسد، أن العميد حسين همداني تمت تصفيته ولم يقتل خلال المعارك، وتبدي اعتقاداً أن من قام بعملية التصفية هو «حزب الله»، بطلب إيراني؛ لكن هذه المعلومات بحاجة إلى تدقيق أكثر!!
المعارضة المسلحة في الرقّة والقلمون الغربي تتحدان في كيانين والثوار يستعيدون المبادرة في حماة ويتقدمون في اللاذقية
المستقبل... (أورينت نت، السورية نت، كلنا شركاء، زمان الوصل)
استعاد الثوار المبادرة في ريف حماة بوجه قوات نظام الأسد المدعومة بغطاء جوي روسي وتمكنوا من استعادة مواقع سيطر عليها جيش النظام موقعين في صفوفه خسائر بشرية ومادية فادحة، فيما فاجأوا قوات النظام والروس في ريف اللاذقية وشنوا هجوماً تمكنوا خلاله من السيطرة على مواقع استراتيجية.

أما في حلب، فقد بدا واضحاً التنسيق التام بين «داعش» والنظام بدعم وغطاء روسيين، إذ عمد التنظيم المتطرف الى تسليم قوات الأسد المناطق التي سيطر عليها مقاتلون اخيراً في الريف الشمالي.

وفي مقابل تحالف النظام ـ روسيا المعلن، وتنسيق هذا التحالف، غير المعلن، مع «داعش»، عمدت التشكيلات المقاتلة في محافظة الرقة والأخرى الموجودة في القلمون الغربي، الى تشكيل كيانين موحدين في كل من المنطقتين بهدف قتال «داعش» وقوات النظام والمليشيات المتحالفة معها.

ريف حماة

فقد استعاد الثوار ظهر أمس على كامل بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، بعد ساعات قليلة من دخول قوات النظام إلى حيها الجنوبي، الذي دارت فيه اشتباكات عنيفة تكبد فيها النظام خسائر كبيرة أجبرته على التراجع.

وأعلنت الفصائل المقاتلة في البلدة عن مقتل نحو 50 عنصراً من قوات النظام وأسر ثمانية، خلال الاشتباكات، أثناء محاولة قوات النظام السيطرة على البلدة. كما تم الإعلان في بلدة قمحانة الخاضعة لسيطرة النظام في ريف حماة الشمالي، عن مقتل خمسة من أبنائها ممن ينتسبون لميليشيا الدفاع الوطني (فرع الجوية)، حيث قُتلوا في اشتباكات اليوم على جبهة كفرنبودة.

واستطاع الثوار خلال المعركة تدمير أربع دبابات، بالإضافة إلى تدمير عربتي «بي م بي« وسيارتين عسكريتين محملتين بالجنود والذخيرة ومدفع 23مم، وقتل أعداد كبيرة من قوات النظام المهاجمة، مما أجبرهم على التراجع من البلدة.

وشهد ريف حماة غارات جوية مكثفة من الطيران الروسي على بلدة كفرنبودة ومحيطها، إضافة إلى إلقاء طائرات النظام المروحية عشرات البراميل المتفجرة على البلدة، كما استهدفت قوات النظام البلدة بعشرات القذائف الصاروخية.

كما شهدت جبهة عطشان معارك عنيفة بين كتائب الثوار وقوات النظام في محيط تل السكيك وأطراف قرية عطشان في ريف حماة الشمالي الشرقي، وكذلك شنت الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات الجوية على التمانعة وتل السكيك وتلة الصياد شمال مدينة كفرزيتا، وتلعاس في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب.

ريف اللاذقية

وفي ريف اللاذقية، أعلنت كتائب الثوار في جبل الأكراد بريف اللاذقية سيطرتهم الكاملة على بلدة دورين الاستراتيجية في جبل الأكراد، بعد هجوم باغتت فيه ظهر أمس قوات النظام المدعومة بالمقاتلات والمروحيات الحربية الروسية والتي تحاول التقدم من محاور أخرى في جبل الأكراد.

