واشنطن: الكشف السوري عن «الكيماوي» فاق التوقعات>>>>أكدت أنها وضعت خطة لإجلاء مواطنيها من سوريا ...روسيا تعارض أي قرار باستخدام القوة ضد الأسد

منسيّون تحت الحصار.. تقرير خاص حول "اليرموك" والمعضمية...اشتباكات في حي برزة الدمشقي وتفجير انتحاري ضد قوات النظام في النبك ومصرع خمسة أشخاص كل ساعة في سوريا

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 أيلول 2013 - 7:05 ص    عدد الزيارات 1755    القسم عربية

        


 

 «الدولة الإسلامية» تفجر معركة مع «النصرة» و«الائتلاف» يحضر «جنيف -2» بشروط
لندن، موسكو، عمان - «الحياة»، رويتزر، أ ف ب
فتح مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) معركة مفاجئة مع «جبهة النصرة» لدى سيطرتهم على مقر لها في شرق سورية، لتضاف الى المعارك التي تخوضها «الدولة الاسلامية» مع مقاتلي «قوات حماية الشعب» الكردي و «لواء عاصفة الشمال» التابع لـ «الجيش الحر». كما فجر احد مقاتلي «الدولة الاسلامية» سيارة مفخخة في ريف دمشق، لتكون اول عملية لها قرب العاصمة السورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن مقاتلي «داعش» اقتحموا مقراً لـ «النصرة» في منطقة الشدادي في ريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، ضم أسلحة ومعدات نفطية «فسيطروا على المقر وصادروا الأسلحة والمعدات النفطية مع ورود أنباء عن مصرع مقاتلين اثنين من جبهة النصرة في الاشتباك بين الطرفين». وقالت مصادر في المعارضة لـ «الحياة» ان المقر لم يكن يضم كثيراً من المقاتلين الذين كانوا منشغلين في معركة مع «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم.
وقالت المصادر ان «الدولة» و «النصرة» ترميان الى اقامة دولة اسلامية، لكن «النصرة» التي تضم مقاتلين سوريين ويتزعمها «ابو محمد الجولاني» تعتبر محاربة النظام السوري اولوية لها، في مقابل تركيز «الدولة» بزعامة «ابو بكر البغدادي» على البعد الاقليمي للصراع مع وجود مقاتلين عراقيين واجانب في صفوفها. وأشارت الى حصول مفاوضات بين «الدولة» و «النصرة» ولجوء الطرفين الى «هيئة شرعية» لاعادة المقر الى «النصرة».
وقال «المرصد» ان مقاتلي «وحدات حماية الشعب» دمروا عربتين تحملان رشاشات ثقيلة تابعتين لمقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» في قرية جافا في ريف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، إضافة إلى تردد أنباء عن سيطرة مقاتلي «وحدات الحماية» على نقطتين لـ «الدولة» بعد اشتباكات.
ويأتي الخلاف بين التنظيمين الاصوليين في وقت لا تزال المشكلة قائمة بين «الدولة» و «لواء عاصفة الشمال» التابع لـ «الجيش السوري الحر» في اعزاز شمال حلب وقرب حدود تركيا. اذ اعلن «عاصفة الشمال» أنه بعد تنفيذ البند الأول من الاتفاق الموقع مع «الدولة الإسلامية» قبل يومين، لم تنفذ «الدولة» البند المتعلق بإطلاق المحتجزين لديها، ذلك أنه لم يتم الإفراج سوى عن تسعة من اصل نحو أربعين معتقلاً. وتابع: «بعد انقضاء المهلة وعدم التزام (مقاتلي) الدولة الإسلامية، وجب عليهم الحكم الشرعي لأنهم الفئة الباغية». وعُلم ان «أبو عبد الله الكويتي» أمير «الدولة» في اعزاز طلب تمديد المهلة حتى نهاية الشهر الجاري بعدما وعد بالإفراج عن المعتقلين». وتحدثت مصادر عن مقتل عناصر من «داعش» قرب اعزاز بأيدي مقاتلي «الجيش الحر».
ولا تزال أعزاز تحت سيطرة الإسلاميين المتشددين، فيما يسيطر «عاصفة الشمال» على المدخل الغربي للمدينة، ويسيطر «ابو ابراهيم الشيشاني» على حاجز يفصل بينهما. وأشار موقع «زمان الوصل» الالكتروني إلى أن السلطات التركية التي اغلقت قبل ايام معبر «باب السلامة» بين سورية وتركيا، أغلقت امس معبر باب الهوى المجاور كي لا يسيطر عليه المتشددون.
كذلك حاول مقاتلو «الدولة الإسلامية» اقتحام مواقع لـ «الجيش الحر» في محيط قرية حزانو في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، ما ادى الى اندلاع مواجهات بين الطرفين.
وفي دمشق، قال «المرصد السوري» إن عنصراً من «الدولة الإسلامية» فجر سيارة مفخخة قرب مبنى المرور التابع لوزارة الداخلية على طريق حمص-دمشق الدولي مع توافر «معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وأشار «المرصد» إلى أنها كانت أول عملية معلنة لـ «الدولة الإسلامية» في محافظة ريف دمشق.
سياسياً، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بالسعي الى «ابتزاز» روسيا حتى تدعم قراراً لمجلس الامن في شأن سورية بموجب الفصل السابع. ووصف الغرب بأنه «أعمى» حيال فكرة التغيير في نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف في مقابلة مع محطة «تشانل وان» التلفزيونية وفق ما اوردت وكالات الانباء الروسية، ان «شركاءنا الاميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) انه اذا لم تدعم روسيا قراراً في مجلس الامن على اساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في سقوط قذيفة هاون أمس على حرم السفارة الروسية في وسط دمشق، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الروسية.
وأبلغ رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا مجلس الامن في رسالة بعثها اليه انه سيحضر مؤتمر «جنيف-2» شرط ان تكون كل الأطراف موافقة على أن هدف المؤتمر تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة، كما هو منصوص عليه في بيان جنيف الاول الصادر في منتصف العام الماضي. وطالب الجربا في رسالته لمجلس الأمن بإخضاع اي قرار خاص بالاتفاق الاميركي - الروسي على تدمير أسلحة الأسد الكيماوية للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي قد يخول باستخدام القوة في حالة عدم الالتزام. ودعا الجربا المجلس لتبني الاجراءات الضرورية لوقف اطلاق النار في البلاد واطلاق سراح آلاف النشطاء السلميين.
 
«الدولة الإسلامية» توسع عملياتها وتقتحم مقراً لـ«النصرة» شرق سورية
لندن - «الحياة»
امتدت المواجهات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة ومقاتلين من المعارضة والأكراد من جهة اخرى، إلى مناطق في شمال سورية وشمالها الشرقي، في وقت أعلن «لواء عاصفة الشمال» أن «الدولة الإسلامية» نقضت الاتفاق الموقع بينهما لوضع حد للتوتر في ريف حلب. كما هاجم مقاتلو «الدولة الإسلامية» مركزاً لـ «جبهة النصرة» في شمال شرقي البلاد. وقُتل عدد من عناصر قوات نظام الرئيس بشار الأسد وجرح آخرون بتفجير سيارة مفخخة أمام مبنى لوزارة الداخلية على الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عنصراً من «الدولة الإسلامية» فجر سيارة مفخخة قرب مبنى المرور التابعة لوزارة الداخلية على طريق حمص-دمشق الدولي مع توافر «معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وأشار «المرصد» إلى أنها كانت أول عملية معلنة لـ «الدولة الإسلامية» في محافظة ريف دمشق.
من جهتها، قصفت القوات النظامية الفرن الآلي في مدينة النبك، ولم تتوافر معلومات عن الضحايا المحتملين. كما جددت القوات النظامية قصف مناطق في مدينة يبرود قرب مكان التفجير حيث اندلعت اشتباكات تحت غطاء من القصف الجوي على أطراف مدينتي النبك ويبرود بين دمشق وحمص.
وفي دمشق، تعرضت مناطق في مدينة داريا لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع قصف على الجهة الشمالية من مدينة معضمية الشام جنوب غربي دمشق، حيث استمرات المواجهات. كما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت-الأحد على أطراف بلدة بيت سحم قرب مطار دمشق الدولي. وأفاد «المرصد» أن ثلاثة مواطنين من مخيم خان الشيح قُتلوا تحت التعذيب في سجون القوات النظامية.
وشن الطيران الحربي غارتين على مناطق في حي جوبر شرق دمشق، في حين تستمر الاشتباكات في حي برزة شمال العاصمة، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على مناطق في الحي.
وفي شمال البلاد، قال «لواء عاصفة الشمال» التابع لـ «الجيش الحر» أنه بعد تنفيذ البند الأول من الاتفاق الموقع مع «الدولة الإسلامية» في مدينة أعزاز قرب حدود تركيا، لم تنفذ «الدولة» البند المتعلق بإطلاق المحتجزين لديها، ذلك أنه لم يتم الإفراج سوى عن تسعة من اصل نحو أربعين معتقلاً. وتابع: «بعد انقضاء المهلة وعدم التزام (مقاتلي) الدولة الإسلامية، وجب عليهم الحكم الشرعي لأنهم الفئة الباغية».
وإذ أشار البيان إلى أن «ضامني» الاتفاق شمل كلاًّ من الشيخ أبو عبيدة المصري من «جيش محمد» و «لواء التوحيد» و «ابو إبراهيم الشيشاني» و «أبو عبد الله الكويتي» أمير «الدولة»، قال موقع «زمان الوصل» الإلكتروني أن عبد الرحمن الكويتي «طلب تمديد المهلة حتى نهاية الشهر الجاري بعدما وعد بالإفراج عن المعتقلين». وعقد لقاء بين مسؤولين في «عاصفة الشمال» و «الكويتي».
وبحسب المعلومات، فإن مركز مدينة أعزاز لا يزال تحت سيطرة الإسلاميين المتشددين، فيما يسيطر «عاصفة الشمال» على المدخل الغربي للمدينة، ويسيطر «الشيشاني» على حاجز يفصل بينهما. وأشار «زمان الوصل» إلى أن السلطات التركية لا تزال تغلق معبر «باب السلامة» بين سورية وتركيا، وأغلقت امس معبر باب الهوى المجاور كي لا يسيطر عليه المتشددون.
ودارت اشتباكات بين مقاتلي «الجيش الحر» ومقاتلي «الدولة الإسلامية» في محيط قرية حزانو في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، في محاولات للأخيرة اقتحام القرية.
وكشفت مصادر معارضة لـ «الحياة» أن مقاتلي «الدولة» اقتحموا أمس مركزاً لـ «جبهة النصرة» في منطقة الشدادي في شمال شرقي البلاد بينما كان مقاتلو «النصرة» يقومون بمهمات قتالية في مناطق أخرى. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلي «الدولة» استولوا على أسلحة من «النصرة»، ما يرجح تصاعد الخلاف بين الفصيلين المتشددين.
وفي شمال شرقي البلاد، دمر مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردي عربتين تحملان رشاشات ثقيلة تابعتين لمقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» في قرية جافا في ريف مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة، إضافة إلى تردد أنباء عن سيطرة مقاتلي «وحدات الحماية» على نقطتين لـ «الدولة» بعد اشتباكات بين الطرفين، وفق «المرصد» الذي أشار إلى سقوط صاروخ أرض-أرض على مبنى في حي الحميدية في مدينة دير الزور، في وقت دارت اشتباكات في حي الرصافة في المدينة.
 170 إسلامياً متشدداً ألمانياً
 برلين - أ ب - قال رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية هانس - يورغ ماسن إن 170 إسلامياً متطرفاً غادروا الأراضي الألمانية إلى سورية، ويعتقد أن بعضهم يشارك بفاعلية في القتال هناك. وأبلغ ماسن إذاعة «دويتشلندفونك» في مقابلة بثتها أمس، أن حوالى 50 متطرفاً ذهبوا من ألمانيا إلى سورية في الشهور الأخيرة وحدها. وأعرب ماسن الذي يشغل منصب رئيس «المكتب الفيديرالي لحماية الدستور» عن قلقه من أن بعض هؤلاء المتطرفين قد يعود إلى ألمانيا بخطط لارتكاب أعمال إرهابية. وتقول وكالات الأمن الألمانية إنها أحبطت خلال السنوات الأخيرة عدداً من خطط الاعتداءات وضعها إسلاميون متشددون.
 
