صاروخ فوق المتوسط في إطار تدريبات إسرائيلية يثير بلبلة إقليمية وإسرائيل تهدد بردّ شديد في حال تعرضت لهجوم كيميائي....المعارضة تدرس إطلاق نداء لضباط الجيش: مجلس عسكري والتفاوض على مرحلة انتقالية....مسودة تفويض جديدة في الكونغرس تحدد السقف الزمني لضربة سورية بـ90 يوما...مليونا لاجئ سوري... والأطفال يبلغون الرشد قبل أوانهم

مخاوف فرنسية من استهداف بعثاتها الدبلوماسية في لبنان..قريبون من الأسد يهددون فرنسا والأردن و«اليونيفيل».....الثوار يخوضون معارك طاحنة دفاعاً عن أريحا في إدلب ويحققون إنجازات في ريف دمشق وانشقاق خبير بالطب الشرعي على دراية بـ"الكيميائي" ولجوئه إلى تركيا

تاريخ الإضافة الخميس 5 أيلول 2013 - 6:24 ص    عدد الزيارات 1839    القسم عربية

        


 

الرئيس الجمهوري لمجلس النواب يؤيّد ضربة عسكرية ومسؤول في "حزب الله" يؤكد استخدام الأسد للكيميائي
أوباما يكشف هدفه الاستراتيجي: تحرير سوريا
(ا ف ب، رويترز، دير شبيغل، ذي تلغراف، سكاي نيوز، العربية، "المستقبل")
يقترب الرئيس الأميركي باراك أوباما جداً من الحصول على موافقة الكونغرس لشن ضربة عسكرية ضد سوريا بعد تصريح الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر بتأييد خطط أوباما، الذي أكد أمس أن "هدفه الاستراتيجي تحرير سوريا ورفع قدرات الثوار"، وصولاً إلى رحيل بشار الأسد بحسب ما أوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس.
وكشفت الاستخبارات الألمانية أمس أن مسؤولاً كبيراً في "حزب الله" أكد في حديث هاتفي مع مسؤول في السفارة الإيرانية في برلين، أن الأسد "فقد أعصابه" واستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، معتبراً ذلك "خطأ كبيراً".
ففي واشنطن، تلقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس دعماً أساسياً من العديد من خصومه الجمهوريين في الكونغرس للعملية العسكرية التي ينوي شنها ضد نظام الاسد بهدف إضعاف قدراته العسكرية ورفع قدرات الثوار.
وبينما كانت الشكوك سائدة قبل أيام في نتيجة أي تصويت داخل الكونغرس حول هذه العملية العسكرية الأميركية في سوريا، تلقى اوباما دعماً اساسياً من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر الذي ايد القيام بضربات عسكرية على سوريا رداً على استخدام النظام للسلاح الكيميائي.
واعرب اوباما قبيل سفره الى السويد عن ثقته بنتيجة التصويت، وشدد على ان اي تدخل في سوريا سيكون "محدوداً ومتناسباً" و"لن يتضمن اي نشر لقوات على الارض"، مشدداً على ان ما سيحصل لن يكون على غرار ما حصل قبلاً في العراق وافغانستان.
وقال اوباما ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا "يمثل خطراً جدياً على الامن القومي للولايات المتحدة ولبلدان اخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة الاسد". لكنه كرر ان اي عملية ستكون "محدودة" و"متناسبة" من دون نشر قوات على الارض.
وأكد أوباما أن الضربة سوف تضعف قدرات الأسد وتساعد في إنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ قرابة الثلاث سنوات. وتابع أوباما أن هذا الهجوم سوف يكون "جزءا من استراتيجية أوسع لزيادة دعم المعارضة والسماح لسوريا في النهاية بتحرير نفسها من هذه الحرب الأهلية الرهيبة والقتل وغير ذلك مما يشاهد على الأرض".
ودافع وزير الخارجية الاميركي جون كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس، عن رغبة الادارة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد، بهدف "حماية القيم والامن القومي" للولايات المتحدة، معتبراً ان عدم القيام بها سيعني الوقوف موقف "المتفرج على مجزرة".
وقال كيري بحسب مقتطفات من كلمته وزعت قبل القائها "ليس الان وقت الانزواء في مقعد ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة".
ولكنه أضاف انه لا يريد طرح قرار على الكونغرس بشأن استخدام القوة في سوريا بطريقة تستبعد خيار نشر قوات اميركية على الارض. وتابع رداً على سؤال اثناء جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "لا اريد ان استبعد خياراً ربما يكون او لا يكون متاحاً لرئيس الولايات المتحدة لتأمين بلدنا".
لكن كيري اكد ايضا ان "الرئيس ليست لديه النية" لنشر قوات اميركية على الارض للمشاركة في القتال في الحرب الاهلية في سوريا.
واضاف "لا بلادنا ولا ضميرنا يسمحان لنا بأن ندفع ثمن السكوت"، كما وجه كيري رسالة الى ايران الداعمة الاساسية لنظام دمشق في كلمته الموجهة الى اعضاء الكونغرس لاقناعهم بصوابية الضربة العسكرية في سوريا.
وقال "ايران تأمل بأن تشيحوا النظر عما يحدث. ان عدم تحركنا سيعطيها بالتأكيد امكان ان تخطئ في نوايانا في احسن الاحوال، او حتى أن تختبر هذه النوايا".
وقال كيري إن هدف الضربة الوصول إلى رحيل بشار الأسد بحسب ما قال أمس أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس.
وشرح وزير الدفاع تشاك هيغل اهداف العملية العسكرية التي ستكون "خفض قدرات" النظام السوري على القيام بهجمات كيميائية اخرى و"ردعه" عن استخدام ترسانته هذه مرة ثانية.
وقال "نعتقد ان بإمكاننا تحقيق هذه الاهداف بعمل عسكري محدود بالزمن والمدى"، مشددا على ان المقصود "ليس حل النزاع في سوريا بالقوة العسكرية المباشرة".
وقال هيغل للكونغرس أمس ان عدم التحرك تصدياً لاستخدام سوريا لاسلحة كيميائية سيضر بصدقية تعهد اميركا بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي.
وأضاف امام لجنة بمجلس الشيوخ بحسب تصريحات معدة "رفض التحرك سيقوض صدقية التعهدات الامنية الاخرى لاميركا بما في ذلك تعهد الرئيس بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي".
وقال "كلمة الولايات المتحدة يجب ان تعني شيئاً ما".
وأعادت البحرية الاميركية توزيع قطعها تحسباً لضربات عسكرية محتملة ضد سوريا، فخفضت الى اربع عدد المدمرات في شرق المتوسط وارسلت مجموعة جوية بحرية الى البحر الاحمر، بحسب ما اعلنت مسؤولة في البنتاغون أمس.
وقالت المسؤولة التي طلبت عدم كشف اسمها ان المدمرة يو اس اس ماهان غادرت شرق المتوسط و"هي في طريقها الى ميناء نورفولك" حيث ترابط على الساحل الشرقي الاميركي الذي ابحرت منه في نهاية كانون الاول 2012.
وتبقى في المنطقة اربع مدمرات هي "يو اس اس ستاوت" و"غرايفلي" و"رمادج" و"باري" القادرة على اطلاق صواريخ توماهوك العابرة على اهداف في سوريا بأمر من الرئيس الاميركي.
ووصف رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما يجري في سوريا بـ"مأساة العصر"، بعد أن أعلنت المفوضية أن عدد اللاجئين في سوريا تجاوز مليوني شخص، نصفهم فروا من بلادهم خلال الأشهر الستة الأخيرة.
وفي مؤتمر صحافي عقده في جنيف أمس، قال غوتيريس "عندما ننظر الى التصعيد الاخير للنزاع، فان ما يصعقنا هو ان المليون الاول (من اللاجئين) قد فر خلال سنتين، والمليون الثاني خلال ستة اشهر".
وتؤكد المفوضية العليا للاجئين ان هذه الارقام التي تتخطى بصورة اجمالية ستة ملايين مهجر، لا مثيل لها في اي بلد آخر.
وقال غوتيريس ان "سوريا اصبحت المأساة الكبرى في عصرنا هذا، كارثة انسانية صادمة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث".
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس من مخاطر "عمل تأديبي" ضد سوريا، متخوفاً من تأثيره على "الجهود لمنع مزيد من اهراق الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع".
وشدد على ان اي عمل عسكري يجب ان يمر عبر مجلس الامن الذي حضه "على تجاوز التعطيل" الحالي القائم بين الدول الغربية وروسيا.
وقال بان كي مون "اطلب من اعضاء مجلس الامن الاتحاد وتحديد الرد المناسب في حال تبين ان الاتهامات (باستخدام الاسلحة الكيميائية) صحيحة"، معتبرا ان "المشكلة تتجاوز النزاع في سوريا، انها مسؤوليتنا الجماعية تجاه البشرية".
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوروبا أمس الى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، معرباً عن ثقته بأنها "ستفعل ذلك".
وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني يواكيم غوك "نجد نفسينا، كرئيس الماني ورئيس فرنسي، أننا نشعر بالاستياء نفسه ونندد بالمقدار نفسه" بالهجوم الكيميائي في سوريا في 21 اب.
واضاف "على اوروبا كذلك ان تسعى الى الوحدة بخصوص هذا الملف. وستفعل ذلك، مع تحمل كل طرف مسؤوليته"، فيما تبدو فرنسا وحيدة في اوروبا متحمسة للمشاركة في ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال هولاند "عندما تحصل مجزرة بالكيميائي، وعندما يعلم العالم بالامر وعندما تقدم الادلة والجهة المسؤولة عنه معروفة، عندها يجب ان يكون هناك رد. هذا الرد متوقع من الاسرة الدولية".
ولا يستبعد الرئيس الفرنسي تلبية طلب المعارضة الملح بطرح المشاركة الفرنسية في توجيه ضربة لسوريا على التصويت في البرلمان، على ما صرح وزير أمس ملمحا الى ان ذلك لن يحدث الا بعد تصويت الكونغرس الاميركي.
وصرح وزير العلاقات مع البرلمان الان فيدالييس في مقابلة مع اذاعة "ار تي ال" ان "فرنسوا هولاند لا يستبعد" تصويت البرلمانيين الفرنسيين.
اما رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذي خذله مجلس العموم ولم يؤيده في عزمه على المشاركة في الضربة العسكرية ضد سوريا، فقال المتحدث باسمه انه برغم ان المشاركة البريطانية في ضربة عسكرية لم تعد واردة، فإن كاميرون لا يزال يسعى من اجل رد "قوي" على النظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي في 21 اب الفائت.
واضاف المتحدث ان "موقف البرلمان يعني انه لن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني (في سوريا)، لكن جانباً اخر من الرد يكمن في الديبلوماسية والسياسة، عبر منظمات دولية مثل الامم المتحدة".
وفوّض البرلمان التركي الحكومة التركية بإمكان شن عمليات عسكرية على نظام الأسد حيث قال بولنت ارينتش المتحدث باسم الحكومة التركية: "إن أي تدخل دولي عسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إنهاء حكم الأسد". وأعرب خلال حديثه للصحافيين أن بلاده مستعدة للمشاركة في أي عمل دولي ضد النظام حتى وإن كان خارج إطار الأمم المتحدة.
وأبدى ائتلاف المعارضة السورية أمس تخوفه من هجوم جديد بالغازات السامة تشنه قوات نظام دمشق، مشيرا الى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل اسلحة كيميائية في اليومين الماضيين.
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد صالح في مؤتمر صحافي في اسطنبول "لدينا معلومات حديثة تشير الى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل اسلحة كيميائية، ويمكننا ان نؤكد الان ان اثنتين منها وصلتا الى جهتهما".
ووسط تزايد التوقعات بتدخل تقوده الولايات المتحدة في سوريا، وازدياد التوتر، ذكرت وزارة الدفاع الروسية ان نظامها للانذار المبكر رصد اطلاق صاروخين في مياه المتوسط باتجاه الساحل الشرقي.
وعلى الاثر، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان عملية الاطلاق هي عبارة عن تجربة اطلق خلالها صاروخ واحد من طراز "انكور" في اطار تدريبات عسكرية اسرائيلية اميركية.
وقالت الوزارة في بيان "اطلقت وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بنجاح صباح الثلاثاء في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور".
وكشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن استخبارات ألمانيا الخارجية عرضت على قياديين أمنيين دليلا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق قبل أسبوعين.
وجاء في التفاصيل "قدم رئيس الاستخبارات الألمانية الخارجية غيرهارد شيندلر خلال ندوة سرية لمدة 30 دقيقة عقدها لبعض القياديين الأمنيين دليلا على استخدام الأسد الكيميائي بعد ان شعر الأسد انه يخوض معركة مفصلية في ريف دمشق، فالاستخبارات تنصتت على أحد المسؤولين الرفيعي المستوى في "حزب الله" خلال حديث هاتفي مع أحد المسؤولين في السفارة الإيرانية في برلين".
وتابع الخبر أن "المسؤول في "حزب الله" استعمل عبارة تؤكد أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية بغوطة دمشق في 21 آب الماضي، وقال المسؤول في حديثه أن الأسد فقد السيطرة على أعصابه، وأنه ارتكب خطأ كبيراً باستخدامه الغازات السامة".
وأوضح الخبر أن التسجيل بين المسؤولين الإيراني واللبناني ربما يمثل دليلا للمجتمع الدولي على أن الأسد استخدم الكيميائي..
 
