القلق ينتاب أوروبا لتزايد تجنيد الشبان للقتال في سورية...أكراد سورية يرسمون ملامح استقلالهم وسط الصراع المحتدم

مفاوضات "الألف ميل" تنطلق في جنيف اليوم والجربا: لافروف أبلغنا عدم التمسك بالأسد...كيري: العالم سيحمي العلويين والأقليات بعد سقوط الأسد

تاريخ الإضافة السبت 25 كانون الثاني 2014 - 7:06 ص    عدد الزيارات 1870    القسم عربية

        


 

كيري: العالم سيحمي العلويين والأقليات بعد سقوط الأسد
الرأي..جنيف - وكالات - أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان العالم سيحمي العلويين والاقليات في سورية بعد سقوط الرئيس بشار الاسد الذي اعتبر انه يشكل العقبة امام السلام في هذا البلد.
وقال كيري في مقابلة مع قناة «العربية» غداة مشاركته في مؤتمر «جنيف - 2» حول سورية ان الاسد ارتكب جرائم حرب في سورية وانه هو الذي جلب الارهاب الى البلاد من خلال القتل الطائفي.
ونفى وجود اي تنسيق مع قوات النظام السوري لمحاربة الارهاب، مشيرا الى ان دولا كثيرا مستعدة لارسال قوات حفظ سلام الى سورية اذا ظهر هذا الخيار.
وفي الموضوع الايراني، اعتبر كيري ان الاتفاق النووي مع ايران لن يجعل الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها في المنطقة.
وقال انه اذا اخلت ايران بالتزاماتها في الاتفاق يعود الخيار العسكري ضدها فورا الا انه اعتبر ان الشرق الاوسط اكثر امنا بعد الاتفاق النووي مع طهران.
وأضاف ان «ايران دولة تمول الارهاب في المنطقة».
من جهة ثانية، اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ان مؤتمر «جنيف - 2» «صب في صالح المعارضة» و«اظهر بلطجية» نظام الاسد.
وقال عضو الوفد المعارض هادي البحرة في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «المؤتمر كان بالتأكيد لصالحنا. وصلتنا اصداء ان التأييد في الداخل السوري كان ممتازا. للمرة الاولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف».
واضاف: «النظام عاد الى الاسطوانة القديمة نفسها. الديبلوماسية اثبتت انها ليست ديبلوماسية، بل استخدمت اسلوب مبدأ البلطجية».
واشار الى ان «معظم الدول المشاركة في المؤتمر قالت بوضوح ان الهدف هو الوصول الى عملية انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية».
من جهتها قالت عضو وفد النظام مستشارة الأسد الاعلامية بثينة شعبان ان المعارضة تمثل مجموعة من «المجرمين» مطالبة واشنطن بمساعدة بلادها لمواجهة ما وصفته بـ «الإرهاب».
واضافت شعبان لشبكة «سي أن أن» الأميركية ان المعارضة السورية «الذين شاهدناهم في المؤتمر لا يمثلون سورية وشعبها بل يمثلون مجموعة من الخاطفين والمجرمين».
وأضافت أنه في حال تقدّم هؤلاء للانتخابات «أظن أنهم سيحصلون على أصوات عدد قليل جدا من الناخبين»، وقالت: «هؤلاء ليسوا قادة المعارضة، هناك معارضة وطنية حقيقية داخل وخارج سورية ترفض استمرار الدمار وتهتم بسورية وبوطنها وشعبها، ولكن للأسف لم توجه الدعوة إليها للمشاركة في المؤتمر».
وأشارت إلى أن ما تواجهه سورية «هو عقلية خطيرة ومدمرة تستهدف حداثة التفكير والعالم المتحضر والعيش المشترك ومساعدة الشعب السوري على مواجهة الفكر الوهابي المتطرف هو أقل ما يمكن لأميركا فعله».
وردا على سؤال حول دعوة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للرئيس السوري بشار الأسد لمغادرة السلطة، تساءلت شعبان: «هل يمكننا أن نقول لرئيسكم أن عليه الرحيل عن السلطة وعدم إنقاذ البلاد؟ هل يحق لكيري قول ذلك أم أن هذا الأمر متروك للشعب السوري الذي يختار رئيسه؟ أليست هذه هي الديموقراطية؟ بالنسبة لي هذا موقف استعماري».
وأكدت شعبان أن دمشق «لم تلجأ إلى استخدام السلاح الكيماوي» وأضافت أن هذه الأسلحة استخدمها «الإرهابيون ونحن نعرف الدول التي تساعدهم، وهذه جريمة فظيعة تحصل ضد الشعب السوري عبر التدخل الخارجي المتمثل في السعودية وتركيا، وبمساعدة أميركية للأسف».
 
