أخبار لبنان..إدانة إعلامية دولية لجيش الاحتلال..ونتنياهو يتوعد.. عتب مسيحي في القرى الحدودية..الراعي من صور: لا تخافوا..بري يُحضّر التمديد لـ"القائد" 6 أشهر و"الحزب" يغضّ الطرف..ونتنياهو عند الحدود يتوعَّد بعدوان: لبنان وبيروت = غزة وخان يونس..قائد الجيش بعد التمديد: انتهاء صيغة المرشح الثالث..إبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني بين الإغراء و..الإغراق..

تاريخ الإضافة الجمعة 8 كانون الأول 2023 - 2:45 ص    عدد الزيارات 309    القسم محلية

        


«حل الدولتين هو المطلوب وسنعمل لنكون صانعي السلام»..

الراعي لأهل جنوب لبنان: لعدم الخوف فنحن معكم رغم المصيبة التي تعيشونها..

| بيروت - «الراي» |... أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، «أن حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يُحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام»، مؤكداً «أن على أهل جنوب لبنان عدم الخوف، ونحن معكم رغم المصيبة التي تعيشونها ونتحدّى كل الظلم من أجل لبنان»، ومشدّداً على «أن التضامن روحي ومعنوي، وأن المشكلة السياسية اللبنانية نتجت عنها أزمات ورغم كل شيء نريد أن نُصلي معاً من أجل وطننا». جاءت مواقف الراعي في زيارة تَضامُن قام بها لجنوب لبنان وتحديداً منطقة صور التي باتت مركزاً رئيسياً لنزوح آلاف اللبنانيين من البلدات الحدودية، ومنها قرى ذات غالبية مسيحية انتقل سكانها إلى مناطق أخرى. واشتملت جولة الراعي على محطات عدة، من كنيسة سيدة البحار المارونية، ثم كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك، فدار الافتاء الجعفري، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله، وصولاً إلى دار الفتوى في صور حيث استقبله المفتي الشيخ مدرار حبال. ودعا البطريرك في الكلمات التي ألقاها في مختلف هذه المحطات إلى العمل «من أجل السلام وإعطاء الشعوب المقهورة حقوقها». وقال «هذه الزيارة التضامنية في ظل الظروف الصعبة هي واجب انساني أمام هول ما يحصل وهي من أجل السلام وبخاصة ان هذه المنطقة تدفع أثمان حرب لا يوجد فيها أي شعور انساني والتي تدمر وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ» وأضاف «نحن حريصون على ان نأتي لنحافظ على وحدتنا بتنوّعها، وهذه الحرب مدمّرة ليس فقط في غزة بل هي حرب خارجة عن كل الحضارة والقوانين الانسانية، وقد اتينا لنعلن السلام. نريد أن نقف في وجه الحقد والكراهية والبغض ونحن اخوة، وهذه هي الثقافة اللبنانية الحقيقية وهذه هي الثقافة الروحية الكنسية الحقيقية». وتابع الراعي «كل البلدات تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، وقد اضطر أهالي البلدات الجنوبية الى ترك منازلهم، ونوجه التحية لكل البلدات والأهالي الذين هم إخوتنا وأهلنا وندعو لحماية الوطن. وعلينا أن نعمل من أجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى ان تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم». وأعلن «باسم مجلس الأساقفة والبطاركة اننا معكم صامدون. نحن معكم في حاجاتكم ومعكم من أجل الصمود، رغم كل شيء». وقال «نصمد بوحدتنا ونعرف أن عدوّنا يطمح دائماً لقضم أراض من لبنان وهذا طموحه منذ زمن. نحن معكم صامدون ومتضامنون ونحمل معكم القضية الفلسطينية، ولكننا نشهد حرب إبادة، ليس فيها رحمة، هي حرب تدميرية مبرمجة. توجد أصوات في العالم ولكن لا ينتج عنها مواقف تخفف عن الشعب». واكد «حق الشعب الفلسطيني في ان يقرر مصيره». وقال: «لا نستطيع ان نتفرج على إبادة شعب، واتينا للتكاتف ومن أجل الصمود». وإذ شدّد على «التضامن مع السياج الذي يسمونه الأطراف، هذا السياج هو الذي يحمي الوطن ويدافع عنه من كل المخاطر»، أعلن رداً على ما ذكره احد قادة إسرائيل من أن لبنان كذبة «هو قال ذلك حتى يلغي ما يمتاز به لبنان، أرض التلاقي والحوار والقداسة والتعايش، رغم التنوع الانساني والثقافي. ان المؤامرة الاقتصادية المصطنعة وتفتيت الدولة كلها تخدم مشروعهم. وقد قرّرنا في مجلس الأساقفة والبطاركة أن نصمد ونتشبث بوحدتنا رغم تنوّعنا، وأي سلطة تناقض العيش المشترك فاقدة الشرعية وسنحافظ على الوطن ولن ننزلق إلى الفتن والمكائد»...

إدانة إعلامية دولية لجيش الاحتلال..ونتنياهو يتوعد..

برّي لـ«اللواء»: يا ريت يطبقوا الـ1701 { الراعي من صور: لا تخافوا.. وعتب مسيحي في القرى الحدودية..

اللواء...رفع رئيس وزراء اسرائيل من حدّة تهديداته للجنوب ولبنان، بتحويلها إلى «غزة» وخان يونس» إذا شن حزب الله حرباً شاملة على وقع ضربات قاسية يتلقاها جيشه بنخبه ودباباته وجرافاته وجنوده على أيدي رجال المقاومة من «حماس» إلى «الجهاد» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية، على الرغم من المآسي والاهوال التي يتعرض لها أهالي غزة والقطاع الصامدين فوق أكوام الدمار.. وجاءت المجاهرة بالعدوانية المبيتة تجاه لبنان وجنوبه، في الوقت الذي يواصل فيه حزب الله ضرباته السديدة لأكثر من 11 موقعاً معادياً من القطاع الغربي إلى القطاع الشرقي، دعماً لغزة وانتصاراً للاقصى ورداً على القصف المتمادي لأطراف القرى الحدودية من حولا ومركبا وعلما الشعب وطير حرفا والظهيرة وأطراف مجدل سلم ورامية وبني حيان وبيت ليف ووادي مظلم، بقذائف فوسفورية طال بعضها موقع اليونيفيل في رميش. ونعت المقاومة الاسلامية ثلاثة شهداء على طريق القدس، حسب بيانات حزب الله. وفي الوقت الذي كان فيه لبنان يستعد لتقديم شكوى دولية ضد اسرائيل لدى المراجع القضائية المختصة، في ضوء تقريرين لكل من وكالتي «رويترز» والصحافة الفرنسية (أ.ف.ب.)، أكدا على مسؤولية الاحتلال في اغتيال المصور الصحفي عصام عبدالله (رويترز)، واستهداف كريستينا عاصي (أ ف.ب) والتي بترت ساقها، فضلاً عن تنديد منظمات حقوقية وانسانية (هيومن رايتس) باستهداف الصحافيين والمدنيين عن سابق تصميم من قبل الجيش الاسرائيلي. في هذا الوقت،شدّ لبنان من عصب وحدة موقفه التي عبرت عنها زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب، عبر مدينة صور، حيث التقى مراجعها الروحية المسيحية والاسلامية بمشاركة نواب القضاء والفعاليات المدنية والروحية. وحظيت الزيارة بترحيب واهتمام واسعين، مع عتب سجله أهالي القرى المسيحية المارونية عند الحدود من رميش إلى دبل وعين ابل، مع أنها اتخذت من مدينة صور محطة لايصال رسالة الكنيسة ووصف الراعي الزيارة بأنها للتضامن، وهي واجب انساني أمام هول ما يحصل ومن أجل السلام. استهل الراعي زيارته من كنيسة سيدة البحار المارونية بصلاة في الكنيسة، ورحب المطران جورج عبد الله بالبطريرك، واصفاً الزيارة بأنها من أجل «التعايش والتعاون»، ورد الراعي بالدعوة لاعطاء الشعوب المقهورة حقوقها، مشيراً إلى أن كل البلدات الجنوبية تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، ولن يرضى بأن تسقط القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة. وكانت المحطة الثانية كنيسة مارتوما للروم الملكيين الكاثوليك، حيث رحب به المطران جورج اسكندر، ثم انتقل إلى دار الافتاء الجعفري حيث استقبله الشيخ حسن عبد الله. وشارك في اللقاءات نواب القضاء، من أمل وحزب الله علي خريس، وعناية عز الدين، وحسن عز الدين وحسين الجشي والنائب ميشال موسى. والمحطة الاخيرة كانت في دار الفتوى في صور، حيث استقبله مفتي صور الشيخ مدرار حبال بحضور عدد من الشخصيات الروحية والاهلية. ودعا البطريرك الراعي خلال زيارته التي جرت وسط اجراءات أمنية خاصة أهل الجنوب إلى عدم الخوف، قائلاً: نحن معكم رغم المصيبة التي تعيشونها ونتحدى كل الظلم من أجل لبنان متقدماً من عوائل الشهداء بالتعازي القلبية واصفاً حرب غزة بـ الابادية والتدميرية».

