عمى غربي عن رؤية حقيقة ما يحصل في سوريا...سيدا يحذّر "حزب الله" من الوقوع في "فخ الأسد"....«إعلان الدوحة» يشدد على دعم وحدة الأراضي السورية ويناشد الفلسطينيين إنهاء انقسامهم.. شجب آلة القتل التابعة للنظام السوري

«الجيش الحر» يطلق معركة «زلزلة الحصون» ويقاتل على 6 جبهات في دمشق.. قمة الدوحة تؤكد «حق كل الدول العربية» بتسليح المعارضة السورية وتحتضن الثورة السورية وعلمها

تاريخ الإضافة الخميس 28 آذار 2013 - 5:52 ص    عدد الزيارات 1900    القسم عربية

        


 

واشنطن على موقفها المتردد لكن المخابرات المركزية تتحقق من وصول السلاح إلى المعارضين العلمانيين
إيلاف...عبدالاله مجيد
لا تزال الولايات المتحدة ترفض الدخول مباشرة في مسألة تسليح المعارضة السورية، لكن مخابراتها المركزية تساعد السعودية وقطر والاردن على شراء سلاح من دول ثالثة، وتحديد فصائل المعارضة التي سيرسل اليها، تجنبًا لوقوعه في يد الاسلاميين.
 أفادت مصادر دفاعية اميركية أن وكالة المخابرات المركزية تساعد السعودية وقطر والاردن على شراء كميات كبيرة من السلاح من دول ثالثة، وتحديد فصائل المعارضة السورية التي ستُرسل اليها هذه الأسلحة، بعد نقلها إلى الداخل السوري عبر الأراضي التركية.
ونقلت صحيفة تايمز عن هذه المصادر قولها إن وكالة المخابرات المركزية تحرص على تسليم هذا السلاح لمجلس القيادة العسكرية العليا للثورة السورية الذي شُكل أخيرًا، لمنع وقوعها في أيدي الجماعات الجهادية المتشددة.
 مساعدة بلا تسليح
 يأتي الكشف عن هذه المعلومات في اعقاب تقارير ذكرت أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها الاوروبيين يدربون سرًا مقاتلين علمانيين من المعارضة السورية في معسكرات في الاردن، وأن وكالة المخابرات المركزية كثفت عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع فصائل سورية معتدلة.
 ويشير هذا التوجه إلى أن واشنطن تزيد بدرجة عالية دعمها للفصائل المعتدلة، من أجل تسريع سقوط نظام الأسد والتصدي لصعود جماعات متطرفة كجبهة النصرة، وانهاء النزاع المستمر منذ عامين متسببًا في اسوأ أزمة إنسانية في العالم.
لكن مسؤولين اميركيين ما زالوا يؤكدون أن سياسة واشنطن في تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة لم تتغير.
 تدفقات من قطر
 يبدو أن تدفق السلاح بكميات متزايدة إلى مقاتلي المعارضة ساعدهم في تحقيق تقدم على الأرض خلال الأشهر الماضية. وبالأمس، تمكن مقاتلو المعارضة من قصف ساحة الأمويين في قلب دمشق بقذائف الهاون. لكن مثل هذا التطور يهدد بدفع روسيا وايران إلى الرد بزيادة دعمهما للنظام السوري المحاصر.
 وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري زار بغداد الأحد للضغط على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي كي تمنع الطائرات الايرانية التي تنقل السلاح إلى النظام السوري من المرور عبر الأجواء العراقية.
وكانت شحنات السلاح العربية إلى المعارضة بدأت في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، عندما هبطت طائرة نقل تابعة لسلاح الجو القطري في اسطنبول، كما افادت وثائق الرحلة التي اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز.
 شلال من سلاح
 انطلقت الشحنات القطرية من قاعدة العديد الجوية، التي تعتبر مركزا لوجستيًا يستضيف ايضًا قيادة جوية اميركية. وتسارعت وتيرة هذه الشحنات الجوية بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي، وانضمام السعودية والاردن إلى هذه الجهود مع حلول موسم الشتاء ونزوح آلاف اللاجئين من سوريا إلى البلدان المجاورة.
 وقال هيو غريفيتس، المختص بمراقبة شحنات السلاح في معهد السلام العالمي في ستوكهولم، لصحيفة نيويورك تايمز: "ان التقديرات المتحفظة لحمولة هذه الرحلات الجوية هي 3500 طن من المعدات العسكرية". لكن مسؤولًا أميركيًا وصف هذه الشحنات لصحيفة تايمز البريطانية بعبارة "شلال من السلاح".
  ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على دورها في هذه المسألة، لكن تردد انها ساعدت الحكومات الثلاث على شراء الأسلحة من بلدان ثالثة، بينها شحنة كبيرة اشترتها السعودية من كرواتيا لصالح المعارضة في جنوب سوريا عن طريق الاردن. كما يُقال إن وكالة المخابرات المركزية قامت بالتدقيق في اتجاهات فصائل المعارضة السورية للتوثق من عدم وقوع الأسلحة بأيدي متطرفين اسلاميين.
 التقاعس أخطر
 قال مسؤولون اميركيون إن حكومات عربية ستدعم المعارضة السورية بالسلاح في كل الأحوال، وبالتالي من الأفضل تقديم المساعدة لهذا المجهود كي تتمكن الادارة من ممارسة بعض التأثير في نوع الأسلحة المقدَّمة ولمن تُقدم.
 وتبدي الادارة الاميركية قلقًا متصاعدًا من وقوع صواريخ مضادة للطائرات في أيدي الجهاديين.
 وأصدر معهد دراسة الحرب في واشنطن تقريرًا الاثنين الماضي حث فيه الادارة الاميركية على تنشيط جهودها في تسليح المعارضة السورية.
 وجاء في التقرير ان سياسة التقاعس الحالية تنطوي على مخاطر أكبر بكثير، مضيفا: "هذه السياسة لم تمنع المتطرفين من امتلاك السلاح، لكنها بدلًا من ذلك منعت القوى المعتدلة من الحصول على اسلحة وتعزيز سلطتها، وسمحت في الوقت نفسه لقوى متطرفة بإيجاد مصادر دعم مستقلة من الصعب مراقبتها".
 أحداث متسارعة
 في اوروبا، طالبت بريطانيا وفرنسا من دون جدوى بإنهاء حظر الاتحاد الاوروبي على ارسال السلاح إلى سوريا، لكن وزارة الخارجية البريطانية قالت إنها لا تساعد في إيصال أسلحة إلى المعارضة من بلدان أخرى.
 وحققت المعارضة مكسبا آخر يوم الاثنين بمنحها مقعد سوريا في القمة العربية التي بدأت اعمالها في الدوحة اليوم الثلاثاء. واستشاط الاعلام السوري الرسمي غضبًا من هذه الخطوة، قائلًا إن الجامعة العربية سلمت مقعد سوريا المسروق إلى عصابات.
في سوريا نفسها، قررت الأمم المتحدة إجلاء نحو نصف موظفيها المئة بسبب تردي الوضع الأمني. وتوقعت تقارير أن ينتقل مكتب المبعوث الأممي - العربي الاخضر الابراهيمي ايضًا من دمشق إلى بلد آخر.
 
 
النهار...(أ ب)

الاستخبارات الأميركية في الأردن تدرّب مقاتلين سوريين من المعارضة العلمانية

تحدث مسؤولون اميركيون واجانب في واشنطن امس، عن تدريب الولايات المتحدة مقاتلين من المعارضة السورية العلمانية في الاردن، في محاولة لتعزيز القوات التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد والقضاء على نفوذ الاسلاميين المتشددين.
وقالوا إن هذا التدريب يجري منذ بضعة اشهر في مكان غير محدد ويتركز بصورة رئيسية على السنة وقبائل البدو الذي سبق لهم ان خدموا في صفوف الجيش السوري النظامي.
وأوضحوا أن هؤلاء المقاتلين ليسوا جزءاً من "الجيش السوري الحر" القوة المعارضة الرئيسية، التي تخشى واشنطن وآخرون وقوعها اكثر فأكثر تحت تأثير المجموعات المتشددة بما فيها "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
وأشاروا الى ان هذه العملية تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "السي آي إي" مستمرة، لكنهم افادوا ان المساعدات الاميركية لا تزال تقتصر على المعدات "غير الفتاكة" في الوقت الحاضر. واضافوا ان جهات اخرى مثل بريطانيا وفرنسا تشارك في التدريب، من غير ان يكون معروفاً ما اذا كانت الحكومات الغربية تزود المعارضة السورية تجهيزات او دعماً عسكرياً مباشراً.
وأعلنوا ان بعض السوريين الذين يتلقون تدريباً في الاردن يتولون بدورهم تدريب آخرين داخل سوريا.
ولم يشأ المسؤولون الافصاح عن مزيد من المعلومات لأنها تمس بالعمل الاستخباري. وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أن الوزارة ليست منخرطة حتى الآن في أي عمليات تدريب عسكري للثوار السوريين بشكل مباشر أو غير مباشر. أما "السي آي إي"، فرفضت التعليق على الأمر.
وكانت صحيفة "النيويورك تايمس" نشرت الاثنين ان "السي آي إي" ساعدت حكومات عربية وتركيا على زيادة كبيرة لمساعداتها العسكرية للمعارضة السورية في الأشهر الأخيرة، من طريق رحلات جوية سرية تحمل اسلحة وتجهيزات. وقالت ان الرحلات الجوية بدأت على نطاق ضيق قبل سنة، لكنها زادت بوتيرة ثابتة لتبلغ أكثر من 160 رحلة جوية بواسطة طائرات أردنية وسعودية وقطرية وتركية عبر المطارات التركية والاردنية.
ويوحي التدريب في الاردن بان الولايات المتحدة تهدف الى تعزيز قدرة المعارضة في درعا بجنوب سوريا التي تعتبر مهد الثورة.
ويتوجه وزير الخارجية الاميركية جون كيري اليوم الى باريس للقاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس واجراء محادثات معه تتركز على تسليح المقاتلين السوريين. وتوقع مسؤولون فرنسيون ان تتركز المحادثات أيضاً على الاسلحة الكيميائية السورية.