وأعلنت كل من الفرقة الساحلية الأولى وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية فرض سيطرتهم في إثر الهجوم على البلدة، وقالت الفرقة الساحلية في بيان لها إن الفصائل المقاتلة تنفذ هجوم مباغت على قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية وتقتحم قرية دورين بعد اشتباكات عنيفة تسيطر على أجزاء من القرية وقتل وجرح عدد من العناصر مختلفة الجنسيات الآن.

في حين أكدت كل من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في بيانات لاحقة فرض الفصائل المقاتلة سيطرتهم على البلدة وبدء عملية التمهيد على الجبل الاستراتيجي المطل على البلدة، وهو أهم نقاط قوات النظام في المنطقة.

وتُعد دورين موقعاً استراتيجياً هاماً للثوار كونها خط الدفاع الأخير عن مصيف سلمى في جبل الأكراد، ولإشرافها على العديد من القرى الموالية للنظام ذات الغالبية العلوية.

ريف حلب الشمالي

وفي ريف حلب الشمالي، أفاد مراسل «السورية نت» أن تنظيم «داعش« انسحب من مناطق سيطر عليها في حلب قبل أيام لصالح قوات النظام.

وقال إن «داعش« انسحب من المنطقة الحرة وقرية كفر طونة ومحيط جبل عنتر بريف حلب الشمالي لصالح قوات النظام بدون أي اشتباك.

وكان «داعش« قد استطاع السيطرة بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة يوم الجمعة الماضي على مدرسة المشاة وقرى تل قراح وفافين وتل سوسين ومعراتة وكفر قارص والمنطقة الحرة وسجن الأحداث في حلب، مما جعله على مواجهة مباشرة مع قوات النظام.

تحالفات ميدانية

في غضون ذلك، أعلن أمس في منطقة الرقّة عن قيام تحالف عسكري جديد أطلق على نفسه اسم «قوى سوريا الديموقراطية»، يضم ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وتشكيلات أخرى منها «التحالف العربي السوري» و»جيش الثوار» و»المجلس العسكري السرياني«.

ويأتي التحالف الجديد بعد وقت قصير من اعلان واشنطن إدخال تغييرات على دعمها للمقاتلين السوريين الذين يحاربون «داعش«، لينتهي بذلك فعلياً برنامج لتدريب المقاتلين خارج سوريا.

وقال بيان لوحدات الحماية الكردية «إن التحالف تشكل في ظل «المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا سوريا وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية والتي تفرض بدورها أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى على الجغرافية السورية«.

وتهدف هذه القوة، وفق البيان، إلى انشاء «سوريا ديموقراطية» يتمتع في ظلها المواطنون والمواطنات السوريون بالحرية والعدل والكرامة ومن دون اقصاء لاحد من حقوقه المشروعة.

كما أعلنت معظم الفصائل المقاتلة ضد النظام في منطقة القلمون الغربي في ريف دمشق، في الثلاثين من أيلول الماضي، عن الاندماج الكامل تحت مسمى «سرايا أهل الشام«.

وبحسب مدير المكتب الإعلامي للتجمع الجديد فإنه كان اندماجًا وتوحداً كاملاً لغالبية فصائل القلمون الغربي، بعد تجارب عديدة خاضتها المنطقة في سبيل توحيد الجهود العسكرية للفصائل المتعددة في المنطقة، فكان لا بد من انصهار المسميات وحل كافة القيادات، واجتماع العناصر كافة تحت مسمى واحد وقيادة واحدة.

