هولاند يؤكد أن ما يجري في سوريا يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين....تفاوض صعب حول سورية في الأمم المتحدة وفرنسا تشدد على التقدم في المسار السياسي...هنري كيسنجر: الاتفاق حول «الكيماوي» أساس للمرحلة الانتقالية...المعلم يرأس وفد دمشق إلى نيويورك والمعارضة تعد للقاء أوباما وغل

اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام وقصف على دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 أيلول 2013 - 6:16 ص    عدد الزيارات 1730    القسم عربية

        


 

تركيا قلقة من تقدم الجهاديين في المناطق المحاذية لها
انقرة، دمشق - ا ف ب، رويترز - اعرب الرئيس التركي عبد الله غول عن قلقه من تقدم مجموعات جهادية في النزاع في سورية الى مناطق قريبة من الحدود التركية مقرا بتسلل «ارهابيين» الى الاراضي التركية، فيما قتل قائد ليبي و13 من عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) خلال معركة مع «الجيش السوري الحر» قرب هذه الحدود.
وقال غول للصحافيين في نيويورك حيث يحضر الجمعية العامة للامم المتحدة: «لا نتمكن من منع تسلل ارهابيين رغم كل احتياطاتنا ونشر مدافع ودبابات» على الحدود التركية - السورية.
ونقلت صحيفة «حرييت» عن غول قوله ان «المجموعات المتطرفة تشكل مصدر قلق كبير لأمننا» قائلا انه حذر كل السلطات المختصة في تركيا حيال «مسألة الأمن الحيوي» هذه.
لكنه اقر بان مهمة تركيا صعبة جدا بسبب الحدود البالغ طولها 910 كيلومترات مع سورية.
وكان مقاتلو «داعش» قد سيطروا في الاونة الاخيرة على مدينة اعزاز في محافظة حلب المحاذية تماما للحدود التركية.
وتنتقد المعارضة التركية الحكومة الاسلامية المحافظة التي قطعت علاقاتها مع نظام دمشق، بانها لم تضمن بشكل كاف امن الحدود الطويلة الفاصلة بين البلدين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قائدا ليبيا وأكثر من 13 مقاتلاً من «داعش» قتلوا خلال اشتباكات مع فصائل منافسة من قوات المعارضة في حزانو الى الغرب من مدينة حلب بالقرب من الحدود التركية، مضيفا ان ستة مقاتلين محليين قتلوا أيضا في المعركة التي دارت اول من أمس.
وقال المرصد ان مقاتلين من «داعش» هاجموا السبت قاعدة تابعة لـ «جبهة النصرة» المتحالفة ايضا مع «القاعدة» في محافظة الحسكة الشرقية وقتلوا اثنين.
وذكر المرصد ان القاعدة وفيها اسلحة ومخزنات من الوقود كانت دفاعتها ضعيفة في ذلك الوقت لان غالبية أفراد ألوية النصرة كانت تقاتل مقاتلين أكرادا من المنطقة.
واتهم لواء «عاصفة الشمال» «داعش» بانتهاك هدنة أبرمت قبل 48 ساعة لانهاء يومين من الاشتباكات حول بلدة اعزاز الى الشمال من حلب.
 
الأسد: إذا أراد الشعب أن أترشح للرئاسة... فسأقبل
بكين - وكالات - قال الرئيس السوري بشار الأسد انه سيترشح للرئاسة اذا اتضح له ان الشعب السوري اراده، مشيرا الى ان من المبكر الحديث عن هذا الموضوع لان الامور لن تظهر الا قبل شهرين او ثلاثة من الانتخابات المقررة في منتصف العام 2014.
وقال الأسد في مقابلة مع التلفزيون الصيني بثت امس ردا على سؤال حول مسألة تخليه عن الرئاسة: «أنا أوافق شخصياً على أي شيء يوافق عليه الشعب السوري والقوى التي تمثل هذا الشعب. هذا الموضوع من اختصاص الشعب السوري ولا يحق لأي دولة عدوة كانت أم صديقة أن تحدد للشعب السوري من سيختاره رئيساً. لا نقبل هذا الطرح لا من قبل الولايات المتحدة ولا روسيا ولا أي دولة أخرى».
وحول إمكانية ترشحه لانتخابات 2014، قال: «هذا يعتمد على رغبة الشعب السوري. إذا كان يرغب في ذلك فسأقبل. عدا ذلك فسيكون جوابي لا»، مضيفا: «الآن يفصلنا عن هذا الموعد 9 أشهر. من المبكر أن نقوم برصد رغبات الشعب السوري. يجب أن ننتظر قبل هذا الموعد شهرين أو ثلاثة أشهر لكي نبدأ برصد رغبات الشعب السوري».
وتابع: «هناك جزء من الشعب السوري يريد أن أترشح وهناك جزء لا يريد. لا توجد لدينا أرقام تحدد هذه المسألة. لدينا مؤشرات ومن هذه المؤشرات وقوف الشعب السوري مع الدولة بعد مرور عامين ونصف العام من الأزمة ونحن نواجه مجموعات إرهابية ودولاً كبرى تقف خلف هذه المجموعات، هناك دول إقليمية ودول خليجية تمتلك الكثير من الأموال. لو لم يكن لدينا دعم شعبي لما تمكنّا من الصمود لمدة عامين ونصف العام. لابدّ من البحث عن طريقة محددةً لنعرف بدقة أكثر ما هو حجم الذين يقفون مع الرئيس ويريدونه أن يرشح نفسه».
وعن الحوار، قال الاسد: «عندما يجلس السوريون حول الطاولة ويطرحون كلّ شيء. يطرحون الدستور ويطرحون القوانين ويطرحوا كل شيء آخر. وعندما نقول الدستور، فالدستور فيه موقع رئاسة وفيه كلّ شيء آخر. نحن نوافق على كلّ شيء. لا يوجد لدينا أي خط أحمر باستثناء السلاح. إذا أراد السوريون أن يغيروا كلّ النظام الرئاسي. قد لا يكون رئاسياً وقد يكون برلمانياً أو أي نظام آخر. لا توجد لدينا مشكلة».
وحول مؤتمر «جنيف 2»، قال الأسد إنه دعم المبادرة الروسية منذ البداية لأنه يؤمن بالعمل السياسي. وأضاف انه حتى ينجح مؤتمر جنيف 2، فيجب توافر عدة عوامل منها إيقاف» الأعمال الإرهابية وإيقاف دخول الإرهابيين من خارج البلاد وإيقاف امدادهم بالسلاح والأموال»، موضحا ان هذه العوامل ليست شروطا.
وتابع: «المشكلة ليست لدى الحكومة السورية أو روسيا أو الصين. المشكلة لدى بعض الدول الغربية في مقدمتها الولايات المتحدة التي تريد أن نصل إلى جنيف وقد تحقق شيئا على الأرض لصالح الإرهابيين».
وقال الرئيس السوري: «نحن نفاوض كلّ من يتخلى عن السلاح ولا نقبل مفاوضة كلّ من يقبل بالتدخل العسكري سواء كان عسكرياً أو سياسياً». وحول مسألة وقف إطلاق النار مع المعارضة، قال إنه لا يقبل وقف النار مع «الإرهابيين» لأن ذلك يعني «اعترافاً بالإرهابيين وأننا تخلينا عن مهامنا بالدفاع عن الشعب ولا يمكن أن نقبل بمصطلح وقف النار بين الدولة والارهابيين». وسئل عما اذا كانت سورية لديها كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية، فأجاب، ان «سورية تصنع الاسلحة الكيماوية منذ عشرات السنين ومن ثم فمن الطبيعي ان تكون هناك كميات كبيرة في البلد. اننا دولة في حرب ولدينا اراض محتلة منذ اكثر من 40 عاما ولكن على اي حال فالجيش السوري مدرب على القتال باستخدام الاسلحة التقليدية».
وقال ان الاسلحة الكيماوية مخزنة «في ظل ظروف خاصة لمنع اي ارهابي من قوى مدمرة اخرى من العبث بها وهي قوى مدمرة يمكن ان تأتي من دول اخرى. ومن ثم فليس هناك مايدعو للقلق. الاسلحة الكيماوية في سورية في مكان امن مؤمن وتحت سيطرة الجيش».
وأضاف أن «العقبة الوحيدة أمام خبراء ومفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية هو الوضع الأمني في المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون الذين قد يقومون بأعمال تعوق عمل المفتشين».
وتابع: «نعرف ان هؤلاء الارهابيين يطيعون أوامر دول اخرى وهذه الدول تدفع هؤلاء الارهابيين لارتكاب اعمال يمكن ان تجعل الحكومة السورية مسؤولة عن عرقلة هذا الاتفاق».
وقال الأسد إن بلاده غير قلقة من مسودة قرار قدمته واشنطن وباريس ولندن إلى مجلس الأمن حول وضع أسلحتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية، مضيفا ان العواصم الثلاث تحاول ان تصور نفسها كمنتصرة على «عدو وهمي».
وتابع: «لست قلقاً. ان سورية منذ استقلالها ملتزمة بكل المعاهدات التي وقعت. سنحترم كل ما اتفقنا على القيام به».
وأضاف أن الصين وروسيا تلعبان دوراً إيجابياً في مجلس الأمن «لضمان عدم تمرير أي ذريعة للقيام بعمل عسكري ضد سورية»، وتابع أن «الأهم... هو أنه بتقديم المسودة إلى مجلس الأمن أو عبر حض الولايات المتحدة وروسيا على الموافقة على اتفاق، تسعى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فقط على جعل نفسها تفوز بحرب ضد سورية التي هي عدوهم الوهمي».
وقال: «بالتالي لا ينبغي على سورية أن تقلق من أي مسوّدة أو اتفاق كهذا».
 
