الحرب الإسرائيلية القادمة ضد لبنان.. لا ضد سوريا

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 نيسان 2013 - 6:31 ص    عدد الزيارات 336    التعليقات 0

        

 

الحرب الإسرائيلية القادمة ضد لبنان.. لا ضد سوريا
ماجد الشّيخ
لطالما اعتمد الإسرائيليون نظريات أمن خاصة واستثنائية، يضاعفون من المبالغة فيها، وعلى الدوام كان هذا ديدن ما اعتمدته وتعتمده أجهزة الكيان الإسرائيلي العسكرية والاستخبارية، ولهذا بات بديهيا أن يطلق مسؤولون كبار في جيش الإحتلال، تلك الصرخات التحذيرية من إمكان نشوب مواجهة غير مسبوقة مع حزب الله، وذلك على خلفية الوضع المتأزم في سورية. ومؤخرا درجت الصحف الإسرائيلية ومواقع إعلامية على الانترنت، ونقلا عن محافل عسكرية رفيعة، قولها إن الوضع الأمني على الجبهة الشمالية متأزم جدا، والردع الذي تحقق مع حزب الله، وبثمن فادح في حرب لبنان الثانية عام 2006، يتجه نحو الانسحاق بشكل كبير. كما أشارت إلى أن حزب الله يعود إلى اللعبة، ولديه الذرائع التي يريدها، وحين تفتح أبواب مخازن جيش الرئيس السوري بشار الأسد (للأسلحة الكيميائية والبيولوجية) لكل من يرغب، فسيكون، بحسبها، الحزب في مقدمة الصف الأول، لتلقي هذه الأسلحة.
مواجهة مغايرة
وبالإضافة إلى ذلك، يجري التحذير من أن المواجهة المقبلة مع حزب الله، ستظهر للإسرائيليين أنها مغايرة جدًا لما شاهدوه مع قطاع غزة خلال العدوان الأخير، وأنها ستكون أسوأ بكثير من أنْ تقاس، مشيرة إلى عينات مما يمكن أنْ يحصل في الجانب الإسرائيلي: توقف العمل في مطار اللد الدولي، وهذا ينسحب أيضا بالنسبة للموانئ البحرية، حيث ستتوقف حركة السفن منها واليها، وقيمة التأمين على البضائع والسفن ستصل إلى السماء، ما يعني أن أي سفينة لن تدخل أو تخرج من ميناء حيفا وميناء أسدود في الجنوب، أما في ما يتعلق بالمواجهة العسكرية نفسها، فيشار إلى أنه لن يكفي لمنع كل ذلك أي قصف جوي قد يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي، بما يشمل أيضًا الحماية التي تؤمنها منظومات القبة الحديدية.
وإذ يجري التذكير بأن المواجهة الأخيرة في قطاع غزة، لم تشهد تدخلاً بريا من قبل جيش الاحتلال، إلا أن الأمر غير مشابه مع ما هو الوضع في الشمال على الحدود مع لبنان، ذلك أن كمية الصواريخ المتوقع أنْ تتساقط على العمق الإسرائيلي، إضافة إلى مداها ونوعيتها، تُحتم على قادة جيش الاحتلال التخطيط لعملية برية واسعة في موازاة القصف والمناورة الجوية.
لهذا واستباقاً لما تتوقعه دوائر صنع القرار في إسرائيل، من تفكك لبنية الجيش السوري، وتوزع اسلحته خاصة في الأراضي اللبنانية؛ وتحديدا لدى حزب الله، هناك عملية تغيير في استعدادات الجيش الإسرائيلي، للمواجهة القادمة، مع الأخذ بالاعتبار حصول الحزب على أسلحة غير تقليدية من دمشق، مثل السلاح الكيماوي، وصواريخ أرض جو، وأيضا مواجهة طائرات بدون طيار. وقد كشفت صحيفة "هآرتس" الأربعاء (27/3)، النقاب عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل قرية المغار الفلسطينية، في الجليل الأسفل، إلى مسرح للتدرب على المواجهة القادمة مع حزب الله، لافتة إلى أن الجيش دفع بالدبابات والعتاد العسكري الثقيل والجنود إلى القرية، ولكل من سأل عن السبب، قيل له، إن القرية شبيهة جدا بالقرى اللبنانية في الجنوب.
وفي العام الأخير، وعقب تغير الوضع في سورية، قررت القيادة العامة لجيش الاحتلال، إعادة توزيع قواتها على الجبهة الشمالية، ذلك أنه، بحسب المصادر الأمنية في تل أبيب، فإن 13 ألف جندي سوري قُتلوا في المعارك الدائرة في الدولة، في حين انشق 40 ألفا عن الجيش السوري، بينما نقلت عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، الجنرال أفيف كوخافي قوله إن سلاح المشاة السوري تفكك، الجاهزية ضعيفة جدا وأيضا تفكك من الناحية النفسية، من العتاد وحتى الجنود. علاوة على أن كلا من إيران وحزب الله دخلا إلى ما أسماه بالقفص الذهبي، الذي منحهما إياه الرئيس الأسد، ويقومان بالحصول على منظومات الدفاع الجوي، صواريخ أرض بحر، صواريخ أرض- أرض، لافتا إلى أنهما تفهمان أن مصير الأسد قد حُسم، وأنهما تستعدان لليوم الذي يلي سقوطه.
