أخبار لبنان..ملاحظات غربية على «تماهي» الحكومة مع حزب الله..الولايات المتحدة: لا نريد حربا في لبنان ولا أن نراها تحدث..جبهة الجنوب على حافة الحرب المتوسِّعة.. و«اليونيفيل» لإجتماع ثلاثي لإحتواء الإنهيار..وكلمة نصر الله اليوم مراجعة لحرب الـ6 أشهر..في لبنان إسرائيل «تحتل» الجو فهل تغامر في البر؟..الـ16 ضحية في 24 ساعة في جنوب لبنان أيقظت الخشية من التدحرج إلى حرب مفتوحة..تلميح إسرائيلي إلى حرب في لبنان بعد رفح..بايدن يعدّ استعادة الهدوء بين لبنان وإسرائيل أمراً «بالغ الأهمية»..مجزرة الهبارية تجدّد «نضال» العرقوب في جنوب لبنان ضد إسرائيل..«الأمم المتحدة» تندد بالهجمات «غير المقبولة» على العاملين الصحيين في جنوب لبنان..فضيحة هروب سجين مقرّب من شخصيات بارزة تحرج السلطة اللبنانية..

تاريخ الإضافة الجمعة 29 آذار 2024 - 2:02 ص    القسم محلية

        


الولايات المتحدة: لا نريد حربا في لبنان ولا أن نراها تحدث..

الراي..قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لا تؤيد شن حرب في لبنان وأنها تراقب عن كثب الأعمال العدائية عند الخط الأزرق بين المقاومة والاحتلال عبر الحدود. وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في إيجاز صحافي «نراقب عن كثب الأعمال العدائية على الخط الأزرق»، مضيفا «سنواصل العمل من أجل التوصل إلى حل ديبلوماسي» وذلك غداة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاث بلدات في جنوب لبنان أسفر عن مقتل مدنيين معظمهم من المسعفين. وتابع «نحن لا نؤيد شن حرب في لبنان»، مضيفا «لا نريد أن نرى ذلك يحدث.كنا واضحين للغاية في شأن ذلك منذ البداية»، مشددا على أن «استعادة الهدوء على طول تلك الحدود تظل أولوية قصوى للرئيس بايدن ويجب أن تكون ذات أهمية قصوى لكل من لبنان وإسرائيل». وكانت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) قد أصدرت أمس الخميس بيانا دعت فيه إلى «الوقف الفوري للتصعيد» على الخط الأزرق. وحثت «جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء عملية هادفة إلى إيجاد حل سياسي وديبلوماسي مستدام»، معربة عن استعدادها لدعم "هذه العملية بأي طريقة ممكنة بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف. من جانبه عبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران رضا عن «الانزعاج الشديد» إزاء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مركزا صحيا في قرية الهبارية الحدودية بجنوب لبنان مما أدى إلى استشهاد 11 مدني من ضمنهم 10 مسعفين.

جبهة الجنوب على حافة الحرب المتوسِّعة.. و«اليونيفيل» لإجتماع ثلاثي لإحتواء الإنهيار..

تشدُّد رئاسي بين «العيدين» والتباعد سيد الموقف..وكلمة نصر الله اليوم مراجعة لحرب الـ6 أشهر..

اللواء..خلافاً لما كان يُرسم في الدوائر الأميركية والغربية من أن قرار مجلس الأمن الدولي، الهادف الى وقف اطلاق النار في غزة، وفتح المجال امام المساعدات الانسانية، ومواصلة جهود المفاوضات لإطلاق الاسرى والمحتجزين، فإن الوضع المتفجر في القطاع أخذ في التزايد، مما يعني أن جولات العنف والقتل والإبادة، لم تشفِ غليل مجرم الحرب في إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومجلس حربه، الذي ألغى جلسة له امس، كانت ستتطرق إلى ملف الرهائن، ليعود ويترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغّر في القدس. وسط ذلك، ومع اطلالة، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، لمناسبة يوم القدس، اتجهت الأنظار في الـ48 ساعة الماضية، الى تطورات الوضع الجنوبي الحدودي، في ضوء خروج جيش الاحتلال عن «قواعد الاشتباك» والانصراف الى قصف السيارات والمقاهي والمنازل التي يتواجد فيها المدنيون، ليسقطوا شهداء من اجل توتير الاوضاع، وجرّ البلاد الى حرب متوسِّعة. وتوقعت مصادر ذات صلة ان تشكل الكلمة اليوم تحولاً مفصلياً في رسم مسارات المواجهة القادمة في ضوء مراجعة لحرب الاشهر الستة، من غزة الى سائر جهات الإسناد، ومن بينها لبنان. وفي السياق، ذكرت القناة 12 العبرية ان الجيش الاسرائيلي اجرى مناورة مفاجئة لاختبار الاستعدادات لحرب شاملة في الشمال مع لبنان. ونقل الاعلام الاسرائيلي عن مسؤولين اسرائيليين ان لا مفر من عملية في الشمال (جنوبي الليطاني) بعد رفح لإعادة «سكان الشمال الى بيوتهم». ونقل عن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال اوري غوردين ان «القوات الاسرائيلية» جاهزة لـ «التصرّف» على الحدود اللبنانية». ودعت اليونيفيل الى ان يتوقف التصعيد فوراً عند الخط الأزرق، والذي ادى الى مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش.. داعية الاطراف الى إلقاء السلاح، والبدء بعمل لحل سياسي ودبلوماسي مستدام»، والاستعداد لدعم العملية، بعقد اجتماع ثلاثي بناءً على طلب الاطراف. ولاحظ شهود عيان، انه بالتزامن مع توجه لواء «غولاني» في الجيش الاسرائيلي الى الحدود الشمالية مع لبنان، انتشرت صورة تظهر ادخال مدخل كريات شمونة بسواتر اسمنتية ضخمة عالية. رسمياً، غادر الرئيس نجيب ميقاتي بيروت امس متوجهاً إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، أما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب فقد بحث مع نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي إيثان غولدريتش ترافقه السفيرة ليزا جونز الوضع في الجنوب، والحرب في غزة، وشدد الوزير على ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة. وتم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. وبعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا قال بو حبيب: «سنستمر بالدفع نحو التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ كونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود». وأودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن. وتتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن ١٨ شخصا بين مسعفين ومدنيين.

المشهد الرئاسي الغائب

في المشهد الرئاسي، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن اعادة تعويم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني حول الملف الرئاسي مطروحة في الفترة المقبلة لاسيما أنها لم تنته، وإشارت إلى إمكانية تكاملها بطريقة مضمونة أكثر مع حراك اللجنة الخماسية بعد عيد الفطر، لافتة إلى أن كلام المعارضة بشأن المرشح الثالث ليس قادرا وحده على إجراء أي تبديل في المشهد الرئاسي الذي تحكمه عوامل عدة أولها وليس آخرها موضوع الحوار الذي لن يتخلى عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريق الممانعة، نافية استئناف تسويق اسم مرشح جديد من قبله، معتبرة أن مقاطعة المردة لاجتماع بكركي والوثيقة التي قد تصدر عنه تدفع إلى التشدد في دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أكثر من أي وقت مضى.

