أخبار لبنان..هل يضحي «حزب الله» بـ «حماس لبنان» لتكريس الاستقرار في الجنوب؟..قصف يطال موقعا لقوة حفظ السلام في جنوب لبنان..الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة "سلسة أهداف" لحزب الله داخل لبنان..الوفد الفرنسي يطرح آلية لتطبيق القرار 1701 لمنع انزلاق لبنان نحو الحرب.. «تيار عون» يهاجم مؤيدي التمديد لقائد الجيش اللبناني..«الراي» ترصد وَجْهان لوطنٍ يعيش..حياتيْن..

تاريخ الإضافة الأحد 10 كانون الأول 2023 - 4:27 ص    عدد الزيارات 329    القسم محلية

        


هل يضحي «حزب الله» بـ «حماس لبنان» لتكريس الاستقرار في الجنوب؟ ...

هوكشتاين يواصل مشاوراته حول اليوم التالي «لبنانياً» بعد حرب غزة

الجريدة...منير الربيع ...تسلط المساعي الدولية لإعادة الاستقرار وتثبيته في جنوب لبنان، من خلال التوصل إلى صيغة لتطبيق القرار 1701، على سماح حزب الله، منذ بداية الحرب، بمشاركة عدة أطراف مسلحة لبنانية وغير لبنانية في المناوشات المتواصلة منذ 8 أبريل في جنوب لبنان ضد إسرائيل. فتح الحدود وحتى اليوم شاركت عدة فصائل، أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان، والجماعة الإسلامية و«سرايا المقاومة» اللبنانيتان، في المعارك التي يديرها ويشرف عليها حزب الله، الذي يسمح لهذه الفصائل بالتحرك، ويحدد لها أماكن تحركها وإطلاقها للصواريخ، في حين تلفت التقديرات الى أنه من غير المستبعد أن يقدم الحزب على إشراك أحزاب أخرى منضوية في «محور الممانعة» بالعمليات العسكرية في مرحلة مقبلة من القتال. ويسعى الحزب، من خلال هذه الاستراتيجية، إلى إمساك أكبر قدر من الأوراق، ليس فقط للرد على طريقته، حول سيناريوهات تطبيق القرار 1701 ورفض الضغوط الدولية في هذا الإطار، وإنما كذلك تحضيراً للمرحلة المقبلة وتحديداً بعد انتهاء الحرب في غزة، حيث تصبح مهمة إعادة الاستقرار الى الحدود اللبنانية مستحقة. وسعى الحزب، من خلال مبدأ «فتح الحدود» للفصائل الاخرى للعمل العسكري، الى استباق كل الطروحات الممكنة حول تطبيق 1701، بما في ذلك إقامة منطقة عازلة جنوب نهر الليطاني، وسحب «قوات الرضوان» والعتاد الثقيل الى ما وراء النهر. ما قبل 7 أكتوبر والرسالة الأساسية لحزب الله من وراء هذه الاستراتيجية هي انه في حال لم يكن هو الأقوى في الجنوب، فإن الحدود ستكون مفتوحة أمام جهات عديدة لن يكون أحد قادراً على ضبطها، وبالتالي لن يكون بالإمكان الحديث عن اتفاق لضبط الحدود كما جرى منذ 2006 حتى 2023. ويقول الحزب بكل وضوح إن السيناريو الأفضل هو العودة الى معادلة ما قبل أحداث 7 أكتوبر، وأنه هو الوحيد القادر على تطبيق ذلك، حتى في حال كانت تلك العودة مرتبطة بمفاوضات دولية حول إنهاء كل القضايا الحدودية بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك النقاط 13 ومسألة مزارع شبعا. وهكذا أصبح بإمكان حزب الله التعهد في مرحلة لاحقة، بإبعاد الفصائل الاخرى عن الحدود، فيما قد يكتفي هو بسحب بعض أسلحته الدقيقة والمتطورة عن الحدود، خصوصاً بعد رسائل متعددة الأشكال وصلت الى الحزب بأن تل أبيب لديها إحداثيات ومعلومات حول مواقع صواريخه الدقيقة والبعيدة المدى والطائرات المسيرة. اجتماع دبي وتحقيق كل هذا يحتاج الى اتفاق دولي ـ إقليمي يعيد الاستقرار، يعمل عليه حاليا الأميركيون والفرنسيون، ضمن أطراف أخرى على بلورته. في هذا السياق، التقى المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يتولى الجهود الأميركية للتوصل إلى صيغة تنهي قضية الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، الأربعاء الماضي، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في دبي، لبحث ما قد يحصل في لبنان في اليوم التالي لانتهاء حرب غزة. وتشير المعلومات إلى أن الجانب الأميركي لا يريد التصعيد في لبنان، وهو يعلم أن أي نقاش حول الـ 1701 أو ترسيم الحدود البرية، يبدأ فقط بعد وقف إطلاق النار. وتقول مصادر متابعة، لـ «الجريدة»، إن «البحث بين بو صعب وهوكشتاين تركز على ما يجب أن يحصل عند وقف إطلاق النار في غزة، وكيف سيتم تحقيق الاستقرار من دون تهديد الإسرائيليين، وبما يمكن إسرائيل من إعادة مستوطنيها إلى الشمال ومن دون انجرار لبنان إلى حرب، وهذه تحتاج إلى مساع سيبذلها هوكشتاين بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي». وفد الـ 12 في السياق نفسه أيضا، وصل الى بيروت أمس الاول وفد فرنسي مؤلف من 12 شخصاً، غالبيتهم من المسؤولين العسكريين في وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسية، قادما من إسرائيل، للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث معهم في كيفية تطبيق القرار 1701، وتكريس الاستقرار والهدوء على الحدود الجنوبية. زيارة الوفد الفرنسي هي استكمال لكل الجولات الفرنسية السابقة التي أجرتها وزيرة الخارجية كاترين كولونا، ووزير الدفاع، والمبعوث الرئاسي جان إيف لودريان، ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه.