صاروخ فوق المتوسط في إطار تدريبات إسرائيلية يثير بلبلة إقليمية وإسرائيل تهدد بردّ شديد في حال تعرضت لهجوم كيميائي
أوباما يكثف حملة التأييد في الكونغرس لضربة عسكرية واللواء إدريس لا يستبعد استخدام الأسد الكيميائي مجدداً
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)
أثار إطلاق إسرائيل صاروخاً فوق البحر الأبيض المتوسط وسقط في عرض البحر قبالة ساحله الشرقي، بلبلة إقليمية خصوصاً أن اتجاهه كان نحو الساحل السوري قبل أن يسقط في البحر، فيما تتصاعد حدة التوتر مع تكثيف الوجود العسكري الأميركي في البحرين المتوسط والأحمر، بموازاة الحراك السياسي والديبلوماسي الأميركي داخلياً لتأمين أكثرية مريحة في الكونغرس الاميركي موافِقة على توجيه ضربة لنظام الأسد وحراك سياسي باتجاه الأصدقاء والحلفاء في الخارج للغاية ذاتها.
الصاروخ الإسرائيلي
فقد اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية امس أن عملية اطلاق الصواريخ التي رصدتها موسكو صباح امس في البحر المتوسط تندرج في اطار تدريبات عسكرية اسرائيلية ـ اميركية مشتركة.
وقالت الوزارة في بيان: "اطلقت وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بنجاح صباح الثلاثاء في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور". وأضاف البيان: "انها اول تجربة لاطلاق هذه النسخة من الصاروخ وجرت (...) فوق المتوسط. جميع عناصر النظام عملت بحسب الصيغة التشغيلية المقررة". وتابع: "اطلق (صاروخ) الاختبار من البحر المتوسط وتم توجيهه من قاعدة عسكرية في وسط اسرائيل". وذكر البيان اطلاق صاروخ واحد فقط.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت، قبل الاعتراف الاسرائيلي هذا، عن رصد اطلاق صاروخين "من وسط المتوسط الى ساحله الشرقي" من دون تحديد ان كانت سوريا مستهدفة. وذكرت وكالات الانباء الروسية لاحقاً ان الصاروخين سقطا في البحر.
وقالت وكالة الاعلام الروسية الرسمية ان راداراً روسياً رصد "جسمين" باليستيين أطلقا من وسط البحر المتوسط في اتجاه شرق البحر لكن لا توجد مؤشرات على ان العاصمة السورية دمشق تعرضت لهجوم صاروخي.
وأبلغ متحدث باسم وزارة الدفاع وكالات انباء روسية انه تم رصد الاطلاق في الساعة 10:16 صباحاً بتوقيت موسكو بواسطة محطة انذار راداري في ارمافير قرب البحر الاسود مصممة لرصد الصواريخ التي تطلق من اوروبا وايران.
ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن المتحدث قوله: "مسار هذه الاجسام يمتد من وسط البحر المتوسط نحو شرق ساحل البحر".
ولم يذكر المتحدث ما هي الجهة التي اطلقت الجسمين وما اذا كان تم رصد أي صدمة. لكن وكالة الاعلام الروسية قالت نقلاً عن مصدر في دمشق ان الجسمين الباليستيين اللذين رصدهما رادار روسي سقطا في البحر.
ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن السفارة الروسية في دمشق قولها إنه لا يوجد اي أثر لهجوم صاروخي او انفجارات في دمشق.
تهديات اسرائيلية
وقد هدد قادة إسرائيل امس برد شديد في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية تقليدية أو كيماوية سورية. وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو خلال زيارة لمدينة بئر السبع: "أريد أن اقول لكل من يريد المساس بنا إن هذا ليس مجدياً". واضاف أن "الأمن يرتدي صورة جديدة والعالم يتغير وعلينا أن نهتم بأمننا، وهذا أمر يضع تحديات أمامنا لأن الواقع من حولنا يتغير".
وتطرق وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون، إلى احتمال تعرض إسرائيل لهجوم كيماوي سوري كرد فعل على ضربة عسكرية أميركية ضد سوريا، وقال: "إن بإمكان مواطني إسرائيل أن يكونوا هادئين، ولا ينبغي التزود بسرعة بأقنعة واقية من أسلحة غير تقليدية، وسيكون هناك من سيدفع ثمناً غالياً إذا هوجمت إسرائيل رداً على هجوم أميركي".
وحول احتمالات هجوم عسكري أميركي ضد سوريا، قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، إنه إذا هاجمنا السوريون فإنني مؤمن أن ما سيحدث هو أننا سنتغلب عليهم.
وتطرق بيريس إلى قرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بإرجاء اتخاذ قراره بشأن ضرب سوريا، قائلاً إن الحرب هي أمر بالغ الجدية وأنصح أي زعيم بالتفكير قدر الإمكان قبل الحرب على أن يندم بعد نشوبها.
واشنطن
ودخلت الحملة التي أطلقها أوباما من أجل اقناع الكونغرس بإعطائه الضوء الأخضر لتوجيه ضربات لسوريا مرحلة حاسمة أمس مع مثول وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل أمام مجلس الشيوخ في جلسة استماع.
وقبل أن يتوجه مساء أمس الى السويد دعا أوباما أيضاً مسؤولي اللجان الأساسية في الكونغرس الى اجتماع معه صباحاً في البيت الابيض سيحاول خلاله أن يعرض عليهم حججه من أجل التدخل في سوريا تحت شعار حماية المصالح الوطنية الأميركية.
وبعدها مثل جون كيري وتشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أمام الأعضاء الـ18 في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ للدفاع عن مشروع القرار الذي رفع السبت الى الكونغرس ويجيز توجيه ضربات عسكرية الى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ووضع المسؤولون الثلاثة الكونغرس أمام مسؤولياته ويحذرون أعضاءه من عواقب عدم التحرك في سوريا بالنسبة لمصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وتداعيات ذلك على الملف النووي الإيراني.
وتحدث الرئيس الأميركي أمس هاتفياً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وقال البيت الابيض إن "الزعيمين اتفقا على أن استخدام الأسلحة الكيماوية خرق خطير للمعايير الدولية ولا يمكن التغاضي عنه. وتعهدا بمواصلة التشاور عن كثب بشأن الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي".
وكشف كيري، أن المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا عرضت على الولايات المتحدة استخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن اثنين من أعضاء الكونغرس اللذين شاركا في اجتماع عبر الفيديو مع كيري، أن الأخير أبلغ الأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس خلال الاجتماع بأن 3 دول شرق أوسطية، هي السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، كانت من أوائل البلدان التي أعلنت عن دعمها للعملية العسكرية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وأضافا أن كيري توقع خلال الاجتماع الذي أجراه مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية مع أعضاء الكونغرس، أن تحذو دول أخرى حذو البلدان الثلاثة، لدعم أي عمل عسكري تقوم به القوات الأميركية ضد النظام السوري.
وأشارا إلى أن نحو 171 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب، شاركوا على الطرف الآخر في الاتصال مع مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما.
وقال عضوا الكونغرس إن كيري ألمح إلى أنه منذ إعلان أوباما عزمه توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ودعوته الكونغرس إلى تفويضه باستخدام القوة، فقد أعلن نحو 100 من أفراد الجيش السوري انشقاقهم عن القوات النظامية.
رغم إعلان كيري حصول الولايات المتحدة على تأكيد من بعض دول المنطقة بدعم العملية العسكرية ضد سوريا، فقد نقلت الشبكة عن دبلوماسيين عربيين أن المحادثات مع السعودية والإمارات ما زالت في مراحلها الأولية، ولم تتم مناقشة أية تفاصيل بعد.
وقال كيري، في اتصال هاتفي مع نتنياهو، إن الأسد، سيتحمل المسؤولية عن هجوم كيميائي شُنَّ في 21 آب/أغسطس الفائت.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن كيري أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي، أول من أمس الأحد، أن أوباما، مصر على العمل ضد النظام السوري، وأن الأسد سيتحمل المسؤولية.
وأضاف الموظف أن أوباما وكيري شددا خلال جميع المحادثات مع زعماء في العالم ومع أعضاء في الكونغرس الأميركي على أن عدم قيام واشنطن بأي عمل ضد سوريا سيؤدي إلى تراجع قدرتها على الردع ضد استخدام أسلحة غير تقليدية.
وتابع أوضحنا لأعضاء الكونغرس بأنه إذا لم نعمل فإن قوة الأسد وحلفائه، حزب الله وإيران، ستتعزز، وسيرون أنه لا توجد عواقب للانتهاك السافر للتقاليد الدولية، وكل من يثير البرنامج النووي الإيراني قلقه، عليه أن يدعم عملية عسكرية ضد سوريا.
وأضافت الصحيفة أن المحادثة الهاتفية بين كيري ونتنياهو هي استمرار للمحادثة بين الأخير وأوباما يوم السبت الماضي وأبلغه الرئيس الأميركي خلالها بأنه يعتزم الإعلان عن نيته تأجيل اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أول من أمس، إن أوباما قال لنتنياهو خلال المحادثة بينهما إن سوريا ليست إيران، ولذلك لا ينبغي الربط بين طريقة التعامل مع سوريا وطريقة التعامل مع الملف النووي الإيراني.
ودعا رئيس أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم إدريس، الكونغرس الأميركي، إلى دعم قرار أوباما، توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، ورأى أن النظام هذا قد يستخدم السلاح الكيميائي من جديد.
وقال إدريس لشبكة "سي أن أن" الأميركية "نحن ننتظر حالياً من الكونغرس أن يتخذ القرار الصائب بدعم قرار الرئيس (الأميركي) بتوجيه ضربات لهذا النظام".
وعن "تخوّف الولايات المتحدة من وقوع الأسلحة في حال تقديمها كدعم للمعارضة السورية، في أيدي الإرهابيين"، قال إدريس: "إن مقاتلي الجيش السوري الحر مدنيون تركوا وظائفهم وانضموا للثورة للدفاع عن بلدهم وكثير منهم انشقوا عن الجيش، و10% من القوى المسلّحة هم ما يعرف بالمجموعات الإسلامية ومعظمهم من المعتدلين غير أن البعض قد أعلن بوضوح انضمامه للقاعدة". وأضاف: "نحن لا نتعاون مع هذه المجموعة ولا نتشارك معهم أي نوع من المعلومات والأسلحة أو أي دعم... ويمكنني أن أعطي لأصدقائنا في الولايات المتحدة والغرب أي نوع من الضمانات التي يحتاجونها بأن الأسلحة التي نتلقاها من أصدقائنا، وإن تلقينا أياً منها ستذهب للأيدي الصحيحة.. لأيدي مقاتليّ المعتدلين الذين يقاتلون من أجل سوريا حرة وديموقراطية للجميع".
فرنسا
وفي باريس لم يستبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تلبية طلب المعارضة الملح بطرح المشاركة الفرنسية في توجيه ضربة لسوريا على التصويت في البرلمان، على ما صرح أمس وزير العلاقات مع البرلمان آلان فيدالييس في مقابلة مع اذاعة "ار تي ال"، وقال ان "فرنسوا هولاند لا يستبعد" تصويت البرلمانيين الفرنسيين.
لكن النقاش داخل البرلمان حول المسألة السورية المقرر اليوم "لا يمكن أن يشمل التصويت (...) فعلام نصوت الأربعاء؟".
وينص الدستور الفرنسي على وجوب اطلاع رئيس الجمهورية البرلمان بقراره إرسال القوات الفرنسية للقيام بعمليات في الخارج بعد مهلة أقصاها ثلاثة أيام من بدء التدخل لكنه لا يفرض التصويت على ذلك.
ولم يستبعد رئيس الوزراء جان مارك ايرولت الاثنين استشارة البرلمان أو حتى التصويت. وصرح: "يعود الى رئيس الجمهورية اتخاذ قرار إن كان ينبغي التصويت، حيث إن الدستور لا يفرض ذلك".
ففرنسا لا تنوي التدخل بمفردها في سوريا. وصرحت رئيسة لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية باتريسيا آدم الاثنين: "اذا عارض الكونغرس الاميركي التدخل، فإن فرنسا لن تذهب".
بريطانيا
وفي لنطن أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع إيران حول سوريا، وملتزمة بالتوصل إلى حل سياسي في هذا البلد وتعمل من أجل عقد مؤتمر السلام في جنيف، في أعقاب تصويت البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي ضد التدخل العسكري.
وقال هيغ في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) أمس: "إن بريطانيا مستعدة لإجراء محادثات مع ايران حول سوريا، لكنه استبعد امكانية النجاح بسبب ما اعتبره سجلها السابق بشأن هذه المسألة". وأضاف: "الاختبار بالنسبة لإيران هو ما إذا كانت مستعدة للعب دور بناء، لأنها ووفق الأدلة المقدمة تدعم بنشاط النظام السوري، بما في ذلك قتل الكثير من الأبرياء في سوريا، ولم تمارس أي دور بناء حتى الآن لكننا مستعدون للتحدث إليها".
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن "أي أجراء من جانب الولايات المتحدة سيكون فقط لردع استخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولن يكون مقدمة لعمل عسكري أوسع نطاقاً".
وقال: "إن الأزمة في سوريا ستُناقش في سلسلة من الاجتماعات الثنائية خلال قمة مجموعة العشرين بمدينة سان بطرسبرغ الروسية بنهاية الأسبوع الحالي، وستقوم المملكة المتحدة بالدفع لعقد مؤتمر جنيف الثاني للسلام في جنيف". وأضاف هيغ أن "مسألة النقاشات ليست القضية بل تشكيل حكومة انتقالية في سوريا من الحكومة والمعارضة بالتراضي، ولا يوجد نقص في أماكن المناقشات وكان لدينا عامان وستة أشهر من المناقشات حول هذا الاتفاق، لكنه كان بعيد المنال".
قمّة الـ"20"
وعلى الرغم من أن جدول أعمال قمّة العشرين في روسيا لا يتضمن الموضوع السوري، إلاّ أنه يُتوقع أن يكون الموضوع الأبرز من خارج الجدول.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس أنها تأمل في التوصل خلال قمة مجموعة العشرين التي تبدأ غداً في سان بطرسبورغ، الى توافق دولي بشأن الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سوريا.
ودعت ميركل، التي استبعدت مراراً اية مشاركة المانية في اية ضربة تقودها الولايات المتحدة ضد نظام الاسد، الى القيام بمحاولة جديدة لاقناع القمة التي تستضيفها روسيا لدعم الرد غير المقرر بعد على سوريا.
وقالت ميركل في نقاش أمام البرلمان قبل الانتخابات العامة التي ستجرى في 22 ايلول الجاري: "نحن نقول بوضوح ان المانيا لن تشارك في اي عمل عسكري (في سوريا) ولكننا نضيف اننا نريد ان نفعل كل ما هو ممكن في الايام المتبقية للتوصل الى رد موحد من المجتمع الدولي". واضافت: "اود ان اقول ان هذا غير مرجح، ولكن يجب استغلال الوقت. ولهذا السبب فنحن نجري محادثات مستمرة مع جميع الشركاء الدوليين ومع روسيا. ولهذا السبب نريد ان نغتنم اجتماع مجموعة العشرين لبذل كل ما بوسعنا للتوصل الى موقف موحد للمجتمع الدولي. واعتقد ان هذا في مصلحة الجميع".
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا أن حكومة بلاده تعلق آمالاً كبيرة على قمة مجموعة العشرين بشأن إمكانية التواصل إلى توافق بين واشنطن وموسكو حيال التعامل مع الأزمة السورية. وقال في تصريحات تلفزيونية امس: "نعقد آمالاً وتوقعات عالية على القمة التي تجتمع يومي الخميس والجمعة في سان بطرسبورج الروسية بشأن سوريا". وأضاف: "نأمل أن تأخذ الرئاسة الروسية في الاعتبار بادرة حُسن النية من الرئيس الأميركي باراك أوباما"، في إشارة إلى تعليق الضربة العسكرية إلى حين الحصول على الضوء الأخضر من الكونغرس الأميركي. وأردف قائلاً: "نأمل في التمكن من فعل كل شيء ممكن لإحراز تقدم تجاه الحل السياسي للأزمة السورية".
روسيا
وفي موسكو حذّر متحدث في وزارة الدفاع الروسية، من أن إرسال سفن أميركية مزودة بصواريخ مجنحة إلى الساحل السوري سيؤثّر سلباً على الوضع في المنطقة.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن أوليغ دوغايف، قوله أمام المجلس الاجتماعي: "إن وزارة الدفاع تتابع بقلق عملية تقويض التسوية السلمية، حيث يثير الضغط الأميركي قلقاً خاصاً، علماً أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المسؤولون الأميركيون بشأن السيناريو العسكري وإرسال سفن أميركية مزودة بصواريخ مجنحة إلى الساحل السوري تؤثر سلباً على الوضع في المنطقة".
وأضاف: "لا يمكن أن تتخذ أية خطوات (تجاه سوريا) إلا بعد أن يقدم خبراء البعثة الأممية تقريراً حول استخدام السلاح الكيميائي"، محذراً من أن تنفيذ عملية عسكرية أحادية الجانب سيلحق ضرراً بالجهود الديبلوماسية.
وأشار المتحدث أن "وزارة الدفاع الروسية تعتبر أن الأزمة في سوريا يجب أن تحل عن طريق الحوار ومن دون تدخل أجنبي"، مشيراً إلى أنها تتابع "بقلق تنامي القدرة القتالية للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة التي تعمل في سوريا وبالدرجة الأولى تلك التي ترتبط بتنظيم القاعدة".
وأضاف المسؤول الروسي أنه "بحسب تقييم العسكريين الروس، فإن تعزيز القوات الأميركية في المنطقة المحيطة بسوريا يؤثر سلباً على الوضع فيها، وأن أي عملية آحادية الجانب من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي ستعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وستقوض آفاق إحلال السلام".
وأعلن مصدر عسكري روسي، أمس، أن موسكو لا تخطط لزيادة عدد قطع أسطولها المتواجد في البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من تصعيد الوضع في المنطقة.
وقال المصدر لوكالة أنباء "نوفوستي" الروسية: "لم نتلق أية أوامر بشأن زيادة (الوجود العسكري) هناك"، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي أمر بذلك. وأضاف أن قوة ونوع قواتنا المنتشرة اليوم في المتوسط تكفينا لجمع المعلومات الكاملة عما يجري.
وأكّد المصدر تقارير محلية تفيد بأن روسيا أرسلت أمس سفينة الاستطلاع بريازوفيي إلى المنطقة، غير أنه أشار إلى أن ذلك جزء من عملية تبديل دورية للسفن التابعة لأسطول البحر الأسود.
وقال: "نعم، نريد معرفة ماذا يجري في تلك المنطقة الأساسية التي لروسيا فيها مصالح مهمة".
وجدد التأكيد أن السفن الروسية الموجودة في البحر المتوسط تخضع لعملية تبديل دورية، مشدداً على أن عملية التبديل هذه مخطط لها منذ بداية العام.
واضاف: "وجودنا العسكري في المنطقة يعود إلى ما قبل الأزمة السورية، وسيستمر إلى ما بعدها، واصفاً بالخطأ بالتالي الربط بين تبديل سفننا في المتوسط وأحداث سوريا".
إيران
وفي طهران، حذر رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني امس من ان التدخل العسكري الأميركي في سوريا سيؤدي الى اتساع نطاق الأزمة، وقال ان الطريق الوحيد للحل يتمثل باتباع الآليات السياسية.
ونسبت وسائل إعلام إيرانية الى لاريجاني قوله أمام مؤتمر تقني في نوشهر بشمال ايران: "إن البلدان الطائشة في المنطقة تمهد الأرضية لسقوط أميركا في الوحل والأميركيون أنفسهم لديهم الأرضية في ذلك أيضاً".
وأضاف أن "إحدى المشاكل في المنطقة تتمثّل بنشر الفوضى وإثارة الأزمات التي يمارسها الأميركيون إلا أنهم لا يستطيعون الحد منها وفي حال شن هجوم عسكري على سوريا فان ذلك سينتقل الى أماكن أخرى".
وقال لاريجاني: "في حال دخول الأميركيين الى سوريا فإن أبناءها سيتكاتفون في ما بينهم ويضعون خلافاتهم جانباً ما سيخلق مشاكل كثيرة للأميركيين"..
 
