أخبار لبنان..قتلى "للحزب" في لبنان وسوريا..غالانت يهدّد وواشنطن تسعى لحلّ ديبلوماسي..الجيش الإسرائيلي: مقتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في «حزب الله»..«حزب الله» ينعى 7 مقاتلين بينهم مسؤول اغتيل في جنوب لبنان..لبنان يتحسّب لتهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب في غياب الضمانات الأميركية..وزير الدفاع الإسرائيلي: نتحول من مدافعين إلى ملاحقين لـ«حزب الله»..الخلاف على سلاح «حزب الله» يهدّد مبادرة بكركي..

تاريخ الإضافة السبت 30 آذار 2024 - 3:14 ص    القسم محلية

        


المسيحيون يحيون رتبة دفن المصلوب على وقع الغارات..

قتلى "للحزب" في لبنان وسوريا..غالانت يهدّد وواشنطن تسعى لحلّ ديبلوماسي..

نداء الوطن.. "نسجد لآلامك أيها المسيح لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم"، عبارة رددها المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي في يوم الجمعة العظيمة، اذ أحيت الكنائس والقرى والمدن رتبة دفن السيد المسيح، وأجمع الكهنة والمطارنة ومعهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على ضرورة قيامة لبنان من أزماته مع قيامة المسيح. قيامة لبنان أولاً بانتخاب رئيس للجمهورية لإنقاذ ما تبقّى من مؤسسات، وإنقاذ البلد من الحرب المدمّرة في الجنوب والتي بدأت تتوسع وتمتد الى قرى البقاع والهرمل. في هذا السياق، استفاق اللبنانيون أمس الجمعة على غارة إسرائيلية في منطقة وادي جيلو – البازورية استهدفت سيارة تبيّن أنها تابعة لنائب مسؤول وحدة الصواريخ في حزب الله.

الراعي

من كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، أحيا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب، مشيراً الى أن خشبة الصليب، في الأصل أداة تحقير المجرمين وقتلهم، فحوّلها الإله المصلوب إلى أداة خلاص للعالم، وانتصار للمؤمنين أمضى من أي وسيلة أخرى، ونهج حبّ لكلّ مؤمن ومؤمنة. وفي الجنوب، ورغم الإعتداءات الإسرائيلية على القرى والبلدات، برز تشبّث المسيحيين بأرضهم وبطقوسهم الدينية، حيث أحيت بلدات الجنوب رتبة سجدة الصليب في القرى الحدودية وصور والنبطية وقضاء مرجعيون، باستثناء بلدة الخيام الحدودية إذ تعذّر ذلك، نظراً للأوضاع الراهنة وتعرض البلدة للقصف الاسرائيلي المتواصل.

الضربات الإسرائيلية

يوم الجمعة العظيمة، واكبته إسرائيل بشنّ ضربات عنيفة على الجنوب اللبناني، حيث استفاق اللبنانيون على غارة من مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق بلدة البازورية في قضاء صور، وتبيّن ان المستهدف هو نائب قائد وحدة الصواريخ بحزب الله. كما ونفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة، مستهدفاً بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو – ارض، وأغار بشكل متكرّر على وادي شبعا. هذا وتجدد القصف المدفعي للأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، ولمنطقة هورا في خراج ديرميماس. وأصدر الجيش الإسرائيليّ، بياناً، أعلن فيه تنفيذ سلسلة من الهجمات على لبنان، مشيراً الى استهدافه "المنصّة الصاروخية التي استخدمت لإطلاق القذائف من عيتا الشعب نحو منطقة بيرانيت، بالإضافة إلى استهداف مبنى عسكري لحزب الله يقع بجوار المنصة المستهدفة". وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه استهداف مبنى عسكري في منطقة ميس الجبل، وتنفيذه غارات "على سلسلة أهداف لحزب الله في منطقة شبعا في جنوب لبنان ومن بينها مبانٍ عسكريّة وبنى تحتية، وعلى نقطة إطلاق تابعة لحزب الله في منطقة يارون".

