أخبار لبنان..«مخابئ جماعية» في شمال إسرائيل تمهيداً لعملية «مرسى صامد»..العدوّ «يعدّ» خططاً برية للبنان: اتجاه تصاعدي للمواجهة دون الحرب الشـاملة بعد..تدريبات عسكرية إسرائيلية على الإمداد في حال التوغل بلبنان..هل باتت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان حتمية؟..ماذا حَمَلَ موفد بري إلى قطر؟..رمضان اللبناني يحلّ على وهج «الحرب الأطول» مع إسرائيل..برّي يستجمع «الخيوط الرئاسية»..ولودريان يسأل عن «إمكان حدوث خرق»..مفتي الجمهورية لتدارك الخطر بانتخاب الرئيس..ومصير المواجهة في الجنوب في إطلالة لنصر الله..الراعي: ننظر بإيجابية إلى مبادرة «الاعتدال» و«اللجنة الخماسية» لانتخاب رئيس لبناني..

تاريخ الإضافة الإثنين 11 آذار 2024 - 3:50 ص    القسم محلية

        


«مخابئ جماعية» في شمال إسرائيل تمهيداً لعملية «مرسى صامد»..

| القدس - «الراي» |.... كشفت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، النقاب، عن أنها استغلت الأسابيع الأخيرة من أجل تنفيذ مخطط سريع لإقامة ملاجئ لسكان المستوطنات في الحدود اللبنانية، خصوصاً الذين يسكنون في المباني القديمة التي لا تتوفر فيها ملاجئ لحالات الطوارئ، وتلك التي لا يتوفر لسكانها وقت للوصول إلى الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار، والتي يقع معظمها في الضواحي ومنها ضواحي حيفا. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه وفقاً للمخطط الذي تمت بلورته وتخصيص ميزانية له في الشهرين الأخيرين، تم العثور على «مخابئ جماعية» بإمكان المستوطنين الذين لا تتوافر ملاجئ لديهم التوجه إليها، على أن يبقوا فيها لفترات زمنية قصيرة نسبياً ـ من ساعات عدة وحتى أيام معدودة ـ وهذه هي بصورة رئيسية مواقف سيارات تحت الأرض. وفي تقديرات عسكرية، أن هكذا إجراء يسبق عملية واسعة يعد لها الجيش ضد جنوب لبنان، حيث أنهت الهيئة الأمنية سلسلة من المشتريات توافر إمكانية نقل السكان في حال تنفيذ العملية التي أطلق عليها اسم «مرسى صامد»..

العدوّ «يعدّ» خططاً برية للبنان: اتجاه تصاعدي للمواجهة دون الحرب الشـاملة بعد

الأخبار .. على وقع التهديدات التي يواصل قادة العدو إطلاقها، يستمر تبادل الضربات بين المقاومة وجيش العدو ضمن إطار معادلة ساهمت في بلورتها ديناميات الميدان وأولويات الطرفين بما لا يريده كل منهما - في هذه المرحلة - من اتساع لنطاقها. نتيجة ذلك، لا تزال المعركة تدور في الغالب ضمن نطاق جغرافي محدّد وبوتيرة متفاوتة، تضبطها تقديرات وخيارات مدروسة من الطرفين. مع ذلك، يبقى هذا المسار مفتوحاً على أكثر من سيناريو محتمل، ربطاً بمستقبل التطورات في غزة وبتطورات الميدان في الجنوب.ورغم أن الحرب دخلت شهرها السادس، نجحت المقاومة حتى الآن في حصر المواجهة العسكرية في نطاق جغرافي مُحدَّد، ما وفَّر لها هامشاً أوسع في الجمع بين مواصلة الضغوط الميدانية على العدو، مع أقل قدر ممكن من التضحيات وتحديداً على مستوى المدنيين. والعامل المرجّح للخيار الذي تعتمده المقاومة حتى الآن، أن بدائله أشد خطورة، إضافة إلى أن شروط وقف النار لم تنضج حتى الآن. أضف إلى ذلك أنه يحافظ على استمرار ضغط الميدان على كيان العدو، إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، وبما يحبط محاولات العدو فرض وقائع ومعادلات تتصل بواقع ومستقبل جنوب الليطاني. في هذه الأجواء، واصل المسؤولون الإسرائيليون الحديث عن الاستعداد لشن هجوم على لبنان. فبعد إيعاز رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، بإعداد خطط لعملية برية ممكنة في لبنان، و«استخلاص الدروس من حرب غزة»، وتكليف معدّ خطط العملية البرية في قطاع غزة الجنرال تشيكو تامير بالتخطيط لعملية برية جديدة في لبنان، أعلن قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين أمام اجتماع لمنسّقي الأمن في مستوطنات الجليل الغربي، استمرار تعزيز الاستعدادات «للخروج في هجوم في لبنان» بهدف «تغيير الوضع الأمني من أجل إعادة السكان إلى ديارهم». ورغم أن هذا موقف مُكرر، إلا أنه يُعبّر عن إجراءات فعلية يراكمها جيش العدو استعداداً لأي سيناريو يمكن أن تتدهور إليه التطورات، إما بفعل دينامية الميدان أو نتيجة قرار تتخذه القيادة الإسرائيلية. وهو في الوقت نفسه يندرج في سياق الضغوط المتواصلة على المقاومة بهدف تثميرها بالمفاوضات التي يديرها الأميركي، وكذلك لطمأنة المستوطنين بأن الجيش يتجه نحو إنتاج واقع يوفر لهم الشعور بالأمن والعودة. وفي السياق نفسه، عمدت قيادة المنطقة الشمالية إلى إجراء «حوار مفتوح مع المنسّقين» الأمنيين أطلعهم فيه غوردين على تقدير الوضع على جبهة لبنان، وعلى عمل قيادة المنطقة الشمالية في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى «تسريع الاستعداد للاستمرار وحتى تعميق القتال في القطاع الشمالي»، في تعبير عن اتجاه تصاعدي للمواجهة، إلا أنه لا يزال حتى الآن دون الارتقاء إلى حرب شاملة. وهو تقدير يمكن تلمّس معالمه أيضاً في كلام غوردين عن مراكمة الاستعدادات والحرص على العمومية في توصيف هدف «تغيير الواقع الأمني» الذي يمنح المستوطنين الشعور بالأمن، وهو أمر يحرص عليه كلّ القادة السياسيين والعسكريين لعدم تكبيل أنفسهم بأيّ قيود يصعب التراجع عنها، ويفسح المجال أمام التوصل إلى تسوية، على الأقل من الناحية النظرية حتى الآن.

يبقى المسار «المضبوط» للمعركة مفتوحاً على أكثر من سيناريو ربطاً بتطورات غزة والميدان في الجنوب

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الجيش الإسرائيلي أدرك في الأشهر الأربعة الأخيرة أن ترسانة أسلحة حزب الله تتضمن العديد من الذخائر الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدروع، والتي يصل مداها إلى حوالي عشرة كيلومترات، كما أن بعضها لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الإطلاق والهدف، إذ تجاوزت الصواريخ الدقيقة التلال وانفجرت على أهداف في كريات شمونة ومحيطها، في إشارة منها إلى صعوبة أن تؤتي أي خطط لشن هجوم على لبنان نتائجها المرجوّة منه. ميدانياً، كثّف حزب الله عملياته كماً ونوعاً، أمس. ورداً على ‏الاعتداءات على المنازل المدنية وآخرها الاعتداء على بلدة خربة ‏سلم واستشهاد عائلة فيها، قصف مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وشنّ هجوماً جوياً بمُسيّرتين ‏انقضاضيتين على مرابض مدفعية العدو في عرعر، واستهدف تجمعاً لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا، وموقع راميا وتجهيزاته. كما استهدف آلية عسكرية من نوع «نمير» في موقع المالكية ونشر مقطعاً مصوّراً يُظهر إصابتها بدقة. وهاجم التجهيزات التجسسية في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع ‏الراهب وانتشاراً لجنود العدو في محيطه بصواريخ البركان، وثكنة ‏معاليه غولان بعشرات الصواريخ لمرتين، وموقعَي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى انتشار لجنود العدو الصهيوني ‌‏في محيط موقع بركة ريشا بصواريخ بركان. وأعلنت الجماعة الإسلامية - قوات الفجر استشهاد ثلاثة من مقاوميها هم محمد محيي الدين من بيروت، وحسين درويش من شحيم، ومحمد إبراهيم من الهبارية «خلال تأديتهم واجبهم الجهادي في جنوب لبنان - العرقوب في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني». والشهيد حسين درويش هو ابن بلدة شحيم في إقليم الخروب، وطالب في السنة الخامسة في كلية الطب في جامعة بيروت العربية، وطالب في كلية الشريعة في جامعة الجنان.