 
عمى غربي عن رؤية حقيقة ما يحصل في سوريا
إيلاف...عبدالاله مجيد          
التحقق من استخدام سلاح كيميائي في حلب ليس صعبًا، لكنه ليس سهلًا في سوريا اليوم. فمصادر المعلومات الموثوقة غير متوافرة، ولا عملاء أميركيين في سوريا، لأن الولايات المتحدة انشغلت عن هذا البلد في العقد الماضي بشؤون العراق وأفغانستان، ففاتها ما تحضره القاعدة هنا.
إذا كان هناك من يشك بعد في حجم البلبلة التي تسببها الحرب الأهلية المستعرة في سوريا، فإن الالتباس الذي اقترن بدعاوى استخدام اسلحة كيميائية في هجوم وقع قرب حلب الاسبوع الماضي كفيل بتبديد شكوكه.
يُفترض أن يكون الهجوم قد حدث في 19 آذار (مارس) الماضي، لكن هذه هي الحقيقة الوحيدة المعروفة إذ لا يستطيع أحد التأكيد من هي الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم، أو ما إذا استُخدمت فيه اسلحة كيميائية فعلًا.
غاز خاص
قالت مجلة تايم إن خبراء في الأسلحة الكيميائية أبدوا شكوكًا عميقة في حقيقة استخدام أي نوع من غازات الأعصاب في هذا الهجوم. والمعروف أن لدى جيش النظام السوري غاز في أكس وغاز سارين، لكن استخدام أي منهما كان سيوقع خسائر مريعة في الأرواح، بما في ذلك قتل آلاف الأشخاص. ومن جهة أخرى، لا يستبعد الخبراء أنفسهم أن غازًا خاصًا ربما استُخدم بالسيطرة على حشود متظاهرة، ولكن من يستطيع تأكيد ذلك من دون أدلة حقيقية من داخل سوريا؟
وقال مقاتل في قوات المعارضة السورية لمجلة تايم: "نحن لا نعرف كيف نستخدم هذه المادة"، ولكنه استدرك قائلا إن هناك جماعات مسلحة في صفوف المعارضة لا يستطيع الجزم إن كانت على دراية في هذا المجال. ولفت إلى أن جبهة النصرة نفسها التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الارهابية لارتباطها بتنظيم القاعدة، فقدت السيطرة على عدة مجموعات مسلحة تقاتل باسمها.
المصدر الموثوق مفقود
السبب البديهي لهذا الجهل بحقيقة ما يجري في سوريا هو شح الأخبار الموثوقة. فقناة الجزيرة القطرية تقف في الخطوط الأمامية لكن قطر لم تكلف نفسها حتى إخفاء انحيازها إلى احد الأطراف المتحاربة في سوريا، ولا تتجشم حتى عناء التظاهر بالموضوعية، بحسب مجلة تايم، مضيفة أن التغطية الغربية متقطعة وغير متوازنة وبعيدة كل البعد عن تقديم تقارير وافية حول أمر مثل وقوع هجوم كيميائي.
اما الاستخبارات الاميركية فلا عملاء لها على الأرض في سوريا، وخصوصًا في منطقة عسكرية ساخنة مثل حلب. ففي ذلك خطورة كبيرة لا تستحق المجازفة، كما ترى مجلة تايم. ولا يبقى سوى بديل لا يفضله الاعلاميون هو انتظار اللاجئين السوريين الذين ينزحون إلى تركيا أو جنوب الاردن. لكن معلوماتهم تكون عادة مفككة وغير دقيقة، ويصعب التأكد من صحتها. اما الجيش السوري الحر فيقول أي شيء لإقناع الغرب بالتدخل للتخلص من نظام الرئيس بشار الأسد، على حد تعبير مجلة تايم.
فاتتهم سوريا
استبعاد استخدام غاز من غازات الأعصاب في الهجوم الصاروخي على حلب لا يتطلب كثيرًا من الجهد. إحدى الطرق للقيام بذلك تحليل عينات من فلتر الهواء من السيارات التي كانت قرب المكان وقت الهجوم المفترض. فهذه الطريقة على بدائيتها تقدم دليلًا قاطعًا على استخدام الغاز. لكن حتى هذا يبدو صعب التنفيذ في سوريا اليوم.
إلى ذلك، لم تبذل الاستخبارات الاميركية مجهودًا كافيًا لمراقبة سوريا خلال السنوات الماضية، لأن حربي العراق وافغانستان استأثرتا بالقسم الأعظم من عملائها ومواردها المادية. وقد تكون لدى الولايات المتحدة الآن جحافل من العملاء والمحللين الذين يستطيعون رفدنا بالمعارف عن هذين البلدين أكثر من أي بلد آخر في العالم، لكنهم عمليًا لا يعرفون شيئًا عن سوريا.
وبحسب تقرير لواشنطن بوست في اليوم التالي على وقوع الهجوم، أصدر فريق من مستشاري البيت الأبيض تقريرًا سريًا يقول فيه إن مهمة اجهزة الاستخبارات الاميركية في جمع المعلومات معوقة بسبب تخصيص الكثير من الموارد المالية والبشرية للعمليات العسكرية والطائرات من دون طيار في العراق وافغانستان. وثمة سيناريو غير مكتوب مؤداه أن الولايات المتحدة في غمرة الحملة لاصطياد زعماء تنظيم القاعدة الأم فاتها ما كان فرع التنظيم يعده في سوريا.
للعودة إلى القديم
من الشكاوى التي يكررها ضباط المخابرات الأميركية أن واشنطن اعتمدت على تحليل المعلومات باستخدام أجهزة الكومبيوتر الفائقة ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت عمومًا. وقد تكون هذه طريقة مجدية لتوجيه الطائرات من دون طيار في الحروب، لكنها عديمة الفائدة عمليًا في دولة بوليسية مثل سوريا، حيث استخدام الانترنت محدود للغاية والهواتف الخلوية معطلة الآن.
وإذا استمر الوضع في سوريا والشرق الأوسط عمومًا في التردي، فإن الوقت قد حان لإحداث تغيير في عمل المخابرات. وبدلًا من إجلاس آلاف الكوادر أمام شاشات يتابعون ما تضخه طائرات التجسس من دون طيار من معلومات، آن الأوان للعودة إلى الطريقة القديمة في جمع المعلومات، بإرسال شخص يُجند على الأرض لإحضار فلترات هواء يأخذها من عشر سيارات أو نحو ذلك من حلب. ويمكن لمثل هذه العملية أن تكون الفارق بين الحرب والسلام، بحسب مجلة تايم.
 
"الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية" سيرفض استقالة الخطيب
سيدا يحذّر "حزب الله" من الوقوع في "فخ الأسد"
المستقبل...
حذّر عضو "الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية" عبد الباسط سيدا "حزب الله" من الوقوع في "فخ الأسد"، داعياً المجتمع الدولي الى تقديم الدعم للمعارضة في سوريا.
وقال سيدا في تصريحات لمراسلة وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، على هامش القمة العربية في الدوحة، "إن على حزب الله أن يستعد لمرحلة ما بعد الأسد، والتي بدأت بالفعل، وألا يستدرج للوقوع في فخه". كما دعا القوى السياسية اللبنانية إلى الدخول في حوار وطني لحل خلافاتهم "لأن التمزق عواقبه وخيمة على الشعبين اللبناني والسوري، وهذا ما يسعى إليه النظام السوري الذي يريد أن يفجر الأمور على الساحة اللبنانية، ويحول الأمر لصراع إقليمي".
وعن تداعيات تسليم جامعة الدول العربية مقعد سوريا إلى الائتلاف المعارض في الجلسة الافتتاحية للقمة امس، قال سيدا إن ذلك "إعلان لسقوط شرعية الأسد التي أسقطها الشعب السوري منذ عامين، وإعلان عن بدء المرحلة الانتقالية"، واعتبرها "خطوة تمهد للمجتمع الدولي رفع الغطاء عن نظام الأسد"، مشيراً إلى أن "الائتلاف، وأطراف عربية وتركية تجري اتصالات بكافة الأطراف الدولية للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة".
وعن تسليح المعارضة قال عضو الائتلاف السوري إن "الأمر معروض على جدول أعمال القمة العربية، وإن هناك خطوات عملية في هذا الاتجاه، لكن لن يعلن عنها عبر وسائل الإعلام". وأضاف: "لسنا عشاق سلاح ولكن النظام فرض علينا حمله".
ونفى سيدا وجود خلاف بين الجيش الحر والحكومة الموقتة التي تم الإعلان عنها مؤخراً، واستدل على ذلك بـ"الاستقبال الحافل" لرئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو في حلب واجتماعه بقيادات الجيش الحر، مشيراً إلى أن "سليم إدريس، قائد الجيش الحر، كان يريد المشاركة في قمة الدوحة، ولكن منعته الأوضاع الحربية على الأرض".
وعن الاتصالات الأميركية ـ الروسية بشأن الأزمة السورية قال سيدا إن "هناك دوراً مهماً لأميركا وروسيا في الأزمة السورية ولكن أقول لهم يجب أن تجري اتصالاتكم على قاعدة احترام تطلعات الشعب السوري". وشدد على تمسك الائتلاف بالحل السياسي للأزمة السورية؛ "شريطة ألا يكون الأسد جزءاً من الحل".
في غضون ذلك، وفيما برزت خلافات داخل ائتلاف المعارضة عبرت عنها استقالة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، رجح الناطق الرسمي باسم وفد الائتلاف الى قمة الدوحة، خالد الصالح، رفض استقالة الخطيب.
وقال الصالح في مؤتمر صحافي عقده أمس على هامش أعمال القمة العربية في الدوحة "إن المرحلة المقبلة بالنسبة للائتلاف الحصول على مقعد سوريا في عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك الأمم المتحدة، بعدما منح العرب عضوية سوريا في الجامعة العربية للائتلاف والحكومة الموقتة، داعياً الى تشكيل خلية عمل عربية للمساعدة في ذلك".
وشدد على ضرورة حصول المعارضة على تبعات قرار منح الائتلاف المقعد في الجامعة العربية من حيث التمثيل الدبلوماسي والخدمات القنصلية، لخدمة السوريين في جميع الدول.
وأكد مطالبة الائتلاف بضرورة استعادة الأموال السورية المجمدة بالخارج، والتي تقدر بـ2 مليار دولار، "خصوصاً أن الشعب السوري هو صاحب الحق فيها".
وحذّر من استمرار تقديم الأمم المتحدة للمساعدات للسوريين في الأراضي التي يسيطر عليها النظام، لجهة أن ذلك سيحرم 60 بالمائة من الشعب السوري من تلك المساعدات.
وجدد طلب المعارضة السورية، بتسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية تغير المعادلة العسكرية على الارض لتسريع انهاء النظام في الوقت الذي توقّع أن ترفع تشكيلة الحكومة السورية الموقتة الى الائتلاف خلال أسابيع، موضحاً أن الحكومة الموقتة ستهيأ للعمل من داخل الأراضي السورية المحررة.
وإشار إلى زيارة رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الى محافظة حلب ولقائه أطيافاً ثورية وسياسية وأمنية وعسكرية مع إقراره بوجود تيارات إسلامية مشددة، إلا أنه قلل من حجمها، وقال إنها مجموعات صغيرة.
(الأناضول، بترا)
 
القمة العربية تمنح المعارضة «مقعد دمشق».. وخادم الحرمين: النظام يفشل المبادرات... الملك عبد الله يدعو في كلمة ألقاها الأمير سلمان الشعب الفلسطيني وقادته لتجاوز كل الخلافات

جريدة الشرق الاوسط... الدوحة: مساعد الزياني وسوسن أبو حسين .. سمحت القمة العربية في الدوحة أمس بحق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية، وبمنح الائتلاف الوطني المعارض جميع مقاعد دمشق في الجامعة العربية ومنظماتها حتى تنظيم انتخابات في سوريا تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فيها. وأكد قرار القمة الذي تمت الموافقة عليه بحسب مصدر في الجامعة العربية مع تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه، على «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».
في غضون ذلك، قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في خطاب ألقاه نيابة عنه في الجلسة الافتتاحية للقمة، الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد: «إننا ما زلنا عند اعتقادنا أن نظام الأسد ماضٍ قدما لإفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة سياسيا حتى لو أعلن عن قبولها طالما أن لديه القناعة بإمكانية حل الموضوع بالوسائل الأمنية والعسكرية خاصة مع استمرار تلقيه ما يحتاجه من العتاد العسكري من مصادر لا تخفى على أحد». وتطرق خادم الحرمين الشريفين إلى النزاع العربي - الإسرائيلي، وقال إن هذا النزاع الذي مضى عليه أكثر من ستة عقود سيظل محتدما ما لم ينل الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين حقوقه المشروعة التي أقرت بها جميع قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك حقه الطبيعي في العيش الكريم في كنف دولة مستقلة تتوفر فيها عناصر السيادة والاستقلال والتواصل الجغرافي.
وأشار الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أن الشعب الفلسطيني وقياداته مطالبون اليوم أكثر من أي وقت بتجاوز كل الخلافات والوقوف جبهة واحدة تستند في نضالها إلى جبهة عربية متراصة توفر لها كل الدعم والمساندة.
من جهته، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة «نحن مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح شريطة أن لا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء». وقال: «إنني لأرى، قريبا، سوريا العظيمة تنهض من الركام لتبني مجدها من جديد».
وجلست المعارضة السورية أمس للمرة الأولى على مقعد سوريا في قمة عربية، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد «الجمهورية العربية السورية»، فيما رفع «علم الاستقلال» الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.
وقال الخطيب إن الشعب السوري دفع ثمن حريته من دمه، وقراره ينبع من مصالحه، ويرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره.
ولفت إلى أن «جامعة الدول العربية قدمت مبادرة شجاعة بتقديم مقعد سوريا للسوريين بعد مصادرة قراره لمدة نصف قرن»، وقال إن «هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وإن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري، بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد».
 
