حق العودة يُشعِل الحدود من الجولان إلى لبنان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 أيار 2011 - 5:52 ص    عدد الزيارات 2525    القسم محلية

        


حق العودة يُشعِل الحدود من الجولان إلى لبنان
نتنياهو يحمّل الأسد المسؤولية وحداد في المخيّمات وشكوى لبنانية لمجلس الأمن

  شبان على مشارف الشريط في خراج مارون الرأس·· وفي الإطار صورة مصاب برصاص الاحتلال

بين حق العودة الذي كرسه مجلس الأمن في قراره 194 في 11 كانون الأوّل 1948، والذي بقي حبراً على ورق طوال ستة عقود ونيف، و15 أيّار 2011، شهدت النقاط الحدودية مع فلسطين الطبيعية، ومن الشرق إلى الغرب فالجنوب والشمال تجمعات بشرية فلسطينية ولبنانية وسورية ومصرية تطالب بوضع هذا الحق موضع التنفيذ، وتصحح مسيرة الحراك الفلسطيني بعد المصالحة في اتجاه القضية الأصلية، وهي استعادة الأرض السليبة بكل الاشكال المتاحة والاساليب الممكنة في زمن التحولات الضخمة في عموم المنطقة العربية·
  ··· في محاذاة مجدل شمس في الجولان السوري
  فلسطين في غزة: العودة ··· العودة (أ·ف·ب)

وردت قوات الاحتلال الإسرائيلية على الانتفاضة الفلسطينية العربية في يوم النكبة والمسيرات السلمية بالحديد والنار والرصاص، فتحول يوم 15 أيّار 2011، إلى شلال من الشهداء والجرحى من الجولان والجنوب اللبناني، إلى فلسطين المحتلة على طريق العودة وتكريس هذا الحق·

وفيما اعد لبنان الرسمي شكوى إلى مجلس الأمن رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على الآمنين العزل في أراضيه، والتي شكلت خرقاً للقرار 1701، حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية ما حدث في مارون الراس، وأعلنت الفصائل الفلسطينية اليوم يوم حزن عارم على الشهداء في مناطق الشتات الفلسطيني، وتعليق الدراسة ليوم واحد·

حول تطور الوضع على الجبهات الثلاث كتب الزميل هيثم زعيتر التقرير الآتي:

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق الشبان الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعرب العزل، الذين هبوا لمناسبة 15 أيار، الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين، باطلاق النار عليهم بشكل متعمد مما أدى الى سقوط 13 شهيداً (10 في جنوب لبنان واثنان في الجولان السوري وواحد في قطاع غزة) وجرح العشرات··

فقد تعمد احياء الذكرى هذا العام بالدم العربي مجدداً، في يوم الوفاء لفلسطين، حيث توحدوا تحت عنوان: <الشعب يريد العودة إلى فلسطين>، حيث ثبتت مجدداً أن الشعب العربي لا زال محتضنًا للقضية الفلسطينية، على اعتبارها قضية الشعب المركزية، وأن احياءه الذكرى هذا العام تميز عن السنوات السابقة وبهذا الزخم، إنطلاقاً من:

- التحركات الشعبية التي شهدتها العديد من البلدان العربية، التي أدت إلى سقوط بعض الأنظمة، وإستمرار التحركات في بلدان عديدة·

- إعطاء ثمار إيجابية للحراك للشعب الفلسطيني، الذي أعطى دفعاً لتحقيق المصالحة الفلسطينية، التي أنهت أربع سنوات عجاف من الإنقسام الفلسطيني، الذي أضرّ بالقضية الفلسطينية·

- أنها رداً على احتفال الاحتلال الإسرائيلي بذكرى قيام الكيان الصهيوني، وللتأكيد على التمسك بحق العودة إلى فلسطين وفقاً للقرار الدولي 194، الصادر عن الأمم المتحدة بتاريخ 11 كانون الأول من العام 1948، والذي ما زال ينتظر تنفيذه·