ردود الحزب

الحزب اعلن بدوره، في سلسلة بيانات، استهدافه موقع جل العلام وانتشاراً لجنود الجيش الاسرائيلي في ‏محيطه وقوة مشاة إسرائيلية في حدب يارون، اضافة إلى موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وموقع المطلة. كذلك، نعى 3 من عناصره هم: احمد جواد شحيمي، مصطفى أحمد مكي وإبراهيم أنيس الزين.

البنتاغون

وتعليقاً على القصف الإسرائيلي وهجمات حزب الله، عبّرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، عن مسعاها لحلّ ديبلوماسيّ لتجنيب جنوب لبنان أي صراعٍ طويل، مؤكدةً أن أميركا لا تُريد أن يتوسّع الصّراع ولا اي صراع إقليمي. وأعلنت أنها مع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنبٍ مع إسرائيل.

غالانت وملاحقة الحزب

إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، تقييماً للوضع في القيادة الشماليّة "مُشيداً" بالعمليّات المُنفَّذة، في إشارةٍ إلى مقتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في حزب الله. غالانت رفع نبرة التهديد، قائلاً: "أينما كان حزب الله نذهب، وينطبق هذا على بيروت وبعلبك وصور وصيدا والنبطيّة وكامل القطاع، وينطبق أيضاً على أماكن أبعد بكثير، مثل دمشق وغيرها، حيثما نحتاج إلى التحرّك.. سنتحرّك". وجدد غالانت توجيهه أصابع الاتهام إلى حزب الله معتبراً انه المسؤول عن الأضرار الجسيمة في لبنان، فيما المسؤول عن سقوط العديد من الضحايا في حزب الله، على حد قوله، هو حسن نصرالله شخصياً، واعداً بدفع ثمن أي عمل يخرج من لبنان من خلال زيادة وتيرة الحملة وتوسيعها، كاشفاً انه قال هذا الكلام هذا الأسبوع في واشنطن لوزير الدفاع لويد أوستن، وللمبعوث الخاصّ آموس هوكشتاين وآخرين.

استهداف الحزب في سوريا

وفي سوريا، سقط 44 قتيلاً في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عدة قرب حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد مقتل ستة عناصر من حزب الله في سوريا، بالإضافة الى 38 من قوات النظام السوري، مشيراً الى أن هذه الحصيلة من قتلى النظام هي الأعلى بغارة واحدة. وأشار المرصد إلى أنّ القصف الجوي الإسرائيلي استهدف كذلك في السفيرة، المدينة الواقعة جنوب شرق مدينة حلب، "معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية".

الجيش الإسرائيلي: مقتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في «حزب الله»..

تل أبيب : «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه قَتل علي عبد الحسن نعيم، نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لجماعة «حزب الله»، في غارة جوية على منطقة البازورية في لبنان. وأضاف الجيش أن نعيم كان أحد قادة المسلحين المتحالفين مع إيران في مجال إطلاق القذائف ثقيلة الوزن، وقال إنه كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات على مدنيين إسرائيليين وشنها.

