مؤيّدو الثورة السورية يرون تضخيماً في دور "جبهة النصرة" وحجمها

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 نيسان 2013 - 7:20 ص    عدد الزيارات 325    التعليقات 0

        

ب. ع.

مؤيّدو الثورة السورية يرون تضخيماً في دور "جبهة النصرة" وحجمها

 

"الهلع" الذي اثاره اعلان "جبهة النصرة" مبايعتها زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، لا يبدو مبرراً بالنسبة الى مؤيدي الثورة السورية الذين يرون في المسألة تضخيماً مدروساً من النظام السوري ومؤيديه بهدف كسب التعاطف والتأييد من شرائح الشعب السوري والمجتمع الدولي، اضافة الى تقاطع مصالح وأمنيات غير مباشر بين النظام والدول الغربية التي تبحث عن سبب يبرر انكفائها عن دعم "الثورة السورية" وعدم مدها بأسباب الانتصار وحسم الامور في سوريا.
والامور واضحة بالنسبة الى اصحاب هذا التحليل بأن استنزاف سوريا وتدميرها يبدوان مطلباً للمجتمع الدولي والغرب تحديداً، بمعنى استمرار القتال الى ما لا نهاية حتى تدمير المجتمع السوري. وتبرر نظرية "الاستنزاف" هذه بحروب الكر والفر التي يشهدها الميدان السوري بحيث ان أي تقدم للقوى العسكرية سرعان ما يقابله انكفاء في مواقع اخرى، وهكذا دواليك بما يشبه توازن القوى المفروض خلال الحرب اللبنانية ومعادلة "الخطوط الحمر" التي يبدو انها انتقلت الى سوريا. لكن الاهم في كل هذا الوضع، ان وجود "النصرة" وفكرها المتطرف قد يشكل التحدي الاكبر للسوريين عند اعادة تشكيل السلطة في سوريا.
وفي معلومات الناشط الحقوقي دعماً للمعارضة السورية نبيل الحلبي، ان "النصرة" تعمل على استقطاب الرأي العام في مناطق وجودها، من خلال فرض الامن والتصدي للخاطفين وتوزيع المواد الغذائية وملء الثغر التي تركها ضعف امكانات لجان التنسيق وهيئات المعارضة الاخرى المالية والخدماتية، في مقابل وفرة الدعم الذي تتلقاه "النصرة" من مصادر عدة.
 وبهذا المعنى، يتفق الحلبي مع القيادي في "الجماعة الاسلامية" عمر المصري على التركيز على حجم التضخيم الاعلامي الذي تناله "النصرة". ويشرح الحلبي ان "هذه الجبهة لم تكن موجودة عند اندلاع الثورة التي قادتها التنسيقيات والقوى الحزبية المغمورة والتي ضمت يساريين وليبراليين ومعتدلين، لكن تطور الامور العسكرية ونهج القمع اديا الى ان تتحول الثورة ارضا خصبة لتقبل الافكار المتشددة".
ويشرح المصري ان "النصرة لا تشكل الا النذر اليسير من المعارضة السورية"، وهذه الحركة تضم بضع مئات من المقاتلين العرب الى جانب مجموعة من المقاتلين السوريين الذين يحملون افكاراً متشددة، وهؤلاء لا يمكن مقارنتهم بعشرات الالاف من الثوار الذين ينتظمون في تشكيلات عسكرية اخرى بعيدة من "النصرة" وافكارها.
ويشدد على ان حركة "الاخوان المسلمين" لا تلتقي فكرياً وفقهياً مع "النصرة"، وأن ثمة "شهداء سقطوا للحركة الاسلامية على يد هذه القوى المتشددة في الجزائر وغيرها من الدول"، معتبراً بالتالي "ان افكار الشعب السوري ومشاعره لا تتفق مع افكار "النصرة" المتشددة، والغالبية العظمى من السوريين بعيدة من التطرف والتشدد وتميل الى الاعتدال والوسطية (...)".
وفي رأي الحلبي انه لا يمكن الكلام على حالة سياسية محددة قبل سقوط النظام، وان عمل "النصرة" و"القاعدة" في سوريا منفصل تماماً عن حركة "الائتلاف السوري المعارض" و"الجيش السوري الحر" وكل مكونات المعارضة. ويلقي باللائمة على المجتمع الدولي الذي رفض مساعدة المعارضة وتركها فريسة لقوات النظام والميليشيات الموالية له، فكان من الطبيعي استدعاء او استحضار حالة سنية مضادة تمثلت بالتشكيلات المتشددة لمواجهة "جيش المهدي" و"حزب الله" وتراجع دور القوى الليبرالية والعلمانية التي مضت عليها سنتان وهي تقاتل بإمكانات متواضعة في حين ان "النصرة" تحظى بدعم مالي كبير(...)".
لا "نصرة" في لبنان يقول المصري، ولبنان ليس مسرحاً مؤهلاً لهذا النوع من القوى والامر يقتصر على مؤيدين للافكار المتشددة، اما التنظيم والهيكلية فليست موجودة و"لو كانت موجودة لضبطتها الاجهزة الامنية. وما جرى سابقاً في الضنية مختلف تماماً عما يجري في سوريا. والنصرة مجموعة محدودة".

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,366,657

عدد الزوار: 6,988,579

المتواجدون الآن: 66