«الائتلاف»: افتتاح «جنيف - 2» صبّ لمصلحتنا وفضح بلطجية الأسد
الرأي...جنيف - وكالات - غداة اليوم الافتتاحي لمؤتمر «جنيف - 2»، وعشية بدء المفاوضات الفعلية اليوم، انصرف كلا الطرفين لتقييم النتائج فاعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ان الاجتماع «صب في صالح المعارضة» و«اظهر بلطجية» نظام الرئيس بشار الاسد، بينما قالت عضو وفد النظام مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الاعلامية بثينة شعبان ان المعارضة تمثل مجموعة من «المجرمين» مطالبة واشنطن بمساعدة بلادها لمواجهة ما وصفته بـ «الإرهاب».
وقال عضو الوفد المعارض هادي البحرة في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «المؤتمر كان بالتأكيد لصالحنا. وصلتنا اصداء ان التأييد في الداخل السوري كان ممتازا. للمرة الاولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف».
واضاف: «النظام عاد الى الاسطوانة القديمة نفسها. الديبلوماسية اثبتت انها ليست ديبلوماسية، بل استخدمت اسلوب مبدأ البلطجية».
واشار الى ان «معظم الدول المشاركة في المؤتمر قالت بوضوح ان الهدف هو الوصول الى عملية انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية».
وفي بيان اصدره صباح امس، قال الائتلاف ان «استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة، ورفض الرضوخ لمطالب الشعب السوري في الرحيل وتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات، كل تلك الجرائم والمواقف تؤكد إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي».
كما اتهم الائتلاف النظام بـ «المناورة»، مطالبا المجتمع الدولي «بتحمل مسؤولياته التي لا يمكن الوفاء بها ما لم تعمد الدول الفاعلة إلى إجبار النظام على الرضوخ».
وندد البيان باستمرار القوات النظامية بـ «قصف المدن والبلدات والقرى دون اكتراث بالمؤتمر المنعقد في سويسرا».
من جهتها أعلنت شعبان لشبكة «سي أن أن» الأميركية ان المعارضة السورية «الذين شاهدناهم في المؤتمر لا يمثلون سورية وشعبها بل يمثلون مجموعة من الخاطفين والمجرمين».
وأضافت أنه في حال تقدّم هؤلاء للانتخابات «أظن أنهم سيحصلون على أصوات عدد قليل جدا من الناخبين»، وقالت: «هؤلاء ليسوا قادة المعارضة، هناك معارضة وطنية حقيقية داخل وخارج سورية ترفض استمرار الدمار وتهتم بسورية وبوطنها وشعبها، ولكن للأسف لم توجه الدعوة إليها للمشاركة في المؤتمر».
وانتقدت شعبان تشتت المعارضة السورية قائلة إن «الأمم المتحدة قالت إن هناك أكثر من 240 مجموعة مختلفة تقاتل في سورية، والسؤال هو: من هم أولئك الذين يقاتلون في بلدنا؟ هؤلاء ليسوا قادة المعارضة، ومن يقولون لكم هذا الكلام في أميركا يحاولون في الواقع تضليلكم، ولكن ما من شيء يسعنا فعله».
وعما تتمناه من المؤتمر، قالت شعبان «نتمنى أن يسير الجميع بما فيه مصلحة سورية وشعبها ونتمنى أن تتوقف الدول التي تدعم الإرهاب عن ذلك، الوهابية ليست خطرا على سورية فحسب بل على العالم بأسره، نحن لا نريد أن يظهر شخص مثل أسامة بن لادن من جديد».
وأشارت إلى أن ما تواجهه سورية «هو عقلية خطيرة ومدمرة تستهدف حداثة التفكير والعالم المتحضر والعيش المشترك ومساعدة الشعب السوري على مواجهة الفكر الوهابي المتطرف هو أقل ما يمكن لأميركا فعله».
وردا على سؤال حول دعوة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للرئيس السوري بشار الأسد لمغادرة السلطة، تساءلت شعبان: «هل يمكننا أن نقول لرئيسكم أن عليه الرحيل عن السلطة وعدم إنقاذ البلاد؟ هل يحق لكيري قول ذلك أم أن هذا الأمر متروك للشعب السوري الذي يختار رئيسه؟ أليست هذه هي الديموقراطية؟ بالنسبة لي هذا موقف استعماري».
وذكّرت بمسألة استخدام السلاح الكيماوي وقالت إن هناك دراسة تشير إلى عدم صحة الاتهامات ضد الحكومة السورية.
وأكدت شعبان أن دمشق «لم تلجأ إلى استخدام السلاح الكيماوي» وأضافت أن هذه الأسلحة استخدمها «الإرهابيون ونحن نعرف الدول التي تساعدهم، وهذه جريمة فظيعة تحصل ضد الشعب السوري عبر التدخل الخارجي المتمثل في السعودية وتركيا، وبمساعدة أميركية للأسف».
 
الظواهري يدعو إلى وقف القتال بين «أخوة الجهاد والإسلام» في سورية
الرأي...دبي - وكالات - دعا زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري في رسالة صوتية نشرت على الانترنت الى وقف القتال بين «اخوة الجهاد والاسلام» في سورية، وذلك بعد احتدام القتال بين الفصائل المعارضة وضمنها «جبهة النصرة» من جهة وبين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى.
ووجه الظواهري في رسالته التي تزامنت مع انطلاق مؤتمر «جنيف - 2» بشأن السلام في سورية، نداء الى «كل المجموعات الجهادية... وكل حر في الشام يسعى لاسقاط حكم (الرئيس بشار) الاسد»، وقال : «اخواني الكرام مجاهدو الاسلام في كل المجموعات الجهادية في شام الرباط والجهاد لقد أدمت قلوبنا وقلوب الامة التي تعلقت قلوبها بكم فتنة القتال التي استشرت بين صفوف مجاهدي الاسلام».
واضاف في التسجيل ومدته خمس دقائق: «ندعوهم جميعا لان يسعوا الى ايقاف القتال بين اخوة الجهاد والاسلام فورا».
وطالب الظواهري هذه الفصائل بـ «ايقاف هذه الفتنة» معتبرا ان «اخوة الاسلام التي بيننا هي اقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة»، مشددا على ان «وحدة صفكم فوق الانتماء التنظيمي والعصبية الحزبية».
كما قال زعيم تنظيم «القاعدة» انه يمكن ان «يضحى بهذه الروابط... اذا تعارضت من تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد... لمواجهة عدوكم العلماني الطائفي الذي تدعمه القوى الرافضية الصفوية وروسيا والصين وتتواطأ معه القوى الصليبية».
وخلص الى القول: «نعتبر التنظيمات الجهادية... هم اخواننا الذين لا نقبل ان يوصفوا بالردة والكفر».
1400 قتيل في المعارك بين «داعش» والمعارضة
الرأي..دمشق - وكالات - افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان نحو 1400 شخص قتلوا خلال 20 يوما من المعارك العنيفة التي تدور بين عناصر من تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية.
وقال المرصد في بريد الكتروني: «ارتفع إلى 1395 عدد الذين قضوا منذ فجر الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف يوم (اول من) أمس، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة، ومقاتلي كتائب وألوية إسلامية مقاتلة وكتائب وألوية مقاتلة من جهة أخرى، في محافظات حلب والرقة وادلب ودير الزور وحماه وحمص».
واوضح ان «760 مقاتلا من كتائب إسلامية والكتائب المقاتلة لقوا مصرعهم» خلال الاشتباكات واستهدافات بسيارات مفخخة، بينهم 113 مقاتلا اعدمتهم الدولة الاسلامية» في مناطق مختلفة.
وقضى 426 مقاتلا من «داعش»، من بينهم 56 عنصرا على الأقل «جرى إعدامهم بعد اسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين» في ريف ادلب.
كما أدت هذه المعارك الى مقتل 190 مدنيا جراء اصابتهم بطلقات نارية او في تفجيرات بسيارات مفخخة، وبينهم «21 مواطنا اعدموا على يد مقاتلي الدولة الإسلامية» في أحد مقراتها في حلب، والذي سيطر عليه المقاتلون.
 