وكانت ميليشيات «حزب الله« اللبناني والمدعومة بالميليشيات العراقية، سيطرت على الكثير من مدن وبلدات القلمون الغربي خلال العام الجاري ونهاية العام الفائت، ضمن حملة كبيرة شنتها هذه الميليشيات، لكن فصائل المعارضة تبدي مقاومة في المنطقة، ولا سيما في جرود عرسال الملاصقة للحدود اللبنانية.
النظام يرفع أسعار المحروقات على أبواب الشتاء
المستقبل..سالم ناصيف
يصرّ نظام الأسد على إلقاء المزيد من تكاليف حربه الباهظة على كاهل المواطن السوري المعدم. ففي الوقت الذي يبحث المواطن السوري عن غمرة من الدفء تدفع عنه برد الشتاء المقبل، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بتاريخ 10 من الشهر الجاري، قرارين اثنين، نصّ الأول على رفع سعر عبوة الغاز سعة 10 كيلوغرام من 1500 ليرة سورية إلى 1800 ليرة سورية، بينما نصّ الثاني على رفع سعر المازوت المدعوم من 130 ليرة لكل ليتر إلى 135 ليرة سورية.

الأمر الذي ينبئ بتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي داخل سوريا، وسقوط المزيد من شرائح المجتمعات السورية إلى حدود الجوع والبؤس.

ووصف مصدر إقتصادي من داخل سوريا وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأنها أحد أذرع النظام في تنفيذ سياسته المالية، الهادفة الى تعويض النقص الحاد في ميزانيته. «لم يعد لدى الوزارة شغل شاغل إلا إصدار قرارات رفع اسعار المواد الاستهلاكية الأساسية. واستباق مواسم الشتاء برفع أسعار المحروقات كل عام»، لافتا الى أن ليتر المازوت كان يباع في العام 2011 بسعر 15 ليرة وأدت الزيادات المتلاحقة على ثمنه الى بلوغه 135 ليرة سورية. أما عبوة الغاز المنزلي المسال فقد كانت تباع بثمن 225 ليرة وارتفعت عدة مرات حتى بلغ ثمنها 1800 ليرة. و»الحبل على الجرار«.

كما تستمر حكومة الأسد في إصدار قرارات مالية خاصة بفرض زيادات على الضرائب والرسوم، والتفنن في خلق وسائل جديدة من الجباية. وبذلك تكون تلك الحكومة قد تخلت عن دورها المفترض أن تقوم به والمتمثل بتوفير الحد الأدنى من المعيشة للناس الذين زادت نسبة من تخطوا حدود الفقر منهم نسبة 80 في المئة.

واشارت مصادر محلية الى أن ارتفاع ثمن المازوت سينعكس سلباً على الأسعار بشكل عام. فغلاء المحروقات يقود بدوره إلى ارتفاع أسعار ما يزيد على 120 مادة غذائية بشكل مباشر، عدا الغلاء المتوقع لأجور النقل.

وذكرت المصادر ذاتها أن ارتفاع أسعار المازوت والغاز يأتي بالتزامن مع توزيع النظام لقسائم شرائية على الأسر داخل مناطق سيطرة النظام، وتخصّ كل أسرة فيها بكمية محددة من المازوت والغاز «المدعوم». وتقوم مؤسسة المحروقات في كل محافظة بتوزيع مخصصات شهرية تبلغ 40 ليتر مازوت وعبوة غاز واحدة لكل أسرة في الشهر الواحد، على أن يتم توزع تلك الكمية خلال فصل الشتاء.

النظام اعتمد على هذا الإجراء خلال السنوات الأخيرة بحجة ضبط عمليات توزيع وبيع المحروقات بحجة حماية المواطن وحوش السوق السوداء، واعتاد وضع خطط تنفيذية، تمثلت بتشكيل ما يسمى اللجان المحلية لتوزيع المحروقات في كل منطقة، إلا أن النظام كان دائماً يقوم بتوزيع دفعة واحدة أو اثنتين خلال الشتاء في أحسن الأحوال، ثم يترك المواطن فريسة السوق السوداء، المسيطر عليها من قبله، أو يتشارك فيها مع تجار الحرب على اقتسام أرباح تلك الصفقات الكبيرة ببيع المحروقات للمواطن بأسعار خيالية وصلت الى حدود 200 ليرة سورية لليتر المازوت و3500 ليرة لعبوة الغاز المسال.