«حزب الله» ينعى 7 مقاتلين بينهم مسؤول اغتيل في جنوب لبنان

في أعلى حصيلة له منذ أسابيع

بيروت: «الشرق الأوسط».. نعى «حزب الله»، الجمعة، سبعة مقاتلين سقطوا في لبنان وسوريا، في حصيلة هي الأعلى له منذ أسابيع. وتضاربت المعلومات حول صفة أحدهم، ويدعى علي عبد الحسن نعيم، الذي استهدفت إسرائيل سيارته صباحاً. ففي حين أكد مصدر عسكري في لبنان أنه مسؤول في «حزب الله»، قالت إسرائيل إنه نائب قائد وحدة الصواريخ في الحزب الذي لم يعلن في بيان نعيه أي صفة له. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بـ«وقوع شهيد في غارة للطيران الإسرائيلي استهدفت سيارة على طريق بلدة البازورية في قضاء صور، صباح الجمعة، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين». وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل الجمعة في غارة بجنوب لبنان علي عبد الحسن نعيم الذي قال إنه نائب قائد وحدة الصواريخ في «حزب الله»، فيما أكد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن نعيم هو مسؤول في «حزب الله»، ليعود الأخير ويعلن عن مقتله وستة آخرين في بيانات متفرقة، على غرار نعيه جميع مقاتليه بأنهم «سقطوا على طريق القدس». وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن إحدى طائراته الحربية استهدفت منطقة البازورية في جنوب لبنان، وإن نعيم كان «قائداً في مجال الصواريخ» و«أحد قادة إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة»، ومسؤولاً عن تخطيط وشن هجمات ضد إسرائيل. كذلك، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على منصة «إكس» إن نعيم هو «خبير كبير في التنظيم، خصوصاً في مجال القذائف الصاروخية، وكان يقود عمليات لإطلاق قذائف كبيرة الوزن، وكان يعمل لتخطيط وتفعيل اعتداءات ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية». والبازورية هي مسقط رأس أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، وسبق أن نفذت فيها إسرائيل عملية اغتيال مماثلة استهدفت أحد أبنائها أيضاً القيادي علي حدرج. والمقاتلون الذين نعاهم «حزب الله»، الجمعة، من دون أن يحدد مكان مقتلهم، هم إضافة إلى نعيم (مواليد عام 1974) من بلدة سلعا في الجنوب، أحمد جواد شحيمي مواليد عام 1964 من بلدة مركبا، ومصطفى أحمد مكي مواليد عام 1983 من بلدة تبنين، وإبراهيم أنيس الزين مواليد عام 1982 من بلدة شحور، وعلي محمد الحاف مواليد عام 1984 من بلدة الحلوسية في جنوب لبنان، ومصطفى علي ناصيف مواليد عام 1991 من بلدة الحفير في البقاع، وعلي محمد بكّة مواليد عام 1994 من مدينة صيدا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في «حزب الله» تأكيدها أن ثلاثة من المقاتلين سقطوا في سوريا، بعدما كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أعلن صباح الجمعة أن الضربات الجوية الإسرائيلية على مدينة حلب السورية التي استهدفت مستودعاً للأسلحة تابعاً لـ«حزب الله» في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع في السفيرة أسفرت عن مقتل 42 شخصاً، من بينهم 6 عناصر من «حزب الله»، ليعود بعد الظهر ويعلن عن ارتفاع عدد مقاتلي الحزب إلى سبعة.

رد الحزب

وفيما استمر القصف الإسرائيلي المتقطع على بلدات جنوبية عدة، أعلن «حزب الله» بعد ساعات قليلة من استهداف البازورية، عن تنفيذه عمليتين، الأولى استهدفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا، ليعود بعدها ويعلن في بيانين منفصلين عن تنفيذه عمليتين، الأولى استهدفت ثكنة برانيت والثانية استهدفت تجمعاً لجنود إسرائيليين في قلعة هونين، وذلك «في إطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي في دمشق وحلب». تأتي هذه المواجهات في إطار استمرار التصعيد في الأيام الأخيرة، حيث كان قد سجّل بين يومي الأربعاء والخميس مقتل 16 شخصاً في لبنان، بينهم 11 مدنياً، ومن ضمنهم 10 مسعفين، وذلك في قصف إسرائيلي استهدف مقرات وسيارات لفرق إسعاف في الهبارية وطير حرفا والناقورة في الجنوب. ومنذ بداية المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في أكتوبر، قُتل في لبنان 347 شخصاً على الأقلّ، معظمهم مقاتلون في «حزب الله»، إضافة إلى 68 مدنياً، حسب حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. في المقابل، قتل في الجانب الإسرائيلي 10 عسكريين وثمانية مدنيين بنيران مصدرها لبنان.

لبنان يتحسّب لتهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب في غياب الضمانات الأميركية

توسعة الحرب لا تزال واردة بقوة في غياب الضمانات الأميركية

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير...احتمال لجوء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، لا يزال يقلق اللبنانيين ويشغل بالهم، بغياب الضمانات الأميركية التي يمكن لحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الركون إليها، والتعاطي مع التهديدات التي يطلقها نتنياهو وفريق حربه، على أنها تبقى في حدود التهويل لترجيح كفة الحل الدبلوماسي على الخيار العسكري، خصوصاً أن غيابها يتلازم مع تحذيرات الموفدين الأوروبيين الذين يتهافتون لزيارة بيروت، ويدعون «حزب الله» من خلال لقاءاتهم الرسمية إلى ضبط النفس، وعدم توفير الذرائع لإسرائيل لإشعال الجبهة الشمالية من جهة، والانفتاح على الجهود الرامية لخفض منسوب التوتر من جهة ثانية.