التحرك الأميركي

بدأ الموفد الشخصي للرئيس الاميركي جو بايدن كبير مستشاري الطاقة آموس هوكشتاين محاولات التهدئة بالتنسيق مع قطر، والجانب الفرنسي. وقال المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية سام ويربيرغ ان الولايات المتحدة لديها قلق شديد بسبب التصعيد بين لبنان واسرائيل عند الخط الازرق، وطالبت الخارجية الفرنسية بعدم توسع الصراع في المنطقة. وكشف النقاب عن أن الرسالة التي نقلها رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه حول ما يطبخ من أجل اخراج حزب الله من منطقة جنوب الليطاني وتنفيذ القرار 1701، مع رسالة تحذير واضحة بأن البديل حرب عسكرية طاحنة، أبلغها النائب السابق وليد جنبلاط إلى وفد حزب الله الذي ضم معاون الامين العام للحزب الحاج حسين خليل ورئيس وحدة الارتباط وفيق صفا خلال لقائهما أمس الاول. وفي معلومات أخرى نقلاً عن ايميه حسب ما أبلغ جنبلاط حزب الله: «إذا استمر المشهد في الجنوب على حاله فلن يؤدي إلى حربوفهم بأن جنبلاط أشاد بأداء الحزب، مطالباً بدعم خطوة التمديد لقائد الجيش. لكن الرئيس بري جزم أن لا أحداً فاتحه بمسألة تطبيق القرار 1701 بناء لرغبة اسرائيل، وقال: «يا ريت يطبقوه، ينسحبوا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر ونقاط النّزاع الـ ١٣ والـ B1» فهذه كلّها منصوص عليها في القرار.

الجلسة النيابية

نيابياً، بات بحكم العملي، عقد جلسة نيابية تشريعية، بجدول أعمال كامل، قبل دخول البلاد عطلة عيد الميلاد، قبل 21 الجاري. وقال مصدر نيابي أن الموعد يتقرر بعد اجتماع مكتب المجلس الإثنين يليه دعوة الرئيس بري المجلس للانعقاد، حيث تشخص الانظار إلى اقتراح القانون المتعلق بالتمديد سنة لمن هو برتبة عماد، وربما لواء لاتاحة المجال لبقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في موقعه. وجدد الرئيس بري تأكيده، رداً على أسئلة لـ «اللواء» (راجع ص 3) بأنه لا يحق للمجلس تعيين قائد جديد للجيش فذلك من اختصاص الحكومة، وإذا لم تقم بدورها بسبب الانقسامات الّتي انعكست على وزرائها فسنقوم بتعديل الدّستور في المجلس والتّمديد للقائد جوزف عون. وهل ستشارك القوّات؟ نسأل برّي فيجيب: هم أحرار، لديّ عدّة مشاريع قوانين وسأضعها وفق ترتيبها الزّمني من (A to Z) فأنا لا أعمل على هوى أحد.

الوضع الميداني

وبقي الوضع الجنوبي ملتهباً من الصباح إلى المساء إذ قصفت مسيَّرة اسرائيلية اطراف بلدة الخيام، ودوت صفارات الانذار في مستعمرة زرعيت. وسجل قصف اسرائيلي لتلة حمامص في سردا ما ادى الى سقوط جريح وقد اصيب في رجله ونقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومي وحالته مستقرة. كما نفذ الطيران الحربي المعادي الاسرائيلي غارة جوية استهدفت وادي السلوقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي كونين وعيناتا، وتسببت الغارة قرب مبنى تعاونية السجاد في كونين بأضرار في المبنى ولا صحة لخبر استهداف مباشر للتعاونية. كما ادى تناثر الزجاج جراء الغارة على كونين الى جرح طلاب في معهد البلدة جروحهم طفيفة، وتركت الغارة التي اتسمت بعنف وقوة، حالة هلع لدى السكان. وليلاً، شنت اسرائيل غارة على أطراف بلدة مجدل زون، (قضاء صور)، وتحدثت المعلومات عن شهيد و 3 جرحى.

بري يُحضّر التمديد لـ"القائد" 6 أشهر و"الحزب" يغضّ الطرف

نتنياهو عند الحدود يتوعَّد بعدوان: لبنان وبيروت = غزة وخان يونس

نداء الوطن...على وقع تصعيد ميداني لا يهدأ على الحدود الجنوبية، أفادت معلومات أنّ وفداً مشتركاً من وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسيتين سيصل اليوم الى بيروت آتياً من إسرائيل. وزيارة الوفد هي امتداد لنشاط فرنسي مميّز من أجل متابعة جبهة الجنوب الساخنة التي لا تزال تشكل امتداداً لحرب غزة التي اندلعت في 7 تشرين الأول الماضي. وسبقت زيارة الوفد الفرنسي زيارة مماثلة قبل أيام لمدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه التي أعقبت لقاءات موفد الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان. وفي إطار ما تطرحه باريس من تصورات لإحتواء التوتر جنوباً، تردّد أن وفد وزارتي الدفاع والخارجية سمع من المسؤولين الإسرائيليين أنّ الدولة العبرية «مستعدة لقبول حل ديبلوماسي» تتولى فرنسا والولايات المتحدة التوصل اليه في لبنان، لكن تل ابيب «لن تنتظر الى الأبد، وقد بدأ صبرنا ينفد»، كما قال الإسرائيليون. وفي سياق متصل، أفاد الإعلام الإسرائيلي أمس، أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي والجبهة مع لبنان. وأجرى تقييماً أمنياً مع وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وتعهّد أنّ الجيش الإسرائيلي «سيعيد الأمن إلى الشمال»، وقال للجنود الإسرائيليين: «إذا اختار «حزب الله» فتح حرب أوسع، فإنه سيحوّل بمفرده لبنان وبيروت، وليس بعيداً من هنا، إلى غزة وخان يونس». وعلى الصعيد الميداني، لفّ التصعيد المناطق الحدودية الجنوبية، وأعلن «حزب الله» تنفيذ هجمات أسفرت، كما ذكر الجيش الإسرائيلي، عن «مقتل مدني». فيما نعى «الحزب» ثلاثة من عناصره سقطوا في المواجهات. على صعيد آخر، شهدت صور أمس زيارة تضامنية مع الجنوب، قام بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبطريرك السريان اغناطيوس الثالث يونان على رأس وفد من مجلس الأساقفة الكاثوليك. وشارك في الاستقبال نواب من كتلتي الثنائي الشيعي النيابيتين. وخاطب الراعي مستقبليه، قائلاً: «نقول لكل أهلنا في الجنوب إننا إلى جانبكم ومعكم». ومن شؤون الجنوب وشجونه، الى ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. ووفق معلومات «نداء الوطن»، تقود الحركة السياسية التي جرت خلال الأيام الأخيرة إلى الاستنتاج أنّ التمديد لـ»القائد» يسلك طريقه إلى الإقرار، وأغلب الظن أن مجلس النواب سيتولّى صوغ المخرج القانوني. بالتفصيل، يتبيّن أنّ زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري نقلوا عنه قوله، إنّه ليس «كثير الحماسة في تلقف كرة التمديد. وكان يفضّل أن تقوم الحكومة بواجبها في هذا الشأن، خصوصاً أنّ وضع اقتراحات المشاريع الأربعة على طاولة الهيئة العمومية للبرلمان سيفتح باب المزايدات السياسية، ولكن إذا لم تفعلها الحكومة، وهو المرجّح، سيتولى مجلس النواب هذه الخطوة، علماً أنّ «حزب الله» يبدي ليونة في هذا المجال ويقف خلف رئيس المجلس». ويشير الزوار إلى أنّ بري «لن يكون في موقع المعرقل لاعتبارات عديدة أبرزها: الضغط الدولي الذي يمارس على لبنان للدفع الى التمديد، وحرصه على عدم استفزاز البطريركية المارونية التي أخذت مسألة التمديد على عاتقها. وما زيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لبكركي، إلا من باب تعزيز العلاقة مع سيد الصرح وتنقيتها من الشوائب». ويكشف الزوار، أنّه بموازاة التمديد لقائد الجيش، سيصار إلى تعيين رئيس للأركان، والأرجح أنّه في جعبة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي توليفة قانونية تتيح للحكومة تعيين رئيس الأركان. ولا يخفي المتابعون تعرّض أي قانون قد يتيح التمديد، لطعن من جانب «التيار الوطني الحر» أمام المجلس الدستوري، لكن إجراءات الطعن وبتّه، قد تتطلب أكثر من ستة أشهر، وهي المدة المتوقعة للتمديد. ومن بعدها لكل حادث حديث.