وتعتبر أزمة التدفئة أكثر ما يؤرق المواطن السوري، حتى بلغ الأمر أن وثق نشطاء الثورة حالات لوفاة أناس في سوريا جراء البرد الشديد وأسموهم «شهداء البرد«.

ويباع المازوت في سوريا عبر منافذ عديدة، منها المازوت النظامي المباع من قبل الدولة بثمن 135 ليرة لليتر الوحد وهو في معظم الأحيان غير متوافر. وابتدع النظام فكرة المازوت «الحر» المباع داخل محطات الوقود بسعر 195 ليرة لليتر الواحد وهو أيضاً غير متوافر في غالب الأحيان.

لذلك يضطر المواطن السوري إلى اللجوء الى السوق السوداء للحصول على مادة المازوت غير الشرعي أو ما يسمى مازوت «الداعشي» وهو نوعان: الأول مازوت ينتجه «داعش« في مناطق سيطرته عبر محطات التكرير البدائية ويباع بثمن 35 ألف ليرة للبرميل الواحد. أما النوع الثاني فهو ما بات يسمى بالمازوت «الأنباري» ويبيعه «داعش« أيضاً عبر المهربين المحليين وينتج في مصافي نظامية للنفط داخل العراق. لكنه غالي الثمن حيث يباع الليتر الواحد منه بسعر 200 ليرة سورية. أما الغاز المنزلي فهو يباع ضمن السوق السوداء وبأثمان تصل داخل مناطق النظام إلى 3500 ليرة للعبوة الواحدة وتزيد على 8500 ليرة في المناطق المحررة.
موسكو تربط التسوية بـ «حزم» في «محاربة الإرهاب»
موسكو - رائد جبر < لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
دارت معارك ضارية في بلدة كفرنبودة في وسط سورية بين قوات النظام مدعومة بغارات روسية وعناصر المعارضة بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل لقائه في موسكو اليوم المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا ضرورة ربط «الجهود الدولية للتسوية بالحزم في مواجهة الإرهاب»، في وقت ألقت طائرات أميركية آلاف الأطنان من الذخيرة الى تحالف كردي - عربي قد يضم حوالى 50 الف مقاتل استعداداً لطرد «داعش» من الرقة شرق سورية.
وقالت الخارجية الروسية ان لافروف سيركز في لقائه دي ميستورا، الذي يزور موسكو ثم واشنطن، على سبل دفع التسوية السياسية من دون اشارة الى ان موسكو قد تطرح افكاراً جديدة في هذا الشأن، لكن لافروف قال ان بلاده تنوي تنشيط اتصالاتها مع اطراف اقليمية ودولية لإحياء مسار التسوية وإن «لقاءات اضافية بممثلي دول المنطقة ستعقد قريباً». وأشار الى ان بلاده اجرت اخيراً سلسلة اتصالات بمختلف الجهات الإقليمية التي لها تأثير في أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك الشركاء السعوديون والإماراتيون والإيرانيون والأتراك». وجدد استعداد موسكو للتعاون مع «المعارضة الوطنية التي ترفض الأساليب الإرهابية، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع أن الطيران الروسي نفذ خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 55 طلعة من مطار اللاذقية وقصف 53 هدفاً. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن مقاتلات من طرازات «سوخوي 24» و»سوخوي 25 « و»سوخوي 34» قصفت مواقع في محافظات حمص وحماة واللاذقية وإدلب. وأضاف أن مقاتلة «سوخوي30» انضمت إلى مجموعة القوات الجوية الروسية العاملة في سورية.
و قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «جدّد الطيران الحربي الروسي قصفه مناطق في بلدة كفرنبودة بريف حماه الشمالي الغربي ليرتفع إلى نحو 40 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية، منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في البلدة ومحيطها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات ثانية من جهة أخرى في البلدة».
