طهران تذعن للأصوليين: حظر فيلم عن «فتنة» 2009

أذعن وزير الثقافة الإيراني علي جنتي لضغوط مارسها أصوليون، وحظّر عرض فيلم يروي قصة طالب طُرد من جامعته بسبب مشاركته في الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. فيلم «لست غاضباً» للمخرج رضا درمشيان هو أحد أفلام استهدفها الأصوليون أخيراً، مهددين جنتي بمساءلته وعزله، إذا لم يوقف عرضه.

وقال ناطق باسم وزارة الثقافة إن جنتي «ما زال ليس راضياً» عن إمكان عرض الفيلم، على رغم التزام المخرج طلباً رسمياً بإجراء تغييرات على الفيلم. وذكّر بأن إجازة الفيلم مُنِحت خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، مضيفاً أن الفيلم «يجب الآن أن يستوفي المعايير الحالية لوزارة الثقافة»، وضمان أنه «ليس مسيئاً للنظام».

ويروي الفيلم قصة طالب جامعي وُضع اسمه في قائمة سوداء، بسبب مشاركته في احتجاجات 2009، وطُرد من جامعته، علماً أن طلاباً كثيرين مُنعوا من متابعة دراستهم في الجامعات وسط الاضطرابات، كما طُرد أساتذة جامعيون. وكانت حكومة الرئيس حسن روحاني سعت إلى إعادة طلاب وأساتذة إلى الجامعات. وردّ الأصوليون بعزل وزير العلوم والتعليم العالي رضا فرجي دانا.

في السياق ذاته، رشّح روحاني فخر الدين أحمدي دانش آشتياني لتولي وزارة العلوم، بعدما رفض مجلس الشورى (البرلمان) منح الثقة للمرشح السابق للرئيس، محمود نيلي أحمد آبادي. وكان البرلمان رفض منح الثقة لجعفر ميلي منفرد لتولي تلك الحقيبة.

في غضون ذلك، أمر روحاني بإحياء هيئة الإدارة والتخطيط، وهي منظمة استراتيجية حلّها نجاد عام 2007، ما أثار انتقادات عنيفة. ووضع إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، الأمر في إطار طلبٍ من خبراء ونقّاد.

وذكّر بأن إحياء الهيئة ضمّنها روحاني برنامجه الانتخابي، لافتاً إلى أنها «تُعتبر ضرورة بالنسبة إلى الدول النامية التي لديها خطط تنمية متوسطة وقصيرة الأمد». ورأى جهانكيري أن الهيئة «يجب أن تكون مؤسسة نشطة قادرة على وضع نظام تخطيط الدولة، وتنظيمه والإشراف عليه».