الثوار يخوضون معارك طاحنة دفاعاً عن أريحا في إدلب ويحققون إنجازات في ريف دمشق وانشقاق خبير بالطب الشرعي على دراية بـ"الكيميائي" ولجوئه إلى تركيا
(أ ف ب، المرصد السوري، كلنا شركاء)
من المتوقع أن تكشف الأيام المقبلة أسراراً ومعلومات غنية بشأن استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي بعد انشقاق خبير بالطب الشرعي ووصوله إلى تركيا، فيما يخوض الثوار معارك طاحنة دفاعاً عن مدينة أريحا في محافظة إدلب التي دكتها طائرات بشار الأسد بأطنان من البراميل المتفجرة، ويحققون إنجازات بارزة في ريف دمشق.
انشقاق
فقد قالت المعارضة السورية أمس إن خبيراً بالطب الشرعي في سوريا لديه أدلة على تورط نظام بشار الأسد في استخدام أسلحة كيميائية في هجوم قرب حلب في مارس/آذار الماضي انشق وسافر إلى تركيا.
وقالت المتحدثة باسم "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" سارة كركور، إن رئيس الأطباء الشرعيين في حلب عبد التواب شحرور سيعلن عما لديه من أدلة على تورط حكومة الأسد في هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في 19 آذار في خان العسل.
وصرح مسؤول آخر في المعارضة بأن شحرور لديه وثائق تثبت وقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية وأقوال شهود عيان من الشرطة تتعارض مع الرواية الرسمية للأحداث.
وقتل أكثر من 24 شخصاً في الهجوم على خان العسل في محافظة حلب الشمالية. وتبادلت الحكومة ومقاتلو المعارضة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وفي مجال الانشقاقات أيضاً، قال ديبلوماسي سوري سابق، الأحد، إنه حصل على الحماية الأمنية من وزارة الخارجية البريطانية مقابل تزويدها بمعلومات عن نظام الأسد، قبل تقديم استقالته كقائم بالأعمال في السفارة السورية بلندن صيف العام الماضي.
وقال خالد الأيوبي، لشبكة "سكاي نيوز" إن "ضميره لم يسمح له بالاستمرار في تمثيل النظام السوري، بعد أن كان في قلب المناقشات بين بريطانيا وسوريا بشأن استخدامها للأسلحة الكيميائية".
وأضاف أنه "تلقى تهديدات من أشخاص داخل الحكومة السورية بتصفيته إذا ما شوهد وهو يسير في شوارع لندن، بعد أن قرّر التنحي عن منصبه كقائم بالأعمال في السفارة السورية في لندن".
وأشار الأيوبي إلى أن وزارة الخارجية البريطانية "علمت بوجود أسلحة كيميائية لدى سوريا العام الماضي، وأن النظام أكد بأنه لن يستخدمها ضد المدنيين، ويعتقد بأنه كان يخطط لهجوم كيميائي في الصيف الماضي، لكن التدخّل الحاسم من قبل الحكومة البريطانية حال دون ذلك".
وقالت "سكاي نيوز" إن الأيوبي، وهو كردي كان انضم إلى السلك الدبلوماسي السوري عام 2001 واستقال من منصبه كقائم بالأعمال في السفارة السورية بلندن في تموز 2012، يعتزم الآن التقدّم بطلب للحصول على اللجوء السياسي في المملكة المتحدة على أرضية أنه يواجه الاضطهاد إذا ما عاد إلى بلده.
تطورات ميدانية
ميدانياً، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قوات الأسد سيطرت على بلدة أريحا الاستراتيجية بإدلب في شمال البلاد في خطوة تفتح خط الامدادات بين اللاذقية والجيوب التي يسيطر عليها جيش اللأسد في محافظة إدلب، لكن نشطاء آخرين قالوا إن المعركة لم تنته بعد وإن المعارضين ما زالوا يقاتلون النظام في أريحا الواقعة قرب طريق سريع رئيسي في محافظة إدلب الشمالية.
وقال المرصد إن القوات شبه العسكرية التي تعرف باسم "قوات الدفاع الوطني" اقتحمت أريحا وسيطرت عليها تحت غطاء من نيران مدفعية الجيش الكثيفة. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن رأي أن هذا يصل مرة أخرى النظام في مدينة اللاذقية الساحلية بالطرق البرية الواصلة بينه وبين قواته في إدلب. وأشار المرصد إلى أنه "بلغ 13 عدد البراميل التي القيت على مناطق في البلدة".
وأضاف أن "الجيش (التابع للأسد) يحاول الآن إسقاط بلدات أخرى قريبة ومناطق جبلية قد يكون متمردون متمركزون فيها في محاولة لإحكام سيطرته على المنطقة".
لكن أحمد، وهو ناشط مقيم في المنطقة قال: "لم يسيطروا عليها بعد. لكنهم سيفعلون. سيطروا على منطقة كبيرة سيواصلون التقدم ببطء إذا استمر الوضع على ما هو عليه." وتابع: "كانوا يستخدمون الغارات الجوية وحولوا غالب أجزاء البلدة إلى انقاض".
وقال نشطاء آخرون في المنطقة إنهم رأوا أعداداً كبيرة من قوات الأسد تتحرك باتجاه أريحا.
وتقدمت قوات الأسد في الفترة الأخيرة في وسط سوريا وحول العاصمة دمشق لكنها لم تحقق الكثير في كسر سيطرة المعارضين على مناطق كبيرة في شمال البلاد وشرقها.
وهددت قوات الأسد بحملة جديدة في الشمال لكن حتى الآن لم يقم بهجمات كبيرة. وبدلاً من ذلك بدا أن تلك القوات تحاول السيطرة على جيوب في المنطقة وزيادة قواته فيها بالتدريج.
ويقول نشطاء إن معظم السكان المدنيين فروا من أريحا في الأسابيع الماضية بسبب القصف الجوي والمدفعي الكثيف. ويقول المرصد إن قوات الدفاع الوطني بدأت الإغارة على البلدة ونهبها بعد اقتحامها.
وانتقلت السيطرة على أريحا مراراً بين الثوار وقوات بشار الأسد.
في دمشق دارت اشتباكات فجر أمس بين الثوار وقوات النظام في محيط بلدية اليرموك في مخيم اليرموك، وتعرض شارع الثلاثين للقصف، كما دارت اشتباكات عنيفة في حي برزة في محاولة من قوات النظام اقتحام المناطق التي يسيطر عليها الثوار من جهة الحنبلي والشرطة العسكرية، وتم تأكيد وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، ودارت أيضاً اشتباكات بالقرب من كراجات العباسيين بينما سقطت قذيفة في المكان ذاته، أدت لأضرار مادية.
وفي ريف دمشق نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في مدينة جيرود ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. واستهدفت الكتائب المقاتلة بصواريخ غراد الفوج 14 في مدينة القطيفة وأوقعت خسائر بشرية في صفوف قوات النظام. كما دارت اشتباكات عنيفة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا والجهة الغربية من مدينة داريا وترافق مع قصف من قبل القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في المدينتين ما أوقع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، فيما تعرضت مناطق في بلدة الرحيبة لقصف من قبل قوات النظام.
كذلك جددت قوات النظام قصفها على مناطق في معضمية الشام، وسط اشتباكات بين الثوار وقوات النظام، بينما تعرضت مناطق في بلدة الرحيبة، لقصف بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء.
وجددت القوات النظامية قصفها على مناطق في بلدة الهامة، وأطراف ضاحية قدسيا، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، وسط انقطاع للتيار الكهربائي.
أيضاً تعرضت مناطق في بلدة السبينة بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء لقصف من قوات النظام بقذائف الهاون، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، بالتزامن مع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام. كما دارت اشتباكات على جبهة إدارة المركبات بمدينة حرستا، بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون على المنطقة المحيطة بها.
ومنذ ثلاثة أيام تتصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في جنوب العاصمة دمشق، ولأول مرة تقوم قوات النظام بقصف المناطق المحيطة بطريق السلام براجمات الصواريخ.
ويحاول الجيش الحر ليلاً السيطرة على طريق السلام الذي يربط دمشق بالقنيطرة ويعتبر من أهم المحاور التي يزود بها النظام قواته من عتاد وطعام.
ودارت اشتباكات شرق مدينة الرحيبة واستطاع الثوار السيطرة على معظم تلك القطع وعلى رأسها اللواء 81 في الفرقة الثالثة بالكامل، بالإضافة إلى السيطرة على تل العطنة الواقع بين مدينتي جيرود والناصرية بعد القضاء على الحاجز الموجود على التل.
كما سيطر المقاتلون على العديد من أسلحة فلول النظام على رأسها دبابة ت 72 ودمروا أربع دبابات وعربات شيلكا وبي ام بي، فيما تكبد النظام خسائر بشرية كبيرة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى مشفى القطيفة وإلى بعض مشافي دمشق.
والسيطرة على اللواء 81 كانت ضربة قوية جداً ومفاجئة للنظام الذي خفض أعداد عناصر الفرقة الثالثة المنتشرة في جبال القلمون والتي تضم مستودعات كبيرة من السلاح التي كان النظام أودعها في مخازن بين الجبال هناك. كما سادت حالة من الهستيريا قيادة الرقة الثالثة، ما دفع قائد الفرقة إلى إصدار جملة قرارات تقضي باعتقال بعض الضباط المشكوك في ولائهم، وتصفية البعض الآخر ميدانياً.
ورداً على سيطرة الجيش الحر على مقرات الفرقة الرابعة، قصف النظام مدينة الرحيبة الملاصقة للواء 81 ما أدى إلى أكثر من خمسين شهيداً مدنياً بينهم العديد من النساء والأطفال في مجزرة بشعة، وأتبع قصفه باعتقال كل شخص يحاول الدخول أو الخروج من الرحيبة.
وتأتي هذه النتائج العسكرية التي حققها الثوار ضمن إطار معركة "الخضوع لله"، في وقت ينشغل فيه النظام بتخبئة عناصره وأسلحته في المدارس والمساجد والجامعات ومشافي التوليد، وقد أكد نائب قائد اللواء لمصادر إعلامية أن وجهتهم هي منطقة القصير المتاخمة لحمص المحاصرة.
ويشار إلى أن اللواء يرأسه زهران علوش الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين عاماً والذي لم يستطع متابعة دراساته العليا بسبب قيام سلطات النظام باعتقاله قبل الثورة.
وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في حي صلاح الدين لقصف من قبل قوات النظام، كما تعرضت مناطق في بلدة تلعرن للقصف مما أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين بينهم 6 أطفال وسيدتان.
وتعرضت قرية موسى بالريف الجنوبي لحماة، لقصف من قوات النظام بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، وسط إطلاق نار كثيف في القرية التي يسكنها كذلك مواطنون من الطائفة العلوية.
وفي درعا تعرض الحي الشرقي في مدينة بصرى الشام لقصف من قوات النظام، بالتزامن مع اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، ولم ترد أية أنباء عن خسائر بشرية..
 