خروج 371 منشأة سياحية من الخدمة
دمشق - «الحياة»
قال وزير السياحة السوري بشر اليازجي إن 271 منشأة فندقية خرجت من الخدمة منذ بداية الأزمة في بداية 2011، مقدراً إجمالي قيمة الخسائر بنحو 330 بليون ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي نحو مئتي ليرة).
وقال اليازجي في تصريحات نشرتها صحيفة «تشرين» الحكومية أول من أمس: «إن إجمالي عدد العاطلين عن العمل في القطاع السياحي بلغ 258 ألف عامل منهم 86 ألفاً خسروا عملهم في شكل مباشر و172 ألفاً في شكل غير مباشر»، لافتاً إلى توقف نحو 300 مشروع سياحي في القطاع الخاص عن التنفيذ بسبب الأزمة باستثمارات تصل إلى نحو 90 بليون ليرة. وأكد وجود صعوبات بالغة في إحصاء الأضرار التي طاولت بعض المنشآت السياحية والمباني التابعة لوزارة السياحة بسبب وجودها ضمن مناطق ساخنة.
وكان قطاع السياحة يشكل 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2010، وبلغت عائداته في ذلك العام 6.5 بليون دولار. وفي الوقت الحاضر تحولت فنادق كثيرة في دمشق سكناً للنازحين من المناطق السورية الأخرى.
 
91 ألف سوري عادوا إلى بلادهم و1.2 مليون يعيشون في الأردن
عمان - أ ف ب
قال مسؤول أردني أمس إن أكثر من 91 ألف لاجئ سوري عادوا طواعية إلى بلادهم منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف آذار (مارس) 2011.
وقال مدير إدارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن العميد وضاح الحمود لوكالة «فرانس برس»، إن «عدد اللاجئين السوريين العائدين طواعية إلى بلدهم منذ بدء الأزمة السورية وحتى اليوم، بلغ 91 ألفاً و297 لاجئاً». وأضاف أن «العودة الطوعية للاجئين السوريين تمت بعد تعبئة طلبات من قبل اللاجئين بهذا الخصوص».
وأوضح الحمود أن «المجموع الكلي للاجئين السوريين في محافظات المملكة كافة بلغ 543 ألفاً و29 لاجئاً، منهم 121 ألفاً و130 لاجئاً في مخيم الزعتري» في شمال المملكة قرب الحدود السورية.
وتقول الحكومة الأردنية إن عدد السوريين الذين يعيشون في المملكة يبلغ حوالى 1.2 مليون سوري.
وأدى النزاع السوري المستمر منذ حوالى 30 شهراً إلى هروب أكثر من مليوني شخص إلى دول الجوار، ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل سورية هرباً من أعمال العنف التي أودت بحياة أكثر من 110 آلاف شخص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويقدر عدد اللاجئين في دول الجوار بأكثر من مليوني شخص مسجلين لدى «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين».
 
