مصادر ديبلوماسية أكدت لـ "السياسة" أن شاحنات تفرغ الأسلحة في مراكز الأحزاب التابعة للنظام السوري

باريس تعلن تعثر المساعي الرامية لإصدار قرار دولي يدين دمشق .. وبرلين تستبعد مشاركة قواتها في أي عملية محتملة لـ "الأطلسي" في سورية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 حزيران 2011 - 6:49 ص    عدد الزيارات 2878    القسم عربية

        


باريس تعلن تعثر المساعي الرامية لإصدار قرار دولي يدين دمشق .. وبرلين تستبعد مشاركة قواتها في أي عملية محتملة لـ "الأطلسي" في سورية

طهران أرسلت قوات "معسكر عمار" مزودة بمعدات القمع لحماية دمشق من الثوار.. والمعارضة السورية تشكل مجلساً وطنياً لمواجهة النظام

 
 

دمشق - وكالات: كشفت مصادر في المعارضة الإيرانية, أمس, أن نظام طهران المتحالف مع نظام دمشق, قام بإرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين ومعدات مكافحة الشغب لسورية, للمساعدة في قمع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد, فيما شكل معارضون سوريون "مجلسا وطنيا" لمواجهة نظام دمشق, في حين أعلنت باريس تعثر المساعي الرامية لإصدار قرار دولي يدين دمشق, في وقت استبعدت برلين مشاركة قواتها في أي عملية محتملة لــ"حلف شمال الأطلسي" في سورية.
وذكر موقع "الخبراء الخضر للإصلاحيين" الإيراني المعارض, أن حكومة طهران قامت بإرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين ومعدات مكافحة الشغب لسورية, إضافة إلى المساعدة الاستخباراتية المتمثلة في أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي "فيس بوك وتويتر".
وأشار الموقع, حسب ما نقل عنه موقع "العربية نت" الإلكتروني, إلى أن ايران أرسلت قوات خاصة تسمى قوات "معسكر عمار" التي تخضع لسيطرة أمن "الحرس الثوري", لتستقر في ضواحي دمشق, كما أرسلت الحكومة الإيرانية مدربين عسكريين إلى العاصمة السورية لتدريب السوريين على التقنيات التي تستخدمها حكومة طهران ضد "الحركة الخضراء" التي ولدت غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في العام 2009 .
في غضون ذلك, هاجم إمام جمعة مدينة شميرانات محسن دعا جو, بشدة وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية, خصوصاً الإذاعة والتلفزيون, بسبب عدم تطرقها للأخبار والتطورات الجارية أخيراً في سورية, واتهمها بالتخاذل وعدم التقيد بالمهنية الأخلاقية في نقل الأخبار المتعلقة بالأحداث الجارية في سورية, ما دفع المواطنين الإيرانيين للجوء إلى وسائل الإعلام الأجنبية للحصول على آخر الأخبار المتعلقة بالثورة السورية, وبالتالي فقد المواطن ثقته بوسائل الإعلام المحلية.
وقال "يُظهر لجوء المواطنين إلى وسائل الإعلام الأجنبية للحصول على آخر الأنباء حول التطورات في الشأن السوري ضعفاً سياسياً غير مبرر حسب المقاييس الوطنية والعالمية على حد سواء".
ومساء أمس, شكل معارضون سوريون "مجلسا وطنيا" لمواجهة نظام دمشق, كما اعلنت مجموعة من المعارضين تحدث باسمهم امام الصحافيين جميل صعيب.
وقال المعارضون في بيان اصدروه "باسم شباب الثورة السورية الاحرار ونظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب, نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكافة الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج".
واوضح المتحدث جميل صعيب ان هذا "المجلس الوطني" يضم معارضين معروفين وخصوصا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليله, علما ان المالح والاتاسي ودليله موجودون في سورية.
وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية, وتحديدا في قرية خربة الجوز شمال سورية.
على صعيد آخر, اعتبر الخبير العسكري المصري اللواء حسين سويلم, في حديث لـ"العربية.نت" أن الانشقاقات المتواصلة في صفوف الجيش السوري تعد مؤشراً لبداية تقويض أركانه وبالتالي إضعاف النظام السوري الذي يعتمد بشكل شبه تام على العنصر العسكري.
