جنبلاط :الثورات فرصة لتلبية تطلعات الشعوب

إنذار فيلتمان بعقوبات شاملة يُفاجئ المسؤولين

تاريخ الإضافة الأحد 22 أيار 2011 - 5:32 ص    عدد الزيارات 2715    القسم محلية

        


إنذار فيلتمان بعقوبات شاملة يُفاجئ المسؤولين
سليمان يتحفّظ وبري يتوارى وميقاتي قلق وهدية من جنبلاط
شيباني يجول على 8 آذار ويحاول ربط لبنان بسوريا وإيران

السؤال الذي فرض نفسه، في ضوء ما تناهى من معلومات، او ما أتيح الحصول على ما دار داخل الاجتماعات المغلقة مع الديبلوماسيين الاميركي والايراني، جيفري فيلتمان ومحمد رضا شيباني، هل يستمر <الستاتيكو اللبناني الذي ظاهره استقرار ملحوظ، وباطنه غليان بين القوى السياسية والتيارات النيابية الموزعة بين 8 و14 آذار؟ أم يؤدي الضغط على الساحة اللبنانية الى إلحاق البلد وأهله واستقراره في اجواء الغليان التي تعصف بالمنطقة؟

تقرير دبلوماسي عن النقاط الساخنة في محادثات فيلتمان
خطوط حمراء وصفراء من الحدود الجنوبية إلى الحدود الشمالية
<تعاطي لبنان مع النازحين السوريين يجب أن يخضع للاتفاقات الدولية>
بينما كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا جيفري فيلتمان - الذي يتشاءم سياسيو قوى 8 آذار من قدومه إلى لبنان - يجول على عدد من القيادات اللبنانية حاملاً رسالة تُجسّد معالم السياسة الأميركية الجديدة في تعاملها مع التحوّلات التي شهدتها المنطقة، ومن ضمنها لبنان، كان الناطق الرسمي باسم السفارة الأميركية في بيروت راين غليها يلتقي ثلة من الصحافيين لتأكيد مضامين ما رسمه خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما حول الشرق الأوسط، والموقف الذي سينقله فيلتمان من التطورات في لبنان·

فعلى رغم غياب لبنان عن خطاب أوباما، نظراً إلى أن تركيزه كان على الدول التي تشهد <ثورات> راهناً، فإنه حَضَر في النقاش الأميركي من زاوية تأثره بالتحوّلات الجارية حوله وانعكاسها عليه من موقع ارتباط لبنان الإقليمي وسقوطه كلياً في الفلك السوري - الإيراني بعد الإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري·

يومها قالت واشنطن ومعها المجتمع الدولي أن موقفها من حكومة لبنان يتحدّد على أساس التركيبة الحكومية والبيان الوزاري ومدى التزام لبنان بالقرارات الدولية· ولم يتغير المسار الأميركي تجاه البنود الثلاثة، لكنه حمل بندين جديدين هما الوضع في سوريا والحدود اللبنانية - الإسرائيلية، في ضوء التطورات المستجدّة بعد الثورات العربية التي قرعت باب سوريا اللاعب الإقليمي الأساسي في الورقة اللبنانية، وتلويحها بقدرتها وحلفائها على استخدام المفاتيح التي بحوزتها من الجنوب إلى الجولان إذا ما اشتدت الضغوطات عليها من الداخل والخارج·