بوتين: انتشار «الإرهاب» من سورية خطر على دول منظمة «الأمن الجماعي»
موسكو - يو بي آي - اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، امس، أن قضية انتشار «الارهاب» من الدول المضطربة بما فيها سورية، يشكل خطراً حقيقياً على دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين، قوله في اجتماع مجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مدينو سوتشي
«إنه لا يجوز للمنظمة أن تتجاهل قضية سورية».
وأضاف أن «العصابات التي تنشط على أراضي هذه الدول (المنظمة) لم تظهر من العدم ولن تذهب إلى العدم.. إن قضية انتشار الإرهاب من دولة إلى أخرى واقعية تماماً وقد تطال مصالح أية واحدة من دولنا».
وقد دعا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، في الاجتماع، دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى دعم الجهود الدولية من أجل تسوية الأزمة السورية.
يذكر أن «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» تضم روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجكستان.
 
التيار السلفي الأردني: لسنا من أسس «المرابطون» في حلب
عمان - «الراي»
آثار تيار السلفية الجهادية في الاردن مزيدا من الغموض حول كتيبة «المرابطون» في حلب التي جرى الحديث عنها مؤخرا.
فقد اكدت مصادر مطلعة في التيار السلفي الجهادي في الأردن عدم صحة التقارير التي افادت بان مقاتلي التيار في سورية قد أسسوا كتيبة باسم «المرابطون».
ونقلت صحيفة «الغد» الاردنية عن هذه المصادر توضيحها بأن هذه الكتيبة مقرها في حلب، وهي مؤلفة من مقاتلين من جمهورية الشيشان وأميركيين وفرنسيين من منتسبي التيار.
وقالت إن 80 في المئة من منتسبي هذه الكتيبة هم من الشيشان الذين اكتسبوا خبرات طويلة في قتالهم ضد القوات الروسية، وحاليا يتولون تدريب المقاتلين لدى وصولهم إلى الأراضي السورية على كيفية استخدام السلاح وفنون القتال العسكري وقتال الشوارع.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادرها، أن 20 في المئة من منتسبي هذه الكتيبة، من جنسيات أوروبية وأميركية، ممن اعتنقوا الفكر السلفي الجهادي، وحضروا إلى أرض الشام.
ويبلغ عدد مقاتلي التيار السلفي الجهادي الأردني في سورية نحو ألف مقاتل بحسب مصادر سلفية.
كما تفيد المصادر بأن عدد قتلى التيار من الأردنيين بلغ 120 منذ بداية الأزمة السورية في مارس 2011.
 