 
منسيّون تحت الحصار.. تقرير خاص حول "اليرموك" والمعضمية
(مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ـ أيلول/سبتمبر 2013)
الحصار. كلمة قد لا تعني الكثير إن لم ترفق بالشروحات التفصيلية لواقع الحياة اليومية لعشرات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن في عدد من المناطق المحررة. حيث أصبح فتات الطعام حلماً، وأصيب الأطفال بحالات سوء التغذية وتوفي بعضهم من قلة الغذاء والدواء. مخيم اليرموك في دمشق ومدينة المعضمية في ريف دمشق نموذجان عن الحصار المجرم الذي تتعرض له بعض المناطق الثائرة على يد قوات النظام، يهدف كوسيلة إضافية إلى جانب القصف اليومي إلى تحقيق عقاب جماعي لأهالي المناطق الثائرة.
[ أولاً: مخيم اليرموك
كنا قد بدأنا بإعداد هذا التقرير مستندين إلى شهادات عدد من النشطاء في مخيم اليرموك، ومن بينهم الناشط أحمد السهلي، أبو ليث، تولد 1992، فلسطيني الجنسية من سكان مخيم اليرموك، أحد نشطاء مجموعة سواعد وعضو الهيئة الادارية في مركز وتد للتدريب والتنمية، وعضو في المكتب الاعلامي الموحد في مخيم اليرموك.
قبيل الانتهاء من إعداد التقرير وردنا نبأ استشهاد الناشط أبو ليث نتيجة القصف بصاروخ أرض ـ أرض على مخيم اليرموك. مركز توثيق الانتهاكات في سوريا يتوجه إلى ذوي الشهيد وأحبته بأحرّ التعازي ويهدي هذا التقرير الذي اعتمد في جزء كبير منه على شهادة الشهيد أحمد السهلي، إلى الشهيد ومن سبقوه من نشطاء مخيم اليرموك .
يتوزع الفلسطينيون في سوريا على العديد من المخيمات، على طول البلاد وعرضها، ويبلغ إجمالي عددهم أكثر من نصف مليون نسمة، يقطن ثلثهم في مخيم اليرموك في دمشق حيث يشكلون أكثر من ثلث نسبة السكان الذي يقطنه المواطنون السوريون أيضاً، حيث يبلغ تعداد المخيم أكثر من مليون نسمة في مساحة جغرافية لا تتعدى كيلو متراً مربعاً ماحداً.
بدأ الحصار على مخيم اليرموك بتاريخ 26/12/2012 أو بعدما بات يعرف "بضربة الميغ" حيث استهدفت طائرات الميغ التابعة للنظام السوري العديد من الأماكن التي كانت تؤي العشرات من النازحين. ومنذ ذلك الوقت يعيش المخيم ظروفاً يصعب تصديقها وسط حصار شامل أدى إلى فقدان معظم المواد الغذائية والطبية من المنطقة مع استمرار القصف اليومي المتواصل.
شارك مخيم اليرموك في الثورة السورية منذ الأشهر الأولى فقد خرجت أول تظاهرة بتاريخ 6/6/2011 كما يؤكدّ الإعلامي (أبو ليث) 22 عاماً، يعمل مساعد مهندس كمبيوتر، ثم ما لبث أن بدأ بالانخراط في النشاط الإغاثي والإعلامي في المخيم، وهو عضو في المكتب الاعلامي الموحد في مخيم اليرموك، ويضيف أبو ليث: بعد استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً برصاص حرس الحدود الإسرائيلي بتاريخ 5/6/2011، وعندما قام سكان المخيم بتشييعهم في اليوم التالي تعرضوا لإطلاق النار المباشر من قبل قوات النظام السوري وسقط على إثرها أكثر من 20 شهيداً في ما سمّي بعدها "مجزرة الخالصة" وهو مقرّ تابع للجبهة الشعبية القيادة العامة، والذي يترأسه "أحمد جبريل" حيث كانت قوات الجيش السوري تتمركز فيه في ذلك اليوم وقامت بارتكاب تلك المجزرة بحق سكان المخيم.
ويضيف أبو ليث أن بعد تلك الحادثة توالت الأحداث على المخيم والتضامن والحجر الأسود، وبدأت عمليات تسليح لما يسمى "اللجان الشعبية" التي كانت من صنيعة الجبهة الشعبية.
بدأت أولى ملامح حصار المخيم كما أكدّ الإعلامي أحمد السهلي أبو ليث بتاريخ 26/12/2012 أي بعدما ما سمي آنذاك "ضربة الميغ" حيث قامت قوات النظام السوري ولأول مرة بقصف عدة مواقع مدنية في مخيم اليرموك بطائرات الميغ الحربية، مما أسفر عن سقوط العشرات ما بين شهداء ومصابين، حيث إن القصف استهدف عدة مراكز لإيواء النازحين منها: جامع عبد القادر الحسيني ومدرسة الفلوجة في شارع المدارس، وكان غالب من سقط في تلك المجزرة من نازحي منطقة التضامن والحجر الأسود الذين كانوا قد هربوا من مناطقهم نتيجة قصف قوات النظام لها، وتوالت الإشاعات بعد تلك الضربة وخاصة بعد دخول عناصر من الجيش السوري الحر إلى المخيم، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان المخيم إلى خارجه، وقدّر أبو ليث عدد من نزحوا في تلك الأيام بأكثر من 400 ألف نسمة، معظمهم من نازحي المناطق الأخرى إضافة إلى عدد غير قليل من سكان المخيم نفسه.
واشتدت بعد ذلك قبضة النظام الأمنية وقصفه المركّز على المخيم، وبدأ بنشر الحواجز على طول الطرق المؤدية إلى المخيم، فمنع أية مواد إغاثية أو طبية من الدخول إلى المخيم.
ولم تكن الفترة الزمنية طويلة ما بين ملامح بداية حصار مخيم اليرموك والإجراءات الفعلية التي بدأت من أجل معاقبة جميع سكان المنطقة من قبل قوات النظام، فبعد تاريخ 26/12/2012 بدأ جيش النظام بإحكام الخناق على جميع مداخل مخيم اليرموك خاصة بعد أن نزح منه مئات الآلاف من المواطنين، فبالإضافة إلى الفلسطينيين كان هنالك عشرات آلاف السكان من السوريين والعراقيين أيضاً، نزحوا من المخيم خاصة بعد انتشار إشاعات عن عمليات اقتحام وشيكة من قبل قوات النظام وشبيحة "اللجان الشعبية" التابعة للجبهة الشعبية ـ أحمد جبريل.
في هذا الصدد أفاد الناشط أبو ليث: "بعد ذلك التاريخ منعت قوات النظام إدخال أي شيء إلى داخل المخيم، ولكن لم يتأثّر سكان المخيم بهذا المنع بشكل مباشر، ذلك أن المخيم كان يحتفظ بكميات لا بأس بها من مادة الطحين على سبيل المثال والعديد من المواد الغذائية الأخرى، وكان الحاجز العسكري التابع للجيش النظامي يمنع إدخال أكثر من "ربطة" خبز، وحيث إنّ الحاجز كانت لديه قائمة كبيرة جداً بالأسماء المطلوبة والتي أصلاً ظلت في المخيم ولم تنزح منه، فكان إدخال حتى ربطة الخبز حكراً على النساء والرجال المسنين، ولم تمرّ فترة طويلة حتى تمّ منع إدخال مادة الخبز بشكل نهائي في بداية شهر شباط 2013 وكان يُسمح فقط بادخال القليل من المواد الأساسية جداً من مثل القليل من مادة الرز أو السكر أو البقوليات، ونتيجة لذلك فقد ارتفعت الأسعار ضمن المخيم إلى أضعاف مضاعفة، وشهد الوضع الإنساني تدهوراً شديداً، كان لاحقاً سبباً رئيسياً في كارثة إنسانية يعيشها المخيم الآن".
يقول الإعلامي والناشط الإغاثي عبد الله الخطيب، عضو تنسيقية مخيم اليرموك متحدثاً عن الوضع الإنساني والإغاثي في المخيم:
كان عدد السكان يبلغ أكثر من مليون نسمة، إلاّ أن النسبة الساحقة نزحت من المخيم إلى خارجه، ففي شهر كانون الأول 2012 وبعد ما سمي يومها "ضربة الميغ" نزح أكثر من نصف مليون من سكان المخيم خاصة بعد ورود أخبار عن نية اقتحام المخيم من قبل قوات النظام، أمّا النزوح الثاني فكان في شهر حزيران 2013 حيث نزح أيضاً عشرات الآلاف من السكان ويبلغ عدد السكان الحاليين ما بين 35 و 40 ألف نسمة، ويضيف الخطيب واصفاً بداية المعاناة الإنسانية التي اجتاحت المخيم:
مرّ الحصار على المخيم بعدة مراحل، فبعد أن كان هنالك بعض "التدقيق" من قبل الحاجز التابع للجيش السوري النظامي والذي وضعه النظام في نهاية شهر كانون الثاني 2012، أصبح الحصار أكثر صعوبة فبعد حوالى شهرين من وضع أول حاجز عسكري وبعد أن خضع الحاجز بشكل شبه كلي لشبيحة اللجان الشعبية التابعة لأحمد جبريل بدأ الحصار يشتدّ أكثر على المخيم، فقد تمّ منع إدخال المواد الغذائية إلاّ بكميات قليلة جداً، فمثلاً لم يكن يُسمح بإدخال أكثر من ربطة خبز واحدة للعائلة الواحدة وأكثر من نص كيلو من الخضروات مثل البندورة أو الخيار والبصل، ومنذ شهرين بالضبط أي في بداية تموز 2013 وتحديداً في 5 رمضان تمّ إغلاق المنطقة الجنوبية بشكل كامل وتمّ إغلاق جميع المداخل والمخارج عن المناطق الجنوبية جميعها وهي: ببيلا ويلدا وحجيرة والقدم وعسالي والتضامن والحجر الأسود والبويضة ومخيم الحسينية بالإضافة إلى مخيم اليرموك نفسه.
ويمكننا اعتبار المنطقة الجنوبية حالياً منطقة خالية من الطعام، حيث إنها أصلاً لا تنتج المواد الغذائية ولا تشتهر بالزراعة غير زراعة "الكوسا والملوخية" واللتين نفدتا بشكل كامل حيث زاد الطلب عليهما في ظل انعدام المواد الغذائية الأخرى، حتى إنّه تمّ اصدار فتوى شرعية تسمح بفتح المنازل المغلقة والتي غادر سكانها هرباً من القصف، وكانت هذه الفتوى تسمح فقط باستعمال المواد الغذائية "المونة" التي بقيت في منازل المواطنين بعد نزوحهم.
المواطنون العاديون قلّصوا عدد وجبات الطعام من ثلاث وجبات إلى وجبة واحدة فقط لعدم توفر الطعام الكافي، وحيث إنه لا يوجد اي كميات من مادة الطحين, فقد عمد الكثير من الأهالي إلى صنع مادة الخبز من العدس مثلاً أو البرغل، ويضيف الناشط عبد الله: "خلال الشهر الأخير تمّ تسجيل أكثر من 20 حالة جفاف وسوء تغذية وسوء امتصاص وجميعهم من الأطفال والنساء وذلك نتيجة لانعدام الطعام الكافي، خاصة بعد فقدان مادة حليب الأطفال بشكل كامل، وخلال الإيام القليلة القادمة فإنّ مخيم اليرموك مهدد بكارثة إنسانية كبيرة وسوف تُعتبر من المناطق المنكوبة ما لم تدخل المواد الغذائية إليها".
وأمّا بالنسبة للخدمات الأخرى مثل الكهرباء فهي مقطوعة منذ أكثر من 6 أشهر وم زال المواطنون المتبقون في المخيم إضافة إلى المشافي يعتمدون على المولدات الكهربائية والتي تستهلك الكثير من الوقود الذي نفد معظمه وخلال الأيام القليلة القادمة سوف ينفد هذا المخزون أيضاً.
ويقول الناشط الإعلامي أبو جعفر حول الحصار الخانق على مخيم اليرموك والدمار الكبير الذي آل إليه: "يعيش مخيم اليرموك حصاراً منذ حوالى ثمانية أشهر، من قبل قوات النظام أولاً وشبيحة الجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل ثانياً، حيث قاموا بإغلاق جميع مداخل ومخارج مخيم اليرموك، وفي الشهرين الأخيرين بالتحديد تمّ منع دخول أي نوع من المواد الغذائية أو الطحين أو حتى المواد المعيشية البسيطة "أي مستلزمات الحياة"، كل هذه المعاناة تتم تحت سياسة قصف ممنهج واضحة من قبل قوات النظام حيث إنها تتبع سياسة تدمير للمخيم وخاصة عند استخدامه لنوع خاص من الصواريخ الحارقة، فعادة كانت القذائف تقوم بتدمير المنزل مثلاً من دون حرق، أمّا القذائف التي يتم استخدامها مؤخراً فإنها تسبب الدمار بالإضافة لحرق المنزل مع ممتلكاته أيضاً، فقد حدث ذلك مع 55 منزلاً تمّ استهدافهم من قبل قوات النظام، ولكن لاحظنا في مخيم اليرموك استهداف قوات النظام لجوامع الحي بشكل منهجي ومستقصد، حيث تمّ استهداف العديد من الجوامع المشهورة ومنها ما تهدم بشكل كامل ومنها بشكل جزئي، ومن أهمّ تلك الجوامع: جامع عبد القادر الحسيني، جامع الخليل، جامع الصفدي، جامع القدس، جامع صلاح الدين الأيوبي، جامع الحبيب المصطفى، جامع الوسيم".
يقول الناشط عبد الله الخطيب في هذا السياق: "كانت أول مقبرة جماعية يشهدها المخيم خلال ضربة الميغ حيث أوقعت هذه الضربة أكثر من 16 شهيداً لم يتمّ التعرف على النسبة الساحقة منهم بسبب تحولهم إلى أشلاء وخاصة أن الكثيرين منهم لم يكونوا من سكان المخيم بل من نازحي المناطق المجاورة مثل الحجر الأسود والتضامن".
وكان القصف بطيران الميغ من أول الأسلحة التي قام النظام باستخدامها، وبعد ذلك توسع النظام في استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها من القصف بالهاون الذي يُعدّ من أكثر الأسلحة المستخدمة ضد المخيم وسكانه، حيث كانت عمليات القصف تتم بشكل عشوائي وفي أيام عديدة تمّ تسجيل سقوط أكثر من 200 قذيفة هاون خلال اليوم الواحد، على أنّ النسبة الساحقة لضحايا القصف بقذائف الهاون كانت من المدنيين مقارنة مع نسبة القتلى من الجيش الحر، واستخدم النظام أيضاً صوارخ "غراد" في أكثر من خمس مناسبات إحداها بالقرب من فرن حمدان.
ومن بين الأسلحة التي كان يستخدمها النظام وما زال صواريخ محلية الصنع وتُحمل على الكتف ويتمّ إطلاقها من البنايات العالية التي تطلّ على المخيم واسمها صواريخ (122) وإصاباتها دقيقة وأهدافها مباشرة.
أيضاً القصف المدفعي ومدافع الفوزديكا كانت من بين الأسلحة التي كان النظام استخدمها وما زال ضد المخيم، مما خلف دماراً هائلاً وخاصة في البنى التحتية والتي نقدر نسبة الدمار فيها بأكثر من 20% أضف إلى ذلك دمار أكثر من 20% من المنازل بشكل كامل أي أنّ نسبة الدمار في المخيم تفوق 40%. علاوة على ذلك فهنالك نحو 10 منازل يومياً يتمّ استهدافها بشكل مباشر من قبل قوات النظام وخاصة في الفترة الاخيرة التي بدأ باستخدام سلاح جديد يحمل رؤوساً حارقة. وفي إحدى المرات التي لم ينفجر أحدها كان الصاروخ يحتوي على مواد سائلة وهي شديدة التدمير وتحرق كل محتويات المنزل بعد تدميره.
ويمكن اعتبار الحصار الذي تمّ فرضه على مخيم اليرموك من الناحية الطبية، من أشرس واقسى ما شهدته المناطق الثائرة، وخاصة من ناحية منع دخول الأطباء، حيث تمّ اعتقال العديد من الأطباء على الحواجز المؤدية إلى المخيم، وأيضاً تعرض العديد منهم للقتل والتعذيب على يد قوات النظام على يد تلك الحواجز نفسها، منهم الطبيب فراس عبد الرزاق الجلد، ابن الثلاثين عاماً، من أبناء مدينة عقربا بريف دمشق، وكان قد أنهى رسالة في الماجستير في إدارة المشافي وعلوم الليزر.
وفي هذا الإطار يقول المسعف الميداني مجد عثمان (23 عاماً)، والذي عايش الحصار منذ أيامه الأولى: "قبل حدوث ضربة الميغ كان هنالك العشرات من الأطباء ومن جميع الاختصاصات، إضافة إلى عشرات الممرضين والمسعفين، ولكن وبعد ضربة الميغ غادر جميع الكوادر الطبية حتى أمسى المخيم مقتصراً على طبيب جراحة عامة واحد و 11 مسعفاً ميدانياً كانوا في مراحلهم الأولى من التدريب، حيث غادرت الكوادر من مشفى الباسل الذي تأثر بشكل مباشر بالضربة العسكرية ـ وغادرت الكوادر أيضاً من مشفى فلسطين ومن مشفى الهلال الأحمر، ووصلت الحالة الطبية لأسوأ حالاتها بعد تاريخ 10/1/2013 حيث غادر الطبيب الجراح الوحيد لكي يتقدم إلى امتحاناته الفصلية، ولم يكن هنالك أي طبيب حتى الأيام الأولى من شهر آذار 2013، حيث جاء بعد ذلك التاريخ أحد الأطباء "المتدربين" وكان طالباً في كلية الطب، قسم الجراحة، وازداد عدد المسعفين بعدها قليلاً إلاّ أنهم كانوا قليلي الخبرة ولم يكونوا بمستوى خبرة الممرضين مثلاً".
وبالعودة إلى الحصار وخاصة في ما يتعلق بالشق الطبي يضيف المسعف مجد عثمان أنه بعد تاريخ 17/12/2012 منع النظام دخول أي نوع من أنواع الدواء بشكل كامل، ونتيجة لذلك بلغ سعر السيروم الملحي فقط أكثر من 20 ألف ليرة سورية، وكانت قوات النظام تمنع حتى إدخال حبة السيتامول، وكان من يحاول إدخال إي نوع من الدواء يتمّ اعتقاله ومنهم الطبيب المعتقل: علاء الدين يوسف، يبلغ من العمر 60 عاماً، فلسطيني الجنسية، وهو طبيب جراحة عصبية، حيثت تمّ اعتقاله على الحاجز الموجود عند أول مخيم اليرموك.
ولم يكن الاعتقال السبب الوحيد في خوف الأطباء من الدخول إلى المخيم ومحاولة مساعدة الجرحى والمصابين، فقد كان القصف العشوائي، كما يقول المسعف مجد عثمان، سبباً في فقد العديد من المسعفين والأطباء الذين استشهدوا جراء ذلك، منهم الطبيب: أحمد نواف الحسن، 23 عاماً، ابن مخيم النازحين في محافظة درعا، وهو فلسطيني الجنسية، حيث استشهد بتاريخ 17/6/2013 نتيجة قصف قوات النظام على مخيم اليرموك في دمشق، وكان طبيباً مختصاً في الجراحة العامة.
يقول المسعف مجد: "هذا النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأولية، كان سبباً في وفاة الكثير من الحالات التي كان بالإمكان انقاذها"، ويضيف: "كانت الإصابات تتفاقم بشكل كبير نتيجة لانعدام وسائل العلاج، وقد شهد المخيم عشرات الحالات لأناس مصابين استشهدوا متأثرين بجراحهم، ففي إحدى الحالات مثلاً؛ كان هنالك أحد الجنود المنشقين ممن كان قد أصيب في قدمه، وحيث إن الصعوبة كانت في إجراء عملية جراحية له فقد تفاقمت حالته الصحية بشكل كبير وبدأ يعاني من ـ انتان ـ التهاب حاد في الجرح، مما دفع بالمسعفين إلى بتر قدمه خوفاً من تفاقم الانتان أكثر وتحوله إلى مرض "الغرغرينا" وانتشاره في كافة أنحاء جسمه، حتى إن النقاط الطبية والمشافي الرئيسية كانت تفتقر حتى إلى المواد المعقمة".
ويقول الممرض المسعف بشار أحمد، منسق المكتب الطبي في مخيم اليرموك، متحدثاً لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا عن الوضع الطبي في المخيم: "الوضع الطبي في المخيم أصلاً كان سيئاً حتى قبل الحصار وقبل ضربة الميغ، ولكن مع بدء الحصار والقصف العشوائي تدهور الوضع الطبي بشكل أكثر خطورة وخاصة بعد استهداف المشافي الرئيسية الموجودة في المخيم مثل مشفى فلسطين ومشفى الباسل الذي تأثر بشكل مباشر بفعل ضربة الميغ ومشفى الشهيد فايز حلاوة الذي تعرض للقصف أكثر من أربع مرات آخرها كان قبل حوالى أسبوع اي في بداية شهر أيلول الحالي حيث سقط على المشفى ودمّره بشكل كامل".
يضيف الممرض بشار حول سبب نقص الكوادر الطبية: "حالياً لا يوجد داخل مخيم اليرموك إلا طبيب واحد ومشفى واحد وهو مشفى فلسطين أمّا الطبيب فهو طالب في كلية الطب ولم ينه دراسته الجامعية حتى، ويقول بشار إن الاعتقال ونزوح الأطباء كان من بين أهم أسباب نقص الكوادر الطبية. فقد عمدت قوات النظام إلى اعتقال كل من حاول إدخال أي تجهيزات طبية إلى المخيم أو من حاول دخول المخيم من الأطباء، ومنهم الطبيب علاء الدين يوسف والطبيب هايل حميد والطبيب نزار جودت كساب، وبالإضافة إلى الأطباء فقد تمّ اعتقال العديد من الممرضين والمسعفين الميدانيين ومنهم المسعف محمد نجم والمسعف حسام موعد الذي تمّ اعتقاله مع المسعفة سلمى عبد الرزاق والتي تبلغ من العمر 21 عاماً والممرض عبد الرحمن سلامة؛ مساعد طبيب تخدير، الذي تمّ اعتقاله بتاريخ 1/9/2013. أمّا في ما يتعلق بالتجهيزات والمواد الطبية وخاصة في ما يتعلق بالمواد الإسعافية فإنها شبه معدومة. فعلى سبيل المثال هنالك سيارة إسعاف واحدة غير مجهزة طبياً أبداً وهي عبارة عن سيارة فان وتحتوي على سرير لا غير، والمشفى الوحيد المتبقي في المخيم يعاني من نقص شديد وحاد في كافة التجهيزات والمواد الطبية الأساسية لعلاج الجرحى والمصابين مثل البلاستر والشاش وأكياس الدم .وصلنا إلى مرحلة قمنا فيها بنقل الدم بشكل مباشر من مريض إلى مريض حتى بدون فحص لدم المريض الذي تم أخذ الدم منه، تجنباً للتخثر، وذلك عن طريق إبر كبيرة (سرنغات) قياس 60".
ومشفى فلسطين يحتوي على غرفة عناية مشددة واحدة وهي تعاني من مشكلة التعقيم بشكل كبير بالإضافة إلى غرفة العمليات أيضاً، حتى ظهرت مؤخراً جراثيم تدعى "العصيبات الزرقاء" وذلك نتيجة لعدم توفر مادة "الفورمول" المعقمة، وقد أدى ذلك إلى وفاة أكثر من أربعة مصابين نتيجة تأثرهم بهذا الجرثوم.
وإضافة إلى المعاناة في نقص الأجهزة الطبية هنالك ندرة في الأدوية الأساسية وغير الأساسية على حد سواء. فمادة الكحول مادة شبه مفقودة و"البوفيدون" مادة تعقيم الجروح أيضاً وأدوية الالتهاب والمضادات الحيوية بشكل عام مفقودة والمسكنات بأنواعها في طريقها للانتهاء. وأيضاً هنالك نقص في مضادات الوزمة وخافضات الحرارة، وهنالك نقص شديد في السيرومات الملحية والفيتامينات والمتممات الغذائية الخاصة بحالات ما بعد الولادة.
وهنالك موضوع مهم جداً وخاصة في ما يتعلق بالكسور العظمية؛ حيث إنه لا يوجد في المخيم طبيب عظم ولا مركز تصوير اشعة ولا توجد مواد لتثبيت الكسور وجبرها. وهنالك أكثر من 100 مصاب بكسور مختلفة لم يتماثلوا للشفاء بسبب عدم وجود الطبيب أو المواد التي تساعد في تثبيت الكسر وخاصة ممن يعاني من تفتت في العظم.
وبعد انسحاب المراكز الطبية التابعة للأونروا من المخيم وجد العشرات من المصابين بالأمراض المزمنة أنفسهم في مواجهة الموت وخاصة: فقر الدم والتلاسيميا والضغط والسكري ومرضى القلب، وإضافة إلى ذلك انتشرت في الأيام الأخيرة ظاهرة انعدام الحليب عند الأمهات بسبب نقص التغذية عند الأم نفسها، وقد استقبل مشفى فلسطين أكثر من 20 حالة من هذا النوع خلال الأيام القليلة الماضية.
[ ثانياً: مدينة المعضمية
مدينة المعضمية مدينة تابعة لمحافظة ريف دمشق تبعد 4 كلم عن مدينة دمشق من جهة حي المزة. أما موقعها عسكرياً فهي تتوسط عدة نقاط عسكرية تابعة لقوات النظام. ففي الجهة الشرقية يحدها حي المشروع الذي يقطنه ضباط معظمهم من المخابرات الجوية بالإضافة إلى عائلاتهم، ومن بعده يوجد مطار المزة العسكري. وأما من الشمال فتوجد جبال المعضمية التي تتواجد فيها الفرقة الرابعة ومساكن السومرية ومساكن الشرطة. وأما الجهة الغربية فيوجد فيها مساكن يوسف العظمة بالاضافة إلى مساكن سرايا الصراع وبساتين مدينة جديدة. أما جنوباً فتقع مدينة داريا التي تعد أيضاً من المدن المنكوبة والمحاصرة. أي إن جغرافية المدينة كانت سبباً مساعداً بتمكين الحصار الذي فرضه النظام عليها.
يقول الناشط الاغاثي "أمير" وهو أحد النشطاء الموجودين داخل المدينة: "لبّت مدينة المعضمية نداء الحرية فكانت من أوائل المدن السورية التي شارك شبابها بتظاهرات سلمية ولم تتوقف رغم ازدياد حملات الاعتقالات وسقوط الشهداء وكان لها دور كبير في ثورة الكرامة مما دفع بالنظام إلى ارتكاب جرائم ومجازر ضد المدنيين واحدة تلو الأخرى, وكان آخرها مجزرة الكيماوي بتاريخ 21/8/2013 ولم يتوقف النظام عن جرائمه حيث إن قواته تقوم بقصف المدينة بشكل عنيف ومستمر من مطار المزة العسكري وجبال المعضمية وفوج 100 بالاضافة لتلة كوكب الموجودة بين المعضمية ومدينة الجديدة حتى إنه مؤخراً قام بقصفها بصواريخ أرض ـ أرض ما أدى إلى دمار هائل في أحيائها وبُناها التحتية".
ويقول الناشط الاغاثي أمير إن الحصار المفروض على المعضمية يعد من أبشع جرائم النظام بالاضافة إلى استمرار آلته العسكرية في دك المدينة، ويضيف: "قامت قوات النظام في الشهر الخامس من عام 2012 بوضع حواجز عسكرية على أطراف المدينة كانت تقوم بعرقلة خروج المدنيين وحتى أحياناً بمنعهم نهائياً من الخروج لأعمالهم اليومية. وكنا نعثر بشكل يومي على جثث تعود لمدنيين على أوتوستراد دمشق ـ القنيطرة المعروف باسم أوتوستراد الأربعين ـ أو ما يسمى طريق الموت ـ وتعود هذه الجثث لهؤلاء الذين يتم اعتقالهم تعسفياً من قبل هذه الحواجز ويتم إعدامهم ميدانياً".
أما تاريخ بدء الحصار الخانق فكان في 25/11/2012 بعد معركة داريا وهنا بدأت مأساة هذه المدينة حيث حاولت قوات النظام ببناء ساتر ترابي من جهة البساتين على طول الجهة الغربية وذلك ليصعب على المدنيين الخروج وتأمين مستلزماتهم وضمان حصارهم بشكل فعلي حيث يوجد الآن ما يقارب خمسة آلاف عائلة أي 12000 نسمة ما بين أطفال وشيوخ ونساء رغم أن تعداد سكان المدينة كان بحدود 30000 إلى 32000 نسمة.
ويقول أمير: "المعضمية هي منطقة زراعية تعتمد على ما تنتجه من محاصيل الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون ولكن عند بداية الحصار قام الأهالي باستهلاك جميع المؤن التي كانوا يحتفظون بها حتى بداية الشهر الثالث من هذا العام آذار 2013 الذي يعد بداية الحصار الحقيقي حيث نفذ جميع هذه المؤن مما دفع بعض الأهالي لزراعة ما تبقى من البذور بجانب البيوت أملاً منهم أن يكون مصدراً لغذائهم ولكن قلة المياه منعت من نمو هذه المحاصيل الصغيرة". ويضيف: "إن سبب قلة المياه تعود لعدة أسباب منها أن النظام قام بقطع المياه عن المدينة بالإضافة إلى أن قذائف الفوذليكا أصابت عدداً كبيراً من خزانات المياه المتواجدة على أسطح البنايات رغم محاولة بعض السكان نقل هذه الخزانات إلى الطوابق السفلية لحمايتها إلا أن هذا لم يمنع نفاد المياه مع مرور الوقت وحتى إن قوات النظام قامت بضرب الخزانات العامة واستهدفت مؤخراً وحدة المياه الموجودة في المدينة".
وعند سؤاله عن الطرق لتأمين الغذاء للأهالي والأطفال أجاب: "يوماً بعد يوم لم يبق لدينا سوى أوراق الأشجار كمصدر للغذاء ـ هذا حقيقة وليس مجرد كلام ـ فلا يوجد طحين أو خبز أو أي شي يؤكل حتى الأطفال ليس لديهم الحليب الذي يعد المصدر الوحيد للتغذية بالنسبة لهم. وهناك صعوبة في الاعتماد على حليب الأمهات بسبب سوء تغذيتهن وهذه مأساة حقيقية حين يكون هناك أطفال قد يفقدون حياتهم أمام مرأى الأعين فقط من الجوع مثل الشهيدين الطفلين "ابراهيم خليل وعمار عرفة"، فقد أصبحنا بيوم المائتين والستين من دون خبز أو غذاء."
أما بالنسبة للكهرباء التي يجب أن تكون أيضاً من أساسيات الحياة انقطعت بشكل كامل عن المدينة منذ شهر تشرين الثاني 2012 وأصبح الاعتماد فقط على المولدات المعتمدة بدورها على المحروقات التي باتت تنفذ وخصوصاً أن الاعتماد كان فقط على المواد الموجودة عند السكان.
وعن الوضع الطبي يتحدث الناشط أمير ويقول: "لا يوجد في المدينة سوى مشفى ميداني واحد يقوم بإسعاف المصابين نتيجة القصف المستمر والعنيف، يوجد فيه الآن نساء وأطفال تتم معالجة إصاباتهم جراء تعرضهم لشظايا القصف. ولكن قلة الغذاء حالت دون شفائهم بشكل تام، بالاضافة إلى النقص الحاد بالأدوية كالحبوب المسكنة وأدوية الالتهاب والمستلزمات الطبية والاسعافية، حتى مؤخراً قمنا بقص ما تبقى من الأكفان لاستخدامها عوضاً عن الشاش. أما الكادر الطبي فقد قام الأطباء الموجودون في المدينة بدورات تدريب للمتطوعين خاصة بالاسعافات الأولية ولكن للاسف من دون أي مستلزمات تستطيع أن تساعد الجرحى والمصابين بسوء التغذية"..
 