شرطة لندن تتهم امرأتين بالتورط في نشاطات «إرهابية» في سورية
الرأي...لندن - يو بي آي - اتهمت شرطة لندن، امس، امرأتين، كانت اعتقلتهما الأسبوع الماضي، بالتورط في نشاطات «إرهابية» على علاقة بالنزاع في سورية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن شرطة لندن، اتهمت كلاً من، أمل الوهابي (27 عاماً)، ونوال مسعد (26 عاماً)، بجمع أموال لصالح النشاط «الإرهابي» في سورية، واعتقلت الأولى في مطار هيثرو بينما كانت تحاول ركوب طائرة إلى مدينة اسطنبول التركية، والثانية في شمال غرب لندن الخميس الماضي.
واضافت أن شرطة لندن أعلنت في بيان، أن المرأتين «شاركتا في نشاطات نجم عنها توفير أموال كانتا على علم بأنها يمكن أن تُستخدم لأغراض الإرهاب، وستواصل قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة تتبع الأفراد والشبكات في المملكة المتحدة الساعية لدعم الإرهابيين المشاركين في الصراع السوري». وكانت شرطة العاصمة اعتقلت المرأتين الأسبوع الماضي واحتجزتهما للإشتباه بتورطهما في ارتكاب أعمال إرهابية والإعداد والتحريض لها وعثرت على كمية كبيرة من المال بحوزتهما، كما اعتقلت في الأسبوع نفسه شابين للاشتباه بارتكابهما جرائم «ارهابية» إثر وصولهما إلى مطار هيثرو القريب من لندن على متن رحلة من مدينة اسطنبول التركية، وتعتقد بأنهما سافرا إلى سورية في مايو الماضي.
 