تدريبات عسكرية إسرائيلية على الإمداد في حال التوغل بلبنان

«حزب الله» يعلن قصف هدف بالمسيّرات قرب حيفا

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه أجرى تدريبات عسكرية على تنفيذ عمليات إمداد لقواته البرية خلال عملية اجتياح محتملة تتوغل خلالها في الأراضي اللبنانية، بموازاة مضي «حزب الله» في خطوة تصعيدية أخرى، تمثلت في قصف هدف عسكري إسرائيلي في عرعر الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً من الحدود اللبنانية بمسيّرتين انقضاضيتين، للمرة الأولى منذ بدء الحرب. وفي ظل التلويح الإسرائيلي بتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق في مواجهة «حزب الله» على الجبهة الشمالية، شدد الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عنه، على أنه «جاهز لتنفيذ عمليات إمداد للقوات على الجبهة الشمالية - بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر». وقال إنه «يتمرن على الإمداد المتعدد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية». وخلال التدريب، قال الجيش الإسرائيلي إنه جرى نقل «مسطحات المعدات من بطن الطائرة إلى القوات المناوِرة في لبنان، ونقل الإمدادات براً إلى خط الجبهة». وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه «خلال الأسبوع الماضي أقيم تمرين عملياتي شمل تزويد الإمدادات اللوجيستية جواً وبراً بقيادة هيئة التكنولوجيات واللوجيستيات، وبالتعاون مع قيادة المنطقة الشمالية، وسلاح الجو... وغيرها من الوحدات التابعة لذراع البر». وأضاف أن القوات «تدربت خلال التمرين على نقل المعدات، والمياه، والوقود، وأنواع الذخيرة خلال حالة طوارئ، إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية. وشمل التمرين تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها ونقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض». وبينما لم يأتِ بيان الجيش الإسرائيلي على ذكر تعرض مناطق أخرى لقصف من لبنان، أعلن «حزب الله» في بيان أصدره، ظهر الأحد، أن مقاتليه شنوا «هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر، وأصابت أهدافها بدقة». وتبعد عرعر 40 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية لبنانية، وتقع إلى جنوب شرقي مدينة حيفا، وهو أبعد مسافة جغرافية تصل إليها ذخائر «حزب الله» منذ بدء الحرب، حيث وصل أبعدها إلى قواعد عسكرية قرب مدينة صفد في الجليل الأعلى، وهي على مسافة نحو 15 كيلومتراً من الحدود اللبنانية. وغالباً ما التزم الطرفان، إلى حد ما، بتبادل القصف على مسافة تتراوح بين 5 و7 كيلومترات على طول الحدود الفاصلة بين الطرفين، ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربات محدودة في العمق اللبناني، وصل أقصاها إلى مدينة بعلبك التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود الجنوبية، كما نفذ ضربة في مدينة الغازية على مدخل صيدا الجنوبي، كما نفذ استهدافاً لمسؤول فلسطيني في شمال مدينة صيدا، واغتيالاً للقيادي في «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويتواصل تبادل إطلاق النار بين الطرفين، منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على إيقاع حرب غزة، وتمضي إسرائيل في خطة تدمير ممنهج للمنازل الواقعة على الجانب اللبناني من الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، عصر الأحد، إننا «رصدنا خلية مقاتلين لـ(حزب الله) مُسلّحة بصاروخ مضاد للدروع في منطقة مزارع شبعا، وهاجم الطيران الحربي الخلية قبل أن تنفذ علمية إطلاق الصاروخ». وأضاف الجيش: «إننا رصدنا طائرة (مسيّرة) لـ(حزب الله) سقطت في منطقة مفتوحة بمنطقة جبل الشيخ، لا أضرار ولا إصابات». وقال الجيش إنه رصد إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان نحو موقع مالكية، ولا يوجد مصابون. وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أفادت بأن الطيران المسيّر الإسرائيلي أغار صباحاً، على الأحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب، واستهدف الصاروخ سيارة «كرافان» على الطريق بين بلدة الهبارية - ومنطقة «سدانة»، ونقل المسعفون جريحاً كان بالقرب منها.

4 قتلى من عائلة واحدة

ويأتي ذلك غداة مقتل 5 أشخاص على الأقل، بينهم 3 مقاتلين من «حزب الله»، وإصابة 9 آخرين، السبت، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في حي العين وسط خربة سلم، و«ذهبت ضحيتها عائلة من 4 أشخاص نازحة من بلدة بليدا»، إضافة إلى شخص خامس، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء اللبنانية (الوطنية للإعلام)، وأوضحت أن «المقاتلات أطلقت صاروخين من نوع جو - أرض في اتجاه المنزل، ما أدى إلى استشهاد الوالد من آل مرجي وزوجته الحامل من آل فقيه وولديهما وشخص آخر». وذكرت الوكالة أن الغارة أدت إلى تدمير المنزل بالكامل، وإصابة سكان منازل مجاورة تضررت أيضاً من القصف، ونُقل جميع المصابين إلى المستشفى. ونعى الحزب، صباح الأحد، 3 من عناصره هم أب وولداه الاثنان الذين قُتلوا في الغارة. وقال الجيش الإسرائيلي، من جهته، إنّ سلاح الجو الإسرائيلي استهدف خلال الليل «بنى تحتية» تابعة لـ«حزب الله»، من بينها «مبنى عسكري في خربة سلم، حيث جرى تحديد وجود إرهابيين تابعين لـ(حزب الله)». ورد الحزب، صباح الأحد، على الغارة، حيث أعلن عن إطلاق «عشرات» الصواريخ على بلدة «ميرون» في شمال إسرائيل. وقال الحزب في بيان: «قصفت المقاومة الإسلامية صباح الأحد... مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ (الكاتيوشا)». وتضمّ ميرون قاعدة عسكرية مهمّة لمراقبة الحركة الجوية كان قد أعلن الحزب الحليف لإيران استهدافها مرّات عدة منذ بداية العام. وقال الحزب إن القصف الصاروخي، الأحد، يأتي «رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية... والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على بلدة خربة سلم». ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنّه «جرى رصد نحو 35 عملية إطلاق (صواريخ) من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وجرى اعتراض عدد منها». وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد قال، ليل السبت: «سنستمر في ضرب منظومات (حزب الله) العسكرية، مقرات القيادة، ومستودعات الوسائل القتالية، والمواقع وكل بنية تحتية قد يلجأ لاستخدامها». وإذ أشار إلى مهاجمة 3 أهداف في جنوب لبنان، السبت، قال: «إلى جانب هذا المجهود سنواصل إسراع جاهزيتنا للحرب، إذا فُرضت علينا. نحن جاهزون للانطلاق لهجوم أوسع إذا وردنا الأمر».

هل باتت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان حتمية؟

الجريدة...منير الربيع.. يعيش لبنان على إيقاع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة والمواعيد التي تضرب حول توغّل إسرائيلي في جنوب لبنان وعملية واسعة عسكرية ضد حزب الله. ويصرّ الإسرائيليون على تحقيق هدفهم في إبعاد حزب الله عن الشريط الحدودي، وتوفير الأمن لإعادة سكان الشمال، وهذا يحتاج الى احتمال من اثنين، إمّا الوصول الى اتفاق عبر الدبلوماسية أو خوض معركة عسكرية واسعة. لكن لا شيء يمنع حصول الأمرين معاً، أي تصعيد عسكري وميداني، يفرض شروطاً على طاولة المفاوضات، وهذا عملياً ما يحدث، إذ يراهن الإسرائيليون على أن حزب الله لا يريد الانخراط في حرب شاملة، وبالتالي يكثفون عملياتهم ويوجهون ضربات قاسية ومؤلمة للحصول على تنازلات من قبل الحزب. وبعد الحديث عن منتصف الشهر الجاري كمهلة إسرائيلية للتوصل الى اتفاق دبلوماسي أو مواجهة الحرب، وردت الى لبنان معلومات جديدة حول مهلة أخرى هي منتصف شهر أبريل المقبل، باعتبار أنه في حينها ستظهر ملامح الحرب على غزة مع انتهاء شهر رمضان. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، بدء تدريبات على الإمداد في حال دخوله بحرب مع حزب الله. وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، أكد أمس الأول أن الجيش يواصل الاستعدادات لشنّ هجوم محتمل على لبنان، مجددا الالتزام «بتغيير الوضع الأمني ليتسنى إعادة السكان إلى ديارهم». من جهتها، قالت عضوة «الكنيست» الإسرائيلي، شاران حشكلال، إنّ العملية العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان أمر لا مفر منه «خلال الشهر ونصف الشهر المقبل أو خلال شهرين»، معتبرة أن الجهود الدبلوماسية فشلت، وأن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وحزبه «لم يتراجعا». بالنسبة إلى لبنان، هناك رهان على كل المساعي الدولية، خصوصاً التي يقوم بها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي لم يقدّم أي جواب حتى الآن بعد مغادرته لبنان الى إسرائيل. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال، السبت، إنه لا يوجد أي حلول طالما لا هدنة في غزة، مشيراً الى وجود بنود «فيها إن» بالأفكار التي طرحها هوكشتاين، في إشارة الى اقتراح لتبادل أراض لإتمام ترسيم الحدود البرية، حيث أن إسرائيل تتمسك بنقطة b1، ولا تريد البحث في مصير مزارع شبعا، وهذا الأمر مرفوض لبنانياً. من جانب آخر، يستمر الحديث عن ضرورة إدخال تعديلات على القرار 1701 الذي أوقف حرب 2006، أو إرفاق ملحق به، على أن يتضمن هذا الملحق مواقف واضحة تشير الى سحب حزب الله لسلاحه الثقيل من جنوب نهر الليطاني، ووقف بناء أبراج المراقبة، وعدم إدخال أسلحة جديدة الى تلك المنطقة، وكذلك الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وتعهّد دولي بتوفير المساعدات اللازمة لإعادة إعمار ما هدمته إسرائيل خلال المواجهات، إضافة إلى تحسين ظروف العيش في الجنوب وفي لبنان ككل، مع حق لبنان في الحصول على تسهيلات لتحسين وضعه الطاقوي، بانتظار أن يصبح قادراً على استخراج النفط والغاز، في إشارة الى إعادة طرح مسألة الحصول على الغاز المصري والكهرباء الأردنية على الطاولة.