 
مجزرة في حماة وقتال عنيف في دمشق وحلب وطريق مجلس الأمن بين واشنطن وموسكو مسدود وكارثة إنسانية تهدّد أطفال سوريا
("اليونيسف"، ا ف ب، رويترز، ا ش ا، الجزيرة، "المستقبل")
دقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ناقوس الخطر أمس، معتبرة أن هناك حاجة ضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية فوراً لحماية أرواح الآلاف من الأطفال السوريين، وشدّدت المنظمة الدولية على أن محنة المدنيين المحاصرين من جراء النزاع في سوريا تزداد بؤساً.
ومع رحلة شاقة من المدّ والجزر بين واشنطن وموسكو، لا تزال كل الطرق المؤدية إلى قرار في مجلس الأمن يخفف المعاناة عن الشعب السوري مسدودة بانتظار التوافق على حد أدنى يتيح تنفيذ بنود الاتفاق الأميركي الروسي حول الأسلحة الكيميائية التي في حيازة نظام بشار الأسد.
ميدانياً، لا تزال قوات النظام ترتكب المجازر في مختلف أنحاء البلاد، آخرها أمس في كرناز من ريف حماه حيث سقط 27 شخصاً، في حين لا تزال المعارك العنيفة مستمرة في العاصمة دمشق وكذلك في حلب.
فقبيل اجتماع قادة الدول في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم، حذرت اليونيسف، من أن النزاع المتصاعد يقطع المعونات العاجلة عن الأطفال، بما فيها التلقيح والمياه الصالحة للشرب والمأوى والدعم النفسي.
وأوضح المدير التنفيذي للمنظمة أنتوني ليك أنه "مع استمرار القتال فإن بعض المناطق باتت محاصرة لأشهر متواصلة مما جعل الأسر تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة. لقد عانى أطفال سوريا كثيراً ولفترة طويلة جداً، وسيستمرون في تحمل تبعات هذه الأزمة لسنوات عديدة قادمة".
وطالب ليك بـ"أن نتمكن من الوصول إلى هؤلاء الأطفال سريعاً وبدون قيود، وباستطاعة أطراف النزاع المختلفة تحقيق ذلك عن طريق السماح الفوري للعاملين في المجال الإنساني بتقديم المساعدة المنقذة للحياة."
وأشارت اليونيسف إلى أن الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم تتطلب حماية خاصة أيضاً. وشدد ليك على ضرورة عدم استهداف المدارس والمرافق الصحية واعتبارها "مناطق سلام" يمكن للنساء والأطفال طلب المساعدة والدعم فيها.
وقال بيان المنظمة إن إزالة العوائق من طريق الوصول الإنساني يتطلب التزامات واضحة من الحكومة السورية وجماعات المعارضة. وهناك عدد من الطرق العملية التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك، كإبرام هدنة إنسانية مؤقتة أثناء النزاع للسماح للعاملين الإنسانيين بالوصول الآمن وحرية التنقل لتقديم الخدمات للمحتاجين.
وفي السياسة، أفاد ديبلوماسيون أمس ان المفاوضات بين الاميركيين والروس حول قرار في الامم المتحدة يجبر دمشق على احترام وعودها بنزع سلاحها الكيميائي دخلت في طريق مسدود.
ويصطدم تبني هذا القرار بخلاف على إدراج النص تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. وينص الفصل السابع على اجراءات قسرية من العقوبات الاقتصادية الى استخدام القوة، في حال عدم احترام سوريا تعهداتها.
وأوضح ديبلوماسي في الامم المتحدة ان "التفاصيل حول كيفية المضي قدما في نزع السلاح بشكل عام موضع اتفاق، لكن كل شيء يصطدم بوسائل تطبيقه، وهذا يعود الى الاميركيين والروس في مجلس الامن الدولي". وتابع انه في هذه الظروف "يبدو التصويت في مجلس الامن الدولي هذا الاسبوع غير مرجح".
واشار ديبلوماسيون اخرون الى ان لافروف ونظيره الاميركي جون كيري لديهما فرصة للقاء هذا الاسبوع على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة لفك عقدة هذا الملف.
وقبل اي قرار ينبغي ان تعطي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الضوء الاخضر لخطة اتلاف الاسلحة الكيميائية السورية التي وضعها الاميركيون والروس في 14 ايلول في جنيف.
وتلقت المنظمة لائحة بالترسانة السورية من الاسلحة الكيميائية قدمتها دمشق، في المرحلة الاولى من الالية. وينص الاتفاق على جرد الاسلحة الكيميائية السورية من مواد سامة وانظمة اطلاق وتفكيكها واتلافها مع حلول منتصف 2014.
وارسلت الولايات المتحدة وروسيا خطة الاتلاف الى المنظمة بحسب ديبلوماسيين، لكن لا يسعها قبولها قبل الاتفاق على اجراءات تطبيقها.
وفي باريس أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس على خطورة الوضع الحالي في سوريا وتأثيره على السلم والأمن الدوليين.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التى عقدها الرئيس الفرنسي مع رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي الذي يزور باريس. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يتوصل المجتمع الدولي إلى رد "حازم ومحدد" حيال ما تشهده سوريا.
ويظهر الرئيس الفرنسي غداً على شبكة "سي ان ان" في حديث يجيب فيه على اسئلة الصحافية كريستيان امانبور من نيويورك وتتعلق خصوصاً بشأن موقفه من الملف السوري.
ومن باريس (مراد مراد)، اعربت فرنسا امس عن تفاؤلها بإمكانية التوصل هذا الاسبوع الى قرار في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا تحت الفصل السابع.
الموقف الفرنسي عبر عنه امس في نيويورك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال مؤتمر صحافي وقال فيه "من الممكن ان نتوصل الى قرار في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا هذا الاسبوع على الرغم من الصعوبات البادية من خلال الموقف الروسي".
وشدد فابيوس على ان فرنسا تشترط ثلاثة مكونات يجب ان يتضمنها القرار "اولاً ان يسمح القرار بإتخاذ تدابير تحت الفصل السابع ضد نظام الأسد في حال تلاعبه وعدم تطبيقه خطة العمل المتفق عليها لإتلاف كامل ترسانته الكيميائية. ثانياًُ ان يؤكد القرار بأن المسؤولين عن الهجمات الكيميائية يجب ان يحاسبوا امام القضاء الدولي. ثالثاً ان يضمن القرار سرعة انعقاد مجلس الامن بشأن الملف السوري كلما دعت الحاجة لأن الازمة السورية تهدد السلام والامن العالميين".
وقال فابيوس "بناء على هذه النقاط الثلاث المحقة يجب ان نعمل لاستصدار قرار قوي وملزم في مجلس الامن". وسئل عما اذا كان ممكنا التوصل الى اتفاق بهذا الشأن بين الدول الخمس الدائمة العضوية بما في ذلك روسيا والصين هذا الاسبوع، اجاب "اعتقد ذلك". اضاف موضحا "سيكون من الصعب جدا على الروس ان يعارضوا قرارا يضمن تنفيذ خطة عمل اقترحوها هم انفسهم".
وأكد بشار الاسد أمس عدم وجود مشكلة من جهة السلطات في تأمين وصول المفتشين الدوليين الى مواقع تخزين الاسلحة الكيميائية، متخوفا مع ذلك من حصول اعاقة من ناحية "الارهابيين".
وقال الاسد في مقابلة اجراها معه التلفزيون الصيني "سي سي تي في" ان "الأسلحة الكيميائية في سوريا موجودة في مناطق ومواقع آمنة.. هناك سيطرة كاملة عليها من قبل الجيش السوري".
وأضاف ان "تأمين وصول المفتشين الذين سيأتون من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى مواقع انتاج وتخزين الاسلحة الكيميائية، هذا طبعاً لا يوجد فيه مشكلة. قد تكون هناك عقبة وحيدة وهي عقبة اساسية، الوضع الامني في بعض المناطق الذي ربما قد يضع بعض العقبات في وصول المفتشين".
وكشف الاسد ان بلاده "تنتج هذه الاسلحة منذ عقود"، لافتا الى انه "من الطبيعي ان تكون هناك كميات كبيرة" من هذا السلاح.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلفاء في الاتحاد السوفييتي السابق أمس، من أن المتشددين الاسلاميين الذين يؤججون الحرب في سوريا يمكن أن يصلوا الى بلادهم التي يشكل المسلمون أغلبية في بعضها.
وقال ان روسيا وحلفاءها سيقدمون "مساعدة جماعية اضافية" لطاجيكستان لحماية حدودها مع افغانستان بعد انسحاب معظم القوات القتالية الاجنبية في 2014.
وقال بوتين لزعماء منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم ست دول، ان المتشددين الذين يقاتلون الاسد قد يوسعون هجماتهم في نهاية المطاف الى خارج سوريا والشرق الاوسط. وقال بوتين "الجماعات المتشددة (في سوريا) لم تأت من فراغ ولن تتبخر..، مشكلة امتداد الارهاب من دولة الى اخرى مشكلة حقيقية ويمكن ان تؤثر بشكل مباشر على مصالح أي من دولنا"، مشيرا الى الهجوم المميت الذي وقع على مركز تجاري في نيروبي عاصمة كينيا.
وأوضح بوتين خلال القمة المنعقدة في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود "نشهد الان مأساة مروعة تتكشف في كينيا. المتشددون جاؤوا من دولة أخرى على حد علمنا وهم يرتكبون جرائم دموية شنيعة".
وتابع "سنقدم مساعدة جماعية إضافية الى طاجيكستان لتعزيز الحدود الطاجيكية الافغانية"، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
ميدانياً، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قتلت أمس 27 شخصا بينهم ثمانية مدنيين قضوا ذبحا بالسكاكين في بلدة كرناز بريف حماه، بينما يواصل جيش النظام غاراته الجوية على أحياء في دمشق وريفها، وسط اشتباكات متفرقة أهمها على جبهتي دمشق وحلب.
ووثقت الشبكة السورية اليوم مقتل 27 شخصا على يد قوات النظام في محافظات سورية مختلفة، بينهم سيدتان وستة أطفال ومعتقل واحد وعشرة مقاتلين من المعارضة المسلحة.
وأضافت أن من بين القتلى ثمانية مدنيين ذبحوا بيد قوات النظام في كرناز بريف حماه، ومن بين هؤلاء الضحايا طفلان وسيدة، وهو ما أكدته أيضا شبكة شام كذلك.
وفي الأثناء، شنّ الطيران الحربي غارات جوية على حيي برزة والقابون في العاصمة دمشق، في وقت اندلعت فيه اشتباكات حاول خلالها جنود النظام اقتحام الحيين، كما تعرض حي جوبر لقصف مدفعي تزامنا مع اشتباكات بأطرافه.
وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والدبابات بلدات داريا ويلدا ويبرود والزبداني ومعضمية الشام وداريا ودوما وزملكا، مما أدى إلى إحداث دمار كبير، كما خاض الثوار معارك في المعضمية والمتحلق الجنوبي.
وفي محافظة حلب، يواصل الثوار معاركهم في الريف الجنوبي، حيث أعلنوا قبل أيام بدء عملية أطلقوا عليها "والعاديات ضبحا" لمحاصرة معامل الدفاع بالسفيرة، التي تعد أكبر مركز لتزويد قوات النظام بالأسلحة والذخيرة في المنطقة الشمالية، وتمكنوا خلال يومين من السيطرة على 11 بلدة وقتل ستين من الجنود النظاميين ومن عناصر "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني.
وقال مراسل الجزيرة إن القوات النظامية تستميت في الدفاع عن بعض القرى التي تقع على طريق الإمداد بين معامل الدفاع ومطار حلب، مشيرا إلى أن الجيش الحر دمّر في معارك أمس ثلاث دبابات قرب بلدة خناصر وفي بلدة عين عسان.
ووثقت شبكة شام معارك في الطريق الواصل بين مدينة درعا وحاجز الصوامع بين الجيش الحر وقوات النظام، وقالت إن القتال تجدد في محيط مطار دير الزور العسكري. ورصدت أيضا تجدد القصف على مناطق عدّة، أهمها بلدة البشيرية بريف إدلب، وبلدة كفرنبودة بريف حماه، ومدينة الطبقة بمحافظة الرقة، وعدة قرى على خط الجزيرة بريف دير الزور، ومدينة الحولة في محافظة حمص.
وقتل عشرون شخصا بينهم "أمير جهادي" في اشتباكات بين "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وكتيبة محلية مقاتلة في شمال غربي سوريا على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما افاد المرصد السوري أمس.
وقال المرصد في بريد الكتروني أمس، "لقي 13 مقاتلا من الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مصرعهم بينهم امير محلي في الدولة ليبي الجنسية وذلك خلال اشتباكات بينهم وبين كتيبة محلية مقاتلة في ريف ادلب في محيط بلدة حزانو" الاحد، على بعد نحو ستة كيلومترات من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وأضاف المرصد ان سبعة مقاتلين من الكتيبة المحلية قتلوا ايضا في الاشتباكات التي استمرت حتى ليل الاحد، موضحا ان الكتيبة عبارة عن اشخاص من المنطقة يقاتلون ضد النظام، و"يأتمرون بأوامر رجل دين يعرف باسم الشيخ صلاح"..
 