قائد الجيش بعد التمديد: انتهاء صيغة المرشح الثالث

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. حتى الآن، ومع الضغط المتزايد للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، أصبح الأخير في نظر رافضي التمديد مرشحاً رئاسياً طرفاً وليس مرشح الخيار الثالث، ما يعني تغيّراً في المعادلة الداخلية والخارجية....رغم أن الاتجاهات الإقليمية، منذ حرب غزة، حوّلت الوضع اللبناني إلى مكان أكثر خطورة، إلا أن الانغماس المحلي في اليوميات السياسية أعطى الأولوية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وزاد هذا الملف أهمية الانقسام الحاد بين التيار الوطني الحر والقوى المؤيّدة للتمديد، بعدما تعامل معه الطرفان على أنه حد فاصل بين مرحلتين.حتى الآن، بُنيت سردية المدافعين عن ترشيح قائد الجيش ومن يدعمون حملته الرئاسية محلياً، على أنه خيار رئاسي ثالث بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. وحين بدأت قطر تروّج لحملة الخيار الثالث، كان عون على رأس اللائحة كمرشح خارج إطار المنافسة بين فريق حزب الله والمؤيّدين له وبين معارضيه والتيار الوطني الحر. استند المدافعون عن هذا الخيار إلى أن قائد الجيش خارج الاصطفافات المحلية الحزبية، وأن عون الذي عيّنه الرئيس السابق ميشال عون، برهن أنه بعيد عن التجاذبات السياسية. ورغم ما كان متداولاً حول جواز وصوله من دون تعديل دستوري كما كانت حال قائد الجيش السابق ميشال سليمان، بقي عون مرشح الخيار الثالث، مع دعم واضح من بعض القوى السياسية له، وعداء مطلق من التيار الوطني الحر، مرشحاً وقائداً ممدّداً له. ومنذ ما قبل انتهاء عهد الرئيس عون، بقيت سهام التيار الوطني الحر تصل إلى اليرزة، التي تأرجحت في الأسابيع الأخيرة، بحسب بورصة الضغوط، بين اطمئنان إلى التمديد وتهيّب لاستحقاق قد لا يكون بالسهولة المتوقّعة. يمكن لقائد الجيش أن يعزو الفضل في ارتفاع أسهم التمديد إلى حرب غزة، بعدما كانت احتمالات تعيين بديل عنه قد سلكت مسلكاً جدياً في واشنطن وباريس، فيما نشط مؤيّدوه في تفخيخ محاولات التعيين وتطويقها والقيام بحملة مضادّة. لكنّ حرب غزة، أعادت تشغيل محرّكات دولية، وأوروبية مع قوات اليونيفل، وعربية في اتجاهات أخرى. ولم يوفّر قائد الجيش وفريقه جهداً لخوض معركة التمديد، في العواصم الغربية والعربية ومع قوى محلية وعلى رأسها بكركي. لكن، إذا كان مؤيدو التمديد لعون ربطوا بقاءه في اليرزة باستمرارية وجوده على لائحة المرشحين، فإن نجاح هذا الرهان ليس في هذه السهولة. فهو، في اللحظة التي يُمدد فيها له، يتحوّل حكماً من مرشح خيار ثالث إلى مرشح فريق، علماً أنه أصبح كذلك منذ أن أعطت اللجنة الخماسية الضوء الأخضر للتمديد، لتلتقي بذلك مع قوى سياسية مؤيّدة للتمديد لغايات مختلفة تماماً، مقابل رفض التيار الوطني المطلق له، والرهان على أن حزب الله لا يمكن بعد التوافق الخماسي على عون القبول به مرشحاً رئاسياً. إلا أن مؤيّدي القائد يملكون، في المقابل، حجة مناقضة: إذا نجح عون في استقطاب الكتل النيابية للتمديد له فهذا يعني أنه ليس مرشح طرف، بل مرشح أكثرية سياسية ونيابية، إذ سيمتلك أصوات ثلثي المجلس النيابي، ما يؤهّله للتعديل الدستوري والفوز برئاسة الجمهورية. والإجماع السياسي - في نظرهم - يوازي كمية الأصوات، بين الرئيس نبيه بري وكتلته والقوى المسيحية والمعارضة والتقدمي الاشتراكي وقوى سنية، ما يعني «استفتاء رئاسياً» مسبقاً. لكن، قبل أن يصبح التمديد أمراً واقعاً، يستمر الكباش بين مؤيديه حول عملية الإخراج، فيما يدور كباش الرافضين حول اليوم التالي.

كباش بين مؤيّدي التمديد حول عملية الإخراج وبين رافضيه حول اليوم التالي

حتى الساعات الأخيرة، كان حزب الله يؤكد أنه لن يسير بأي من الخيارات المقترحة قبل الدقائق الأخيرة، لكن بدا أنه يفضّل أن يكون خيار التمديد في حال رست المعادلة عليه عبر الحكومة ولمدة محددة، بدل أن يتم بإجماع نيابي. إلا أن هذا ليس ما يشغل بال التيار في علاقته بحزب الله. فاليوم التالي، بالنسبة إلى التيار، يتعلق بالخطة باء غير الموجودة، في ظل نقاش حول الخطوات التي كان يفترض بالتيار أن يتخذها حتى لا يصل إلى طريق مسدود، ليبدو وكأن إصراره على رفض التمديد تمّ من دون احتساب خط الرجعة. وهو حتى الآن يعيش إرباك علاقته بالحزب، وأضاف إلى ذلك توتر علاقته مع بكركي، وسيضيف إليه تسجيل المعارضة والقوات اللبنانية نقطة لصالحها بإعادة عون إلى اليرزة قائداً ممدّداً له وبإبقائه مرشحاً رئاسياً. ليس من السهل ابتلاع كل ذلك، في وقت كان نواب في التيار يحثّون رئيسه النائب جبران باسيل على احتساب الخطوات بدقّة قبل بدء معركة مفتوحة مع قائد الجيش ومؤيّديه. لكن كل ذلك في كفة وعلاقته مع حزب الله في كفة أخرى. ولعل هذا هو السؤال الذي لا يزال يشكل بالنسبة إلى التيار الحد الفاصل، ويجعله مطمئناً إلى أن الحزب لن يسمح بالتمديد. وحتى الدقائق الأخيرة، لا يزال يتصرف وكأن كل ما يقال عن انتهاء صفقة التمديد لا يوازي كلمة واحدة من الحزب. وما بعد الكلمة، سلباً أو إيجاباً، يصبح اليوم التالي منعطفاً آخر في العلاقة بينهما، بين نسف جسور الثقة أو ترميمها مجدّداً.

القوات «بيضة قبّان» تشريع الضرورة: كرمى لعون... «يكرم» نبيه بري!