قصف يطال موقعا لقوة حفظ السلام في جنوب لبنان

فرانس برس.. أفادت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل"، السبت، بأن أحد مواقعها تعرض لقصف، دون تسجيل إصابات، مشيرة إلى أنها تسعى إلى التحقق من مصدر النيران. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن "دبابة ميركافا إسرائيلية استهدفت موقع قوات اليونيفيل الدولية - الكتيبة الإسبانية قرب منطقة آبل القمح خلف مستعمرة المطلة" في شمال إسرائيل. وأضافت أن القصف "استهدف برج المراقبة بشكل مباشر ولم يتم تسجيل أي اصابات في صفوف عناصر المركز". من جهتها، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: "لم نستهدف قوة اليونيفيل، ولم نقصف موقعا لليونيفيل". وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تينيتي إن القوة "تتحقق" من مصدر النيران، مضيفا أن الحادث "لم يسفر عن إصابات" لكنه ألحق أضرارا ببرج مراقبة في الموقع. وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيدا عسكريا متفاقما بين إسرائيل وحزب الله مذ شنت حركة حماس في السابع من أكتوبر هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مدمر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر. وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل أكثر من 120 شخصا غالبيتهم مسلحون في حزب الله وعدد من المدنيين. تأسست القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" بقرار مجلس الأمن، في مارس عام 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة. وتم تعزيزها في أعقاب الحرب المدمرة بين حزب الله وإسرائيل، عام 2006، حيث كلفت القوة، البالغ عديدها نحو 10 آلاف جندي، مراقبة وقف النار بين الجانبين. وخلال الأسابيع الماضية، طالت قذائف مقار ومراكز لليونيفيل التي شددت في بيان على "مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام". وأواخر الشهر الماضي، أعلنت اليونيفيل أن إحدى دورياتها تعرضت لنيران إسرائيلية، تزامنا مع الهدنة في قطاع غزة التي انعكست هدوءا هشا في جنوب لبنان.

الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة "سلسة أهداف" لحزب الله داخل لبنان

الحرة – دبي.. أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مهاجمة سلسلة أهداف تابعة لحزب الله داخل لبنان، بينما أكدت "الوكالة الوطنية للإعلام" تعرض عدة مناطق بجنوب البلاد لهجمات إسرائيلية. وعبر حسابه بمنصة "أكس"، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أن طائرات حربية إسرائيلية قد أغارت خلال ساعات الليلة الماضية على سلسة أهداف لحزب الله داخل لبنان من بينها مقرات قيادة عملياتية استخدمها الحزب. وخلال ساعات الليلة الماضية، تم رصد إطلاق عدة قذائف من لبنان نحو إسرائيل حيث رد الجيش الإسرائيلي، نحو مصادر النيران، وفق أدرعي. ومن جانبها، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام "في لبنان، السبت، بأن "الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي حلق طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط للجنوب". وصباح السبت، أطلق الجيش الإسرائيلي، رشقات نارية باتجاه الأودية المجاورة لمواقعه في بركة ريشة والراهب عند أطراف بلدة عيتا الشع في القطاع الغربي للجنوب، وفق الوكالة. وبعد منتصف ليل الجمعة، صعد الجيش الاسرائيلي من قصفه على جبل اللبونة بقذائف المدفعية الثقيلة من عيار ٢٤٠ ملم وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش منذ بدء حرب غزة هذه القذائف، حيث كانت تسمع اصداؤها في الجنوب، وفق مراسلة "الحرة" في بيروت. ودوى انفجار فوق بلدتي كفرا وياطر ناتج عن "انفجار صاروخ اعتراضي للقبة الحديدية الإسرائيلية"، حسب ما ذكرت الوكالة. وقبيل منتصف ليل الجمعة، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط للجنوب وتضرر مركز الشؤون الاجتماعية دون وقوع إصابات بشرية. ونفذ الطيران المروحي والمسٌير عددا من الغارات استهدفت أودية في القطاع الشرقي وأطراف بلدة القوزح ورامية. ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في القطاع، وفق وكالة "فرانس برس". والجمعة، أصيب ثلاثة جنود لبنانيين بجروح طفيفة جراء نيران إسرائيلية في جنوب لبنان حسب ما نقلته "فرانس برس" عن مصادر طبية. من جهته تحدث الجيش اللبناني عن هجوم إسرائيلي ضد مركز طبي عسكري، دون وقوع ضحايا، وأعلن حزب الله مقتل ثلاثة من عناصره، الجمعة. ومنذ 7 كتوبر، أسفرت أعمال العنف الحدودية عما لا يقل عن 120 قتيلا في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله، فضلا عن 16 مدنيا بينهم ثلاثة صحفيين، وفق تعداد لـ"فرانس برس".