وفيما بدا واضحاً أن واشنطن تركت الباب مفتوحاً أمام دمشق من خلال تأكيد أوباما أن بمقدور الرئيس السوري قيادة التحوّل السياسي أو الإفساح في المجال أمام غيره، وإشارته إلى أن الولايات المتحدة ستدعم الدول التي تتحمل المخاطر التي يستلزمها الإصلاح، كان الدبلوماسي الأميركي يُشرّح الأسباب الكامنة وراء عدم اتخاذ الإدارة الأميركية إجراءات بحق النظام السوري حتى الآن مماثلة لما اتخذته في حق النظام الليبي، والتي تعود إلى غياب الإجماع العربي والإجماع الدولي حول كيفية التعامل مع النظام السوري، مما يُقيّد يد واشنطن وحلفائها، وهو الأمر الذي دفعها إلى سلوك درب العقوبات التي طاولت الرئيس نفسه، وكإجراء قلما تلجأ إليه الإدارة الأميركية في حق رئيس لا يزال في السلطة، وهي عقوبات مرشحة للتصاعد أكثر إذا لم تسلك دمشق درب الإصلاح المُوجع <والاستماع إلى إرادة شعبها>· فهذه من المبادئ الأساسية التي حددها خطاب أوباما، إذ على الشعوب أن ترسم مستقبلها بنفسها وهي بذلك سترسم خريطة شرق أوسط جديد، وستلقى الدعم الأميركي لأن مصالح أميركا ليست مجافية لآمال الشعوب في تحقيق الإصلاح والديمقراطية والحرية بل هي أساسية لها·

وما لم يتناوله الدبلوماسي الأميركي في الدردشة الصحافية حول البندين الجديدين الطارئين اللذين ملأا حقيبة فيلتمان، كشفته مصادر مطلعة بحيثياته وعناوينه العريضة·

1 - الحدود اللبنانية - الإسرائيلية: هذا البند استأثر بنقاش على خلفية معلومات وتقارير لدى الإدارة الأميركية من أن الجيش اللبناني سهّل مهمة وصول الشبان الذين احتشدوا عند نقطة الحدود في مارون الراس، وأن واشنطن ترغب باتخاذ قرار يحول دون تجدّد ما حدث في الخامس عشر من أيّار الماضي في ظل تحضيرات تجري لتكرار هذا المشهد في السابع من حزيران المقبل، الذي يلي نكسة الخامس من حزيران 1967، وإلا اعتبرت أن لبنان يخرق القرار الدولي 1701، الأمر الذي يُعرّضه إلى عقوبات لا تقتصر على تجميد المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، بل يمكن أن تطاول برامج وخطط موضوعة بين الجانبين اللبناني والأميركي· والأخطر من ذلك إمكان وصولها إلى حدّ حرمان لبنان من حقه في الثروة النفطية في المياه الإقليمية قبالة الشواطئ اللبنانية والتي هي موضع مفاوضات بين لبنان وقبرص وإسرائيل· وكان نائب المبعوث الأميركي للشرق الاوسط فردريك هوف قد طرح، خلال زيارته الأخيرة لبيروت، مسألة تحديد الحدود البحرية اللبنانية - الإسرائيلية على خلفية الملف النفطي المستجد·

2 - البند السوري: الرسالة الأميركية التي أبلغ شقها الأوّل فيلتمان إلى القيادات اللبنانية تضمنت تأكيداً أن الفرصة أمام الأسد لا تزال قائمة على رغم العقوبات الأميركية والأوروبية، فيما شدّدت في شقها الثاني على وجوب عدم تحويل الحدود اللبنانية - السورية إلى بؤر توتر من شأنها أن تنعكس على الداخل اللبناني، وعدم انزلاق لبنان إلى تبنّي وجهة النظر السورية في ما يتعلق بالنازحين إلى أراضيه، والتعامل مع هؤلاء وفق المواثيق والأعراف الدولية التي تدعو إلى توفير الملاذ الآمن للهاربين من العنف والقتال، ولا سيما المدنيين منهم·

ولعلها ليست من قبيل الصدفة أن تتزامن زيارة الموفد الأميركي مع زيارة نائب وزير الخارجية الإيرانية محمّد رضا شيباني إلى بيروت، حيث كان الأوّل يرسم الحدود الفاصلة بين المقبول والمرفوض أميركياً في سياسة لبنان إزاء ما يجري في المنطقة، في وقت كان الثاني يضع الخطوط المعاكسة للسياسة الأميركية في أخطر مواجهة إقليمية - دولية في المنطقة، كانت تتطلب من لبنان أن ينأي بنفسه عنها وينصرف إلى تدعيم أساسات استقراره الهش بحكومة متماسكة وجامعة