وكان مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن قال ان «قوات النظام سيطرت على الحي الجنوبي من كفرنبودة في ريف حماة الشمالي تحت غطاء جوي من الطائرات الروسية»، لكن مصادر معارضة افادت بأن مقاتلي المعارضة طردوا قوات النظام منها وقتلوا حوالى 50 عنصراً وضابطاً.
وفي شمال البلاد، أكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أمس «سيطرة الجيش على المنطقة الحرة الواقعة على اطراف مدينة حلب بتغطية جوية روسية» بعد اشتباكات مع فصائل مقاتلة. وأشار نشطاء معارضون إلى ان «داعش» المتطرف «سلم المنطقة لقوات النظام بعد طرد مقاتلي المعارضة منها».
في واشنطن، قال ناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) ان الولايات المتحدة ألقت جواً الأحد ذخائر في شمال شرقي سورية لعناصر من المعارضة يتصدون لـ «داعش»، بالتزامن مع اعلان عن تشكيل «الجيش السوري الديموقراطي» (جسد) الذي يضم حوالى 50 ألف مقاتل كردي - عربي نصفهم من «وحدات حماية الشعب» الكردي استعداداً لاقتحام مدينة الرقة عاصمة تنظيم «داعش» بالتنسيق مع غارات التحالف الدولي.
وأكد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أن التحالف «خطوة يجب أن تتسع بحيث تضم جميع القوى المؤمنة بسورية ديموقراطية علمانية بعيدة من التطرف» وتشكل مع الإدارات الذاتية نموذجاً للبلاد، في وقت قال قائد «وحدات حماية الشعب» سيبان حمو لـ «الحياة» إن اتصالات تجري مع التحالف الدولي لتحديد ساعة الصفر لطرد «داعش» من الرقة والمتوقع «خلال أسابيع».
جيش كردي - عربي من 50 ألفاً لاقتحام عاصمة «داعش»
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
أعلن أمس عن تشكيل «الجيش السوري الديموقراطي» (جسد) الذي يضم حوالى 50 ألف مقاتل كردي - عربي نصفهم من «وحدات حماية الشعب» الكردي استعداداً لاقتحام مدينة الرقة عاصمة تنظيم «داعش» في شمال شرقي سورية بالتنسيق مع غارات التحالف الدولي، وسط معلومات عن إلقاء طائرات أميركية آلاف الأطنان من الذخيرة لهؤلاء المعارضين.
وأكد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أن التحالف «خطوة يجب أن تتسع بحيث تضم جميع القوى المؤمنة بسورية ديموقراطية علمانية بعيدة من التطرف» وتشكل مع الإدارات الذاتية نموذجاً للبلاد، في وقت قال قائد «وحدات حماية الشعب» سيبان حمو لـ «الحياة» إن اتصالات تجري مع التحالف الدولي لتحديد ساعة الصفر لطرد «داعش» من الرقة والمتوقع «خلال أسابيع».
ويضم «جسد»، ثمانية فصائل، هي: «وحدات حماية الشعب» و «وحدات حماية المرأة» (25 ألف مقاتل ومقاتلة) والتي تتبع الإدارات الذاتية الكردية التي اقترحها «حزب الاتحاد الديموقراطي»، و «التحالف العربي السوري» (1200 مقاتل في الحسكة) و «جيش الثوار» (2500-3000 مقاتل في ريف حلب وحدود الرقة) و «غرفة عمليات بركان الفرات» (4-5 آلاف مقاتل) و «قوات الصناديد» (700 مقاتل) و «تجمع ألوية الجزيرة» (700 مقاتل مبدئياً ويمكن أن يزيد العدد بضم عشائر) و «المجلس العسكري السرياني» (1500 مقاتل). وأعلنت هذه الفصائل في بيان أن «التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية... تفرض بدورها أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى على الجغرافية السورية، ذلك بهدف الوصول إلى سورية ديموقراطية».