- أن الدعوات الفلسطينية يتوقع أن تكون في المرحلة المقبلة من أجل استبدال تسمية اللاجئ الفلسطيني بالعائد، تمسكاً بحق العودة، الذي لن يتخلى عنه الفلسطينيون، وقد تجلى ذلك من خلال مشاركة عدد من المسنين الفلسطينيين، الذين ولدوا في فلسطين، وهجروا منها في العام 1948، على المشاركة في هذه النشاطات، وإصطحاب الأحفاد، والتحدث إليهم عن فلسطين الوطن والقضية، والتمسك بحق العودة، وهو ما يضحض مقولة بن غوريون <أن الكبار غداً يموتون والصغار ينسون>، بينما أثبتت الأيام أن الصغار تواقون للعودة إلى فلسطين، وهم الذين لم يروها إلا أمس أو قبل عدة سنوات، فكيف بالكبار الذين أكلوا من خيراتها، وما زالوا يوصون الأبناء والأحفاد بأن يُدفنوا أو تنقل رفاتهم إلى فلسطين بعد تحريرها·

- أن جميع القوى الوطنية والإسلامية والأطياف والهيئات الفلسطينية، شاركوا في المناسبة، وتوحدوا تحت راية العلم الفلسطيني، وقد دفع الحماس بالشباب لرفع الأعلام الفلسطينية فوق الشريط الشائك، مما أثار حفيظة المحتل الإسرائيلي، الذي أطلق النار بإتجاه المواطنين العزل في جنوب لبنان، فأوقع بينهم 10 شهداء و112 جريحاً·

وقد تعمد جنود الاحتلال اطلاق النار على المواطنين، بشكل قاتل، وذلك عبر القنص المتعمد، على الرغم من أن الجيش اللبناني كان يعمل على منع وصول المتظاهرين واعادتهم الى أماكن تجمعهم·

وفي سوريا، اقتحم متظاهرون فلسطينيون خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث وصلوا الى بلدة مجدل شمس المحتلة، متخطين حقول ألغام سابقة، حيث فتحت قوات الاحتلال النار على المتظاهرين مما أدى الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، فيما اعلنت الاذاعة الاسرائيلية انها سلمت الى سوريا عشر جثث لمتظاهرين اثناء اجتيازهم الحدود·

وعمت المسيرات والتظاهرات القدس ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث اندلعت مواجهات بين ناشطين وقوات الاحتلال، وقد استشهد فلسطيني في قطاع غزة وجرح 172 شخصاً بينهم 70 اصابة بالغاز السام·

وعند معبر قلنديا الفاصل ما بين القدس ورام الله، وصل متظاهرون فلسطينيون حيث اطلق عليهم جنود الاحتلال المتمركزون على النقطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، مما ادى الى اصابة العديد من المتظاهرين، وقد اقدم جنود الاحتلال على اعتقال العديد من الشبان الفلسطينيين في عدة مناطق داخل الضفة الغربية· واغلق الاحتلال الضفة الغربية حتى منتصف الليل·

وفي مصر، حرق مئات المتظاهرين العلم الاسرائيلي امام مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة، مطالبين بإنزال العلم الاسرائيلي وطرد السفير·

عباس قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الدماء التي أريقت امس على الحدود السورية واللبنانية الاسرائيلية وفي قطاع غزة والضفة الغربية هي دماء من اجل حرية الشعب الفلسطيني·

وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الفلسطيني بمناسبة احياء ذكرى النكبة <أترحمُ على شهدائنا الذين سقطوا على يد قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي وهم يتظاهرون احياءً لذكرى النكبة داخل الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الحدود السورية واللبنانية>·

واضاف: <إن دماءهم الذكية لن تذهب هدراً فهي دماء سقطت من أجل حرية شعبنا الفلسطيني وحقوقه رحم الله الشهداء والشفاء العاجل ان شاء الله للجرحى>·