جعجع على تصعيده

ولليوم الثاني على التوالي يبعث رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بمواقف تصاعدية، وتصادمية، فقال امس لنقابة المحررين لسنا بوارد السير برئيس «صورة ع الحيطان» ونريد رئيساً للجمهورية بكل ما للكلمة من معنى.. ورأى ان «التركيبة اللبنانية تحتاج الى اعادة نظر لتستقيم الأمور، ولكن قبل البحث عن التركيبة علينا إجراء انتخابات رئاسية». واشار الى ان الاوضاع متفجرة، ومتدحرجة، ولا احد يعلم الى اين ستصل، والوضع خطير جداً. واشار الى انه بالنسبة للحوار حول رئاسة الجمهورية، اننا اول من تواصل مع معظم الكتل النيابية، ومع كتلة الرئيس نبيه بري، وتوصلنا الى قواسم مشتركة لحوار جدي، لكنهم أقفلوا الابواب كلها واصروا على مرشحهم او الشغور. الرئيس بري بدأ مع فرنجية وتوقف عنده. مضيفاً: الحوار الذي يدعونا اليه رئيس المجلس هو السؤال: ماذا تريدون للسير بسليمان فرنجية، معتبرا ان محور الممانعة هو من يعطل الانتخابات.

الوضع الميداني

وعلى الأرض، استمرت الغارات الاسرائيلية والاعتداءات، كذلك تصويبات وصليات المقاومة على المستوطنات القريبة والبعيد. فقد تعرضت مستوطنة شلومي لهجوم صاروخي عند الإفطار من نوع «بركان»، وصولاً الى صفد مع مسيَّرات للمقاومة. وودعت بلدة الناقورة وحركة «امل» وحزب الله الأربعة الذين استهدفتهم طائرة معادية في مقهى، وهم: علي احمد مهدي، علي عباس يزبك، حسن احمد جهير، وعصام هاشم جهير.

ضمت «المسعفين» إلى بنك أهدافها و«حزب الله» أضاف إلى إحداثياته ثُكناً جديدة

... في لبنان إسرائيل «تحتل» الجو فهل تغامر في البر؟..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الـ16 ضحية في 24 ساعة في جنوب لبنان أيقظت الخشية من التدحرج إلى حرب مفتوحة

- تجنب إسرائيل اغتيال مسؤولين في «حزب الله» خارج الميدان يعكس انضباط تجربة الحرب المحدودة

- الحرص المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» على تفادي المناطق السكنية يقلل من الذهاب إلى الأسوأ

- معادلات جديدة تنضم إلى قواعد الاشتباك بعد بعلبك VS الجولان

- موقف محرج لميقاتي..استقبل رئيسة الوزراء الإيطالية «الخطأ»

... 16 ضحية سقطت في نحو 24 ساعة، غالبيتها من المسعفين، هي الحصيلة الأكثر دموية على الإطلاق منذ الرصاصة الأولى في 8 أكتوبر على الجبهة التي تزداد اشتعالاً وتمدداً في جنوب لبنان. ففي تلك الليالي الليلاء (بين الأربعاء والخميس) لم يكن الدم وحده ينذر بما هو أدهى، فالماكينة العسكرية الإسرائيلية أطلقت العنان لـ«وابل» من التهديدات بمكبرات الصوت وكأن الأسوأ على الأبواب. اللبنانيون الذين «تعايشوا» عنوة مع نظرية الحرب المحدودة على الحافة الحدودية جنوباً، بدوا على أعصابهم التي تتلاعب بها «العواجل» على وسائل التواصل و... وسائل الإعلام. انفلات القلق من عقاله لم يُداوِه الكلام عن توازن الردع والتماثُل والتناسُب وقواعد الاشتباك. فاللبنانيون «العاديون» لا يجيدون العلوم العسكرية ونظرياتها بقدر ما يريدون... الطمأنينة. فمن بعلبك والصويري والهرمل في أقاصي البقاع، إلى الهبارية وطير حرفا والناقورة و«أخواتهم» في جنوب الجنوب، شريط نار ودمار ودم يشي بأن البلاد في قبضة حرب أكانت محدودة أو مفتوحة. ورغم الانطباع السائد بانه إذا أردتَ ان تعرف ماذا سيحدث في لبنان عليك ان تعرف ماذا ينتظر غزة (الهدنة ورفح) فإن ميدان الجنوب على موعد مع معادلة تلو الأخرى. فبعدما اقتضت حرب العشر كليومترات مناصفةً على طرفي الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» توسيع جغرافيا النار، جرى إرساء قاعدة جديدة على مسرح الاشتباك عنوانها: بعلبك VS الجولان. وثمة من قرأ في الفصل الأخير من التوحش الإسرائيلي ملامح معادلة أخرى أرستْها تل أبيب بـ«الحديد والنار» عبر ضم المسعفين وفرق الإغاثة في جنوب لبنان إلى بنك أهدافها على غرار ما جرى في الهبارية وطير حرفا والناقورة. فمن هم على دراية بمجريات المواجهة في جنوب لبنان رأوا أن إسرائيل بدأت تتعاطى مع المسعفين على أنهم أهدافاً ما داموا جزءاً من التشكيلات الحزبية لـ «حزب الله» وحركة «أمل» و«الجماعية الإسلامية». ولم يتردد هؤلاء في الكشف عن ان «حزب الله»، الذي سارع إلى إمطار مواقع إسرائيلية في الجليل والجولان بعشرات الصواريخ، سيضم ثكناً جديدة للجيش الإسرائيلي لم يستهدفها من قبل إلى إحداثياته في إطار المعادلة الجديدة. ولم يكن عابراً، في تقدير هؤلاء، ان «حزب الله» الذي يعاني من «احتلال» إسرائيل للجو، نجح في إيجاد وسيلة موازية، ولو انها غير متوازنة أو متكافئة، وتتمثل في المسيرات ذات الطراز الحديث والمتنوع، الشبحية والتلفزيونية والانقضاضية، وتلك التي تحمل رؤوساً ثقيلة ومدمرة. هذا الارتقاء في الجغرافيا وكثافة النيران والأهداف المستجدة لا يعني بالضرورة، ان التفاهم الضمني بين إيران والولايات المتحدة، وتالياً بين «حزب الله» وإسرائيل، على الحفاظ على تجربة «الحرب المحدودة»، مرشح للسقوط.

وقد دعت أوساط خبيرة في الشأنين العسكري والديبلوماسي عبر «الراي» إلى ملاحظة أمرين بارزين في سياق المواجهة، رغم تعاظم قرقعة السلاح، هما:

- تجنب إسرائيل تنفيذ أي عمليات اغتيال لمسؤولين في «حزب الله» لا صلة لهم بالميدان الحالي، وهو مؤشر على رغبتها في عدم التفلت من قواعد الاشتباك وخطوطه الحمر، إذ تقتصر استهدافاتها على مَن هم في سلاح الصواريخ، أو الذين لهم صلة بالملف الفلسطيني أو الكوادر العسكرية المرتبط عملها بالجبهة.

- الحرص المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» على إبعاد المدنيين عن مسرح النار، فلا الجيش الإسرائيلي استهدف الأمكنة السكنية ولا «حزب الله» صوّب صواريخه على المناطق المأهولة، أما سقوط مدني هنا ومدني هناك، فإنه من «الأضرار الجانبية» التي سرعان ما يلجأ الطرفان بعد سقوطها إلى الاعتذار عبر قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان.