ماذا حَمَلَ موفد بري إلى قطر؟

رمضان اللبناني يحلّ على وهج «الحرب الأطول» مع إسرائيل

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- النازحون من جنوب لبنان تحاصرهم هجرة بيوتهم والأزمة المعيشية الخانقة

- ماذا وراء «حزام الدمار» الإسرائيلي على الحافة الحدودية في جنوب لبنان؟

يحلّ رمضان المبارك على «بلاد الأرز» مُثْقَلاً بتشظياتِ «الحرب المتدحرجة» التي تسود جبهة الجنوب منذ 155 يوماً وتُعدّ أطول مواجهةٍ عسكرية في تاريخ الصراعات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، منذ «فتح لاند» واجتياح 1978 مروراً باجتياح 1982 وعدوان 1993 («تصفية الحساب») و1996 (عناقيد الغضب) وحرب يوليو 2006. ومع انتقال «الرهان الضعيف» من هدنةٍ في غزة تبدأ مع الشهر الفضيل إلى وقفٍ موقت للنار يُراد أن يتم التفاهم عليه خلال رمضان، لم تخرج جبهةُ الجنوب من دائرة القلق العميق مما ينتظرها في ضوء «الأوعية المتصلة» التي تربطها بالقطاع حرباً ومن دون ضمانةِ قاطعة بأن تنطبق في الاتجاه المعاكس أي على مستوى أي تهدئةٍ بحال جرى بلوغها في أرض «طوفان الأقصى». وانعدامُ اليقين حيال آفاق الحرب المحدودة حتى الساعة جنوباً سيطبع شهر الصوم الذي لن يكون هذه السنة مزنّراً بحلقةِ أمانٍ فُقدت على امتداد قرى «خط النار» جنوباً ولنحو 100 ألف نازح غادروا بلداتهم، ليطلّ رمضان مُدَجَّجاً بمصاعب العيش بعيداً عن بيوتاتٍ صار المئات منها حطاماً وقرى أصبح العشرات منها أشبه بـ «مدن أشباح»، في ظلّ أزمة اقتصادية خانقة تلتفّ منذ أكثر من 4 أعوام على أعناق لبنان وأهله. وفي حين يؤشر النمطُ العسكري الذي تعتمده إسرائيل حيال قرى الجنوب الأمامية (وحتى الواقعة في خطوط أعمق) بأنها تتعمّد إرساء «حزام من دمار» عبر استهدافها الممنهَج للمنازل وحتى غير المأهولة بما يشي برغبةٍ في إقامة شريط «يستحيل العيش فيه» وقد يشكّل «المنطقة العازلة» (بعمق ما بين 7 الى 10 كيلومترات) التي تصرّ على إقامتها (بالحرب الأكبر أو بالنسَق الحالي الأبطأ)، فإنّ انزلاقَ الأمور لِما هو أوسع نطاقاً في ظل استمرار المذبحة في غزة والإمعان في وضْع شعبها في ما يشبه «غرفة الإعدام»، يبقى أمراً حاضراً بقوةٍ في حسابات الميدان كما في الكواليس السياسية والديبلوماسية التي تضجّ بالمَساعي المتعددة الطرف لإبقاء التصعيد جنوباً في دائرة الاحتواء. وإذ وُضعت الزيارة غير المعلَنة للمعاون السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري النائب علي حسن خليل لقطر في إطار الدور الذي تضطلع به الدوحة على خط الأزمة الرئاسية اللبنانية (من ضمن اللجنة الخماسية) ولكن الأهمّ دورها في محاولة بلوغ هدنة في غزة، وحضّها المعنيين في لبنان على وجوب تَفادي ما يمكن أن يجعل جبهته تخرج عن السيطرة في انتظار انقشاع الرؤية حيال الأفق في القطاع ولا سيما أن ثمة أرضيةً لمسارٍ ممرحَل يعمل عليه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في ما خص الجنوب، رغم حاجته للمزيد من الأخذ والردّ قبل أن يتبلور «اتفاق الإطار» في شأنه، فإنّ العارفين باستعداداتِ «حزب الله» الميدانية يشيرون إلى أنه جاهز لكل الاحتمالات ولا يُخْرِج أي سيناريو إسرائيلي من حسابه. وبحسب هؤلاء فإن «حزب الله» أبلغ إلى حلفاء مفترَضين له سجّلوا اعتراضاتٍ على ربْط لبنان بـ «وحدة الساحات» أنه بخياره فتْح الجبهة استباقياً عطّل إمكانَ استسهال إسرائيل شنّ حرب على لبنان «تريدها الآن أو في المستقبل»، وأنه بعرْض قدراته وجهوزيته العسكرية وبعملياته المحسوبة إنما يَعتمد استراتيجية «إظهار القوة لعدم استخدامها ولمنْع الحرب الكبرى»، وأن إسرائيل فهمت تماماً مغزى إسقاط مسيَّرة لها تحلّق على ارتفاع 18 ألف قدم، وأنها رغم كل توحُّشها فُرص عليها أن تحصر أهدافها بالحزب وعناصره ما يؤدي في بعض الاعتداءات إلى وقوع ضحايا من المدنيين يسارع الإسرائيليون «لإبداء الأسف» بإزاء سقوطهم. ووفق العارفين أنفسهم فإن هذه المقاربة لا تنفي تَحَسُّب الحزب الكامل لمغامرة إسرائيلية تجاه لبنان «يتهيأ لها» كل محور الممانعة وساحاته، في الوقت الذي تَمْضي تل أبيب في تمهيدٍ إعلامي لحرب أكبر، وهو ما يُقرأ بحسب هؤلاء على أن منسوب التهويل فيه أعلى من أن يكون مخطَّطاً برسم التنفيذ، على شاكلة التهديدات بتوغل بري لا يستقيم الكشف المسبق عنه مع شرط عامِل المباغتة فيه، ولا سيما أن مسالكه الممكنة كلها معروفة ومكشوفة. وفي الميدان «الحقيقي»، احتدمتْ المواجهات غداة سقوط 5 أشخاص (4 منهم من عائلة واحدة بينهم امرأة حامل) باستهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في بلدة خربة سلم، قبل أن ينعي «حزب الله» 3 منهم هم جعفر مرجي وابنيه علي وحسن، فيما نقلتْ فرق الإسعاف 9 إصابات من منازل مجاورة لمكان وقوع الغارة. وفي حين مضت إسرائيل في ضرباتها حيث استهدفت سيارة «كرافان» في منطقة الهبارية بواسطة طائرة مُسيرة مع قصف للعديد من البلدات، نفّذ «حزب الله» سلسلة عمليات بدأها بالردّ «على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وآخِرها الاعتداء على بلدة خربة سلم واستشهاد العائلة»، فقصف «مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا»، قبل أن يهاجم موقع راميا و«تجمعاً لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية» ويشنّ «هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر»، ويستهدف عصراً ثكنة معاليه غولان بالأسلحة الصاروخية، لتعلن وسائل إعلام إسرائيلية بعدها «إطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتجاه مزارع شبعا وإطلاق صفارات الإنذار في مناطق عدة في الشمال». وعلى وقع هذا الصخب، دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الأحد، بشدة «ما نشهده في حرب الإسرائيليّين على غزّة ومأساة الشعب الفلسطينيّ»، معلناً «نرفض صمت دول العالم خوفاً على مصالحهم، مضحّين بشعب محروم من أرضه، ومن حقّه بدولة خاصّة به وفقاً لقرار 181 لمنظمّة الأمم المتّحدة المصوّت عليه في 29 نوفمبر 1947 في شأن قسمة فلسطين إلى دولتين: عبريّة وعربيّة وتحديد حدودهما»...

برّي يستجمع «الخيوط الرئاسية»..ولودريان يسأل عن «إمكان حدوث خرق»..

مفتي الجمهورية لتدارك الخطر بانتخاب الرئيس.. ومصير المواجهة في الجنوب في إطلالة لنصر الله

اللواء..اليوم أول أيام شهر رمضان المبارك، يمضي اللبنانيون إلى يومهم، عين على الجنوب، وعين على الجهود الجارية لإنهاء الشغور الرئاسي، من دون إغفال الجهود الجارية لوقف العدوان المجرم والحرب الاسرائيلية الآثمة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، الذي يسجل صموداً تاريخياً، ومقاومة باسلة في مواجهة الاجرام الاسرائيلي غير المسبوق. ولم يحجب الاهتمام بالشأن العام، الفرحة اللبنانية العارمة في نجاح ياسمينا زيتون، ابنة كفرشوبا الرابضة على خط النار في الجنوب، من أن تحتل مرتبة الوصيفة الاولى لملكة جمال الكون. وإذا كانت الاسئلة مشروعة حول متى تنتهي الحرب الاهلية، والحروب المتصلة بها، فإن مسار ما يجري يتحكم بالحصيلة، بعد ان يتزايد الضغط على دولة الاحتلال، وتستمر المقاومة بصمودها، وقتالها، وإلحاق الأذى والإحباط بالمشروع الانتحاري لبنيامين نتنياهو وأركان حربه.