· رلى موفّق


 

 فيلتمان ينقل رسالة للمسؤولين وجنبلاط <الثورات فرصة لتلبية تطلعات الشعوب
للحفاظ على أمن حدود قوي للبنان لمنع التأثير سلباً على أمن المنطقة>
نقل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيفري فيلتمان رسالة فحواها أن الولايات المتحدة تنظر إلى الثورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها فرصة تاريخية لتلبية تطلعات شعوب المنطقة، وجدد تأكيد موقف بلاده أن المجتمع الدولي سوف يقيم علاقة مع أي حكومة جديدة في لبنان على أساس تركيبة مجلس الوزراء المقبل والبيان الوزاري، والاجراءات التي ستتخذها الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، والتزامات لبنان الدولية الأخرى·
 

جال فيلتمان على عدد من المسؤولين اللبنانيين أمس فزار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتم عرض للأوضاع في المنطقة في ضوء ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما من نقاط وتوجهات السياسة الأميركية حيال بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا·

وأكد سليمان أهمية الاستقرار في دول المنطقة وأن يتم تشجيع خطوات الاصلاح التي تقوم بها هذه الدول في شتى المجالات، وشدد على وجوب أن تقوم الولايات المتحدة بدور جدي والدفع بصورة عملية من أجل إحقاق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط·

ميقاتي

وزار فيلتمان الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في دارته في حضور الوفد المرافق والسفيرة الأميركية مورا كونيللي·

وتطرق ميقاتي خلال اللقاء إلى مبادرة أوباما للسلام التي أعلنها في خطابه، مشيرا الى أنها تحتاج الى بعض التوضيح ولا سيما في النقاط التي لم يعرض أوباما آلية لتنفيذها· وأشار الى أن المهم أن تتوافر لدى الرئيس الأميركي إرادة جدية للحل لا أن تتراجع على غرار ما كان يحصل مع الرؤساء الاميركيين سابقا·

أضاف: ما يتمناه محبو السلام في دول الشرق الأوسط المعنية بالصراع العربي- الاسرائيلي أن يترجم كلام الرئيس الاميركي أفعالا على أرض الواقع من خلال خطوات عملية تحقق السلام العادل والشامل والدائم· وما لفتنا في خطاب الرئيس أوباما أيضا هو عدم التطرق الى موضوع حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم، وهو الامر الذي يعنينا نحن اللبنانيين بالدرجة الاولى، وتؤكده قرارات القمم العربية المتتالية منذ قمة بيروت عام 2002، علما أن أي مبادرة سلام يجب أن تلحظ عنوانا أساسيا لها هو تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، لان مثل هذا السلام هو الذي يحقق الاستقرار المبني على حق الدول العربية في استعادة أراضيها المحتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة·

وتمنى أن تكون سياسة الولايات المتحدة داعمة لوحدة اللبنانيين وتضامنهم لانهما المفصل لبقاء لبنان دولة حرة، سيدة، مستقلة وديمقراطية·

وأوضح ميقاتي أن توجهه في تشكيل الحكومة منذ اللحظة الاولى لقبوله قرار التكليف هو قيام حكومة وطنية، منتجة، فاعلة وتلبي طموحات اللبنانيين، وتكون قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والاقليمية والدولية في ظل ما يجري من تطورات، ولا يزال هذا التوجه هو القاعدة التي تحكم مواقفه، علما أن تشكيل الحكومة مسؤولية لبنانية وفعل إرادة وطنية صرفة

· جنبلاط

كذلك زار فيلتمان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو·

السنيورة

ثم زار فيلتمان رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه في السادات تاور وتم عرض الأوضاع العامة والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة·