وجاء تشكيل هذا التحالف بعد قرار إدارة أوباما التخلي عن برنامج وزارة الدفاع تدريب وتسليح خمسة آلاف سنوياً من المعارضة السورية بموازنة قدرها 500 مليون دولار أميركي رصدها الكونغرس، في مقابل التركيز على دعم «مجموعة مختارة من قادة الوحدات» لتنفيذ هجمات منسّقة ضد مناطق سيطرة «داعش». وقال مسؤول غربي لـ «الحياة» إن مستشاري أوباما انحازوا إلى خيار تشكيل هذا التحالف لـ «السيطرة على الرقة وطرد داعش منها بحيث يُقدّم هذا كنصر رمزي كبير لإدارة أوباما بعد تدخل روسيا عسكرياً في سورية»، في وقت يركّز الطيران الروسي حالياً على دعم القوات النظامية في التقدم على محورين: عزل ادلب بعد محاولة التقدم من ريف حماة الشمالي ومن سهل الغاب، وعزل حلب بعد التقدم من محور حريتان وقريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب قرب حدود تركيا. وقال المسؤول إن التحالف العسكري السوري - الروسي أرجأ السيطرة على تدمر الخاضعة لسيطرة «داعش» في مرحلة إلى ما بعد «عزل» حلب وادلب، مع إشارته إلى أن «داعش» الذي سيطر على المنطقة الحرة ومحيطها في ريف حلب الشمالي الشرقي «سلّمها» أمس إلى القوات النظامية.
في المقابل، تكثّفت الاتصالات في غرفة العمليات بين الجانب الكردي والتحالف الدولي ضد «داعش» لوضع اللمسات الأخيرة على خطة «الجيش السوري الديموقراطي» لاقتحام الرقة. وبين الأمور التي يجري العمل عليها حالياً تأكد قيادة «وحدات حماية الشعب» من أن قوائم المقاتلين التي قُدّمت اليهم من المقاتلين العرب والسريان صحيحة لبدء تنسيق العمليات العسكرية بحيث يكون المقاتلون العرب في مقدمة اقتحام الرقة لتخفيف الحساسيات الكردية - العربية. كما يضع الجانب الكردي أمر «حماية الأكراد» في ريف حلب في أولوياته، بحيث لا يجري استغلال التقدم إلى الرقة لشن معارك ضد الأكراد في ريف حلب خصوصاً في مناطق الشهباء وجرابلس والشيخ مقصود (داخل حلب). وقال مسؤول كردي: «لدينا شكوك في شأن أسباب تريث التحالف الدولي في وقف هجمات المتطرفين على الأكراد في ريف حلب».
وفي شأن التنسيق بين القوات البرية وضربات التحالف الدولي على الرقة. أوضح حمو في حديث هاتفي أجرته «الحياة»، أمس، أن اتصالات مكثفة تجري لـ «تحديد ساعة الصفر، التي ستكون خلال أسابيع، لبدء معارك السيطرة على الرقة»، لافتاً إلى أن «الجيش السوري الديموقراطي» ضم جميع الفصائل التي «تؤمن بسورية ديموقراطية وعلمانية لكل مكوناتها وشعبها، بحيث أن هذا التشكيل يمكن أن يقدم أجوبة على كثير من الأسئلة والفراغ خصوصاً بعد التطورات الأخيرة» في إشارة إلى التدخل الروسي. وعليه، لا يرى قائد «وحدات الحماية» التي تضم 50 ألف مقاتل خُصص منهم 25 الفاً ينتشرون في ريفي عين العرب (كوباني) والرقة للمشاركة في اقتحام عاصمة «داعش»، «أي حل عسكري للأزمة السورية، بل الحل سياسي يتضمن الوصول إلى دولة ديموقراطية».
ويبحر المسؤولون الأكراد بين «ألغام» من الاعتبارات العسكرية والسياسية باعتبار أن «وحدات الحماية» تتقاسم مع النظام السوري السيطرة على الحسكة التي تتعرض لغارات من التحالف الدولي (ضد مواقع داعش فيها). كما أن القيادة الكردية تجري اتصالات سياسية مع الجانب الروسي كان آخرها لقاء صالح مسلم مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في باريس قبل أيام، في وقت يجري تنسيق عسكري بين قادة عسكريين أكراد وأميركيين إزاء محاربة «داعش»، كما حصل في تحرير كوباني بداية العام.