بري والاعتدال

رئاسياً، فالرئيس نبيه بري الذي التقى وفد تكتل الاعتدال، الذي ضم النواب: وليدالبعريني، سجيع عطية، احمد الخير، محمد سليمان، احمد نسيم، عبد العزيز الصمد والنائب السابق هادي حبيش، و وصف البعريني ما دار باللقاء بأنه اعطى دفعا قويا للمبادرة، وسنكمل بالمبادرة.. معلنا عن انتظار التكتل جواب حزب الله، وان الرئيس بري ابلغهم كل الخير، وان المبادرة ستنجح.. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الوقت لا يزال متاحا من أجل معرفة مصير مسعى تكتل «الاعتدال الوطني» الذي لم يصبح في دائرة الخطر لكنه ينتظر اكتمال التوافق على طرح التشاور ثم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بدورات متتالية. واعتبرت أن الطرح متواصل وقد لا ينتقل إلى المرحلة التالية ما لم ينل الأجوبة بشأنه، ومعلوم أنه يفترض أن تسمي كل كتلة نائبا أو اثنين للمشاركة في التشاور، معربة عن اعتقادها أن « التكتل» يشيع اجواء إيجابية وإنما ترجمتها لم تتم بعد، على أن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يخرج بجو أوحى بالتراجع عن المسعى ولذلك فإن هناك اتصالات قد تشق طريقها قبل بلورة الخطوة الثانية. ولفتت المصادر إلى أن لا موعد محددا لجلسة التشاور بعد وما من تفاصيل عن شكله، لأن المهم هو المضمون والخروج بما يمكن أن يسهل الانتقال إلى جلسة الانتخاب بالنصاب الدستوري اللازم. إلى ذلك قالت الأوساط أن أي موقف من الكتل التي سبق وايدت المسعى ينمّ عن التراجع عن ذلك يعني وقوع الطرح في المحظور. وحسب نائب في التكتل، فإن النواب خرجوا بانطباع بايجابية استمرار المبادرة. والجديد، هو تلقي الرئيس بري اتصالا هاتفيا من الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان، جرى خلاله البحث في تطور الحراك الرئاسي والوضع في جنوب لبنان. ومن المتوقع ان يبلّغ حزب الله تكتل الاعتدال جوابه على المبادرة التي نقلها اليها نواب الاعتدال الوطني، من زاوية التمسك بالحوار وفقا للمنهجية التي اقترحها الرئيس نبيه بري. وليلاً، عاد السفير السعودي وليد بخاري من الرياض، وسط اهتمام اللجنة الخماسية، وسعيها الى تفعيل الدور الذي من شأنه ان يخلق أجواء ملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية. وفي الملومات ان قطر، من جانبها، تسعى الى تفعيل النشاط لانهاء الشغور الرئاسي، عبر لقاءات مع القيادات اللبنانية، من الدرجة الاولى. وفي هذا الاطار، زار المعاون السياسي للرئيس بري الدوحة، موفدا من رئيس المجلس، حيث اجرى لقاءات بقيت في الكتمان. وتردد ان الدعوة كانت موجهة بالاساس الى الرئيس بري على ان تليها دعوات لرؤساء الكتل والاحزاب. واوضح السفير المصري في لبنان علاء موسى ان الخماسية تعمل على إحداث خرق في ملف الرئاسية، وأن خطواتها مستمرة ومدروسة. وكشف موسى عن اشارات نيابية مشجعة، وتشير الى ان الخماسية لمست ذلك، وقررت المضي في خطواتها، وخاصة من الرئيس نبيه بري، وان رئيس المجلس عبّر عن الذهاب الى أبعد مدى لانتخاب رئيس الجمهورية، والتوجه نفسه، سمعه اعضاء اللجنة من كل الاطراف. وهذا من شأنه ان يشجع اللجنة على المضي في مساعيها. وكشف موسى عن جولة اخرى من اللقاءات مع الاطراف اللبنانية. وقال ان الاتفاق على خارطة طريق سيؤدي الى انتخاب رئيس، مؤكداً ان التواصل وثيق مع كتلة الاعتدال وهذا من شأنه ان يزخم الحركة باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا ان الخماسية لا تتناول الاسماء، والتوصل الى اسم يكون بالتوافق بين الكتل النيابية.

المفتي لتدراك الخطر بالانتخاب

وفي اطار المواقف، وفي مستهل شهر الصيام، وفي رسالة حلول الشهر الفضيل، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان لبنان في دائرة الخطر، والسبب الأول هو الشغور الرئاسي، فانتخاب رئيس للجمهورية، هو الخطوة الأولى نحو بناء الدولة، والطريق الصحيح القويم، في تفعيل عمل مؤسسات الدولة المترهلة». وختم: «مهما اختلفت الرؤى السياسية. علينا بالتوافق والتعاون للاستقرار والاستمرار في وطننا، الذي هو بحاجة إلينا جميعا لحسن إدارة البلد بهمة أبنائه، إن الأولوية المطلقة اليوم، هي إجراء انتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكن أن نخرج من أزماتنا إلا بإنجاز هذا الاستحقاق، لنحافظ على وحدتنا الوطنية، فلبنان لا يعيش إلا بجناحيه، المسلم والمسيحي، ولا نرضى إلا بالمساواة التي نص عليها اتفاق الطائف، ولا يُساس لبنان بمنطق الرابح والخاسر، أو القوي على الضعيف، بل كلنا أقوياء بكلمة الحق، ومنتصرين لوطننا ولشعبنا». ولاحظ ان تحديات العيش والنظام في لبنان بدأت بحرب غزة، لكنها تعاظمت بعشرات القتلى وبتهجير الناس من الجنوب اللبناني، لقد ظننا أن القرار الدولي رقم 1701 سيحمي لبنان، لكن ذلك لم يكن صحيحا لأن الكيان الاسرائيلي لا يلتزمه، ويخالف كل القرارات الدولية بعدوانه على لبنان، ويقتل أبناءنا، ويدمر بيوتنا، فالاعتداء على أي منطقة في لبنان، هو اعتداء على كل لبنان، لا نفرق ولا نميز بين منطقة وأخرى، وما يحصل من عدوان على الجنوب، هو برسم صنّاع القرار في المجتمع الدولي، ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الحرة، وعاصمتها القدس الشريف». واكد المفتي في رسالته: منذ سنوات ما يزال السياسيون يمضغون الكلام بشأن جريمة المرفأ، واحتجاز أموال الناس في المصارف، والمؤسسات متهالكة، والهجرات متوالية، كأنما الوطن ينتهي، وتنتهي عهوده بالعزة والرفعة والمنعة والتقدم. إن أول الأمراض التي أصابتنا مرض فقدان المحاسبة. يستطيع كل أحد أن يفعل ما يشاء، ويظل آمنا وماضيا في عبثه، كأنما هو غير مسؤول أمام الله وأمام الناس».

الراعي: الذهاب فوراً للانتخاب

وبعد ان أدان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حرب الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً بإيقافها، ومعلناً ان لبنان يبتغي عدم الانزلاق بهدف الحرب الحقود، وحماية الجنوب، والذهاب على الفور الى انتخاب رئيس للجمهورية، من اجل انتظام المجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات الدستورية، معلنا ان بكركي تنظر بكثير من الايجابية الى مبادرة الاعتدال الوطني ومساعي لجنة السفراء الخماسية، راجين للاثنين النجاح.. واكتملت الاستعدادات لبدء الصيام في شهر رمضان المبارك، سواء على مستوى توفير الحاجات الضرورية او زيارة الاماكن المتعلقة بالمناسبة، حيث تقاطر المواطنون الى اسواق بيروت، لتلمس معالم الزينة والروح الرمضانية، وسط بيروت. ودعت الهيئات البيروتية، والجمعيات المعنية بمواجهة الغلاء الى الحد من التلاعب بالاسعار وزيادتها من دون اسباب موجبة لتمكين المواطنين والصائمين من الصيام بتوفير الامكانات الكفيلة بصيام الشهر الفضيل.

الوضع الميداني

على الارض، اعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت ثكنة معاليه غولان للمرة الثانية بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع الراهب وانتشار جنود العدو في محيطه بصاروخ بركان. واستفاق الجنوب على مجزرة اسرائيلية مسائية بحق عائلة نزحت من قرية بليدا الى بلدة مجدل سلم المجاورة، فيما كانت مسيرة تابعة لاسرائيل هاجمت المنزل الذي لجأت اليه العائلة، ودمرته وسقط الاب والام ووالدان من آل مرجي، نعاهم حزب الله، والذي يشيعهم اليوم في بلدتهم بليدا بمهرجان حاشد، يتحدى فيه جيش الاحتلال. وعلى الفور، رد حزب الله باستهداف مستعمرة ميرون بعشرات الصواريخ، ودخلت المسيرات الانقضاضية المعركة، مع صواريخ البركان حيث قضت مضاجع المستوطنين في الشمال. وفي اولى الامسيات الرمضانية، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء بعد غد الاربعاء، حول بدء الصيام، والتطورات المتعلقة بمسار المواجهة في الجنوب.

الراعي: ننظر بإيجابية إلى مبادرة «الاعتدال» و«اللجنة الخماسية» لانتخاب رئيس لبناني

تشكيك نيابي بانخراط «حزب الله» في «نقاش جدي» قبل انتهاء حرب غزة

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال البطريرك الماروني بشارة الراعي «إننا ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة (تكتّل الاعتدال الوطني)، وإلى مساعي (لجنة السفراء الخماسيّة)» اللتين تسعيان لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية لإنهاء الشغور الرئاسي المتواصل منذ خريف 2022، وسط استبعاد سياسي لتحقيق خرق كبير في المدى المنظور. وإلى جانب اتصالات واجتماعات لجنة سفراء الدول الخمس (الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا ومصر وقطر) المعروفة باسم «اللجنة الخماسية»، تصدرت مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» (يغلب عليها النواب السنّة من شمال لبنان)، الاتصالات السياسية الداخلية في محاولة لإحداث خرق في جدار الجمود الرئاسي، وتذليل العقبات التي تعرقل حوارا لبنانيا ينهي الشغور المتواصل منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. ويحتاج انتخاب الرئيس إلى توافقات بين القوى السياسية الداخلية لتأمين تأييد ثلثي أعضاء مجلس النواب في الدورة الانتخابية الأولى، ونصاب قانوني يبلغ ثلثي أعضاء المجلس لانتخاب الرئيس في الدورة الثانية بأصوات أغلبية «النصف+1». وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس للجمهورية، في حين يتعثر حل الملفات المعيشية التي يحتاجها المواطنون بسبب الشغور الرئاسي. وقال الراعي في عظة الأحد: «نحن في لبنان نبتغي عدم الانزلاق في حرب غزة العمياء والحقود، كما نبتغي حماية الجنوب والمواطنين، والذهاب على الفور إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة من أجل انتظام المجلس النيابيّ والحكومة وسائر المؤسّسات الدستوريّة». وتابع: «من هذا المنطلق ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة (تكتّل الاعتدال الوطني)، وإلى مساعي (لجنة السفراء الخماسيّة) راجين للاثنين النجاح، وشاكرين لهم على الجهود والتضحيات». من جهته، دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة الناخبين اللبنانيين لمحاسبة نوابهم. وقال في عظة الأحد: «المواطن يئن وذوو السلطة يعيشون في عالم بعيد عن الواقع، في غياب رئيس لم ير النواب ضرورة لانتخابه»، معتبراً أن «ما شجعهم على ذلك تقاعس المواطنين عن القيام بواجب مساءلتهم ومحاسبتهم». وقال: «عندما يقترع إنسان لنائب فلأنه اقتنع ببرنامجه وصدق وعوده. أليس من واجبه بعد حين مساءلته حول ما وعد به؟ أليس هذا من صميم الحياة الديمقراطية؟»، وتابع: «لذلك، حاسبوا نوابكم لتقويم أدائهم. حاسبوهم على تقاعسهم في أداء واجباتهم التي يفرضها الدستور. وأول هذه الواجبات انتخاب رئيس للبلاد».