الوضع في الجنوب قبل الملف الرئاسي

ويكاد الوضع في الجنوب في ضوء تصاعد وتيرة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، بتراجع الالتفات لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم وانتخاب رئيس للجمهورية، وحصر الاهتمام بما سيؤول إليه الوضع في الجنوب، مع قيام إسرائيل بفرض حزام أمني بالنار، على غرار ما تفعله الآن في قطاع غزة، وهذا ما أدى إلى تحويل معظم البلدات الواقعة في جنوب الليطاني إلى مناطق غير مأهولة، يقتصر الحضور فيها على مجموعات تابعة لعدد من الهيئات الصحية التي تعرّض عناصرها إلى مجزرة، كالتي ارتكبتها إسرائيل في بلدتي الناقورة وطيرحرفا.

التعنت الإسرائيلي يؤجل مهمة هوكستين

فالرهان على الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لا يزال يصطدم بإصرار إسرائيل على فرض شروطها، وهذا ما يقلق اللبنانيين الذين كانوا يأملون بأن ينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام الوسيط الأميركي أموس هوكستين لمعاودة تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، سعياً وراء تهيئة الأجواء لتطبيق القرار 1701. لذلك، لا يمكن استقراء المسار العام للوضع في الجنوب من دون ربطه ميدانياً بما سيؤول إليه الوضع في غزة، وهذا ما يعيق الوساطة الأميركية التي يتولاها من الجانب اللبناني رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالإنابة عن «حزب الله» وبتفويض لا حدود له من حكومة تصريف الأعمال، التي كان يُفترض بها الإمساك بورقة التفاوض لو أن الحزب ارتأى ضرورة الوقوف خلفها، أسوة بما فعله حيال المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، وباستضافة من قبل قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل»، وأدت إلى الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

المعارضة: «حزب الله» أحرج الحكومة

وفي هذا السياق، تأخذ المعارضة، كما تقول مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، على «حزب الله» أنه لم يلتفت إلى شركائه في الوطن، أكانوا في المعارضة أو الموالاة، ولا إلى الحكومة، عندما قرر منفرداً الدخول عسكرياً في مساندته لحركة «حماس» في حربها ضد إسرائيل، وتؤكد أن تفرّده شكّل إحراجاً للحكومة في معرض دفاعها عنه، وأحدث خللاً في الموقف اللبناني الرسمي في تبريره لتفرّده في قرار الحرب والسلم من دون العودة إلى الدولة؛ كونها صاحبة القرار بلا أي منازع، ما يدفع المجتمع الدولي للنظر إلى الحزب من زاوية أنه وحده من يسيطر على البلد ويلزم الآخرين بقراراته. وتلفت المصادر ذاتها إلى أن «حزب الله» أحرج بتفرّده الحكومة في اتصالاتها لمنع إسرائيل من توسعة الحرب؛ لأنه لم يكن لديها ما تقوله سوى التأكيد على التزامها بتطبيق القرار 1701 ومنع إسرائيل من تماديها في العدوان على لبنان، وتسأل المصادر: ما الذي يمنع الحزب من التواصل، على الأقل، مع حلفائه لوضعهم في حيثية قراره بالدخول في مواجهة مع إسرائيل تحت عنوان مساندة غزة؟.........وترى المصادر في المعارضة أن المشكلة مع الحزب ليست بجديدة، ولا تتعلق فقط بتفرده بقرار الحرب والسلم، وإنما باستنكافه عن القيام بأي مبادرة، ولو بقيت تحت سقف التشاور، وتسأل: من يحق له بأن يُلزم لبنان بالتداعيات المترتبة على تفرّده بقرار السلم والحرب، وإن كان محكوماً بضرورة التقيّد بالإطار العام لمجريات المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، التي لم تتوقف، وبالتالي لا يمكنه تخطيها أو تجاوزها؛ لأن الأخيرة لا تحبّذ توسعة الحرب وليست في وارد الانخراط فيها، ولو كان موقفها بخلاف ذلك، ما الذي يمنعها من التدخل بطريقة غير مباشرة، وتحديداً بمبادرة الحزب إلى تطوير مساندته على دفعات، وصولاً للدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل؟