«قمة الدوحة» تطالب بمؤتمر دولي لإعادة إعمار سوريا وخارطة طريق جديدة لقضية فلسطين.. مصادر لـ «الشرق الأوسط»: تدشين أول سفارة رسمية للائتلاف في قطر

جريدة الشرق الاوسط.. الدوحة: مساعد الزياني وسوسن أبو حسين... كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» على هامش القمة العربية التي أقيمت أمس في الدوحة عن تدشين أول سفارة للائتلاف الوطني السوري المعارض، اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تأتي بعد تسليم كرسي دمشق في جامعة الدول العربية خلال القمة العربية المنعقدة حاليا في قطر.
وقال المصدر إن هذه الخطوة تأتي ضمن دعم الائتلاف الوطني كممثل شرعي عن الشعب السوري، خصوصا مع دعم الدول العربية خلال قمة الدوحة، مشيرا إلى أن حكومة الائتلاف لديها عدد من المطالب التي تم تحديدها خلال الفترة الحالية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لقمة الدوحة اتخاذ مواقف وإجراءات ومقترحات عملية لحل الأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث، وكذلك خارطة طريق جديدة للقضية الفلسطينية على المستوى الداخلي، من خلال تفعيل المصالحة، وكذلك ترتيب الأوراق العربية والتحرك دوليا خلال الأسابيع المقبلة، وكان من الملاحظ أن المقترحات التي وردت في خطاب أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الدورة الحالية للقمة العربية، تتضمن إجراءات فعلية وخطوات ستجد طريقها للتنفيذ بعد انتهاء أعمال القمة. ولقطع الطريق أمام أي انتقادات لشرعية إعطاء مقعد سوريا للائتلاف المعارض، تم التوصل إلى تشكيل هيئة تمثل الائتلاف، مع استئذان أمير قطر القادة العرب في دخول ممثلي المعارضة السورية لشغل المقعد، كما حث الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر مجلس الأمن الدولي على وقف إراقة الدماء في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمام المحاكم الدولية.
ورحب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة والعشرين للجامعة العربية بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة السورية المؤقتة في القمة، مشيرا إلى أنهم يستحقون هذا التمثيل لما اكتسبوه من شرعية شعبية في الداخل وتأييد واسع في الخارج، ولما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة.
وقال الشيخ حمد في كلمته خلال الجلسة: «لقد اتخذ تطور الأوضاع الخطيرة والمأساوية في سوريا الشقيقة على مدار العامين الماضيين منحى كارثيا، تولدت عنه مآسٍ وجرائم يندى لها الجبين. ومنذ فترة أصبح الصمت عنها وعن معاناة الشعب السوري داخل سوريا وفي مخيمات اللجوء بحد ذاته جريمة، لقد بني موقفنا منذ بداية الأزمة على ثوابت لم تحِد عنها دولة قطر، وهي: أولا: الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سوريا الشقيقة أرضا وشعبا. ثانيا: تحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة. ثالثا: دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة».
وأضاف: «إن الشعب السوري، سليل الحضارة العريقة والثقافة الأصيلة والعروبة الصادقة، جدير بحياة حرة كريمة آمنة، يتداول أبناؤه الحكم العادل، يوحدهم الانتماء إلى الوطن دون قمع أو إقصاء أو تهميش، ولعل من المهم أن نؤكد دائما حرصنا على وحدة سوريا، أرضا وشعبا، وهي مسؤولية أخلاقية وتاريخية نتحملها جميعا، ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها، كما نؤكد على الوحدة الوطنية التي تستوعب الجميع ولا تستثني أحدا، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا حجر ولا تمييز بين مواطنيه وبحيث يكون الوطن للجميع وبالجميع».
وأبدى الشيخ حمد أسفه أن «يدخل النظام السوري في مواجهة عسكرية مع شعبه، ويرفض جميع نداءات الإصلاح الجدي والمبادرات السياسية العربية حتى بلغت الكارثة حدا لم يعد معه الشعب السوري العزيز ليقبل بأقل من الانتقال السلمي للسلطة الذي نص عليه قرار جامعة الدول العربية في 22 يوليو (تموز) 2012».
وأكد أن التاريخ سيشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته، مثلما سيشهد على من خذله، وقال: «إننا نكرر ما طالبنا به مجلس الأمن، بأن يقف مع الحق والعدالة، ويستجيب لصوت الضمير الإنساني ضد الظلم وقهر الشعوب، وأن يستصدر قرارا بالوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية».
وجدد الالتزام بالاستمرار في تأمين المساعدة الإنسانية للشعب السوري، وحث كل دول العالم على ذلك، مؤكدا على أهمية عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا فور عملية انتقال السلطة، وفقا لإرادة الشعب السوري، ومشددا على أنهم مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح شريطة أن لا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء، وقال: «إنني لأرى، قريبا، سوريا العظيمة تنهض من الركام لتبني مجدها من جديد». وكانت وقائع الجلسة الافتتاحية للقمة قد بدأت بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم وجه الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر رئيس القمة الدعوة إلى أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وإلى غسان هيتو رئيس الحكومة السورية المؤقتة، لشغل مقعد الجمهورية العربية السورية في القمة.
ودعا أمير قطر إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة مصر، ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتي فتح وحماس، وتكون مهمة هذه القمة أن لا تنفض قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقا لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد، وعلى أساس اتفاق القاهرة عام 2011 واتفاق الدوحة عام 2012، الذي يشمل تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية، والاتفاق على موعد إجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة، ومن يتخلف أو يعرقل فسيتحمل مسؤوليته أمام الله والوطن والتاريخ.
وطالب أمير قطر بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار، على أن يتم التنفيذ فور انفضاض القمة، معلنا عن مساهمة بلاده بربع مليار دولار على أن يستكمل باقي المبلغ من قبل الدول العربية القادرة، وقال: «أقترح أن يتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة هذا الصندوق، ولا يفوتني في هذا المجال أن أشير إلى الحصار الذي يعاني منه قطاع غزة والتأكيد على ضرورة التعاون والعمل من أجل تمكين إخوتنا هناك من التغلب عليه وتفعيل كل القرارات الخاصة بإعادة إعمار القطاع».
وتحدث الشيخ حمد في كلمته عن التحول التاريخي الذي تمر به الأمة العربية حاليا، والذي يتطلب التعامل معه بفكر جديد وأساليب جديدة وبإرادة حقيقية للتغيير، وقال: «بالإصلاح تستقر أنظمة الحكم، وبالإصلاح تطمئن الشعوب إلى حاضرها ومستقبلها، وبالإصلاح ترتفع معدلات الإنتاج والتنمية ونوفر الحياة الكريمة الآمنة لدولنا وشعوبنا، وبالإصلاح نكسب احترام العالم ونصبح قوة فاعلة ومؤثرة فيه».
وأكد أنه يتعين الوقوف بجانب دول الربيع العربي لاجتياز المرحلة الانتقالية الصعبة، التي تتبع أي ثورة شعبية، مشيرا إلى أنه لا يجوز أن يراهن أحد على حالة الفوضى وعدم الاستقرار في هذه الدول لتنفير الناس من التغيير.
وأشار إلى التطورات الاقتصادية المتسارعة إلى ترسيخ وتفعيل التعاون لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، لما ينطوي عليه ذلك التعاون من أبعاد استراتيجية في ظل التوجهات العالمية لقيام تكتلات اقتصادية كبرى.
وأكد دعم تطوير الجامعة العربية بما يتفق والمرحلة الراهنة للمحيط الإقليمي والدولي، وبما يعزز قدراتها في التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة والحفاظ في الوقت ذاته على المبادئ والأهداف التي تأسست الجامعة عليها.
وبيّن أن عملية إصلاح وتطوير الجامعة ينبغي أن تستلهم في المقام الأول تطلعات الشعوب العربية وتلبية مطالبها المشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية وفي التضامن العربي الحقيقي.
ودعا إلى إنشاء صندوق معاشات للأمانة العامة لجامعة الدول العربية في أداء المهام الموكلة إليهم ورغبة في توفير الحياة الكريمة بعد سنوات العمر الطويلة التي قضوها في خدمة الجامعة، وأعلن عن استعداد دولة قطر للمساهمة في تأسيس هذا الصندوق بمبلغ 10 ملايين دولار.
من جهته أكد أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الشعب السوري قد دفع ثمن حريته من دمه، وقراره ينبع من مصالحه، ويرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره.
وقال الخطيب، في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الرابعة والعشرين أمس، إن اختلاف وجهات النظر الإقليمية والدولية قد ساهم في تعقيد المسألة في سوريا، وقد تتقاطع المصالح مع بعض الجهات، ولكن الثورة السورية صنيعة نفسها والشعب السوري وحده هو الذي فجرها وهو الذي سيقرر مصيرها. وأضاف: «إن أكثر السوريين صار زاهدا تجاه أي مؤتمر دولي ما دام يعجز عن تمرير الحد الأدنى من الدعم لحرية السوريين»، متسائلا: «هل يحتاج تقرير حق الدفاع عن النفس إلى سنوات يذبح فيها الشعب السوري بطريقة ممنهجة وواضحة؟».
ولفت إلى أن جامعة الدول العربية قدمت مبادرة شجاعة بتقديم مقعد سوريا إلى الشعب السوري بعد مصادرة قراره لمدة نصف قرن، وقال إن هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وإن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري، بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد.
وأكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن شعب سوريا هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه، وسيتفاهم أبناؤه ليعيش بعضهم مع بعض، أما الفكر المتشدد فهو نتيجة الظلم والفساد، وقال: «علينا أن نعالج المقدمات وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم تتحمل ما يجري من المذابح كل يوم».
وشدد على أن النظام السوري هو الذي يرفض أي حل للأزمة، وقال: «نحن نرحب بأي حل سياسي يحفظ دماء الناس ويجنب المزيد من الخراب، وقدمنا للنظام مبادرة إنسانية ليس فيها أي بند سياسي أو عسكري، وإنما فقط إطلاق سراح الأبرياء، ولكن النظام رفض بصلابة». وأضاف: «طلبنا إطلاق سراح المعتقلين وخصوصا النساء والأطفال، وإننا نؤثر الحل السياسي توفيرا لمزيد من الدماء والخراب، والثورة السورية لا تملك طائرات حربية ولا صواريخ سكود، والنظام وحده هو المسؤول الأول والأخير».
وتابع قائلا: «نحن نريد الحرية ولا نريد أن تمشي سوريا إلى مزيد من الخراب، ونريد أن نتعامل من خلال عدالة انتقالية وتفاهم وطني وحل سياسي واضح يقصي هذا النظام عن المزيد من التوحش والخراب».
وطالب الخطيب باسم الشعب السوري بالدعم بكل صوره وأشكاله من كل الأشقاء والأصدقاء، ومن ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس، ومقعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتجميد أموال النظام التي نهبها من الشعب وتخصيصها لإعادة البناء والإعمار، موجها الشكر إلى كل حكومات العالم التي تدعم الشعب السوري لنيل حريته، داعيا الجميع للإيفاء بالالتزامات التي وعدوا بها.
وقال إن المجتمع السوري مجتمع متمدن، اكتشفوا أنفسهم مع الثورة، وأنشأوا إدارات مدنية وأجهزة شرطة، ومحاكم، وقضاء، ومشافي تعمل تحت الأرض، ومدارس تحت القصف، وهناك عقبات كثيرة لكنّ هناك تصميما على الإنجاز، ومن الإنجازات مشروع حكومة مؤقتة، تم اختيار رئيسها غسان هيتو وكلهم ثقة به، وننتظر من الهيئة العامة للائتلاف الوطني تقديم برنامج رئيس الحكومة لمناقشته، كما أننا نفكر بتطوير الائتلاف إلى مؤتمر وطني جامع.
ورفض الخطيب الانتقادات الموجهة للمعارضة لسماحها بمشاركة مقاتلين أجانب في المعارك الدائرة في سوريا، وأكد وجود روس ومقاتلين من حزب الله إلى جانب النظام، وأوضح أن المعارضة ترحب بأي حل سياسي للأزمة، وأنها تقدمت بمبادرة «إنسانية» للنظام تشمل إطلاق سراح المعتقلين، ولكن النظام تعامل معها بصلف.
وحول دور الولايات المتحدة، قال الخطيب إنه طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمد مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع، وقال: «وما زلنا ننتظر قرارا من حلف الناتو حفاظا على الأبرياء وأرواح الناس وإعادة المهجرين إلى أوطانهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية». وقدم شكره لقطر التي تستضيف المؤتمر، والسعودية والأردن ولبنان وإقليم كردستان العراق وتركيا وليبيا ومصر والإمارات وتونس وكل الدول التي شاركت في المؤتمر، وكل من دعم حق الشعب السوري من أجل حريته، وطالبهم جميعا بتسهيل معاملات السوريين وإقاماتهم ودعمهم قدر الإمكان.
من جهته قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته أمام القمة العربية الرابعة والعشرين التي افتتحت بالدوحة أمس، إن القضية الفلسطينية هي دائما جوهر الصراع في المنطقة، مشددا على أنه لم يعد من المقبول الانخراط في مسار مفاوضات عقيمة أو القبول بمبادرات تفاوضية تتعامل مع قضايا فرعية وجزئية لتضييع الوقت وتكريس الاستيطان والاحتلال دون أن تتعامل بجدية مع جوهر أساس هذا الصراع.
وأعرب عن أمله في أن يكون التحرك الجديد للولايات المتحدة الأميركية مختلفا عما شاهدناه من تحركات غير مجدية طوال السنوات الماضية، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة اليقظة من خطر الوقوع مجددا في نفس أخطاء الماضي والتمسك بالموقف العربي الداعي إلى بلورة آليات ومنهجية جديدة للتفاوض تحت الإشراف المباشر لمجلس الأمن، وذلك للانتقال من إدارة الصراع إلى إنهاء الصراع في إطار زمني محدد وملزم.
وعن تطوير الجامعة العربية وأجهزتها وآليات عملها حتى تتمكن من ممارسة دور فاعل في معالجة التحديات والمتغيرات الراهنة التي تواجه العالم العربي، قال إنه تم تشكيل لجنة مستقلة رفيعة المستوى من شخصيات عربية ذات خبرة عالمية برئاسة الوزير الأسبق الأخضر الإبراهيمي، وقدمت هذه اللجنة اقتراحات محددة لتطوير الجامعة وآليات عملها، وبالفعل بدأ تنفيذ بعض الاقتراحات التي تدخل في إطار التكليف.
من جهته دعا أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إلى توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى الدور الذي يقوم به المنتدى العربي التركي الذي بات مؤسسة فاعلة في مجالي التعاون والتكامل بين تركيا وجامعة الدول العربية. وقال أوغلو في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة والعشرين للقمة العربية في الدوحة أمس إن بلاده تقف خلف قرارات جامعة الدول العربية، وسيظل هذا الدعم مستمرا في المستقبل لما يجمع بين الجانبين من تاريخ مشترك، مشددا على أن ما تشهده القمة العربية بالدوحة يمثل فصلا جديدا من فصول الديمقراطية والحرية لسوريا بعد أن وافقت الجامعة على منح مقعد سوريا لممثلي الشعب في هذه القمة. ودعا الجامعة العربية لدعم الحكومة الانتقالية في سوريا أمام مؤسسات المجتمع الدولي والتعامل بشكل حاسم وسريع ضد المخاطر والهجمات التي يتعرض لها الشعب السوري، مبينا أن تركيا تستضيف نحو 200 ألف لاجئ موزعين على 18 معسكرا ومخيما، بالإضافة إلى نحو 100 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات، تقدم تركيا لهم أفضل ما لديها لرعايتهم وتؤمن لهم الرعاية الصحية والتعليمية بصرف النظر عن الدين أو العرق.
ووجه أوغلو رسالة إلى من يدعمون النظام في سوريا بأن ممارساتهم مرفوضة كليا من قبل جامعة الدول العربية، منبها إلى خطورة ما سماه «التسرب» إلى الأردن وتركيا والعراق ولبنان، لافتا إلى أن ذلك يزيد بالفعل من مخاطر التطرف في المنطقة ويقوي شوكة الإرهاب، مؤكدا في هذا الصدد أن توحيد جهود تركيا والجامعة العربية أمر ضروري لوقف هذه المخاطر.
وحول الملف الفلسطيني أعلن أوغلو وقوف بلاده خلف فلسطين حتى تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كدولة حرة عاصمتها القدس الشريف.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية كلمة للدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكد فيها تضامن المنظمة ودعمها المتواصلين لقضايا وشواغل الأمة العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، داعيا في الوقت نفسه قادة وزعماء الشعوب العربية إلى نصرة أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في ميانمار، واستعمال نفوذهم وعلاقاتهم لمطالبة القوى الفاعلة والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لتمكينهم من حقوقهم المشروعة في المواطنة الكاملة.
من جانبه دعا أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي إلى رفض استعمال أساليب القتل والعنف ضد السوريين، مطالبا الدول المنخرطة في الصراع السوري بـ«أن ترفع يدها عن دعم النظام السوري بالسلاح».
وبيّن خلال اجتماع القمة العربية أمس إلى تأييد اعتبار الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السوري ممثلا وحيدا للشعب السوري، مدينا أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لأي بلد، معتبرا قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، مطالبا في الوقت نفسه بالضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ووقف الاستيطان.
 