وتابع قائلا <أتوجه بالتحية اليكم جميعاً وأنتم تشاركون في مبادرات وفعاليات مختلفة احياء لذكرى النكبة التي حلت بشعبنا عام 1948 فتؤكدون بذلك للقاصي والداني أن الحق أقوى من الزمن وأن ارادة الشعوب أبقى وأقوى من جبروت القوة الغاشمة والاحتلال>·

من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي التقى بممثلين من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في رام الله ان يوم 15 ايار هو يوم لاتحاد الفلسطينيين·

نتنياهو بالمقابل شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل مصممة على الدفاع عن حدودها بعد حوادث دامية على الحدود مع سوريا ولبنان خلال تظاهرات في ذكرى النكبة الفلسطينية ادت الى سقوط 12 قتيلا على الاقل وقال نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام <لقد اعطيت الامر للجيش بالتصرف باكبر قدر من ضبط النفس لكن ايضا مع تجنب ان يتم اقتحام حدودنا بالقوة>·

واضاف: <نأمل ان التهدئة والهدوء سيعودان سريعا· لكننا مصممون على حماية حدودنا وسيادتنا>·

وفي تصريحه المقتضب، اعتبر نتنياهو ان هذه التظاهرات <لا تطالب بحدود العام 1967 بل تتضمن تشكيكا بوجود اسرائيل بالذات>·

وانتقد نتنياهو اعداء اسرائيل الذين <يحيون ذكرى النكبة اي الكارثة التي شكلها بنظرهم انشاء اسرائيل>·

 

تقرير إخباري
63 عاماً على نكبة 1948
من متغيّرات الثورات إلى تحوّلات <العودة الحقّة>

قبل 63 عاماً من اليوم، لجأ من أرض فلسطين، الى الدول المجاورة: لبنان، سوريا، الأردن، ما يقارب من نصف مليون فلسطيني، (و600 ألف وفقاً لإحصاءات شيمون بيريز)·

وفي صميم المشهد التاريخي أن الحكومات العربية، تحت ضغط الرأي العام العربي، قررت في إجتماع دمشق في 12 نيسان عام 1948:

<الزحف إلى فلسطين، عسكرياً، ودخولها بعد أن يتم الجلاء البريطاني عنها، والحؤول دون إستيلاء الصهيونيين على مقدراتها، وطرد أهاليها العرب من ديارهم>·

هذه هي الواقعة التاريخية الشهيرة، التي يمكن الانطلاق منها لرؤية ما حصل لاحقاً، وكيف انقلب السحر على الساحر، وتشكّلت كيانات، وطُرد شعب آمن، مسالم من أرضه، وغرقت المنطقة العربية بحروب بدأت ولم تنتهِ·

بين هذا التاريخ والـ 15 أيار من العام نفسه كانت المواجهات العسكرية بين فرق <الهاغانا> الصهيونية والمقاومة العربية قد استعرت، وكانت قوات الانتداب البريطاني، توفّر الغطاء لفرق الأرغون والهاغانا العسكرية لقضم المدن العربية الواحدة تلو الأخرى من جبل الكرمل إلى حيفا ويافا وقطاع القدس··

قبل انتهاء الإنتداب بيومين أي في 12 أيار أعلنت الجامعة العربية قبولها بوقف النار، واعتصمت الوكالة اليهودية بالصمت·· وما إن تم إنزال الأعلام البريطانية عن المباني الرسمية في القدس صبيحة 14 أيار 1948، حتى تغلبت قوات الهاغانا والأرغون على القوات العربية، متوقفة عند العجز عن الوصول إلى الساحل فتل أبيب، واختراق الحصار المضروب على الحي اليهودي داخل القدس القديمة·

