هل يراجع الغرب موقفه من الإسلاميين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 أيار 2012 - 7:11 ص    عدد الزيارات 405    التعليقات 0

        

 

هل يراجع الغرب موقفه من الإسلاميين
عبد الزهرة الركابي
على نمط تسميات الفصول الأربعة في ما يتعلق بالأحداث التي اجتاحت المنطقة وفق مسمى (الربيع العربي)، وعلى أثر الفوز الذي حققه الإسلاميون في الانتخابات التشريعية في أكثر من بلد عربي، تم استدراك وتعديل التسمية الى (الربيع الإسلامي)، بيد أن هناك بوادر غربية تشي بإعادة النظر في الموقف من الإسلاميين، حيث أن الحماسة الغربية لمنح الإسلاميين فرصة الحكم، بدأت تخمد جذوتها، كمؤشر للتحول عن هذا الموقف، الأمر الذي يعني أن (شتاء الإسلاميين) قد يأتي مبكراً"، وعلى عكس ما كانوا يمنون النفس في تطوير وتحسين علاقاتهم مع الغرب، بغرض نيل دعمه وهم في سدة الحكم.
وفي عاصمة أوروبية بارزة يُعتقد أنها باريس، أفاد تقرير ديبلوماسي تسلمه بعض دول المنطقة، بأن هناك توجهات أميركية جديدة في التعامل مع قوى الإسلام السياسي التي وصلت الى السلطة في ثلاثة بلدان عربية على الأقل ولا سيما جماعة (الإخوان المسلمين)، حيث بدأ يتم التعبير عنها في العلن، كما جاء في تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وبعض المسؤولين في الإدارة الأميركية، وفي السر عبر القنوات الديبلوماسية والأمنية، الأمر الذي ولد شعوراً متزايداً لدى الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها (الإخوان)، بوجود تحول في الموقف الغربي منها، وتحديداً الأميركي الفرنسي.
وفي هذا السياق حذر المدير السابق في إدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد غوردون ورئيس (مجموعة أوراسيا) ايان بريمر، في مقال مشترك نشراه في صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية في الفترة الأخيرة، الإدارة الأميركية من أن تداعيات زيادة نفوذ الإسلاميين في الدول العربية والأفريقية ستخلق مشكلات ضخمة لسياسة أميركا الخارجية.
وأشار المقال الى أن هذه المجموعات الإسلامية، التي حاولت الاستفادة من ديناميات الحراك العربي والانسحاب الأميركي من العراق وأفغانستان، عادت للمشاركة في السياسات الداخلية لدول الشرق الأوسط وجنوبي آسيا.
والواقع أن هذا التحول الغربي في الموقف من الجماعات الإسلامية بما فيها الجماعات التي تقول بالاعتدال، له ما يوازيه في المنطقة العربية، وبالتالي لم يعد خافياً على المراقبين والمحللين، خصوصاً بعدما أشارت إليه وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، بل وسمت الأسماء بمسمياتها.
وإذا كان بعض السياسات العربية في هذه الفترة، قد أبدى توجسه من وصول الجماعات الإسلامية الى الحكم، إنطلاقاً من مبدأ عدم الثقة بالمواقف التمويهية لهذه الجماعات، فإن هذا الموقف قد تطور الى إعادة الحسابات ومراجعة المواقف حتى من أحداث (الربيع العربي) التي أصبحت جسراً ومنفذاً لهذه الجماعات في الوصول الى الحكم، خصوصاً وأن هذه الجماعات وعبر دعاتها المروجين، راحت تعلن الحرب على هذه السياسات والى حد تكفيرها.
من الواضح أن جماعات الإسلام السياسي بمختلف صنوفها تجد صعوبة في اختراق المشهد السياسي في المشرق العربي بشتى الأساليب، الأمر الذي حدا بها الى نزع قناع التخفي (قناع الاعتدال)، من خلال إعلان التصادم الإعلامي والمنبري مع هذه السياسة أو تلك، كما حصل في مشاهد الفترة الأخيرة، التي أكدت صدقية مواقف السياسات التي تصدت إستباقاً لمخططات الجماعات الإسلامية.
بينما هذه الجماعات نجحت في المغرب العربي والإسلامي، بل وفي أفريقيا العربية عموماً، حيث رأينا ما وصل إليه الحال في مصر وتونس والمغرب، كما أن ليبيا يتوزع نفوذها على الإسلاميين والقبائليين، ناهيك عن أحداث مالي هذا البلد الأفريقي الذي تعرض الى انقلاب على الحكم فيه، في وقت متزامن مع سيطرة قبائل الطوارق والجماعات الإسلامية بقوة السلاح على مناطق شاسعة ومهمة، وفي ظل هذه السيطرة أصبح الأمر متاحاً لهذه الجماعات، في الإعلان عن دولتها أو إمارتها الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما فعل الطوارق.
لا شك أن بوادر هذا التحول في الموقف الغربي من الإسلاميين، يأتي متزامناً مع كشف جماعة (الإخوان) عن نيتها الحقيقية في ما يخص إعلان مرشحها خيرت الشاطر لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر، وهي التي أعلنت في السابق مراراً وتكراراً، من أنها لا تريد رئيساً من صفوفها، كما أن هذه الجماعة أصبحت لها اليد الطولى في لجنة إعداد الدستور قبل أن يتم إلغاؤها من قبل القضاء، ولا ننس دفاعها عن حكومة الجنزوري في السابق، بيد أنها في هذا الوقت تطالب برحيلها وتشكيل حكومة جديدة، ليتسنى لها السيطرة على هذه الحكومة من خلال اختيار وزرائها.
لهذا، فإن بوادر التحول في الموقف الغربي من الإسلاميين جاءت من واشنطن وباريس اللتين كانتا السباقتين في تأييد الإسلاميين أبان أوج الديناميات العربية، وقد عمدت فرنسا أخيراً الى رفض دخول ناشطين إسلاميين مشهورين الى أراضيها، كما قامت بطرد آخرين من الذين كانوا مقيمين داخل أراضيها.
وفي جانب آخر يُعتقد على نحو واسع أن فرنسا التي لديها نفوذ كبير في مالي، سوف تستخدم نفوذها، لمنع الإسلاميين من إحكام سيطرتهم على هذا البلد.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,117,233

عدد الزوار: 6,979,009

المتواجدون الآن: 87