«إعلان الدوحة» يشدد على دعم وحدة الأراضي السورية ويناشد الفلسطينيين إنهاء انقسامهم.. شجب آلة القتل التابعة للنظام السوري

جريدة الشرق الاوسط... الدوحة: مساعد الزياني .. دعم البيان الختامي للقمة العربية في الدورة العادية الرابعة والعشرين (إعلان الدوحة)، تسلم الائتلاف الوطني المعارض كرسي التمثيل السوري في الجامعة العربية باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، في الوقت الذي شدد فيه على دعم الجامعة العربية لوحدة الأراضي السورية.
وتلا أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، البيان الختامي للقمة، والذي تضمن رفض الجامعة للانتهاكات الإسرائيلية في الجولان السورية، وتأكيد أن ضم الجولان باطل وغير قانوني، إضافة إلى دعم صمود الشعب السوري في الجولان.
كما ندد البيان بشدة التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه، واستمرار عمليات العنف والقتل الجماعي التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري. وأضاف: «نؤكد الجهود السياسية لحل الأزمة السورية، ونشجب بشدة استخدامه للأسلحة الثقيلة والطيران الحربي وصواريخ سكود التي تقصف الأحياء والمناطق». وأشاد «إعلان الدوحة» بالدول المجاورة لسوريا باستقبالهم اللاجئين السوريين وإغاثتهم، ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية للنازحين، وتأكيد دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة، ومواصلة تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين في الأردن ولبنان.
ودعت القمة المجتمع الدولي إلى المشاركة الفعلية من أجل إعادة إعمار سوريا من خلال الدعوة لعقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة، بهدف تأهيل البنية التحتية الأساسية لجميع القطاعات المتضررة جراء ما حصل من تدمير واسع النطاق، في الوقت الذي حث فيه المجتمع الدولي والجميع على الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، مطالبا كل المؤسسات الإقليمية والدولية بتقديم كل أشكال المساندة والدعم لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه.
وكان البيان الختامي للقمة قد ركز على عدد من القضايا العربية التي تمت مناقشتها في الجلسة العادية ودعم التوصيات المقدمة من القادة العرب، في الوقت الذي رحب فيه بمبادرة أمير قطر بشأن إنشاء صندوق باسم دعم القدس بموارد مالية قدرها مليار دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، ودعم الاقتصاد الفلسطيني.
وأكد البيان حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية، ودعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تكفل قبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة.
ورفض «إعلان الدوحة» نيات إسرائيل إعلانها دولة يهودية وكل الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب الرامية إلى تغير الواقع الديموغرافي لفلسطين المحتلة.
وناشد البيان القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية إنهاء حالة الانقسام وإتمام المصالحة وتنفيذ اتفاق القاهرة و«إعلان الدوحة»، كما طالب بدفع التعويضات للشعب الفلسطيني عن أضرار الحصار، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ودعم المقاومة وصد العدوان عن القطاع.
كما دعم إعلان الدوحة الموقف القاضي بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم القادة السياسيون والبرلمانيون والأطفال والنساء، وأدان الاستيطان والضغط الدولي على إسرائيل لوقفه مباشرة، ودعم الجامعة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة وفتح جميع المعابر.
كما جددت الدول العربية تضامنها الكامل مع لبنان، ومساندته سياسيا للمحافظة على الهوية اللبنانية وبسط سيادته على أراضيه، إضافة إلى دعم الجيش اللبناني لبسط الاستقرار، وتأكيد دعم لبنان مقاومة وصمودا لاستعادة مزارع شبعا.
وفيما يتعلق بليبيا أكد البيان التضامن الكامل معها، في ممارسة حقها في الحفاظ على سيادتها، واستقلال وحدة أراضيها، رافضا أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الخارجية، داعيا إلى إقامة تعاون فعال من أجل استعادة الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج.
والتزم البيان بوحدة اليمن والرفض لأي تدخل في شؤونه الداخلية، إضافة إلى إدانته لاستمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، والتضامن مع السودان والترحيب بالتوقيع السودان مع جنوب السودان، لاتفاقيات التعاون التسع، والترحيب بالنجاح في الصومال للتقدم الحاصل في العملية السياسية وانتخاب رئيس الدولة ورئيس البرلمان.
وأكد «إعلان الدوحة» دعم الحوار الوطني في البحرين، وذلك بهدف تحقيق الانسجام والوئام الوطني وتقريب الرؤى ووجهات النظر، بما يخدم المصلحة العليا وآمال الشعب البحريني.
كما أكد البيان حرصه الكامل على الوحدة الوطنية لجزر القمر وسلامة أراضيها، مقدرا الجهود المشتركة التي تبذلها جامعة الدول والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول الجوار لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، كما أكد أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد نهائي لسباق التسلح الذي تشهده المنطقة، رافضا كل المحاولات الرامية لتحميل الدول العربية مسؤولية فشل المنظمين للمؤتمر الدولي حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية.
كما أعرب عن استيائه الشديد للأوضاع في ميانمار، والتي تعاني فيها أقلية الروهنجة المسلمة، إضافة إلى تأكيد إنهاء الخلافات العربية أيا كانت طبيعتها، وتقديم كل أشكال الدعم للدول الأعضاء.
 