الاخبار..تقرير رلى إبراهيم ... في كل مرة كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو إلى جلسة للهيئة العامة، كانت قوى المعارضة تسارع الى تأكيد أنها لن تلبّي الدعوة لحضور جلسة «تخالف الدستور» باعتبار أن مجلس النواب، في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، يتحوّل إلى هيئة ناخبة مهمتها الوحيدة انتخاب الرئيس وليس التشريع. وفي كل مرة، كان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يخرج «مفتياً» بأن عقد مجلس النواب جلسة تشريعية اعتداء موصوف على الدستور، ما أدى إلى تطيير إقرار قوانين إصلاحية بفعل غياب النصاب أو الاعتصامات داخل المجلس وخارجه للمناداة بعدم التشريع.ولكن، لم يكد يمضي شهر على آخر «فتاوى» جعجع في هذا السياق، حتى تحوّل الخطاب إلى تأييد «تشريع الضرورة»، وتقدّم رئيس حزب القوات، نفسه، المطالبين بجلسة تشريعية ولو في ظل الفراغ الرئاسي، مبتدعاً استثناءات واجتهادات تتعلق بـ«مسألة طارئة ووجودية» اسمها التمديد لقائد الجيش جوزيف عون. وبعدما كان نواب القوات رأس حربة في مقاطعة الجلسات التشريعية، مدعومين من زملائهم الكتائبيين و«التغييريين»، سارعوا أخيراً إلى تقديم اقتراح قانون للتمديد لعون، وزاروا عين التينة لإقناع رئيس المجلس بعقد جلسة، وأبدوا استعدادهم لتمرير أيّ بنود يضعها على جدول الأعمال كرمى للتمديد فقط. هكذا، انقلبت مبادئ القوات وثوابتها فجأة، و«تصادف» ذلك مع ضغط أميركي - فرنسي - سعودي للتمديد لقائد الجيش باعتباره «ضمانة لأمن أوروبا»، ومع تصاعد دعوات الرعاة الغربيين لـ«السياديين» المحليين إلى تطبيق القرار 1701، كرمى لطمأنة سكان المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان!..... حتى الساعة، لم يحدد بري موعداً للجلسة التشريعية التي لن يتضمّن جدول أعمالها بند التمديد وحيداً، بل عشرات البنود، منها الضروري، ومنها ما لا يمتّ الى الضرورة بصلة، إذ إن رئيس المجلس لن يقدّم التمديد على طبق من فضة، بل سيجرّ الكتل النيابية الى جلسة تؤسّس لجلسات مستقبلية. كما لن يكون اقتراح التمديد على رأس جدول أعمال الجلسة، بل ستسبقه بنود حتى لا يلعب أحد لعبة تطيير النصاب وفضّ الجلسة بعد إقرار التمديد. ورغم إجماع مكوّنات «المعارضة» على تأييد التمديد، إلا أنها لم تحسم كلها بعد موقفها من حضور الجلسة، ويحاول بعضها قدر الإمكان إبعاد هذه «الكأس المرّة» برمي التمديد على عاتق الحكومة. المحسوم قواتياً هو حضور الجلسة التي يفترض أن يدعو إليها بري الأسبوع المقبل، كونها «تحمل بنداً ملحّاً وطارئاً لا يمكن المماطلة به»، وفق مصادر قواتية. أما حزب الكتائب، الذي استشرس رئيسه النائب سامي الجميل سابقاً في رفض أيّ تمديد، سواء لأشخاص أو مؤسسات، فلم يعط موقفاً حاسماً بعد، إذ تقول مصادر كتائبية إن «الأولوية هي للتمديد عبر الحكومة وهو أمر دستوري ومتاح مع دخول لبنان في حالة حرب». أما في حال عجزت الحكومة عن ذلك، «فعندما نصل إليها نصلّي عليها». والأمر نفسه ينطبق على «التغييريين» الذين يميل بعضهم (كالنواب: مارك ضو ووضاح الصادق وميشال دويهي) الى عدم حضور الجلسة التشريعية «تطبيقاً للدستور»، بحسب ضو. ويضيف: «نعتبر أن المسؤولية تقع تحديداً على عاتق رئيس الحكومة ووزير الدفاع ومجلس الوزراء الذين يمكنهم إصدار قرار تأجيل التسريح من ضمن صلاحياتهم. لذلك لن نغطي تقصير السلطة التنفيذية التي تتهرّب من كل الملفات الملحّة وترميها على مجلس النواب». النائب ملحم خلف، المعتصم منذ أشهر في مجلس النواب، يرفض أيضاً التشريع في ظلّ الفراغ، فيما يقول النائب إبراهيم منيمنة لـ«الأخبار» إنه لم يتخذ قراراً بعد، علماً أنه من ضمن مجموعة تضم النواب: بولا يعقوبيان ونجاة عون وياسين ياسين وفراس حمدان. أما بالنسبة إلى يعقوبيان، فإن المجموعة لا تحمل رأياً واحداً في ما يتعلق بالتشريع، إذ «إننا واقعون بين معضلتين: الأولى عدم منح السلطة الفرصة للإمعان في مخالفة الدستور، والثانية هي ورود قوانين ملحّة تتعلق بمصالح المواطنين كمشروع أمان والموازنة والقوانين الإصلاحية التي تضعنا أمام واجباتنا كنواب بضرورة الحضور لتأمينها لهم». لكن هذه «الأمور الملحّة» كانت على جداول أعمال جلسات سابقة رفض «التغييريون» حضورها، فما الذي تغيّر اليوم؟ تجيب يعقوبيان: «اليوم هناك موازنة إن لم نعدّلها في مجلس النواب فستقرّها الحكومة بمرسوم كما هي، وثمة مشاريع اجتماعية وأمور تتعلق بالأساتذة... لكننا لم نتخذ قراراً بعد والموضوع قيد النقاش في اجتماعات نعقدها». في المقابل، لا يمانع النائب الياس جرادة الحضور، فيما لم يتّضح بعد موقفا النائبتين سينتيا زرازير وحليمة قعقور. أما على جبهة الأحزاب، فمن المؤكد حضور نواب حركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي والنواب السنّة المستقلين وسط مقاطعة التيار الوطني الحر، ما يعني عملياً أن نواب حزب القوات هم بيضة القبان المعوّل عليها غربياً لتأمين نصاب الجلسة وإقرار التمديد إذا لم تتولّ الحكومة اتخاذ هذا القرار.

نتنياهو يُهدد بتحويل بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس

إبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني بين الإغراء و.. الإغراق

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- اكتمالُ النصاب السياسي للتمديد لقائد الجيش في لبنان

على وقع ما يشبه الترسيخ المتدرّج لسياسة «العصا والجزرة» الأورو - أميركية - الإسرائيلية حيال مستقبل الوضع في جنوب لبنان وكيفية ضبْطه تحت سقفِ القرار 1701 وسحْب «حزب الله» من جنوب الليطاني «بالديبلوماسية أو بالقوة العسكرية»، ارتفعتْ الحماوةُ على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية أمس بما أّنْذَر بتبادُل رسائل بالنار بين تل أبيب والحزب، الأولى حيال جاهزيتها لـ «تفعيل» تهديداتها بعد أن تُستنفد فرص الحلّ على البارد، والثاني على قاعدة إدارة الظهْر للضغوط التصاعدية وعدم الاستعداد لإدخال أي مسارٍ لتثبيت الحدود البرية بين «بلاد الأرز» وإسرائيل واحتمالاتِ انسحاب الأخيرة من مزارع شبعا المحتلة لأي مُقابِلٍ «ولو لفْظي». وفيما كانت بيروت تستعدّ لاستقبالِ وفدٍ فرنسي أمني في الساعات المقبلة يكمل ما بدأه مدير المخابرات برنارد ايمييه لجهة نسْج تفاهماتٍ تُجَنِّب لبنان «كأس» تَمَدُّد بركان غزة إليه وتُلاقي مَساعي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وذلك على قاعدة نزْع الذرائع من أمام اندفاعةٍ إسرائيلية - يَجْري التلويح بها - نحو فتْح جبهةٍ مع «حزب الله» يُخشى أن يكون بمثابة «الخرطوشة الأخيرة»، تطايرتْ أمس الصواريخُ والقذائف المتبادلة عبر الحدود بجرعةٍ أعلى من التوحّش الإسرائيلي وتَعَمُّدِ الإصابةِ من الحزب، فيما عمّقتْ الغاراتُ جِراح بلدات لبنانية أصيب فيها مواطنون وتضرّر العديد من المنازل.

