خامنئي يطالب بالتحرّر من التبعية لعوائد النفط

حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، من أن اعتماد بلاده على عوائد النفط يجعل اقتصادها «رهينة في يد واضعي السياسات العالمية»، فيما هدد قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري بأن صواريخ قواته تطاول كل أراضي إسرائيل.

وأعلنت طهران حسم أكثر من 90 في المئة من مسار المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فيما طمأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الكونغرس إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تعتزم استبعاد المجلس من عملية اتخاذ القرار في أي اتفاق محتمل مع إيران.

وقال إنه وأوباما «يعتقدان بأن للكونغرس دوراً مهماً جداً في ما يتعلق بهذا الأمر، وسيفعله». وشدد على أن تجميداً محتملاً للعقوبات المفروضة على طهران في أي اتفاق «لن يستبعد الكونغرس من العملية أو يشير إلى أنه لن يجري تصويتاً في نهاية الأمر»، وزاد: «نتوقع عقد جلسات وأخذ وردّ، وسنُطلع (الكونغرس) على المستجدات خلال الأسابيع المقبلة، ونتطلع إلى انخراطه جدياً وبعمق في هذا الجهد».

إلى ذلك، أكد خامنئي «ضرورة تنمية المواهب والطاقات الوطنية، وإدارة إيران اعتماداً على طاقاتها الذاتية ومصادرها البشرية المتمثلة بذكاء شبابها ونخبها ومواهبها وإنتاج العلم والمعرفة، لا على مصادر الثروة النفطية والجوفية»، ما «يمنع أي قوة في العالم من التلاعب باقتصاد إيران».

واعتبر أن «الاعتماد على عوائد النفط يجعل الاقتصاد الإيراني رهينة في يد واضعي الخطوط العريضة للسياسات العالمية». وأشار إلى «تذبذب شديد في أسعار النفط العالمية»، وزاد: «معلوم المصير الذي ينتظر البلد الذي يخطط بهذه الطريقة».

إلى ذلك، أعلن جعفري أن إيران «تتصدى للأطماع التوسعية للكيان الصهيوني في المنطقة»، وزاد: «مدى صواريخ الثورة، (المنشورة) شمال (إيران) وجنوبها، يغطي كل أراضي فلسطين المحتلة، وهذا يعني سقوط هذا الكيان».

واعتبر أن «تصدير رسالة الثورة إلى العالم، هو من إنجازاتها»، لافتاً إلى أن إيران «تحوّلت الآن قوة إقليمية معنوية كبرى». وتابع: «أُقيم في العراق نظام إسلامي يتلاءم مع نظام إيران، كما أن الدستور مستلهم من فقه الشيعة». ورأى أن «شعوب دول المنطقة تؤيد» طهران، مضيفاً أن «الثورة (الإيرانية)، من خلال تحركاتها في اليمن، كانت سبباً في انتصار الثوار»، في إشارة إلى الحوثيين.

في غضون ذلك، علّقت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم على تصريحات لمسؤولين روس أفادت بتحقيق تقدّم نسبته 95 في المئة لإبرام اتفاق «نووي» مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، قائلة: «يمكن القول إننا قطعنا أكثر من 90 في المئة من المسار، ونحن الآن في الخطوات الأخيرة، وهي مهمة وحساسة وصعبة».

على صعيد آخر، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني مشروع قانون طرحه نواب أصوليون في مجلس الشورى (البرلمان) يحمي ناشطين يأخذون على عاتقهم مهمة فرض اللباس الإسلامي وأنماط سلوك أخرى تتفق مع الشريعة.

وقال إن «الدعوة إلى الفضيلة المقدسة ليست حكراً على مجموعة مختارة من الناس، حفنة تتصرّف كونها حارسة على الأخلاق. إن أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكمن في إرساء الأمن والإخاء والكرامة الإنسانية واحترام الآخرين».

وأضاف: «ليس هناك منكر أكبر من الفقر والحرمان والبطالة والشقاق وانعدام الفرص في الحصول على تعليم جيد». وانتقد رؤية المنكر «فقط في حجاب سيء، والميل إلى التغاضي عن الكذب والافتراء والفساد والرشوة، بوصفها أضخم الرذائل». وتابع: «نرغب في أن يؤدي توجّه البرلمان إلى تعزيز الوحدة والتلاحم والتكاتف في المجتمع، وإلى مزيد من فرص العمل لشبابنا».