بيان السفارة

وفي وقت لاحق وزعت السفارة الاميركية بياناً عن زيارة فيلتمان الى لبنان أفادت فيه أن فيلتمان زار لبنان لنقل رسالة فحواها أن الولايات المتحدة تنظر الى الثورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها فرصة تاريخية لتلبية تطلعات شعوب المنطقة، ولبناء أسس أقوى للازدهار ولإظهار ثمار التغيير الديمقراطي للناس· وخلال زيارته، عقد فيلتمان لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم الرؤساء سليمان، ميقاتي، السنيورة، وجنبلاط·

أضاف البيان: مرددا صدى رسالة خطاب الرئيس أوباما حول الشرق الأوسط، أوجز مساعد وزيرة الخارجية موقف الولايات المتحدة من التغيرات الديمقراطية التي تجتاح المنطقة من خلال دعم واضح وثابت لمجموعة من المبادئ الأساسية: معارضة استخدام العنف والقمع، وحماية حقوق الانسان الاساسية العالمية بما في ذلك حق حرية التعبير والتجمع السلمي وحرية المعتقد الديني والمساواة بين الرجل والمرأة، وتقديم الدعم من أجل تغيير سياسي واقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكنه تلبية التطلعات المشروعة للشعوب في جميع أنحاء المنطقة·

وأعاد فيلتمان تأكيد موقف الولايات المتحدة أن المجتمع الدولي سوف يقيم علاقته مع أي حكومة جديدة في لبنان على أساس تركيبة مجلس الوزراء المقبل والبيان الوزاري والإجراءات التي ستتخذها الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والتزامات لبنان الدولية الأخرى· وشدد مجددا على أن الولايات المتحدة تعتبر تركيبة حكومة لبنان قرارا لبنانيا حصريا، ودعا جميع الأطراف في لبنان الى حماية عملية تشكيل الحكومة من أي تدخل خارجي·

وأعرب عن قلق الولايات المتحدة الجدي إزاء أعمال العنف الجارية في سوريا، مدينا استمرار الحكومة السورية باستخدام العنف والترهيب ضد الشعب السوري· ودعا النظام السوري ومؤيديه الى الامتناع عن مزيد من أعمال العنف وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين السوريين السَّاعين للتعبير عن تطلعاتهم السياسية· وعبر أيضا عن قلق الولايات المتحدة من تقارير حول اضطرار مدنيين سوريين الى الفرار الى ملاذ آمن داخل لبنان، ودعا الحكومة اللبنانية الى العمل مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية الأخرى، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لتوفير الحماية للمواطنين السوريين الذين يفرون من العنف في سوريا·

وأشار فيلتمان الى قلق الولايات المتحدة من احداث الخامس عشر من أيار على حدود لبنان الجنوبية· وشدد على أهمية الحفاظ على أمن حدود قوي على كل حدود لبنان من أجل منع الحوادث التي تزيد حدة التوترات التي يمكن أن تؤدي إلى وقوع إصابات وتؤثر سلبا على أمن المنطقة·

وفي حديث إلى الـ <ال بي سي> شدد فيلتمان أن بلاده خارج مسار تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أن بلاده لا تطلق أحكاماً مسبقة وتنتظر ولادة الحكومة للاطلاع على تركيبتها وعلى بيانها الوزاري، كما تطلع إلى التزاماتها الدولية ولا سيما القرار 1701·

وأشار فيلتمان إلى أنه طلب موعداً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلا أن مكتبه الإعلامي أبلغه بأن بري خارج لبنان

· وأوضح أن أسباب زيارته إلى لبنان تعود إلى التحركات التي تشهدها المنطقة حيث طلب منه البيت الأبيض المجيء لإبلاغ القادة اللبنانيين مبادئ الولايات المتحدة الأساسية وهي حقوق الإنسان وحرية التعبير والتشديد على المجتمع المدني·

وعن المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، لفت إلى أن بلاده تريد الاستمرار في مساعدة الجيش وتقويته ليتمكن من المحافظة على الاستقرار على جميع الأراضي اللبنانية·