محادثات للمعارضة السورية في نيويورك مع افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة وواشنطن تضغط على موسكو لإصدار قرار تحت الفصل السابع
(ا ف ب، رويترز، ا ش أ، العربية)
هاجمت موسكو الولايات المتحدة أمس، معتبرة أن واشنطن تمارس "الابتزاز" من أجل أن يصدر مجلس الأمن قراراً تحت الفصل السابع في ما يخص الأزمة في سوريا. وإلى نيويورك حيث تفتتح غداً أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصل مندوبون من الائتلاف الوطني السوري لإجراء سلسلة من المحادثات مع عدد من مسؤولي الدول الذين يحضرون تلك الاجتماعات.
فقد اتهمت روسيا الغرب أمس بـ"العمى" حيال سوريا وبالسعي الى "ابتزاز" موسكو بشأن هذا الملف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، ان ""شركاءنا الاميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) اذا لم تدعم روسيا قراراً في مجلس الامن على اساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية".
أضاف في مقابلة مع "تشانل وان" اوردتها وكالات الانباء الروسية، ان "شركاءنا يعميهم الهدف الايديولوجي بتغيير النظام (السوري)"، في حين تسعى روسيا الى "حل مشكلة الاسلحة الكيميائية في سوريا".
وأشار لافروف الى ان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي اعلنت السبت تسلمها من دمشق لائحة كاملة بترسانتها، "على وشك اتخاذ قرار" حول سوريا، لكن العملية مهددة بسبب "الموقف المتصلب لبعض الشركاء الغربيين".
وأضاف "انهم بحاجة الى الفصل السابع الذي ينص في حال انتهاك القوانين الدولية، على اجراءات قمعية بما فيها عقوبات وامكانية اللجوء الى القوة".
وألمح لافروف الى استعداد بلاده لارسال قوات الى سوريا في اطار وجود دولي لحماية امن الخبراء في مواقع الاسلحة الكيميائية، قائلا "نحن على استعداد لارسال عسكريينا، الشرطة العسكرية، للمشاركة في هذه الجهود".
وتريد واشنطن وباريس ولندن استصدار قرار من مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة في حال عدم التزام دمشق بموافقتها على اتفاق روسي - اميركي لتدمير ترسانتها الكيميائية.
وكان لافروف ونظيره الاميركي جون كيري اعلنا في 14 ايلول اتفاقهما على تدمير الترسانة السورية بحلول منتصف العام 2014.
واتى الاتفاق بعد تلويح الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري ردا على هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب الماضي.
وقال لافروف "لا يرون في الاتفاق الأميركي - الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية في سوريا وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين.. تحديداً الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة".
وقالت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، بشأن الجهود الرامية لتنفيذ عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة ودول اخرى اعضاء بمجلس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تطلع بعد على المعلومات التي قدمتها سوريا للمنظمة.
وأضاف المسؤول "سنجري تقييما للوثيقة بعد توزيعها على الدول الأعضاء".
وإلى نيويورك وصل مندوبو الائتلاف الوطني السوري المعارض، وذلك مع قرب افتتاح أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة غداً كما جاء في بيان.
ويشارك في الوفد رئيس الائتلاف المعارض احمد الجربا ومسؤولان اخران هما ميشال كيلو وبرهان غليون.
ورفضت متحدثة باسم وفد المعارضة السورية اعطاء تفاصيل حول جدول اعمال الوفد الذي سيبقى في الولايات المتحدة حتى الاول من تشرين الاول، لكنها اعلنت ان وفد الائتلاف سيجري سلسلة محادثات ثنائية.
وقال رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا أمس، إن الائتلاف سيحضر مؤتمر جنيف المقترح لانهاء عامين ونصف العام من الصراع في سوريا إذا كان يهدف إلى تأسيس حكومة انتقالية بسلطات كاملة.
وهذا أول التزام واضح من الائتلاف المدعوم من الغرب والعرب بحضور المؤتمر المقترح تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا. وكان الائتلاف مترددا في الحضور خاصة بعد الهجوم بأسلحة كيميائية في 21 آب أودى بحياة المئات في ضاحية خارج دمشق.
وفي رسالة إلى مجلس الامن مؤرخة بتاريخ 19 ايلول الجاري، قال الجربا إن الائتلاف يؤكد من جديد استعداده المشاركة في مؤتمر جنيف في المستقبل، ولكن يجب على كل الأطراف الموافقة على أن هدف المؤتمر سيكون تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة كما هو منصوص عليه في اتفاق القوى الدولية العام الماضي.
وطالب الجربا في رسالته لمجلس الأمن باخضاع اي قرار خاص بالاتفاق الاميركي - الروسي على تدمير أسلحة الأسد الكيميائية للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي قد يخول باستخدام القوة في حالة عدم الالتزام.
ودعا الجربا المجلس لتبني الاجراءات الضرورية لوقف اطلاق النار في البلاد واطلاق سراح الاف النشطاء السلميين.
ويستقبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على الغداء بعد غد وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين)، كما سيجمع السبت كيري ولافروف على امل تحديد موعد لعقد مؤتمر سلام في سوريا بات معروفا باسم "جنيف 2".
ومن المرتقب عقد اجتماع بعد غد لبحث الوضع الانساني الدقيق في سوريا والبلدان المجاورة التي تستضيف قرابة مليوني لاجئ سوري.
وحذر الرئيس الايراني حسن روحاني الغرب من اي تدخل عسكري في سوريا. وقال متوجها الى الغربيين "لا تسعوا الى حرب جديدة في المنطقة لانكم ستأسفون على ذلك"، وذلك في خطاب خلال عرض عسكري في جنوب طهران أمس.
ميدانياً، افاد المرصد السوري أن "قذيفة اطلقها مقاتلون معارضون اليوم (أمس)، سقطت في حرم السفارة الروسية في حي المزرعة" حيث سقط ثلاثة جرحى.
وأوضح المرصد ان الحادث "يأتي في اطار قذائف الهاون التي كانت تستهدف السفارة ومحيطها، وهي المرة الاولى تسقط احداها في حرم السفارة".
وأظهرت مقاطع مصورة حملت على موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت قوات تابعة للحكومة السورية خلال اشتباك مع مقاتلي المعارضة المسلحة في حي شمال دمشق يوم الجمعة.
وتظهر اللقطات قوات موالية للاسد تدعمها دبابات في قتال مع معارضين مسلحين أخف تسليحا ويتحصنون في أطلال بنايات.
ويعتقد أن المنطقة هي حي برزة الذي شهد اشتباكات في وقت سابق بين مقاتلي المعارضة وقوات الاسد.
ويظهر مقطعان آخران قتالاً متواصلاً في المنطقة نفسها أمس. وفي أحد المقاطع يقول شخص غير ظاهر في اللقطات إن القوات الحكومية تنسحب مع بعض الجرحى.
وأفادت فضائية "العربية" الإخبارية مساء أمس بمقتل أمير تنظيم العراق والشام في محافظة إدلب السورية.
ونفى الجيش السوري الحر أي مسؤولية له في ذلك.
وأعلنت البحرية الاميركية ان مروحية من طراز ام اتش-60 اقلعت من مدمرة ترافق حاملة الطائرات يو.اس.اس نيميتز الموجودة في البحر الاحمر تحسباً لاحتمال توجيه ضربات ضد سوريا، سقطت أمس في البحر..
 