تهديدات إسرائيلية

واعتبرتْ مصادر مطلعة أن رفْعَ إسرائيل منسوب استهدافاتها بدا مدجّجاً بأبعاد تتّصل بمحاولتها إفهام لبنان و«حزب الله» بأنّ مَسْرَبيْ الحرب والحلّ الديبلوماسي مفتوحان بالتوازي، وفق ما كان عبّر عنه ما نقلتْه صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليين من أنّ «واشنطن تدرس إمكان التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان في شأن الحدود البرية ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية» وأن هوكشتاين «يعمل على إبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد» وأن «الهدف من الاتفاق المحتمل إبعاد(حزب الله) بشكل دائم عن الحدود»، وذلك قبل أن يعلن وزير الدفاع يوآف غالانت خلال لقائه رؤساء البلديات والمجالس الواقعة في شمال إسرائيل «اننا سنُبعد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استناداً إلى القرار 1701 وإذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية، فإنّ إسرائيل ستتحرّك عسكريّاً لتحقيق ذلك». كما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال جولة ميدانية، شمالاً «إذا شن حزب الله حرباً شاملة، فإنه سيحّول بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس». من جهته اختار «حزب الله» أن يقسو على إسرائيل في يومٍ من استهدافات لمواقع عسكرية لجيشها أدت إلى ما لا يقلّ عن قتيل (وعدد من الجرحى) وبدت بمثابة إعلان تفكيك أي «صندوقة بريد» يَعتقد أطراف غربيون أنهم زرعوها، عبر قناة أو أخرى، ويمرّرون عبرها رسائل الضغط سواء لفصْل جبهة الجنوب عن غزة فيما الحربُ مشتعلةٌ، أو لمحاولة القيام بما يَعتبره قريبون من جو محور الممانعة «دسّ السم» في طروحاتٍ مثل بتّ النقاط الخلافية على الحدود البرية والانسحاب حتى مما بقي من أراضٍ لبنانية محتلة، بحيث يُراد تحويل مسألة سلاح «حزب الله» برمّته، وليس فقط جزئية القرار 1701 وجعْل جنوب الليطاني خالياً من السلاح والمسلّحين، «مشكلة داخلية» لبنانية وتوريط الحزب في نزاعاتٍ تكرّس وضعيته الإشكالية والانقسام العمودي والأفقي حول سلاحِه.

التمديد لقائد الجيش

وثمة مَن يتعاطى مع ملامح انتقال «حزب الله» إلى عدم ممانعة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي يُحال على التقاعد في 10 يناير المقبل، وسط توقّعات بعقْد جلسة تشريعية للبرلمان بحلول منتصف الجاري لبتّ هذا الأمر في مجلس النواب، على أنه في سياق تَفادي استدراج انقساماتٍ حيال المؤسسة العسكرية التي يُنقل عن أجواء الحزب أنه حريص على عدم حصول أي فراغ في قيادتها، وعدم استفزاز المزاج المسيحي الذي يدعو في غالبيته وبدعْم من الكنيسة (ما عدا التيار الوطني الحر) إلى الإبقاء على عون في منصبه حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية. ورغم أن من المبكر استشراف كيف سيوفّق حزب الله بين عدم عرقلة التمديد لقائد الجيش في جلسة ستمنح معها المعارضة (ولا سيما أحزابها المسيحية) الشرعية للتشريع في كنف الشغور الرئاسي على قاعدة «الضرورات القصوى تبيح المحظورات» وبين تلافي إظهار «التيار الحر» متروكاً بالكامل، فإن أوساطاً سياسية توقّفت عند المناخ الذي طَبَعَ زيارة التضامن «والتكاتف من أجل الصمود» التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للجنوب (منطقة صور) أمس والتي شارك الحزب في محطات عدة منها (عبر ممثل له من كتلته البرلمانية). وفي رأي الأوساط أن مثل هذه المشهدية تريح «حزب الله» الذي لا يرغب في هذه المرحلة بحصول أي استقطابات ذات طابع طائفي، وإن كانت مراعاته المفترضة في ملف الإبقاء على عون في موقعه لن تنطبق بالضرورة على الملف الرئاسي المؤجَّل والذي تبرز معطيات عن أن الحزب بات في أعلى درجات التشدد حياله بالتمسك بسليمان فرنجية.

عملياتٍ نوعيةً لـ «حزب الله»

في موازاة المسرح السياسي، كان الميدان يشتعل عملياتٍ نوعيةً لـ «حزب الله» الذي استهدف «تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة وأوقعنا فيه إصابات مؤكدة» قبل أن يُعلن عن مقتل جندي إسرائيلي في هذه العملية. كما أعلن حزب الله، الذي نعى اثنين من مقاتليه، أنه استهدف عصراً تجمّعيْن «لجنود الاحتلال الإسرائيلي في خلة وردة ومحيط جل العلام»، وذلك بعدما كان نفّذ 3 هجمات ضد موقع الجيش الإسرائيلي في وادي هونين (المرج)، واستهدف موقعي معيان باروخو وحرج راميم «وموقعي العدو الصهيوني في بياض بليدا وحدب البسان». في المقابل، ذكر الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته ضربت سلسلة من الأهداف التابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية، تشمل بنى تحتية ومواقع إطلاق ومواقع عسكرية. وكانت أعنف الغارات التي طاولت بلدة كونين وأفادت «الوكالة الوطني للإعلام» الرسمية أنها استهدفت مبنى قرب تعاونية السجاد في البلدة وتسبّبت بأضرار فيه، قبل أن يُعلن أن تَطايُر الزجاج أدى إلى إصابات في صفوف طلاب معهد كونين المهني، فيما أظهرت فيديوات حال الهلع بين السكان. وبالتوازي قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة رميش وأطلقت ما لا يقل عن 6 قذائف فوسفورية باتجاه وادي «قطمون» قرب حدود البلدة، كما استهدفت أطراف يارون، الناقورة، عيتا الشعب، كفركلا، رامية، بيت ليف، الضهيرة، طيرحرفا، شيحين والجبين، ووادي «حامول» شرق الناقورة.

جدد إدانة إسرائيل لاستهدافها الطاقم الصحافي في الجنوب

ميقاتي: سنضمّ تقريريْ «رويترز» و«فرانس برس» إلى الشكوى المقدّمة أمام مجلس الأمن

| بيروت - «الراي» |... جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إدانة إسرائيل على استهدافها الطاقم الصحافي خلال عدوانها المستمر على لبنان ما أدى إلى استشهاد وجرح العديد منهم. وتعليقاً على التقريرين اللذين أصدرتهما وكالتا «رويترز» و«فرانس برس» في شأن استشهاد الصحافي والمصور الصحافي في «رويترز» عصام عبدالله وجرح ستة آخرين هم مصورا «فرانس برس» كريستينا عاصي وديلان كولنز ومصورا «رويترز» ثائر السوداني وماهر نزيه، مراسلة قناة «الجزيرة» كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا في 13 أكتوبر الفائت، قال رئيس الحكومة «إن الاجرام الإسرائيلي لا حدود له، وهذا ما نشهده في غزة وجنوب لبنان. كما أن استهداف المؤسسات الإعلامية يهدف إلى إسكات كل صوت يفضح العدوان الإسرائيلي». وتابع «ان الحكومة اللبنانية ستتخذ الاجراءات كافة لضم التقريرين إلى الشكوى المقدمة أمام مجلس الامن ومتابعتها. وقد تواصلتُ مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب لاجراء المقتضى. كما تواصلت مع وزير الإعلام زياد المكاري الذي باشر الاجراءات العملانية لتقديم الشكاوى المطلوبة لدى المراجع الدولية المختصة. وهو أيضا في صدد مراسلة سفراء الدول الكبرى العاملة في لبنان للطلب إليها اتخاذ الموقف المناسب من التقريرين»...