هولاند يؤكد أن ما يجري في سوريا يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين
(أ ش أ، أ ف ب، رويتز، يو بي أي)
أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أمس، أن الوضع القائم في سوريا يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين، في وقت كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحذر بدوره من انتقال العنف من سوريا إلى بلدان الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي الملف الكيميائي، كرر رئيس النظام بشار الأسد أمس إن قواته ستؤمن وصول المفتشين الدوليين الى مواقع السلاح الكيميائي، مشددا على أنه يسيطر تماماً على مخزون "الكيميائي" بما يتعارض مع تصريحات روسية سابقة بأن المعارضة المسلحة تمكنت من الوصول إلى تلك الأسلحة.
فرنسا
الرئيس الفرنسي حذر خلال جلسة محادثات عقدها أمس مع رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي الذي يزور باريس حالياً، من خطورة ما يجري في سوريا على السلم والأمن الدوليين.
وقد بحث الجانبان عددا من القضايا الاقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك وعلى رأسها الأزمة السورية وذلك عشية افتتاح اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وشدد على ضرورة أن يتوصل المجتمع الدولي إلى رد "حازم ومحدد" حيال ما تشهده سوريا.
وفي غضون ذلك، كشفت مصادر فرنسية أن باريس لن تتخلى عن الخيار العسكري فى سوريا في المستقبل إذا لم يلتزم نظام دمشق بالتعاون الكامل فيما يتعلق بالترسانة الكيميائية.
وكتبت مجلة "لوبوان" الفرنسية أمس تقول إن "الجانب الفرنسي الذي يقف في صفوف المشاهدين للعبة الديبلوماسية الجارية بمبادرة من روسيا، لن يوجه ضربات ضد النظام السوري من جانب واحد، ولكن في الوقت ذاته لن تتخلى فرنسا عن الخيار العسكري في المستقبل، اذا لم يتعاون نظام دمشق بشكل كامل.
وذكرت المصادر أن الجيش الفرنسي لا يزال يواصل استعداداته لتلك الضربات، إذ يدرس المركز الوطني التابع لرئاسة أركان القوات المسلحة الفرنسية والذي يترجم المعلومات والبيانات التشغيلية التي تحال له من الاستخبارات بالتعاون مع الجانب الأميركي، ملفات الأهداف السورية.
ونقلت المجلة عن مصدر وصفته بأنه مؤثر في جهاز الدولة الفرنسية قوله إنه "على الرغم من أن باريس لا ترغب في وضع يدها في الحرب بهذه المنطقة، إلا إنه إذا لن نفعل شيئا فإن بشار الأسد سينتصر، وسيتمكن من وضع يده على حلب ومدن أخرى، وسيكون ذلك هو الانتصار لإيران، التي سيثبت لها انها يمكنها أن تستخدم أسلحة الدمار الشامل دون أن تتلقى عقوبة، وبالتالي ستحتفظ طهران بشريان الحياة الذي يدعم حزب الله في لبنان".
وأشارت "لوبوان" إلى أن الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 من الشهر الماضي أقنعت قادة فرنسا بأن "جيش الأسد محترف للبقاء في السلطة، وغير قابل للغرق". وأوضحت المجلة أن الهدف في نهاية المطاف يكمن في اطاحة النظام السوري، كما كان الحال في ليبيا، وتعزيز الدعم للعناصر "الديموقراطية" للمعارضة السورية، خاصة الجيش السوري الحر برئاسة اللواء سليم ادريس، مذكرة بأن هولاند أكد قبل أيام من باماكو أن باريس ستسلم الأسلحة لـ"الجيش الحر".
ولفتت "لوبوان" إلى أن فرنسا تزود حتى الآن المعارضة السورية بأدوات "غير قاتلة" خاصة المعدات الطبية والأنظمة البصرية ووسائل الاتصال، بالإضافة إلى المعلومات والاستخبارات. إلا أن "الجيش السوري الحر" يطلب معدات مضادة للطائرات وسائل مضادة للدبابات وأسلحة المشاة وصواريخ مضادة للدبابات.
روسيا
وفي موسكو، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحذيره في اجتماع مجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مدينو سوتشي من خطر تجاهل ما يجري في سوريا. وقال بوتين "الجماعات المتشددة (في سوريا) لم تأت من فراغ ولن تتبخر. مشكلة امتداد الارهاب من دولة الى اخرى مشكلة حقيقية ويمكن ان تؤثر بشكل مباشر على مصالح أي من دولنا"، مشيرا الى الهجوم المميت الذي وقع على مركز تجاري في نيروبي عاصمة كينيا.
وقال بوتين خلال القمة المنعقدة في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود "نشهد الان مأساة مروعة تتكشف في كينيا. المتشددون جاءوا من دولة أخرى على حد علمنا وهم يرتكبون جرائم دموية شنيعة".
وبدت تصريحات بوتين كتحذير من انتشار العنف من سوريا وأفغانستان التي لها حدود طويلة مع طاجيكستان في آسيا الوسطى عضو منظمة معاهدة الامن الجماعي. ويضم التحالف الامني أيضا كلا من قازاخستان وقرغيزستان وارمينيا وروسيا البيضاء.
وتعيش في طاجيكستان وقازاخستان وقرغيزستان أغلبيات مسلمة.
وعبر مسؤولون روس عن قلقهم من أن يعود متشددون ولدوا في روسيا ويحاربون الان في سوريا الى منطقة شمال القوقاز في روسيا ويشاركوا في تمرد يسقط فيه قتلى كل يوم تقريبا.
كما عبروا عن قلقهم من امكانية امتداد العنف الى دول اسيا الوسطى السوفياتية السابقة والى روسيا بعد انسحاب معظم القوات الغربية من افغانستان بحلول نهاية العام القادم.
كما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى دعم الجهود الدولية من أجل تسوية الأزمة السورية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في اجتماع المنظمة التي تضم الى بلاده، أرمينيا، وبيلاروس، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجكستان، "نحن قلقون من الوضع في سوريا، وذلك ليس بسبب تأثيراتها السلبية على المنطقة برمتها فحسب، بل وبسبب العواقب السلبية التي تعود على منظومة القانون الدولي". وأضاف لافروف أن شركاءه في المنظمة يدركون ضرورة بدء الحوار في سوريا في أسرع وقت وحل قضية الأسلحة الكيميائية السورية. وقال "أظن، أن بإمكاننا اليوم أن ندعم جهود المجتمع الدولي بشأن سوريا ، في إشارة إلى الاتفاقية الروسية ـ الأميركية بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية وتوجه مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار أممي بهذا الشأن".
وفي سياق متصل دعا برلمانيون روس وصينيون، إلى عقد مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا في أسرع وقت، مؤكدين أن أي تدخل عسكري في الصراع الداخلي بهذا البلد غير مقبول.
ونقلت قناة "روسيا اليوم"، أمس، عن بيان مشترك أصدرته لجنتا الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي، ومجلس نواب الشعب الصيني، خلال زيارة وفد برلماني صيني إلى روسيا، أن "التهديدات باستخدام القوة أو التدخل العسكري الخارجي المباشر في النزاع الداخلي في سوريا أمر لا يمكن قبوله".
وقال البيان، "إن مجلس نواب الشعب لعموم الصين، والمجلس الفيدرالي الروسي، تلقيا الأنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في النزاع السوري بقلق، والجانبان يؤيدان مواصلة التحقيق الدولي الدقيق والموضوعي في جميع الحوادث المزعومة لاستخدام السلاح الكيميائي، مع تقديم تقارير لمجلس الأمن الدولي".
ورحّب بـ"قرار القيادة السورية الإنضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية والاتفاقيات الروسية ـ الأميركية" التي تم التوصل إليها في جنيف منتصف الشهر الجاري بشأن الجهود المشتركة لحل قضية الأسلحة الكيميائية السورية.
وأعرب البرلمانيون في البيان عن قناعتهم بأن التفاوض هو السبيل الوحيد المتاح للخروج من الطريق المسدود في سوريا، آملين عقد مؤتمر "جنيف 2" في أسرع وقت ممكن.
وشددوا على أن "الحوار والاستعداد للبحث عن حلول وسط، كفيل بوضع حد لمعاناة سكان سوريا وحماية منطقة الشرق الأوسط من تطورات أكثر مأساوية"، معتبرين أن "الفوضى، وعمليات القتل الجماعي التي يتعرض لها المدنيون، والتدفق المتواصل للاجئين، وتدمير التراث الثقافي، كل ذلك يضع المأساة السورية بين أفظع مآسي العصر الحديث".
 