الحزب يفتقد إلى الغطاء السياسي

وتؤكد مصادر المعارضة أن الحزب يتصرف في غالب الأحيان وكأنه يترك لحليفه الرئيس بري الحرية في تعاطيه بكل ما يمت بصلة إلى الملف الداخلي، من دون أن يعني أنه لا يتدخل عندما تستدعي الحاجة، وترى بأنه يفتقد إلى الغطاء السياسي المطلوب للمضي في مساندته لـ«حماس»، وليس من حليف يقف إلى جانبه سوى تيار «المردة»، بعد أن تعذّر عليه استرداد «التيار الوطني الحر» إلى حاضنته السياسية. وتسأل: لماذا أحجم «حزب الله» عن تحصين موقفه في مساندته لـ«حماس»، على الأقل لجهة ضمان تأييد حلفائه، باستثناء «التيار الوطني» الذي يدخل معه في خلاف يصعب تطويقه؟ هذا مع أن الحزب يلوذ بالصمت ويرفض الدخول في سجال مع حليفه الذي يواصل حملته عليه، وإن كانت مصادره تصنّف ما آلت إليه العلاقة في خانة التهدئة السلبية، مع تراجع الآمال المعقودة على إعادة تعويم ورقة التفاهم. وتقول المصادر نفسها إن الحزب يبرر عدم تواصله مع المعارضة بأنها ليست مستعدة للاستماع إلى وجهة نظره، وأن لديها تُهماً جاهزة سلفاً، ما يحول دون الاحتكاك المباشر، بالمفهوم الإيجابي للكلمة.

تهديدات إسرائيلية وتحذيرات غربية

وعليه، فإن المخاوف من توسعة الحرب جنوباً تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، وتتوقف على ما سيؤول إليه شد الحبال بين واشنطن وتل أبيب، التي تستمر في تعبئتها الإعلامية، ربما لتوحي بأن الحل الدبلوماسي أخذ يتراجع لمصلحة توسعة الحرب، مع ارتفاع وتيرة الإنذارات الغربية للبنان التي يمكن إدراجها على خانة الضغط لجره إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى الجبهة الشمالية، إلا إذا أراد نتنياهو تدفيع لبنان فاتورة منعه من اجتياحه مدينة رفح من جهة، والرد على المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي ينظر إليها بارتياب من جهة ثانية.

وزير الدفاع الإسرائيلي: نتحول من مدافعين إلى ملاحقين لـ«حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الجمعة، إن إسرائيل ستوسع الحملة ضد جماعة «حزب الله» اللبنانية وستلاحق الجماعة في كل مكان. ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن غالانت قوله عقب تقييم للأوضاع على الجبهة الشمالية «الجيش سيوسع الحملة (ضد حزب الله) ويزيد من وتيرة الهجمات في الشمال»، في إشارة إلى غارات جوية الليلة الماضية في سوريا. وأضاف «إسرائيل تتحول من الدفاع في مواجهة حزب الله إلى ملاحقته، وسوف نصل إلى أي مكان تعمل فيه الجماعة، في بيروت ودمشق وفي أماكن أبعد»، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه قتل نائب قائد وحدة الصواريخ في جماعة «حزب الله»، علي نعيم، في قصف على منطقة البازورية بجنوب لبنان. وأقر «حزب الله» بمقتل سبعة من عناصره من بينهم نعيم. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 44، بينهم سبعة من «حزب الله» و36 من قوات النظام السوري وأحد عناصر الفصائل الموالية لإيران، في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع قرب مطار حلب الدولي الليلة الماضية . وقالت جماعة «حزب الله» إنها قصفت مواقع عسكرية إسرائيلية بالصواريخ دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة ورداً على الهجمات الإسرائيلية في دمشق وحلب بسوريا. وذكرت الجماعة في بيانات منفصلة أن مقاتليها استهدفوا مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت «وأصابوه إصابة مباشرة»، كما استهدفوا موقع جل العلام وانتشاراً للجنود الإسرائيليين في ‌‏محيطه بصواريخ «فلق»‏، وقوة مشاة إسرائيلية في حدب يارون بالقذائف المدفعية. وفي وقت سابق، قال «حزب الله» إنه شن أيضاً هجومين على ثكنة زبدين الإسرائيلية في مزارع شبعا بالصواريخ. وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر «تشرين الأول» الماضي.