إسرائيل تزيد من «ثقل» قذائفها على جنوب لبنان

«حزب الله» يكثف عملياته

بيروت: «الشرق الأوسط».. شهدت المناطق الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متواصلاً في الساعات الأخيرة، حيث تركز القصف الإسرائيلي العنيف على عدد من البلدات طوال الليل واستمر خلال النهار. وأعلن «حزب الله» في بيانات متفرقة عن عمليات عدة استهدفت مواقع عسكرية وتجمعات لجنود إسرائيليين، ونعى مقاتلاً يدعى حسن كمال سرور من بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، «الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس». وفي الجانب الإسرائيلي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، السبت، إن «الجيش شن غارات على سلسلة أهداف لـ(حزب الله) داخل لبنان من بينها مقرات قيادة للعمليات»، وأشار في حسابه على منصة «إكس» إلى أن الجيش رصد خلال ساعات الليلة الماضية إطلاق عدة قذائف من لبنان نحو إسرائيل، حيث رد الجيش باستهداف مصادر القذائف. وبعد ظهر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أيضاً، عن إطلاق المزيد من القذائف من لبنان على شمال إسرائيل، دون تسجيل أي إصابات. وقال عبر حسابه على «تلغرام» إن صفارات الإنذار دوت في بلدة ألكوش قرب الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أن دبابات إسرائيلية أطلقت نيرانها في منطقة المطلة رداً على تهديد، دون الخوض في تفاصيل. وكانت مناطق الجنوب قد عاشت ليلاً متوتراً بحيث صعّد الجيش الإسرائيلي من القصف بُعيد منتصف الليل، مستهدفاً جبل اللبونة بقذائف المدفعية الثقيلة من عيار 240 ملم، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها منذ بدء حرب غزة هذه القذائف، حيث كانت تسمع أصداؤها في الجنوب، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة كذلك إلى أن انفجاراً دوى فوق بلدتي كفرا وياطر وهو ناتج من انفجار صاروخ اعتراضي للقبة الحديدية الإسرائيلية. وقبيل منتصف الليل، أغار الطيران الحربي على بلدة عيتا الشعب وتضرر مركز الشؤون الاجتماعية دون وقوع إصابات بشرية، كما نفذ الطيران المروحي والمسيّر عدداً من الغارات استهدفت أودية في القطاع الشرقي وأطراف بلدة القوزح ورامية. وبدأت العمليات باكراً، يوم الجمعة، حيث كثّف الحزب عملياته، وأعلن عن استهداف مقاتليه ظهراً، تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع المطلة، وتجمعاً آخر بعد الظهر في محيط موقع راميا، وتجمعاً للمشاة في محيط رويسة العاصي. وطالت العمليات العسكرية التي أعلن عنها «حزب الله»، موقع الناقورة البحري وموقع البغدادي وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، حيث استهدفوا في محيطه أيضاً انتشاراً لجنود إسرائيليين، إضافة إلى مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابة مباشرة»، بحسب البيان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تم استهداف موقع رأس الناقورة البحري الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة المشرف على الساحل البحري، ليعود بعدها ويستهدف القصف الإسرائيلي منطقتيّ رأس الناقورة واللبنة وأحراجهما بعدد من القذائف. كذلك لفتت «الوطنية» إلى أنه تم استهداف عمود الإرسال المثبتة عليه كاميرات المراقبة التابع للقوات الإسرائيلية برشقات نارية من لبنان في خراج بلدة الوزاني، الذي تعرض بعدها إلى قصف مدفعي إسرائيلي. وشهدت بلدات عدة قصفاً مكثفاً، بحيث ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الجيش الإسرائيلي قام بتمشيط محيط موقع ‫العاصي باتجاه منطقة كروم الشراقي شرق بلدة ‫ميس الجبل بالأسلحة الرشاشة المتوسطة.، مشيرة إلى تعرض أطراف البلدة الغربية للقصف. كذلك، تعرضت بلدة محيبيب وأطراف بلدة بليدا الجنوبية والشرقية للقصف، بعدما كانت المدفعية استهدفت ليلاً منزل المواطن علي رزق في بلدة حولا للمرة الرابعة على التوالي منذ بدء الحرب، ومنزلاً آخر للمواطن علي عطية في الخيام، بقذيفة مدفعية وألحق به أضراراً جسيمة. وفي النبطية، تعرضت بلدة عيتا الشعب ليل الجمعة - السبت، لغارتين نفذتهما مقاتلات حربية إسرائيلية، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» التي أشارت إلى وقوع إصابات، ليعود بعدها «حزب الله» ويعلن عن سقوط أحد مقاتليه في البلدة. والسبت، تعرضت أطراف الفرديس وكفرحمام، للقصف المدفعي، وذكرت «الوطنية» أن دبابة ميركافا عمدت قرابة الحادية عشرة إلى إطلاق 4 قذائف على أطراف مارون الراس وأعقبتها بقذيفتين على محيط حديقة مارون، وتزامن ذلك مع سقوط 7 قذائف هاون على أطراف مارون الراس. ومساءً، طال القصف بلدة رب ثلاثين مستهدفاً منطقة كرم الجوزة. وفي صور، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن القصف المدفعي استهدف وادي حامول ورأس الناقورة وسط تحليق لطائرات الاستطلاع، كذلك تعرضت الأطراف الغربية لبلدة طيرحرفا إلى قصف مدفعي. في موازاة ذلك، قالت «الوطنية» إن أطراف بلدة كفرشوبا تعرضت لقصف مدفعي من موقع زبدين بمعدل قذيفة كل نحو ربع ساعة، تخلل ذلك تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في أجواء منطقة العرقوب قضاء حاصبيا.