الأمور لم تنضج بعد

ولم يصل الحراك السياسي، وحراك الدول الصديقة للبنان بعد إلى إنهاء الأزمة المتواصلة. ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أن «كل المبادرات لخرق الجمود حققت نجاحاً نسبياً ولكن الأمور لم تنضج بعد لانتخاب الرئيس»، مشيراً، في تصريح إذاعي، إلى أن «اللجنة الخماسية تتعامل مع الخلافات اللبنانية». كما أكد أن «الكنيسة تبقى مرجعاً مهماً وتحديدا البطريركية».

حرب غزة

ويسود اعتقاد واسع في لبنان أن اندلاع حرب غزة، وانخراط «حزب الله» فيها، عرقل المبادرات وخلط الأوراق، ما ساهم في تمديد الأزمة، وذلك في ظل إصرار «حزب الله» وحليفه رئيس البرلمان نبيه بري، على دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، وإقفال الباب على البحث في مرشح ثالث يطالب به «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وهما الحزبان الأكثر تمثيلاً للشارع المسيحي في البرلمان. وتسعى مبادرة «الاعتدال الوطني» إلى تذليل العقبات أمام الحوار بين البنانيين. ومع أن الحزب قال الأحد، على لسان عضو كتلته البرلمانية النائب حسين الحاج حسن، «إننا منفتحون على أي حوار جدي وموضوعي»، يشكك آخرون بذلك. وقال النائب في كتلة «التغيير» إبراهيم منيمنة إن «(حزب الله) يرفض النقاش الجدي إلّا بعد وقف الحرب على غزة، وفقاً لمبدأ وحدة الساحات»، وقال منيمنة: «كان من الأجدى أن نصل إلى مقاربة توحّد اللبنانيين حول القضية الفلسطينية بدل الذهاب باتجاه الانخراط في الحرب». ورداً على سؤال حول مصير مبادرة كتلة الاعتدال الوطني الرئاسية، استبعد منيمنة «أي حلّ قريب لأن الحسابات السياسية لم تتغير، خاصةً أن (حزب الله) لا يبدو مستعداً للبحث في الملف الرئاسي قبل الانتهاء من الحرب». وتعليقاً على مواقف الرئيس نبيه بري الأخيرة، قال منيمنة: «إذا كانت الأجندة السياسية لرئيس مجلس النواب هي النقاط الأساسية للحوار، فيمكن الوصول إلى نتيجة، وهنا قد تُيسّر اللجنة الخماسية هذا النقاش فيصبح حينها اختيار اسم المرشح أسهل».

"جثة" التشاور في "برّاد" بري وموفده إلى قطر "بلا ولا شي"

مناورات إسرائيلية تُحاكي الغزو وسقوط 3 من "الجماعة الإسلامية"

نداء الوطن..بعد مقتل عائلة بالقصف الإسرائيلي على خربة سلم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وقد نعى «حزب الله» ثلاثة منهم، سقط أمس 3 عناصر من «قوات الفجر» الجناح العسكري لـ»الجماعة الاسلامية» في غارة استهدفت أطراف بلدة الهبارية في منطقة العرقوب الجنوبية. وهذه الحصيلة من الخسائر البشرية التي تمنى بها «الجماعة» أتت بعد مرور أكثر من شهرين على إعلانها «تنفيذ عمليتين عسكريتين تضمّنتا توجيه صليتين صاروخيتين» استهدفتا كريات شمونة في شمال إسرائيل. كذلك أعلن «حزب الله» إطلاق عشرات صواريخ «الكاتيوشا» أمس على بلدة ميرون في شمال إسرائيل غداة غارة خربة سلم. وفي هذا الإطار، أبلغ مصدر ديبلوماسي «نداء الوطن» أنّ «ما ورد من رسائل وتقارير ديبلوماسية يفيد بأنّ التوجه الإسرائيلي الشعبي والسياسي وحتى العسكري يؤيد الحرب على لبنان، والإصرار على توسيع الحرب كونها ستتحول حرباً اقليمية ستكون الولايات المتحدة الأميركية والغرب مضطرين ان يكونوا شركاء الى جانب إسرائيل فيها، على الرغم من أنه داخل المستوى العسكري الإسرائيلي هناك من لا يزال يعمل على منع الدخول في هكذا حرب ضد لبنان، ما دامت الجبهة معه ما زالت مضبوطة ضمن قواعد الاشتباك التي لم يتجاوزها «حزب الله» منذ الثامن من تشرين الأول». وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه أجرى تدريبات عسكرية على تنفيذ عمليات إمداد لقواته البرية خلال عملية اجتياح محتملة تتوغل في الأراضي اللبنانية. وشدّد على أنه «جاهز لتنفيذ عمليات إمداد للقوات على الجبهة الشمالية - بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر». ولوّح قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، بشن هجوم بري على الأراضي اللبنانية بهدف «تغيير الواقع الأمني» في المنطقة الحدودية شمال البلاد، بهدف إعادة سكان المنطقة التي نزحوا منها. وخلال اجتماع عقده مع «منسقي الأمن في قرى وبلدات الجليل الغربي» قال غوردين: «نحن نعزّز باستمرار الاستعدادات للانطلاق إلى هجوم في لبنان. إننا ملتزمون تغيير الوضع الأمني لإعادة السكان إلى ديارهم». ومن أحوال الميدان الجنوبي الى ملف الرئاسة الأولى، قالت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه تلقى أمس اتصالاً من الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بحث في الحراك المتعلق بالاستحقاق الرئاسي وتطورات المنطقة. وبعدما أجهز «الثنائي الشيعي» عملياً على مبادرة التشاور التي انطلق بها تكتل «الاعتدال» النيابي، تحدث مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن «محاولات تبذل من أجل إمرار الاستحقاق الرئاسي في العام الحالي». وبرّر المصدر هذه المحاولات بأنها تأتي من أجل الاستفادة من الانشغال الأميركي بالمعارك الرئاسية بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وإلا «فإن الانتظار سيعني ان الرئاسة مؤجلة الى منتصف العام المقبل (2025)». وقال المصدر إنّ «كل ما يطرح حتى الآن رئاسياً هو عملياً أشبه بطبخة بحص لن تنضج أبداً، والمطلوب استبدال مكوّنات الطبخة بطروحات عملية قابلة للتحقق، لأنّ الفرقاء ما زال كلّ منهم على موقفه من الترشيح والانتخاب، من دون النظر الى المخاطر التي تحيق بلبنان». وكشف المصدر أنّ «الحركة اللبنانية في اتجاه الخارج، وآخرها زيارة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى الدوحة، لم تحمل جديداً على الاطلاق في الملف الرئاسي، فكل فترة يُخرج الثنائي الشيعي طرحاً جديداً يكون المتغيّر فيه رئيس الحكومة والثابت رئيس الجمهورية، بمعنى أن ما رشح من طرح جديد يقول بمعادلة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية وتمام سلام رئيساً للحكومة، ومن البديهي أن يلقى هذا الطرح رفضاً، إلا أنّ مكمن الخطر هو وصول الدول الصديقة والشقيقة الى مرحلة من عدم المبالاة، بحيث يقال للبنانيين انتخبوا ما تشاؤون، ولكن لا تنتظروا منا أي مساعدة مالية أو اقتصادية». وأوضح المصدر أنّ «هناك قناعة بدأت تتولد لدى الدول الشقيقة تقول إننا لن نمانع انتخاب أي رئيس، وفي المقابل على اللبنانيين ان يتكلوا على أنفسهم، فنحن لسنا في وارد أن نتحمل أعباء وأخطاء خيارات اللبنانيين، والفريق المصر على فرض إرادته الرئاسية فليتحمل تبعات المرحلة المقبلة، ولينهض بالواقع اللبناني المنهار إذا استطاع الى ذلك سبيلاً».

دينامية «الخماسية» المستجدة: رئيس للمرحلة الثانية من الحرب!