الخلاف على سلاح «حزب الله» يهدّد مبادرة بكركي

«التيار» يعده عنصر قوّة لحماية لبنان..وجعجع يصف اللقاءات بـ«طبخة بحص»..

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. ينعكس غياب الثقة بين الأفرقاء اللبنانيين والاختلاف في مقاربة سلاح «حزب الله» على «مبادرة البطريركية المارونية» ما من شأنه أن يهدد نتائجها التي كان يفترض أن تنتهي بإصدار وثيقة تعوّل عليها بكركي لتكون «وطنية إنقاذية جامعة». وأول هذه المؤشرات ظهر في كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي وصفها بـ«طبخة بحص»، معرباً عن عدم قناعته بنتيجة اللقاءات التي تجمع ممثلي الأفرقاء المسيحيين في بكركي. وأعلن، في حديث لتلفزيون لبنان، أنه لا يستشرف جدوى منها، مشيراً إلى أن مشاركة «القوات» لأسباب مختلفة، وفي طليعتها «من أجل الكنيسة». وعبّر جعجع عن عدم ثقته برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، قائلاً: «تعلمنا انطلاقاً من تجارب الماضي عدم إعطاء التيار قصقوصة ورق قبل التزامه بمواقف معلنة. لذا، وضعنا في بكركي النقاط على الحروف وفسحنا له المجال للتفكير». وتعزو مصادر في «القوات» كلام جعجع إلى غياب الثقة برئيس «الوطني الحر»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «رئيس القوات يحذّر من كيفية مقاربة باسيل للأمور بناء على تجارب سابقة». لكنها تؤكد في المقابل أن «القوات» مستمر على مستوى التنسيق والتقاطع في موضوع رئاسة الجمهورية مع المعارضة بما فيها «التيار»، وفي لقاءات بكركي و«يهمّنا أن تصدر وثيقة وطنية جامعة لكن التجارب جعلتنا نعبّر عن شكوكنا». وترتبط هذه الشكوك، بحسب المصادر، بشكل أساسي بعلاقة باسيل مع «حزب الله»، وتقول: «إذا كان هناك فريق آخر يقول إن سلاح الحزب يحمي لبنان فهذا يعني أننا ما زلنا في المربع الأول، لذا من هذه الزاوية نرى أنه إذا لم نتفق على الثوابت لتشخيص الأزمة وعلى حلها عبر وضع خريطة الطريق لتسليم هذا السلاح يعني أنها ستكون طبخة بحص».

طبخ البحص

في المقابل، تردّ مصادر قيادية في «الوطني الحر» على نعي جعجع لمبادرة البطريركية المارونية، بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا نطبخ البحص ولا نشارك في طبخة بحص». وتجدد في الوقت عينه التمسك بموقف «الوطني الحر» الذي يرى أن سلاح الحزب هو عنصر قوّة لحماية لبنان لكنها ترفض في المقابل استخدامه في حروب الآخرين. ومن هنا يأتي الخلاف في مقاربة هذا البند المتعلق بالسلاح بين «التيار» والأفرقاء المسيحيين الآخرين المشاركين في لقاءات بكركي. وبينما تلفت المصادر إلى أن لقاءات بكركي بحثت حتى الآن في 80 في المائة من القضايا، متوقعة ألا تأخذ الوثيقة وقتاً طويلاً قبل صدورها، تؤكد أن «الوطني الحر» يدعو لاحترام القرار 1559 الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات لكنه في الوقت عينه يؤكد أن السلم الأهلي يبقى الأولوية، مضيفة: «خلافنا مع حزب الله الأخير ورفضنا التورط في حروب خارج لبنان، لا يعني أننا نقبل بعزل أي مكون لبناني». من هنا، تؤكد المصادر أن «الوطني الحر» مستمر في المشاركة في لقاءات بكركي، آملة في التوصل إلى إصدار وثيقة ذات طابع وطني لتكون وثيقة تاريخية تؤدي غرضها لوقف انهيار الدولة والمؤسسات وانتخاب رئيس وتثبيت الشراكة الحقيقية التي لا تهم فقط المسيحيين إنما كل المكونات اللبنانية.