مفاوضات "الألف ميل" تنطلق في جنيف اليوم والجربا: لافروف أبلغنا عدم التمسك بالأسد
المستقبل...جنيف ـ جورج بكاسيني
اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا أمس ان "العالم اصبح متيقناً" ان بشار الاسد بات "صورة من الماضي"، كاشفاً أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغه أن "موسكو ليست متمسكة بالاسد".
كلام الجربا جاء عشية المفاوضات غير المباشرة بين وفدي النظام والائتلاف السوريين التي تنطلق اليوم برعاية المبعوث الاممي والعربي الاخضر الإبراهيمي في مقر الامم المتحدة في جنيف، وسط تقديرات غير متفائلة بنتائج هذه الخطوة الاولى في مسيرة "الألف ميل"، كما وصفها أحد الديبلوماسيين المتابعين لهذه المفاوضات هنا في جنيف، والتي سيتابعها من وراء الكوليس سفراء من الدول ال يتقدمهم ديبلوماسي أميركي وآخر روسي لمساعدة الابراهيمي في الضغط على هذا الوفد أو ذاك عندما تقتضي الحاجة.
الجربا، وخلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، قال: "اعتقد ان العالم قطع الشك باليقين ان الاسد لا يجب ان يبقى ولن يبقى. العالم اصبح متيقناً ان الاسد صورة من الماضي". وأضاف: "النظام السوري ميت وإكرام الميت دفنه".
اضاف: "التقينا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاسبوع الماضي في باريس، وقد أكد لنا أن روسيا ليست متشبثة بالاسد"، مضيفاً أن لافروف "قال ان هذا امر يقرره السوريون، وان الحل يجب ان يأتي من خلال التفاوض "بين السوريين انفسهم عبر عملية سياسية."
وكشف ان الائتلاف تلقى "ضمانات اكيدة من عدد من الدول الصديقة بان لا دور للاسد ولعائلته في مستقبل سوريا".
وجدّد التأكيد على مطلب المعارضة بـ"تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لا يكون للأسد دور فيها"، وقال: "لدينا ضمانات دولية بأنه لن يكون هناك دور للأسد في مستقبل سوريا ولهذا حضرنا إلى جنيف".
ورداً على سؤال حول مضمون المفاوضات التي ستبدأ اليوم الجمعة في مقر الامم المتحدة في جنيف، قال "لن ندخل في التفاصيل"، معتبراً ان الطرفين يفترض "ان يقرا مبدأ قبول بنود جنيف-1 لتنفيذه في جنيف-2". واضاف ان بنود جنيف-1 "سلة متكاملة تتضمن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، وسحب الجيش السوري واطلاق المعتقلين، ووقف اطلاق النار، فك الحصار، وايصال المساعدات".
وعشية المفاوضات، كشف ديبلوماسي عربي لـ"المستقبل" أن الابراهيمي الذي لا يجد في مواجهة الهوة الواسعة بين الوفدين سوى إعتماد ديبلوماسية "الخطوة خطوة"، عقد أمس إجتماعين منفصلين مع كل من الوفدين تعرف خلالهما على أعضاء كل منهما، وجرى الاتفاق على عقد الجلسة الاولى للمفاوضات في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم بتوقيت جنيف.
أضاف المصدر الديبلوماسي العربي ان الابراهيمي "سيسعى في بداية الامر الى تحقيق هدفين متواضعين: الأول جمع الوفدين وجهاً لوجه على طاولة واحدة، والثاني السعي الى تحقيق تقارب انساني" بين الجانبين لعله يتمكن من وقف اطلاق النار ولو في منطقة سورية واحدة او تبادل مجموعة من الأسرى والسماح بإيصال بعض المساعدات الانسانية.
وبقي الابراهيمي حتى ساعة متقدمة من ليل امس يسعى الى إقناع الطرفين بالجلوس في قاعة واحدة اليوم ولو لبعض الوقت خلال افتتاح المفاوضات.
وكشف مصدر آخر في الوفد السوري المعارض لـ"المستقبل" أن الابراهيمي طلب أمس من كل من الوفدين وضع ورقة عمل في محاولة منه لايجاد قواسم مشتركة بين الورقتين تقود الى وضع ورقة مشتركة تمثل بداية اجراءات بناء الثقة بين الطرفين. وأضاف المصدر ان وفد الائتلاف واضح في ما يريده من هذه المفاوضات وهو تطبيق بيان جنيف الذي يعني بداية تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة وهو سيطالب بجدول زمني محدد لتطبيق ذلك وإلا فانه لن يقبل بالتفاوض من أجل التفاوض، محملاً وفد النظام مسؤولية إفشال هذه المفاوضات مع التذكير بما نص عليه القرار الصادر عن مجلس الأمن الذي يلوح باللجوء الى الفصل السابع في حال عدم تنفيذ أي بند من جنيف.
وفيما تتحصن المعارضة السورية ببيان جنيف وبالدعم الدولي الذي ظهر في افتتاح مؤتمر جنيف لهذا البيان كمرجعية للمفاوضات، يسعى وفد النظام الى التنصل من هذه المرجعية ظناً منه ان الواقع الميداني في سوريا يتيح له التنصل من التزاماته. ولذلك لا يستبعد المصدر الديبلوماسي أن ينسحب وفد النظام من هذه المفاوضات في لحظة معينة وسط معلومات تحدثت عن اتجاه لدى هذا الوفد للانسحاب يوم غد السبت.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن الأسد يجذب الإرهاب، وأنه ارتكب جرائم حرب، مؤكداً خلال مقابلة حصرية مع قناة "العربية"، أن العالم سيحمي العلويين والأقليات في سوريا بعد سقوطه كما سيحرص على حماية المؤسسات السورية من الانهيار.
وأضاف كيري أن كل من لم يتورط في دماء السوريين يجب أن يعمل من أجل سوريا المستقبل، مشيراً إلى أن الأسد ليس جاهزاً للحل. واعرب عن اعتقاده أن الاسد ليس مستعداً بعد للتنحي، وقال: "من الواضح انه ليس مستعداً الآن". ولفت إلى أن هناك دولاً كثيرة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا في حال التوصل لاتفاق سلام، مؤكداً أن الأسد هو الذي يجتذب الإرهابيين بسبب القتل الطائفي، ونافياً أي تنسيق مع قوات الأسد لمواجهة الإرهاب في سوريا.
 
واشنطن كانت على علم بالتقرير وصور التعذيب في سورية منذ شهرين
واشنطن - أ ف ب
اعلنت وزارة الخارجية الاميركية امس الخميس ان حكومة الولايات المتحدة اطلعت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على بعض من 55 الف صورة جاءت في تقرير كشف عنه الاثنين الماضي ويتهم النظام السوري بمجازر على نطاق واسع والقيام بأعمال تعذيب.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان الادارة الاميركية لم تشأ قبل شهرين ان تنشر هذه الصور اولا من اجل حماية هوية المصدر وثانيا كي تتأكد من صحة هذه الوثائق.
واضافت "علمنا بوجود هذه الكمية من الصور في تشرين الثاني. لقد عرض علينا نحن حكومة الولايات المتحدة بعض النماذج من هذه الصور". واوضحت "من اجل امن المصدر الذي نقل الينا هذه الصور ومن اجل عائلته لم ننشرها في تلك الفترة".
واتهم ثلاثة مدعين عامين دوليين سورية بارتكاب مجازر على نطاق واسع وممارسة التعذيب وذلك في تقرير استند على شهادة احد المنشقين.
ونشرت صحيفة غارديان البريطانية ومحطة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" التقرير الاثنين الماضي استنادا الى شهادة وصور قدمها مصدر لم يكشف عن هويته. وتحدث التقرير عن 11 الف شخص قضوا في سجون النظام السوري.
ويرتكز التقرير على شهادة مصور اكد انه فر من الشرطة العسكرية السورية وبحوزته ذاكرة تحتوي على كمية من حوالى 55 الف صورة لـ11 الف قتيل في السجون السوريةبين آذار/ مارس 2011 وآب/ اغسطس 2013.
واضافت ماري هارف "اعربنا عن اسفنا لهذه الصور. عملنا للتأكد من صحتها وهي تتطابق تماما مع كل ما تمكنا من الحصول عليه من نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد".
وأكدت ان الولايات المتحدة "ليس لها اي سبب للاعتقاد ان هذه الصور غير صحيحة". وقالت "لكن ابعد من هذه الصور (...) نملك الكثير من الادلة ان نظام الاسد روّع شعبه خصوصا في السجن (...) وارتكب جرائم حرب".
 