وأضاف أن الانشقاقات التي طالت ضباطاً بارزين وجنوداً سوريين ستؤدي حتماً إلى السيناريو الليبي نفسه, ولن يبقى في النهاية إلا القلة القليلة من الجيش ذوي المذهب العلوي والمعروفين بموالاتهم لنظام الأسد "بالفطرة", سيما الفرقة 4 وفرقة الحرس الجمهوري والتي تأخذ أوامرها بشكل مباشر من شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد.
وأكد أن الولاء للمذهبية ومعاناة الجيش السوري من عنصر الطائفية هو الذي عطل تسريع وتيرة الانشقاقات دون إيقافها, موضحاً أن النظام السوري ارتكب خطأً فادحاً و"تاريخياً" من خلال توريط الجيش في عمليات قتل المتظاهرين وفتح النار في وجه الشعب السوري الأعزل في وقت لاتزال فيه الجولان ترزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 37 عاماً دون أن تُطلَق ولو رصاصة واحدة في وجه العدو الصهيوني.
ووصف تصريحات رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وحليفه والتي أدلى بها لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية "بالإهانة التاريخية للجيش السوري", حين أعلن "أنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سورية".
إلى ذلك, اعتبر ناشطون سوريون "أن زمام الأمور فلتت من يد النظام وأنه فقد السيطرة على شبيحته".
وقال الناشط السياسي السوري أديب شيشكلي في تصريح لصحيفة "ايلاف" الإلكترونية, "إن "جمعة الشيخ صالح العلي" أسست خطوة جديدة لنهاية النظام", و"أن النظام ساقط لامحالة, والأمر مجرد مسألة وقت فقط".
ورأى "أن رد فعل النظام ومايجري على أرض الواقع في سورية يعني أن الموقف قد تحول وأن النظام فقد السيطرة على شبيحته وأفلتت من يده زمام الأمور".
من جهته, قال الناشط السياسي معن حاصباني, إن "الشعب السوري أظهر الكثير من الوعي في التفافه ولحمته وفي حركته الاحتجاجية", مشيراً إلى أن كل ما حاول أن يؤسسه النظام فشل على قارعة التظاهرات.
دولياً, استبعد وزير الدفاع الالماني توماس دوميزيير مشاركة المانيا في اي عملية عسكرية محتملة لـ"الحلف الاطلسي" في سورية.
وردا على سؤال في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية, عما اذا كان ينبغي البحث في امكان تدخل قوات "الاطلسي" في سورية, قال دوميزيير "كلا, موقفنا لا يزال نفسه كما كان حيال ليبيا: لن نشارك" حيث امتنعت المانيا عن التصويت على القرار 1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي في شأن ليبيا والذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين الليبيين, قبل رفض المشاركة في عمليات "الحامي الموحد" للاطلسي في ليبيا.
وقال الوزير الالماني المقرب من المستشارة انجيلا ميركل "في مطلق الأحوال, لا أعتقد أن مجلس الأمن سيصدر قرارا مماثلا بالنسبة لسورية".
وعما اذا كان لدى بلاده أي شعور بالذنب بسبب النقص في الذخائر للشركاء في قوات الأطلسي في ليبيا, اجاب الوزير الالماني "سأقول باختصار: عندما نبدأ أي خطوة علينا معرفة كم من الوقت يمكننا أن نصمد".
وفي باريس, أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه, عن تعثر الجهود المبذولة لإصدار قرار من مجلس الامن الدولي لإدانة سورية التي تشهد تظاهرات منذ منتصف مارس الماضي.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية عن جوبيه قوله للصحافيين عقب لقائه نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي في مدينة بوردو غرب فرنسا, ان بلاده تبذل جهودا مشتركة في الوقت الراهن مع بريطانيا والولايات المتحدة, لجمع اكبر قدر من الاصوات المؤيدة للقرار.
ودعا بقية الدول الاعضاء في مجلس الامن الى إدانة طريقة التعامل مع تظاهرات المعارضة في سورية.
واتفق جوبيه وفيسترفيلي على ضرورة بذل كل الجهود لاصدار قرار دولي يدين سورية, رغم استمرار رفض روسيا والصين الدولتين دائمتي العضوية في مجلس الامن, لهذه الخطوة, فيما طالب وزير الخارجية الالماني "بلغة دولية مشتركة وواضحة" تجاه الوضع في سورية.

