الثورة طريق الفقراء للتنمية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 أيار 2012 - 7:45 ص    عدد الزيارات 379    التعليقات 0

        

زياد علوش

الثورة طريق الفقراء للتنمية
أن يكون الإنماء مطلب الجميع يتم ذلك بالإصلاح,وإذا أقتصر على الفقراء والضعفاء فالثورة ابغض الحلال واجبة.
لا يطلب الفقير معاونة الغني؛إنما يرجوه ألا يظلمه؛ولا يلتمس منه الرحمة؛إنما يلتمس العدالة؛لا يؤمل منه الأنصاف؛إنما يسأله ألا يميته في ميدان مزاحمة الحياة,والاقتصاد ليس قضية إنشاء "بنك" وتشييد مصانع فحسب؛بل هو قبل ذلك تشييد الإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات,وهدف التنمية هو أن يتوافر لكل فرد أياً كانت جنسيته أو ديانته أي بصفته إنساناً حد الكفاية لا الكفاف أي المستوى اللائق للمعيشة بحسب زمنه ومكانه لا مجرد المستوى الأدنى اللازم للمعيشة. يتقلب العالم بين نظم وسياسات اقتصادية متعددة غالبها اتخذ منحى التحيز سواء لطبقة أو أسلوب في إدارة شؤون الاقتصاد ترتب عليه خلل بنيوي في بنية الدول من اجل ذلك قامت ثورات وسقطت نظم والجانب الأكاديمي تغيرت رؤاه حسب تغيرات الواقع شهدنا ذلك التقسيم بين رأسمالي واشتراكي ومختلط وإسلامي مع عدم التطبيق الفعلي الكامل لأي منها.
 
مشكلات البحث
على رغم شيوع الشعارات الإنسانية الرنانة؛حقوق الإنسان الحرية الديمقراطية..إلا أننا نعيش في عالم الفوارق البعيدة عن الاعتدال أدت إلى مشكلات اقتصادية اجتماعية خصوصاً فمنذ سيطرت العولمة ازدادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء على الصعيدين العالمي والقطري :هناك (358)ملياردير يملكون ثروة تضاهي ما يملكه (2,5)مليار من سكان العالم و(20)% من دول العالم تسيطر على (85)% من الناتج الإجمالي العالمي و(84)% من حجم التجارة العالمية ويملكون (85)% من المدخرات العالمية!؟يوجد مليار نسمة في العالم بفقر مدقع و(2)مليار تحت خط الفقر بأنفاق يومي(2)$ الطبقة الوسطى أكثر اهتماماً باستقرار النظام السياسي والتطور الاقتصادي للحفاظ على المكتسبات وتطويرها والطبقات الفقيرة أكثر جموحاً للتغيير بسبب الحرمان والحكم على نجاح الخطط التنموية يشمل في منطلقاته معايير انتشار الطبقة الوسطى وإشباع حاجاتها المتزايدة باستمرار بفعل التضخم والتطور الاجتماعي وتنطلق من تنمية الفرد وقدراته إلى تنمية المجتمع واقتصاده.
في السنوات الأخيرة تقدم الشأن السياسي في لبنان على ما عداه من قضايا لاسيما الاقتصادي الاجتماعي بالطبع لا يوجد في العالم نموذج تنموي قابل للاستنساخ الحرفي في كل مكان كما لا يوجد طريق تنموي نموذج جامد لا يتغير مهمة الباحثين استكمال واستكشاف نماذج تتأقلم والواقع العكاري خاصة والشمالي عموماً يلبي الطموحات عبر سياسات مالية وتنموية واستراتيجيات اقتصادية ملتصقة بالواقع بتفاصيله وتجلياته وانعكاساته بآفاقه الرحبة ومستجداته ومتطلباته, والإنسان بوصفه المستهدف بالقرار وركن التنمية وغايتها.عكار والشمال ليسا بحاجة إلى الإنماء المتوازن فحسب بل إلى التنمية المتوازنة عبر تفعيل مشاريعهما الاقتصادية المجمدة والتي لها الدور الأكبر المساعد على تنمية وتطوير المجتمع والمؤدي إلى إبراز الميزات التفاضلية التي يتمتع بها الشمال كي يكون له دوره الكبير في صناعة المستقبل الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
الأحوال المعيشية.
قبل الخوض في هذه المداخلة من المفيد الإشارة إلى تصريح وزير خارجية تركيا الدكتور(احمد داوود اوغلو) صاحب كتاب "العمق الاستراتيجي" الذي يدرس في اعرق الصروح الأكاديمية العالمية ومراكز البحث والقرار الدولية حول كيفية النهوض التركي التنموي الأخير عندما قال " سبب نجاح حكومتنا هو التطبيق الفعلي للعلوم الاجتماعية".من جهتنا نستغرب بشدة هذا الإقصاء المشبوه لتلك التخصصات وإبعادها عن ساحة الفعل والتأثير والاستحضار المكثف للأنماط السياسية المخادعة بتصاريح عناوين ويافطات دون مضامين وآليات ونحن نعلم عندما عقد العرب والمسلمون العزم على تحرير فلسطين أيام (صلاح الدين) كان أول شيء صنعوه هو "منبر بيت المقدس"ليقينهم بالتحرير الذي أعدوا وسائله وقياساً عليه لو صدقت النوايا التنموية كان على أصحابها الأعداد لها.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,904,396

عدد الزوار: 6,971,273

المتواجدون الآن: 86