مسار تشاوري

وبين هذا وذاك، تجدد مصادر حزب «الكتائب» ترحيبها بمبادرة بكركي وكل المبادرات التي تهدف إلى إخراج لبنان من أزمته. وبينما كانت المعلومات قد أشارت إلى أن اللقاءات في بكركي التي تجمع ممثلين عن الأفرقاء المسيحيين ستنتهي بإصدار وثيقة، أوضح راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، قبل أيام في بيان له، أن البطريرك الماروني بشارة الراعي قد كلّفه بـ«إطلاق مسار تشاوري لمبادرة وطنية جامعة إنقاذية، تؤكد الثوابِت التي يؤمِن بها اللبنانيون، على اختِلاف مكوناتهم، مع تشخيص مكامن الخلل واقتِراح خريطة طريق للمعالجات». وأشار إلى أن «التشاور انطلق مع القوى السياسية المسيحية في مرحلة أولى، على أن يتوسع الحِوار بعدها ليشمل كل القِيادات الروحيَّة والمرجعيات السياسية اللبنانية والقوى المجتمعية الحية في مرحلة ثانية». وقال إن «المبادرة بدأت منذ أكثر من عام، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدستور والقانون والسياسات العامة، وهي بعيدة عن أي انحياز لأي فريق سياسي، بل هي تتقاطع في ثوابتها مع كل الإرادات الطيبة التي تعمل لخلاص لبنان».



السابق

أخبار وتقارير..درون إسرائيلية ضربت سيارته..اغتيال قيادي من حزب الله بلبنان..خيانة بعفرين.. فرار قيادات لداعش من سجن تحت سيطرة تركية..غارات إسرائيلية على مستودعات أسلحة قرب مطار حلب..ومقتل 30..رئيس الاستخبارات الروسية بحث في بيونغ يانغ التعاون الأمني..بوتين: لن نهاجم «الناتو» بل سنسقط مقاتلاته..الكرملين يوجّه تحذيراً لمالك تطبيق «تيليغرام» بعد هجوم موسكو..روسيا.. حكم بسجن صحفي وحملة توقيفات تطال 6 آخرين..ماكرون يدعو للتوافق قبل دعوة بوتين لقمة الـ 20 المقبلة..ماكرون: الاتفاق التجاري بين أوروبا وميركوسور سيئ جداً وينبغي استبداله..الصين والفلبين تتبادلان الاتهامات والتهديدات..مسجد باريس يحض على دعم المدرسين بعد تلقي مدارس تهديدات..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..خطة إسرائيلية تؤجل «الحل الدائم» 5 سنوات..حماس» و«الجهاد» ترفضان «خلق واقع جديد» في غزة..واشنطن ترحب بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة «لخدمة الشعب الفلسطيني»..ضوء أخضر أميركي لإسرائيل..إرسال قنابل ومقاتلات بمليارات الدولارات..32623 شهيداً..منذ بدء العدوان على غزة..غالانت اقترح نشر قوة عربية في غزة..مسؤولان كبيران يكشفان..البنتاغون: لا نقدم خططاً عسكرية لإسرائيل وإنما نصائح..125 ألف شخص أدوا صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى..قصف إسرائيلي متواصل على غزة..والمجاعة «وشيكة»..نتنياهو يوفد رئيس الموساد إلى الدوحة ورئيس الشاباك إلى القاهرة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,390,935

عدد الزوار: 6,989,322

المتواجدون الآن: 65