 روحاني يحذر من تدخّل عسكري في سوريا ويدعو الى "السياسة والحوار" لإنهاء الحرب
(أ ف ب)
حذر الرئيس الايراني حسن روحاني امس الغربيين من اي تدخل عسكري في سوريا، الحليف الاقليمي الرئيسي لطهران، داعيا الى "السياسة والحوار" لانهاء الحرب.
وقال روحاني متوجها الى الغربيين في خطاب القاه لمناسبة عرض عسكري في جنوب طهران "لا تسعوا الى حرب جديدة في المنطقة لانكم ستأسفون على ذلك".
واضاف "لا يمكن اطفاء الحرب بالحرب. يجب اطفاؤها بالسياسة والحوار".
وتابع "نعتقد ان على الجميع بذل الجهود لوقف الحرب الاهلية في سوريا ومنع الارهابيين من تعزيز قواهم في المنطقة"، معربا عن تمنيه بأن "تجلس مجموعات المعارضة السورية الى طاولة المفاوضات مع الحكومة".
وفي مقالة نشرت الخميس على الموقع الالكتروني لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية اكد حسن روحاني ان حكومته "مستعدة لتسهيل الحوار" في سوريا بين النظام والمعارضة.
لكن الائتلاف السوري المعارض وفرنسا رفضا هذا الاقتراح معتبرين انه يفتقر للمصداقية من جانب الحليف الاقليمي الرئيسي لنظام الرئيس بشار الاسد.
وتتهم ايران بتزويد القوات السورية النظامية بالسلاح والعتاد في النزاع الذي اوقع اكثر من مئة الف قتيل خلال ثلاثين شهرا.
وتنفي طهران من ناحيتها هذه الاتهامات وتتهم بدورها الغربيين وبعض دول الخليج العربي وتركيا بتسليح المقاتلين المعارضين الذين تصفهم بـ"الارهابيين".
وقد شهدت الازمة السورية تطورات هامة في الاسابيع الاخيرة مع موافقة دمشق على تدمير ترسانتها الكيميائية بعد ان هددت الولايات المتحدة سوريا بتحرك عسكري ردا على هجوم كيميائي دام اتهمت النظام به في 21 اب في ريف دمشق.
 