الوفد الفرنسي يطرح آلية لتطبيق القرار 1701 لمنع انزلاق لبنان نحو الحرب

سمع تهديدات إسرائيلية بضرورة ضبط الوضع على الحدود مع إسرائيل

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. تأتي اللقاءات التي عقدها الوفد الفرنسي برئاسة المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية، فريدريك موندولي، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة، بالإنابة عن رئيس البرلمان نبيه بري، ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، في حضور مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، استكمالاً للمحادثات التي أجراها مدير المخابرات الفرنسية السفير السابق برنار إيميه، سعياً وراء تطبيق القرار الدولي 1701 لقطع الطريق على تمدد الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية رسمية أن الوفد الفرنسي المؤلف من وزارتي الخارجية والدفاع حضر إلى بيروت قادماً من تل أبيب، وفي جعبته بند وحيد يتعلق باستعداده القيام بما هو مطلوب منه للتوصّل إلى آلية لتطبيق القرار 1701 لاستيعاب التأزم العسكري على الحدود في ضوء ما سمعه من المسؤولين في إسرائيل، ومن بينهم وزير دفاعها يواف غالانت، بأنه سيعيد «حزب الله» إلى ما وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استناداً لما نص عليه القرار، وفي حال أن التسوية لم تسمح بذلك سيتحرك عسكرياً لإبعاده عن الحدود. ولفتت المصادر اللبنانية إلى أن الوفد لم يحمل معه إنذاراً إسرائيلياً للبنان، لكنه توقف أمام التهديدات التي سمعها من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم، والتي تنطوي على تحذيرات للبنان من العيار الثقيل، ما اضطره للمجيء إلى بيروت لنزع فتيل التفجير على نطاق واسع، وبالتالي لقطع الطريق على تل أبيب ومنعها من القيام بأعمال انتقامية على غرار ما يحصل الآن في قطاع غزة. ودعا الوفد الفرنسي للتحسُّب لما قد تُقدم عليه إسرائيل، خصوصاً أنها تربط عودة المستوطنين إلى المستوطنات التي نزحوا منها في شمال اسرائيل، بإخراج قوة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» من منطقة جنوب الليطاني، التي يفرض القرار الدولي رقم 1701 أن تكون خاضعة لسيطرة الجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل». كما أن إسرائيل تخشى من عودة المستوطنين الآن في ظل انتشار قوة «الرضوان» في جنوب الليطاني، لئلا يصيبهم ما أصاب المستوطنين في غلاف قطاع غزة بعد اجتياحه من قبل «حماس»، مع أن أكثر من مسؤول لبناني أكد أمام الوفد الفرنسي أن الوضع المتوتر على الحدود مع إسرائيل يختلف عن الوضع السائد في قطاع غزة، الذي كان وراء اجتياح «حماس» للمستوطنات. وبكلام آخر، بحسب المصادر، فإن إسرائيل ما زالت تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية، كانت وراء انطلاق المقاومة لتحريرها، طالما أن تل أبيب لم تلتزم بتطبيق القرار 1701، بخلاف الوضع في غزة الناجم عن مصادرتها الأراضي الفلسطينية وطردها أصحاب الأرض. وكشفت أن الوفد الفرنسي أكد وجود تنسيق بين باريس وواشنطن التي تنأى بنفسها عن التحرك، وتفضّل التريُّث إلى حين جلاء الوضع على جبهة غزة، ما يؤخر عودة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتين إلى بيروت، بعدما أبدى استعداده للتوسط بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود بين البلدين وصولاً إلى مزارع شبعا المحتلة. ورأت أن واشنطن لن تتحرك ما لم تنضج الظروف السياسية التي ما زالت عالقة، على ما سيؤول إليه الوضع على جبهة غزة، وقالت إن الوفد الفرنسي طرح مجموعة من الأفكار لعلها تشكل الإطار العام لوضع آلية لتطبيق القرار 1701، وعلى قاعدة عدم المس به أو إخضاعه لأي تعديل، وهذا يشكل نقطة التقاء بين باريس وواشنطن والأمم المتحدة بلسان منسقتها الخاصة في لبنان، يوانا فرونتسكا. وأكدت أن باريس تدعو لاعتماد السبل الدبلوماسية لتطبيق القرار 1701، وقالت إن الوفد الفرنسي حصر اهتمامه بتهيئة الظروف لتطبيقه، من دون أن يدخل في مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون أو انتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار أن هذين البندين هما من اختصاص الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان. وشددت المصادر نفسها نقلاً عن الوفد الفرنسي أن لبنان يمر بوضع دقيق، وهذا يتطلب تحاشي الانجرار لفتح الجبهة مع إسرائيل، وأن الضرورة تتطلب الانفتاح على الجهود الرامية لتطبيق القرار 1701، مع أن بعض الذين التقوا الوفد نصحوه بتوسيع مروحة اتصالاته لتشمل واشنطن وطهران لما لهما من دور في المنطقة ولبنان. ونقلت المصادر عن الوفد الفرنسي دعوته لبنان لإيجاد المناخ السياسي المؤاتي لتطبيق القرار 1701، ولم تؤكد ما إذا كان الوفد التقى «حزب الله» الذي يقيم علاقة مستدامة مع باريس، برغم أنه سجّل عندما التقى لودريان انتقاده انحياز الرئيس إيمانويل ماكرون لصالح إسرائيل. حتى إن الوفد الفرنسي لم يحمل معه أي ضمانات يُفهم منها أن الوضع على الجبهة الشمالية لإسرائيل سيبقى تحت السيطرة، مشدداً في نفس الوقت على أن الحل الدبلوماسي يريح لبنان من جهة، ويؤدي إلى منع إسرائيل من الذهاب بعيداً في تصعيد موقفها، وصولاً إلى خروجه عن السيطرة. وأبدى الوفد الفرنسي تفهُّماً لدعم الجيش اللبناني وضرورة تقويته، وتوقف أمام مواصلة إسرائيل خرق الأجواء اللبنانية واحتفاظها بمساحات من الأراضي اللبنانية، وهذا ما يكمن وراء مطالبته بالضغط على إسرائيل للانسحاب من عدد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية للعودة إلى تحديد الحدود على أساس اتفاقية الهدنة بين البلدين. لذلك، تعتقد المصادر اللبنانية الرسمية أن تطبيق القرار 1701 سيبقى عالقاً طالما أن واشنطن ليست في وارد التدخل، وتتعاطى مع الوضع على الجبهة الشمالية من منظار الحرب في غزة، وإن كانت تسعى لضبط إيقاع المواجهة جنوباً، وهذا ما يفسر استخدامها الفيتو الذي حال دون صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، لأسباب إنسانية.