عند الساعة الرابعة من بعد ظهر 14 أيار 1948، وقف بن غوريون أمام أعضاء المجلس القومي اليهودي، في تل أبيب ليُعلن قيام الدولة اليهودية في فلسطين من دون ذكر لحدود هذه الدولة من أرض فلسطين المحتلة·· ووضع الخطة <دال> للإستيلاء على فلسطين بكاملها·· مع القرار العربي بالتدخّل العسكري لمواجهة عصابات الهاغانا والأوراغون، ولفرض استقلال عربي لفلسطين بعد مغادرة الإنتداب البريطاني، خرج الفلاح والعامل والمواطن الفلسطيني من أرضه، ولفترة قد لا تتجاوز الـ 48 ساعة، ريثما يتم تطهير الأرض الفلسطينية من العصابات اليهودية، التي سرعان ما تحوّلت إلى جيش الدفاع الاسرائيلي، الذي خاض أكثر من ستة حروب مع العرب، منذ العام 1948، إلى أيامنا هذه·

نشأت قضية اللاجئين، منذ 63 عاماً، ويضع شيمون بيريز رئيس الدولة الاسرائيلية، التي تطمح لأن تتحوّل إلى دولة عبرية (Etathebreus) كما يروّج الإعلام الصهيوني والغربي - الأوروبي المرتبط به، التبعة في نشأة هذه القضية، التي ليس بإمكان <إنسان عاقل أن يظل غير مبالٍ بمأساة اللاجئين> على حدّ تعبيره، في كتابه (الشرق الأوسط الجديد) على الزعماء العرب، لأنهم طلبوا من السكان مغادرة مناطق المعارك·

ويزعم الرئيس الاسرائيلي، الهرم، والذي يعرفه اللبنانيون والفلسطينيون، جيّداً، بأنه أحد أخطر الشخصيات الدموية في تاريخ الكيان، وبشهادة مجزرة قانا في 18 نيسان عام 1996، وبوصفه أحد المقرّبين من بن غوريون رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع وقتها، بأن الأخير لم <يُصدر أمراً بطرد الناس من أراضيهم>··

كانت حصة لبنان، من هؤلاء اللاجئين، الذين صاروا <أمّة> في المنفى بإحصاء عام 1966، 162.199 ألف لاجىء، وفي أول تموز 1969 ارتفع العدد إلى 181.517 ألف لاجئ، توزعوا بين المدن اللبنانية والمخيمات·· وتقدّر الاحصاءات غير الرسمية، العدد حالياً بأنه يتراوح بين 450 ألف ونصف مليون·

وبصرف النضر عن الإجماع اللبناني على رفض التوطين في مؤتمر الطائف عام 1989، فإن الموقف التاريخي للبنان منذ العام 1949، ينطلق من نقطتين:

1- ضرورة منح قضية اللاجئين أولوية على جميع القضايا الأخرى، لأسباب إنسانية وسياسية·

2- التمسك بحل مشكلة اللاجئين على أساس اعتراف اسرائيل بقرار الأمم المتحدة بهذا الخصوص، وهو الفقرة الثانية من قرار 11 كانون الأول 1948، الذي يعطيهم حق العودة إلى ديارهم··

ومن باب إنعاش الذاكرة، ليس إلا، فإن الفقرة المذكورة تنصّ على ما يلي: <يُسمح لمن يرغب من اللاجئين بالعودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم أمّا الذين لا يرغبون بالعودة إليها، فتدفع إليهم تعويضات بمقتضى القوانين الدولية، ويُدفع كذلك تعويض إلى من أصابهم الضرر في ممتلكاتهم، وعلى لجنة التوفيق تسهيل أمر إعادة السكان واستقرار اللاجئين·

بعد 63 عاماً، لم ينجح أحد في إعادة الفلسطينيين اللاجئين إلى ديارهم، لا لجنة التوفيق الدولية، ولا الحروب العربية الخاسرة، ولا حتى اتفاقيات أوسلو عام 1991، وما تلاها، بل أن الفرصة التي بزغت مع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، من جرّاء عقود من المقاومة المسلحة، والانتفاضات الشعبية، بقيت عاجزة عن وضع الملف بقوة على الطاولة··