الاخبار..تقرير غسان سعود .. بعد ساعات من بدء عملية «طوفان الأقصى»، كانت الدبلوماسية المصرية بين أول المتصلين بحزب الله لحثّه، باسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «الاحتواء» و«عدم توسيع الإسناد». وإذا كان ثبات القاهرة أمام الضغوطات لفتح معبر رفح باتجاه واحد للاجئين الفلسطينيين حال حتى اليوم دون إفراغ قطاع غزة من أهله كما يرغب الإسرائيليون، إلا أن أحداً لا يملك ضمانات أو تصوّراً نهائياً عما سيحصل بعد الهجوم الإسرائيليّ الموسّع المنتظر على جنوب غزة. فما بدأ محاولة فلسطينية لإعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية في مواجهة التطبيع والتهجير واستراتيجية القتل البطيء، تحوّل إلى محاولة إسرائيلية لاقتلاع غزة من جذورها وإعادة رسم كامل المنطقة.يستفيد التنسيق الأميركي - الأوروبي - الإسرائيلي - الخليجي من تعب شعوب المنطقة من الحروب المتلاحقة، في وقت تبدو الصين غير معنيّة طالما أن الصراع في الشرق الأوسط يبعد الأنظار عنها، وروسيا منشغلة بالحرب في أوكرانيا. وهو ما يعيد الإدارة الأميركية إلى حلمها القديم بشأن الشرق الأوسط الجديد. منذ اللحظات الأولى لـ«طوفان الأقصى»، تصرّف حلفاء حماس، يتقدّمهم حزب الله في لبنان، بحذر شديد لإدراكهم بأن ما يجري لا يشبه كل ما سبق من جولات قتالية وحروب إسرائيلية. لم يخرج تنسيق الحزب وحماس عن مساره الثابت منذ أن أبلغ الشهيد صالح العاروري السيد حسن نصرالله، مباشرة صباح السابع من تشرين، بما يحصل. فيما خرجت مشاعر حماس تجاه الإسناد عن المسار هبوطاً وصعوداً في الشهرين الأولين، قبل أن تستقر عند دقة التقييم الذي أجراه الحزب واتّخذ قراره على أساسه، خصوصاً لجهة إبقاء الحرب المباشرة مع إسرائيل فقط، وعدم تسهيل الاستدراج الإسرائيلي للولايات المتحدة للانخراط مباشرة في الحرب. ورغم كل القدرات الصاروخية التدميرية لمحور المقاومة، والاستنزاف الجدي للجيش الإسرائيلي على أيدي فصائل المقاومة، وتعب هذا الجيش، إلا أن ما يحصل لا يشي بانفراجات: فأكثرية التقارير الدبلوماسية جدية تنتهي إلى أن هذه معركة وجود بالنسبة إلى إسرائيل، لا حساب فيها للرأي العام العالمي أو الركود الاقتصادي أو الخسائر المالية والبشرية أو حتى الرهائن. في هذا المشهد الإقليميّ المفتوح على كل أشكال التحوّلات، حيث ما من شيء ثابت ونهائي بالنسبة إلى الأميركي والأوروبي والإسرائيلي والخليجي، لا يكاد يغادر موفد أممي مطار بيروت حتى يصل آخر، وما إن يودّع مطارُ الدوحة مسؤولاً لبنانياً حتى يستقبل آخر، فيما على الأجندة بند وحيد: أمن إسرائيل بعد «الانتهاء» من غزة. الإسناد الأميركي لإسرائيل، في ما يتعلق بلبنان، لا يقتصر على المال والسلاح والتكنولوجيا الأمنية، بل يتجاوزها إلى الضغط الإعلامي والسياسي والدبلوماسي. صحيح أن أحداً لا يرفع شعار نزع السلاح مثلاً كما كان قبل أكثر من عشر سنوات، غير أن الهدف المرحلي هو: انتخاب رئيس. تريد الولايات المتحدة انتخاب رئيس أولاً، بما يسمح باستعادة الحد الأدنى من التوازن السياسي الذي خسره خصوم الحزب بالكامل حين أخرجوا أنفسهم من دائرة صناعة القرار السياسي الرسمي. وإذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أنّب قبل ثلاث سنوات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل لإضاعتهما وقته في قصر الصنوبر بعناوين، كسلاح حزب الله، لا قدرة لهم على التأثير فيها، يحدّد الأميركي لخصوم الحزب اليوم عنواناً يمكن تحقيقه: انتخاب رئيس. وهو ليس هدفاً بحدّ ذاته، إنما وسيلة تسمح للأميركي بالتقدّم براحة أكبر إلى المرحلة الثانية من الحرب، المتعلقة بالحدود اللبنانية الجنوبية. علماً أن السلاح الذي حرص حزب الله على إظهاره في الميدان، والسلاح الآخر الذي حرصت إيران على إظهاره في إحدى المناورات أخيراً، سحبا الليطاني من التداول بعد تأكيد المؤكد بأن مشكلة إسرائيل أبعد من الليطاني بكثير. لكنّ واحدة من العثرات التي تسعى الولايات المتحدة إلى حلها تكمن في عدم وجود سلطات سياسية موثوقة في البلد، كما في عام 2006، تساند الضغط الأميركي وتحاول أن تضمن الاتفاقات. من هنا تأتي دينامية «الخماسية»: فرغم الهموم المصرية، ينشغل السفير المصري في لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. ورغم ما تواجهه حماس، لا يسأل الموفدون القطريون عن أوضاع الحركة في لبنان أو عن الجبهة الجنوبية بل عن «انتخاب الرئيس». وقد لا يُستبعد أن يصحو مجلس الأمن من سباته ليصدر بيان دعم وتأييد لمبادرة «كتلة الاعتدال». كل هذا يفرض على حزب الله مقاربة سياسية مختلفة. بمعزل عن قرار التمسك بترشيح سليمان فرنجية، لا يمكن أن تبقى الأمور بعد 7 أكتوبر وفي ظل الاستنفار الأميركي في كل الاتجاهات كما كانت قبله، تماماً كما لا يمكن تخيّل أن يطفئ الحزب محرّكاته السياسية في ذروة الدينامية الأميركية - الأوروبية - الخليجية السياسية. ولا بدّ في هذا السياق أن تستكمل المواجهة الأمنية - التكنولوجية - العسكرية - الإعلامية بتثبيت المكاسب السياسية والمواجهة أيضاً. وهو ما سيُترجم بسرعة عند الرئيس نبيه بري الذي قد يكون تعب من الضغوطات الداخلية والخارجية، ويشعر كما يقول بأنه قد آن أوان انتخاب رئيس، ولا يرى أفقاً لترشيح فرنجية في ظل الموقف المسيحي عموماً وموقف رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل خصوصاً. لكن هذا لا يعني أبداً ما فهمته «الخماسية» على أنه تراجع أو ليونة أو تحوّل في الموقف، ما استدعى كلاماً واضحاً من مستشار بري السياسي النائب علي حسن خليل في مقابلة تلفزيونية أخيراً. لكن تشدّد بري المنتظر لا يكفي وحده، كما لا تكفي الزيارة الشكلية للرئيس ميشال عون التي تأخرت خمسة أشهر من دون أي عذر مقنع. لا بدّ من دينامية سياسية أكبر وأوضح وأجرأ لأن المعركة ليست على الجبهة العسكرية فقط. وتشير المعلومات إلى نية «الخماسية» طلب موعد جديد من الرئيس بري لتستوضح بضع نقاط، بما فيها ما يقوله أحد السفراء الخمسة عن موافقة رئيس المجلس على كل من سفير لبنان (السابق) في الفاتيكان العميد المتقاعد جورج خوري والمدير العام للأمن العام الياس البيسري، قبل أن ينطلقوا في جولة سريعة على المرجعيات الروحية والسياسية المسيحية.

تستعجل «خماسية» واشنطن انتخاب «أي كان» إلا فرنجية رئيساً

خلافاً لما يشاع، لم يكن القطري على معرفة بالبيسري منذ سنوات عندما نسّق القطريون مع الأمن العام بعد الحرب السورية، بل تعرّفوا إليه في سياق تسويقهم السابق لترشيح قائد الجيش جوزف عون، حين حاول البيسري لعب دور إيجابي مع عون على أكثر من صعيد، قبل أن ينتبهوا إلى أنه شخصية مقبولة من أكثر من فريقين أساسيين، فانتقلوا إلى ترشيحه، على نحو يوصل إلى القول إن القطري، كما «الخماسية» والأميركي، لا يريدون فرنجية رئيساً حتى لا يكون هناك تماه كامل بين حزب الله والرئيس، لكنهم يريدون أياً كان غير فرنجية رئيساً. و«أياً كان» الرئيس يمثل الدولة اللبنانية في الداخل والخارج ولا يمكن تشكيل حكومة من دون توقيعه. لذا، فإن انتخاب الرئيس نقطة الانطلاق لا نقطة الوصول، وسيلة وليس هدف، ومحطة أساسية في إعادة تكوين السلطات. وهو ما يفترض سؤالاً معجّلاً مكرّراً على جميع المستويات: نقطة الانطلاق نحو ماذا؟ وسيلة لتحقيق أيّ هدف؟ وإعادة تكوين أيّ سلطات؟ ولماذا؟....

نقاط هوكشتين مؤجّلة إلى ما بعد غزة

الأخبار ... تترقّب بيروت عن بُعد لون الدخان الذي سيتصاعد من القاهرة والدوحة، حيث تدار المفاوضات بشأن الهدنة في غزة بشقّ الأنفس. وتكثر السيناريوات حيال ما ينتظر جبهة الجنوب التي باتَ ثابتاً أنها ستبقى على اشتعالها ما دامت حظوظ وقف إطلاق النار في القطاع شبه معدومة، فيما بقيت الترجيحات متفاوتة بين استمرار حرب الاستنزاف أو الانفجار الكامل من دون سقوف. لذا تحجب الخشية من شبح الحرب كل المشهد السياسي، بحيث تغيب تماماً القضايا الداخلية، وسطَ تقاطع كل المعنيين والمراقبين على خلاصة واحدة، وهي أن «كل شيء معلّق بانتظار غزة».وبعد أسبوع على مغادرة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين بيروت، تراجعت مفاعيل الزيارة التي، وفق المصادر نفسها، «لا يُمكن أن تكون لها أيّ مفاعيل قبل أن تعلن المقاومة الفلسطينية (وليس غيرها) التوصل الى هدنة. ودون هذا السقف، يبقى ما حمله هوكشتين كلاماً في الهواء وحبراً على ورق». لذلك، لم يطرأ أي تطور على المشهد في بيروت، باستثناء الزيارة التي قامَ بها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل للدوحة (موفداً من رئيس المجلس)، حيث عقد لقاءات مع كبار المسؤولين القطريين. وكان لافتاً إحاطة الزيارة بسرية تامة، ولم يرشح عنها سوى أن «هدفها الرئيسي مناقشة الوضع في جنوب لبنان، إذ عبّر الجانب القطري عن تخوف كبير مما قد تؤول إليه الأوضاع». ولفتت المصادر إلى أن «القطريين كما كل الجهات الدولية والعربية يعتبرون أن الساحة اللبنانية هي الأكثر تأثراً بالوضع الذي نشأ في غزة، ويظهرون مستوى عالياً من الاهتمام حيال أخطار أيّ انزلاق الى الحرب»، مشيرة إلى أن «الدوحة تعمل على خط موازٍ مع الأميركيين بشأن التهدئة في الجنوب وفصل المسارات والجبهات، وتصاعد الخوف لديها مردّه إلى أنها لمست، كما الأميركيين وغيرهم، استحالة التوصل إلى أي اتفاق في ما خص الجبهة الجنوبية بمعزل عن الهدنة في غزة بسبب موقف المقاومة في لبنان». وكشف القطريون أن «المسار في غزة طويل وأن عملية التفاوض مستمرة، وهناك جهود من أجل التوصل الى هدنة، لكن لا شيء يؤكد أن الأمور ستكون متاحة في شهر رمضان»، مع التشديد على «ضرورة تجنب التصعيد في لبنان والعمل على ضبط النفس». وأضافت أن «الملف الرئاسي الذي كان ولا يزال محطّ اهتمام القطريين، كان أيضاً من النقاط التي نوقشت في العموم في اجتماعات خليل مع المسؤولين القطريين، إذ أكد الجانب القطري على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لأن المنطقة ذاهبة نحو تحولات كبيرة لن يكون لبنان بمنأى عنها، وهناك ملفات تحتاج الى وجود رئيس، من دون أن يدخلوا في أيّ تفاصيل حول الأسماء ولم يطرحوا أي مبادرة».