لبنان: «تيار عون» يهاجم مؤيدي التمديد لقائد الجيش اللبناني

انتقادات لتدخل لودريان في الملف

بيروت: «الشرق الأوسط».. يشنّ المسؤولون في «التيار الوطني الحر» الموالي للرئيس السابق ميشال عون حملة ضد داعمي التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يحال إلى التقاعد في بداية العام المقبل، مع معلومات تشير إلى توجّه لإقرار تأجيل تسريحه؛ إما عبر الحكومة أو عبر البرلمان الأسبوع المقبل. وكان رئيس البرلمان نبيه بري قد دعا إلى عقد جلسة لهيئة مكتب البرلمان الاثنين، تمهيداً للدعوة إلى جلسة تشريعية من المرجح أن يكون التمديد أحد بنودها عبر تعديل قانون الدفاع، بحيث يصبح سن التسريح 61 عاماً بدل 60 عاماً، إذا لم تقدم الحكومة على القيام بهذه الخطوة. ويلقى التمديد لعون دعماً من معظم الكتل النيابية فيما يعارضه منفرداً «التيار الوطني الحر»، وهو ما من شأنه أن يجد طريقه إلى الإقرار، علماً بأن «حزب الله» لم يعلن صراحة دعمه للخطوة، لكن المعطيات تشير إلى أنه سيشارك في الجلسة التشريعية التي من المتوقع أن يدعو إليها بري الخميس المقبل. وفي هذا الإطار، توقع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار عقد جلسة حكومية الأسبوع المقبل إذا تأمن النصاب القانوني لها، مشيراً في حديث إذاعي إلى أنه حتى اليوم «لا بوادر حول طرح موضوع التمديد لقائد الجيش على جدول أعمال الجلسة الحكومية». وعن موضوع التمديد قال: «على قائد الجيش أن يعلن بشكل واضح أنه مع الدستور ومع تطبيقه، وأن يكون الدستور هو السقف للجميع مهما كانت الأوضاع وعدم تدوير الزوايا. وعلى الشخص المعني أن يعلن للرأي العام أنه مع تطبيق القانون، فلا نستطيع تعديل القانون من أجل استفادة فرد، لأن هذه ستكون سابقة خطيرة، وفي الماضي أخطأنا بمواقع عدة واليوم نعيد الخطأ ذاته». وعن إصرار البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي على التمديد لقائد الجيش، قال حجار: «نقدر صاحب الغبطة ونحترم رأيه، ولكن في بعض المرات عليه أن يكون السباق في دعوة اللبنانيين والوزراء والنواب إلى تطبيق القانون». وأقرّ النائب في «التيار الوطني الحر» جورج عطالله بأن الأكثرية تتجه إلى إقرار التمديد، منتقداً «مخالفي الدستور»، وكتب على منصة «إكس»: «القانون، لا غيره هو أساس بناء الأوطان، أما الأكثريات المُجَمَّعة بكلمة سر معروفة من أجل مخالفته فستقضي على ما تبقى. أكثريات عددية قد تنجح بكسر الدستور والتمديد أو تأخير تسريح قائد الجيش، إلا أنها لن تنتصر في النهاية على المتمسكين بالحق». من جهته، رأى النائب في «التيار» غسان عطالله أن المعطيات (لجهة التوجه للتمديد) قد تتبدّل في بحر الأسبوع، عادّاً أن «كل من يدعم التمديد لقائد الجيش هو نكايةً بجبران باسيل»، (رئيس التيار الوطني الحر). وأضاف في حديث إذاعي، أنه «إذا كان التوافق شاملاً على التمديد لقائد الجيش فليبحثوا عن صيغة قانونية تتيح هذا التمديد، أما التيار الوطني الحر فهو يعارض التمديد بالمطلق باعتباره تدخلاً سياسياً في المؤسسة العسكرية، وقد طرح حلولاً بديلة للتمديد»، عادّاً أن ذلك يمنع ترقيات الرتب والعمداء. وقال إنه «لم يلمس خلال اللقاء الأخير مع رئيس البرلمان نبيه بري أنه يقوم بجهود من أجل التمديد لقائد الجيش، إنما هو يعدّ أن هذا القرار يجب أن تتخذه الحكومة، لكن إذا لم يحصل أي تبدّل في غضون أسبوع فسيكون مضطراً إلى الدعوة لجلسة عامة للبحث في الموضوع». وانتقد عطالله الطريقة الفرنسية في التعاطي مع الملفات اللبنانية، مشيراً إلى أن «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان يأتي لفرض اسم معين في رئاسة الجمهورية وكذلك فعل بطلبه التمديد لقائد الجيش، لذا لم تكن الأجواء إيجابية في لقائه الأخير مع النائب جبران باسيل...»، سائلاً: «ما الذي يمنع توافقاً داخلياً حول رئيس للجمهورية؟».

احتياطات الذهب تريح اللبنانيين «نفسياً»

لا تنعكس على الاقتصاد... وبيعها يحتاج نصاً تشريعياً

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. تشير البيانات المالية الأحدث لمصرف لبنان المركزي إلى ارتفاع قيمة احتياطات الذهب التي يحتفظ بها إلى عتبة 19 مليار دولار، مما يعزز الأثر النفسي الموازي في استدامة الاستقرار النقدي قريباً من مستوى 90 ألف ليرة للدولار، وهو السعر المستمر للشهر التاسع على التوالي. وتعكس الزيادة في حسابات احتياط الذهب، التي تعدّت 2.5 مليار دولار على أساس سنوي، لتبلغ مستوى 18.8 مليار دولار وفقاً لأحدث معطيات ميزانية البنك المركزي الموقوفة بنهاية الشهر الماضي، الأهمية الاستثنائية لاحتساب هذا الرصيد في مجمّع الاحتياطات النقدية بالعملات الصعبة، لا سيما لجهة المضاهاة مع حجم الناتج المحلي للبلد الذي يقل عن هذا المستوى، لينحدر من مستواه الأعلى البالغ نحو 54 مليار دولار قبل الأزمات إلى نحو 16 مليار دولار حالياً، وفقاً لتحليلات صادرة عن مؤسسات مالية دولية. وليس بوسع الحكومة استخدام هذا المخزون أو أي كميات منه رغم الأزمات الحاضرة وما أحدثته من انهيارات نقدية ومالية مستمرة للعام الخامس على التوالي، وذلك بحكم صدور قانون حمل الرقم 42 في عام 1986، وفيه أنه «بصورة استثنائية وخلافاً لأي نص، يمنع منعاً مطلقاً التصرف بالموجودات الذهبية لدى مصرف لبنان أو لحسابه، مهما كانت طبيعة هذا التصرف وماهيته؛ سواء أكان بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلا بنص تشريعي يصدر عن مجلس النواب».