«الجيش الحر» يطلق معركة «زلزلة الحصون» ويقاتل على 6 جبهات في دمشق.. مع استخدامه الصواريخ ينقل الحرب من المواجهة المباشرة إلى القصف بعيد المدى

لندن - بيروت: «الشرق الأوسط» ... تدخل المعارك الدائرة في دمشق ومحيطها فصلا جديدا مع إضافة الجيش الحر تكتيك «المواجهة غير المباشرة» عبر القصف الصاروخي لقلب العاصمة دمشق لاستراتيجيته في «المواجهة المباشرة» عبر خطوط التماس في شرق العاصمة وجنوبها.
وكانت المعارك حتى الأمس القريب تعتمد على الاشتباك المباشر بين القوات النظامية وكتائب الجيش الحر في خطوط التماس على الطريق الدائري الذي يفصل العاصمة عن ريفها، لكن قوات النظام كانت تتمتع بدعم صاروخي من الخلف، مما كان يكسبها مزيدا من القوة في مواجهة الأسلحة الفردية والمضادة للدروع التي يمتلكها الجيش الحر.
ومع إعلان الجيش الحر انطلاق معركة «زلزلة الحصون» يدخل الجيش الحر سلاحا آخر في معركته للسيطرة على دمشق، فالصواريخ تسقط الآن على ساحة الأمويين وقصر الضيافة ومنطقة البرامكة، وهي مناطق لا يستطيع الجيش الحر الوصول إليها في الحالات العادية؛ لأنها محكمة السيطرة عسكريا وأمنيا.
وحول خريطة المعارك في دمشق، أشار علاء الباشا، الناطق باسم لواء الشام، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحر» يقاتل على 6 جبهات بهدف استنزاف الجيش النظامي.
ويضيف أن الجبهة الأقوى والأبرز تتركز الآن في محيط ساحة العباسيين، حيث يوجد عناصر المعارضة في سوق الهال والمنطقة المحازية لمجمع 8 آذار. ولا تقل أهمية جبهة داريا - المعضمية عن العباسيين، فالفرقة الرابعة مدعمة بغطاء صاروخي من مطار المزة العسكري تحاول اقتحام داريا منذ أكثر من ستة أشهر.
وبالإضافة إلى هاتين الجبهتين، يشير الباشا إلى جبهات مخيم اليرموك بدمشق وعدرا، ممر الإمداد إلى حمص، والتل ورنكوس بريفها.
وبالعودة إلى الصواريخ المطلقة على دمشق أمس، أشار شهود عيان إلى أن رشقتين من قذائف الهاون سقطتا ظهرا في قلب العاصمة، وبينما سقطت الرشقة الأولى، وهي عبارة عن أربع قذائف، على مدرسة البرامكة المحدثة للإناث مقابل مدخل مدينة تشرين الرياضية وسط العاصمة، وحي البختيار الملاصق لحي البرامكة، والطريق الواصل بين البرامكة وساحة كفرسوسة، سقطت الرشقة الثانية، وكانت عبارة عن 6 قذائف، على قلب دمشق أيضا في منطقتي البرامكة والحلبوني اللتين تحتويان على مبنى وكالة الأنباء السورية (سانا)، والتجمع الإداري لجامعة دمشق وجامعة دمشق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الصواريخ المتساقطة على وسط العاصمة لليوم الثالث على التوالي سلاح ذو حدين؛ فهي من جهة ستودي بحياة مدنيين لا ناقة لهم ولا جمل بالمعركة، وربما سيؤدي هذا إلى استغلالها من قبل نظام الأسد. وفي هذا الصدد نقلت وكالة الأنباء السورية أمس عن مصدر مسؤول قوله إن قذائف هاون سقطت في محيط مشفى دمشق في منطقة المجتهد، وقرب جامع ضرار في منطقة باب شرقي، وفي حرم كلية الحقوق.. ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين، وإلحاق أضرار مادية في المكان.
لكن الجيش الحر كان واعيا لهذا الخطر، إذ نبه سكان وسط العاصمة إلى ضرورة الابتعاد عن المقار الأمنية والعسكرية والحساسة في قلب دمشق، وذلك في بيان وزع مطلع هذا الأسبوع. وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد أن «الحر» «لا يستهدف المدنيين، بل المقار العسكرية والأهداف الأمنية، لكن النظام السوري يعمد إلى قصف المناطق التي تتعرض لهجوم من (الحر)، بعده مباشرة، للإيحاء بأن الجيش الحر يستهدف المدنيين، بينما الواقع أنه يقتل المدنيين ويستهدفهم بدم بارد».
أما الجانب الإيجابي الذي يتطلع الجيش الحر لتحقيقه من استخدامه للصواريخ فهو جعل كل مناطق دمشق غير آمنة وإخلاء السكان منها، وتاليا تحويلها لساحة معركة من شأنها أن تزيد الخناق على نظام الأسد الذي بات يتحصن غرب دمشق في مثلث أمني رؤوسه القصر الجمهوري، ومقر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، ومطار المزة العسكري.
في غضون ذلك واصلت قوات النظام قصفها المدفعي العنيف على بلدات ومدن ريف دمشق، وتركز القصف براجمات الصواريخ على الغوطة الشرقية، كما أطلق عدد من قذائف الهاون على حي برزة شمال دمشق، حيث ما تزال الاشتباكات تتواصل هناك. وفي شرق العاصمة شوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من منطقة خلف مشفى العباسيين ناجمة عن حريق شب إثر القصف على بلدة جوبر شرق دمشق، كما هز انفجار ضخم أحياء شمال شرقي العاصمة ناتج عن سيارة مفخخة انفجرت داخل هيئة الإمداد والتموين العسكرية في حي شرق ركن الدين، مساء أمس.. ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص حسب «سانا».
وغير بعيد عن دمشق، سيطر الجيش الحر على كتيبة المدفعية في بلدة عين التينة في القنيطرة أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المصدر ذاتها بأن القوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على حي بابا عمرو في محافظة حمص بعد أقل من ثلاثة أسابيع من دخول الجيش الحر له.
 
«الجيش الحر» يرفض اتهام المعارضة.. الائتلاف يستنكر محاولة اغتيال الأسعد

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... لا يزال العقيد رياض الأسعد، وبعد يومين على تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة الميادين في دير الزور، أدت إلى بتر ساقه اليمنى، يرقد في أحد مستشفيات إسطنبول بتركيا حيث يخضع لعناية مركزة بينما وضعه النفسي جيد جدا ومعنوياته مرتفعة، بحسب ما أكد نائبه العقيد مالك الكري الذي التقاه أمس مع عائلة الأسعد في المستشفى.
وفي حين أجمعت قوى المعارضة على إدانة الحادث متهمة النظام به، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن «الأسعد، كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، يقطع بواسطتها جميع المنافذ المؤدية إلى الساحل». لكن من جهته، نفى الكردي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الخبر، قائلا: «هذا الأمر ليس صحيحا ولا يعدو كونه استنتاجا»، نافيا كذلك، ما سبق لعضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح أن أعلنه، أن استهداف الأسعد جاء إثر قيامه بمباحثات من أجل فتح جبهة طرطوس، مضيفا: «هذا عمل عسكري خاص، ولا أحد يعلم بتفاصيل الخطط والقرارات التي نتخذها أو ننفذها، وبالتالي لا يمكننا الإفصاح عنها، مع التأكيد على أن مهمتنا مستمرة وعملنا لن يتوقف قبل إسقاط النظام المجرم»، مشيرا إلى أن زيارة الأسعد إلى دير الزور كانت بدورها سرية ولم يتم إبلاغ أحد بها، حتى المجلس العسكري في المنطقة، لكن، شبكات النظام وعملاءه منتشرون في كل مكان، حتى في تلك المناطق التي نسيطر عليها، والنظام يقوم بعمليات بحث وترصد مستمرة لنا بهدف استهدافنا، والدليل على ذلك، أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الأسعد وغيره من قادة الجيش الحر إلى محاولات الخطف والاغتيال.
وعن مدى صحة المعلومات التي ترددت حول قيام جبهة النصرة بهذه العملية لا سيما أنه تم نشر بيان في هذا السياق، اعتبر الكردي أن هناك من يحاول تعميق الخلافات بين قيادة الجيش الحر وجبهة النصرة، لكن لا صحة لهذه الأخبار، مؤكدا أن الاختلاف في وجهات النظر مع أي جهة من المعارضة لم ولن تصل إلى حد العداء والاغتيال. كذلك، رأى الكردي أن ما يحصل ليس اختراقا للجيش الحر إنما هو نتيجة طبيعية لوجود الطرفين في مناطق متداخلة بين سيطرة المعارضة وسيطرة قوات النظام، الأمر الذي يمكنهم من القيام بعمليات كهذه، والأمر نفسه ينطبق علينا.
وكانت صحيفة «الغارديان» قد أشارت إلى أن الأسعد كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، مشيرة إلى أن قادة المعارضة السورية يرون أن الصراع في سوريا يمكن أن ينتهي في غضون شهر واحد في حال حصولهم على الأسلحة المناسبة. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه «في حال خسر الرئيس الأسد العاصمة السورية، فإنه سينقل أسلحته الثقيلة إلى أعالي الجبال المطلة على دمشق».
من جهته، أدان الائتلاف الوطني السوري محاولة اغتيال الأسعد، معتبرا في بيان له، «أن هذا الاعتداء الآثم الذي حصل على الأراضي السورية، يضيف صفحة جديدة لسجل نظام مافيا الأسد الإجرامي الذي ارتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية في سوريا. ويعرف سجله الإجرامي في الاغتيال معظم دول الجوار، ويتذكر الأوروبيون سجله الحافل على أراضيهم، كما تتذكر الولايات المتحدة سجله الحافل في رعاية الإرهاب ضد رعاياها». ودعا الائتلاف «الشعب السوري الصامد في وجه أعتى استبداد، إلى المزيد من التكاتف من أجل الإسراع في إزالة النظام الذي اتخذ من إرهاب الدولة سياسة قاتلة لإذلالهم». كما دعا كل الدول والقوى العالمية التي تعرضت لإرهاب نظام الأسد الأب والابن للوقوف مع الشعب السوري في تحركه لإقامة نظام يؤمن بالحرية والعدالة ويسعى لنشرها في سوريا. الإدانة نفسها، جاءت أيضا من قبل «تيار التغيير الوطني» المعارض، مؤكدا في بيان له، «على مدى الخطورة التي يمثلها هذا القائد العسكري الحر، على نظام الأسد وعصاباته، ومتمنيا له الشفاء العاجل، لاستكمال مهمته الوطنية الرائدة، حتى النهاية الحتمية لهذا السفاح».
 