إن المشهد الرائع، في بلدة مارون الراس، المحاذية لبلدات اللاجئين الفلسطينيين وقراهم ومدنهم من الجليل الأعلى إلى الداخل الفلسطيني، هو أول الغيث في المسيرة الطويلة، لإسقاط الحدود الفاصلة والشائكة، التي تمنع هؤلاء من العودة إلى ديارهم··

المسألة الحاصلة الآن <الأحد في 15 أيار 2011) تعادل:

1- انطلاق المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين في أول العام 1965··

2- الانتفاضات الفلسطينية المتكررة منذ نهاية الثمانينات بوجه سلطات الاحتلال، والتي أسفرت عن الانسحاب من غزة بالكامل، وتوقيع الاتفاقيات الممهدة لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة··

وبصرف النظر عن دور الحكومات والأنظمة والمنظمات الحزبية والرسمية وسواها، فإن أصوات الحناجر الهادرة، من أعماق التاريخ الفلسطيني، على مرمى حجر من أرض الأجداد والآباء، تطالب بالعودة، فالشعب يريد العودة إلى أرضه·

هكذا تسقط نظرية الأجيال لدى قادة اسرائيل الراحلين والباقين، أن مرور الزمن لا يشكّل تقادماً (Prescription) مُسقطاً لحق العودة··

من وحي الثورات العربية، تتشكل مرحلة جديدة بإرادة شعبية، لعلّها قادرة، على إنتاج مواجهة من نوع آخر، وبصرف النظر عن الحسابات السياسية، والتوازنات، والظروف الموضوعية والذاتية·· فإن مساراً، بدأ على خط العودة إلى الديار، من الحدود المصطنعة، التي سيأتي الوقت، وتسقط كما الأنظمة الفاسدة والخائرة في عموم الأرض العربية·

 


 

 

 

سليمان والحريري وميقاتي تابعوا تطورات مارون الراس مباشرة من قائد الجيش
إدانة لبنانية رسمية للجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل على الحدود وشكوى لمجلس الأمن
تقدم لبنان، عبر بعثته الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بشكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، على خلفية قيام هذه الأخيرة بقتل وجرح عدد من المدنيين الفلسطينيين العزل المحتشدين في بلدة مارون الراس في ذكرى النكبة·

واعتبر لبنان أن هذا الإعتداء يشكل عملا عدوانيا ويؤكد مجددا على انتهاك إسرائيل للسيادة اللبنانية واستهتارها بقرارات الأمم المتحدة· وطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والضغط على إسرائيل من أجل حملها على الإقلاع عن سياستها العدوانية والإستفزازية تجاه لبنان وتحميلها مسؤولية قتل المدنيين والإعتداء عليهم·

سليمان

وشجب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لامعان اسرائيل في خرق حقوق الانسان ومواجهة التحركات السلمية للمواطنين العرب بالرصاص والتي أدت الى استشهاد وجرح العشرات·

وفي هذا الاطار، دان سليمان الممارسات الاسرائيلية الاجرامية ضد المدنيين المسالمين في جنوب لبنان والجولان وفلسطين، والتي أدت الى استشهاد عشرات الابرياء وإصابة المئات بجروح برصاص جنود العدو، واضعا هذا التصرف برسم المجتمع الدولي، ولا سيما من خلال قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب·

وتلقى سليمان اتصالا من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان تناول التطورات الراهنة جنوبا مؤكدا وقوف قطر الى جانب لبنان·

وكان سليمان تابع مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، عن كثب، تطورات الاوضاع في الجنوب والتدابير والخطوات التي يتخذها·

كذلك اطلع رئيس الجمهورية من العماد قهوجي على تفاصيل الوضع في الشمال وما يقوم به الجيش حيال ما هو حاصل هناك·