«الراي» ترصد وَجْهان لوطنٍ يعيش... حياتيْن..

لبنان «الحرب والعيد»..زنار نار وأقواس نور

الراي..| بيروت - من زيزي اسطفان |

- معاناة وأعياد... نزوح واحتفالات وإصرار «لن نستسلم»

لبنان اليوم كأنه لبنانان والحياةُ فيه أشبه بحياتيْن، وطقوسُه أقرب ما تكون إلى «صيفٍ وشتاءٍ تحت سقف واحد»... ربما هي واحدةٌ من عجائب بلاد «المفارقات الصعبة» التي تختزنها الحكايةُ - الأسطورة عن طائر الفينيق الذي لم يملّ الرمادَ وغبارَه. خليطُ أضدادٍ كالخبز اليومي في حياة اللبناني الذي لم تكسره مأساةٌ ولم تَرْدعه حربٌ ولا تُسْقِطُهُ أزمات... حزنٌ وفرحٌ، نزوحٌ وسَهَرٌ، عتمةٌ وأضواء، مآسٍ واحتفالات، موتٌ وحياة.

أضداد كأنها وجْهان لقَدَرٍ يَسْتَلْهِمُ منه اللبناني قُدْرَتَه على البقاء.

في جنوب البلاد حربٌ وموتٌ ونزوحٌ وأوجاع، وعلى امتداد «طولها وعرْضها» أجواءُ أعيادٍ وزينةٌ وأضواء لم تطفئها تهديداتٌ بـ «مكبّرات الصوت» بتحويل بيروت غزة، وتلويحٌ بـ «العصر الحَجَري» وبدمارٍ ما بعده دمار وبأن الآتي أعْظم. فمع تَصاعُد وتيرة المواجهات في جنوب لبنان واتساع رقعتها إلى أبعد من القرى الحدودية واشتدادِ درجات العنف فيها وارتفاع أعداد النازحين وصولاً إلى ما يناهز 70000، وكذلك عدّاد الضحايا الأبرياء الذين يسقطون دون تمييز بين مدني وعسكري أو إعلامي، يبقى الجنوبُ قُبْلة العدسات التي وجدتْ نفسَها منذ حلول ديسمبر «مقسومةً» بين زنار النار الذي يلفّ الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية وبين «قوس النور» الذي شقّ طريقه إلى مناطق عدة تعيش أجواء أعياد الميلاد ورأس السنة وكأنها إعلان «لن ننكّس الأفراح». لم تَنَمْ «يمنى»، وهي صبية بيروتية تلك الليلة بعدما سمعتْ تهديداتِ نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وسكرتير وزارة الحرب دان هرئيل بأن «على الطائرات الحربية الإسرائيلية التحليق بطائرات F35 فوق سماء بيروت في شكل منخفض وبسرعة فائقة جداً من أجل كسْر كل زجاج بيوتها في هذا البرد، حتى يشاهد اللبنانيون ماذا سينتظرهم اذا حاولوا التصعيد في الشمال». ارتعبتْ الأم الشابة وفتحتْ نوافذَ البيت التي لم يَمْضِ وقتٌ طويلٌ على تجديدها بعد تَساقُط زجاجها إثر انفجار مرفأ بيروت، وحملتْ أطفالَها بعيداً عن النوافذ وبقيتْ ساهرةً خوفاً وتَحَسُّباً... في اليوم التالي وبعدما مرّ الليلُ بسلامٍ، كان صغارُها على موعدٍ مع عرْضٍ مَسْرَحيّ عالميّ مُبْهِرٍ على مسرحٍ في منطقة ضبية تحوّل إلى حلبةٍ جليدية لهذا الغَرَض... الحضورُ كثيفٌ، عائلاتٌ مع صغارها من كل المناطق أتوا للاستمتاع بعرضٍ عالمي لا يرونه إلا مرة في السنة. نسوا التهديدات وأغمضوا عيونهم ولو لبرهة عن صُوَرِ المآسي في غزة وجاؤوا للاستمتاع بالفرَح وبراءة الطفولة. أنطوني ابو أنطون، المسؤول عن إحدى الشركات التي تعنى بالترفيه هو الذي أصرّ على الإتيان بهذا العرض الى بيروت رغم الظروف. ويقول لـ «الراي»: «فكّرنا قبل بضعة أشهر أننا منذ أربع سنوات نمرّ بظروفٍ صعبة ولم نحتفل بأعياد آخِر السنة كما يجب، ولذا قرّرْنا أن علينا إعادة الفرح والاحتفال كما يليق بنا. ولذا حَجَزْنا لاستعراض Christmas on Ice العالميّ مكاناً في لبنان وبدأنا عروضَنا في قصر المؤتمرات في منطقة ضبية الذي رمّمناه ليكون جديراً باستقبال استعراض عالمي بعدما كان مقفلاً لمدة أربع سنوات». وأثناء التحضيرات لاستقبال هذا الاستعراض، بدأت الأوضاع تتأزم في لبنان وتلغى غالبية الحفلات والنشاطات الترفيهية أو تؤجَّل حتى السنة المقبلة «لكننا أصررنا على عدم التأجيل والإلغاء لأننا رأينا أن من حق كل عائلة لبنانية بصغارها وكبارها أن تشعر بأجواء العيد ولا سيما مع تناقص عدد النشاطات المخصصة للصغار». ويضيف أبو أنطون: «طلبنا بعض التعديل في الشخصيات وأردناها باللون الأبيض لتعطي رسالة سلام وأعدْنا تسجيل أغنية خاصة للسلام. هدفنا أن نرسم بسمة ونساهم في بث أجواء حلوة في أعياد آخِر السنة». وكأنهما وطنان تحت سماء واحدة؛ في الجنوب المزيدُ من العائلات تنزح من مناطق كانوا يظنونها آمنة، على وقع ارتقاء المواجهات على مقلبي الحدود في ملاقاة سباقٍ أعلنتْه إسرائيل ضمناً بين مساريْن: واحد على البارد وآخَر على الساخن لإبعاد «حزب الله» عن حدودها الشمالية. مدارس كثيرة في المناطق الحدودية لم تَعُد قادرةً على فتْح أبوابها، وتَشَرَّدَ تلامذتُها في مدارس أخرى أو فُرض عليهم التعلّم عن بُعْد أو خسروا عامهم الدراسي. مُزارعون فَقَدوا جزءاً كبيراً من موسم الزيتون الذي أتلفتْه إسرائيل بالحرق أو بمنْع أصحابه من بلوغه بسبب القصف. موسمُ التبغ مَهَدَّدٌ مع عجْزِ المزارعين عن بدء زراعة الشتول الجديدة. الأضرارُ كبيرةٌ والتعويضاتُ لاتزال مثار أخْذٍ وردٍّ ويُتوقع أن تكون في حدود 10 ملايين دولار يدفعها مجلس الجنوب للمتضرّرين. ولكن مهما بلغت قيمتُها فهي حتماً تبقى ضئيلةً لا تعوِّض على الناس الأمان الذي سُرق منهم ولا مستقبل أبنائهم وعامهم الدراسي ولا الأرواح التي أزهقت.