المعارك بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في الجولان على مرأى من السياح الإسرائيليين... وسط تأكيد من تل أبيب أن لا خطر من تدهور عسكري مع دمشق
 
تل أبيب: «الشرق الأوسط» ... يمضي آلاف الإسرائيليين عطلة عيد الفصح اليهودي في المناطق الشمالية الجبلية ويستجم كثير منهم في هضبة الجولان السورية المحتلة. ونسبة كبيرة منهم تصل إلى حدود خط وقف إطلاق النار كي يتفرجوا من هناك على المعارك الدائرة في الطرف الشرقي من الحدود، ما بين قوات النظام السوري والمعارضة ممثلة في الجيش الحر.
ففي عدة مواقع من الحدود، يمكن مشاهدة إطلاق النار بين الطرفين بالعين المجردة، علما بأن المعارضة تسيطر على عدد من القرى الحدودية. وتهاجم مواقع جيش النظام القريبة، أو ترد على هجمات قوات النظام.
وكانت بعض القذائف من الطرفين قد أطلقت باتجاه القوات الإسرائيلية في نهاية الأسبوع، وردت عليها بتدمير موقع عسكري للجيش. ثم أعلن الجيش حالة تأهب، وزاد من دورياته ومن طلعات طائرات الهليكوبتر المقاتلة. وبدا أن التوتر يتصاعد. لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، طمأن الإسرائيليين المحتفلين بعيد الفصح ودعاهم إلى الصعود إلى الجولان للاستجمام. وقال في تصريحات لإذاعة الجيش إنه لا يتوقع تصعيدا مع السوريين. وقال: «مع أن الوضع يتسم ببعض الحساسية الزائدة، إلا أنني أتوجه إلى الجمهور بأن يذهب إلى هضبة الجولان للاستجمام، فلا يوجد خطر عليهم».
وتابع غانتس: أن «جيشه يتابع ببالغ الاهتمام واليقظة ما يدور وراء الحدود، ويرى جنوده بالعين المجردة المعارك الطاحنة. ولكن إسرائيل أوصلت رسالة إلى الطرفين أن يحذروا من المساس بأي موقع إسرائيلي، لأن إسرائيل سترد فورا وبكل قسوة. وتدفق الإسرائيليون فعلا إلى الجولان، أمس وأول من أمس».
وتمتد الحدود بين إسرائيل وسوريا في هذه المنطقة المحتلة على طول 62 كيلومترا. ويقيم الجيش الإسرائيلي فيها سياجا أمنيا جديدا محصنا ومزودا بالأجهزة الإلكترونية وعدسات التصوير، فضلا عن حقول الألغام الجديدة التي تم زرعها. وتتجول الدوريات العسكرية الإسرائيلية بكثافة زائدة تحسبا لاختراق الحدود من أطراف معادية.
وأعلن سامي مالكا، رئيس مجلس المستوطنات في هضبة الجولان السورية المحتلة، أن الفنادق والفيلات الفندقية ملئت بالمستجمين الإسرائيليين والسياح. والمستجمون يقفون في طوابير أمام المطاعم والمتاحف في المستوطنات وكذلك في القرى الدرزية في الجولان. ويقيمون الخيام أمام نهر البانياس وشلالاته الجميلة. وقال إن الحوادث الأخيرة كانت فردية ولم تكن إسرائيل والإسرائيليون مقصودين فيها. فالسوريون مشغولون بأنفسهم. وأضاف: «نحن طلاب حياة، وعلينا أن نتمسك بوجودنا في الجولان بقوة، من خلال القناعة بأننا سنعيش هنا سنين طويلة جدا».
 
القوات النظامية تستولي على بابا عمرو... ومجزرة أطفال ونساء قرب حمص
لندن، دمشق، عمان، بيروت، الدوحة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استمرت أعمال القتل والاشتباكات والقصف المدفعي والغارات الجوية والعمليات العسكرية في مختلف أنحاء سورية بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في الدوحة. وركز معارضون عملياتهم على العاصمة دمشق في وقت استعادت القوات النظامية حي بابا عمرو في حمص في عملية رمزية تستهدف هيبة المعارضة بعد تسلمها مقعد سورية في القمة العربية. وارتكب «الشبيحة» من أنصار النظام مجزرة أطفال ونساء في قرية إبل قرب حمص.
وبث التلفزيون السوري الحكومي نبأ عاجلاً أمس تحدث عن انفجار سيارة ملغومة في دمشق ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين.
وذكر أن الانفجار «نفذه انتحاري بسيارة ملغومة في منطقة ركن الدين شمال شرقي دمشق».
ونقلت قناة «الإخبارية» السورية عن شهود «أن تفجير السيارة المفخخة الانتحارية تم بالقرب من هيئة الإمداد والتموين في شارع برنية» التابعة للجيش السوري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن عسكريين سقطوا نتيجة السيارة المفخخة».
وقال أحد سكان المنطقة لوكالة «فرانس برس» إن «دوي الانفجار كان قوياً ما أسفر عن تحطم زجاج عدد من المنازل والمحال التجارية الواقعة بالقرب من مكان الانفجار، كما علت سحب الدخان في مكان الانفجار». وسمع دوي الانفجار في منطقة السبع بحرات التي تبعد حوالى كيلومترين عن مكان الانفجار.
وذكر المرصد أن أعمدة النيران شوهدت عالية في حي جوبر نتيجة قصف مركز على المنطقة، وتحدث نشطاء عن قذائف هاون «أطلقت» على وسط دمشق. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى نتيجة سقوط قذائف في محيط الوكالة الأنباء في منطقة البرامكة وسط دمشق.
وتحدثت الوكالة عن أن «طفلة استشهدت وأصيب عدد من الطلاب نتيجة سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على مجمع المدارس في منطقة البرامكة».
وأشارت إلى أن عدداً من التلاميذ أصيبوا بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على مدرسة في منطقة البختيار في دمشق، إضافة إلى سقوط قذائف هاون على جامع ضرار وكلية الحقوق ومستشفى دمشق «ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى بين المواطنين».
وسقطت قذائف في محيط مستشفى دمشق في منطقة المجتهد وقرب جامع ضرار في منطقة باب شرقي وفي حرم كلية الحقوق ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين وإلحاق أضرار مادية في المكان.
ولاحظ مراقبون أنه منذ الأحد الماضي بدأت قذائف هاون تتساقط يومياً على وسط العاصمة السورية، واستهدف بعضها قصراً رئاسياً ومراكز أمنية ومقر «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» الحكومية.
وشهدت دمشق تفجيراً الخميس في أحد مساجد حي المزرعة (شمال) وأودى بالعلامة السنّي البارز محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده وبحياة عشرات المصلين وأصيب 84 آخرون بجروح.
وانفجرت أربع سيارات مفخخة في 21 شباط (فبراير) في دمشق، فجر إحداها انتحاري قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة وأسفرت عن مقتل 61 شخصاً، بينهم 17 عنصراً من قوات النظام. وبين الضحايا أطفال كانوا في المدارس.
كما وقعت ثلاثة تفجيرات أخرى متزامنة تقريباً في منطقة برزة استهدفت مقار أمنية وقتل فيها 22 شخصاً، بينهم 19 عنصراً من قوات النظام، وفق المرصد.
وشهدت العاصمة السورية عدداً من التفجيرات على مدى سنتين استهدفت على الخصوص فروعا أمنية.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن تعرض بلدات ومدن زملكا وكفربطنا وعين ترما ودير العصافير «لقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى استشهاد طفل في بلدة كفربطنا وسقوط عدد من الجرحى، كما سقطت قذائف عدة على ضاحية جرمانا».
وقتل مدني وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين في وسط دمشق أمس الاثنين، وفق ما ذكر تلفزيون «الإخبارية السورية» الرسمي.
وأعلن صباح أمس أن القوات النظامية استعادت السيطرة على حي بابا عمرو في مدينة حمص بعد أقل من ثلاثة أسابيع من دخول مقاتلي المعارضة إليه.
وذكر المرصد «تمكنت القوات النظامية السورية من إعادة سيطرتها في شكل كامل على حي بابا عمرو بعد أكثر من أسبوعين من تمكن مقاتلين من كتائب مقاتلة اقتحامه والسيطرة على حارات فيه».
وكانت القوات النظامية سيطرت على الحي للمرة الأولى في مطلع آذار (مارس) 2012 إثر قصف ومعارك استمرت حوالى شهر جعلت بابا عمرو شهيراً في وسائل الإعلام العالمية، ودفعت في اتجاه عسكرة أكبر للأزمة السورية.
وشن مقاتلون معارضون هجوماً مفاجئاً على الحي في 10 آذار الجاري وتمكنوا من دخوله. ولم تهدأ المعارك في محيطه منذ ذلك الوقت.
وتعرض الحي خلال الأيام الماضية «لقصف عنيف من القوات النظامية التي استخدمت الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ والدبابات».
وتسيطر القوات النظامية على حوالى 80 في المئة من مدينة حمص التي يلقبها ناشطون بعاصمة الثورة السورية.
في ريف المدينة، أفاد المرصد عن العثور على جثامين 13 مواطناً بينهم أربعة أطفال وخمس نساء عند أطراف قرية إبل.
وأشار المرصد إلى أنهم «استشهدوا حرقاً وذبحاً بالسكاكين»، ونقل عن نشطاء من المنطقة «اتهامهم مسلحين تابعين للنظام بارتكاب هذه المجزرة».
وبثت الهيئة العامة للثورة السورية شريطاً مصوراً بينت فيه صوراً لعدد من الأبنية في حمص مدمرة بالكامل، ومحال تجارية مهدمة.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله «إن وحدات عسكرية تصدت لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة الاعتداء على سجن تدمر العسكري بريف حمص وأوقعت في صفوفها خسائر فادحة».
وأضاف المصدر «تم إيقاع معظم أفراد المجموعات الإرهابية بين قتيل ومصاب وتدمير أدوات إجرامهم التي استخدموها في الاعتداء».
وأشار إلى أن «وحدة من الجيش تصدت لمجموعة إرهابية حاولت الاعتداء على الممتلكات العامة في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة تدمر وبالقرب من المحطة الثانية لضخ النفط وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفها».
وفي مناطق أخرى من البلاد، قامت القوات النظامية بقصف مدن داعل وجاسم وانخل في محافظة درعا.
وأفادت المعارضة بأن 11 شخصاً أعدموا في حاجز المليبية في الحسكة في شمال شرقي البلاد، مشيرة إلى أن ثمانية من الضحايا هم من أبناء دير الزور القريبة من الحسكة. ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجثثهم وبدت عليها أثار تعذيب.
 