خليل زار الدوحة موفداً من بري وجنبلاط قد يتوجه إليها هذا الأسبوع

وفيما أشارت معلومات إلى أن النائب السابق وليد جنبلاط قد يزور الدوحة هذا الأسبوع، قالت مصادر مطلعة إن «كل ما يُحكى ويناقش ويطرح عديم القيمة، وأي زيارة لن تحمل في جوهرها ما هو جدّي أو قابل لأن يأخذ مساراً تنفيذياً»، إذ إن «لبنان في حال ترقّب لما يجري في فلسطين. وحتى زيارة هوكشتين الأخيرة، سواء أعلِن عن ذلك أو لم يُعلن، كانت مرتبطة بالمسار الغزاوي علماً أنه كان هناك اقتناع لدى الموفد الأميركي بأن الأمور ذاهبة حتماً الى الهدنة أو على الأقل الى خفض التصعيد»، كاشفة أن «ملف الوساطة كلّه معلّق. فليس لدى هوكشتين حالياً ما يضيفه وخاصة بعدَ تعثّر مفاوضات هدنة رمضان، وليس لدى لبنان ما يقدّمه الى الموفدين الغربيين»، مع التأكيد أن «النقاط التي ناقشها هوكشتين يُمكن البناء عليها في ما بعد».

«الخماسية» رباعية عند فرنجية وباسيل

أبلغ السفير السعودي في بيروت وليد البخاري زملاءه سفراء الدول الأعضاء في «الخماسية» بأنه لن يحضر لقاءهم مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في إطار الجولة التي ينوي هؤلاء القيام بها على القوى السياسية، فيما أبلغت السفيرة الأميركية ليزا جونسون السفراء الأربعة الآخرين بأنها لن تشارك في لقائهم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بسبب إدراجه في لائحة العقوبات الأميركية.

للسفراء الخمسة لغاتهم..ولبرّي شـروطه

الاخبار..نقولا ناصيف .. بغية منح كتلة الاعتدال الوطني زخماً ثقيلاً في المستحيل الذي تذهب اليه، شاع ان مهمتهم تحظى بدعم سفراء الدول الخمس، كما لو ان هؤلاء عرّابو انتخاب رئيس يتعذّر يوماً بعد يوم، معهم ومع سواهم، الوصول اليه. بات السفراء الخمسة اكثر من سواهم يحتاجون الى مَن يدعمهم..... أفضل ما صار يمكن ان يُنعت به سفراء الدول الخمس المهتمة بانتخاب رئيس للجمهورية تلبْننها. على صورة البلد الذي تتوسط بين افرقائه وتنيط بنفسها مهمة تعجيزية لا يريدها هؤلاء، ولا هي قادرة على الاستقلال بها وختمها. على صورته اضحت منقسمة على نفسها. كلٌ من سفرائها، الاميركية والفرنسي والسعودي والمصري والقطري، يتكلم لغته في مقاربة انتخاب الرئيس، دونما تمكّنه من التقاطع مع زملائه سوى على عناوين واحدة يصعب فكّ ألغازها، ولا تفضي حتماً الى وصول رئيس للبنان هي المواصفات المثالية لمرشح يصلح لأن يقبل به اللبنانيون جميعاً. لغات السفراء هؤلاء حملوها الى اجتماعهم برئيس البرلمان نبيه برّي في المرة الاخيرة في 30 كانون الثاني الفائت. في ذلك الاجتماع الذي استمر ساعة، تحدّث السفراء العرب الثلاثة بلغتهم الأم العربية، والاميركية بلغتها الأم، وكذلك الفرنسي. آخر المتكلمين كانت السفيرة ليزا جونسون مخاطبة رئيس المجلس: «لا اعرف ماذا تكلم زملائي، لكننا متفقون على ان لا نسمّي مرشحاً محدداً لرئاسة الجمهورية، وان نكتفي بتحديد المواصفات ونترك للبنانيين ان ينتخبوا من تلقائهم رئيساً، ولا نتدخّل في شأن داخلي». المعلوم ان جونسون لا تلمّ بالعربية، وهيرفيه ماغرو بالكاد يفك حروفها. اما برّي، ففهم على الجميع ما كان يتوقع ان يدلوا به امامه، لذا لم يصعب فهم كلامه مرة بعد اخرى بعد اجتماع 30 كانون الثاني كما من قبل اجتماع السفراء في السفارة السعودية في 25 كانون الثاني ثم اجتماعهم في السفارة القطرية قبل ايام في 7 آذار، انهم في حاجة الى مَن يصلح ما بينهم من فرط تباين آرائهم. ردّه كان اكثر وضوحاً، وفي الوقت نفسه اكثر استعصاء، في الواقع، في العثور على مَن تنطبق عليه مواصفات كالتي اورد، عاكساً وجهة نظره في شروط خمسة للرئيس المقبل هي:

«- ان يكون مقبولاً من المسيحيين.

- ان يكون مقبولاً من الموارنة.

- ان لا يطعن المقاومة في ظهرها.

- ان يكون ذا علاقات عربية تساعد على استجلاب استثمارات الى لبنان وانهاض اقتصاده.

- ان يكون ذا علاقات دولية تساعد على ضمان سيادة لبنان».

حدد رئيس المجلس المواصفات هذه بينما يتمسك وحزب الله بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

اكد المجتمعون بمَن فيهم برّي الرغبة العاجلة في الوصول الى انتخاب رئيس، دونما ان تنشأ بينهم لغة واحدة مشتركة تقود بالفعل الى الاستحقاق الدستوري وتنجزه اخيراً. معضلة الدول الخمس كمعضلة الكتل النيابية اللبنانية العاجزة عن التوافق على تصوّر موحد لمرشح يصلح لأن يقود المرحلة المقبلة، وفي الوقت ذاته عجْز كل من الاصطفافين القائمين منذ الجلسة الاولى في ايلول 2022 حتى الجلسة الاخيرة في حزيران 2023 عن فرض انتخاب مرشح كل منهما. على صورة الكتل النيابية ايضاً وذينك الاصطفافين، ليس اي من الدول الخمس موصوفاً بالتجرّد والنزاهة في مقاربة انتخاب الرئيس، او تحديد مواصفات ليس معنياً بجانب او اكثر فيها. ذلك ما فسّر في مراحل سابقة منذ الشغور الرئاسي الى الآن امتناع الاميركيين والسعوديين عن تسمية مرشح او الايحاء بأحد ما، لكنهما كانا قاطعيْن في رفض مرشح محسوب على حزب الله. القطريون اظهروا انهم اكثر اهتماماً مذ ان خرجوا على قواعد الاجتماع الاول في باريس العام المنصرم بأن باشروا طرح اسماء في محاولة لاستعادة تجربتهم كما في انتخاب الرئيس عام 2008، سعياً الى دور متقدم في لبنان. الفرنسيون سمّوا في ما مضى رئيس تيار المردة ثم تراجعوا عنه، وراحوا اخيراً يتحدثون عن «مرشح ثالث» متلاقين مع قطر على نحو يستبدل الاسماء المتداولة باخرى غير مستهلكة بعد. الحجة المتذرّع بها ان المرشحين المعلنين منذ ما قبل جلسة 14 حزيران ثم ما بعدها احالتهم مرشحيْ افرقاء يصعب التوافق على اي منهم.

جونسون تعوّل على ممارسة ضغوط على النواب لفرض انتخاب رئيس

 

ليس ذلك فحسب ما يتباين من حوله السفراء الخمسة. يختلفون كذلك على الدور المعطى الى الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان. ما تقوله السفيرة الاميركية امام محدّثيها اللبنانيين امران مهمان:

اولهما، تعويلها على ممارسة ضغوط على النواب اللبنانيين المختلفين في ما بينهم على انتخاب الرئيس وتعطيل الاستحقاق، دونما ان تحدد الوسيلة التي يمكن الضغوط هذه ارغام النواب على الذهاب الى انتخاب الرئيس.

ثانيهما، تحفّظها عن زيارة يتردد ان لودريان يعتزم القيام بها لبيروت في سياق مهمته التوفيق بين الافرقاء اللبنانيين على انتخاب الرئيس. حجة جونسون ان مهمة الموفد الفرنسي منوطة حالياً بالسفراء الخمسة الذين يتحركون جماعياً وفرادى في نطاق دورهم، قبل ان تضيف وهي تمنح فرصة تلو اخرى لنفسها ولزملائها: «اذا فشلنا في المطلوب منا نستعين بمديرينا»، في اشارة الى الموفد الفرنسي الخاص ونظرائه في الدول الاربع الاخرى.