أكراد سورية يرسمون ملامح استقلالهم وسط الصراع المحتدم
الحياة...القامشلي (سورية) - رويترز
في الركن الشمالي الشرقي من سورية بدأت تظهر ملامح منطقة مستقرة وسط الحرب الأهلية... فهنا يدور الحديث عن البناء وليس القصف.
أطلق زعماء محليون مشروعات لتنشيط مظاهر الحياة الطبيعية وتشجيع الناس على البقاء. كما عمدوا إلى تأسيس إدارة اقليمية وينتجون وقوداً رخيصاً ويوفرون الدعم لبذور المحاصيل ويحاولون اعادة الكهرباء الى منطقة كان انقطاع التيار فيها يستمر لنحو 24 ساعة في اليوم. وتمكنوا حتى الآن من صد قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة به.
ومن يديرون الامور الآن هنا هم الأكراد الذين يمثلون غالبية السكان في أجزاء من جنوب سورية وشرق تركيا وشمال العراق وغرب ايران.
وقال مدرّس يبلغ من العمر 30 عاماً ويدعى هاردين وهو يرتعش من البرد مع تساقط الامطار على جنازة مقاتل كردي: «ليس لدينا كهرباء ولا ماء. يوجد نقص في الغذاء... كانت عقولنا وأرواحنا تحت القمع في الماضي، أما الآن فأحلامنا تتحول الى حقيقة. هذا هو وقت الاكراد. إن الرجوع الى ما كنا عليه ليس مطروحاً. سيكون خيانة لمن ضحّوا بحياتهم».
ولا يزال 30 مليون كردي يعيشون في المنطقة منذ سنوات هم أكبر مجموعة عرقية من دون وطن مستقل في العالم. ويستثنى من هذا أكراد العراق الذين أسسوا إقليماً يحظى بالحكم الذاتي الفعلي. ويستشعر بعض أكراد سورية البالغ عددهم 2.2 مليون شخص فرصة لاتخاذ خطوة أخرى تجاه تحقيق الحلم القديم بإقامة دولة «كردستان» المستقلة.
وأعلن الاكراد السوريون حكومة اقليمية في المنطقة يوم الثلثاء عشية محادثات سلام سورية في سويسرا. واتخذت الخطوة بعد رفض القوى الدولية طلب الاكراد ارسال وفد خاص بهم الى محادثات السلام. ويصر الزعماء المحليون على أنهم لا يخططون للانفصال وإنما يعدّون دستوراً محلياً ويهدفون إلى إجراء انتخابات في أوائل العام الحالي. ويقولون إن هذا ليس استقلالاً ولكنه «إدارة ديموقراطية محلية».
وبغض النظر عن المسمى، فإن ما يحدث يساهم في تعقيد حرب تنذر بإعادة رسم الشرق الاوسط. وانقسمت سورية الى ما يشبه الدويلات، لكن لم تظهر أدلة كثيرة على تحقيق أي طرف انتصاراً واضحاً في الصراع.
وتخشى سورية وجارتها تركيا أن يمهد تمدد الحكم الذاتي الطريق أمام الانفصال. وأغلقت تركيا حدودها مع سورية في محاولة لاحتواء مثل هذه الخطوة. وعززت أنقرة التي تحارب تمرداً كردياً منذ عقود، سوراً من الاسلاك الشائكة على طول أجزاء من الحدود مع المناطق السورية الكردية. وأثارت خطط بناء جدار في المنطقة احتجاجات كردية كبيرة.
ولأنقرة وطهران وبغداد ودمشق تاريخ في قمع الطموحات الكردية وبلا رحمة في كثير من الأحيان. لكن في ضوء الصراعات الداخلية التي تمزق سورية والعراق ومحاولة تركيا تحقيق السلام مع أكرادها يرى أكراد سورية فرصة في المطالبة بالأحقية في أراض يقولون إنها ملكهم.
ولم يعد السكان يطلقون على المنطقة شمال شرقي سورية وإنما «روج افا» أو غرب كردستان.
وفي بلدة القامشلي السورية الحدودية القريبة من الحدود مع تركيا تحدث الصحافي محمد شارو عن شعور بدأ يظهر باستعداد مجتمع الاكراد لتحدي الحدود الرسمية. وقال: «احتج الاكراد في تركيا على جدار تركيا المقرر كما عبّرنا عن احتجاجنا على الجانب الآخر في سورية... وما أشعر به الآن هو أن: دعوهم يبنون الجدار... (لكن) هذا الشيء الذي يسمّونه حدوداً لم يعد موجوداً بالفعل».
 بلدة تلو الأخرى
يمثّل أكراد شمال شرقي سورية منذ وقت طويل إحدى أفقر الأقليات وأكثرها تعرضاً للقمع في البلاد حيث لا يتمتعون بحقوق رسمية في الأراضي الخصبة التي يعيشون فيها وليست لهم حقوق في احتياطات النفط فيها. كما حظرت اللغة الكردية التي اعتبرت تهديداً لحكم الأسد القومي العربي. وحرم الآلاف من استصدار أوراق هوية رسمية. والكثير من قرى المنطقة ليست سوى متاهة من الاكواخ الطينية.
وأضافت قرابة ثلاثة أعوام من الحرب الاهلية السورية إلى الحرمان المادي للأكراد، لكنها حررتهم من الناحية المعنوية.
وبينما كانت قوات الأسد تتخبط في قتالها لمقاتلي المعارضة في غرب سورية، كان زعماء الأكراد يسيطرون تدريجاً على أراض. وقال الدار خليل العضو الكبير في حزب الاتحاد الديموقراطي أقوى فصيل سياسي في المنطقة الكردية السورية: «بدأنا من أين؟ ضيعة على الحدود العراقية... وضعنا حاجزاً صغيراً... ومن حاجز إلى حاجز، وحاجز إلى حاجز، فجأة صارت عندنا منطقتان: القامشلي والحسكة».