 القمة العربية تحتضن الثورة السورية وعلمها
الدوحة - محمد المكي احمد
لندن، دمشق، نيويورك - «الحياة» - في تطور تاريخي وغير مسبوق في تاريخ القمم العربية احتضنت قمة الدوحة امس المعارضة السورية ممثلة بـ «الائتلاف الوطني»، ورفعت علم الثورة الذي اعتمدته المعارضة بديلاً من العلم المعروف للدولة السورية، كما دعا رئيس القمة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو والوفد المرافق الى الجلوس في المقاعد المخصص لسورية، وسط تصفيق الحاضرين. واختتمت القمة اعمالها مساء ببيان ختامي، وقرار عن سورية نص على حق كل دولة في تسليح المعارضة السورية. وتقرر عقد القمة المقبلة في الكويت.
ووصف الخطيب في كلمة تميزت بنبرتها العاطفية قرار الجامعة العربية بمنح مقعد سورية الى الشعب السوري بانه «مبادرة شجاعة». وقال أن «هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وأن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد». وذكر الخطيب انه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان يتم مد مظلة صورايخ «باتريوت» لتشمل الشمال السوري. وأضاف: «ما زلنا ننتظر قرارا من حلف الناتو حفاظا على الأبرياء وأرواح الناس وإعادة المهجرين إلى أوطانهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية». وشدد على ان «شعب سورية هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه، وسيتفاهم أبناؤه ليعيشوا مع بعضهم البعض» وقال إن «الفكر المتشدد فهو نتيجة الظلم والفساد وعلينا أن نعالج المقدمات وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم تتحمل ما يجري من المذابح كل يوم».
وفي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امام القمة والتي القاها نيابة عنه رئيس وفد المملكة ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، اكدت الرياض ان «نظام الأسد ماض قدما في افساد اي مبادرة لحل الازمة سياسيا»، وان «وتيرة القتل والتدمير مستمرة وتحدث امام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والنظام السوري يستخدم شتى انواع الاسلحة ضد شعبه». وحذر الملك عبدالله من «انعكاسات خطيرة للازمة السورية على امن المنطقة واستقرارها»، داعيا المجتمع الدولي الى انهاء انقسامه ازاء القضية السورية من خلال دعم المعارضة. وحض على «جمع كلمة الفلسطينيين ونبذ الخلافات في ما بينهم»، مشددا على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه مع حرص المملكة على تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وكان أمير قطر دعا في كلمة افتتاح المؤتمر الى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة برئاسة مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما اقترح انشاء صندوق خاص بالقدس وأهلها برأسمال بليون دولار تقدم قطر 250 مليونا منها. وشدد على ان موقف بلاده من الازمة السورية «بُني على ثوابت لم تحد عنها وهي أولاً الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سورية الشقيقة أرضاً وشعباً، وثانيا تحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة، وثالثاً دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة».
وقال مصدر رفيع المستوى يشارك في اجتماعات القمة لـ «الحياة» أن «اعلان الدوحة» الذي سيصدر في ختام اعمالها اليوم سيدعو الى «اعادة النظر في كل المقاربة الخاصة بالتحرك العربي على المستوى الدولي، واقرار دعم عربي لصمود الشعب الفلسطيني سياسيا وماليا»، كما سيدعو الى ارسال وفود عربية على مستوى عال لزيارة عواصم القرار الدولية وشرح الموقف العربي من عملية السلام.
ودعا الناطق باسم وفد «الائتلاف» خالد الصالح الدول العربية الى اعتراف قانوني بالمعارضة له تبعاته على صعيد التمثيل الديبلوماسي بحيث تتولى هيئات المعارضة مسؤولية الخدمات القنصلية للسوريين في كل الدول.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر القمة ان «مطلبنا الآن لكل الدول العربية أن يتم توزيع المساعدات للسوريين في المناطق المحررة التي تشكل نحو 60 في المئة من الأراضي السورية». وندد بموقف الامم المتحدة التي قال أنها تصر على توزيع مساعدات في مناطق يسيطر عليها النظام. وسئل هل عدل الخطيب عن استقالته، فأجاب: «لا أستطيع القول إنه عدل عن الاستقالة، لكن الهيئة الرئاسية (في الائتلاف) لم تقبلها واحالتها على الهيئة العامة، وغالبية أعضاء الائتلاف ضد الاستقالة ويريدونه أن يواصل قيادة الائتلاف. وآمل أن يعود عن الاستقالة».
ورحب القادة، في جلستهم المسائية، بحسب نص قرار حول سورية تحت عنوان «تطورات الوضع السوري» بشغل «الائتلاف مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة». وعلم أن الجزائر والعراق تحفظتا عن القرار في حين تمسك لبنان بسياسة «النأي بالنفس».
ويجدد القرار «تأكيد أهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع تأكيد حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر». ويشيد «بالجهود المقدرة التي تقوم بها الدول المجاورة لسورية والدول العربية الأخرى، ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية للنازحين»، ويدعو الى «دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة»، كما يدعو الى «عقد مؤتمر دولي في اطار الأمم المتحدة من أجل اعادة الاعمار في سورية وتأهيل البنية التحتية الأساسية».
ويشير القرار الى استعراض القمة «الوضع البالغ الخطورة الذي تشهده سورية جراء تصعيد عمليات العنف والقتل التي اصبحت تجتاح معظم التراب السوري واستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من قبل النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي وصواريخ سكود لقصف الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة، ما زاد من ارتفاع الضحايا بشكل خطير، وأحدث نزوحا بشريا داخل سورية وتدفق آلاف السوريين على الدول المجاورة هربا من العنف الذي لم يستثن حتى الأطفال والنساء الذين تعرضوا لمجازر مرعبة، ما أصبح يهدد بانهيار الدولة السورية، ويعرض أمن وسلامة واستقرار المنطقة للخطر». ويشدد على «رفض تزويد النظام السوري بالاسلحة الفتاكة المستخدمة لقصف الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان»، ويؤكد «أولوية الحل السياسي ودعم مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي، والموقف الثابت في الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الاقليمية».
واستنكرت القمة، في بيانها الختامي، استمرار ايران في احتلال الجزر الامارتية الثلاث، ما يهدد الاستقرار في المنطقة، وأكدت حق الامارات الثابت في سيادتها الكاملة على اراضيها وحقها في اتخاذ الاجراءات لضمان سيادتها على جزرها، وأكدت دعم وحدة اليمن ورحبت بمبادرة أمير قطر في شأن انشاء صندوق باسم القدس بمبلغ بليون دولار.
ودعت القمة المجتمع الدولي للعمل الفوري على ارساء السلام العادل والشامل وضمان انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة كافة، ودانت الممار سات الاسرائيلية، ودعت لوقف الاستيطان لاستئناف مفاوضات جادة لحل الصراع العربي - الاسرائيلي. ودعت مجلس الأمن لاتخاذ اجراءات لازمة تكفل عضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة، معلنة رفضها التام لنوايا اسرائيل اعلان دولة يهودية، وطالبت القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل باستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة في شأن المصالحة. واعلنت التضامن الكامل مع لبنان ومساندته سياسيا واقتصاديا، وتوفير الدعم له وحكومته بما يحافظ على الوحدة الوطنية وأمن لبنان واستقراره وسيادته.
الى ذلك قالت مصادر دولية لـ «الحياة» في لندن، ان صدور قرار من الامم المتحدة بشغل المعارضة مقعد سورية في المنظمة الدولية «صعب جدا، لكنه ليس مستحيلا». واشارت الى ان «كثيرا من الدول التي دعمت الائتلاف وخصوصا الافريقية لا تريد تسجيل سابقة في ان تشغل معارضة مقعد دولة ما، اضافة الى معارضة روسيا والصين ذلك». ورأت المصادر في تأكيد القمة العربية في الدوحة على دعم مهمة الابراهيمي «مؤشرا الى عدم اغلاق الباب تماما امام دوره». واشارت الى ان الامم المتحدة سحبت ممثل الابراهيمي في سورية السفير مختار لماني الى القاهرة «بسبب المخاطر الامنية الاخيرة».
وقالت المصادر ان مجلس الامن بحث امس في مهمة «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) في الجولان، باعتبار ان بعض الدول مثل كرواتيا تريد سحب جنودها بعد تقارير عن وصول اسلحة كرواتية الى المعارضة السورية. واشارت الى ان تمسك النمسا بقواتها في «اندوف» وان احد اسباب تشددها داخل الاتحاد الاوروبي في رفض تسليح المعارضة هو حرصها على مهمة القوات الدولية. ونقلت عن مسؤولين نمسويين قولهم لنظرائهم الفرنسيين والبريطانيين: «اذا صدر قرار برفع الحظر الاوروبي عن السلاح، فان النمسا ستسحب قواتها فورا».
وفي نيويورك، كلفت الأمم المتحدة الخبير السويدي آيك سيلستروم ترؤس بعثة فريق التحقيق الدولي في «ادعاءات استخدام السلاح الكيماوي» في سورية، وأكدت أنها «تعمل على تحديد إطار عمل البعثة وتركيبتها وتسعى لإرسال خبرائها الى سورية في أسرع وقت».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن «سيلستروم عمل سابقاً رئيساً لمفتشي بعثة آنسكوم لنزع الأسلحة في العراق، وأنه يرأس حالياً «المركز الأوروبي للدراسات المتقدمة» في شؤون الأمن والمتفجرات الكيماوية والنووية والبيولوجية في السويد.
وعلى الصعيد الميداني، افاد نشطاء بسقوط قتلى بانفجار حافلة صغيرة وقع في حي ركن الدين في دمشق، قرب مبنى هيئة الامداد والتموين التي أعلن رئيسها اللواء محمد خلوف انشقاقه عن النظام الاسبوع الماضي. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط قتلى نتيجة قذائف هاون في مناطق عدة في وسط العاصمة بينها قرب مبنى وكالة الانباء الرسمية (سانا)، مع استمرار لعمليات قصف الهاون المستمرة منذ يوم الاحد الماضي.
وتحدث معارضون عن اعدام قوات النظام ثمانية من ابناء دير الزور على حاجز المليبية في الحسكة في شمال شرقي البلاد، ذلك بعد تعرضهم لتعذيب وفق ما تضمنه فيديو بثته المعارضة. كما سقط قتلى بقصف على بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب في شمال غربي البلاد. واعلن «الجيش الحر» انه استهدف مساء امس «قصر المؤتمرات» عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي بعدد من قذائف الهاون.
 