اشتباكات في حي برزة الدمشقي وتفجير انتحاري ضد قوات النظام في النبك ومصرع خمسة أشخاص كل ساعة في سوريا
(ا ف ب، المرصد السوري)
أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن توثيق مقتل أكثر من 107 آلاف شخص وفقدان أكثر من 90 ألفا، بالإضافة إلى ستة ملايين نازح داخل سوريا وقرابة المليونين ونصف مليون لاجئ خارجها منذ بدء الصراع في سوريا منذ نحو عامين ونصف العام. وقالت الشبكة في إحصائية لعدد القتلى على مدار الساعة، إن نحو خمسة أشخاص يلقون مصرعهم كل ساعة في سوريا، بينما يقتل كل ساعتين طفل واحد ، وامرأة كل ثلاث ساعات .
وفي سياق متصل، أعلنت الشبكة أن سجون قوات النظام بها ما يقرب من 215 ألف معتقل، فيما بلغ عدد الفارين من سوريا ما يقرب من المليونين و400 ألف لاجئ في دول الجوار.
وفي غضون ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام في حي برزة بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد، حيث تركزت الاشتباكات في منطقة الحنبلي، وسط قصف من القوات النظامية على مناطق في الحي، ولم ترد أنباء عن ضحايا، في حين استمرت الاشتباكات بين الطرفين في حي القدم وشارع الثلاثين وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، كذلك دارت اشتباكات صباح امس في حي برزة بين الطرفين.
وادى تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري ينتمي الى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبط بتنظيم "القاعدة" في مدينة النبك في ريف دمشق، الى سقوط جرحى من قوات النظام، بحسب ما افاد المرصد السوري.
وقال المرصد "سمع اليوم (أمس) دوي انفجار شديد في مدينة النبك ناجم عن تفجير سيارة مفخخة في مركز للقوات النظامية بالمدينة"، يقع على الطريق الدولية بين دمشق وحمص (وسط).
واوضح ان الانفجار "ناتج عن تفجير رجل من الدولة الإسلامية في العراق والشام لنفسه بسيارة مفخخة بالقرب من مبنى المرور، وادى الى سقوط جرحى وأنباء عن قتلى في صفوف القوات النظامية".
واشار الى ان التفجير "هو اول عملية معلنة" للدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة في ريف دمشق، علما ان هذه "الدولة" تحظى بنفوذ واسع في مناطق اخرى من سوريا، لا سيما في شمال البلاد وشرقها.
وتعرض لقصف من قوات النظام كل من حي النسيم في جنوب مدينة النبك، إضافة للمنطقة الصناعية ومنطقة الصالحية، كذلك تعرض وسط مدينة الزبداني ومناطق في الجبل الشرقي، لقصف من قوات النظام، كما دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، بالغوطة الشرقية، وفي مدينة حرستا.
واستشهد ثلاثة مواطنين من مخيم خان الشيح تحت التعذيب في سجون قوات النظام.
وشهد حي طريق السد بدرعا المحطة، بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد إطلاق نار من قناصة القوات النظامية، دون معلومات عن خسائر بشرية كما تعرضت مناطق في مدينة داعل بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد، لقصف من قوات النظام. وتعرضت مناطق في بلدة عتمان لقصف من قوات النظام بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد. ودارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام بالقرب من السرايا في درعا المحطة بمدينة درعا.
وتعرضت مناطق في جبل الأربعين في إدلب لقصف من قوات النظام صباح امس، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
وفي حماة، استهدف الثوار حاجز السجن المركزي بقذيفة، بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية، بينما شهدت شوارع العلمين والفراية وصلاح الدين، انتشاراً أمنياً للقوات النظامية بعد منتصف الليل، في حين دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في مناطق بمدينة حماه، تبعها انتشار أمني للقوات النظامية في حيي الدباغة والمغيلة، وشارع 8 آذار، وفي ريف حماة استهدفت الكتائب المقاتلة حواجز السمان والمداجن والكفر في محيط بلدة طيبة الامام بالتزامن مع إشتباكات عنيفة تدور مع عناصر حاجز المداجن.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد، في حي الرصافة بمدينة دير الزور، بينما دوى انفجار بالقرب من مشفى عائشة، في المنطقة الصناعية بمدينة البوكمال بعد منتصف الليل، ولم ترد معلومات عن سبب وظروف الانفجار، كما استشهد رجل من بلدة المريعية بالريف، تحت التعذيب بعد اعتقاله من قبل القوات النظامية بمدينة دمشق.
ولقي مقاتلان من الجنسية الأريتيرية مصرعهما في الحسكة، أحدهما من الدولة الإسلامية في العراق والشام والآخر من مقاتلي جبهة النصرة، في اشتباكات بوقت سابق مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي بريف الحسكة.
توحيد كتائب ثورية
وفي سياق تنظيم الأوضاع الداخلية لـ"الجيش السوري الحر" أعلن عن تشكيل الفرقة الرابعة ـ حرس دمشق 21، وجاء في بيان عن هذه الكتائب:
بسم الله الرحمن الرحيم
"واعدو لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"
بيان تشكيل وهيكلة "الفرقة الرابعة ـ حرس دمشق" التابعة لهيئة أركان "الجيش السوري الحر ".
وايمانا منا بالله اولا وبالوطن وارادة الشعب ثانيا وبفساد هذا النظام الظالم الذي اقدم على تدمير اكثر من ثلثي البلد واجهز على البنى التحتية وكل مقدرات البلد وذلك كله من اجل المحافظة على سيادة رجل قررنا نحن القادة العسكريين والثوريين في جنوب العاصمة دمشق
تعلن الكتائب والألوية المقاتلة في جنوب دمشق عن التشكيل التنظيمي "الفرقة الرابعة ـ حرس دمشق" التابعه لهيئة اركان الجيش السوري الحر" والمؤلفة من الألوية والكتائب التاليه : لواء اسود التوحيد؛ لواء التركمان؛ لواء شهداء السبينه؛ لواء الحجر الاسود؛ لواء صقور الجولان؛ كتائب الإمام الرفاعي؛ لواء احرار اليرموك؛ كتائب جند الله؛ سرايا الحجر الاسود؛ القيادة الحره؛ لواء مغاوير الجولان؛ كتيبة شهداء النبك؛ كتيبة عمر بن عبد العزيز؛ كتيبة سيوف الحق؛ كتيبة شهداء الشام.
وايمانا منا بالعمل العسكري قررنا اذابة المسميات الفردية التي زادت من فرقة الشعب والمقاتلين واتخذنا المصطلح العسكري قاعدة رئيسية لهذه النواة الوطنيه والتي تتألف من: غرفه العمليات؛ كتيبة الدفاع الجوي؛ كتيبة المهام الخاصة؛ كتيبة المدفعيه؛ كتيبة المشاة؛ كتيبة الاشارة؛ كتيبة الاستطلاع؛ كتيبة الهندسة العسكرية؛ كتيبة الامداد والتمويل؛ سرايا القناصة؛ غرفة الصناعات العسكرية؛ مكتب امني للفرقة، وذلك نزولاً عند رغبة المقاتلين في "الفرقة الرابعة ـ حرس دمشق".
وتحذر الفرقة كل من تسول له نفسه بعدم المساس والتلاعب بثورة الشعب السوري لانها لن تقف مكتوفة الايدي اتجاههم
والله على ما نقول شهيد..
 