وعن الأوضاع في سوريا، رأى أن من مصلحة لبنان والمنطقة أن يكون في سوريا تحترم حقوق الإنسان، معتبراً أن أفضل طريقة لإبقاء لبنان بعيداً عن الأحداث في سوريا هي البدء بالإصلاحات في دمشق·

وعن الأحداث الأخيرة في مارون الراس، أمل فيلتمان عدم استخدام الفلسطينيين لصرف النظر عما يجري في سوريا·

 

جولة أميركية ? إيرانية في لبنان·· والرسالة تبقى واحدة: <سوريا>
واشنطن تلوّح بعقوبات إذا تورط الجيش في تسهيلات على الحدود الجنوبية
منال زعيتر: حمل توقيت زيارة المبعوثين الايراني والأميركي الى لبنان في هذه المرحلة الدقيقة أكثر من تساؤل وعلامة استفهام حول حيثيات هذه الجولة الاقليمية - الدولية لا سيما وأن النتائج المتوخاة من الزيارتين قد لا تصب في مصلحة ولادة الحكومة في المدى المنظور، ولقد اصبح من الواضح بعد الاحداث التي ضربت العمق السوري أن المنطقة العربية برمتها مقبلة على استحقاقات مصيرية وأمنية يشكل لبنان محورا أساسيا في تحديد وجهتها نظرا لترابطه مع سوريا في محور ممانعة اختبرت اسرائيل قدرته العسكرية عام 2006 وقدرته الشعبية والثورية في 15 أيار 2011 على جبهتي الجولان والجنوب اللبناني، وبالتالي اصبح لزاما على الاميركي اعادة قراءة الحسابات الاستراتيجية والأمنية الاسرائيلية في المنطقة وعلى الايراني تأكيد التزامه نهجا وفعلا في دعم خط الممانعة مهما زادت الضغوطات الداخلية والخارجية وعلت الاصوات المطالبة بتضييق الخناق على الادارة السورية وقادتها وفي مقدمهم الرئيس الدكتور بشار الأسد·

ويرى متابعون سياسيون بأن الاولوية اليوم لدى الادارة الأميركية تتمثل بحماية أمن اسرائيل وخلق بيئة خصبة لكسر حلقة الممانعة الايرانية ? السورية ? حزب الله ? حماس وتجيير الثورات العربية خدمة للمشروع الأميركي في صنع شرق اوسط جديد يتناسب مع رؤيتها الاقتصادية والسياسية لمستقبل العلاقة مع العرب، ولكن لماذا دوما يتم اختيار المنبر السياسي اللبناني لتوجيه رسائل الى كل المحيط العربي؟

يؤكد قطب اكثري على أن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان تأتي في سياق استكمال الهجمة الأميركية على السوريين في محاولة منهم لتضييق الخناق على الرئيس الاسد عبر إفشال أي تقدم على خط تشكيل الحكومة اللبنانية وبالحد الأدنى وضع المزيد من القيود على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لاجباره على عدم التجاوب مع مطالب حلفاء دمشق في لبنان لا سيما <حزب الله> بما يعني ذلك من خطورة تشكيل حكومة <اللون السياسي الواحد> ببيان وزاري لا يحفظ المحكمة الدولية والتزامات لبنان كما يزعمون مع المجتمع الدولي هذا اولا، أما على صعيد تأمين الجبهة الجنوبية فإن الاميركيين حذروا الجهات المسؤولة من مغبة تورط الجيش اللبناني في تسهيل أي فلتان أمني قد تشهده الحدود مع فلسطين المحتلة بما يترتب على هذا الموقف من عقوبات اقتصادية وسياسية على مرافق اساسية في البلد وعلى شخصيات لبنانية كتلك التي فرضت على الايرانيين والسوريين، وقد لا تستثني الادارة الاميركية التلويح بالتضييق على لبنان لحرمانه من استثمار ثروته النفطية اذا تدخل عسكريا في أي مواجهة مباشرة محتملة بين سوريا واسرائيل، وتبقى الولايات المتحدة الاميركية حريصة على عدم سماح إعطاء لبنان اي ذريعة للجيش السوري لاختراق الحدود الشمالية مع ابداء حرصها على عدم المساس بأمن المواطنين السوريين اللاجئين، على أن تداعيات ونتائج الزيارة الاميركية ستظهر تباعا في الايام القليلة المقبلة وفقا لما ستؤول اليه أمور تأليف الحكومة والوضع على الحدود اللبنانية من الطرفين الجنوبي والشمالي، اضافة الى الصورة السياسية والامنية التي ستستقر عليها الأوضاع في سوريا بعد انجلاء غبار الأزمة الداخلية·