وحرصت الأوساط على تظهر هذه المعطيات في إطار مقاربتها «الباردة» للمواقف الحامية التي أكثر القادة الإسرائيليين أخيراً من إطلاقها وكان الانفجار الكبير صار على قاب قوسين أو ان الجبهة تعيش «الخمس الدقائق الأخيرة» قبل الدوس على زر الحرب المفتوحة. وكانت اسرائيل رفعت منسوب «الحرب النفسية» إلى أعلى مستوى في الساعات الماضية بإعلانها «جاهزون للحرب من الآن»، مع جزم باستحالة بقاء الوضع على الحدود مع لبنان على ما كان قبل 8 اكتوبر، وتأكيد أن «عمق لبنان يتحوّل منطقة حرب و»حزب الله«بدأ يخاطر». وفيما تحدّث قائد المنطقة الشمالية في أعقاب استهداف «حزب الله» مستعمرة كريات شمونة عن «اننا جاهزون من الليلة للتصرّف على الحدود اللبنانية، وعازمون على تغيير الوضع الأمني في المنطقة الشمالية»، نقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن «لا مفر من عملية عسكرية برية لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم وسنقوم بها بعد الانتهاء من رفح وليس بالتوازي»، وان رئيس الأركان «أمر بتوسيع دائرة الأهداف المستهدفة في لبنان إلى عمق نحو 200 كيلومتر من الحدود» وأن «الجيش قرر تغيير سياسة الرد في لبنان، بحيث تم رفع شدة الضربات ومداها الجغرافي مقابل كل هجوم لحزب الله، والاستعداد أكبر للحرب». ووسط تقارير عن تلقي بيروت تحذيرات من أن منتصف ابريل المقبل قد يشهد اندفاعة النار الاسرائيلية الواسعة، برز ما أوردته القناة 12 عن أنه «للمرة الأولى منذ 7 اكتوبر 2023 تاريخ اندلاع الحرب في غزة استأنف سلاح الجو الإسرائيلي التدريبات المكثفة للاستعداد لحرب على نطاق واسع على الجبهة الشمالية؛ وسيقوم الطيارون بمحاكاة ضربات ضخمة ومهمات طويلة المدى». وترافق إيحاء اسرائيل بأن الحرب الواسعة باتت على الأبواب مع إمعانها في توسيع رقعة اعتداءاتها و«بنك أهدافها»، وصولاً لارتكاب مجزرتين في أقل من 24 ساعة، الأولى في الهبارية حيث سقط 7 مسعفين (من جهاز الطوارئ والإغاثة التابع للجماعة الاسلامية) ثم في الناقورة وطيرحرفا حيث قضى 9 أشخاص بينهم 3 عناصر نعاهم «حزب الله» و6 مسعفين (من هيئات صحية تابعة للحزب وحركة «أمل»). وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية فقد سقط 3 «بالقصف المعادي على استراحة في بلدة الناقورة وهم من مسعفي الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية (امل) وكانوا تجمعوا الى جانب الاستراحة المستهدفة للتوجه الى بلدة طيرحرفا، حيث الغارة الاولى، والتي ارتقى فيها شهداء تجاوز عددهم ستة». وغداة اليوم الأكثر دموية منذ 8 أكتوبر، أعلن «حزب الله» أنه ردّاً على «اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل المدنية خصوصاً مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها» قصفت «المقاومة الاسلامية»مستعمرتي غورن وشلومي بالأسلحة الصاروخية والمدفعية «كما تم استهداف مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث ‏بالقذائف المدفعية، قبل أن تبرز تقارير عن اعتراض مسيرة للحزب في أجواء مدينة صفد في الجليل الأعلى.

ميلوني وميقاتي

وفي موازاة مضي اسرائيل بقصف مدن وبلدات جنوبية عدة نهار أمس، بقيت الأنظار على زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لبيروت والتي تُعتبر بلادها من أكبر المساهمين بالعديد في قوة «اليونيفيل». وعُلم ان محادثات ميلوني، التي سبق أن تم طرح دور لبلادها في ترتيباتٍ جرى تسويقها لـ«اليوم التالي» على الجبهة اللبنانية، في شقها المتصل بضمان عدم دخول السلاح جواً وبحراً إلى»حزب الله«بالتوازي مع الحديث عن إشراف فرنسي على مراقبة الحدود، تناولت الوضع جنوباً ومخاطره وسبل تنفيذ القرار 1701 وملف النازحين السوريين. وقد كرّر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام ميلوني «التزام لبنان التطبيق الكامل لكل القرارات الدولية الخاصة به، ولا سيما القرار 1701، ووجوب أن تلتزم اسرائيل تطبيقه كاملاً ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً». ويُذكر أنه طغى على الزيارة في الشكل الخطأ الفادح الذي شغل مواقع التواصل الاجتماعي ووقع فيه ميقاتي الذي بادر في المطار حيث كان في استقبال ميلوني إلى تقبيل إحدى السيدات بعدما نزلت من على درج الطائرة معتقداً أنها نظيرته الايطالية، ليتم تنبيهه إلى أن من استقبلها هي عضو في الوفد وأن ميلوني «الأصلية» لم تنزل بعد، وحين خرجت كرر سيناريو الاستقبال نفسه عند درج الطائرة.

تلميح إسرائيلي إلى حرب في لبنان بعد رفح

الجريدة...قالت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» إن الجيش الإسرائيلي سيدخل إلى لبنان بعد الانتهاء من هجومه على منطقة رفح جنوب قطاع غزة. جاء ذلك، فيما تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد أن ارتفع عدد قتلى قصف إسرائيلي استهدف بلدتَي الناقورة وطيرحرفا في أقصى الجنوب مساء أمس الأول إلى 9 قتلى من «حزب الله» وحركة أمل، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باعتراض صواريخ أطلقت باتجاه قيادة الجيش الإسرائيلي في مدينة صفد شمال إسرائيل. يأتي هذا التصعيد بعد مقتل 7 أشخاص في بلدة الهبارية قالت السلطات اللبنانية و«الجماعة الإسلامية» التي تملك جناحاً مسلحاً يعمل تحت اسم «قوات الفجر» إنهم مسعفون تابعون لها. ورغم التصعيد والتخوف الواضح في لبنان من إمكانية إقدام رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو على مغامرة بفتح حرب واسعة مع حزب الله، نقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية، عن مصدر دبلوماسي فرنسي، أنّ «باريس تتحرّك في أكثر من اتجاه في المنطقة، لاحتواء الوضع القائم، وإضعاف احتمالات الحرب الواسعة انطلاقاً من جبهة جنوب لبنان». وذكر أنّ «باريس تلقّت تأكيدات من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، بأنّهما لا يرغبان في التصعيد وتوسيع دائرة المواجهات». في غضون ذلك، تصاعدت الانتقادات لحزب الله من قبل خصومه على خلفية ما جرى في بلدة رميش المسيحية، وما تردد أنه حصل كذلك في بلدة الماري الدرزية، عندما رفض سكان من البلدتين محاولة عناصر من حزب الله إطلاق صواريخ على إسرئيل من أراضيهما. وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، أمس، إن جنوب لبنان «قاب قوسين من تكرار تجربة غزة»، ووجّه كلامه الى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قائلا: «سيد حسن، أوقف مهزلة جبهة المساندة وإلهاء إسرائيل، فأنت تجرّ الدمار إلى الجنوب وتجلب الدب عالكرم». ووجّه الجميل تعازيه الى عائلات الضحايا الذين قتلوا في «الهبارية»، معتبراً أن إسرائيل بدأت بالقتل العشوائي.