قمة الدوحة تؤكد «حق كل الدول العربية» بتسليح المعارضة السورية
الرأي.. الدوحة - أحمد علي ومصطفى أبوهارون
أكد قرار عربي خاص بسورية في القمة المنعقدة في الدوحة، على حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة السورية وعلى منح الائتلاف الوطني المعارض جميع مقاعد دمشق في الجامعة العربية ومنظماتها حتى تنظيم انتخابات في سورية.
ويؤكد قرار القمة الذي تمت الموافقة عليه حسب مصدر في الجامعة العربية مع تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه، على «اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للازمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة الوسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».
ويرحب القرار «بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سورية».
وجلست المعارضة السورية، أمس، للمرة الاولى على مقعد سورية في قمة الدوحة، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد «الجمهورية العربية السورية»، فيما رفع «علم الاستقلال» الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.
ويؤكد القرار العربي الذي يفترض ان يعلن رسميا في ختام القمة على اعتبار الائتلاف «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساس مع جامعة الدول العربية، تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التى يمر بها».
ويشير القرار الى تحفظات الجزائر والعراق والنأي بالنفس بالنسبة للبنان.
الى ذلك، يشيد القرار بدور الدول المجاورة لسورية والدول العربية الاخرى «في توفير الاحتياجات العاجلة للنازحين وتأكيد ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل اعباء هذه الاستضافة» خصوصا لبنان والاردن.
ويدعو القرار العربي ايضا الى عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار في سورية والى تكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر.
ويحض القرار «المنظمات الاقليمية والدولية الاعتراف بالائتلاف الوطني... ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري» على غرار الجامعة العربية.
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا امس، مجلس الأمن الى وقف سفك الدماء في سورية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها أمام المحاكم الدولية، فيما طالب القمة العربية التي افتتحت أعمالها امس، في الدوحة بانشاء صندوق لانقاذ القدس برأسمال مليار دولار معلنا تبرع بلاده بربع هذا المبلغ.
ان الشعب السوري يرفض الوصاية وهو من سيقرر من سيحكمه «لا اي دولة في العالم»، مطالبا بحصول المعارضة على مقعد سورية في الامم المتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية.
وبعد تسلمه رئاسة القمة العربية العادية الـ 24، استأذن أمير قطر الزعماء العرب في دخول الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو إلى القاعة لشغل مقعد سورية في القمة. وقوبل دخول الخطيب وهيتو بالتصفيق، فيما رفع علم الاستقلال السوري أمام منصتهما من دون وجود لعلم سورية الحالي.
وألقى الخطيب كلمة الشعب السوري امس، أمام القمة العربية العادية الرابعة والعشرين،
وقال: «يتساءلون من سيحكم سورية، شعب سورية هو الذي سيقرر لا اي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه».
وشدد على ان الشعب السوري «يرفض وصاية اي جهة في اتخاذ قراره».
واذ اشار الى ان «اختلاف وجهات النظر الاقليمية والدولية قد ساهم في تعقيد المسألة»، شدد على ان «الشعب السوري هو الذي فجر الثورة وهو الذي يقرر طريقه».
وترأس الخطيب وفد المعارضة السورية وجلس في مقعد رئيس وفد «الجمهورية العربية السورية»، في خطوة هي الاولى من نوعها منذ تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية في نوفمبر 2011.
وتأتي مشاركة الخطيب في القمة بعد يومين من تقديمه استقالته وسط جو من الانقسام في المعارضة على خلفية انتخاب رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، وتقارير عن انزعاج الخطيب من تدخلات دول في شؤون المعارضة خصوصا قطر.
الا ان الخطيب وصف مشروع الحكومة الموقتة بـ«الانجاز»، وقال انه «تم اختيار رئيس لها هو السيد غسان هيتو وكلنا ثقة به، وننتظر في الهيئة العامة للائتلاف تقديم برنامج الاستاذ غسان لمناقشته».
الى ذلك، طالب الخطيب بمد المعارضة بكل اشكال الدعم بما في ذلك السلاح «للدفاع عن النفس»، وبالحصول على مقعد سورية في الامم المتحدة وفي المنظمات الدولية.
وتابع الخطيب في كلمته «نطالب باسم شعبنا المظلوم بالدعم بكل صوره واشكاله، من كل اصدقائنا واشقائنا، بما في ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سورية في الامم المتحدة والمنظمات الدولية وتجميد اموال النظام التي نهبها من شعبنا وتجنيدها لاعادة الاعمار».
من جهة اخرى، دعا الخطيب الولايات المتحدة الى لعب دور اكبر من تقديم مساعدات انسانية للسوريين.
وقال: «نحن لا نخجل» من الحصول على مساعدات مخصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، متابعا: «لكن اقول ان دور الولايات المتحدة هو اكبر من هذا».واضاف: «لقد طالبت في الاجتماع مع السيد (جون) كيري (وزير الخارجية الاميركي) بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع».
وتابع: «ما زلنا ننتظر من حلف (شمال الأطلسي) الناتو قرارا في هذا الشأن حفاظا على الابرياء وحياة الناس وعودة المهجرين الى وطنهم».
ولا يملك المقاتلون الكثير من الاسلحة لمواجهة الطائرات المروحية الحربية والطائرات المقاتلة السورية.
وأكد الخطيب أن منح مقعد سورية للمعارضة «هو بداية رد الحقوق» واعتبره «جزءاً من اعادة الشرعية للشعب»، وطالب في الوقت نفسه، بالحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة بعدما حصلوا على مقعد سورية في جامعة الدول العربية.
وطلب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الزعماء العرب دعوة وفد الائتلاف لتمثيل سورية رسميا في القمة رغم الانقسامات الداخلية في المعارضة.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سورية في نوفمبر 2011 احتجاجا على استخدام العنف ضد المدنيين لاخماد المعارضة.
وهاجم الخطيب النظام السوري بعنف وقال «ان الشعب السوري يتعرض للقتل والتعذيب ويدفع ثمن حريته على مدى عامين متواصلين، كما أن الشعب السوري هو من صنع الثورة وهو من سيصنع نهايتها».
واستنكر الخطيب التلويح بمعاناة الأقليات في سورية ما بعد سقوط النظام، وتحدث عن معاناة السوريين في ظل النظام الحالي.
واتهم الخطيب روسيا وايران و«حزب الله» بارسال مقاتلين لدعم النظام السوري، وقال «يطالبون بخروج المقاتلين الأجانب من سورية لكن ماذا عن المقاتلين الروس والايرانيين وعناصر حزب الله في بلادنا».
وطالب الخطيب القمة العربية «باعتماد قرار في المؤتمر بإطلاق المعتقلين في كل الوطن العربي ليكون يوم تحرير سورية يوم الفرحة لدى كل شعوبنا».
وأضاف: «عشرات الدول قدمت مساعدات ومنها قطر والسعودية والأردن والكويت وكردستان العراق». ووجه الشكر إلى «تركيا وليبيا وإلى الجندي المجهول مصر التي فتحت ذراعيها للسوريين من دون قيد أو شرط».
وطالب الخطيب القمة العربية «باعتماد قرار في المؤتمر بإطلاق المعتقلين في كل الوطن العربي ليكون يوم تحرير سورية يوم الفرحة لدى كل شعوبنا».
وفي الكلمة الافتتاحية قال أمير قطر «اننا مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح شرط ألا يعيد هذا الحل عقارب الساعة الى الوراء».
وطالب مجلس الأمن باستصدار «قرار بالوقف الفوري لسفك الدماء في سورية وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها الى العدالة الدولية»، كما جدد الالتزام بالاستمرار في تأمين المساعدة الانسانية للشعب السوري.
وأكد أن «قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
واقترح عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة مصر ومشاركة من يرغب من الدول العربية الى جانب قيادتي حركتي فتح وحماس، على ألا تنفض هذه القمة قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقاً لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد.
ودعا الى انشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار، وأعلن مساهمة قطر بربع مليار دولار على أن تُستكمل بقية المبلغ من قبل الدول العربية القادرة.
«نرفض التدخل العسكري الأجنبي في سورية»
مرسي للقادة العرب: لن نسمح لأحد أن يتدخل في شؤون مصر
الدوحة - ا ف ب - اكد الرئيس المصري محمد مرسي امام القمة العربية في الدوحة رفض بلاده لاي تدخل عسكري اجنبي من اجل حل الازمة في سورية.
كما وجه مرسي، الذي يشارك للمرة الاولى في قمة عربية كرئيس لاكبر دولة في الجامعة، تحذيرا قويا من مغبة التدخل في شؤون بلاده.
وقال «ان مصر ترفض اي تدخل عسكري خارجي لحل الازمة السورية فالشعب السوري قادر على الخروج من هذه المحنة منتصرا باذن الله».
واضاف: «علينا اليوم تدارس السبل الكفيلة بدعم الشعب السوري العزيز في الداخل وممثليه في الخارج وما يتفق عليه الاخوة السوريون على من يمثلهم في جامعة الدول العربية».
واكد مرسي ان «مصر تقف دائما مع الاشقاء العرب في خندق واحد وان الشعب المصري يقدر لكل من وقف الى جانبه في ثورته ومسيرته الديموقراطية».
الى ذلك، حذر مرسي نظرائه العرب من التدخل في شؤون بلاده من دون ان يسمي الجهة التي يقصدها.
وقال في هذا السياق «اننا في مصر نحرص على عدم التدخل في الامور الداخلية لاي دولة لكننا في ذات الوقت لا نسمح ولا نقبل ان يتدخل احد في شؤون مصر الداخلية وان سولت لاحد نفسه ذلك فلن يلقى منا الا كل حزم وحسم».
واضاف مخاطبا القادة العرب موجها انظاره نحوهم «لن نسمح لاحد ان يتدخل في شؤون مصر الداخلية، وأود ان يعي الجميع ذلك. مصر لا تتدخل في شؤون احد لكنها لا تسمح لاحد ابدا ان يضع اصبعه داخل مصر، هذا من المحرمات».
سيدا: الشعب السوري انتزع الشرعية العربية
الدوحة - ا ف ب - قال عضو «الائتلاف السوري» المعارض الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا للصحافيين على هامش قمة الدوحة، «اليوم تاريخي للشعب السوري الذي تمكن بعد اكثر من عامين من القتل ان يؤكد أنه قد انتزع الشرعية العربية».
وذكر ان استقالة رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب «ستبحث ضمن الاطر التنظيمية، واليوم ليس الوقت لبحث ذلك».
وعن التحفظات على هيتو، خصوصا من قبل الجيش السوري الحر الذي رفض تأييده، قال سيدا «هناك من يقول انه (هيتو) لم يكن في سورية بل في الخارج لكن معظم القوى اضطرت للنزوح».
العراق يقترح تشكيل «مجلس أمن» عربي
الدوحة - يو بي أي - دعا نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي خلال تسليمه رئاسة القمة العربية الرابعة والعشرين الى قطر امس، الى تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل الاشكالات الأمنية العربية.
وفي كلمة خلال افتتاح أعمال القمة، دعا الخزاعي الى ان يتولى مجلس الأمن العربي حل الاشكالات الأمنية العربية وفق صيغة يتفق عليها «تؤهل الدول العربية لمقاربة في قضايا الأمن العربي كله وبالشكل الذي يكون فيه البيت العربي هو المرجعية والاطار الشامل الذي يتولى حل كل خلاف يقع بعيدا عن التدخلات الخارجية».
العريان للقادة العرب: «الربيع العربي» بدأ بجريمة صدام اقتحام الكويت الشقيقة
القاهرة - «الراي»:
أكد نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الاخوان المسلمين» في مصر، عصام العريان، ان «قمة الدوحة تواجه تحديات عربية واقليمية ودولية، يجب ألا يتجاهلها القادة وألا ينسوا أن ما أوصلنا للربيع العربي الحالي بدأ بجريمة صدام حسين العام 1990، عندما اجتاح جيش العراق الكويت الجارة والشقيقة، ولم يستطع القادة فعل أي شيء لمنع الجنون أو اجباره على الخروج من دولة عربية احتلها في وضح النهار». وذكر في تدوينته على صفحته الشخصية على «فيسبوك» أن «حصار العراق أسهم في زيادة وطأة القواعد اجنبية وأن الشباب الذين مولهم الخليجيون سارعوا لمحاربة اتحاد السوفياتي، ولم يكن افغان المجاهدون بحاجة اليهم بل صاروا عبئا على أفغانستان، ما جعلهم يسارعون الى تشكيل تنظيم «القاعدة» التي أعلنت الحرب على الجميع، أميركا والغرب، ودول الخليج، ثم اتسعت رقعة العنف من بالي في اندونيسيا الى نيويورك، واليمن والسعودية ونيروبي وباكستان ومدريد ولندن». وأشار الى أنه «عندما أعلنت أميركا الحرب على ما أسمته الارهاب وبدأت صناعة الموت وشيطنة الاسلام والاسلاميين واتهام حركات المقاومة الفلسطينية والعربية وكل المعارضين لهيمنة الغرب وأميركا بالتطرف والظلامية والرجعية ثم كانت النتيجة بعدما فشلت الحرب على الارهاب تم تدمير أفغانستان والعراق وفشلت صناعة نماذج ديموقراطية برعاية أميركية، ما جعل أميركا تلجأ الى غرس بذور حروب طائفية بين الشيعة والسنة». وأكد أن «القادة العرب عليهم أن يدركوا التحول الذي جرى في المنطقة بعدما هبت عليها نسائم انقلبت الى أعاصير وتحولت الى ززل، فأحدثت تغييرا بارادة الشعب في تونس ومصر، وبمعونة أوروبية في ليبيا، ورعاية خليجية في اليمن، ليبدأ تحول ديموقراطي عربي بنكهة اسلامية، يقاومه قادة يخافون كلمة الديموقراطية، وقوى غربية تخشى على مصالحها، ومحتل غاصب عنصري يعلم أن التحول سيؤدي محالة الى انتصار الشعب الفلسطيني».
وأضاف ان «اليوم جاء الدور على سورية ليكتمل فيها جزء كبير من المشهد، شريطة توقف الممولين عن تخريب الثورة السورية، وعليهم ادراك أنهم لن يستطيعوا ايقاف حركة التاريخ وأن يتعلموا من أخطائهم السابقة».
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

العقوبات الأميركية تفرض تراجع النشاط التجاري بين دبي وطهران...بعد خلية التجسس .. إيران تعيد ذكرياتها "التخريبية" مع السعودية

التالي

السعودية: خلية التجسّس مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية..وتبدأ محاكمة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر....مبعوث إيراني في بغداد لدعم الأسد و"حزب الله" يهدد باستهداف المصالح الأميركية....الأقرباء والأموات ورجال الدين نجوم الدعاوة الانتخابية في العراق.....تنظيم المطلك ينفي إبرامه اتفاقا مع المالكي بإشراف حزب الله اللبناني والقائمة العراقية تبرر حضوره اجتماعات مجلس الوزراء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,895,259

عدد الزوار: 7,007,517

المتواجدون الآن: 86