بموازاة ذلك، يقوم الجيش الإسرائيلي بالاستعداد، وذلك بتغيير المهام المنوطة في قسم كبير من وحداته القتالية، ليجري تأهيلها للجبهة اللبنانية، وبحسب قائد إحدى الوحدات، بات عناصرها يسمعون لأول مرة بأن العدو هو حزب الله في لبنان، حيث أنهم كانوا يقومون بالتدرب على هجوم بري واسع بواسطة الدبابات، أما المهمة الجديدة التي يتدربون عليها؛ فهي كيفية مواجهة الصواريخ المضادة للدبابات، والتي بحسب المعلومات المتوفرة لدى الاستخبارات الإسرائيلية، يملك منها حزب الله الآلاف، ووفقا لقائد كبير في الجيش، فإن هذه الصواريخ تُشكل تهديدا على وتيرة ومدة الحرب القادمة ضد حزب الله.
العدو الجديد
ونقلت الصحيفة عن الجنرال أيتان لافي قوله إن العدو الجديد، ليس العدو الذي كنا نعرفه، إنما هو العدو الذي يُحاربنا بطريقة حرب العصابات، إنه ليس جيشا، إنما تنظيما, لذلك فإن التدريب في القرية الفلسطينية؛ كان هدفه إدخال الجنود في جو من حرب العصابات والصعوبات التي سيُواجهونها في الحرب في مناطق مأهولة بالسكان، وفي مناطق جبلية، وأردنا أن يفهم الجنود أننا في صدد البحث عن "العدو الجديد"، لافتا إلى أن التدريب يجري في ظل التوتر السائد على الجبهة الشمالية، وإلى أن التدريب جرى بعد تواتر الأنباء عن استعمال الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية في سورية، وأن الجنود يتدربون أيضا على مواجهة هذا النوع من القتال.
وقالت الصحيفة، نقلا عن جنرال رفيع المستوى في قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قوله إننا عمليا نقوم بتحضير وتجهيز الجيش للحرب القادمة في لبنان، وذلك بصورة جدية للغاية، أما بالنسبة لجنود الاحتياط فقد قام الجيش بتزويد كل واحد منهم بجهاز جديد يتم عن طريقه استدعاؤهم بسرعةٍ فائقةٍ، وزاد الجنرال قائلا إن حزب الله هو عدو ديناميكي، جدي، ولكن الجيش الإسرائيلي يملك جميع الأدوات لضربه بصورة قاسيةٍ للغاية، ونحن سنقوم بفعل ذلك في حال اندلاع المواجهة.
ولفت مُعد التقرير، الذي شارك في التدريب، إلى أن الجيش الإسرائيلي يُحاول قدر الإمكان التخفيف من القدرة التي حصل عليها حزب الله خلال وبعد حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، ونقل عن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، الجنرال يائير غولان قوله إن الجيش يريد تطبيع التهديد الذي يُشكله حزب الله، ذلك لأن هناك الكثيرين في إسرائيل يتعاملون معه بشكل خيالي، وبعيدا جدا عن الواقع.
الاجتياح.. كحل أمثل!
جنرال في اللواء الشمالي، كشف النقاب عن أنهم في هذا اللواء؛ يؤمنون بأن الحل الأمثل لمواجهة حزب الله هو إدخال عدد من الكتائب إلى الأراضي اللبنانية، مع إطلاق نار كثيف من الأرض ومن سلاح الجو، وقال الجنرال، الذي لم يكشف عن اسمه، إن الهدف من التدريبات يكمن في تعليم الجيل الصاعد من الجنود، الذين لا يعرفون لبنان، ما هي طبيعة الأرض هناك، لكي لا يدخلوا إلى بلاد الأرز ويُواجهوا حزب الله في أراضٍ لا يعرفونها، مشددا على أن الهدف إقناع الجنود بأن ليس كل شيء بالنسبة لهم سيكون جديدا، وهذه الطريقة هي الضمان للانتصار على حزب الله، على حد قوله، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي بإمكانه أنْ يفعل بحزب الله ما فعله في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد ما أسماه بالإرهاب.
أخيرا وبحسب الجنرال؛ فإنه في عملية (عامود السحاب) في قطاع غزة السنة الماضية، لم يُحدد الجيش الإسرائيلي هدفه الرئيس بحسم المعركة مع حركة حماس، ولو فعل ذلك، لكان قد قضى على البنية التحتية للحركة، إلا أنه في لبنان، فإنه على النقيض من ذلك، يجري تحديد الهدف الإسرائيلي بحسم المعركة مع حزب الله وسحقه، وبالتالي فإن الجيش سيستخدم جميع قدراته وطاقاته لتحقيق الحسم مع الحزب اللبناني...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,200,203

عدد الزوار: 6,982,654

المتواجدون الآن: 69