بايدن يعدّ استعادة الهدوء بين لبنان وإسرائيل أمراً «بالغ الأهمية»

مسؤول أميركي في بيروت..ولبنان يدفع لتطبيق القرار 1701

بيروت: «الشرق الأوسط» واشنطن: علي بردى.. أكد البيت الأبيض، الخميس، أن عودة الهدوء على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل يمثل أمراً «بالغ الأهمية» بالنسبة إلى الرئيس جو بايدن، الذي أوفد خلال الأسابيع الماضية المنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة آموس هوكستين إلى بيروت وتل أبيب للعمل على منع توسيع نطاق حرب غزة. وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية لدى مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن «استعادة الهدوء على طول هذه الحدود أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضاً الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل». وتعكس هذه التصريحات بشكل واضح الجهود التي يبذلها مسؤولون كبار في إدارة بايدن لنقل رسالة مفادها أنه «لا مصلحة» لكل من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و«حزب الله» المحسوب على إيران، في حرب واسعة النطاق عبر الخط الأزرق، على رغم أن العمليات الحربية الحالية ترفع إلى حد كبير احتمالات «الخطأ في الحسابات». إلى ذلك، وصل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش إلى بيروت، حيث التقى بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، الذي شدد على «ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة». وأعلن عن زيارة المسؤول الدبلوماسي الأميركي إلى بيروت، في أعقاب تصعيد كبير بالقصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وأسفر عن مقتل 16 شخصاً، بينهم 10 مسعفين، خلال 24 ساعة. وأفاد المكتب الإعلامي لوزير الخارجية اللبناني بأنه التقى مع غولدريتش الذي رافقته السفيرة ليزا جونز، وتناولا بحث الوضع في الجنوب، والحرب في غزة. وشدّد الوزير اللبناني على «ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة». كما تم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. وجاءت الزيارة بالتزامن مع حراك دولي فاعل لتطويق احتمالات تدهور الأوضاع في الجنوب. وأكد بوحبيب، خلال استقباله المنسقة الخاصة لـ«الأمم المتحدة» في لبنان، يوانا فرونتسكا، «إننا سنستمر بالدفع نحو التطبيق الكامل للقرار 1701 كونه السبيل المثلى لتحقيق الاستقرار المنشود».

عقد رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي ورئيسة وزراء #ايطاليا جورجيا ميلوني محادثات في السرايا مساء اليوم، في مستهل زيارة لميلوني، لتفقد الكتيبة الايطالية العاملة في عداد قوات حفظ السلام في جنوب #لبنان.شارك في المحادثات عن الجانب الايطالي نائب وزير الدولة الايطالي جيوفاني باتيستا... pic.twitter.com/DgXWjSMpBi

ولم تتوقف المبادرات الدولية للحيلولة دون توسعة الحرب وتثبيت الاستقرار في الجنوب، وكانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني آخر الزوار الأوروبيين الذين وصلوا إلى العاصمة اللبنانية، والتقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مساء الأربعاء، في بيروت.

مقتل 9 من «حزب الله» وحركة «أمل» بالقصف الإسرائيلي على جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، اليوم (الخميس)، إن عدد قتلى قصف إسرائيلي استهدف بلدتي الناقورة وطيرحرفا في جنوب البلاد مساء أمس ارتفع إلى 9 قتلى من «حزب الله» وحركة «أمل». وذكرت الوكالة أن الغارة الإسرائيلية على الناقورة أسفرت أيضاً عن إلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية لا سيما شبكتي الكهرباء والمياه، كما أدت الغارة على طيرحرفا إلى تدمير عدد من المنازل المحيطة واحتراق بعض السيارات، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». وأشارت إلى أن عدداً من الأشخاص أصيبوا في القصف الإسرائيلي بينهم امرأة. وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط من جنوب لبنان حتى صباح اليوم، بينما أطلقت إسرائيل القنابل الضوئية ليلاً فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، كما أطلقت قذائف مدفعية ثقيلة على أطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب، بحسب الوكالة. كانت الوكالة اللبنانية قد أفادت بمقتل 7 أشخاص في غارة إسرائيلية على بلدة الهبارية بجنوب البلاد في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء، قبل أن تعلن إسرائيل عن إطلاق 30 صاروخاً على الأقل من لبنان على بلدة كريات شمونة في الشمال، ما أسفر عن سقوط قتيل. وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية بعد اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

مجزرة الهبارية تجدّد «نضال» العرقوب في جنوب لبنان ضد إسرائيل

تسكن المنطقة أغلبية سنية ودرزية..ومعظم السكان صامدون

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. جدَّدت «مجزرة الهبارية» التي ذهب ضحيتها 7 مسعفين من البلدة في استهداف إسرائيلي لمركز طبي فجر الأربعاء، الإرث النضالي لأبناء منطقة العرقوب في جنوب لبنان ضد إسرائيل، من غير أن تبدد مسافة الاختلاف السياسي مع «حزب الله». ومنطقة العرقوب هي مجموعة قرى تقع على الهضبة الغربية لجبل الشيخ، وتفصل جنوب لبنان عن الجنوب السوري، وتسكن قراها أغلبية من المسلمين السنَّة، إضافة إلى الدروز والمسيحيين، وتحاذي تلك القرى مناطق تسكنها أغلبية شيعية في مرجعيون، وتقع فيها الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ومع أن الحزن يلف قرى العرقوب في جنوب لبنان، إثر الضربة الإسرائيلية لمركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في الهبارية فجر الأربعاء، فإنها جددت تاريخاً من «نضال» أبناء منطقة العرقوب التي «تدفع ضريبة الدم منذ 60 عاماً في مواجهة العدو»، كما يقول سكانها، على ضوء استضافتها للمقاومة الفلسطينية، وتحويلها إلى منطلق لعمليات الفدائيين ضد إسرائيل، مطلع السبعينات، وتعرضت قراها لتدمير متواصل أكثر من مرة، إثر هجمات إسرائيلية منذ الستينات. وعُرفت العرقوب خلال الستينات والسبعينات بأن الأغلبية الساحقة من سكانها كانوا ينتمون إلى «الحركة الوطنية» المتحالفة مع «منظمة التحرير الفلسطينية»، إضافة إلى أحزاب «البعث» العراقي والسوري، و«الحزب الشيوعي» و«منظمة العمل الشيوعي» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» والمنظمات الفلسطينية. ويقول الباحث السياسي والأستاذ الجامعي باسل صالح إن المنطقة «تمتاز بإرث نضالي طويل في مواجهة الاضطهاد المباشر والاعتداءات المتكررة، وقدمت تضحيات كبيرة على مدى حِقَب متنوعة، ودُمّرت قراها واحتُلّت»، لذلك «لم يتخلَّ أبناؤها عن الإرث الوطني وعن دعمهم للفلسطينيين، وعن تضامنهم معهم». ويشير إلى أن هذا التضامن اكتسب أخيراً بُعداً جديداً في المعركة الأخيرة، من خلال مشاركة «الجماعة الإسلامية» في القتال، ولو ضمن إطار محدود، بالنظر إلى «خصوصية» الجماعة وارتباطها بالإسلام السياسي وتفاعلها مع حركة «حماس». وجرى التعبير عن التعاطف والتضامن والتأييد، بالمواقف، وبقتال محدود قادته «الجماعة الإسلامية» وحدها انطلاقاً من المنطقة ضد المواقع الإسرائيلية المقابلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ولأن النشاط العسكري لم يكن واسعاً، بقي معظم السكان في قراهم، وهو ما أكدته مصادر ميدانية في الفرديس وكفر حمام لـ«الشرق الأوسط»، قائلة إن أغلبية المقيمين على مدار السنة في البلدتين لم يغادروها، ومَن غادرها خلال الأسبوعين الأولين من المعركة عاد إلى بلدته وتآلف مع أصوات القصف والمخاطر». غير أن هذا الواقع تسعى إسرائيل لتغييره، وذلك في الضربة التي وجَّهتها لمركز مدني وإسعافي، كما يقول صالح الذي يتحدر من المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أن «استهداف المسعفين والمدنيين هو تقصُّد إسرائيلي لاستهداف أي تجمع بشري مدني»، لافتاً إلى أن هذه الضربات «تحاول إسرائيل به إفراغ الجنوب من السكان عبر التدمير الممنهج، مما يتيح لها التعامل مع الموجودين في المنطقة على أنهم مقاتلون، وبالتالي تشرع استهدافهم». ويرى صالح أن الجانب الإسرائيلي يسعى لإفراغ المنطقة، لأنه يتوجس من كتلة سنية على امتداد فلسطين تتفاعل مع الفلسطينيين، وهي تمثل امتداداً مذهبياً وجغرافياً. ورغم الرابط الوطني مع الفلسطينيين، الناتج عن التنوع السياسي والطائفي، إن ذلك لا يبدد المسافة السياسية بين سكان هذه المنطقة و«حزب الله»، وهي مسافة بدأت في عام 2005، وتكرست في الحرب السورية والانقسامات السياسية الداخلية، وأنتجت اقتراعاً ضد الحزب وحلفائه في الانتخابات النيابية الأخيرة، في عام 2022، حيث أنتج تصويت أبناء العرقوب خرقَين في لائحة الحزب وحلفائه، ووصل النائب إلياس جرادة، كما وصل النائب فراس حمدان إلى البرلمان. ويؤكد السكان أن «الاختلاف السياسي حق، وهو أمر مشروع، سواء بالاختلاف مع (حزب الله) في السياسة الداخلية، أم في ملفات أخرى»، لكن الموجة الأخيرة من التعاطف مع الفلسطينيين وتأييد بعضهم للنضال ضد إسرائيل، لم يقربهم من الحزب، أو يلغي التباعد والتباين السياسيين. ويقول صالح: «لا يمكن القبول بهذا النموذج من الاعتداء الإسرائيلي المتواصل، والأهالي هنا يرفضون العودة إلى حالة الاحتلال، وهذا حقهم المشروع»، لافتاً إلى «نقمة كبيرة على إسرائيل على ضوء القصف الممنهج والمتواصل»، لكن أكد أن هذا الرفض لإسرائيل لا يعني إلغاء للخلاف السياسي مع الحزب. ويشير إلى «خصوصية التعدد السياسي والطائفي في العرقوب وحاصبيا، والعلاقات الاجتماعية بين الدروز والسنة والمسيحيين التي تستدعي هذه البانوراما القائمة على التمسك بالهوية اللبنانية والأرض».