أوباما للكونغرس: ضربة للنظام ودعم للمعارضة
واشنطن - جويس كرم؛ باريس - آرليت خوري؛ برلين - إسكندر الديك
لندن، نيويورك، بيروت - «الحياة»، رويترز ، أ ف ب - بدأ الكونغرس يميل نحو تأييد طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما شن ضربة عسكرية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد بعد تأييد زعيم الغالبية في مجلس النواب جيم باينر لتحرك عسكري، وهو ما قد يرجح الكفة لصالح الضربة خلال التصويت الأسبوع المقبل، في وقت أكد أوباما أن أي ضربة ترمي إلى «تحجيم قدرات» قوات الأسد، لكنه وضع ذلك ضمن «استراتيجية أوسع تتضمن مساعدة المعارضة وصولاً لـ «مرحلة انتقالية» في سورية.
في غضون ذلك، نقل موقع مجلة «در شبيغل» الألمانية الإلكتروني أول من أمس عن رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر قوله، إنه تم التقاط مكالمة هاتفية جرت بين «قيادي كبير» في «حزب الله» ومسؤول ديبلوماسي في السفارة الإيرانية في لبنان ذكر خلالها مسؤول «حزب الله» أن الأسد «فقد صوابه وارتكب خطأ كبيراً بإعطاء الأمر باستخدام الكيماوي».
وتمكن البيت الأبيض أمس من تحقيق تقدم بالغ في استشاراته مع زعماء الكونغرس مع إعلان رئيس مجلس النواب الجمهوري تأييده للضربة، وأيضا زعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي، إلى جانب وجوه معروفة في مجلس الشيوخ، مثل جون ماكين وليندسي غراهام وبوب كروكر. ويُعتبر تأييد باينر، الذي له تأثير على كتلة كبيرة من النواب الجمهوريين، منعطفاً حاسماً في الاستشارات، قد يعطي الإدارة الأصوات الـ 218 اللازمة للموافقة على التحرك عسكرياً. وتبدو المهمة أقل تعقيداً في مجلس الشيوخ حيث هناك تأييد أكبر للتحرك، إنما بعد تعديل النص وجعل أي ضربة محددة الأهداف والنطاق، ومن ثم التصويت فور عودة الكونغرس الأسبوع المقبل.
وأكد أوباما خلال لقائه النواب أمس، أن لدى واشنطن «ثقة كبيرة بأن سورية استخدمت وفي شكل عشوائي السلاح الكيماوي الذي قتل الآلاف، ضمنهم أكثر من 400 طفل» في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق. وأضاف أن في ذلك «انتهاكاً مباشراً للشرائع الدولية ضد استخدام الكيماوي.» واعتبر أن هذا الأمر «يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي وللمنطقة. وكنتيجة له تجب محاسبة الأسد». وتابع: «اتخذت قراراً بأن أميركا يجب أن تقوم بتحرك، وسنكون أكثر فاعلية وقوة إذا اتخذنا هذه الخطوة معاً كأمة» بعد موافقة الكونغرس. وخاطب الشعب الأميركي قائلاً إن «الخطة العسكرية المعدة من هيئة الأركان هي مناسبة، وأيضاً نسبية». ووصفها بـ «المحدودة، ولا تشمل جنوداً على الأرض. هذه ليست العراق، وليست أفغانستان». وأكد أن الهدف منها رسالة واضحة أن هناك عواقب ليس فقط لنظام الأسد بل لدول أخرى قد تكون مهتمة بانتهاك هذه الشرائع الدولية». وقال أوباما إن الضربة «تعطينا القدرة لتحجيم قدرات الأسد عندما يتعلق الأمر بالسلاح الكيماوي، كما أنها ترتبط باستراتيجية أوسع يجب أن نضمن تحقيقها لاحقاً لتقوية المعارضة والوصول إلى مرحلة انتقالية تأتي بالسلام والاستقرار ليس فقط لسورية بل أيضاً للمنطقة».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس، إن التهديدات التي أطلقها الأسد في حديثه إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ضد فرنسا عززت قناعته بضرورة معاقبته، داعياً الأسرة الدولية إلى الرد على المجزرة الكيماوية التي نفذها، لأن «من كان لديهم شك في نواياه ينبغي أن يكفوا عن ذلك، لأنه على استعداد لتصفية من يعارضه واستهدافه بغازات سامة». وأضاف هولاند خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الألماني يواكيم غوك، أنه عازم على بذل كل ما في وسعه لمواجهة التهديد الذي يمثله نظام الأسد بالنسبة إلى شعبه والمنطقة والعالم، لأن «هذا التهديد لن يزول طالما بقي نظامه قائماً».
وأكد هولاند ضرورة حشد ائتلاف دولي واسع مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية والعمل بإصرار على حل سياسي بمشاركة كل الأطراف. ولمح إلى أن تشكيل مثل هذا الائتلاف مرتبط بتصويت الكونغرس الأميركي على العمل العسكري «لأن فرنسا لا يمكن أن تتحرك وحدها».
في غضون ذلك، حصل توتر بعد إعلان موسكو إطلاق صاروخين في شرق البحر المتوسط مقابل السواحل السورية. واعترفت وزارة الدفاع الإسرائيلية امس، بأن إطلاقهما يندرج في إطار تدريبات عسكرية إسرائيلية-أميركية مشتركة، بعدما نفى بداية رصد إطلاق أي صواريخ بالستية في شرق المتوسط. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مصدر عسكري روسي، إن راداراً روسياً رصد جسمين عابرين أطلقا من وسط البحر المتوسط في اتجاه شرق البحر، لكن لا توجد مؤشرات إلى أن العاصمة السورية دمشق تعرضت لهجوم صاروخي. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية من جهتها، أن التجربة الصاروخية لا علاقة لها بالضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد سورية. وقال الناطق باسم «البنتاغون» جورج ليتل في بيان، إن «هذه التجربة لا علاقة لها بنية الولايات المتحدة شن عمل عسكري رداً على الهجوم السوري بأسلحة كيماوية».
في هذا الوقت، أبدى «الائتلاف الوطني السوري» أمس، تخوفَه من هجوم جديد بالغازات السامة تشنه قوات نظام دمشق، مشيراً إلى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل أسلحة كيماوية في اليومين الماضيين.
وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد صالح في مؤتمر صحافي في إسطنبول: «لدينا معلومات حديثة تشير إلى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل أسلحة كيماوية، ويمكننا أن نؤكد الآن أن اثنتين منها وصلتا إلى جهتهما». وأوضح صالح أن هاتين القافلتين انتشرتا في قرية قريبة من درعا (جنوب) وفي مطار الضمير العسكري في ضواحي العاصمة السورية دمشق. وأضاف: «لدينا مخاوف حقيقية، بناء على معلومات من مصادر داخلية في جيش الأسد من انه ينوي استخدام هذه الأسلحة الكيماوية ضد مدنيين أبرياء».
وأعلن «الائتلاف» من جهة ثانية، أن خبيراً بالطب الشرعي في سورية لديه أدلة على تورط الأسد في استخدام أسلحة كيماوية في هجوم قرب حلب في آذار (مارس) الماضي، انشق وهرب إلى تركيا. وأضاف أن رئيس الأطباء الشرعيين في حلب عبد التواب شحرور سيعلن عما لديه من أدلة على تورط حكومة الأسد في هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في خان العسل في ريف حلب.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن قوات النظام مدعومة بقوات من «جيش الدفاع الوطني» الموالية لها استعادت السيطرة على مدينة أريحا بعد عشرة أيام من القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ أن سيطرت عليها قوات المعارضة، لافتاً إلى أن أريحا مدينة استراتيجية لوقوعها على الطريق الدولية بين حلب (شمال) واللاذقية (غرب). وأشار إلى أن المدينة «تعرضت خلال الأسبوع الماضي لقصف متواصل من الطيران الحربي والمدفعية، إضافة إلى اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني». وهاجم مقاتلو المعارضة بئراً نفطية وأنبوب غاز في شمال شرقي البلاد. وتجددت المواجهات في أطراف دمشق وسط قصف عنيف من قوات النظام.
وفي نيويورك، حصر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شرعية استخدام القوة العسكرية في حالتين فقط هما «حال الدفاع عن النفس أو بناء على قرار يتخذه مجلس الأمن». ورفض استخدام كلمة «غير قانوني أو غير شرعي» رداً على سؤال لـ»الحياة» حول ما إن كان إعلان الرئيس أوباما بأنه اتخذ قرار توجيه ضربة عسكرية الى مواقع في سورية. واكتفى بان بالقول إنه «يقدر توجه» أوباما الى «الشعب الأميركي والكونغرس وآمل أن تؤتي هذه العملية بنتائج». وأعلن بان أن تحديد ولاية لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية «هو قراري»، وأنه اتخذه «بناء على المعايير الدولية ومشاورات مع الهيئات الدولية»، بحيث «لا نعرف الطرف الذي استخدم الأسلحة الكيماوية» والاكتفاء «بطبيعة هذا الاستخدام ومداه».
وحض بان مجلس الأمن على «تولي مسؤولياته تجاه الأمن والسلم الدوليين لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها في ضوء تقرير لجنة التحقيق» الدولية في استخدام اسلحة كيماوية في سورية. وقال إن ما شهدته سورية «بغض النظر عن مصدره فهو تصعيد خطير ويجب أن يشكل جرس إنذار للمجتمع الدولي مما يوجب التوصل الى إجراءات تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل، ويجب أن نفكر في إجراءات عقابية بهدف وقف سفك الدماء».
وقال إن تحديد الولاية «كان قراري وقرار الأمم المتحدة وهو جاء مبنياً على معايير المجتمع الدولي ومشاورات مع الهيئات الدولية». وأكد مجدداً أن «أي استخدام للسلاح الكيماوي هو جريمة حرب وانتهاك خطير للقانون الدولي».
وأبلغ الأمين العام الأعضاء العشرة غير الدائمي العضوية في مجلس الأمن أن «لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية تعمل على الإسراع في إنهاء التحليل المخبري للعينات والمعلومات التي جمعتها في سورية بما يتوافق مع الشروط والمعايير العلمية»، حسب ديبلوماسيين شاركوا في الاجتماع، وأنها «تعمل في أربع مختبرات في شكل متواز» لهذا الغرض.
وقال ديبلوماسي شارك في الاجتماع إن الأمين العام «لم يعلن عن أي تفاصيل متعلقة بنتائج التحقيق، ولم يحدد الإطار الزمني الذي سيستغرقه التحليل المخبري للعينات والمعلومات المتعلقة بعمل لجنة التحقيق، لكنه أكد أن العمل سيتم في أسرع ما تسمح به المعايير العلمية، تمهيداً لوضع التقرير النهائي لعمل اللجنة». وأوضح أن «الأمين العام أبلغنا أن أربعة مختبرات في دولتين أوروبيتين تعمل على تحليل العينات والمعلومات. والدولتان الأوروبيتان ليستا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن». وأضاف أن «أي خطوة في مجلس الأمن ستنتظر تقرير لجنة التحقيق، إذ ليس هناك من تحرك مرتقب في القريب العاجل داخل المجلس».
 