 

 

مصادر ديبلوماسية أكدت لـ "السياسة" أن شاحنات تفرغ الأسلحة في مراكز الأحزاب التابعة للنظام السوري

الأسد ونصر الله يستعدان لتفجير فتنتين طائفيتين في سورية ولبنان

 
تظاهرة نظمها "حزب الله" أمام السفارة الروسية في بيروت تأييدا للنظام السوري (ا. ب)

لندن كتب  حميد غريافي:
توقعت اوساط سياسية لبنانية وديبلوماسية عربية وغربية في بيروت وعمان والدوحة خلال الساعات الاربع والعشرين  الماضية التي اعقبت اشتباكات طرابلس وبعل محسن, بين العلويين والسنة اول من امس ان "يتسع نطاق التدهور الامني" في لبنان ليشمل بيروت وصيدا ومناطق بقاعية وجبلية اخرى كلما اتسع نطاق الثورة الداخلية في سورية وكلما اقتربت المعارضة الشعبية اكثر فاكثر من عنق نظام آل الاسد و "حزب البعث" الحاكمين بالحديد والنار منذ نيف واربعين عاما".
واعربت الاوساط السياسية اللبنانية عن خشيتها من اندلاع موجة اغتيالات تطول هذه المرة رؤوسا سياسية وامنية وعسكرية وروحية, من كلا الطرفين المتخاصمين في لبنان, هدفها تفجير واسع يدخل البلاد في فتنة طائفية ومذهبية يسير النظام السوري نحوها بخطى حثيثة في محاولاته الاخيرة للنجاة برأسه على حساب دماء السوريين واللبنانيين على حد سواء عبر اشغال العالم بحربين داخليتين في لبنان وسورية في وقت واحد.
وقال ديبلوماسي خليجي في العاصمة القطرية في اتصال ب¯ "السياسة" في لندن امس ان مرجعيات خليجية رفيعة المستوى ابلغت شخصيات لبنانية بضرورة اتخاذ حمايات مشددة في تنقلاتها خشية استهدافها بواسطة حلفاء وعملاء سوريين في لبنان وعلى رأسهم "حزب الله" وحركة "أمل" و "الحزب السوري القومي" وبعض التنظيمات الفلسطينية المتطرفة مثل "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بقيادة احمد جبريل و"فتح الانتفاضة" بزعامة ابوموسى, التي تقيم قواعد لها مسلحة في مناطق متعددة من لبنان, فيما رؤوسها تقيم في دمشق وتصدر اوامر تخريبها الى ما وراء الحدود منها.
ونقل الديبلوماسي عن معلومات استخبارية تلقتها بلاده من دمشق وعمان وبيروت تؤكد "ان النظام السوري نقل خلال الاسبوعين الماضيين كميات هائلة من الاسلحة الى "حزب الله" لتوزيعها على حلفائهما في طرابلس وصيدا والبقاع الغربي وبعض مناطق الجبلين المسيحي والدرزي كانت تسربت منها المعلومات عن نقل بطاريات مدفعية سورية من عيار (130 ملم) بعيدة المدى الى شمال لبنان الاسبوع الماضي وان حزب حسن نصر الله وحركة نبيه بري يقومان بتوزيع هذه الاسلحة حتى داخل المناطق المسيحية الواقعة تحت ظل ميشال عون و"الحزب القومي السوري" وحزب "المردة" الزغرتاوي وان قوى مسيحية معارضة لهؤلاء ابلغت السلطات اللبنانية بان شاحنات وفانات تجوب المناطق المسيحية في الساحل والمتن وكسروان الجبليين ليلا وتفرغ في مراكز هذه الاحزاب والتيارات كميات من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة (قذائف آر بي جي ومدافع مضادة للطائرات) وذخائر وحتى مناظير ليلية والبسة وأحذية).