«الأمم المتحدة» تندد بالهجمات «غير المقبولة» على العاملين الصحيين في جنوب لبنان

قلق أممي بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة في لبنان (إ.ب.أ)

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعربت «الأمم المتحدة»، اليوم (الخميس)، عن قلقها جرّاء الهجمات المتكررة و«غير المقبولة» على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، وذلك غداة مقتل 10 مسعفين في غارات إسرائيلية. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال منسق «الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، في بيان: «أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة»، مضيفاً: «قُتل ما لا يقل عن 11 مدنياً في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين». وتابع: «أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية». مساء الأربعاء، نعى «حزب الله» 4 من مقاتليه واثنين من مسعفي «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة له، فيما نعت «حركة أمل» اثنين من عناصرها، بينهم مسعف في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية» المرتبطة بها، قضوا في ضربات على بلدَتي الناقورة وطير حرفا. وأعلن «حزب الله» اللبناني قصف مدينتَي غورن وشلومي الإسرائيليتين «بالأسلحة الصاروخية والمدفعية» رداً على «اعتداءات العدو الإسرائيلي المدنية، خصوصاً مجزرة الناقورة، والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها». وقضى 7 مسعفين آخرين، ليل الثلاثاء - الأربعاء، في غارة إسرائيلية على مركز إسعافي تابع لـ«الجماعة الإسلامية» في بلدة الهبّارية، جنوب لبنان. ولعديد من الأحزاب والفصائل في لبنان جمعيات صحية وإسعافية تابعة لها. وأشار ريزا إلى أن «الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة». ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين «حزب الله» اللبناني، حليف «حماس»، والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانيّة تستهدف مواقع لـ«حزب الله»، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة. وذكّر المسؤول الأممي بأن قواعد الحرب تشمل «حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في مجال الرعاية الصحية». وشدّد على ضرورة «حماية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية». ومنذ بداية تبادل القصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، قُتل في لبنان 346 شخصاً على الأقلّ، معظمهم مقاتلون في «حزب الله»، إضافة إلى 68 مدنياً، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

«اليونيفيل» قلقه إزاء تصاعد أعمال العنف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية

البيت الأبيض يؤكد أن عودة الهدوء يجب ان تكون أولوية للطرفين

بيروت: «الشرق الأوسط».. عبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، اليوم الخميس، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف عبر الخط الأزرق، مما أودى بحياة عدد كبير من المدنيين. وحثت «اليونيفيل»، عبر منصة «إكس»، جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور، و«بدء العمل نحو حل سياسي ودبلوماسي مستدام». وأكدت القوة التابعة للأمم المتحدة أنها على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة، بما في ذلك من خلال عقد «اجتماع ثلاثي، بناء على طلب الأطراف». ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، في وقت سابق، اليوم، أفادت وزارة الخارجية اللبنانية بأن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب، ولا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها أكثر من 18 شخصاً بين مدنيين ومسعفين، خلال أيام. ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف، بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. في السياق ذاته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن «استعادة الهدوء على طول الحدود أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضا الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».

بعثة لبنان بالأمم المتحدة ستقدم شكوى لمجلس الأمن بشأن «المجازر» الإسرائيلية في الجنوب

نيويورك: «الشرق الأوسط».. أفادت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم (الخميس)، أن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، حسب وكالة «أنباء العالم العربي». وذكرت الوزارة على منصة «إكس»، أن الشكوى تتناول الهجمات الإسرائيلية على قرى بالجنوب اللبناني راح ضحيتها أكثر من 18 شخصاً بين مدنيين ومسعفين خلال أيام. كانت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» قد ذكرت في وقت سابق أمس أن سبعة أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة الهبارية في جنوب البلاد، وأن الطيران الإسرائيلي أغار على مركز جمعية الإسعاف اللبناني في بلدة الهبارية، ما أدى إلى مقتل سبعة من أفراد الطاقم الطبي بداخله وإصابة أربعة مدنيين. وكانت الوكالة ذكرت قبل يومين أن شخصين قتلا وأصيب ثالث في قصف إسرائيلي على بعلبك. ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران القصف بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