المعارضة تدرس إطلاق نداء لضباط الجيش: مجلس عسكري والتفاوض على مرحلة انتقالية
لندن - «الحياة»
قالت مصادر في المعارضة السورية امس ان أعضاء في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يتداولون إطلاق مبادرة لمناشدة ضباط الجيش في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد لتشكيل مجلس عسكري موقت وتنحي الأسد وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.
وأشار موقع «كلنا شركاء» المعارض إلى مبادرة جرى تداولها قبل سنة بدعم دولي قضت بتشكيل مجلس عسكري يتولى إدارة البلد والتفاوض مع المعارضة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وسن قوانين جديدة تجري بناء عليها انتخابات حرة لمجلس الشعب ورئاسة الجمهورية.
وتضمن الاقتراح الجديد الذي قدمه احد قادة «الائتلاف» كمال لبواني، مناشدة «الضباط والجنود الذين لا يزالون يؤمنون بأنهم حماة الديار وأن مهتمهم الدفاع عن المواطن والدولة والإنسان وجميع الأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري، العمل على تجنيب سورية المزيد من الدمار والويلات لأننا ما زلنا أيضاً نصر على التفريق بين الدولة والشخص وبين الطائفة والنظام وبين الآمر والمأمور ومستعدين لشراكة وطنية حقيقية شرط أن لا تقفز فوق العدالة».
وتابع: «نناشدكم أن تباشروا العمل من أجل تنحية بشار الأسد ونظامه عن السلطة لأنه الجهة المسؤولة عما آلت إليه حال البلاد والعباد وتشكيل مجلس عسكري موقت يستلم السلطة في المناطق التي لاتزال تخضع للنظام ولفترة أقصاها ستة أشهر، تتم خلالها مفاوضات مع المعارضة والجيش الحر من أجل وضع خطة انتقالية متكاملة بإشراف دولي والمباشرة بتنفيذها كي تنتقل السلطة لحكومة موقتة كاملة الصلاحيات وتنتهي بانتخابات حرة ودستور جديد ونظام وطني ديمقراطي لكل السوريين وحكومة شرعية».
ووفق الاقتراح، فإن مراحل التفاوض تشمل البدء بعقد مؤتمر برعاية دولية خلال أسبوع من تنحي الأسد بحيث يحضر المجلس العسكري ووفدا «الائتلاف» و»الجيش الحر» على أن يوقع الجانبان إعلان مبادئ يتضمن «التعهد بضمان وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها وسيادتها التامة والعمل على الانتقال إلى دولة ديموقراطية عادلة تضم كل مكونات المجتمع، وتحترم حقوق الإنسان وضمان سيادة القانون والحق في العدالة للجميع وضمان عودة السلم الأهلي ومنع حصول المجازر والعمليات الانتقامية والطلب من مجلس الأمن والمجتمع الدولي ضمان تطبيق هذا الإعلان وما يتفق عليه وفق أحكام البند السابع» من ميثاق الأمم المتحدة.
كما ينص الاقتراح على تفاوض الطرفين على «وقف شامل ومراقب لإطلاق النار من مراقبين دوليين محايدين، وتبادل قوائم الأسرى والتحقق منها عبر لجان مراقبة دولية لها حق التفتيش في كل الأماكن، وتسجيل قوائم المفقودين وقوائم الموتى المتحقق من وفاتهم، وفك كل أنواع الحصار والسماح بالمعابر الإنسانية وبعودة المهجرين وسحب المقاتلين الأجانب إلى معسكرات خلفية محددة ومراقبة، وفك اشتباك القوات المتحاربة والبدء بسحبها إلى خارج المناطق المدنية، والتوافق على تسمية مجلس وطني موقت له صفة استشارية يضم كل مكونات المجتمع بشكل متوازن مكون من واحد خمسين عضواً من الشخصيات الوطنية المعروفة ليتابع عمل الحكومة ويباشر في العمل على تحقيق العدالة والمصالحة». واقترح لبواني التفاوض على «تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة تتولى السلطة وتمارس صلاحياتها على الطرفين الذين يحلان نفسيهما ويضعان مقدراتهما بتصرف تلك الحكومة بشكل متوازن ومتزامن وبإشراف ومساعدة دوليين، على أن تحدد الحكومة الانتقالية شكلها ونوعها وتشرف على تحرير الأسرى وعودة اللاجئين وإعادة الخدمات وتشغيل ماكينة الاقتصاد، وتبدأ التحضير لانتخاب جمعية تأسيسية تضع مسودة دستور ونظام انتخابي لانتخاب جمعية وطنية منتخبة تعيد بناء النظام السياسي والدولة من جديد وبإرادة الشعب وتشكل محاكم خاصة بالمجرمين ولجان تعويض المتضررين».
إلى ذلك، وقع رئيس «الائتلاف» احمد الجربا ووزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في برلين اتفاقاً لتشكيل صندوق يوفر مبدئياً نحو عشرين مليون يورو لدعم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس المحلي لمدينة زملكا في مؤتمر صحافي عقده في تركيا امس إن «مطالب الشعب السوري شرعية وواضحة، فهو شعب يحب السلام ويكره الحرب والقتل، وأن خيار الحرب ليس الخيار الأفضل وأن السلاح ليس حلاً لمشكلة السوريين، وفق وصفه»، موضحاً ان مجلس زملكا «لم يتسلم حتى الآن أي مساعدات بسبب الحصار المفروض على المدينة»، ومشيراً إلى «الجهود الكبيرة التي بذلتها الكوادر الطبية في زملكا منذ ارتكاب النظام مجزرة الكيماوي».
وفي ما يخص اللجنة الأممية للتحقيق في هجوم الكيماوي، أوضح رئيس المجلس أن اللجنة «أخذت عينات بول ودم من المصابين»، لافتاً إلى أن «النظام لم يستهدف الجيش الحر باستخدامه الكيماوي بل وجه الضربة إلى المناطق التي تعج بالمدنيين».
 