 
اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام وقصف على دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا
"داعش" تفتح معركة مزدوجة مع "النصرة" و"الحر" وتخسر "أميرها" في إدلب
(المرصد السوري لحقوق الانسان)
فتح مقاتلو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) معركة مفاجئة مع "جبهة النصرة" لدى سيطرتهم على مقر لها في شرق سوريا، لتضاف الى المعارك التي تخوضها "الدولة الاسلامية" مع مقاتلي "قوات حماية الشعب" الكردي و "لواء عاصفة الشمال" التابع لـ "الجيش الحر"، فيما خسرت قائدها في إدلب وعددا من مقاتليها في اشتباك مع "الجيش الحر" هناك. كما فجر احد مقاتلي "الدولة الاسلامية" سيارة مفخخة في ريف دمشق، لتكون اول عملية لها قرب العاصمة السورية.
واللافت في معركة "داعش" هذه، تزامنها مع معارك لـ"الجيش الحر" و"النصرة" ضد قوات نظام بشار الأسد في ريفي حلب وحماة، حيث يحققان نجاحات ملحوظة. كما تتزامن مع تصعيد قوات الأسد قصفها لمناطق في دمشق وريفها.
"داعش" و"النصرة"
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن مقاتلي "داعش" اقتحموا مقراً لـ"النصرة" في منطقة الشدادي في ريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، ضم أسلحة ومعدات نفطية وسيطروا على المقر وصادروا الأسلحة والمعدات النفطية مع ورود أنباء عن مصرع مقاتلين من "جبهة النصرة" في الاشتباك بين الطرفين. وقالت مصادر في المعارضة ان المقر لم يكن يضم كثيراً من المقاتلين الذين كانوا منشغلين في معركة مع "وحدات حماية الشعب" التابعة لـ "مجلس غرب كردستان" و"الاتحاد الديموقراطي الكردي" بزعامة صالح مسلم.
وقالت المصادر ان "الدولة" و"النصرة" ترميان الى اقامة دولة اسلامية، لكن "النصرة" التي تضم مقاتلين سوريين ويتزعمها ابو محمد الجولاني، تعتبر محاربة النظام السوري اولوية لها، في مقابل تركيز "الدولة" بزعامة "ابو بكر البغدادي" على البعد الاقليمي للصراع مع وجود مقاتلين عراقيين واجانب في صفوفها. وأشارت الى حصول مفاوضات بين "الدولة" و"النصرة" ولجوء الطرفين الى "هيئة شرعية" لاعادة المقر الى "النصرة".
وقال "المرصد" ان مقاتلي "وحدات حماية الشعب" دمروا عربتين تحملان رشاشات ثقيلة تابعتين لمقاتلي "الدولة الإسلامية" و "النصرة" في قرية جافا في ريف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، إضافة إلى تردد أنباء عن سيطرة مقاتلي "وحدات الحماية" على نقطتين لـ"الدولة" بعد اشتباكات.
... و"داعش" و"الحر"
ويأتي الخلاف بين التنظيمين الاصوليين في وقت لا تزال المشكلة قائمة بين "الدولة" و "لواء عاصفة الشمال" التابع لـ "الجيش السوري الحر" في اعزاز شمال حلب وقرب حدود تركيا. اذ اعلن "عاصفة الشمال" أنه بعد تنفيذ البند الأول من الاتفاق الموقع مع "الدولة الإسلامية" قبل يومين، لم تنفذ "الدولة" البند المتعلق بإطلاق المحتجزين لديها، ذلك أنه لم يتم الإفراج سوى عن تسعة من اصل نحو أربعين معتقلاً. وتابع: "بعد انقضاء المهلة وعدم التزام (مقاتلي) الدولة الإسلامية، وجب عليهم الحكم الشرعي لأنهم الفئة الباغية. وعُلم ان أبو عبد الله الكويتي، أمير الدولة في اعزاز طلب تمديد المهلة حتى نهاية الشهر الجاري بعدما وعد بالإفراج عن المعتقلين". وتحدثت مصادر عن مقتل عناصر من "داعش" قرب اعزاز بأيدي مقاتلي "الجيش الحر".
ولا تزال أعزاز تحت سيطرة الإسلاميين المتشددين، فيما يسيطر "عاصفة الشمال" على المدخل الغربي للمدينة، ويسيطر "ابو ابراهيم الشيشاني" على حاجز يفصل بينهما. وأشار موقع "زمان الوصل" الالكتروني إلى أن السلطات التركية التي اغلقت قبل ايام معبر "باب السلامة" بين سوريا وتركيا، أغلقت امس معبر باب الهوى المجاور كي لا يسيطر عليه المتشددون.
كذلك حاول مقاتلو "الدولة الإسلامية" اقتحام مواقع لـ "الجيش الحر" في محيط قرية حزانو في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، ما ادى الى اندلاع مواجهات بين الطرفين.
وقد لقي سبعة مقاتلين من "الحر" في اشتباكات مع "الدولة الإسلامية" في محيط البلدة التي تبعد عدة كيلومترات عن معبر باب الهوى الحدودي، وذلك في إثر محاولة "داعش" اعتقال شخصين من بلدة حزانو، كما لقي خلال هذه الاشتباكات 13 مقاتلا من "داعش" مصرعهم. وقد أكدت مصادر في المعارضة السورية أن أبوعبدالله الليبي الذي يوصف بأمير "الدولة" في إدلب من بين القتلى.
وفي دمشق، قال "المرصد السوري" إن عنصراً من "الدولة الإسلامية" فجر سيارة مفخخة قرب مبنى المرور التابع لوزارة الداخلية على طريق حمص ـ دمشق الدولي مع توافر "معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام". وأشار "المرصد" إلى أنها كانت أول عملية معلنة لـ "الدولة الإسلامية" في محافظة ريف دمشق.
اشتباكات وقصف
وفي وقت كانت "داعش" تخوض معاركها ضد المعارضة، كانت تتعرض أطراف مدينة يبرود وجبال العريض المحاذية لها في ريف دمشق، لقصف من قوات النظام ما أدى لتصاعد أعمدة الدخان، كما تعرضت سيارة على طريق كرومات ومزارع دير عطية لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، من قبل قوات النظام، كما تعرضت مناطق في مدينة الزبداني لقصف من القوات النظامية، حيث سقطت عدة قذائف على منطقة المحطة وبناء المستوصف، وتركز القصف على جنوب المدينة ومناطق في الحبل الشرقي ولم ترد انباء عن ضحايا، كذلك استشهد رجل من بلدة جيرود متأثراً بجراح أصيب بها في قصف لقوات النظام على مناطق في البلدة مساء أمس. أيضاً نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في شرق بلدة جيرود، ولا معلومات عن إصابات، فيما وردت أنباء عن إصابة مواطنين في بلدة المليحة، برصاص قناص، بينما تتعرض المنطقتان الغربية والجنوبية من مدينة داريا لقصف من قوات النظام، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين الثوار وقوات النظام في الجهة الشمالية من مدينة معضمية الشام، وسط قصف متقطع عليها.
وجددت قوات النظام بعد منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، على أواخر حي الفتاح وطريق الوادي في مدينة النبك في منطقة القلمون بريف دمشق، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، في حين اعطب الثوار دبابة تابعة للقوات النظامية في جنوب شرق بلدة جيرود بالقلمون، بينما ردت القوات النظامية بقصف مناطق في البلدة. وشهدت مناطق في بلدة مضايا إطلاق نار من الجبل الشرقي المحاذي للبلدة. ودارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على الطريق المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا.
وفي قلب دمشق، دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام، على جبهة الحنبلي في حي برزة، بعد منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحي يعتقد انها ناجمة عن سقوط قذائف على الحي، أيضاً تعرضت مناطق في حي القابون لقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، كما نفذ الطيران الحربي غارة صباح امس على مناطق في حي برزة، وسط حملة مداهمات في حي برزة.
وفي محافظة حمص، جددت قوات النظام قصفها على أماكن في منطقة الحولة بعد منتصف ليل الاحد ـ الاثنين.
وفي محافظة حماة، دهمت قوات النظام عددا من منازل المواطنين في حي القصور بمدينة حماه.
وفي محافظة درعا، شهد طريق المشروع والطريق الحربي بالقرب من مدينة الحارة إطلاق نار من قوات النظام بالرشاشات الثقيلة، فجر امس، كما دارت اشتباكات صباح امس بين الثوار وقوات النظام، في محيط المشفى الوطني بمدينة درعا..
 
تفاوض صعب حول سورية في الأمم المتحدة وفرنسا تشدد على التقدم في المسار السياسي
نيويورك - رندة تقي الدين
لندن، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - مع بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة قادة دول وحكومات وممثلي 191 دولة، تتصاعد المواجهة الديبلوماسية حول مشروع قرار دولي يتناول الترسانة الكيماوية السورية، بين تمسك أميركا وبريطانيا وفرنسا بقرار حازم يصدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، وبين رفض روسي متشدد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان قرار مجلس الأمن الذي تريده الدول الغربية الدائمة العضوية في المجلس «يتضمن أولاً حظر استخدام السلاح الكيماوي الذي يهدد الأمن والسلامة الدوليين، فإذا تم خرق ذلك يمكن لمجلس الأمن في اي وقت ان يجتمع لتناول هذا الموضوع».
وأضاف فابيوس الذي كان يتحدث إلى الصحافيين الفرنسيين الذين يواكبون زيارته الى نيويورك ان «النقطة الثانية من القرار تنص على ان إجراءات تحت الفصل السابع سيتم اتخاذها إذا لم تلتزم سورية واجباتها وفق اتفاق جنيف» الروسي- الأميركي، والنقطة الثالثة من القرار هي «ان الذين ارتكبوا هذا العمل (الهجوم الكيماوي في غوطة دمشق في 21 الشهر الماضي) ينبغي ان يمثلوا امام العدالة».
وقال انه «بالنسبة الى فرنسا ينبغي ان يتقدم المسار السياسي خلال هذا الأسبوع في نيويورك لوقف المجازر في سورية، ما يحتم على الأسرة الدولية تعزيز مساعدتها للمعارضة السورية، ولذا تنظم فرنسا اجتماعاً مساء الخميس للمجموعة الدولية الداعمة للمعارضة السورية» برئاسة احمد الجربا الموجود في نيويورك مع عدد من اركان «الائتلاف الوطني السوري».
وأفاد ديبلوماسيون في الأمم المتحدة بأن المفاوضات بين الدول الثلاث وكل من روسيا والصين صعبة للغاية، وأن «التفاصيل حول كيفية المضي قدماً في نزع السلاح هي بشكل عام موضع اتفاق، لكن كل شيء يصطدم بوسائل تطبيقه، وهذا يعود إلى الأميركيين والروس». وتابع انه في هذه الظروف «يبدو التصويت في مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع غير مرجح».
وأشار ديبلوماسيون آخرون الى ان اللقاء بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف سيشكل فرصة لمحاولة فك عقدة هذا الملف.
وسيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الوزيرين الروسي والأميركي الجمعة «لبحث تحديد موعد لمؤتمر «جنيف-2، والتحرك في مجلس الأمن» وفق ديبلوماسيين، فيما يواصل ممثله الخاص الأخير الإبراهيمي مشاوراته المكثفة دعماً لعقد المؤتمر، ومن ضمن لقاءاته اجتماع عقده أمس مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر ان اي تدخل عسكري في سورية سيكون بمثابة «عدوان» ينتهك القانون الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة. وقال على هامش قمة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في سوتشي على ضفاف البحر الأسود أمس، ان «اي تدخل عسكري سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وعدواناً بموجب شرعة الأمم المتحدة».
ورحب بوتين بدعم اعضاء المنظمة التي تضم كلاً من أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، قرار موسكو معارضة اي تحرك عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال ان «الدول الأعضاء اجمعت على انه لا يمكن تسوية الوضع في سورية بغير السبل السياسية والسلمية».
ونوهت الصين امس بالحكومة السورية لتقديمها معلومات عن اسلحتها الكيماوية الى «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» في لاهاي السبت الماضي. ورحب الناطق باسم وزارة الخارجية هونغ لي بالخطوة السورية، وقال: «نعتقد أنها خطوة أخرى مهمة تتخذها سورية بعد الانضمام الى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وأضاف: «سنواصل دعم عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في ما يتعلق بتدمير اسلحة سورية الكيماوية بما في ذلك ارسال خبراء إذ طلبت المنظمة ذلك».
وقال الأسد في مقابلة اجراها معه التلفزيون الصيني «سي سي تي في» أمس، ان «الأسلحة الكيماوية في سورية موجودة في مناطق ومواقع آمنة. هناك سيطرة كاملة عليها من جانب الجيش العربي السوري». وأضاف، وفق نص المقابلة التي بثت تسجيلها صفحة الرئاسة السورية على موقع «فايسبوك»، ان «الأسلحة الكيماوية دائماً تخزن لدى أي دولة ولدى أي جيش في شروط خاصة من أجل منع العبث بها من قبل الإرهابيين أو من قبل أي مجموعات أخرى تخريبية». وأكد انه تم ارسال البيانات المتعلقة بمخزون سورية الكيماوي الى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية «الأسبوع الماضي لأن المعلومات جاهزة وموثقة».
الى ذلك، ترأس وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفد بلاده الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المقرر ان يلقي كلمة الاثنين المقبل، فيما وصل وفد «الائتلاف» برئاسة الجربا الى نيويورك قبل ايام.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد الكتروني اليوم الاثنين ان 13 مقاتلاً من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بينهم القيادي الليبي اسامة العبيدي المعروف بـ «ابو عبد الله الليبي»، لقوا مصرعهم في الاشتباكات في محيط بلدة حزانو في ريف ادلب شمال غربي البلاد، على بعد نحو ستة كيلومترات من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» سيطروا الأربعاء الماضي على مدينة اعزاز في ريف حلب قرب حدود تركيا، بعد مواجهات مع «لواء عاصفة الشمال» التابع لـ «الجيش الحر». وقال نشطاء ان «الدولة الإسلامية» لم تلتزم اتفاقاً انجز لوقف التوتر بين الطرفين في شمال سورية.
 