«جمهورية الأمل والفرح»

وفي مقابل هذا الألم، كانت «جمهورية الأمل والفرح» في البترون البلدة اللبنانية الشمالية تقدّم صورة رائعة لبدء احتفالات موسم الأعياد ضاهتْ بها أهمّ المدن الأوروبية المشهورة بأسواقها واحتفالاتها الميلادية. فقد أصرّ أهلها على جعْلها «عاصمة الميلاد» على مدى 35 يوماً. رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قال في كلمة له ألقاها في المناسبة: «قررنا أن نتحدى الحزن والظلم والمآسي ونقول لا، البترون ستبقى عاصمةً للفرح وستقف في وجه كل التحديات، فتعطي أضواؤها الأملَ ويفرح الأطفالُ في شوارعها، وإذا احتفلْنا بالميلاد فهذا لا يعني أننا منفصلون عن الأحداث التي تحصل، بل نحن بذلك نكون السنَد ونؤكد أن لبنان والبترون أقوى من كل الأحزان ويفرضان الفرح والبهجة بالميلاد». وختم بدعوة مفتوحة لكل اللبنانيين والمغتربين من كل المناطق والأديان للاحتفال معاً بالميلاد في البترون وعيش التسامح والانفتاح بعيداً عن الانغلاق والتعصب. ويتوقع أن تشهد البترون مئات آلاف الزوار في هذه الفترة وكذلك مدينة جبيل التي تستمرّ في تقليدها السنوي بتحويل المدينة الى شلال من الأضواء والزينة والفرح. أما بيروت التي بالكاد استعادتْ أنفاسَها بعد انفجار المرفأ فتُجاهِدُ بدورها لتلمّ أشلاءَ الفرح التي تبعثرتْ في ذلك اليوم المشؤوم، وهي اليوم رغم تأثُّرها الشديد بالحرب الدائرة في الجنوب اقتصادياً وسياحياً ونفسياً، تكافح لاستعادة بعضٍ من وهجها.