لبنان: تحرك جنبلاطي باتجاه حزب الله وإيران مع سقوط «المنطقة العازلة»

الجريدة...منير الربيع ...في موازاة المساعي الدولية، وخصوصا الأميركية والفرنسية، للوصول إلى صيغة سياسية لتجنب اندلاع أي حرب بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، والتوصل إلى مسار للخروج من الاشتباكات المستمرة بين الطرفين، والتي أنهت عمليا الوضع القائم على الحدود منذ 2006، برز تحرك سياسي داخل لبنان يقوده الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه حزب الله، والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني. وحسبما تشير مصادر متابعة لـ«الجريدة»، فإن لقاء جنبلاط مع وفد حزب الله كان واضحا لجهة نقل ما تجمع لديه من معلومات ومعطيات خارجية حول الوضع في لبنان، ونصح جنبلاط الحزب بعدم الوقوع في أي فخ إسرائيلي تسعى إسرائيل إلى نصبه، وتوريط العالم في حرب كبيرة ضد لبنان. ويعتبر جنبلاط أن الأزمة الداخلية الإسرائيلية قد تدفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الاستفادة من الظروف القائمة حالياً، والدعم الممنوح لإسرائيل وانتشار القوات العسكرية الأميركية في المنطقة لوضع العالم تحت الأمر الوقوع بالذهاب إلى حرب قاسية ضد لبنان. كل المعطيات التي يمتلكها جنبلاط، من خلال اتصالاته ومتابعاته، وضعها بين يدي الحزب، مع النصيحة بضرورة تجنب الحرب. الجو نفسه نقله جنبلاط إلى السفير الإيراني الذي أكد بدوره أيضاً أن إيران لا تريد الحرب ولا اتساعها، وتريد الاستقرار في لبنان، وأن التقييم الإيراني حول الوضع في غزة هو أن إيران واثقة من قدرات حماس على الصمود، ومن أن إسرائيل لن تتمكن من هزيمتها، وبالتالي لا ضرورة لتوسيع عمليات حزب الله الذي يقول إن عملياته على الحدود الجنوبية ترتبط بما يجري في غزة، وهو سيستمر بها طالما استمرت حرب غزة، وأنه لا يريد الحرب لكنه لن يعطي أي ضمانات لإسرائيل بعدم الاستمرار في شن العمليات العسكرية. يأتي ذلك، فيما يواصل المسؤولون الدوليون، الذين يعملون على نقل الرسائل إلى لبنان، توجيه النصائح بضرورة تكريس مبدأ التفاوض السياسي لتجنب أي لحظة جنون لدى الحكومة الإسرائيلية. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وعد أمس الأول بإبعاد «حزب الله» اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني جنوب لبنان، سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري. وتقول مصادر متابعة إن صيغة إنشاء «منطقة عازلة» جنوب نهر الليطاني سقطت، ولم تعد مطروحة على الطاولة، خصوصا أن المجتمع الدولي يريد تجنيب لبنان الحرب، بينما يعتبر حزب الله أن هذه الفكرة هي إعلان حرب عليه، ويعتبر أن مسألة تأمين الاستقرار لإعادة السكان إلى المستوطنات الشمالية مشكلة إسرائيلية هو غير معني بها. في المقابل، يجري بحث صيغة تركز على زيادة عديد الجيش اللبناني في الجنوب، وخصوصاً في منطقة عمل القرار 1701، إضافة إلى تعزيز وجود قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل وزيادة عديدها بدلاً من الحديث عن انسحابها من هناك، إلى جانب وقف العمليات العسكرية وفق ما ينص عليها القرار 1701. أما بخصوص سحب حزب الله مقاتليه وسلاحه الثقيل الى شمال نهر الليطاني حسبما ينص القرار 1701، فيتم استبدالها بالاكتفاء بسحب الحزب سلاحه الثقيل، مع التهديد بأن لدى إسرائيل معطيات ومعلومات حول أماكن انتشار هذه الأسلحة ومراكز تخزينها، وقد وجهت تل أبيب ضربات عسكرية لبعضها، وبالتالي يجب سحب هذه الأسلحة لتجنب ضربها وتوسيع الحرب.

بلينكن يؤيد إجراء «تحقيق معمّق» بشأن مقتل صحافي وإصابة آخرين في جنوب لبنان..

الراي.. اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم أمس الخميس أن من «المهم» إجراء «تحقيق كامل ومعمّق» في القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل صحافي وإصابة ستة آخرين في 13 أكتوبر في جنوب لبنان. وقال بلينكن عند سؤاله حول هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي «أعتقد أن إسرائيل بدأت تحقيقا كهذا وسيكون مهما أن نرى نجاح هذا التحقيق ومعرفة النتائج». قُتل عصام عبد الله، صحافي الفيديو في وكالة رويترز، في قصف بجنوب لبنان أدى أيضاً إلى إصابة ستة مراسلين - اثنان من رويترز، واثنان من قناة الجزيرة القطرية، واثنان من وكالة فرانس برس بينهما المصورة كريستينا عاصي التي أصيبت بجروح خطرة ولا تزال في المستشفى. وخلص تحقيق أجرته وكالة فرانس برس ونشر الخميس إلى إصابتهم بقذيفة دبابة إسرائيلية، ويرجّح أن الضربة انطلقت من الجهة الجنوبية الشرقية، من منطقة الجرداخ الإسرائيلية. كما خلص تحقيق أجرته وكالة رويترز ونشر أيضا الخميس إلى إصابتهم بنيران دبابة إسرائيلية. وكان المراسلون يغطون الاشتباكات عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وحلفائه في جنوب لبنان، في وقت يشعر المجتمع الدولي بقلق من خطر اتساع نطاق النزاع بين إسرائيل وحماس. وأضاف بلينكن «أنا معجب للغاية بالرجال والنساء العاملين في مهنتكم والذين يحاولون يوميا، في جميع أنحاء العالم، وفي أخطر الأماكن في العالم، تقديم الحقائق للآخرين. وهذا أكثر أهمية من أي وقت مضى». وقدم نظيره البريطاني ديفيد كاميرون «تعازيه» للصحافيين، مشددا على أهمية عملهم، خاصة في مناطق النزاع. وقال «ضروري جدا أن يغطي صحافيون محترفون مستقلون ومحايدون هذه النزاعات. إنه عمل في منتهى الصعوبة وشجاع للغاية»...