«السلطان الأحمر» مؤسس «الحل الأمني»... ورجل الرعب والأسيد
لندن - إبراهيم حميدي
«السلطان الأحمر» الذي انزل الرعب في المجتمع السوري، بكل فئاته، وبرع في حياكة المؤامرات والتحالفات ثم الانقلاب عليها، رحل أول من أمس في منفاه في القاهرة حيث عاش منذ العام 1962 بصمت، ومن دون ان يقول كلمة في 400 دعوى «جريمة حرب» رفعت ضده من مثقفين وسياسيين وعسكريين ذاقوا، تنفيذا لأوامره، الاعتقال والتعذيب... وطعم الأسيد.
ولد عبد الحميد السراج الذي تولى منصب نائب رئيس الجمهورية في دولة الوحدة السورية - المصرية، في اسرة محافظة في حماة، وسط سورية العام 1925. التحق بالكلية الحربية، وكان من مؤسسي الجيش وبين الذين شاركوا في «جيش الإنقاذ» لتحرير فلسطين نهاية 1947. وقال المؤرخ السوري سامي مبيض لـ «الحياة» انه منذ شبابه عرف عنه انه «جمع صفات نادراً ما تكون في شخص: الجرأة والشراسة والذكاء والمكر». وسُمي السراج بـ «السلطان الأحمر» تيمنا بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي عرف بقسوته.
تعرف السراج على العقيد اديب الشيشكلي وقائد الجيش حسني الزعيم. وكانوا نواة الضباط التي انتقدت اداء الطبقة السياسية العام 1948. وانتقد نواب أداء العسكريين في هذه الحرب، فرد هؤلاء في آذار (مارس) 1949 بانقلاب بقيادة الزعيم الذي عين السراج مرافقاً له. لكن شكوكاً كثيرة احاطت بغياب السراج عن عمله ليلة انقلاب سامي الحناوي في 14 آب (أغسطس) 1949.
لكن هذه العلاقة القصيرة بين الثنائي الزعيم - السراج لأشهر قليلة، تركت بصمتها على تاريخ سورية وربما المنطقة. وإذا كان الأول دشن عهد الانقلابات العسكرية واقتحام الجيش للعمل السياسي، فإن الثاني دشن عهد الدسائس والمؤامرات وانغماس الأمن في السياسة، كما ظهر لاحقاً لدى ارتقاء «السلطان الأحمر» في أروقة القصور والزنازين.
وصادف وجود السراج نائباً للملحق العسكري في السفارة السورية في القاهرة، عندما قام «الضباط الأحرار» بانقلابهم في 23 تموز (يوليو) 1952. وقال مبيض ان قائد الأركان شوكت شقير عيّن العسكري الطموح للتحقيق باغتيال العقيد عدنان المالكي في نيسان (ابريل) 1955 بعد شهرين على تعيينه رئيساً لـ «المكتب الثاني»، جهاز الاستخبارات العسكرية. ولم يسلم من الاعتقال في حقبته شعراء مثل ادونيس والراحل محمد الماغوط وجوليت المير ارملة انطون سعادة زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي. ولعل اشهر قصة عرف بها «السلطان الأحمر» اغتيال مؤسس الحزب الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو عشية قيام الوحدة السورية - المصرية، وتزويبه بالأسيد.
وبعد افشاله في 1956 محاولة انقلاب عرفت بـ «المؤامرة العراقية» لإطاحة المجموعة الناصرية في سورية، لفت نظر الرئيس المصري جمال عبدالناصر وحظي برعايته. وعين وزيراً للداخلية في «الجمهورية المتحدة» في بداية 1958، فأصبح الرجل القوي في «الإقليم الشمالي»، اي سورية. وسُجل في هذه المرحلة غياب السياسة والصحافة والاقتصاد و»الهواء» في عهده وخيّم الرعب والخوف. وسرعان ما ظهر الصراع بينه وبين عبد الحكيم عامر، فـ «رُقي» إلى منصب نائب الرئيس بصلاحيات رمزية، بسبب حذر عبد الناصر من مؤامراته. وفي 26 أيلول (سبتمبر) 1961 ابلغه ان البلاد لا تحتمل «ملكين»، وعزله عن منصبه.
ويوم الانفصال، اعتقل السراج وأودع في سجن المزة الدمشقي وأغلق مكتبه ولوحق قضائياً. وبعد فترة ابلغ عبد الناصر مساعديه بضرورة تهريب رجله من السجن، حيث رتبت عملية استخباراتية بالتعاون مع لبنانيين، بينهم كمال جنبلاط. فخرج السراج سراً إلى لبنان ومنه إلى مصر في أيار (مايو) 1962. ومنذ وصوله إلى القاهرة حيث يُشيع غداً، حظي بمعاملة خاصة، عاصر خلالها رؤساء مصر والتغييرات فيها وفي بلاده والعالم، لكن شيئاً لم يتغير عنده: صمت من فولاذ. ولم يفتح صندوق أسراره وشراسته أمام احد.
 
هنري كيسنجر: الاتفاق حول «الكيماوي» أساس للمرحلة الانتقالية
الحياة...واشنطن - جويس كرم
توقع وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر التزام نظام الرئيس بشار الأسد بنحو ٩٠ في المئة من الاتفاق الأميركي-الروسي حول الترسانة الكيماوية لتفادي عواقب عدم الالتزام الكامل. وقال أن نتائج الاتفاق ستكون «أساساً للمرحلة الانتقالية»، وأن إخراج السلاح الكيماوي من سورية والتعاون مع الولايات المتحدة يصبان في مصلحة موسكو.
وقال كيسنجر، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، في مقابلة مع "سي.بي.أس."، أن الاتفاق الروسي - الأميركي: «قد تأتي بنتائج جيدة تصبح أساساً لمرحلة انتقالية في سورية نحو سلام نسبي في نهاية المطاف، وهذا في مصلحة المجتمع الدولي». وتوقع التزام الحكومة السورية بنحو ٩٠ في المئة من الاتفاق والنظام السوري «قد يتشدد قليلاً إنما سيكون هناك الكثير من المجازفة على المستوى الدولي إذا امتنع عن تنفيذ» الاتفاق.
وعن العلاقة الأميركية-الروسية، قال كيسنجر إن «الروس يسعون وراء مصالحهم والرئيس فلاديمير بوتين أدرك أن إخراج السلاح الكيماوي من سورية هو في مصلحة روسيا». ورأى أن «التهديد الأمني الأكبر بنظر بوتين هو التطرف الإسلامي ولا يريد من الولايات المتحدة أن تبدو مهمشة في الشرق الأوسط لأن هذا سيحتم عليه التعامل مع المتطرفين الإسلاميين». وقال كيسنجر (٩٠ سنة) إن هناك “ضرورة روسية وأميركية للتعاون وخصوصاً إذا نظرنا في الوضع على المدى الطويل في روسيا وحدودها وهذا يدفع بالثقة إنما ليس بتغيير مفاجئ لوجهات النظر».
وأعطى كيسنجر تقويمه للسياسة الأميركية في سورية، مشيراً إلى أنه كان من بين القلة الذي اعترض بداية على نهج إدارة الرئيس باراك أوباما وأن التركيز على تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد من السلطة لم يكن السبيل الأفضل للتعاطي مع الأزمة لأن المشكلة في سورية هي مذهبية وليست فقط حول ديكتاتور واحد في السلطة». واعتبر أن «إطاحة شخص واحد من السلطة لن تحل المشكلة بل (الحل يكمن في) تعايش مجموعتين في شيء من السلام. لذلك فان انتصاراً كاملاً لأي طرف على الآخر سيؤدي على الأرجح إلى مجزرة».
وفي الملف الإيراني، اعتبر أن أي لقاء وشيك بين أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني «ليس مناسباً من حيث التوقيت الآن» لأن «إيران تبني وبطاقة كبيرة برنامجاً نووياً. ومن الأفضل لو أن اللقاء الرئاسي تم بعد نهاية إنجاز ديبلوماسي ولو أن الأمر مغر».
ولم يشكك كيسنجر بالقوة الأميركية، واعتبر أن واشنطن «يمكنها أن تفعل الكثير إذا سوت أمورها الاقتصادية. وإذا كنت لاعب شطرنج ولديك حجران الأول هو باقي العالم والثاني هو أميركا، فستلعب الحجر الأميركي».
 