ويبقى الاستغلال الأميركي للوضع اللبناني الهش، في ظل عدم تماسك القادة السياسيين في جبهة موحدة ورقة اساسية في ارساء أي معادلة، وفي تصفية حسابات تفوق طاقة لبنان على الاستيعاب بدءا بابقاء أزمة المراوحة الحكومية الى ما شاء الله <اللهم> الا اذا وعي الفريقين المعنيين بالتأخير لخطورة اللعبة الاميركية المباشرة وغير المباشرة لضرب قوى الممانعة في المنطقة التي تشكل خطرا على امن اسرائيل، ناهيك عن انه منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري 14 شباط 2005، وهناك هجمة ممنهجة لربما غير مباشرة من البوابة اللبنانية على النظام السوري لاضعافه من أجل افساح المجال أمام ارساء نظام عالمي جديد، ولكن تكمن الخطورة اليوم في تخطي الاميركيين سياسة الهجوم غير المباشر بتصويب سهامها مباشرة الى رأس النظام السوري بما لا يترك مجالا للشك بان المنطقة العربية لا سيما لبنان وسوريا مقدمة على اختبار عسكري واستنزاف سياسي صعب اذا قرر الاسد و>بحسب بعض زوار دمشق> الى التخلي عن هدوئه وفتح الباب على مصراعيه امام مواجهة عسكرية مباشرة قد يضطر الى خوضها في أي لحظة···

 


 

وفي غمرة هذا السؤال العريض تبقى الحكومة اللبنانية معلقة بين من تسميه قيادة <حزب الله> مشروعاً أميركياً - اسرائيلياً، ومشروع مقاومة، وحاجة لبنان الى حكومة تسير الاعمال وتثبت الاستقرار وتبعد <شبح النارين>، النار الآتية من الجنوب والنار الملتهبة في الشمال·

في هذا الاطار، تؤكد مصادر قيادية في الاكثرية الجديدة ان الوقت المسموح به لتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بدأ ينفد· وترى هذه المصادر ان على كل الاطراف ان تقدم تنازلات موجعة لتثبيت وضع البلد في ضفة الاستقرار، ولادارة الخلافات الداخلية من زاوية استراتيجية، وليس بحسابات تكتيكية ظرفية·

لكن مصادر ديبلوماسية أعربت عن خشيتها من طبيعة المطالب والمطالب المضادة التي سمعها كبار المسؤولين من الديبلوماسيين الاميركي والايراني، واللذين اتفقا على عبارة واحدة بالرغم من اختلافاتهما الكبيرة وهي ان <بلاد كل منهما مع حكومة لبنانية بلا تدخل خارجي>·

واكدت هذه المصادر ان مهمة السفير جيفري فيلتمان تركزت على فصل لبنان عن الحراك داخل سوريا، فيما تركزت مهمة السفير شيباني على التنسيق بين الاطراف الثلاثة ايران، سوريا وحزب الله وحلفائه·

وفي معلومات <اللواء> الخاصة، ان فيلتمان نقل ما يشبه الانذار العسكري والاقتصادي والسياسي الى المسؤولين الذين التقاهم اذا ما تجددت التجمعات الشعبية في مارون الراس او سواها من القرى المحاذية لشمال دولة الاحتلال (اسرائيل)، او اذا تشكلت حكومة كانت اليد الطولى فيها لحزب الله، واذا لم تلتزم الحكومة المزمع تشكيلها برئاسة الرئيس ميقاتي بند المحكمة الدولية والتعاون المالي واللوجستي والعدلي مع المحكمة في البيان الوزاري·