فضيحة هروب سجين مقرّب من شخصيات بارزة تحرج السلطة اللبنانية

توقيفه داخل الحدود السورية… واستدعاء رئيس الجهاز للتحقيق

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. استنفر القضاء اللبناني طاقاته لإجراء تحقيق فوري وسريع في فضيحة هروب أو «تهريب» سجين من مكان توقيفه لدى جهاز أمن الدولة في منطقة ساحة العبد شرقيّ بيروت، ورغم اعادة توقيفه بالتنسيق مع السلطات السورية، إلا أن الحادثة حملت الكثير من التأويل، باعتبار أن السجين الهارب داني الرشيد هو شخصيّة محظيّة جداً؛ إذ إنه يشغل منصب مدير مكتب الوزير السابق سليم جريصاتي (مستشار الرئيس السابق ميشال عون)، وبنفس الوقت المستشار الشخصي لرئيس جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا. وعقد النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار اجتماعاً مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، جرى خلاله الاتفاق على البدء بتحقيق فوري يتولاه عقيقي بإشراف الحجار، وقال مصدر قضائي إن التحقيق «أسفر حتى الآن عن توقيف ثلاثة عناصر من حراس سجن أمن الدولة، وسيشمل ضباطاً وعناصر آخرين». وكشف المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن أن عقيقي «استدعى اللواء طوني صليبا إلى الاستجواب بوصفه رئيساً لجهاز أمن الدولة ومسؤولاً عن تصرف ضباطه وعناصره»، مشيراً إلى أن صليبا «تردد في البداية لكنه عاد ووافق على الحضور إلى مكتب عقيقي في المحكمة العسكرية والإدلاء بإفادته، سيما وأن علاقة عمل وصداقة قوية تجمعه بالسجين الهارب». وكان الرشيد المتهم بجريمة محاولة قتل المهندس عبد الله حنّا في زحلة (شرق لبنان)، سرت معلومات تفيد بأنه «يحظى بمعاملة خاصة من أمن الدولة كونه مستشار رئيس الجهاز ولديه علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية. إثر تلك المعلومات، وجّه النائب العام التمييزي كتاباً إلى صليبا طالبه فيه بنقل جميع السجناء الموجودين لدى أمن الدولة إلى السجون ومراكز التوقيف الواقعة تحت سلطة قوى الأمن الداخلي، لكن تبيّن أن هؤلاء السجناء لم يجرِ نقلهم. وأوضح المصدر القضائي أن الحجار «استوضح أمن الدولة عن أسباب التأخر بنقل السجناء، وطلب لائحة بأسماء كل الموقوفين لديهم»، مشيراً إلى أن النائب العام «تسلّم اللائحة التي تضمّ أسماء كل الموقوفين ما عدا داني الرشيد، وهنا اعتقد الحجار أنه تم نقل الرشيد إلى سجن مركزي، قبل أن يتفاجأ بخبر فراره». واللافت أن عملية الفرار التي حصلت بعد الاتفاق على موعد نقل الرشيد إلى عهدة قوى الأمن الداخلي، وأفاد المصدر بـ«اتصال حصل بين اللواء صليبا والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تم خلاله تحديد موعد نقل هذا السجين إلى عهدة الأمن الداخلي، لكن بعد ساعات أعلن خبر فراره من السجن». وبموازاة التحقيق لكشف كيفية الفرار ومن سهّل هذه العملية، تواصل الأجهزة الأمنية تعقّب الرشيد، فيما رجح مصدر أمني أن يكون غادر لبنان، وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التحريات وعمليات التتبع ستبيّن ما إذا غادر لبنان أم لا». وقال: «هناك توقعات بأنه حصلت ترتيبات لتهريبه من لبنان قبل أن يغادر السجن؛ لأنه يعرف تماماً أنه في حال بقي في لبنان سيعاد توقيفه في أي مكان يختبئ فيه». ويقع سجن «أمن الدولة» داخل مبنى «حماية الشخصيّات» المعزز بإجراءات أمنية معززة جداً وكاميرات مراقبة وأبواب حديد مصفحة لا يمكن تخطيها، ورجّحت المصادر أن يكون الفرار «حصل بتسهيل من حرّاس السجن أولاً، ومن المسؤولين عن حماية مبنى (حماية الشخصيات) من الداخل والخارج»، مشيرة إلى أن مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي رولان الشرتوني، انتقل منتصف ليل الأربعاء - الخميس إلى المكان وعاينه مباشرة، وأجرى تحقيقات استمرت حتى صباح الخميس. وقالت إن الشرتوني «وضع يده على كلّ المعطيات المتعلقّة بهذه الحادثة، وسلّمها إلى القاضيين جمال الحجار وفادي عقيقي». وليلاً، أعلن «أمن الدولة» عن إعادة توقيف الموقوف الهارب «بعد تنسيق مشترك بين المديرية والجهات السورية الأمنية المعنية، نفّذت قوّة من أمن الدولة عملية أمنية مشتركة داخل الأراضي السورية أفضت إلى توقيفه، وسُلّم إلى المديرية العامة للأمن العام اللبناني للقيام بالإجراءات القانونية المطلوبة، على أن يحال مجدّداً على المديريّة العامّة لأمن الدولة، صباح الجمعة، لإجراء المقتضى القانوني بحقه تحت إشراف القضاء المختص»، كما أفاد بيان لأمن الدولة.

رسائل حزب الله النارية: تدمير المستوطنات أو التزام القواعد..

الأخبار .. في إطار «بينغ بونغ» الرسائل النارية التي يتبادلها حزب الله مع العدو الإسرائيلي، سُجّل أمس تطور لافت تمثّل بقصف حزب الله المستعمرات الإسرائيلية بصواريخ ثقيلة من طراز «بركان» وغيره، بعدما حصر استخدام هذه الصواريخ في المرحلة السابقة باستهداف المواقع العسكرية لجيش العدو. أتى ذلك ردّاً على التصعيد الإسرائيلي الأخير، ومفاده التلويح بتطوير الأدوات القتالية وإدخال أدوات جديدة في المعركة، من ضمن مروحة واسعة من الخيارات في جعبة المقاومة، من بينها أيضاً رسائل الأهداف النوعية والعمق الجغرافي، على أن تؤسس طبيعة الرد الإسرائيلي لوقائع المرحلة الجديدة المقبلة، بين مواصلة سياسة التصعيد في وجه التصعيد أو العودة إلى الوضعية التي كانت سائدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.يأتي ذلك في رسائل أميركية تشير الى عدم الرغبة بالتصعيد، وهو ما عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، عقب زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أخيراً الى الولايات المتحدة لطلب تسريع شحنات السلاح الى إسرائيل وتوسيعها، بأن الإدارة الأميركية «معنيّة بشدّة باستعادة الهدوء على الجبهة بين لبنان واسرائيل»، فيما كان لافتاً إعلان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز كيو أمس أن إسرائيل «لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها». ميدانياً، استخدم حزب الله أمس، للمرة الأولى، صواريخ ثقيلة في استهداف المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ورداً ‏على اعتداءات العدو على مجزرة الناقورة ‏والاعتداء على بلدة طيرحرفا والطواقم الطبية فيها، أعلن الحزب قصف مستعمرتَي «غورن» و»شلومي» بصواريخ «بركان» عقب قصف المستعمرتين نفسيهما ‏بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. كذلك استهدف الحزب مقر قيادة كتيبة «ليمان» المستحدث بالقذائف المدفعية، وموقع ‏السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن الرشقة الصاروخية التي أطلقها حزب الله الأربعاء على كريات شمونة تضمّنت صواريخ ثقيلة أيضاً. ‏‏ وكتبت الصحيفة نفسها أنه بعد نصف عام على الحرب، «لا تزال المنطقة الأمنية التي تم إخلاء سكانها في الجليل كما هي، ما يعني أن أحداً في إسرائيل ليس لديه حل جذري لهذه المشكلة». ولفتت إلى أن «الأضرار التي لحقت بالمستوطنين في الشمال هائلة، ولم يتم الكشف عن حجمها بعد»، مصنّفة هذه الأضرار بـ«أربع طبقات، الأولى، الأذى الجسدي للناس. الثانية، الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والمباني والمصانع. الثالثة، الأضرار المباشرة وغير المباشرة للزراعة. والرابعة، الضرر الذي لحق بالناس الذين تم إجلاؤهم من منازلهم وتضرروا بكل الطرق الممكنة، في العمل والدراسة والصحة النفسية وتفكك المجتمعات الحضرية والريفية».

استخدمت المقاومة للمرة الأولى صواريخ ثقيلة في قصف المستعمرات الحدودية

ونقلت عن العقيد في الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي كوبي ماروم «باعتباري أحد سكان الشمال، أشعر بأن الحكومة الإسرائيلية فقدت الشمال حرفياً، لقد كنا في حرب استنزاف لمدة ستة أشهر، ولن تؤدي إلى أي نتيجة»، معتبراً «أننا في خطأ استراتيجي واضح، الجيش الإسرائيلي لم ينجح في صدّ حزب الله وخلق شروط عودة السكان». وفي تحرك يأتي في إطار رفد مستوطني الشمال بجرعات معنوية، أجرى جيش الاحتلال أمس، مناورة مفاجئة للحرب الشاملة في الشمال، تحت إشراف رئيس الأركان. وشمل التمرين قيادة المنطقة الشمالية بأكملها وجميع الفروع العسكرية ذات الصلة، وهي سلاح الجو، شعبة الاستخبارات واللوجستيات. وحاكى التمرين المفاجئ جميع السيناريوهات والخطط العملياتية لحرب شاملة في لبنان، بما في ذلك السيناريو الذي يبدأ فيه حزب الله هجوماً، والسيناريو الذي تبدأ فيه إسرائيل الهجوم، بحسب إعلام العدو.