المعلم يرأس وفد دمشق إلى نيويورك والمعارضة تعد للقاء أوباما وغل والأسد: الجيش يسيطر على الكيماوي بشكل كامل

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم ... يكثف وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المؤلف من رئيسه أحمد الجربا وعضوي المكتب التنفيذي ميشال كيلو وبرهان غليون، منذ وصوله الأحد، لقاءاته في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة هذا الأسبوع، فيما أعلنت دمشق أن وزير خارجيتها وليد المعلم سيترأس وفد بلاده إلى الولايات المتحدة حيث من المقرر أن يلقي كلمة نهاية الشهر الحالي.
وفي حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ عامين ونصف ستتصدر جدول أعمال الجمعية العامة، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن «أي مشروع قرار دولي بشأن الأسلحة الكيماوية السورية لا يثير لديه قلقا». وأشار، في تصريحات نقلها عنه التلفزيون الصيني أمس، إلى أن بلاده «تنتج هذا النوع من السلاح منذ عقود نظرا لكونها في حالة حرب ولديها أراض محتلة»، لافتا إلى أن «الأسلحة الكيماوية في سوريا موجودة في مناطق ومواقع آمنة والجيش يسيطر عليها بشكل كامل».
واعتبر الأسد أن «الدول الثلاث التي قدمت المشروع (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تحاول فقط جعل نفسها منتصرة في حرب ضد سوريا عدوهم الوهمي»، موضحا أن الصين وروسيا «تلعبان دورا إيجابيا في مجلس الأمن الدولي لضمان عدم بقاء أي حجة للقيام بعمل عسكري ضد سوريا».
وحذر الأسد في المقابلة من أن «المسلحين قد يعرقلون وصول مفتشي الأسلحة الكيماوية إلى المواقع التي تخزن وتصنع فيها الأسلحة»، وقالت: «نعرف أن هؤلاء الإرهابيين يطيعون أوامر دول أخرى وهذه الدول تدفع هؤلاء الإرهابيين لارتكاب أعمال يمكن أن تجعل الحكومة السورية مسؤولة عن عرقلة هذا الاتفاق». وأكد أن الأسلحة الكيماوية مخزنة «في ظل ظروف خاصة لمنع أي إرهابي من قوى مدمرة أخرى من العبث بها، وهي قوى مدمرة يمكن أن تأتي من دول أخرى. ومن ثم فليس هناك ما يدعو للقلق».
وفي نيويورك، لا يزال العمل مستمرا على جدول أعمال ممثلي المعارضة السورية والمحادثات الثنائية التي من المتوقع أن يجروها خلال فترة وجودهم حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وفق ما أشار لؤي صافي، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدا «إعداد لقاءات على أعلى المستويات وهناك احتمال لاجتماع الوفد مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والتركي عبد الله غل».
ولفت صافي، الذي يرافق وفد الائتلاف إلى نيويورك، إلى أن ممثلي الائتلاف اجتمعوا بوزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل ومندوب منظمة الصليب الأحمر في الأمم المتحدة، ومن المفترض أن يجتمعوا في الأيام المقبلة مع ممثلي «أصدقاء سوريا» والمبعوث الدولي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، ووزراء خارجية الدولة العربية والغربية المعنية بالقضية السورية.
واعتبر صافي وجود وفد المعارضة في الأمم المتحدة «خطوة جيدة»، واصفا الوضع الحالي بـ«خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء»، في ظل وجود دول لا تزال متمسكة بدعمها النظام السوري، مشيرا إلى أن «الأجواء ونتائج الاجتماعات إيجابية، وأهم المواضيع التي يتم التباحث بشأنها، هي محاسبة النظام السوري على ارتكابه الجرائم واستخدامه الأسلحة الكيماوية ودعم المعارضة والثورة السورية وحماية المدنيين».
وكانت صحيفة «الوطن» السورية نقلت عن مصادر قولها أمس «إن وفد سوريا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة سيغادر دمشق قريبا برئاسة وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وعضوية كل من نائب الوزير فيصل المقداد ومعاون الوزير حسام آلا»، مشيرة إلى أن المعلم «سيلتقي عددا من رؤساء الوفود المشاركة على هامش اجتماعات الجمعية العامة».
 
 مصادر غربية: روسيا ابتدعت عقدة إضافية لتكبيل مجلس الأمن بشأن سوريا
موسكو تريد ربط استدعاءه بتوصية تصدر عن منظمة حظر الكيماوي بالإجماع
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم
أفادت مصادر دبلوماسية غربية في باريس بأن العقبات التي يواجهها استصدار قرار دولي حول سوريا في مجلس الأمن الدولي لا تنحصر فقط في معرفة ما إذا كان سيوضع تحت الفصل السابع، الذي يتضمن استخدام القوة، بل تتناول أيضا المناقشات الجارية حاليا في إطار المنظمة الدولية لتحريم السلاح الكيماوي، وأن التعطيل مصدره الشروط الروسية. وقالت هذه المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» إن الممثل الروسي يشترط أولا العودة إلى المنظمة المعنية بالسلاح الكيماوي، قبل التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في حال تبين للمفتشين الدوليين الذين ستناط بهم مهمة التحقق من التزام سوريا بشروط نزع سلاحها الكيماوي أن دمشق أخلت بتعهداتها. وبالمقابل، فإن الغربيين يطالبون بأن ترفع المسألة فورا إلى مجلس الأمن لينظر بها.

وتعتبر هذه المصادر أن ما تسعى إليه روسيا حقيقة هو وضع «عائق إضافي» يكبل عمل الأسرة الدولية، بذريعة الحاجة للتأكد من الانتهاكات السورية على مستوى المنظمة المختصة، قبل العودة مجددا إلى مجلس الأمن. والحال أن القرارات داخل المنظمة تؤخذ بالإجماع، مما يمكّن موسكو من إجهاض أي قرار يدين سوريا أو تعتبره مسيئا أو مجحفا بحقها.

وحتى الآن، لم يحسم موضوع هوية المفتشين الدوليين والصلاحيات التي ستعطى لهم. وثمة خياران مطروحان؛ تشكيل المفتشين من خبراء تابعين للمنظمة وحدها أو التوصل إلى صيغة مختلطة، بحيث يضم فريق التفتيش خبراء من المنظمة وآخرين تابعين مباشرة لمجلس الأمن الدولي.

وتشكل هذه القضية عقدة حقيقية، إذ طالما لم تصدر المنظمة قرارها، فإن مجلس الأمن لن يستطيع التصويت على قرار ما زال قيد التجاذب بين الغربيين من جهة والروس والصينيين من جهة أخرى، لجهة مضمونة، ولجهة وضعه تحت الفصل السابع، مما يفتح الباب أمام فرض عقوبات، أو حتى استخدام القوة ضد النظام السوري.

وأشارت أوساط غربية أخرى إلى أن العواصم الغربية الثلاث الساعية إلى استصدار نص قوي من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وصلت إلى قناعة مفادها أن هذا الهدف «صعب التحقيق»، بالنظر للمعارضة الشديدة الروسية.

ولذا، فإن العمل الدبلوماسي حاليا في مجلس الأمن ينصبّ على بلورة «أقوى نص ممكن»، وفق تعبير مصادر الرئاسة الفرنسية، يحتوي على ما تحتويه فقرات الفصل السابع، من غير الإشارة إليه مباشرة. وتصف هذه الأوساط القرار المنتظر أنه سيكون تحت الفصل «السادس ونصف»، من غير أن يرتقي إلى ما يفتحه الفصل السابع من إمكانيات اللجوء إلى القوة، إذا ما اعتبرت الدول الأعضاء أن النظام السوري لا يحترم التزاماته.