ويمكن الزائر الآن الذي يحصل على تصريح من حزب الاتحاد الديموقراطي التنقل لمسافة 200 كيلومتر تقريباً من المناطق الخضراء على الحدود مع العراق إلى السهول المنبسطة خارج بلدة رأس العين حيث تنتهي الأراضي الكردية. ومثل هذه الحرية في التنقل مستحيلة في معظم بقية أجزاء سورية حيث تسيطر الحكومة أو فصائل المعارضة المتباينة على بلدات بل وطرق مختلفة في بعض المناطق.
وظهرت عودة شعور الأكراد بهويتهم جلية في الجنازة حيث احتفل المشيّعون وأنشدوا أغنيات عن «كردستان» و «الحرية»، في ملمح لم يكن يخطر على بال أحد قبل الانتفاضة على حكم الأسد.
وخارج منطقة المقابر، بدت الحقول البنية جاهزة للزرع. وفي بلدة عامودا أدى رجل يدعى بشير سليمان دوره الصغير في الكفاح من أجل الحكم الذاتي. وقف سليمان بجوار مولد كبير للكهرباء ركّبه في سوق واختلط صوته بأصوات أبواق السيارات والزبائن الذين فحصوا الخضروات واصطفوا لشراء الخبز في ميدان في وسط البلدة.
وعلى رغم تصدي القوات الكردية لمعظم أعمال العنف في شمال شرقي سورية، يوجد عجز في المواد الاقتصادية الاساسية بما في ذلك الكهرباء. ويرأس سليمان شركة جديدة للكهرباء تدعى روناك وهو اسم ينطوي على تفخيم لمجموعة تحاول تأسيس شبكة للكهرباء باستخدام امدادات مهربة ومسروقة.
ويستمر التيار الكهربائي في المناطق الرئيسة في عامودا الآن لنحو عشر ساعات في اليوم مقسمة على النهار والليل.
 المسألة النفطية
كان من الممكن أن يعزز النفط طموحات الاكراد، لكن الانتاج توقف بعدما بدأت الجماعات المسلحة في سرقة الخام من خطوط الأنابيب التي تؤدي إلى معامل تكرير تسيطر عليها الحكومة في المناطق الساحلية ومناطق وسط سورية. وللتعويض عن ذلك، صادر حزب الاتحاد الديموقراطي مخزونات كبيرة من الخام وقام بتكريره لصناعة بنزين لجرارات المزارعين ومواقد التدفئة. ويبيع الحزب الوقود بسعر 30 ليرة فقط لليتر، أي أرخص مما يمكن أن تقدمه حكومة الأسد.
والى جانب تشكيل الكيانات العسكرية والسياسية، أنشأ الحزب أيضاً شركة نفطية هي سادكو ومجلساً للاقتصاد والتنمية. ولا تسمح الشركة والمجلس للصحافيين بدخول حقل الرميلان النفطي، لكنهما عرضا إجراء مقابلة مع عبدالرحمن حمو رئيس المجلس الاقتصادي. ورافق حمو زواره حتى ركبوا سيارة بي.ام.دبليو سوداء ونحّى جانباً بندقية كلاشنيكوف على المقاعد الجلدية وقاد السيارة إلى عدد من حاويات الشحن المحاطة بسور وتتخذ كقاعدة للكثير من مشروعات التطوير من صنع الاسمدة الى الوقود.
ويقول مسؤولو حزب الاتحاد الديموقراطي إن الحقل النفطي سيظل كما هو من دون المساس به الى حين التوصل الى اتفاق حول مصير سورية. وإذا بدأ الاكراد في استخدام حقل الرميلان النفطي، فإنهم إما سيرسلون النفط إلى معامل التكرير الحكومية أو سيطلقون مشروعاً مكلفاً لنقله عبر كردستان العراق. وسيحتاج الأكراد على أي حال إلى اتفاق مع قوات لا تبادلها الود في الوقت الحالي.
 عراقيل كثيرة
وفي بلدتي القامشلي والحسكة يضطرب توازن القوى. ما زال جيش الأسد وبعض الميليشيات الموالية له يسيطرون على أجزاء من القامشلي بما في ذلك وسط المدينة وقاعدة عسكرية قريبة والمطار. وما زالت الرحلات الجوية سارية من القامشلي إلى دمشق. أما بقية المدينة التي كان يعيش فيها 200 ألف شخص قبل الصراع فهي تحت سيطرة قوات الشرطة الكردية التي تعرف باسم أسايش وحلفائها.
وحتى الآن بدا أن الجانبين يتعايشان جنباً إلى جنب. ويمر المقاتلون بجانب بعضهم بعضاً كالأشباح. ففي ميدان في قلب القامشلي، يتحرك جنود في شاحنات مزودة بأسلحة مضادة للطائرات وسط حشد من تلاميذ المدارس الذين يعبرون الشارع بينما تمر دورية كردية على الجانب الآخر من الميدان.
وهذا هو شكل التعايش بين القوات التي يقول معارضو حزب الاتحاد الديموقراطي إنها إما موالية لنظام الأسد أو مخدوعة به.
وينظر معارضو حزب الاتحاد الديموقراطي إلى مشروعاته الاجتماعية المقترحة بعين الريبة ويقولون إن الأسد سلمه السلطة في محاولة لإضعاف المعارضة. ويضيف المعارضون أن الخطوات التي تبدو انها ترمي الى الحكم الذاتي تقوض الانتفاضة السورية ولن تصبح سوى تمثيلية ستنكشف إذا انتصر الأسد على اعدائه، فعندئذ ستُسحق كل المكاسب الكردية.
وتعرف قوة المقاتلين الرئيسة في المنطقة الكردية السورية باسم وحدات الدفاع عن الشعب المرتبطة بحزب الاتحاد الديموقراطي. ويستقي الحزب ووحدات الدفاع فكرهما من حزب العمال الكردستاني في تركيا وأصبحت صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان منتشرة الآن في شمال شرقي سورية.
 