ملاحظات غربية على «تماهي» الحكومة مع حزب الله

الاخبار..هيام القصيفي .. انكفأ الكلام أخيراً عن ترتيبات تتعلق باقتراحات دولية لوقف الحرب الإسرائيلية ولجم التصعيد في جنوب لبنان، في انتظار ما ستسفر عنه معركة تحديد المسار الإسرائيلي نحو رفح والذي يأخذ منحى تصعيدياً متسارعاً. لكن ذلك لم يلغ أن محور الحركة الدبلوماسية لا يزال محصوراً بنقل الرسائل إلى لبنان وشرح مخاطر السيناريوهات الإسرائيلية. في المقابل، فإن ما خلص إليه موفدون غربيون ودبلوماسيون يزورون لبنان، لا يتعلق بمستوى التهديد فحسب، بل بما لفت هؤلاء في حجم التماهي بين الحكومة وحزب الله في مقاربة الوضع الجنوبي.فهؤلاء الذين لا يزالون يؤمّون لبنان للقاء المسؤولين الرسميين كرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يقولون إن ما يسمعونه يعكس انفصالاً تاماً بين العمل الغربي والدولي للجم إسرائيل ومنعها من توسع حربها ضد لبنان، وأداء لبنان الرسمي. وهم يبدون بشكل متزايد ملاحظات على تعامل الحكومة من موقعها الرسمي مع دوائر القرار الخارجي، بما يوحي وكأنها ليست على دراية كاملة بحجم المخاطر، رغم تبلّغها مراراً رسائل واضحة في هذا الشأن. وبحسب ما يصل من ملاحظات، فإن الضغط الغربي الأميركي والأوروبي يتركز، كما أصبح معلوماً، على فرملة أي اندفاعة إسرائيلية لتوسيع إطار الحرب، ومع ذلك لا يميز لبنان الرسمي نفسه عن حزب الله، ولا يأخذ، في المحافل الدولية على الأقل، مسافة عن أداء الحزب وحساباته الإقليمية والدولية. ورغم معرفة الموفدين بأن الحكومة عاجزة، بحكم الأمر الواقع، عن القيام بأي خطوة منفصلة عن الإطار العام الذي يؤدي فيه حزب الله دوراً أساسياً، إلا أنهم يرون أن ثمة هامشاً كان يمكن للحكومة أن تظهره في مقاربة تطورات الجنوب، وفي البنود التي تُطرح للتخفيف من وقع التهديدات، بما يساعد العواصم الفاعلة على رفع الصوت والضغط على إسرائيل، استناداً إلى تمايز موقف الحكومة عن موقف حزب الله.

لا تعوّل العواصم المعنية على مواقف الأطراف المحلية المعارضة للحزب لأنها لا تشكل ثقلاً خارجياً

وبحسب ما يُنقل عن زوار على مستوى رفيع، أظهرت الأشهر الماضية أن الحكومة لم تتصرف، في محطات أساسية، على أنها قادرة على الفصل بين الموقفين، وإظهار تمايزها للخارج. فالأجوبة التي تتلقّاها الدول المعنية حول بعض النقاط تتلاقى مع مواقف الحزب، وليس المقصود هنا الموقف المعادي لإسرائيل لأن هذا أمر مسلّم به. كل ذلك يجعل من الصعب إقناع الدبلوماسيين والزوار الغربيين بأن ثمة اعتراضات جدية على دخول حزب الله في جبهة مساندة حماس. ولا تعوّل العواصم المعنية على المواقف السياسية المعارضة للحزب ومشاركته في الحرب لأنها لا تشكل ثقلاً خارجياً، وتعبّر عن رأي قوى سياسية سواء من خصوم حزب الله أو حلفائه السابقين، وليس عن الجهات الرسمية المكلّفة التحدث باسم لبنان. ويرى هؤلاء أنه كان يفترض التعويل على الحكومة لإظهار موقف غير ملتبس، وهو ما لم يحصل. وبقدر ما يشكل ذلك إحراجاً للدول التي تهتم بشأن لبنان، فإنه يدفعها إلى التصرف والتكلم نيابة عنه، سواء خلال الاتصالات مع إسرائيل، أو من خلال مجموعات عمل أوروبية وأميركية، وتحديد أولويات لبنان والعمل على إبقائه بمنأى عن الحرب الإسرائيلية. وإذا كانت وفود غربية معنية في شكل مباشر بالتفاوض مع إسرائيل سبق أن تعاملت خلال مجيئها إلى بيروت مع الحكومة كناقلة للرسائل فحسب إلى حزب الله، كونه صاحب القرار الفصل، إلا أنها كانت تتوقع مع تطور الحدث الجنوبي، والمخاطر الناجمة عن رفع إسرائيل لهجتها أن تسعى الحكومة إلى نوع من أنواع الاستقلالية في القرار والموقف. والتعبير عن هذه الإشكالية يأتي في لحظة خطرة، تعطي إشارة إلى أن مثل هذا الأداء في الأشهر التي تلت 7 تشرين الأول، يعكس المخاوف مما سيكون عليه لاحقاً إذا ما نفّذت إسرائيل تهديداتها، أو إذا طالت حرب الاستنزاف أشهراً ستة أخرى أو أكثر، فكيف يمكن التعويل على منحى سياستها في استيعاب ما قد يحصل، والعمل دولياً لوقفه، وباسم من ستكون متحدّثة، أم أنها ستبقى مجرد صندوق رسائل بين الغرب وخلفه إسرائيل وحزب الله، وهو ما يصعّب مهمة كل من يسعى خارجياً إلى أن لا تتكرر تجربة لبنان مع حرب إسرائيلية مدمّرة؟...

المسيحيون كما يراهم جعجع: بخير طالما يعادون الشيعة!