ويعول داعمو تحالف «جسد» على «دعم العملية السلمية ومساعي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عندما يجري الحديث عن تشكيل جيش سوري وطني لمحاربة الإرهاب كما هي حال مجموعته الرابعة: الأمن ومحاربة الإرهاب»، بحسب مسؤول كردي، مع العلم أن دي ميستورا سيلتقي في موسكو اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يدعم اقتراح اللجان الأربع التي أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مقاطعتها مقابل موافقة النظام على المشاركة فيها باعتبارها «عصفاً فكريا غير ملزم». وبحسب مسؤولين أكراد، فان مشروعي الإدارات الذاتية الكردية و «الجيش السوري الديموقراطي» يمكن أن يشكلان نموذجاً لمستقبل سورية، إضافة إلى أن «الروس يعرفون مطالب الأكراد وسيقبلون في المدى البعيد بالإدارة الذاتية جزءاً من سورية المستقبل، سورية الديموقراطية العلمانية البعيدة من التطرف».
أوروبا تطالب روسيا بـ «وقف فوري» للضربات ضد «المعارضة المعتدلة»
الحياة..لوكسمبورغ، ستافانجر (النروج)، إسطنبول، بكين - أ ف ب، رويترز
دعا الاتحاد الأوروبي روسيا أمس إلى «وقف فوري» للضربات الجوية التي تستهدف المعارضة المعتدلة في سورية، في وقت قال حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن استمرار موسكو في تقديم الدعم للرئيس بشار الأسد يطيل أمد النزاع، بينما أعلنت بريطانيا أنها مستعدة لإبداء «ليونة» في شأن موقفها من «طريقة مغادرة» الأسد للحكم و «الجدول الزمني» لذلك.
في لوكسمبورغ، أفاد بيان أقره وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 أن «التصعيد العسكري (الروسي في سورية) من شأنه إطالة أمد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الأوضاع الانسانية وزيادة التطرف». وطالب الوزراء بحل سياسي للنزاع السورية، في ظل خلافات بينهم حول إمكان التفاوض مباشرة مع الأسد.
وصرّحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني عند وصولها إلى الاجتماع بأن التدخل العسكري الروسي في سورية «يغيّر قواعد اللعبة»، موضحة أن الوزراء سيبحثون «جوانب مثيرة للقلق» في هذا التدخل على غرار «ما يتعلق بانتهاك المجال الجوي التركي» من قبل المقاتلات الروسية. وتؤكد موسكو أنها تستهدف كأولوية تنظيم «داعش»، لكن الغربيين يؤكدون أن غالبية الهجمات تتركز على مناطق لا وجود للتنظيم فيها، وتطاول المعارضة المعتدلة و «جبهة النصرة». وشددت موغيريني على ضرورة «تنسيق التدخلات في النزاع بسبب المخاطر الكبرى التي قد تنطوي عليها، سواء من المنظار السياسي أو العسكري».
ودعا الوزراء الأوروبيون بالإجماع، في بيانهم الختامي، روسيا إلى «الوقف الفوري... للهجمات التي تتجاوز استهداف داعش وجماعات أخرى تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية أو التي تستهدف المعارضة المعتدلة». ودعا الوزراء أيضاً إلى «مرحلة انتقالية تشمل الجميع وسلمية» من دون التحديد إن كانت تشمل الأسد. لكنهم اعتبروا أنه «لا يمكن حصول سلام دائم في سورية في ظل القيادة الحالية»، بحسب النص الذي تسرّب قبل صدوره رسمياً.
ويضاعف عدد من الدول الاوروبية الضغوط علناً من أجل التفاوض مع الأسد، الخيار الذي ترفضه بشدة فرنسا والمملكة المتحدة. وفي هذا الإطار، قال الوزير الإسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغالو: «اعتقد انه ينبغي في شكل عاجل بدء مفاوضات» وهذا الأمر «غير ممكن إن لم يكن نظام الأسد جالساً إلى الطاولة، ولو أنه لا يمكن أن يكون طرفاً في مستقبل سورية». وأكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير أن «العملية الانتقالية السياسية (...) يجب أن تجري من دون بشار الأسد». وأضاف: «على روسيا المساهمة أيضاً في هذا الحل السياسي» من