 
أكدت أنها وضعت خطة لإجلاء مواطنيها من سوريا ...روسيا تعارض أي قرار باستخدام القوة ضد الأسد
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)
انتقدت روسيا أمس ما قالت إنها محاولات غربية لاستغلال اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية السورية للحصول على قرار من الأمم المتحدة يهدد باستخدام القوة ضد نظام بشار الأسد، فيما قال مصدر عسكري روسي، إن بلاده وضعت خطة عمل لإجلاء مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة من سوريا في حال تصاعد وتيرة النزاع في سوريا.
وسلمت سوريا معلومات عن ترسانتها الكيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تماشيا مع أول مهلة يحددها الاتفاق الأميركي الروسي الذي جنب سوريا ضربة عسكرية أميركية.
ومن المنتظر أن يقر مجلس الأمن الاتفاق إلا أن موسكو وواشنطن منقسمتان بشأن كيفية ضمان التزام سوريا به. وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أنه ما زال مستعدا لشن هجوم على سوريا حتى وإن كان بدون تفويض من الأمم المتحدة إذا لم يلتزم الأسد بالاتفاق.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع التلفزيون الروسي نشرها الموقع الإلكتروني للوزارة "لا يرون في الاتفاق الأميركي الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية في سوريا وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين.. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة".
واتهم لافروف الاحد الولايات المتحدة بالسعي لابتزاز روسيا حتى تدعم قرارا لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا، وانتقد الغرب معتبرا انه اعمى حيال فكرة تغيير في نظام سوريا التي تشهد نزاعا داميا.
وقال لافروف في المقابلة التي اجرتها معه "تشانل وان"، ان "شركاءنا الاميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) انه اذا لم تدعم روسيا قرارا في مجلس الامن على اساس الفصل السابع، فاننا سنوقف العمل في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية".
وقال لافروف ان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية "على وشك اتخاذ قرار" حول سوريا، لكن العملية مهددة بسبب "الموقف المتصلب لبعض الشركاء الغربيين". واضاف "انهم بحاجة الى الفصل السابع الذي ينص، في حال انتهاك القوانين الدولية، على اجراءات قمعية بما فيها عقوبات وامكانية اللجوء الى القوة".
وقال لافروف أيضا إن روسيا مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا لضمان سلامة مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة. وكانت روسيا استخدمت حق النقض (فيتو) لعرقلة الجهود الغربية الرامية لاستخدام عباءة مجلس الأمن في الضغط على حكومة الأسد. وأضاف "هناك حاجة لوجود دولي على محيط المناطق التي سيعمل بها المفتشون... ونحن مستعدون لإرسال جنودنا وشرطتنا العسكرية للمشاركة... لا أعتقد أن هناك حاجة لفريق كبير. وأعتقد أن وجود مراقبين عسكريين سيكون كافيا".
وتريد واشنطن وباريس ولندن قرارا حازما جدا واحتمال ان يصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ـ في مسيرة يعتبرها لافروف مخالفة للاتفاق التاريخي حول نزع الاسلحة الكيميائية السورية الذي تم التوصل اليه مع نظيره الاميركي جون كيري في جنيف في 14 ايلول.
واضاف لافروف ان "شركاءنا يعميهم الهدف الايديولوجي بتغيير النظام (في سوريا)"، وتابع "كل ما يقولونه هو ان على بشار الاسد ان يرحل".
وقال لافروف ايضا "لا يريدون الاعتراف بانهم خدعوا مرة اخرى كما خدعوا في ليبيا عبر قصف البلد وتركه على شفير الفوضى، وكما خدعوا في العراق وتركوا الامر نفسه وعبر شن عملية برية ايضا تاركين البلد في وضع صعب للغاية حيث يموت عشرات الاشخاص كل يوم في اعتداءات".
وقال لافروف ايضا ان "هدفهم الوحيد هو اثبات تفوقهم" بينما تهدف روسيا الى "حل مشكلة الاسلحة الكيميائية في سوريا".
وحذر لافروف من انه اذا سقط النظام السوري ووصل المسلحون المعارضون الى السلطة فانه "لن يعود هناك من دولة علمانية" في سوريا، مؤكدا ان "ما بين ثلثي وثلاثة ارباع" المسلحين هم من "الجهاديين".
ورفض الوزير الروسي ايضا الفكرة القائلة ان روسيا باتت مسؤولة عن برنامج تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
وقال "اود ان اوضح اننا لسنا الضامنين لنزع الاسلحة الكيميائية السورية"، مضيفا ان موسكو سمحت فقط بان تقبل دمشق الانضمام الى الاتفاقية حول حظر الاسلحة الكيميائية من دون اي شرط.
وقال "سوريا الان هي احد الموقعين على هذه الوثيقة الملزمة قانونيا. هذا هو السبب الذي اصبحت بفعله كل الاسرة الدولية ضامنة لاحترام سوريا لالتزاماتها".
في غضون ذلك، قال المصدر لوكالة "إنترفاكس" الروسية، "إن خططنا تشمل سيناريوهين على الأقل لتطور الأحداث في هذا البلد، وهما السلبي والسلبي جدا.. في الحالة الأولى سيتم توظيف هيئات وزارة الطوارئ التي تمتلك خبرة في نقل مواطنين باستخدام الطيران". واضاف أن "السيناريو السلبي جدا، فيقتضي استخدام قوات مجموعة سفن الأسطول البحري الحربي الموجودة في شرق المتوسط".
وتابع "بحسب تقديراتنا، فيمكن نقل ما يصل إلى 1000 شخص بحرا، موضحاً أن هذه الخطة تشمل تسيير حركة مكوكية لسفن الإنزال والإمداد التي ستدخل إلى موانئ اللاذقية وبانياس وطرطوس بحماية وحدات قتالية، مشيرا إلى أن تشكيلات القوات الخاصة الموجودة على كل سفينة ستؤمن استقبال المواطنين".
وذكر أن السفن ستتوجه بعد ذلك إلى موانئ الدول المجاورة، وذلك بتنسيق مسبق معها.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن السفن الروسية الموجودة بالقرب من الساحل السوري جاهزة لإجلاء المواطنين الروس إذا اقتضى الأمر...
 
