<مسؤولون كبار في الدولة يعيشون القلق نفسه الذي يعيشه سياسيو المعارضة من عودة مخطط الإغتيال>

لبنان:الإهتزازات الأمنية وازدياد عمليات الخطف مصادر قلق للمسؤولين عن الوضع

تاريخ الإضافة الجمعة 11 تشرين الثاني 2011 - 4:32 ص    عدد الزيارات 2222    القسم محلية

        


 

في ظل إعترافهم بوجود خروقات وخروج عن سيادة الدولة الرسمية
الإهتزازات الأمنية وازدياد عمليات الخطف مصادر قلق للمسؤولين عن الوضع
<مسؤولون كبار في الدولة يعيشون القلق نفسه الذي يعيشه سياسيو المعارضة من عودة مخطط الإغتيال>
يزداد المشهد السياسي تعقيداً مع تزايد حدة الشرخ بين أركان الفريق الحكومي الذي حوّل حكومته إلى حكومات مختلفة الأجندات والأولويات، والسياسات تتحكم بها أزمات المنطقة التي تهب عليها رياح التغيير بسرعة غير مسبوقة، كما تتحكم بها عوامل أخرى كثيرة مبنية على حسابات داخلية من جهة، وحسابات إقليمية مرتبطة بما يحصل في الداخل الإقليمي من جهة ثانية·
فعلى الصعيد الداخلي بات واضحاً الخلاف حتى داخل الحكومة نفسها، على موقع لبنان ودوره، وعلاقته بالمجتمع الدولي، من خلال تعاطيه مع الشرعية الدولية، وما يصدر عنها من قرارات ومنها على وجه الخصوص المحكمة الدولية التي أنشأها مجلس الأمن الدولي، تحت البند السابع خصيصاً لتحقيق العدالة، والاقتصاص من المجرمين، ليكونوا عبرة لمن يعتبر وبما يشكل رادعاً دولياً لوقف مسلسل الاغتيالات السياسية الذي عاد اليوم شبحه يطل على الساحة الداخلية من خلال التسريبات الرسمية وغير الرسمية عن توافر معلومات موثوقة إلى حد بعيد عن مخطط لعودة الاغتيالات السياسية الى الساحة اللبنانية من الباب الخارجي الذي تهزه بقوة رياح التغيير·
ولم يعد سراً أن كبار الرسميين والمسؤولين باتوا يملكون معلومات عن هذا المخطط، كذلك لم يعد سراً أنهم يشعرون بالقلق الشديد على الوضع الداخلي من دون أن يكشفوا النقاب عن حجم وطبيعة المعلومات التي يملكونها على هذا الصعيد·
لكن ثمة ظواهر ظهرت مؤخراً تعزز حالة القلق التي تساور كبار المسؤولين هذه الأيام وتقضّ مضاجعهم، ولعل أبرزها ظاهرة خطف المعارضين للنظام السوري، وإخفائهم، والتي تفاقمت في الأسابيع القليلة الماضية، بشكل كبير من دون أن يصدر أي موقف رسمي ينفي المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام عن ضلوع جهات لبنانية وتحديداً حزب الله في عمليات الخطف والإخفاء التي طاولت حتى الآن العشرات من السوريين المناهضين للنظام السوري واتهام أجهزة رسمية بالضلوع أيضاً في عمليات الخطف كما حصل في مطار بيروت الدولي مؤخراً، وجهات قضائية بالتغطية على هذه الأجهزة، وعلى ما تقوم به مخالفاً للأصول وللقوانين اللبنانية والدولية ولشرعة حقوق الإنسان·
ولم يعد مستغرباً أن تترافق عمليات خطف السوريين المناهضين للنظام ولا يعرف أحد مصيرهم مع معلومات توافرت لدى قيادات المعارضة ومنسوبة إلى وزير الداخلية عن وجود مخطط لعودة الاغتيالات السياسية إلى الساحة الداخلية من الباب الواسع ما يشي بالكلام السياسي إلى اتهام النظام السوري وحلفائه وأدواته في لبنان بالعودة إلى سياسته المعروفة بالاغتيالات لتصفية خصومه السياسيين، كما حصل منذ مطلع العام 2005 وحتى اتفاق الدوحة في أواخر العام 2008، وصولاً إلى صدور القرار الاتهامي عن القاضي الدولي بلمار واتهامه أربعة عناصر في حزب الله بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع مؤشرات تشي بوجود أدلة مشابهة في عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي وقعت في لبنان قبل الرابع عشر من شباط وبعده وحتى توقف هذا المخطط الجهنمي بعد مؤتمر الدوحة والاتفاق الذي انتهى إليه بين كل الأطراف والقوى السياسية اللبنانية المتصارعة على الساحة الداخلية·
حتى أن مسؤولين كبار في الدولة اللبنانية يعيشون القلق نفسه الذي يعيشه سياسيو المعارضة اللبنانية من عودة مخطط الاغتيال السياسي ليفتك بالساحة الداخلية، ويعصرهم الألم لعدم توافر القدرة عندهم لإيقاف هذا المخطط أو الوقوف في وجهه، وتفكيك شبكته ما عرّضهم إلى المساءلة من قبل المعارضة كما جاء في البيان الذي صدر بالأمس عن الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، وكما جاء في البيان الذي أصدره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في مساءلة وزير الداخلية الذي نسبت إليه وسائل الإعلام أنه يملك معلومات عن وجود مخطط يستهدف القيادات السياسية في لبنان وتحذيره (جنبلاط) من العودة مجدداً الى عهد الوصاية، وكأنه يشير صراحة الى ضلوع النظام السوري بهذا المخطط·
والوضع الداخلي بكل تشابكاته لا يمكن عزله عما يجري حول لبنان، وفي الداخل السوري تحديداً بشهادة رئيس مجلس النواب نبيه بري حليف هذا النظام بعد زيارته أمس إلى رئيس الجمهورية من أجل البحث في السبل والوسائل التي تفضي إلى استئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني نظراً لدقة الوضع الذي يمر به لبنان في هذه المرحلة، ولما يحدث في سوريا من تداعيات وارتدادات على أوضاعه الداخلية ولا سيما منها الوضع الأمني الآخذ في الاهتزاز بشكل يثير قلق رئيس الجمهورية التي تصبّ في مكتبه يومياً كل تقارير الأجهزة الأمنية والدبلوماسية عن مجمل التحركات والأوضاع لا سيما منها الوضع الأمني الذي يتوقف عليه مصير الحكم برمّته·
واللافت أن هذا الوضع يترافق مع اتساع الهوّة داخل فريق الحكم الواحد، واتساع رقعة التباين حول الرؤية لمستقبل الوضع الداخلي في ظل التداعيات المتسارعة لما يجري في الداخل السوري على الأوضاع الداخلية وقد دخل هذا التباين بين هذا الفريق مرحلة انقطاع بما بات يهدد الحكومة بالشلل ويضعها في حالة جمود وانقطاع عن المخاض الصعب الذي يمر به لبنان، في ظل انعدام المعالجات لأبسط الأمور، وفي ظل استمرار التباين حول مفاصل أساسية، كمثل المحكمة الدولية والموقف من التمويل بعد التباين الواضح بين موقفي رئيسي الجمهورية والحكومة وموقف النائب جنبلاط من جهة، وبين موقف حزب الله وفريقه من جهة ثانية، لأن استمرار هذا التباين وعدم الوصول الى رؤية مشتركة يساعد على انكشاف لبنان على كل الاحتمالات·
د· عامر مشموشي
 