أجل «السماح برحيل بشار الأسد وإقامة نظام يجمع المعارضة المعتدلة غير الضالعة في الارهاب وعناصر من النظام الحالي غير ضالعين في جرائم ضد المدنيين، وقصف المدنيين ببراميل متفجرة وأسلحة كيماوية». وصرّح وزير الخارجية البريطاني فيليب هموند: «إذا حاولنا العمل مع الأسد فسندفع بالمعارضة إلى احضان تنظيم داعش ... وهذا معاكس تماماً لكل ما نريد». كما أكد رفض «الأسد كحل على المدى الطويل لمستقبل سورية»، مضيفاً: «يمكننا التحلي بالمرونة بخصوص طريقة مغادرته، أو جدولها الزمني».
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن من جهته، «نحن في فترة انتقالية لا يمكننا فيها أن نخلق فراغاً» مذكّراً بما حصل في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ اطاحة نظام معمر القذافي.
وفي ستافانجر (النروج)، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في اجتماع للجمعية البرلمانية للحلف: «يجب على روسيا أن تلعب دوراً بنّاء في التصدي (لداعش). دعم نظام الأسد ليس بنّاء. هذا لن يؤدي إلا لإطالة أمد الحرب في سورية». وأضاف أن «لا خطط لدى حلف شمال الأطلسي للتدخل في سورية» عبر إرسال قوات.
وأرسلت روسيا، الداعم الدولي الرئيسي للأسد، طائراتها الحربية لقصف قوات المعارضة المناهضة له لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يحضون موسكو على الكف عن دعم الرئيس السوري وتركيز قصفها على مقاتلي تنظيم «داعش» المتشدد. وتصاعد التوتر إذ اتهم الحلف الطائرات الحربية الروسية بانتهاك المجال الجوي لتركيا العضو فيه.
وفي إسطنبول، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده ستجري محادثات مع روسيا وإيران للعمل في سبيل التوصل إلى حل سياسي في سورية لكنها لن تتبنى سياسة خارجية «تضفي شرعية على النظام السوري». وأضاف في مقابلة مع قناة «إن تي في» أن الضربات الجوية الروسية في إدلب وحلب في سورية ستتسبب في تدفق جديد للاجئين على تركيا.
وفي بكين، أكّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائه أمس بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية أن بلاده تدعم دمشق في سعيها إلى الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن وانغ أبلغ شعبان أن الصين تدعم إجراءات مكافحة الإرهاب التي تستند إلى القانون الدولي واتفق عليها بين «الدول المعنية». وأضاف وانغ أن بلاده تعارض «التدخل السهل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى». وتابع: «في نهاية الأمر فإن مصير سورية سيقرره السوريون».
وشدد وانغ على ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة من دون أن يأتي على ذكر الأسد أو الغارات. وفي العموم تصوّت الصين كما روسيا - في أي موضوع يتعلق بسورية في مجلس الأمن. ودعت الصين مراراً إلى حل سياسي للأزمة وحذّرت من أن العمل العسكري لن يكون الحل. وتلعب بكين دوراً محدوداً في الشرق الأوسط على رغم اعتمادها على نفط بلدانه.
وفي موسكو، استدعت وزارة الخارجية الروسية الملحق العسكري البريطاني بعدما نشرت صحيفة بريطانية ما قالت لندن إنه تقرير غير دقيق أفاد بأنه تم إعطاء الإذن لطياريها بمهاجمة المقاتلات الروسية اذا أطلقت النار عليها. وقالت الخارجية البريطانية في لندن إن الملحق كرر مخاوف بريطانيا في شأن الضربات الجوية الروسية في سورية والتي تقول لندن إنها تعقد الموقف هناك.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,261,678

عدد الزوار: 7,021,093

المتواجدون الآن: 64