الاخبار..تقرير غسان سعود .. في الدقيقة العاشرة والثانية الـ 13من مقابلته مع الإعلامي وليد عبود على شاشة تلفزيون لبنان، أول من أمس، وجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إهانة لم يسبق أن وجّهها سياسيّ ماروني إلى بطريرك الموارنة حين وصفه بـ«طبّاخ بحص»، إذ وصف اجتماعات بكركي التي يرأسها البطريرك بشارة الراعي ويشرف على اللجنة المنبثقة عنها ويتابعها بعناية بـ«طبخة بحص»، مؤكداً أنه «غير مقتنع بهذه اللقاءات».مع ذلك، فإن المطالعة التي قدّمها جعجع في الدقائق الخمس الأولى هي الأخطر لجهة الدور والوظيفة اللذين يريدهما للمسيحيين. وهو قال حرفياً: «ثمة حملة مبرمجة منذ ثلاثة أو أربعة أشهر (منذ تلقفت بكركي مبدأ وجود تحديات طارئة تواجه المجتمع اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً، وبدأت اجتماعات العمل) للإيحاء بأن ثمة مشكلة مسيحية. لكن الحقيقة أنه خلال السنوات الأربعين الماضية (منذ عام 1984) كان قسم من المسيحيّين ضائعين، ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه. لكن، منذ بداية عام 2022 بدأ الوضع يجلس»... رئيس أكبر كتلة مسيحية يقول إنه منذ بداية عام 2022 (في غياب رئيس للجمهورية وغياب مشاركة مسيحية وازنة في الحكومة وفي ظل انهيار إداري واقتصادي شامل) بدأ «الوضع المسيحي يجلس». وفي ظل دهشة عبود من هذه «الدرر»، استدرك «الحكيم»: «لم يجلس كلياً... لكن بدأ يجلس يجلس». وأكمل جعجع فكرته: «... بدليل الثقل الذي يتمتع به المسيحيون اليوم في البلد. ويمكنك أن تسأل من تريد، ومراكز الدراسات العربية والأجنبية، حول الصراع في لبنان بين من ومن، وسيجيبونك بأنه بين المسيحيين من جهة، والثنائي من جهة أخرى. وهو ما يبيّن لك أين أصبح موقع المسيحيين». وعليه، فإن وضع المسيحيين بألف خير، لأنهم حلّوا، وفق نظرية جعجع، محل السنّة والنائب السابق وليد جنبلاط، وباتوا رأس الحربة في مواجهة الثنائي الشيعي. لا يهمّ التمثيل السياسي أو الإداري أو التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وحتى تلك الديموغرافية التي تحدثت عنها بكركي في مسودتها الأخيرة. ولا يهم انتقال الرأسمال التجاري والاقتصادي الذي احتكره المسيحيون لسنوات طويلة إلى جزر احتكارية جديدة، ولا يهمّ ما يقلق الرهبانيات من عجز الأهالي عن تأمين الأقساط لمدارس أولادهم أو إذلال المواطنين للحصول على نزر قليل من ودائعهم، ولا تهمّ الهجرة والنزوح السوري وما يحاضر به المطران بولس صياح عن «تفريغ الإدارة على جميع المستويات من المسيحيين والاستئثار بالحكم»، ولا ما أورده المطران أنطوان أبو نجم في مسودة وثيقة بكركي عن المخاطر الوجودية... المهم أن مراكز الدراسات العربية والأجنبية تقول لجعجع إن المسيحيين هم من يواجهون الشيعة في لبنان اليوم. هذا هو الدور الرائد للمسيحيين والوظيفة، كما يريدها جعجع. بعد فشل الموجة التكفيرية في «جرف الشيعة»، رغم كل التعبئة والتمويل، يريد جعجع للمسيحيين أن يفعلوا ما عجز عنه هؤلاء، وفي وقت تنكفئ فيه السعودية نحو التفاهم مع إيران وسوريا، وترسل الإمارات طائرة خاصة لتقلّ مسؤولاً أمنياً (لا سياسياً) في حزب الله. فهل هناك من فخر وإنجاز ومشروع يبعث على الاستقرار والازدهار الذي ينشده المسيحيون أكثر من هذا؟....

لم يقاطع عبود قائد القوات، لافتاً إيّاه إلى أنه يخلط بين مصلحته الخاصة في صراع كهذا يدرّ عليه أرباحاً مالية جمّة وبين مصلحة المسيحيين. لكنه حاول مراراً أن يقدم له سلّماً لينزل، إلا أن جعجع أصرّ على الصعود أكثر: «لا فراغ سياسياً على الصعيد الماروني، يمكن أن تسأل من تشاء في لبنان وخارجه، شرقاً وغرباً، الصراع بين من ومن في لبنان، وسيجيبك كما أسلفت. لو كان ثمة فراغ لما كانوا (المسيحيون) مبينين في المعادلة، ومبينين بأنهم الطرف الآخر في البلد». بالتالي، لا حاجة إلى إضاعة الوقت في تحديد المخاطر والتحديات والحلول. فالنجاح، بالنسبة إلى جعجع هو أن «نكون مبيّنين». فضيحة كان يمكن أن تمرّ باعتبارها زلّة عرضية، لو لم تبادر الإدارة الإعلامية في القوات إلى تفريغها فوراً ونشرها على منصة X.

العمى الاستراتيجي لم يتوقّف هنا. فحين يسأل عبود جعجع عن المكاسب السياسية التي يمكن أن يحصل عليها حزب الله مقابل الانسحاب إلى ما قبل الليطاني، أجاب بأن الغرب «يمكن أن يعطيه مما لديه، لكن ليس من جيبة غيرهم». وتابع: «جيبة غيرهم يعني نحن، ولا يمكنهم مدّ يدهم عليها»، مضيفاً: «القوى المحلية هي من تحدّد مسار الأمور. لا يمكن أميركا أن تأتي بجيشها لتقاتلنا وتنتزع منا مكاسب لتقديمها للحزب». ورغم خلطه الحابل بالنابل، فإن تفكيك عباراته الأخيرة يفيد بأنه مقتنع بأن القوى المحلية هي من تحدد مسار الأمور، ولا يمكن التعويل بالتالي على الجيش الأميركي أو الإسرائيلي أو غيرهما لتعديل التوازنات السياسية الداخلية. كما أنه مقتنع بأن ما في جيبه اليوم هو له فعلاً، وليس للأميركيين الذين لا يشاركونه الرأي بطبيعة الحال.

ختاماً، قال جعجع الكثير في أقل من دقيقة حين أشار إلى أن السعودية في عهد وليّ العهد محمد بن سلمان ترفض أيّ «تدخل بأيّ شكل في الدول الأخرى، ولم تعد تريد دعم أي فريق أو مساعدته للوصول إلى رئاسة الجمهورية أو غيره، وهي تنتظر انتخاب رئيس لتقرر بناءً على ممارساته دعم لبنان أو عدمه». وفي ما بدا ترداداً لموقف مطلوب منه، أضاف جعجع: «القول إن القوات حليفة السعودية كثير (مبالغ فيه). يمكن القول إن القوات صديقة السعودية، نحن أصدقاء لأنهم لم يعودوا يتدخلون ويتخذون حلفاء كما كان يحصل دائماً في الشرق الأوسط». وإذا كان الحديث بهذا الشأن يفترض أن ينتهي هنا، فإن عبود استرسل ليحرج جعجع الذي لم يعد يجد المفردات المناسبة للإجابة حين سأله عما إذا كان هذا التغيير السعودي قد أضعف القوات، فأجاب مربكاً: «طبعاً، تقريباً، مش تقريباً، قطع أي دعم بمعنى الدعم ممكن. لكن لأ. نحن قوة محلية موجودة نفتخر بصداقة المملكة، وهكذا يجب أن تكون العلاقات وليس أكثر من هكذا».



السابق

أخبار وتقارير..الجيش الإسرائيلي يقتحم بيت لحم في الضفة الغربية..الولايات المتحدة تعرض مكافأة 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن قراصنة «بلاك كات»..روسيا تدرس التحقيق في تورط الغرب بهجوم موسكو ..زاخاروفا: من الصعب تصديق أن «داعش» شن هجوما على روسيا..لاتفيا تطرد ديبلوماسيا روسيا..بعد تحقيق بشأن التجسس..وارسو تقيل قائد «يوروكوربس» من مهامه..قتلى وجرحى في هجمات روسية أوكرانية متبادلة..فرنسا الخائفة من هجمات في الأولمبياد تستنفر ضد إسلامييها..تدفق قياسي للمهاجرين على بريطانيا يزيد من الضغوط على سوناك..الرئيس الصيني: لا توجد قوى يمكنها إعاقة وتيرة التقدم التكنولوجي لدينا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..محادثات وقف إطلاق النار في غزة..مستقبل حكومة نتانياهو على المحك..نتانياهو يطلب من المحكمة العليا مهلة جديدة بشأن خطة التجنيد المثيرة للجدل..رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يشكل حكومة جديدة ويتولى حقيبة «الخارجية»..الاحتلال يعدم مدنيين في غزة..ويدفنهم بالرمال وبين القمامة..الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت 212 مدرسة بشكل مباشر في غزة..هنية لخامنئي: اضغطوا على حلفائكم في غزة للتوصل لوقف إطلاق النار..هنية: إسرائيل «تناور وتراوغ» في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى..تجهيزات إسرائيلية لهجوم رفح والتوتر يتمدد في «الضفة»..قيادي مقرب من السنوار..من هو رائد ثابت الذي قتلته إسرائيل؟..خيارات أميركا بعد حرب غزة..قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ سلام فلسطيني..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,429,649

عدد الزوار: 6,991,166

المتواجدون الآن: 80