أكبر معرض ميلادي

على مساحة 10000 متر مربع وفي قلب العاصمة بيروت يمتدّ أكبر معرض ميلادي يشهده لبنان. فأكثر من 250 عارضاً سيشكلون الحدَث الاحتفالي والترفيهي الأبرز في موسم الأعياد، في استثمارٍ ضخم تَطَلَّبَ جهوداً كبيرة. سينتيا وردة صاحبة شركة In Action Events تقول لـ «الراي»: «كان في برنامجنا إقامة المعرض الميلادي كل عام، لكن منذ العام 2019 لم تسمح الأوضاع بذلك، وأقمناه العام الماضي بشكل مختصر، وهذه السنة يعود ليكون أكبر المَعارض. لو توقّفْنا لَمَنَعْنا الرزقَ عن مئات العائلات من عارضين وعمّال إضاءة وأمن وتنظيف ومواقف. توقُّف المعرض يعني تَضَرُّر أكثر من 500 شخص. وفريقنا متحمّس للعمل ونريد زرع الفرح والأمل وخصوصاً للأولاد». وتضيف: «لا شك في أن أصواتاً منتقدة سترتفع هنا وهناك. ولهؤلاء نقول إن اللبناني ضحى وأعطى من ناسه ورزقه، وهذا الحدَث لا يضرّ بأحد بل يُبْقي الإيجابيةَ والأملَ في وقتٍ نحن بأمسّ الحاجة إليهما. شعار المعرض(السلام على الأرض) وجزء من ريعه سيذهب الى الجيش اللبناني، هذه المؤسسة الجامعة لكل الوطن. في لبنان اليوم لا أحد يتحمل الحرب وعلينا أن نُبْقي أعصابَنا وأدمغتنا هادئة لنتمكن من الاستمرار والقيام بنشاطات تخدم البلد». القلق موجود بلا شك لكن الالتزام أقوى، بحسب وردة: «إذا أوقفنا مشروعاً بهذا الحجم فإننا نعطي مثالاً سيئاً وقد يتبعنا كثيرون. نحن على العكس أمنّا لصغارنا من كل المناطق مساحة آمنة 100 في المئة تجمع بين التسلية والإبداع ليعيشوا وقتاً ممتعاً مستقطَعاً من هذا الزمن السيئ. ومن جهة أخرى أمّنا للحرفيين اللبنانيين وللمهارات اللبنانية وللشباب وربات البيوت الفرصةَ لعرض منتجاتهم من مؤونة وأعمال يدوية وابتكارات ومنتجات متنوعة ليستفيدوا من هذا الاتصال المباشر مع الزبائن ويتحدّوا الأزمة المالية. كلنا أمل بأن ينجح هذا التحدي رغم كل الظروف». غريب ومدهش هذا البلد الصغير القادر على النهوض من رماده في كل مرة. مجمع أسواق بيروت، الذي أقفل أكثر من 80 في المئة من محاله إثر ثورة 17 اكتوبر 2019 بعدما تحوّل مركزاً لأحداثها وبعد انفجار المرفأ الذي ألحق به أضراراً فادحة، يستعدّ لولادة جديدة. فبجهود من محافظ بيروت القاضي مروان عبود وشركة سوليدير كان من المقرَّر أن يعاد افتتاح نحو 90 في المئة من متاجره ومطاعمه، لكن الأوضاع المستجدة بعد الحرب في الجنوب أخّرت قليلاً افتتاح بعض المحلات، لكن الأسواق أصرت على نشْر الأضواء والزينة والنشاطات الميلادية الخاصة بالأطفال رغم العثرات. وهذا التأخير لم يمنع الشاب أنطوني شقير من افتتاح محل كبير للشوكولا في مجمّع أسواق بيروت. الشاب الذي لم يتخط الـ26 من عمره مؤمِن بلبنان ولا يريد مغادرته على غرار مئات آلاف الشباب اللبنانيين. ويقول لـ «الراي»: «هنا الأساس. لن نترك البلد لأهلنا فنحن المستقبل. لا نريد لبيروت وأسواقَها أن تبقى ميتة، واجبنا العمل لإعادة إحيائها. وأردتُ افتتاح هذا الفرع في موسم الأعياد لأن الاستسلامَ ممنوع. مَن يستثمرون اليوم في الأسواق هم من جيل الشباب يعملون بكل طاقتهم لإطلاق مشاريعهم الخاصة وتحسين أوضاعهم. التجار خائفون من الاستثمار لكنني لست خائفاً وسأفتتح في مدينة صور الجنوبية محلاً تجارياً كبيراً للمفروشات رغم كل التحديات... الخوف يشل البلد ولا يمكننا الاتكال على حكّامنا الذين اختفوا وقت الشدة، علينا القيام بما يتوجب بدلاً منهم».

الزينة خجولة

في الشوارع والمناطق، تبقى الزينةُ خجولةً، فالبلدياتُ التي تقف على شفير الإفلاس غير قادرةٍ على تَحَمُّلِ كلفة تزيين الشوارع ولا حتى استبدال بضعة مصابيح من أضواء الزينة بحال احترقت. والعمال الذين سيكلَّفون بوضْع الزينة يكادون لا يقبضون أجورَهم الشهرية كما قال لنا نبيل كحالة رئيس بلدية سنّ الفيل. لكن رغم ذلك تسعى البلديات ولو باللحم الحيّ لبثّ بعض مظاهر العيد المختصَرة في شوارعها ولا سيما التجارية التي تفتقد الى زحمةِ الزبائن القديمة التي كانت تشهدها في مثل هذه الأيام من كل سنة. ... إنها الأعياد التي تحلّ هذه السنة في زمن الحرب وكوابيسها، علبَ هدايا ولو تشظّتْ بالانهيار المالي وصارت رمزيةً أو متواضعة، وسهراتٍ من «حواضر البيت» أو تحت أضواء الليل المزروع قطرات ضوء، وهبّاتِ حزن وخوف تطلّ مع رياح الجنوب الساخنة وميدانه المشتعل.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..ثلث الأمريكيين فقط يدعمون موقف بايدن من حرب الاحتلال على غزة..بوتين يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية الروسية 2024 ..استئناف محادثات الكونغرس لتسوية تمويل أوكرانيا وأمن الحدود..لماذا يُقاتل عدد من النيباليين في الحرب الأوكرانية-الروسية؟..«الخزانة الأميركية»: فرض عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان..أرمينيا وأذربيجان تتعهدان اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات بعد عقود من النزاع..بتهمة اختلاس أموال للاتحاد الأوروبي..قرار بمحاكمة مارين لوبن في فرنسا..عاصفة سياسية في فرنسا بعد احتفال ديني يهودي في قصر الإليزيه..أفغانستان تعرض تحييد حركة «طالبان الباكستانية» مقابل اعتراف دبلوماسي..كوريا الجنوبية على شفا «الانقراض» ما لم تتبنَّ الهجرة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..نائب رئيس بلدية القدس يدعو إلى دفن الفلسطينيين «أحياء»..الهوة تتسع بين واشنطن وحلفائها العرب حول غزة..دراسة إسرائيلية: أكثر من 60% من القتلى في الضربات على غزة من المدنيين..دراسة: القتلى بين المدنيين في غزة الأعلى في كل صراعات القرن العشرين..ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 17700 شهيد..جيش الاحتلال: نحتاج إلى 3 و4 أسابيع لاستكمال هجومنا على خان يونس..5 آلاف جندي إسرائيلي جريح ومعدل الإصابات.. 60 يومياً..تل أبيب: سنتحرك عسكريا ضد الحوثيين إذا لم يتحرك العالم..بعد "الفيتو الأميركي".. حركة فتح تدعو للإضراب الشامل..حرب الجوع بدأت..ومجمع ناصر في خان يونس يفيض بالمصابين..وزارة الصحة: مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,599,970

عدد الزوار: 6,956,874

المتواجدون الآن: 62