ويتضح حتى الآن من المداولات الجارية في كواليس مجلس الأمن، التي ستشتد بمناسبة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على مستوى القمة، أن التوجه اليوم يسير نحو التصويت على قرار يشترط العودة مجددا إلى مجلس الأمن، من أجل قرار جديد يمكن أن يجيز اللجوء إلى القوة، وهو ما أشار إليه نائب وزير الخارجية الروسي، قبل يومين، عندما لمح إليه تلميحا، وحصره في حالة «تبين أن الأسد يتلاعب أو يعتمد الغش»، وفق تعبيره.

وترجع المصادر الغربية كل الجدل حول الفصل السابع إلى مضمون نص الاتفاق على الترسانة الكيماوية السورية، الذي توصل إليه الوزيران الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف، في 14 من الشهر الحالي؛ إذ اعتمدا مبدأ «الغموض البنّاء»، الذي يتيح لكل طرف أن يدافع عن وجهة نظره، ويؤكد أنها كانت الغالبة.

وفي أي حال، فإن الغربيين لا يريدون (وإن قبلوا) أن ينحصر القرار بموضوع الكيماوي السوري، فإنهم ما زالوا يراهنون على أن التوافق الدولي حوله من شأنه تسهيل التعاون من أجل الدفع نحو انعقاد مؤتمر السلام «جنيف 2».

ويرى هؤلاء أن التقارب الذي تحقق بين موسكو من جهة وواشنطن وباريس ولندن من جهة أخرى سيساعد على تقريب وجهات النظر، التي ما زالت متباعدة بشأن «جنيف 2».

ومن المنتظر أن يجمع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، وبحضور المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، لتقييم الوضع وقياس مدى إمكانية تحديد تاريخ لمؤتمر «جنيف 2».

وتؤكد الأوساط الغربية أن العقدة المفصلية تكمن في أن النظام السوري لم يقبل بعد ما يشكل قلب العملية السلمية، وهو إنشاء سلطة سورية انتقالية تعود إليها جميع الصلاحيات التنفيذية، بما فيها الإشراف على القوات المسلحة والجيش. واستبق وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصوله إلى نيويورك، بتأكيد أن الوفد السوري إلى «جنيف 2».. «لن يتوجه إلى هناك لتسليم السلطة».

وفي غضون ذلك، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن أي تدخل عسكري في سوريا سيكون بمثابة «عدوان» ينتهك القانون الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة.

وقال بوتين، على هامش قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في سوتشي، على ضفاف البحر الأسود، إن «أي تدخل عسكري سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وعدوانا بموجب ميثاق الأمم المتحدة».

 
 
منع دخول 30 فلسطينياً والحكم على خمسة أشخاص بتهمة الالتحاق بـ "النصرة"
النسور: الأزمة السورية جاءت في أصعب ظروف يمر بها الأردن
(أ ش أ، يو بي أي، أ ف ب)
رأى رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور أن الأزمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين جاءت في ظل أصعب ظروف اقتصادية تمر بها المملكة، حيث زادت من حجم الأعباء المفروضة على المملكة جراء استقبالها لموجات عديدة من الهجرات فضلا عن الأزمة المالية العالمية.
جاء ذلك خلال استقبال النسور بمقر رئاسة الوزراء امس لوفد الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يزور عمان حاليا، بحضور وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني، ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور خالد الكلالده.
وقال رئيس الوزراء الأردني إن المنظمات الدولية المعنية والعديد من الدول الشقيقة والصديقة قدمت مساعدات لتحمل تكاليف وأعباء استضافة اللاجئين السوريين إلا أنها غير كافية مما يفرض على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لتمكين الأردن من استمرارية تقديم الخدمات الأساسية لهم، لا سيما في القطاعات الصحية والتعليمية والمياه وفرص العمل.
أعرب رئيس وفد الجمعية البرلمانية لحلف الناتو عن تقدير الوفد الذي يضم ممثلين عن عدة برلمانات أوروبية لموقف الأردن في مساعدة اللاجئين وكل من يحتاج إلى المساعدة.
جدير بالذكر أن الأردن يستضيف على أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف آذار 2011 ما يزيد على 550 ألف لاجئ سوري، ومن المتوقع أن يرتفع عددهم بنهاية العام الجاري إلى مليون لاجئ.
في غضون ذلك، منعت السلطات الأردنية نحو 30 أردنياً من أصول فلسطينية ممن كانوا يقيمون في سوريا، من دخول أراضيها.
وقال مصدر برلماني أردني لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال"، أمس، إن السلطات الأردنية منعت ما بين 20 الى 30 أردنياً من أصول فلسطينية كانوا يقيمون في سوريا وعلقوا على الحدود بين البلدين خلال الأيام الأخيرة، من الدخول إلى أراضي المملكة.
وأوضح أن هؤلاء الأشخاص عندما وصلوا إلى نقطة الحدود الأردنية اكتشفوا أن أرقامهم الوطنية قد سحبت منهم خلال وجودهم في سوريا، موضحاً أن هذه العائلات عادت قبل يومين إلى سوريا.
ويشار إلى أن الحكومة الأردنية سحبت الأرقام الوطنية من المواطنين من أصول فلسطينية ممن يقيمون في سوريا ومن كان يعمل منهم مع التنظيمات الفلسطينية.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعلنت يوم الخميس الماضي، أن 8833 لاجئاً فلسطينياً فرّوا من سوريا يتواجدون على الأراضي الأردنية، غير أن مؤسسات إغاثة دولية شككت بصحة مؤشرات "الأونروا"، وقال أحد مسؤوليها إن هناك أكثر من ذلك على الأراضي الأردنية.
وترفض وزارة الداخلية الأردنية الكشف عن الأرقام الحقيقية لأعداد اللاجئين الفلسطينيين الفارّين من سوريا والمسجّلين لديها.
في عمّان أيضاً، اصدرت محكمة أمن الدولة في الاردن امس حكما بالسجن خمسة اعوام بحق خمسة جهاديين اردنيين حاولوا التسلل الى سوريا العام الماضي للانضمام الى "جبهة النصرة".
وقال مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس" ان "المحكمة اصدرت حكما بالسجن خمسة اعوام بحق خمسة اردنيين من التيار السلفي الجهادي كانوا اوقفوا في شباط 2012 لدى محاولتهم التسلل الى سوريا للالتحاق بمقاتلي جبهة النصرة". واضاف ان "المحكمة دانت هؤلاء بتهمتي حيازة سلاح كلاشنكوف من دون ترخيص قانوني بقصد استعماله على وجه غير مشروع، والقيام باعمال لم تجزها الحكومة من شأنها تعكير صفو العلاقات وتعريض المملكة لخطر القيام باعمال عدائية وانتقامية".
واشار المصدر الى ان "المدانين ضبطوا اثناء محاولتهم التسلل الى سوريا العام الماضي عبر الحدود الشمالية للمملكة وبحوزتهم بنادق كلاشينكوف لينضموا الى جبهة النصرة للقتال ضد نظام بشار الأسد".
وكانت المحكمة ذاتها اصدرت الاربعاء الماضي حكما بالسجن عامين ونصف العام بحق ستة جهاديين اردنيين حاولوا التسلل الى سوريا نهاية العام الماضي للالتحاق بـ"جبهة النصرة".
كما اصدرت الاثنين الماضي حكما بالسجن لعامين ونصف العام بحق اردني قاتل في صفوف مسلحي جبهة النصرة بسوريا والقي القبض عليه لدى عودته الى المملكة.
وبحسب قياديي التيار السلفي في الاردن فان المئات من انصار التيار يقاتلون ضمن صفوف جبهة النصرة في سوريا.
وشدد الاردن، الذي يقول انه يستضيف نحو 580 الف لاجئ سوري منذ اندلاع الازمة في آذار 2011، اجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الاراضي السورية للقتال هناك.
ورفضت المملكة غير مرة اتهام دمشق لها بالسماح للجهاديين بعبور حدودها للقتال الى جانب المعارضة المسلحة في سوريا.
وكان مجلس الامن الدولي اضاف في 31 ايار الماضي "جبهة النصرة" الى لائحة المنظمات التي يعتبرها "ارهابية" والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم القاعدة.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

العادلي: «الإخوان» لن تقوم لهم قومة حتى يوم القيامة.....«الجماعة الاسلامية» المصرية تتهم لجنة تعديل الدستور بالسعي إلى «إباحة» المثلية وزواج المحارم....«هيئة المفوضين» تنظر «استرداد إيلات» 3 أكتوبر....مصر: لجنة تعديل الدستور تُمدد مهلتها وتظاهرات لـ«الإخوان» في الجامعات....انسحابات لإسلاميين من مؤتمر بإسطنبول بسبب هيمنة «إخوان مصر» على جدول أعماله

التالي

القوى الامنية تسلمت حواجز "حزب الله" وأمل" عند مداخل الضاحية ... لبنان ينتظر «إعلان نيويورك» تدويلاً لحياديّته وسليمان يلتقي أوباما اليوم.. والإبراهيمي يؤكد "التوافق الدولي على تجنيب لبنان عواقب الحرب السورية"....جنبلاط: لا بديل من مرجعية الدولة ...

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,306,156

عدد الزوار: 7,023,091

المتواجدون الآن: 55