القلق ينتاب أوروبا لتزايد تجنيد الشبان للقتال في سورية
الحياة...كولونيا (ألمانيا) - رويترز
كان حاجي آكارجورتن يتنقل بين الموائد مسرعاً لخدمة الزبائن في مطعم الأسرة في كولونيا الشهر الماضي وعينه في الوقت نفسه على قطع اللحم التي وضعها على شواية الفحم عندما دق جرس الهاتف فانطلق إليه. ران الصمت على الطرف الآخر. فسأل حاجي «أهذا أنت؟» ونطق باسم أخيه الأصغر (29 عاماً) الذي كان يعمل كهربائياً قبل اختفائه منذ ستة أشهر. وجاءت الإجابة «نعم هذا أنا». كانت الأسرة قد علمت من رسالة على موقع «فايسبوك» أن الإبن الأصغر في سورية. وروى حاجي وهو يحاول كبح دموعه ما دار في هذه المكالمة، وقال: «تحدثنا 14 دقيقة. لم أكن أريده أن ينهي المكالمة».
سافر ألوف الشبان من دول أوروبية للانضمام إلى صفوف المقاتلين الاسلاميين الذين يحاربون في سورية. ولم يقتصر الأمر على تزايد الاعداد مع استمرار القتال وتحسن وضع قوات الرئيس السوري بشار الأسد بل إن أعمار المسافرين كانت تتراجع مع الوقت حتى أصبح بعضهم في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة.
ويقدّر الخبراء في المركز الدولي لدراسة التشدد أن عدد الأجانب الذين انضموا إلى صفوف القوات التي تحارب جيش الأسد بلغ نحو 8500 مقاتل منهم نحو 2000 مقاتل من غرب أوروبا. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن حوالي 700 شخص سافروا من فرنسا هذا الشهر للقتال في سورية ارتفاعاً من 400 في تشرين الأول (أكتوبر) بحسب تقدير أجهزة المخابرات. كذلك فإن السلطات الألمانية على علم بوجود نحو 270 مواطناً ألمانياً في سورية حالياً وتقول إن العدد قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
ويقول المركز الدولي لدراسة التشدد إن سورية فيها حوالي 300 مقاتل من بلجيكا ونحو 366 من بريطانيا و152 من هولندا.
وينضم أغلب المسافرين من أوروبا إلى «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» وهما أقرب منظمتين من الجماعات المقاتلة في سورية إلى تنظيم «القاعدة» ويعتبرهما الغرب أخطر التنظيمات. ويخشى المسؤولون أن يعود هؤلاء بخبراتهم القتالية تملأهم الكراهية للقيم الغربية بما قد يفتح باب التمرد أمامهم في مجتمعاتهم. وقال أندرو باركر المدير العام لجهاز الأمن البريطاني «إم.آي 5» في كلمة ألقاها في تشرين الأول (أكتوبر): «نسبة متزايدة من الحالات التي نعمل عليها الآن لها صلة ما بسورية وأغلبها يتعلق بأفراد من المملكة المتحدة سافروا للقتال هناك أو يريدون ذلك». وأضاف: «جبهة النصرة وغيرها من الجماعات السنية المتطرفة المنضوية تحت لواء القاعدة تطمح لمهاجمة دول غربية». وفي كثير من الدول الأوروبية تكون الرحلة بسيطة لا تكلف صاحبها سوى السفر ببطاقة زهيدة الثمن إلى تركيا ثم رحلة برية عبر الحدود مع أحد المهربين على دراية بمسالك الطريق.
ويقول هانز جورج ماسن رئيس المخابرات المحلية الالمانية في مقابلة إن الأمر لا يقتضي على نحو متزايد معرفة الجهاديين باللغة العربية للاندماج بسرعة في صفوف ألوية المقاتلين الأجانب. وبلغ عدد المسافرين ومقتل 15 ألمانياً على الاقل في سورية حداً دفع برلين إلى فتح تحقيق موسع في كيفية إبطاء حركة الميل للتشدد والتوصل للأسباب التي تجعل الناس عرضة لاعتناق الافكار المتشددة.
وينادي زعماء دينيون وزعماء تجمعات المهاجرين باجراء نقاش أكثر انفتاحاً حول المشاكل التي تعانيها الأسر المعنية.
وعائلة حاجي صاحبة المطعم في كولونيا أسرة كردية انتقلت إلى ألمانيا من جنوب شرقي تركيا قبل نحو 30 عاماً وتقول إنها قبلت مناقشة الموضوع على أمل تجنيب أسر أخرى خطر المرور بالمحنة التي عاشتها وحض الاباء على التنبه للمخاطر. وقال حاجي: «لا أريد أن أرى أمّاً أخرى تعاني من هذا الألم وتتساقط دموعها ولا أريد أن تعاني أسرة أخرى من هذه المأساة».
وقال والده عزيز إن تشدد الابن الأصغر بدأ عام 2007 عندما التقى بصديق عربي خلال تعلمه حرفته في الكهرباء. وبدأ الابن يصلي في مسجد قريب ثم بدأ يقضي فترات طويلة على الانترنت ويستمع لتسجيلات اسلامية متشددة. وقال عزيز «بعد ذلك بدأ يتحدث عن الصومال ويقول: أشقاؤنا يفعلون كذا وأشقاؤنا يشهدون كذا. وأطلق لحيته وانتقل إلى مسكن آخر لأنه اشتكى أنه لا يمكنه الصلاة هنا. ثم قلّت المرات التي كنا نراه فيها شيئاً فشيئاً».
ويعتقد عزيز أن طيبة ابنه وشخصيته الحانية ورغبته في وضع حد للمعاناة في سورية ربما سهّلت اقتناعه بالسفر. وقال عزيز إنه أبلغ الشرطة عام 2010 قبل بدء الحرب في سورية بقلقه لميل ابنه للتشدد وقلقه من رفاقه. وأضاف «أبلغتني الشرطة أنهم ليسوا شديدي الخطورة وانهم تحت السيطرة». ولا تعلم الأسرة شيئاً عن ابنها منذ المكالمة التي تلقاها أخوه في المطعم في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال عزيز «نتساءل كثيرا عن سبب اختياره هذا الطريق. فلا علاقة لهذا الطريق بالله أو بالانسانية». ثم يوجه حديثه لابنه قائلاً: «عد لبيتك. أسرتك هنا في انتظارك».
 