منصور نفى خطف سوريين في لبنان
زاسبكين: لتحريك المبادرة العربية
أكد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور <عدم وجود معلومات أكيدة عن خطف مواطنين سوريين من الأراضي اللبنانية>، نافيا الإتهامات التي وجهت الى لبنان·وقال <هناك من يفر الى لبنان، ومن يتم إعتقاله داخل الأراضي السورية>، مشيرا الى أن <الدعوة الموجهة الى الوزراء العرب هي لتنفيذ المبادرة العربية وللاطلاع على ما إستجد على الساحة السورية>· ودعا العرب الى <مساعدة سوريا في الخروج من أزمتها، لا تأجيج الوضع لأن ذلك أفضل لدور الجوار السوري وللدول العربية كافة>·
استقبل منصور السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين الذي قال بعد اللقاء: <بحثنا في تطورات الاوضاع في سوريا وحولها في ضوء الاتفاق المبني على المبادرة العربية، وكما هو معروف فإن السلطات السورية اتخذت خلال هذه الايام اجراءات عدة مثل اطلاق سراح المعتقلين واعلان العفو لتتيح الفرصة لاجراء الحوار المجدي الا اننا قلقون بسبب استمرار اعمال العنف في سوريا وفي هذه الظروف من الواجب على السلطات السورية ان تتخذ التدابير لتأمين الامن وحقوق المواطنين وفي الوقت نفسه من الواجب على المعارضة ان تبتعد عن المتطرفين المسلحين الذين يسعون الى افشال المبادرة العربية، وفي هذا الصدد ندعو الجميع الى تنشيط الجهود من قبل الفئات السياسية الواسعة في العالم العربي لتنقية الاجواء حول سوريا لايجاد طرق مؤدية الى وقف سفك الدماء واعادة التوافق للمجتمع السوري واجراء الاصلاحات الجذرية· ونحن واثقون ان كل هذا يتجاوب ومصالح لبنان الجذرية>·
واعتبر ان الاخبار عن تهريب السلاح الى سوريا لاستخدامه من قبل المتطرفين المسلحين هو امر خطير جداً وفي هذه الظروف من الصعب جدا ترتيب الاجراءات السلمية لذلك ندعو الجميع الى بذل كل ما في وسعه لوقف تسرب السلاح الى سوريا·
ورحب بالمبادرة العربية التي تم الاتفاق على تطبيقها· ولكننا نعرف منذ البداية ان تطبيق الخطة العربية لن يتم بسهولة، لأن هناك اطرافاً غير معنية بتطبيقها، لذلك فإن خلال هذه المرحلة الحساسة جدا لا نريد ان نتحدث عن فشل المبادرة بل عن الجهود الممكن بذلها من اجل تحريك المبادرة الى الامام ، وهذا هو موقف روسيا راهنا>·
وردا على سؤال قال: هدفنا الاساسي هو تحويل الوضع في سوريا من المجابهة الى الحوار، ونأخذ الخطة العربية كأساس للعمل الدبلوماسي والسياسي· ونحن نتابع الوضع وسنرى من يطبق ومن لا يطبق، وما هو رأي الاطراف المعنية حيال ذلك بما في ذلك جامعة الدول العربية·
 