مسودة تفويض جديدة في الكونغرس تحدد السقف الزمني لضربة سورية بـ90 يوما
واشنطن - ا ف ب
اعدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي اليوم الاربعاء مسودة جديدة للتفويض الذي طلبه الرئيس باراك اوباما لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري، تتضمن خصوصا تحديد الاطار الزمني لهذه الضربة بـ60 يوما قابلة للتمديد 30 يوما اخرى.
والمسودة الجديدة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها ستحل محل مشروع القانون الذي احاله الرئيس الى الكونغرس السبت الماضي لمنحه تفويضا بشن عمل عسكري في سورية، وهو مشروع اعتبر عدد من البرلمانيين صياغته فضفاضة وضبابية.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية السيناتور الديموقراطي روبرت مندينيز في بيان ان "لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ صاغت تفويضا باستخدام القوة العسكرية يعكس رغبة ومخاوف الديموقراطيين والجمهوريين".
وتنص مسودة التفويض الذي توافق عليه اعضاء الحزبين في اللجنة على انه "لا يسمح باستخدام القوات المسلحة الاميركية على الارض في سورية بهدف تنفيذ اعمال قتالية"، كما تنص على ان التدخل العسكري في سورية يجب ان يكون "محدودا".
وترمي الصيغة الجديدة هذه الى كسب تأييد اعضاء الكونغرس الذين ما زالوا مترددين في دعم هذه الضربة التي يعتزم اوباما توجيهها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد عقابا له على استخدامه الاسلحة الكيماوية في قصف غوطة دمشق الشهر الماضي بحسب ما تؤكد واشنطن.
ومن المحتمل ان تصوت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على مسودة التفويض اعتبارا من اليوم، مما سيتيح للمجلس بأسره ان يبدأ بمناقشتها حالما يعود اعضاؤه من العطلة، اي الاثنين المقبل.
 
مليونا لاجئ سوري... والأطفال يبلغون الرشد قبل أوانهم
الحياة..بيروت - بيسان الشيخ
في أحد المنتزهات الصيفية، يعمل لؤي البالغ من العمر 11 عاماً في القسم المخصص للأطفال مقابل مبيته ولقمة عيشه. يهتم الطفل السوري الهارب من مدينة القصير قرب حدود لبنان بأطفال رواد المطعم. ولا تشيح عيناه عن الأصغر سناً منه، فيما تنهمك يداه بدفع أرجوحة هنا أو دولاب دوار هناك.
جاء لؤي منذ نحو شهرين برفقة ثلاثة من إخوته الأصغر سناً بعدما عبرت بهم والدتهم الحدود وعادت أدراجها إلى سورية «مطمئنة» الى إن أطفالها بعيدون من مرمى النيران.
ومع ان «ظروف» الإخوة الصغار صعبة، فهي «أفضل حالاً من كثيرين غيرهم»، بحسب لؤي. ويقول بنبرة رجل بلغ عمره قبل أوانه: «نأكل جيداً ولدينا سقف يحمينا». لؤي هو واحد ممن دقت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» ناقوس الخطر في شأنهم أمس. إذ أعلنت أن عدد اللاجئين السوريين تخطى عتبة المليوني شخص، حيث يشكل الأطفال دون 17 سنة أكثر من 52 في المئة منهم. واشارت المفوضية إلى أن العدد قفز إلى أكثر من 1.8 مليون شخص خلال 12 شهراً، بمعدل عبور يومي يبلغ نحو خمسة الآف غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن. وكانت تقارير سابقة للمفوضية أشارت إلى أن لبنان وحده يضم ما يقارب مليون لاجئ موزعين على كافة المناطق، خصوصاً المحاذية لسورية.
وبعيداً من المناطق الحدودية في البقاع أو الشمال حيث البيئة الريفية حاضنة إلى حد بعيد، يواجه اللاجئون السوريون في المدن وخصوصاً بيروت مشكلة إضافية، بسبب «التشرد». وباتت رؤية أم وأطفالها متجمعين تحت جسر «الكولا» في العاصمة اللبنانية أو أولاد من دون راشد يرافقهم يفترشون مدخل مبنى أو رصيفاً في «شارع الحمرا» مشهداً شائعاً.
وفيما يدخل النزاع المسلح عامه الثالث في سورية من دون بوادر توحي بأن هذا التدفق البشري على دول الجوار سيتوقف عما قريب. ويعبر هؤلاء الحدود في كثير من الأحيان من دون وجهة محددة في البلد المضيف، وليس في جعبتهم إلا القليل من الأغراض وبعض الملابس يحملونها على ظهورهم.
ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الوضع بـ «المأساة الكبيرة في هذا القرن»، قائلاً إنها «كارثة إنسانية تبعث على العار وترافقها معاناة ونزوح لا مثيل لهما في التاريخ الحديث». واعتبر غوتيريس إن «العزاء الوحيد هو في الجانب الإنساني الذي أبدته البلدان المجاورة في ترحيبها بعدد كبير من اللاجئين وإنقاذ حياتهم». وتستضيف البلدان المجاورة لسورية 97 في المئة من اللاجئين السوريين باختلاف مقدراتها الاقتصادية. وهو ما يضع عبئاً هائلاً على بنيتها التحتية واقتصاداتها ومجتمعاتها. وباتت الحاجة الى تدخل دولي يرفع مستوى المساعدات الانسانية للمجتمعات المحلية ضرورية وملحة، وهو ما يفترض أن يناقشه وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا مع المفوضية في جنيف اليوم، في مسعى لتسريع الدعم الدولي.
من جهتها، قالت المبعوثة الخاصة للمفوضية الممثلة أنجلينا جولي: «من الخطر أن يشعر العالم بالرضا إزاء الكارثة الإنسانية التي تجري في سورية. وإذا ما استمر الوضع في التدهور بهذا المعدل، فإن عدد اللاجئين سيزداد، وقد تصبح بعض البلدان المجاورة على شفا الانهيار». وأضافت: «على العالم أن يظهر قدراً من المسؤولية ويبذل المزيد من الجهود».
وتجدر الإشارة إلى أن عدد مليوني لاجئ يشمل فقط من تم تسجيله لدى المفوضية أو من ينتظر التسجيل، فيما تذهب التقديرات غير الرسمية إلى ضعف هذه الأرقام. وبحسب المفوضية، شمل هذا العدد حتى نهاية آب (اغسطس) الماضي 110 الآف لاجئ في مصر و168 ألفاً في العراق و515 ألفاً في الأردن و716 ألفاً في لبنان و460 ألفاً في تركيا.
كما أن هناك 4.25 مليون شخص آخر في عداد النازحين داخل سورية، بحسب بيانات مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وتبلغ هذه الأرقام مجتمعة أكثر من 6 ملايين شخص هجروا ديارهم قسراً، في أكبر أزمة لجوء ونزوح يشهدها أي بلد.
 
 
قريبون من الأسد يهددون فرنسا والأردن و«اليونيفيل»
 خاص - «الراي»
كشف قريبون من الرئيس السوري بشار الأسد ان «التحضيرات العسكرية في سورية تجري على قدم وساق وكأن الحرب واقعة غداً». وقالوا لـ «الراي» انه «في حال فُتحت الجبهات على الرئيس الأسد لقلب النظام فإن كل الخطوط الحمر ستسقط».
وعكس هؤلاء تقديرات للقيادة السورية بان «المجموعة الدولية، لا سيما اميركا وحلفاءها بدأوا مناوشات لفتح جبهة القلمون - الزبداني في عملية هدفها إشعال اكثر من جبهة في وجه الجيش السوري وتشتيت قواته تمهيداً لغزو بري من ناحية الاردن، بالتزامن مع القصف الصاروخي الاميركي من البحر والجو حين تدقّ الساعة صفر».
وقال هؤلاء وهم من الحلقة الضيقة التي تحوط الأسد، عن ان «فتح جبهة القلمون - الزبداني سيدفع بحلفاء دمشق (في اشارة ضمنية الى حزب الله) للهجوم من سلسلة الجبال الشرقية في اتجاه تطهير منطقة الحدود اللبنانية - السورية، بعدما كانت تأجّلت هذه العملية الى ما بعد الانتهاء من السيطرة على الغوطة الشرقية».
ولفتوا الى ان «السيناريو الأكثر احتمالاً الذي تتحضّر له الولايات المتحدة وأعوانها يقوم على القصف، انطلاقاً من مبدأ الصدمة والترويع، والإفادة من الارض من خلال تقدُّم بري تتولاه المجموعات السورية التي درّبتها القوات الاميركية من الاردن».
ولوحوا بان «الرئيس الأسد سيتخذ قرارات صعبة في ضوء هذا السيناريو، منها إستعمال اسلحة تقليدية وغير تقليدية تستهدف، ليس فقط القوات المهاجمة، بل أمكنة انطلاقها ومعسكرات تدريبها ومراكز الاتصال والسيطرة داخل الاراضي الأردنية، ما يجعل المملكة الهاشمية في نطاق خطّ النار».
واوضحوا ان «العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دأب على إرسال تطمينات شفوية للقيادة السورية، بينما الحركة الميدانية تعاكس أقواله، وتالياً سيكون مشتركاً مباشرة وشخصياً في حال حصول هجوم على النظام من الاردن الذي بات يمثل الخاصرة الضعيفة لسورية».
وأكدوا الموقف الذي أعلنه الأسد من امكان مشاركة فرنسا في الضربة العسكرية، بان «مصالح ورعايا فرنسا او اي دولة تعلن الحرب على سورية ستكون أهدافاً متنقلة»، مهدّداً بأن «القبعات الزرق في جنوب لبنان (في اشارة الى قوة «اليونيفيل») لن تكون فوقها خيمة زرقاء».
من ناحية ثانية، تعهد زعماء الكونغرس بدعم الرئيس باراك اوباما توجيه ضربة عقابية للأسد على استخدام الاسلحة الكيماوية، وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر انه سيؤيد الطلب، معربا عن اعتقاده بأن زملاءه في المجلس سيفعلون الشيء نفسه.
واوضح باينر ان استخدام الاسلحة الكيماوية يجب ان يتم الرد عليه وان الولايات المتحدة وحدها يمكنها القيام بذلك.
وقالت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي انه لا يمكن تجاهل استخدام الاسلحة الكيماوية، مشيرة الى ان الاسد تجاوز الخط الاحمر.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مينينديز قد اعرب عن اعتقاده بأن اقتراح الضربة سيمر في المجلس ولو بعد تعديل نصه.
 