تحقيقات دولية تثبت استهداف صحافيين في جنوب لبنان بقذيفة إسرائيلية

ميقاتي: لبنان سيضم النتائج إلى الشكوى لمجلس الأمن

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت، الخميس، نتائج أربعة تحقيقات قامت بها كل من «وكالة الصحافة الفرنسية» ووكالة «رويترز» ومنظمة «العفو الدولية»، ومنظمة «هيومن رايتس ووتش»، خلصت إلى أن قذيفة دبابة إسرائيلية هي التي استهدفت الفريق الصحافي في جنوب لبنان في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، وأدت إلى مقتل المصور الصحافي اللبناني عصام عبد الله الذي كان يعمل مع وكالة «رويترز»، وإصابة صحافيين آخرين. وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن لبنان سيتخذ الإجراءات لضم نتائج التقارير إلى الشكوى المقدمة أمام مجلس الأمن الدولي ولدى المراجع الدولية المختصة ومتابعتها، مشيراً إلى أن وزير الإعلام زياد مكاري في صدد مراسلة السفراء الذين يمثلون الدول الكبرى في لبنان؛ للطلب من هذه الدول اتخاذ الموقف المناسب. وأعلنت «هيومن رايتس ووتش» و«العفو الدولية»، الخميس، أن القصف الإسرائيلي الذي قتل صحافياً وجرح ستة آخرين في 13 (أكتوبر) في جنوب لبنان يستدعي تحقيقاً في «جريمة حرب». وقدمت المنظمتان خلال مؤتمر صحافي في بيروت، نتائج تحقيقين منفصلين قامت بهما وتزامن نشرهما مع تحقيق لوكالة «الصحافة الفرنسية» ووكالة «رويترز» أظهرت أن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت عصام عبد الله وأصابت ستة صحافيين آخرين، هم مصورا «وكالة الصحافة الفرنسية» كريستينا عاصي التي لا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وديلان كولنز، ومصورا وكالة «رويترز» ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا. وخلص تحقيق المنظمتين إلى أن قذيفة دبابة من عيار 120 ملم مصدرها إسرائيل تسببت بالحادث. وأوضحت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «منظمة العفو» آية مجذوب، أن «المسؤولين عن موت عصام عبد الله وإصابة ستة صحافيين آخرين يجب أن يحاسبوا. لا يفترض بأي صحافي أن يُستهدف أو يقتل لمجرد أنه يقوم بعمله. يجب ألا يُسمح لإسرائيل أن تقتل أو تهاجم صحافيين من دون محاسبة». وأضافت خلال المؤتمر الصحافي إن «الضربتين الإسرائيليتين (...) كانتا على ما يبدو هجمات متعمّدة على مدنيين، ما يشكّل جريمة حرب». وذكّرت بأن القانون الإنساني الدولي «يفرض واجب عدم استهداف إلا مقاتلين وأهدافاً عسكرية، في كل أوقات النزاع»، و«يمنع في كل الظروف تنفيذ هجمات على مدنيين»، مشيرة إلى أنه «على حلفاء إسرائيل - الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا - أن تعلّق مساعدتها العسكرية لإسرائيل، بسبب خطر استخدام هذه الأسلحة لارتكاب انتهاكات خطيرة». وقال الخبير اللبناني في «هيومن رايتس ووتش» رمزي قيس، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، إن التحقيق الذي أجرته منظمته «يشير بقوة إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تعرف، أو كان يجدر بها أن تعرف، أن المجموعة التي هاجمتها من الصحافيين». وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد أجرت على مدى سبعة أسابيع، تحقيقاً عبر تحليل صور أقمار اصطناعية وست وسائل إعلام كانت موجودة في المكان في ذلك اليوم، مع شهادات صحافيين، وسكان ومصادر أمنية، وطرح أسئلة على عدد من الخبراء في الأسلحة. وأظهر التحقيق الذي أجري بالتعاون مع منظمة «إيروورز» (Airwars) البريطانية غير الحكومية المتخصصة في التحقيق في هجمات تطال مدنيين في مواقع النزاع، أن قذيفة دبابة من عيار 120 ملم مزودة بزعانف ويستخدمها الجيش الإسرائيلي حصراً في المنطقة، استخدمت في الضربة القاتلة، وفصلت بين القذيفتين 37 ثانية فقط، ما يؤشر، بحسب خبراء استجوبتهم «إيروورز» و«وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى أن الضربة كانت محدّدة الأهداف، علماً بأنه كان واضحاً أن الأشخاص المتجمعين في المكان هم صحافيون. من جهتها، تحدثت «رويترز» مع أكثر من 30 من المسؤولين الحكوميين والأمنيين والخبراء العسكريين والمحققين في الطب الشرعي إلى جانب محامين ومسعفين وشهود؛ للتوصل إلى رواية مفصلة عن الحادث. وراجعت وكالة «رويترز» لقطات فيديو من 8 وسائل إعلام كانت في المنطقة في ذلك الوقت، ومئات الصور التي التقطت قبل الهجوم وبعده، وتشمل صوراً عالية الدقة بالأقمار الاصطناعية. وفي إطار تحقيقها، جمعت «رويترز» أيضا أدلة من مكان الحادث وحصلت عليها، بما في ذلك شظايا على الأرض وأخرى في سيارة للوكالة وثلاث سترات واقية من الرصاص وكاميرا وحامل ثلاثي القوائم وقطعة معدنية كبيرة. وفحصت المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي إن أو)، وهي مؤسسة بحثية مستقلة تختبر وتحلل الذخائر والأسلحة لصالح عملاء مثل وزارة الدفاع الهولندية، تلك المواد لصالح «رويترز» في مختبراتها في لاهاي. وكانت النتائج التي توصلت إليها المنظمة الهولندية أن القطعة المعدنية الكبيرة كانت عبارة عن جزء من ذيل قذيفة دبابة عيار 120 ملليمتراً، وأطلقها مدفع دبابة متمركزة على بعد 1.34 كيلومتر من المراسلين عبر الحدود اللبنانية. وفيما قالت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على نتائج تحقيقاتها، قالت «رويترز» إنها عرضت على الجيش الإسرائيلي النتائج التي توصلت إليها، وطرحت أسئلة تفصيلية إضافية، ومنها ما إذا كانت القوات الإسرائيلية على علم بأنها تطلق النار على الصحافيين، فكان ردّ اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي: «نحن لا نستهدف الصحافيين»، ولم يقدم المزيد من التعليقات.

جرحى مدنيون في جنوب لبنان... و«حزب الله» يعلن مقتل 3 من عناصره

20 ألف نازح في مراكز إيواء بمدينة صور

بيروت: «الشرق الأوسط».. استمرت، الخميس، المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الذي أعلن تنفيذه عدداً من العمليات مستهدفاً مواقع عسكرية وتجمعات لعسكريين إسرائيليين. ونعى الحزب ثلاثة مقاتلين «أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي»، وكان لافتاً أنه لم يرفق عبارة «على طريق القدس» في بيان النعي، وفق ما جَرَت العادة. وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة لمنطقة الحدود الشمالية، يوم الخميس، حيث كرَّر تحذير «حزب الله»، وقال: «إذا اختار حزب الله بدء حرب شاملة، فإنه سيُحوّل بيروت وجنوب لبنان بيديه إلى غزة وخان يونس». وأدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط جرحى بين طلاب أحد المعاهد في جنوب لبنان، في حين أعلن مقتل إسرائيلي على أثر هجوم بصواريخ موجَّهة من لبنان، في وقت وصل فيه عدد النازحين من بلدات الجنوب الحدودية إلى صور إلى عشرين ألف نازح، إضافة إلى المئات الذين نزحوا إلى مناطق أخرى ولم يسجلوا ضمن «وحدة إدارة الكوارث». وأكدت «إدارة الكوارث» أنها تعاني ضعف الإمكانات المتاحة، علماً بأن عدداً من القرى التي لا تزيد عن الأربعين قرية ليس فيها مأمن لحياة المدنيين، بعدما استهدفت إسرائيل المنازل والمدنيين والصحافيين وسيارات الإسعاف ومشاريع الدواجن والمواشي. وفي بيانات متفرقة، أعلنت «المقاومة الإسلامية»، مساء، أن مقاتليها استهدفوا موقعي الجرداح وبياض بليدا، وتجمعاً لجنود إسرائيليين في حرج شتولا (قرية ‏طربيخا اللبنانية المحتلّة)، وتجمعاً آخر في خلة وردة، محققين إصابات مباشرة، وفق البيانات. وأتى ذلك بعدما استهدف «حزب الله»، بعد الظهر، تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام، وتجمعاً آخر في محيط ثكنة ميتات، ‏كما استهدف موقع المرج (قرية هونين اللبنانية المحتلّة)، وموقع معيان باروخ بالأسلحة ‏المناسبة، وجرى إصابته إصابة مباشرة. كانت القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، قد عاشت الليل هدوءاً حذِراً، خرقته القنابل المضيئة والطيران الاستطلاعي وصوت انفجار اعتراضي في سماء منطقة صور، وسقوط قذيفة في البحر قبالة منطقة باب التم في محلة القاسمية لم يُعرَف مصدرها وماذا استهدفت في عرض البحر. وفي مرجعيون، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط جريح نتيجة القصف على تلة حمامص، وقد نُقل إلى المستشفى، في حين شنّ الطيران الإسرائيلي غارتين على وادي السلوقي وأطراف بلدات مجدل سلم وحولا ومركبا. ومساء، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الطيران الإسرائيلي استهدف سهل مرجعيون بقذائف مدفعية ثقيلة عدة. وقال الجيش الاسرائيلي إنه رصد إطلاق عدد من القذائف من لبنان، وردّ على مصادر النيران، مُعلناً أن طائراته المُقاتلة ضربت أهدافاً لـ«حزب الله»، داخل الأراضي اللبنانية، تشمل بنى تحتية ومواقع إطلاق ومواقع عسكرية، وذلك بعدما كان قد أعلن أن صفارات الإنذار انطلقت في بلدة مارغليوت، الواقعة شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إن مدنياً إسرائيلياً قُتل بصاروخ مضادّ للدروع أُطلق من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل، الخميس، في ظل تبادل القصف عبر الحدود بين «حزب الله» وإسرائيل.