سوريا: وفدا النظام والمعارضة إلى «جنيف2» يتنافسان على تمثيل الطوائف والإثنيات
«الرسمي» استعاض عن تمثيل المسيحيين برجل دين

بيروت: «الشرق الأوسط»
حرص «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» على أن يراعى في تشكيل وفده إلى مؤتمر «جنيف2» المكونات الطائفية والإثنية الموجودة في المجتمع السوري، رغم تسجيل غياب تمثيل المكون العلوي. ولم يغفل النظام السوري، بدوره، إبراز هذا التنوع بين أعضاء وفده، مستعينا برجل دين مسيحي لسد فراغ التمثيل المسيحي.

ويبدو لافتا لدى التدقيق في الأسماء والسير الذاتية لأعضاء الوفدين السوريين، تضمن كل منهما ممثلين عن الأكراد، إضافة إلى مراعاة التمثيل الجندري من خلال وجود خمس نساء في عضوية الوفدين. وللمفارقة، فإن المكون الدرزي تمثل بسيدتين، الأولى في وفد النظام والثانية في وفد المعارضة.

ورغم أن مصدرا في «الائتلاف الوطني» المعارض، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «وفد الائتلاف تشكل على أساس وطني وليس طائفي أو إثني»، فإن الأعضاء الخمسة عشرة الذين ذهبوا إلى مؤتمر «جنيف2» توزعوا بين عدد من الطوائف والإثنيات السورية. وضم الوفد كلا من المعارضين المسيحيين ميشيل كيلو وعبد الأحد اصطيفو، إضافة إلى ثلاثة ممثلين عن الإثنية الكردية هم: عبد الحميد درويش وإبراهيم برو وعبد الحكيم بشار، وأحمد جقل عن التركمان، وممثلة عن الطائفة الدرزية هي ريما فليحان. وفي حين غاب تمثيل المكون العلوي عن وفد الائتلاف، تحدر معظم الأعضاء الباقين من الطائفة السنية التي تشكل نحو 70 في المائة من عدد سكان سوريا. وبحسب المصدر ذاته، فإن «تسعة من أعضاء الوفد سيتولون عملية المفاوضات على أن يجري تبديلهم إذا دعت الحاجة»، مشيرا إلى «وجود وفد استشاري مواز يصل عدد أعضائه إلى 30 شخصا، يتوزعون بين مستشارين قانونيين وعسكريين وإعلاميين، ويمكن لأعضاء الوفد الرئيس العودة إليهم للحصول على أي استفسار أو استشارة».

وفي حين برر المصدر سبب التنوع داخل وفد الائتلاف بـ«بوصفه انعكاسا لفسيفساء المجتمع السوري المتعدد طائفيا وإثنيا ومناطقيا»، لفت إلى أن «الكفاءة في الأداء التفاوضي هي الأساس، فميشيل كيلو مثلا مسيحي، لكن من المعروف عنه حنكته الدبلوماسية، ولذلك اختير ليكون في عداد وفد المعارضة إلى (جنيف2) وليس انطلاقا من كونه مسيحيا».

في المقابل، سعى النظام السوري إلى نفي الصفة الطائفية التي يتهمه بها البعض، عبر طغيان الأعضاء السنة على وفده الذي ترأسه وزير الخارجية وليد المعلم ويضم في عضويته نائبه فيصل المقداد ووزير الإعلام عمران الزعبي. وفي حين، يتحدر المعلم في أصوله من العاصمة دمشق، ينتمي كل من المقداد والزعبي إلى محافظة درعا التي انطلق منها الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. إضافة إلى هؤلاء، ضم الوفد الرسمي عضوا سنيا هو أحمد عرنوس، المستشار السياسي في مكتب وزير الخارجية السوري، ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وهو شيعي.

ومع أن النظام السوري لم يخصص مقعدا للمسيحيين في وفده، فإنه استعاض عن ذلك بدعوة رجل الدين المسيحي ايلاريوس كبوجي للجلوس مع الوفد الرسمي السوري خلال جلسة افتتاح مؤتمر «جنيف2»، أول من أمس. ولم يغفل النظام المكون الكردي في صفوف وفده، الذي ضم مدير مكتب وزير الخارجية والسفير السابق لدى إسبانيا حسام الدين آلا.

وعلى غرار «الائتلاف الوطني» المعارض، منح النظام المقعد الدرزي في وفده إلى امرأة تمثلت بمستشارة الرئيس بشار الأسد لشؤون الإعلام لونا الشبل، لتكون المستشارة السياسية بثينة شعبان وهي من الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس الأسد نفسه. وقال سفير ودبلوماسي سوري منشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «النظام سعى في عملية تشكيل وفده إلى ممارسة لعبة التوازن الخفية من دون أن يعلن ذلك»، مشددا على أن ذلك «لن يفيده بشيء لأن هؤلاء جميعهم لا أحد منهم يملك تمثيلا شعبيا في طوائفهم».

يذكر أن سوريا يقطنها نحو 22 مليون نسمة، يتوزعون بين 70 في المائة من السنة (العرب)، و9 في المائة من العلويين و8 في المائة من الأكراد (معظمهم من السنة)، و8 في المائة من المسيحيين و2 إلى 3 في المائة من الدروز، و1 في المائة من الشيعة، إضافة إلى أقل من 1 في المائة من أقليات أخرى كاليزيدية والإسماعيلية، ومنها عدة آلاف من اليهود.


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,777,701

عدد الزوار: 6,965,591

المتواجدون الآن: 67