تصاعد التوتر بعد تجربة صاروخية أميركية - إسرائيلية في «المتوسط»
الرأي.. عواصم - وكالات - ساد توتر شديد المنطقة امس بعد ان اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان اجهزة الرصد المبكر لديها رصدت اطلاق صاروخين من منطقة وسط البحر المتوسط باتجاه الضفة الشرقية منه، وكشفت اسرائيل انها اجرت تجربة صاروخية مشتركة مع الولايات المتحدة في البحر المتوسط.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان الصاروخين اطلقا في الساعة 10،16 بتوقيت موسكو ورصدتهما محطات الرادار في ارمافير، جنوب روسيا، مشيرة الى ان الوزير سيرغي تشويغو ابلغ الرئيس فلاديمير بوتين بذلك.
وقالت اسرائيل انها اجرت تجربة على صاروخ يستخدم كهدف في نظام الصواريخ الاعتراضية الذي تموله الولايات المتحدة.
وذكرت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان التجربة أجريت الساعة 15. 9 صباح امس.
وقالت الوزارة: «اطلقت وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بنجاح في الساعة التاسعة والربع اليوم (أمس) صاروخ رادار من طراز انكور».
وتابع البيان «انها اول تجربة لاطلاق هذه النسخة من الصاروخ وجرت (...) فوق المتوسط. جميع عناصر النظام عملت بحسب الصيغة التشغيلية المقررة».
واضاف: «اطلق (صاروخ) الاختبار من البحر المتوسط وتم توجيهه من قاعدة عسكرية في وسط اسرائيل».
وكانت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي قد اكدت في وقت سابق ان الجيش ليس «على علم باطلاق صواريخ في البحر المتوسط».
ولاحقاً أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن التجربة التي اجرتها الولايات المتحدة وإسرائيل لا علاقه لها بسورية.
وقالت مصادر روسية ان سفنا اميركية قد تكون اطلقت الصاروخين لاستطلاع الطقس وان الصاروخين سقطا في البحر.
ونقلت قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني عن مصدر أمني سوري قوله ان أجهزة الرادار السورية لم ترصد سقوط صواريخ على الاراضي السورية.
واعلن متحدث باسم السفارة الروسية في دمشق إن الديبلوماسيين الروس في سورية لا يعلمون شيئاً عن إطلاق صواريخ باليستية في البحر المتوسط كما أنه لم يسمع صفارات إنذار أو دوي انفجارات في دمشق.
وجاءت هذه البلبلة بسبب الحشود العسكرية الاميركية التي يشهدها البحر المتوسط.
وانتقد المسؤول في وزارة الدفاع الروسية أوليغ دوغاييف الولايات المتحدة لارسالها سفنا حربية بالقرب من سورية قائلة ان نشر هذه القطع البحرية سيؤدي لتفاقم التوتر.
ونقلت وكالة «ايتار تاس» للانباء عن دوغاييف قوله ان «الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة تسبب قلقا خاصا»، مضيفا ان «ارسال سفن مزودة بصواريخ كروز في اتجاه شواطيء سورية له اثار سلبية على الوضع في المنطقة».
وأعلن مصدر عسكري روسي إن موسكو لا تخطط لزيادة عدد قطع أسطولها المتواجد في البحر الأبيض المتوسط.
وقال المصدر لوكالة أنباء (نوفوستي) الروسية «لم نتلق أية أوامر بشأن زيادة (الوجود العسكري) هناك»، مؤكداً أنه «لن يكون» هناك أي أمر بذلك.
وأضاف أن «قوة ونوع قواتنا المنتشرة في المتوسط تكفينا لجمع المعلومات الكاملة عما يجري».
وأكّد المصدر تقارير محلية تفيد بأن روسيا أرسلت سفينة الاستطلاع «بريازوفيي» إلى المنطقة، غير أنه أشار إلى أن ذلك جزء من عملية تبديل دورية للسفن التابعة لأسطول البحر الأسود.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس باراك أوباما كشف عن أن «جهدا سريا تقوم به الولايات المتحدة لتسليح وتدريب المقاتلين السوريين بدأ يؤتي ثماره».
وأضافوا أن أوباما قال خلال اجتماع دام ساعة في البيت الأبيض أول من أمس مع عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين جون ماكين وليندسي غراهام إن «أول خلية من 50 مقاتلا، تلقوا تدريبات من الاستخبارات الأميركية، بدأوا التسلل إلى سورية».
 
 
رئيس لجنة الخارجية في «الشيوخ» يتوقع تغييرا في صيغة القرار وأوباما واثق من موافقة الكونغرس على الضربة
واشنطن - رويترز - اعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما انه واثق من تصويت الكونغرس لمصلحة توجيه ضربة الى قوات الرئيس السوري بشار الاسد، قائلا انه سيطلب جلسة تصويت سريعة حول ذلك في الكونغرس.
واكد اوباما في تصريحات له ان الضربة ستؤدي الى خفض قدرة الاسد على شن هجمات كيماوية جديدة وان لديه استراتيجية اوسع لتحديث خطط دعم المعارضة السورية.
وقبيل مثول وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل امام اجتماع للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ لمناقشة الضربة ضد سورية امس، توقع رئيس اللجنة الديموقراطي روبرت مينينديز ان يمر القرار في المجلس لكن ليس بالشكل الذي ارسلته الادارة.
وردا على سؤال عما اذا كان يتوقع الحصول على 60 صوتا من اصل 100 المطلوبة لاقرار الاقتراح، قال مينينديز: «اعتقد ذلك» لكنه اضاف: «اعتقد اننا سنرى قرارا محبوكا اكثر بكثير مما ارسلته لنا الادارة».
وتابع في حديث تلفزيوني: «في النهاية يجب ان يقيم القرار توازنا بين الحاجة الى العمل والعمل بطريقة تحقق اهدافنا والا تتحول العملية الى مفتوحة وتتطلب في النهاية وضع جنود على الارض».
واذا وافق مجلس الشيوخ على القرار يتم ارساله الى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
 
السويد تمنح إقامات دائمة لجميع طالبي اللجوء السوريين
ذكرت وكالة «تي تي» السويدية للأنباء ان السويد اصبحت البلد الاول في الاتحاد الاوروبي الذي يمنح كل طالبي اللجوء السوريين المتواجدين على اراضيه تراخيص اقامة دائمة.
وافادت الوكالة ان قرار مجلس الهجرة السويدي يغطي جميع طالبي اللجوء السوريين الذين كانوا قد منحوا اقامات موقتة في السويد بداعي الحماية الانسانية. وسيحصل هؤلاء الان على تراخيص اقامة دائمة.
وكانت السويد منحت نصف طالبي اللجوء السوريين اقامات دائمة ونصفهم الاخر اقامات موقتة لمدة ثلاث سنوات.
ووصل الى السويد في العامين 2012 و2013 ما مجموعه 14700 طالب لجوء سوري.
والسويد والمانيا هما اكثر بلدين في الاتحاد الاوروبي استقبلا لاجئين سوريين.
 
الضربة المتوقعة على سوريا تلقي بظلالها على مدينة الرمثا الأردنية وسكانها يطالبون بأقنعة واقية من الغازات.. والسلطات تنفي حدوث نزوح منها

جريدة الشرق الاوسط... الرمثا: ماجد الأمير ... مدينة الرمثا الأردنية لا يفصلها إلا عشرات الأمتار عن مدينة درعا السورية، لدرجة أن القنبلة التي تسقط في درعا يسمع دويها في الرمثا. واليوم يتابع أهالي الرمثا التطورات المتسارعة على الجبهة السورية وما يدور عن توجيه ضربة عسكرية، وسط خشية من تأثيرات تلك الحرب عليهم.
ويطالب أهالي الرمثا الحكومة الأردنية بالعمل بشكل سريع على تأمينهم بوسائل وقاية من احتمالات تأثير أسلحة كيماوية عليهم في حال تطورت الحرب هناك.
وانتقد النائب عن مدينة الرمثا، عبد الكريم الدرايسة، ما وصفه بأنه غياب أي دور للحكومة في توعية الناس بمخاطر ما قد يحدث جراء تأثيرات الضربة العسكرية المحتملة. وقال «لا يوجد أي دور للحكومة الأردنية في هذه المدينة الحدودية، فضلا عن غياب أي استعدادات من السلطات الرسمية لاحتمالية الحرب».
وطالب الحكومة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بتوفير كمامات للوقاية من الأسلحة الكيمائية «لأن منطقتنا تبعد أمتارا عن مدينة درعا السورية، إلى جانب مستشفى ميداني عسكري». ويقول «لا توجد أي حماية للمدينة، ونحن في الرمثا مأزومون من الوضع، بل الناس يعيشون حالة خوف وهلع بانتظار ما ستؤول إليه الأمور».
ويطالب النائب الدرايسة الحكومة بتنظيم حملة إعلامية وتوعية القاطنين في المناطق الحدودية من أجل التعامل مع التطورات التي قد تحدث في حال وجهت ضربة عسكرية إلى سوريا من قبل الولايات المتحدة. ويقطن مدينة الرمثا ما لا يقل عن مائة ألف أردني، ولجأ إليها خلال العامين ونصف العام الأخيرة من عمر الأزمة السورية خمسون ألف سوري، مما تسبب في ضغط اقتصادي واجتماعي على سكان المدينة.
وبحسب النائب الدرايسة فإن «السكان المحليين تضرروا اقتصاديا خاصة أن اللاجئين الجدد محترفون اقتصاديا فسيطروا على سوق العمل والتجارة، وحل السوريون مكان أهل الرمثا، بل إن غالبية العاملين في المهن من السوريين». ويشير الدرايسة إلى أن «إغلاق الحدود شل الحياة الاقتصادية في المدينة الحدودية التي كانت تعتاش على التجارة البينية بين البلدين»، ويقول إن «أكثر من ألف سائق كانوا يعملون في قطاع استيراد البضائع توقفوا عن العمل منذ بداية الأزمة ولم يقدم لهم أي تعويض أو بديل، فهم الآن بلا عمل».
ويصف مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في صحيفة الرأي الدكتور خالد الشقران الوضع في مدينة الرمثا بـ«المأساوي» من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية بسبب توقف النشاط التجاري في المدينة الحدودية التي كانت تعتمد على التجارة مع سوريا. وأشار الشقران، وهو من سكان الرمثا، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما يقارب 80 في المائة من سكان مدينة الرمثا يعملون في التجارة بين الأردن وسوريا، وهذه توقفت جراء الحرب في سوريا وإغلاق المركز الحدودي بين البلدين». ويصف الوضع في مدينة الرمثا اليوم بأنه «تسوده حالة من الترقب لما سيجري في سوريا وهذه الحالة السائدة لدى المواطنين». ويشير إلى أن «هناك إقبالا غير مسبوق على شراء المواد التموينية»، ويصف الحكومة بـ«الغائبة» لعدم استماعها لمطالب الأهالي في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
وفي جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في الرمثا، طالب الأهالي الحكومة بالاستماع إلى مطالبهم. وقال المواطن علاء الزعبي إن «الوضع بات مخيفا، ويجب على الدولة أن تبادر إلى طمأنة المواطنين»، مطالبا بزيارات ميدانية للمدن والقرى والمجاورة للحدود السورية لرفع معنويات السكان.
وتمتد الحدود الأردنية مع سوريا 378 كم، تبدأ من منطقة تل شهاب إلى أقصى الشرق حتى لواء الرويشد.
واستغرب قائد قوات حرس الحدود بالإنابة العميد الركن غالب الحمايدة، في تصريحات نشرت أمس، ما نُقل عن نزوح لأهالي الشمال أو القرى المتاخمة للحدود نحو مناطق أكثر أمنا. وقال «أطمئن الشعب الأردني خاصة القرى على الحدود والواجهة الشمالية: أنتم في حماية القوات المسلحة، ولا تستمعوا إلى الشائعات المغرضة التي تهدد نسيجنا والمنظومة الاجتماعية وتضعف الجبهة الداخلية وتخدم الخارج».
وقال العميد الحمايدة «نحن ندافع عن حدودنا وأراضينا ضمن مواقعنا الدفاعية، والقوات المسلحة لن تشارك في أي عمل عسكري»، مكررا في حديثه ما أكدته الحكومة الأردنية «لن نكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا».
وتشير تقديرات رسمية إلى أنه في حال شن الضربة العسكرية فإن تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن سيزداد بطريقة لن تستطيع معها الحكومة الأردنية بمفردها التعامل مع الأعداد التي يتوقع أن تصل يوميا إلى ما يقارب 20 ألف لاجئ سوري.
ومن جهته، أبدى خالد أبو زيد، محافظ اربد، شمال المملكة، دهشته من الأسئلة حول نزوح أردنيين في قرى الشمال إلى مناطق أخرى وسط الأجواء الحذرة والترقب بسبب احتمال توجيه ضربة غربية لسوريا. وقال أبو زيد، في تصريحات صحافية «لا نزوح بالمطلق من قرى الشمال»، واصفا الحياة اليومية للناس بـ«الاعتيادية» و«الطبيعية».
وأكد محافظ إربد «نحن موجودون في الرمثا على الواجهة الشمالية والمتاخمة للشريط الحدودي»، لافتا إلى أنه يزور الرمثا بشكل دوري، كما أن المتصرف موجود في المكان طوال الوقت.
ويبدو أن اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، شمال شرقي عمان، هم الأكثر حماسة لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرين أن إضعاف النظام وإسقاطه هو أملهم الوحيد في العودة إلى ديارهم والتخلص من «عذابات اللجوء». ويقول لاجئون إن «التخلص من نظام الأسد ينهي العنف الدائر في بلادنا ويضع حدا لآلة القتل»، ويشدد على أن «نظام الأسد دمر البلاد وقتل العباد حبا في السلطة».
 