المودعون اللبنانيون يتخوفون من تحميلهم الخسائر كاملةً

خلاف المصارف مع الحكومة يقترب من مرحلة «التقاضي»

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. دخل النزاع المالي المستحكم في لبنان بين ثلاثي الدولة والبنك المركزي والجهاز المصرفي طوراً جديداً يُنذر بالوصول إلى ردهات القضاء المحلّي والخارجي، على خلفية الخلافات العميقة بشأن مقاربة الحكومة لفجوة الخسائر المقدرة بنحو 72 مليار دولار، واستطراداً استهداف شطب العجز المحقّق في ميزانية «المركزي»، عبر عزل توظيفات المصارف لديه. وبالتوازي، يتكفل الغبار الكثيف لمعركة تبادل اتهامات سوء الحوكمة وما أفضى إليه من تبديد للاحتياطيات والتوظيفات، بارتفاع مستمر في منسوب القلق من بلوغ مرحلة استسهال إيقاع العبء الأكبر على عاتق مئات آلاف المودِعين، من مقيمين وغير مقيمين، الذين يحملون قيوداً دفترية بمدخرات تناهز 92 مليار دولار. ويُتوقع، حسب مصادر مصرفية وقانونية متابعة، أن تشكل المادة 113 من قانون النقد والتسليف النواة الصلبة للاحتكام في تحميل المسؤوليات وتوزيع الأعباء على الأطراف المتنازعة، لا سيما لجهة النص على وجوب تولّي الدولة تغطية أي عجز في ميزانية البنك المركزي من الاحتياطي العام أو دفعه من الخزينة. وفي مستجدات النزاع، أقدمت مجموعة من أكبر المصارف اللبنانية، التي تحمل قيود موجبات لصالحها لدى «المركزي» وبما يتعدّى 70 في المائة من إجمالي توظيفات المصارف التي تناهز 88 مليار دولار، على تعميم مذكرة قانونية تقضي بإرساء وصف «ربط نزاع» مع الدولة التي يتوجب عليها تغطية كامل عجز البنك المركزي وسداد ديونها ومستحقات سنداتها له، كمرتكز قانوني لاستعادة المصارف حقوقها، وبالتالي تمكينها من رد أموال المودِعين التي تتعدّى 90 مليار دولار، وفق البيانات المحدثة. ووفق نسخة تلقتها «الشرق الأوسط»، عممت جمعية المصارف النص الكامل من 11 صفحة لمذكرة «ربط نزاع» تحت طائلة اللجوء إلى القضاء الإداري، وتقدم بها المحاميان أكرم عازوري وإيلي شمعون، بوكالتهما عن 11 مصرفاً عاملاً تشكل الكتلة الكبرى من حجم القطاع، وموجَّهة إلى وزارة المالية بغية إلزام الدولة بتنفيذ موجباتها القانونية والتعاقدية تجاه مصرف لبنان عن طريق التسديد الفوري إلى المصرف المركزي المبالغ المستحقة بذمتها تجاهه، وتحت طائلة اللجوء إلى القضاء الإداري. ووفق توضيحات موازية من رئيس الجمعية سليم صفير، فإن الأساس هو القانون المتعلق بالانتظام المالي الذي يفترض أن يوزّع المسؤوليات بطريقة عادلة. وبذلك فإن الودائع لدى البنوك مؤمَّنة بالكامل إذا نفذت الدولة موجبها القانوني بتغطية العجز في المصرف المركزي وفق القوانين المرعيّة الإجراء، لا سيما المادة 113 من قانون النقد والتسليف. علماً بأن الجزء الوازن من المسؤولية يقع على عاتق الدولة التي تسببت بممارساتها وعجوزاتها المالية المتراكمة في خلق عجز كبير في ميزانية البنك المركزي. وتؤكد المصارف المتضررة، أن توظيفاتها المالية هي أموال المودِعين التي أودعتها في مصرف لبنان، سواء بإرادتها أو بقوة التعاميم والقرارات التي كان يُصدرها «المركزي» وهي مُلزِمة للمصارف. وهو ما اقتضى تضمين المذكرة السرد المفصّل للطريقة التي أدّت إلى تجميع الخسائر في البنك المركزي، من خلال استخدام الدولة للأموال. وفي باب المرتكزات القانونية، استندت المذكرة إلى معادلة متوازية لإيفاء الحقوق. فالمصارف المستدعية هي دائنة لمصرف لبنان ومتضررة من عدم مطالبته الدولة اللبنانية بديونها. ولذا فهي تطلب إلزام الدولة بتسديد ديونها والتزاماتها إلى البنك المركزي لكي يتمكّن من تسديد التزاماته إلى المصارف، وبالتالي تتمكّن هي من إعادة أموال المودِعين. كما عزّزت هذا البعد، بارتكاز المذكرة في حيثياتها على ميزانيات مصرف لبنان، وعلى نتائج التدقيق الجنائي الذي أصدرته «ألفاريز آند مارسال Alvarez &Marsal»، وعلى التدقيق المحاسبي الذي أصدرته «أوليفر وايمن Oliver Wyman» بناءً على طلب من الدولة اللبنانية. وأما لجهة تحديد المبالغ المثبتة في قيود الميزانية ونتائج التدقيق المحاسبي، فقد طالبت الدولة بتسديد دينها لمصرف لبنان والبالغ نحو 16.6 مليار دولار، وبتسديد نحو 51.3 مليار دولار لتغطية خسائر المصرف الظاهرة في ميزانيته لسنة 2020، تطبيقاً لقانون النقد والتسليف، لا سيما المادة 113 منه. كذلك تغطية زيادة العجز في المصرف عن السنتين 2021 و2022 من خلال اتّباع طريقة الاحتساب التي اتّبعتها شركة التدقيق «ألفاريز آند مارسال» في تحديد الخسائر حتى عام 2020. ومن شأن توسع رقعة الخلاف بين الأطراف المعنية، أن يزيد من مخاوف المودِعين، بوصفهم الطرف الأضعف في الرباعي المعنيّ بأزمة «الفجوة». خصوصاً ما دامت المعطيات القائمة تشي بتنصل الدولة علناً من إيفاء موجباتها المالية وديونها، فإن المصارف لن تتمكن تالياً من سداد الودائع بقيمتها الحقيقية. بل هي لا تستطيع الالتزام برد الحد الأدنى المضمون الذي حدّدته الحكومة في مشاوراتها مع بعثة صندوق النقد الدولي والبالغ 100 ألف دولار للمودِع، مهما بلغ عدد حساباته أو مجموع مدخراته. وفي الأساس، يتكبّد المودِعون اقتطاعات هائلة تتعدى نسبتها 83 في المائة على سحوباتهم من حساباتهم ضمن آليات حصص شهرية محدودة، إذ يجري احتساب الدولار، وبحد أقصى للسحب يبلغ 1600 دولار شهرياً، بسعر 15 ألف ليرة فقط، مقابل نحو 90 ألف ليرة للسعر الواقعي في أسواق القطع والاستهلاك الذي يجري أيضاً اعتماده في تسعير أغلب الضرائب وتكاليف الخدمات الخدمات الحكومية. في حين تُصرف 400 دولار نقداً (بنكنوت) للمستفيدين من مندرجات تعميم خاص صادر لقاء منعهم من تصريف مبالغ إضافية من حساباتهم. وتشير المصادر المتابعة إلى أن السجل الحكومي خلال سنوات الأزمة التي دخلت عامها الخامس، لا يحمل أي إشارات مُطَمئنة للمودِعين ومخاوفهم المشروعة على تكبيدهم وحدهم مسؤولية الخسائر. وفي الشواهد الفشل المشهود في التقدم بالمفاوضات المعلقة على اتفاق أوّلي جرى توقيعه قبل 20 شهراً مع بعثة صندوق النقد الدولي، والتنصل المستمر من صياغة خطة إنقاذ متكاملة معززة بإصلاحات هيكلية. وفي الأسبقية المسارعة إلى إشهار التعثر في ربيع عام 2020 وتعليق دفع مستحقات سندات الدين الدولية رغم تدرجها سنوياً حتى عام 2037.



السابق

أخبار وتقارير..فلسطينية..تقرير: إسرائيل تستطيع هدم غزة..لكنها لن تتمكن من تدمير «حماس»..فرنسا تدعو إلى هدنة إنسانية جديدة «فورية ودائمة» في غزة..هنية: مستعدون لاستئناف المفاوضات وتبادل جميع الأسرى إذا توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة..واشنطن تدعم وجوداً مؤقتاً للقوات الإسرائيلية في غزة بعد الحرب..«مجموعة السبع»: ندعم مزيداً من الهدن الإنسانية في غزة..غزيون يحولون عيادات ومدارس وملاعب إلى «مدافن مؤقتة»..عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة تطالب بالعودة إلى المفاوضات..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..غوتيريش يفعّل «المادة 99» في وجه وحشية إسرائيل بغزة..مع دخول الحرب شهرها الثالث.. قصف عنيف شرقي دير البلح..واشنطن للإسرائيليين: اتركوا لنا مُهمّة الرد على الحوثيين..تراجع نسبة القادمين لإسرائيل..ونصف مليون هاجروا..إسرائيل تعزز تسليح «الميليشيات المدنية»..وزير دفاع بريطانيا: نعمل على إعداد السلطة الفلسطينية لحكم غزة..إسرائيل تعلن مقتل عنصرين بارزين باستخبارات حماس..فمن هما؟..تضارب بعد لقطات الرجال "العراة" بأيدي الجيش الإسرائيلي في غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,613,025

عدد الزوار: 6,957,378

المتواجدون الآن: 76