وكشفت مصادر المعلومات ان وقعاً سيئاً لسياق الانذار الديبلوماسي والذي سبق في معرض التنبيه، وفي معرض الدفاع عن تجاهل الرئيس الاميركي باراك أوباما لحقوق لبنان في التسوية، بما في ذلك حقه في إعادة الفلسطينيين اللاجئين على ارضه الى ديارهم، أرخى بثقله على محادثات فيلتمان، ولا سيما عند اشارته إلى تسهيل الجيش اللبناني للفلسطينيين الذين تظاهروا عند الحدود يوم الأحد الماضي في ذكرى النكبة، وتحذيره من مغبة تورط الجيش في أي فلتان أمني قد تشهده الحدود مع فلسطين المحتلة، وكذلك من عدم إعطاء الجيش السوري ذريعة لاختراق الحدود الشمالية، رغم الحرص الذي ابداه فيلتمان بعدم المساس بأمن المواطنين السوريين <الذين يفرون من العنف في سوريا>·

فيلتمان وكان فيلتمان قد أشار بوضوح في البيان الذي وزعته السفارة الأميركية في بيروت عن محصلة لقاءاته أمس، والتي شملت الرئيس ميشال سليمان والرئيس ميقاتي ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط، إلى قلق الولايات المتحدة من احداث الخامس عشر من أيّار على حدود لبنان الجنوبية، مشدداً على أهمية الحفاظ على أمن حدود قوي على كل حدود لبنان من أجل منع الحوادث التي تزيد حدة التوترات التي يمكن أن تؤدي الى وقوع اصابات وتؤثر سلباً على أمن المنطقة>·

وأوضح فيلتمان انه نقل إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة فحواها أن الولايات المتحدة تنظر إلى الثورات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا باعتبارها فرصة تاريخية لتلبية تطلعات شعوب المنطقة، ولبناء أسس اقوى للازدهار، ولاظهار ثمار التغيير الديمقراطي للناس·

وبالنسبة إلى الحكومة، لفت إلى أن واشنطن لا تحكم مسبقاً لا على الحكومة ولا على رئيس الوزراء المكلف، مشيراً إلى أن هذه العملية شأن لبناني، لكنه استدرك بأن على القادة اللبنانيين أن يفهموا ما نريده من الحكومة عند تشكيلها وما هي الخطوات التي ننتظر منها اتخاذها·

وأوضح بيان السفارة أن موقف الولايات المتحدة وكذلك المجتمع الدولي سوف يقيم مع أي حكومة جديدة في لبنان على أساس تركيبة مجلس الوزراء والبيان الوزاري والإجراءات التي ستتخذها الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والتزامات لبنان الدولية الأخرى، مشدداً على أن واشنطن تعتبر تركيبة حكومة لبنان قراراً لبنانياً حصرياً·

سليمان وميقاتي وأوضحت مصادر مطلعة، أن فيلتمان لم يشر في لقاءاته، ولا سيما مع الرئيسين سليمان وميقاتي إلى الوضع الداخلي، مكتفياً بعرض السياسة الأميركية من وجهة نظر الرئيس الأميركي، داعياً إلى دعم الاصلاحات في المنطقة ومنها سوريا التي ركّز عليها مطولاً، متمنياً أن تتم الاصلاحات فيها، وأن تكون برعاية الرئيس بشار الأسد· وهو أبلغ الرئيس ميقاتي الذي أقام على شرفه مأدبة غداء بأنه لم يأتِ إلى بيروت للبحث في الموضوع الحكومي، مكرراً الموقف الذي سبق للسفيرة مورا كونيللي أن شرحته، مشيراً إلى أن هذا الموقف نعلنه بعد تشكيل الحكومة وفي ضوء بيانها الوزاري، فيما أوضح الرئيس المكلّف توجهه لتأليف حكومة وطنية منتجة وفاعلة وتلبي طموحات اللبنانيين، وتكون قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية والدولية، مؤكداً <أن هذا التوجه لا يزال هو القاعدة التي تحكم مواقفه، علماً أن تشكيل الحكومة مسؤولية لبنانية وفعل إرادة وطنية صرفة>، لافتاً نظر فيلتمان الى أن <مبادرة أوباما للسلام تحتاج الى بعض التوضيح وإلى إرادة جدية، وإلى ترجمة على أرض الواقع، رغم أنها لم تتطرق الى حق العودة>·