أنقرة: لدينا تفويضا من البرلمان لمهاجمة سوريا وسنتخذ إجراءات وانفجار قرب الحدود يخلف عددا من القتلى

أنقرة - لندن: «الشرق الأوسط» .... بينما أعلن المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت ارينتش أن لدى أنقرة تفويضا من البرلمان لشن عملية عسكرية على سوريا، وأنها تتخذ كل الإجراءات الضرورية لذلك، وقع انفجار على الحدود في إقليم هاتاي التركي قرب الحدود السورية وخلف ستة قتلى، وسط تضارب حول سبب الانفجار وموقعه المحدد.
وذكرت تقارير تلفزيونية تركية أن الانفجار وقع في مستودع ذخيرة في منطقة التينوزو في هاتاي، في حين قالت تقارير إعلامية أخرى إن الانفجار وقع في مركبة تحمل معادن خردة على الجانب السوري من الحدود.
وفي غضون ذلك، أكدت الحكومة التركية اتخاذ إجراءات لشن عملية عسكرية ضد سوريا، وقال ارينتش في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي أوردته وكالة رويترز، أمس: «لدينا تفويض (برلماني لضربات) على شمال العراق، ولدينا تفويض (لضربات) على سوريا. قمنا بدراسة في إطار التفويض بشأن سوريا للحفاظ على أمن بلادنا. وإذا اقتضت الضرورة يمكننا فعل ذلك مجددا. ليس هناك شك أن مصالح تركيا مهمة أيضا».
وفوض البرلمان التركي الحكومة لتوجيه ضربات شمال العراق لمواجهة نشاطات حزب العمال الكردستاني التركي المحظور، الذي تتحرك عناصره في المنطقة مستفيدة من سلسلة الجبال التي تفصل بين إقليم كردستان العراق وتركيا. كما فوض البرلمان الحكومة للتدخل في سوريا غداة اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) 2011.
وأضاف المتحدث أن الحكومة التركية تجري استعدادات لشن ضربة محتملة على سوريا. وقال: «بالنسبة لهجوم محتمل من الولايات المتحدة وعدة دول تعمل مع الولايات المتحدة، فلا يسعنا إلا معرفة أين ستقف تركيا عند حدوث هذه الضربة. ولكن وفي الوقت الحالي، فإننا نجري الاستعدادات الخاصة بنا، ونتخذ الإجراءات الضرورية لعمليات انتشار محتملة قد تحدث في المستقبل».
وتقول تركيا إن أي تدخل دولي عسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وتؤكد أنها ستكون مستعدة للمشاركة في أي عمل دولي ضد الأسد، حتى إن كان خارج إطار الأمم المتحدة، كما وضعت أنقرة قواتها المسلحة في حالة تأهب.
وتقول الولايات المتحدة إن سوريا يجب أن تُعاقب على هجوم بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس (آب) الماضي، وإن نزاهة حظر دولي لهذه الأسلحة على المحك، وإن هناك حاجة لحماية مصالح الأمن القومي الأميركي وحلفاء لواشنطن مثل إسرائيل والأردن وتركيا.
 
 هولاند: تسليح المعارضة خيار باريس إذا فشل التحرك الدولي ضد سوريا
مخاوف فرنسية من استهداف بعثاتها الدبلوماسية في لبنان
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم
ثلاث رسائل وجهها الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الألماني في قصر الإليزيه بعد ظهر أمس: في الأولى منها، كشف فرنسوا هولاند عن «الخطة البديلة» لبلاده في حال أخفق الرئيس الأميركي في الحصول على موافقة الكونغرس على توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا. وفي الرسالة الثانية، رد على تهديدات الرئيس السوري التي وجهها لباريس عبر صفحات صحيفة «لوفيغارو» في طبعتها ليوم أمس. أما الرسالة الأخيرة فقد وجهها للرأي العام الفرنسي القلق من عزلة باريس في الملف السوري ولممثلي الشعب، ملمحا إلى أنه لا يستبعد منحهم بشروط حق التصويت للموافقة على سياسته أو رفضها أسوة بزملائهم في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

وفي الرسالة الأولى، أعاد هولاند التأكيد على أنه «لا يمكن أن تبقى المجزرة الكيماوية التي ارتكبها النظام السوري من غير رد»، لأن الامتناع عن الرد «يعني تهديد أمن المنطقة والعالم». ولذا فإن باريس «تسعى لإقامة أوسع تحالف دولي» قوامه الولايات المتحدة الأميركية وعدد من البلدان الأوروبية والعربية. واستبعد هولاند بشكل نهائي أن تتحرك فرنسا «منفردة وبشكل أحادي» على الرغم من المسؤوليات التي تقع على كاهلها وبسبب القيم التي تحملها. أما إذا لم يتشكل التحالف المذكور ولم تحصل الإدارة الأميركية على الضوء الأخضر الذي تنتظره فإن خطة باريس البديلة، وفق الرئيس الفرنسي، تقوم على تسليح المعارضة السورية.

وقالت مصادر فرنسية دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا لم يحصل رد عسكري على الأسد فإن ذلك سيفسر على أنه إجازة له بالقتل وبالاستمرار في استخدام كل الأسلحة» لضرب شعبه. وتساءلت هذه المصادر عن قيمة المعاهدات الدولية وضرورة احترامها وتحديدا المعاهدتين الموقعتين عامي 1925 و1993 إذا مرت الانتهاكات التي تحصل بشأنها مرور الكرام وإذا أفلت الأسد من العقاب؟

وترى باريس، وفق ما قاله هولاند وما أفادت به المصادر الدبلوماسية، أن انعقاد قمة العشرين في سان بطرسبورغ يومي الخميس والجمعة المقبلين، ثم التئام اجتماع ما يسم «غيمنيش» غير الرسمي بمشاركة وزير الخارجية الأميركي، سيشكلان مناسبة لعملية تشاور واسعة من أجل بلورة أسس تحالف دولي تنضم إليه مجموعة من الدول بحيث لا يكون بالضرورة عسكريا. وقالت المصادر الفرنسية إن ما تريده باريس بيان يوفر الدعم السياسي للموقف الداعي لمعاقبة الأسد «لكن من غير فرض شروط تزيد العملية تعقيدا». وأضافت هذه المصادر «نريد للدول الـ28 أن تقول إنها معنا حتى وإن لم تشارك عسكريا وبشكل مباشر، إذ إن هناك أشكالا واسعة للمساهمة ليست بالضرورة المشاركة في الضربات العسكرية». أما عن تاريخ وتوقيت هذه الضربة فتؤكد المصادر الفرنسية أنها مرهونة من ناحية بموافقة الكونغرس، أقله في مجلس من مجلسيه. ومن ناحية أخرى يمكن أن تتم ما بين تاريخ 12 الحالي والـ22 منه موعد بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على المستوى الوزاري.

وفي رسالته الثانية، رد هولاند على تصريحات الأسد التي هدد فيها مباشرة بالتعرض للمصالح الفرنسية. وقال الرئيس الفرنسي إن قراءته لمقابلة الأسد جعلته «أكثر عزما» لتنفيذ ما يريد تنفيذه، كما أنها «نزعت الشكوك حول نوايا الأسد» ممن تبقت لديه مثل هذه الشكوك بصدد رغبته «في تصفية كل من لا يوافقونه الرأي». وإذ أعلن هولاند أن بلاده «اتخذت كل التدابير» الاحترازية، فإنه اعتبر أن التهديد سيبقى قائما «ما دام الأسد باقيا في موقعه».

وأفادت المصادر الدبلوماسية أن باريس ستتخوف بالدرجة الأولى من عمليات إرهابية يمكن أن تستهدف مراكزها الدبلوماسية والقنصلية ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط كلها. غير أن الاستهداف الأول، بحسب ما أشارت إليه، يقع في لبنان، مشيرة إلى «ماضي» المخابرات السورية في هذا البلد وللأهداف التي تشكلها وحدات الدول المشتركة في قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان في حال أسهمت بلدانها في العمليات العسكرية المحتملة.

وفي رسالته الثالثة، سعى هولاند لإقناع الفرنسيين بصحة مواقفه، مستبقا اجتماع البرلمان بمجلسيه غدا للنظر في خطط باريس إزاء سوريا، ووسط شكوك وانتقادات حادة من الطبقة السياسية والأوساط الإعلامية التي شددت كلها على «عزلة» فرنسا وعلى «ورطتها» بعد الانسحاب البريطاني وتشاؤمها بصدد ما ستقوم به إدارة أوباما.


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,070,331

عدد الزوار: 7,014,281

المتواجدون الآن: 77