زار بعبدا ودعا لجلسة أسئلة الأربعاء المقبل
برّي: نسعى لحوار حول المستقبل دون التنكّر للماضي
دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لرسم المستقبل في لبنان قبل أن يرسم له من الخارج، مؤكداً انه يؤيد الحوار حول المستقبل دون أن نتنكر للماضي·
زار بري رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا أمس، وبحث معه في التطورات السياسية الراهنة وامكانات اعادة اطلاق هيئة الحوار الوطني حيث تم التوافق على متابعة تشجيع الحوار والالتقاء على الموضوع الذي طرحه الرئيس سليمان واي موضوع تستدعي الظروف الحاجة لمناقشته في حال توافق المتحاورون على ذلك· وكذلك تناول اللقاء عمل المجلس النيابي في الفترة المقبلة لملاقاة مشاريع القوانين الحكومية وفي طليعتها مشروع قانون الانتخاب الذي سيباشر مجلس الوزراء درسه ومناقشته اعتباراً من الجمعة المقبل، وكذلك مشروع قانون استعادة الجنسية·
بعد اللقاء قال الرئيس بري: تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وكانت مناسبة لبحث الاكثر اهمية في امورنا الداخلية بدءاً بالحوار وأسارع للقول لمرة اخيرة لست ضد متابعة الحوار السابق بجميع بنوده·
اذكر من نسي انني بدأته وطبعا لست ضد بحث عدم تنفيذه وفقا للاصول·
هذا الحوار الذي توّجه فخامة الرئيس يبقى على اهميته حوارا عن الماضي، اما الحوار الذي نسعى اليه برئاسة فخامة الرئيس فهو حول المستقبل دون التنكر للماضي· ان الذي يجري حولنا ليس غريبا عن اورشليم ونحن ? لبنان في قلب العاصفة وليس على شطآنها، لذا علينا رسم المستقبل قبل ان يرسم لنا·
كما جرى بحث حول الوضع المالي والذي هو من الدقة بمكان ولعله اصبح من الضرورة ايجاد عملية متكاملة للوضع المالي والوظيفي وقد ابلغت فخامة الرئيس استعداد المجلس لمساعدة الحكومة في هذا الموضوع ايضا·
أضاف: اما الموضوع الاخير الذي جرى عرضه مع فخامة الرئيس هو موضوع قانون الانتخاب ومع تقدير الجهد الذي بذلته الداخلية لفت النظر الى نقص اساسي في هذا القانون وهو عدم اشارته لا بل يستثني فكرة البطاقة الانتخابية الممغنطة، التي تتيح للناخب الانتخاب في اي مكان كان سواء في لبنان او المهجر وهي تؤمن حلولا لعدد من المشكلات واهمها نفقات النقل وهي دون غيرها تسمح بنزاهة الانتخاب وشفافيتها سواء على الناخب او المرشح·
على صعيد آخر، دعا الرئيس بري إلى جلسةٍ للأسئلة الأربعاء المقبل، لدراسة الأسئلة التي تقدم بها عدد من النواب، علماً أنه سبق للنواب وتقدموا بعددٍ من الأسئلة تتعلق بإختطاف الإستونيين السبعة، وما يجري على الحدود السورية بالإضافة إلى ما يتعلق بترشيش ولاسا وشبكة الألياف وتجاوز الأصول القانونية·

المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,589,164

عدد الزوار: 6,956,368

المتواجدون الآن: 62