وأكد الرئيس سليمان من جهته على أهمية الاستقرار في دول المنطقة، وأن يتم تشجيع خطوات الاصلاح التي تقوم بها هذه الدول، مشدداً على وجوب أن تقوم الولايات المتحدة بدور جدي والدفع بصورة عملية من أجل إحقاق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط·

شيباني أما نائب وزير الخارجية الايرانية لشؤون الشرق الأوسط محمد رضا شيباني فقد جدد وقوف بلاده إلى جانب لبنان، آملاً في تشكيل الحكومة اللبنانية بسرعة لمواكبة تطورات الأوضاع في المنطقة وتلبية طموحات اللبنانيين في الداخل·

وقال شيباني الذي نقل دعوة الى الرئيس سليمان من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد لحضور مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب يعقد في طهران في 25 و26 حزيران المقبل وجال على رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادات الاكثرية الجديدة <لا يحق لأي قوة خارجية ان تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية التي هي حق اساسي وراسخ وثابت للشعب اللبناني وقواه السياسية، وايران ترى ان تشكيل الحكومة هي مسألة داخلية تتعلق بالشعب اللبناني والقوة اللبنانية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية·

واوضح ان <زيارته الى لبنان اعد لها منذ اسبوعين عبر القنوات الدبلوماسية، اما اذا كان السفير جيفري فيلتمان قد بادر الى جعل زيارته تتزامن مع زيارتنا فإن السؤال يوجه اليه وليس الينا>·

ورأى ان التهويل والصرخات التي تطلقها اميركا اشبه ما تكون الى الصرخات التي يطلقها المقامر الذي خسر كل ما عنده على طاولة القمار، معتبراً ان الولايات المتحدة تعمل من اجل الحد من الخسائر التي تمنى بها·

وفهم ان شيباني ابدى خشيته من ان تنحرف الاصلاحات الى فتنة مذهبية، في اشارة منه الى ما يحدث في البحرين وسوريا، وقال بحسب ما نقل عنه، ان الناس في سوريا ما تزال تتحرك بالرغم من دعوة القيادة الى الحوار، وابداء استعدادها للاصلاح، الامر الذي يدفع الى السؤال عما اذا كانت هناك مؤامرة خارجية لحرف المطالب الاصلاحية عن اهدافها وتحويلها الى فتنة؟

ولوحظ ان الديبلوماسي الايراني حصر لقاءات اليوم الاول من مهمته في لبنان، بقادة الاكثرية الجديدة، حيث جال تباعاً بعد زيارته الرئيس سليمان في بعبدا، على كل من الرئيس بري والرئيس السابق اميل لحود والنواب العماد ميشال عون وسليمان فرنجية وجنبلاط، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، على ان يزور اليوم الرئيس ميقاتي، فيما حصر فيلتمان جولته على فريق مختلف من ضمنه الرئيس السنيورة من كتلة <المستقبل> والنائب جنبلاط من الاكثرية الجديدة، والذي قدم له هدية عبارة عن كتاب عن الحرب العالمية الثانية، كما انه اراد لقاء الرئيس بري لكن مكتب الأخير ابلغه انه خارج لبنان، بحسب ما قال الدبلوماسي الاميركي·


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,305,806

عدد الزوار: 6,986,606

المتواجدون الآن: 72