واشنطن: الكشف السوري عن «الكيماوي» فاق التوقعات
واشنطن - د ب أ، «روسيا اليوم» - اكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن القائمة التي قدمها النظام السوري إلى «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» ويعرض فيها تفاصيل ترسانة أسلحته الكيماوية السبت «مكتملة ومشجعة» وفاقت التوقعات.
ونقلت شبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية عن المصدر القول إن المسؤولين في واشنطن مندهشون ومتشجعون إزاء الكشف السوري «الذي كان كاملا على نحو لم يكن متوقعا من جانب دمشق».
ويأتي تعقيب واشنطن بعد إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اول من أمس أن النظام استكمل تسليم جرد كامل مخزونه الكيماوي، بالتزامن مع انتهاء مهلة في هذا الصدد حددها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأسبوع لإعداد اللائحة، وذلك بموجب اتفاق جنيف.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع القناة الأولى الروسية أن المعطيات الروسية حول سورية تثبت وقائع سيطرة المسلحين على المناطق التي كانت تقع فيها مستودعات السلاح الكيماوي.
واكد لافروف الذي كان يعلق على معلومات صادرة عن الاستخبارات الإسرائيلية حول سيطرة المسلحين على مناطق تخزين السلاح الكيماوي مرتين على الأقل، ضرورة العمل في مجلس الأمن على تدمير السلاح الكيماوي وليس على تبني قرار يجيز استخدام القوة.
وقال لافروف: «لا يرون في الاتفاق الاميركي - الروسي فرصة لانقاذ العالم من كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية في سورية وانما كفرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين.. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة». واضاف ان «شركاءنا الاميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) انه اذا لم تدعم روسيا قرارا في مجلس الامن على اساس البند السابع، فاننا سنوقف العمل في منظمة حظر الاسلحة الكيماوية»، مضيفا ان «شركاءنا يعميهم الهدف الايديولوجي بتغيير النظام (في سورية)» في حين ان هدف روسيا هو «حل مشكلة الاسلحة الكيماوية في سورية».
واكد لافروف ان على مفتشي الأمم المتحدة العودة إلى سورية، مضيفا ان روسيا مستعدة لارسال قوات الى سورية لضمان سلامتهم.

 

 

سقوط قذيفة هاون على السفارة الروسية في دمشق وإصابة ثلاثة موظفين
لافروف يتهم الغرب بـ«العمى والابتزاز» بشأن سوريا.. ويعرض حماية المفتشين
دمشق - موسكو: «الشرق الأوسط»
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة والغرب بـ«العمى» حيال سوريا وبالسعي إلى «ابتزاز» موسكو بشأن هذا الملف. وفي الوقت نفسه عرض لافروف إرسال بلاده قوات إلى سوريا في إطار قوة دولية لتوفير أمن عمل الخبراء الدوليين في مواقع الأسلحة الكيماوية السورية، المزمع وصولهم وفقا لاتفاقية جنيف بين موسكو وواشنطن لتفكيك الترسانة السورية من تلك الأسلحة. وفي تلك الأثناء سقطت قذيفة هاون أطلقها مقاتلون معارضون في حرم السفارة الروسية وسط دمشق.

ومع قرب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتواصل الاتصالات بغية استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدمير الترسانة الكيماوية السورية بحلول منتصف عام 2014. تصر روسيا على موقفها الرافض لتضمين هذا القرار أي تلويح باستخدام القوة، وهو ما يسعى إليه الغرب.

وقال لافروف أمس إن «شركاءنا الأميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) إنه إذا لم تدعم روسيا قرارا في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، وذلك في مقابلة مع القناة الأولى أوردتها وكالات الأنباء الروسية. وأضاف: «إن شركاءنا يعميهم الهدف الآيديولوجي بتغيير النظام (السوري)»، في حين تسعى روسيا إلى «حل مشكلة الأسلحة الكيماوية في سوريا». وتابع: «لا يرون في الاتفاق الأميركي الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية في سوريا وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين.. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة».

وأشار لافروف إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي أعلنت أول من أمس تسلمها من دمشق لائحة كاملة بترسانتها: «على وشك اتخاذ قرار» حول سوريا، لكن العملية مهددة بسبب «الموقف المتصلب لبعض الشركاء الغربيين».

وأضاف: «إنهم بحاجة إلى الفصل السابع الذي ينص، في حال انتهاك القوانين الدولية، على إجراءات قمعية بما فيها عقوبات وإمكانية اللجوء إلى القوة».

ولمح لافروف إلى استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا في إطار وجود دولي لتوفير أمن عمل الخبراء في مواقع الأسلحة الكيماوية، وقال: «هناك حاجة لوجود دولي على محيط المناطق التي سيعمل بها المفتشون... ونحن مستعدون لإرسال جنودنا وشرطتنا العسكرية للمشاركة... لا أعتقد أن هناك حاجة لفريق كبير. وأعتقد أن وجود مراقبين عسكريين سيكون كافيا».

وتريد واشنطن وباريس ولندن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخداما محتملا للقوة، في حال عدم التزام دمشق بموافقتها على الاتفاق الروسي الأميركي لتدمير ترسانتها الكيماوية.

وكان لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أعلنا في 14 سبتمبر (أيلول) اتفاقهما على تدمير الترسانة السورية بحلول منتصف عام 2014.

وأتى الاتفاق بعد تلويح الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردا على هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق في 21 أغسطس (آب) الماضي.

وستكون سوريا والرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في صلب الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها هذا الأسبوع في نيويورك، بمشاركة نحو 200 من قادة العالم.

وسيستقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الغداء بعد غد (الأربعاء) وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين)، كما سيجمع السبت كيري ولافروف على أمل تحديد موعد لعقد مؤتمر سلام في سوريا بات معروفا باسم «جنيف 2».

ومن المرتقب عقد اجتماع الأربعاء لبحث الوضع الإنساني الدقيق في سوريا والبلدان المجاورة التي تستضيف قرابة مليوني لاجئ سوري.

ميدانيا، أصيب ثلاثة موظفين بالسفارة الروسية في دمشق بجروح طفيفة بعد سقوط قذيفة على مقر السفارة أمس، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية. وقال البيان إن «قصف المقاتلين لحي بدمشق أسفر عن سقوط قذيفة على السفارة الروسية لدى سوريا، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من موظفي السفارة بجروح طفيفة».

وأشار البيان إلى أن تحقيقا فتح لمعرفة ملابسات الحادث، كما «تتخذ بالتعاون مع السلطات السورية إجراءات إضافية بهدف ضمان أمن السفارة الروسية في دمشق».

فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في السفارة الروسية أن «قذيفة (هاون) سقطت على أرض السفارة دون وقوع ضحايا، وأن السفارة تعمل بشكل طبيعي».

وذكر سكان أن قذيفة أخرى سقطت في محيط الجامع الكويتي القريب من السفارة الروسية في حي المزرعة، كما انفجرت عبوة ناسفة في شارع الملك العادل في الحي نفسه مما أسفر عن أضرار مادية فقط.


المصدر: مصادر مختلفة


السابق

إسرائيل تحمّل عباس و"السلطة" مسؤولية قتل الجندي الإسرائيلي و"كتائب الأقصى" و"أحرار الجليل" يتبنيان العملية...مستوطنون يقتحمون المسجد الاقصى ويخربون ممتلكات فلسطينية شمال الضفة

التالي

لبنان: عودة الدولة إلى الضاحية الجنوبية تنقذ «حزب الله» من عبء الأمن الذاتي.....أجهزة الدولة «تستعيد» اليوم أمن الضاحية: 800 عنصر للمداخل ... والحزبيون للزواريب

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,295,250

عدد الزوار: 7,022,703

المتواجدون الآن: 51