وكذلك من عمان كشف ديبلوماسي غربي ل¯ "السياسة" النقاب عن ان عواصم اوروبية تتوقع انفجارا امنيا هائلا في لبنان, متى صدر القرار الاتهامي  لمدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار خلال الاسابيع المقبلة ستشهد له الساحة اللبنانية مقدمات على غرار التفجير بين بعل محسن والتبانة في طرابلس السبت الفائت, خصوصا ان هذا القرار الاتهامي كما بات معروفا يوجه اصابع الاتهام بالاسماء والمستندات والتواريخ وربما الصور الى اكثر من عشرين قياديا في "حزب الله" الايراني والى اكثر من 15 لبنانيا من اعوان سورية في لبنان من وزراء ونواب وحزبيين سابقين وراهنين وكذلك الى نحو 15 قياديا سوريا في القيادات السياسية والامنية والعسكرية بينهم شقيق بشار الاسد ماهر وصهره آصف شوكت ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم.
وفيما نفى الديبلوماسي علمه بوصول اسلحة الى "الطرف الآخر" المناوئ لسورية و"حزب الله" (قوى 14 آذار وثورة الأرز), اكد ان "السلاح بات متوفرا بكميات هائلة في الشارع اللبناني لدى كل الاطراف وان اي انفجار سيحصل على المدى المنظور سيكون اكثر تدميرا للبنان من حربه الاهلية الطويلة السابقة والسبب هو تطور انواع هذه الاسلحة الجديدة عما كانت عليه قبل نحو 30 عاما من تلك الحرب وارتفاع نسب تدميرها كما ظهر من الاسلحة التي استخدمت اسرائيل بعضها في حربها عام 2006 على لبنان".
وفي سياق المخاوف من نقل النظام السوري حربه الداخلية الى لبنان كما بات متوقعا اختتم مؤتمر قمة طرفي الاطلسي لمكافحة الارهاب والبحث في الثورات العربية اعماله في واشنطن بقرارات تندد بدموية ووحشية "نظام البعث" في سورية وتدعو "حزب الله" في لبنان لتسليم سلاحه الى الدولة تنفيذا للقرارين الدوليين 1559 و 1701 لمنع وقوع حرب جديدة في لبنان يستعد لها كل الاطراف.
وكان الامين العام للجنة الدولية - اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار 1559 ونائب رئيس المجلس العالمي لثورة الارز في واشنطن المهندس طوم حرب توجه الى المؤتمر بكلمة تمثل الاغتراب اللبناني قال فيها "ان 15 مليون مغترب لبناني ساهموا في دفع الاقتصاد والديمقراطية قدما في اوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا والمكسيك والبرازيل يشهدون الان قوى الظلام السورية والايرانية تحاول خنق بلدهم  الام لبنان عبر تشكيل حكومة من لون واحد تابعة للارهاب والاغتيالات والتدمير على نطاق دولي "حزب الله" فباسم هؤلاء الملايين من اللبنانيين المغتربين المنتشرين حول العالم نحض قادة اميركا واوروبا  على الاسراع في مساعدة لبنان ليعود الى مجتمعه الدولي والى الحرية والديمقراطية التي كان مؤسسها في منطقة الشرق الاوسط كما كانت "ثورة الارز" العام 2005 منطلق ايحاء الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية لاستنساخها في ثوراتهم المندلعة حاليا وكما كانت مثار دهشة العالم الحر الذي رأى فيها (ثورة الارز) استكمالا لثورات اوروبا الشرقية في الثمانينات في براغ ووارسو واستونيا وبرلين الشرقية.
 


المصدر: جريدة السياسة الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,252,559

عدد الزوار: 6,984,340

المتواجدون الآن: 56