بري لـ«الشرق الأوسط»: أنا من يرعى الحوار لانتخاب رئيس للبنان

أحدث صدمة لدى المعارضة ولم يفاجئ كتلة «الاعتدال»

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير..حسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري السجال الدائر حول مَن يدعو للحوار ويتولى إدارته انطلاقاً من المبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم بانتخاب رئيس للجمهورية، بتأكيده لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعل التلاقي على طاولة مستديرة يؤدي إلى التوافق على اسم مرشح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان تتطلب منا اليوم قبل الغد وضع حد لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية». يأتي موقف بري استباقاً للجولة الثانية التي سيجول فيها النواب الأعضاء في كتلة «الاعتدال» على زملائهم للتوافق على الآلية لإطلاق الحوار، وتحديداً بالنسبة إلى مَنْ سيتولى توجيه الدعوة، ومَنْ سيدير الحوار، على قاعدة امتناع المشاركين فيه عن طرح شروط مسبقة. فالرئيس بري كان واضحاً في حسمه للجدل الدائر حول الآلية الواجب اتباعها لإطلاق الحوار النيابي، وهذا ما أبلغه لدى اجتماعه الأول بكتلة «الاعتدال» الذي خُصّص لاستمزاج رأيه بدعوتها للحوار، وبالتالي لم تفاجأ عندما التقته، أول من أمس، لإطلاعه على خلاصة ما توصلت إليه في جولتها على رؤساء الكتل النيابية والنواب المستقلين للوقوف على مدى استعدادهم للانخراط في حوار غير مشروط تتوخى منه إعادة تحريك الملف الرئاسي، وصولاً لوضع حد للتمديد القاتل للشغور في رئاسة الجمهورية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن كتلة «الاعتدال» لم تُفاجأ بإصرار الرئيس بري على إدارة الحوار على خلفية أنه هو من يضع آلية لإطلاقه، وأن لا رئيس غير رئيس المجلس، وهذا ما أكده لدى اجتماعه بها في إطار تسويقها لمبادرتها. وكشفت المصادر النيابية أن كتلة «الاعتدال» استجابت لرغبة الرئيس بري في عدم ذكر اسمه لدى سؤالها عمّن سيرأس طاولة الحوار. وقالت إنه تواصل أمس مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من دون أن ينقطع عن التواصل مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين الذي يتولى الوساطة بين لبنان وإسرائيل لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان.

رد فعل المعارضة

وسألت المصادر نفسها عن رد فعل قوى المعارضة، ومدى استعدادها لأن تعيد النظر في موقفها لجهة موافقتها على تلبية دعوة الرئيس بري للحوار بخلاف معارضتها في السابق لدعوته لحوار نيابي لمدة أسبوع يليه فتح أبواب البرلمان، بالمفهوم السياسي للكلمة، لانتخاب رئيس للجمهورية. وقالت إنها لا ترى مبرراً لرفضها مبدأ الحوار برعاية رئيس المجلس وموافقتها في المقابل على أن يتداعى النواب لحوار استجابة للمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية؟......وقالت إنه من غير الجائز أن نستبق منذ الآن رد فعل قوى المعارضة للتأكد من مدى استعدادها لأن تعيد النظر في موقفها، خصوصاً أن اللجنة «الخماسية» المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر تؤيد كل مسعى يراد منه تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية؛ كونها تشكل مجموعة دعم ومساندة لحث النواب على إنهاء الشغور الرئاسي. وأكدت أن كتلة «الاعتدال»، وإن كانت تنتظر رد فعل «حزب الله» وتيار «المردة» وتكتل «التوافق الوطني» الذي يضم النواب فيصل كرامي، حسن مراد، محمد يحيى، طه ناجي، عدنان طرابلسي على مبادرتها، فإن الجواب أتاها على لسان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري المنتمي إلى «المردة»، بقوله إن «المبادرة انتهت قبل أن تبدأ». وقالت إن ما صدر عنه يتناغم مع وجهة نظر «حزب الله» الذي وعد بأن يدرس المبادرة من زاوية أن لديه مجموعة من الهواجس لا بد من توضيحها. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محسوبة على «حزب الله» أنه لا يفهم اعتراض قوى المعارضة على دعوة الرئيس بري للحوار، فيما تُبدي التجاوب المطلوب، باستثناء حزب «الكتائب»، مع دعوة كتلة «الاعتدال» للحوار، ما يعني من وجهة نظره أن هناك قطبة مخفية أو بالأحرى طبخة سياسية يراد منها استبعاد زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية من لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، لصالح ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث بالتناغم مع الخلاصة التي توصل إليها لودريان باستبعاد ترشيح فرنجية ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور، بذريعة أن أحدهما لا يتمتع بتأييد الغالبية النيابية للوصول إلى القصر الجمهوري في بعبدا. لكن المصادر النيابية ذاتها ترى أن الدستور اللبناني لا يُلزم النواب بحضور جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وتعود الحرية للنواب، لأنه من غير الجائز تقييدهم بخلاف الدستور، وتقول إن الرئيس بري سيدعو النواب، في حال التوصل إلى توافق نيابي ينهي الشغور في رئاسة الجمهورية، لعقد جلسة انتخاب بدورات متتالية، وأنه في حال تعذّر انتخابه سيكرر الدعوة لجلسة بدورات متتالية.

تعطيل التشريع

وبكلام آخر، فإن الرئيس بري لا يُبدي استعداداً لدعوة النواب لجلسة انتخاب تبقى مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس، لأن التمديد للجلسة بلا جدوى سيؤدي حتماً إلى تعطيل التشريع في البرلمان. وعليه، يمكن القول، بحسب مصادر سياسية، إن إدارة الرئيس بري للحوار ستؤدي، في ظل الانقسام بداخل البرلمان، إلى إعادة خلط الأوراق، وقد تعيد انتخاب الرئيس إلى المربع الأول، ما دام محور الممانعة يتمسك بترشيحه لفرنجية، ويترك له شخصياً كلمة الفصل، في مقابل إصرار المعارضة في تقاطعها مع «التيار الوطني الحر» على ترشيح منافسه الوزير السابق جهاد أزعور، إلا في حال حصول مفاجأة ليست بالحسبان؛ بترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث، وهذا يتوقف على استعداد «الخماسية» لتزخيم تحركها لإخراج انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي لا يزال يدور فيها. ويبقى السؤال: هل ستقوم كتلة «الاعتدال» بجولة ثانية على الكتل النيابية تسويقاً لمبادرتها؟ أم أنها ستضطر للتريُّث لمواكبة رد فعل المعارضة على ترؤس الرئيس بري للحوار كي يكون في وسعها بأن تبني على الشيء مقتضاه؟ وبالتالي فإن انتخاب الرئيس سيراوح مكانه لأنه لم يحن أوان وقف التمديد للشغور الرئاسي، وأن الكتل النيابية ستنصرف حتى إشعار آخر لشراء الوقت ما لم تعاود «الخماسية» تدخّلها لصالح رفع منسوب التأييد النيابي للخيار الرئاسي الثالث الذي يُفترض أن يتقدّم على الخيارات الأخرى.

«حزب الله» يطلق عشرات الصواريخ على جبل ميرون

الشرق الاوسط..أفاد الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، بأنه رصد 35 عملية إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأن قواته نجحت في اعتراض عدد منها. وأعلن «حزب الله» اللبناني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وفقاً لوكالة «أنباء العالم العربي». وقال، في بيان، إنه أطلق عشرات من صواريخ الكاتيوشا نحو جبل ميرون على دفعتين، رداً على ما وصفه بأنه «‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وآخرها الاعتداء على بلدة خربة ‏سلم» في محافظة النبطية أمس. وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أفادت، أمس (السبت)، بمقتل 5 أشخاص وإصابة 9 في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في خربة سلم بمحافظة النبطية جنوب لبنان. وأضافت الوكالة أن طائرات إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ صوب المنزل، ما أدى إلى مقتل الخمسة، وهم أسرة من 4 أشخاص وشخص آخر. وأصدر «حزب الله» اللبناني نعياً لـ3 منهم، هم: جعفر علي مرجي، وعلي جعفر مرجي، وحسن جعفر مرجي.



السابق

أخبار وتقارير..إسرائيل تحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية عشية رمضان..زعيم المعارضة الإسرائيلية: بايدن فقد الثقة في نتنياهو مثل معظم الإسرائيليين..ماذا نعرف عن الميناء المؤقت الذي تريد أميركا إقامته أمام غزة؟..آلاف المتظاهرين في تل أبيب يطالبون برحيل حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات..وزير خارجية إسرائيل: سيتم إجلاء سكان رفح قبل تنفيذ عملية عسكرية..الناصر: «أرامكو» حققت ثاني أعلى صافي دخل على الإطلاق رغم صعوبات الاقتصاد العالمي..الاستخبارات الروسية تُكثّف نشاطها في أوروبا..وزير خارجية بريطانيا يعارض إرسال قوات لأوكرانيا..بولندا لا تستبعد إرسال قوات من «الناتو» إلى أوكرانيا..أوكرانيا: إسقاط 35 طائرة مُسيَّرة من 39 أطلقتها روسيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..هنية: إسرائيل تريد استعادة المحتجزين ثم تستأنف الحرب..هنية يؤكد شروط «حماس» بضرورة إنهاء الحرب في غزة قبل أي اتفاق مع إسرائيل..غالانت: الرصيف البحري للمساعدات في غزة سيعزز انهيار حماس..«الأونروا»: الوضع في شمال غزة مأساوي..الوكالة أفادت بأن الجوع يعم كل القطاع..لماذا يعتبر شهر رمضان مهما بالنسبة للوضع في غزة؟..بايدن يستبعد توغل إسرائيل برفح في بداية رمضان.. تقرير يتوقع..لا هدنة بغزة قبل منتصف رمضان..وتحذير من انفجار الضفة..وإسرائيل تدرس شراء ميناء في قبرص..الآمال بهدنة رمضان في غزة تغرق بـ «الميناء الأميركي»..حاخام السفارديم الأكبر يُهدد بمغادرة المتدينين..إسرائيل..حشائش وأعلاف وماء..لسد جوع «أطفال شمال غزة»..عشرات القتلى في غارات إسرائيلية على غزة عشية رمضان..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,287,722

عدد الزوار: 6,985,919

المتواجدون الآن: 54