إسلامو"فوبيا" و"مانيا"

تاريخ الإضافة الخميس 10 أيار 2012 - 7:05 ص    عدد الزيارات 437    التعليقات 0

        

 
جمال فهمي

إسلامو"فوبيا" و"مانيا"

 

على هامش لوحة الصراع والعراك الشاسعة التي تغطي كامل مسرح السياسة في مصر هذه الأيام، وغير بعيد من الحروب الطاحنة الدائرة حاليا على جبهتي الدستور الجديد والانتخابات الرئاسية حيث تتقاتل جماعات الإسلام السياسي مع سائر القوى السياسية المدنية (أو العادية)، تفجرت الأسبوع الماضي حرب فرعية أخرى لا تخلو من طرافة، ليس فقط لأن طرفيها فرقتان صغيرتان من النخبة العلمانية وإنما الجزء الأكبر من الطرافة يعود إلى سلاح المصطلحات المتحذلقة التي تراشق بها الطرفان في هذه الحرب بكثافة وعشوائية مثيرتين للضحك.
أما سبب الحرب، فهو مفاجأة إعلان حفنة محدودة من النخبة المشهورة بتطرفها العلماني تأييدها المرشح الرئاسي والقيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح "كي لا نظل دوما منعزلين عن الجماهير"، هكذا قال أحدهم مبررا انخراطه في الحملة الانتخابية لرجل لا يترك مناسبة إلا ويؤكد علنا أنه خرج من تنظيم الإخوان (عندما أعلن نيته الترشح) لكنه لم يغادر رؤيتهم ومشروعهم الفكري والسياسي.
هذا التبرير طبعا لم يقنع الغالبية الساحقة من النخبة السياسية والثقافية، لكن قلة من هؤلاء خرجوا على اتفاق غير معلن بالصمت والتجاهل وراحوا يسخرون ويوجهون انتقادات لاذعة الى اولئك الذين يعانون  "عقداً نفسية" شتى (منها الشعور المرضي بالعزلة عن الناس) ويدفعهم تفكير سياسي بدائي وغريزي الى رفع لافتات الديموقراطية والحداثة والتقدم ومع ذلك لا يتورعون عن الوقوف في خنادق أقصى اليمين الرجعي حيث الفاشية ترتدي مسوح الدين.
أمام هذا الهجوم الكاسح لم تجد فرقة "التقدميين" أنصار المرشح الإسلامي سوى الرد بسلاح من النوع عينه، وفورا استدعوا لزملائهم القدامى واحداً من قاموس المصطلحات الغربية الحديثة ألا وهو "الإسلاموفوبيا" أو الرهاب والخوف المرضي من الإسلام، ومن ثم تنميط المسلمين ذهنيا، بما يلغي تنوعهم الطبيعي كأي جماعة بشرية أخرى وحشرهم جميعا في نموذج واحد غريب ومخيف (وإرهابي) ما يبرر كراهيتهم والتمييز العنصري حيالهم حيثما وجدوا.
لم يتأخر رد الفريق الثاني رافعا درجة السخرية من "الليبراليين والتقدميين للخلْف" الذين لم يكتفوا بتأييد واحد ممن يخلطون السياسة بالدين، لكنهم ذهبوا بعيدا في المزايدة على الرجل الى درجة اعتبار كل من يعارضه ليس مسلما بل  يعاني مرض الخوف من الإسلام نفسه، وأضافوا أن استخدام تهمة "الإسلاموفوبيا" ضد مسلمين يشبه تماما نعت اليهود الناقدين لإسرائيل بـ"معاداة السامية". ولكن إذا كان لا بد من مفردة غربية تصلح للاستخدام في هذا الموضوع فهناك اصطلاح مشابه موسيقياً لـ"الإسلافوفوبيا" هو "إسلامومانيا"، بمعنى الهوس بالإسلامويين ونفاقهم وتملق شعاراتهم. 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,341,966

عدد الزوار: 6,987,700

المتواجدون الآن: 70