الحريري

بدوره، رأى الرئيس الحريري في بيان انه <من حق الشعب الفلسطيني على أمته العربية وعلى جميع الأمم التي تؤمن بحق الشعوب بالحرية والكرامة وتقرير المصير أن يشعر بالتضامن الكامل مع قضيته المقدسة في هذا اليوم، ذكرى مرور 63 عاما على نكبة فلسطين>·

وقال: إن حق إخواننا الفلسطينيين بالعودة إلى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، هو قاعدة أساس من قواعد العمل العربي المشترك، الذي يلتزمه لبنان ويجمع عليه بكافة أطيافه السياسية والوطنية، وهذه مناسبة للتأكيد على هذا الحق، ولمطالبة المجتمع الدولي بالعمل الجاد لتحقيق هذا المطلب وإقامة سلام عادل على أساس المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من بيروت·

اضاف: ولا يسعنا إلا أن نسجل في هذا اليوم إدانتنا واستنكارنا الشديدين لإمعان إسرائيل في خرق حقوق الإنسان ومواجهة التحركات السلمية للمواطنين العرب في لبنان والجولان وفلسطين بالقتل والإجرام·

وشدد على ان لبنان الذي يبقى ملتزما بالقرارات الدولية، وبخاصة القرار 1701، يعتبر قيام إسرائيل بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين على حدودنا الجنوبية هو عدوان سافر وغير مقبول، ونحن نحمّل المجتمع الدولي وقوات الأمم المتحدة المنتشرة في الجنوب مسؤولية محاسبة إسرائيل على الجريمة التي أودت بأرواح 4 شهداء وأصابت العشرات، جراء إطلاق النار بوحشية عليهم·

وأجرى الحريري إتصالات مع كل من الرئيس سليمان وقائد الجيش لمتابعة التطورات الميدانية في الجنوب والتشاور في الموقف الواجب منها لتوفير مقتضيات السلامة والدفاع عن السيادة الوطنية·

ميقاتي

من جهته، قال الرئيس ميقاتي: <لم تكن إسرائيل في حاجة الى تأكيد غطرستها ووحشيتها ، لكنها تعمدت تحدي العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بممارساتها العدوانية، التي كرستها اليوم بالرصاص القاتل على المتظاهرين العزل الذين طالبوا بتطبيق قرارات الامم المتحدة، لتكتب بدماء الشهداء والجرحى الذين إستهدفتهم رسالة الى كل العالم أنها فوق المساءلة والمحاسبة والادانة>·

ورأى ان العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان يؤكد مرة جديدة أن هذا العدو لا يمكن أن يعيش ويستمر على أرض فلسطين الا بالقتل والتهجير وتهديد المحيط · كما أنه يؤكد ،بما لا يقبل الشك، أن وهم الاطمئنان اليه ليس سوى سرابا يغلف غدره·

واعتبر ان جرائم إسرائيل التي تكررت على شكل مجازر تدفعنا الى مناشدة الأخوة الفلسطينيين تعزيز مصالحتهم في مواجهة المؤامرة على القضية الفلسطينية· كما أنها يجب أن تحفز اللبنانيين على التنبه الى الخطر الاسرائيلي المستمر على لبنان وتدفعهم الى تقديم الوحدة الوطنية على ما عداها من قضايا، أيا تكن درجة أهميتها>·

وكان الرئيس ميقاتي اطلع من قائد الجيش على الوضع في منطقة مارون الراس وعلى التدابير الميدانية التي إتخذها الجيش اللبناني·

ودان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي العمل الإجرامي التي اقترفته إسرائيل عبر استهدافها للمدنيين العزل· واعتبر أن هذا الإعتداء يؤكد على الطبيعة العدوانية لإسرائيل التي لم تتورع عن الإستعمال المفرط للقوة ضد المدنيين منتهكة بشكل صارخ القوانين والأعراف الدولية لاسيما القانون الدولي الإنساني

·

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,344,017

عدد الزوار: 6,987,774

المتواجدون الآن: 66