خامنئي يرى «نموذجاً لثقافة التبعية» في الدعوة إلى الالتحاق بالمجتمع الدولي

رأى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في دعوة الولايات المتحدة وأوروبا بلاده إلى الانضمام إلى «المجتمع الدولي»، «نموذجاً بارزاً لإعادة إنتاج ثقافة التبعية».

ولفت إلى أن الثورة الإيرانية «أحدثت تغييراً عظيماً، من خلال تحقيق ثقة بالنفس وقطع التبعية»، مشدداً على وجوب أن «تتحوّل إيران دولة متطوّرة ومقتدرة ونبيلة». وأشار إلى «مصائب ومشكلات تعاني منها البشرية»، معتبراً أن «العالم يحتاج إلى خطاب جديد في القضايا الإنسانية والدولية». وأضاف أن «التنافس الانتخابي في أميركا والمسائل التي تُطرح بين المرشحَين»، تشكّل «نموذجاً واضحاً لنتيجة انعدام القيم المعنوية والإيمان لدى صانعي القرار».

وتطرّق خامنئي إلى «مسألة العولمة ودعوة أميركا وأوروبا إيران إلى الانضمام إلى المجتمع الدولي»، ورأى في ذلك «نموذجاً بارزاً لإعادة إنتاج ثقافة التبعية». ونبّه إلى أن «معارضة الانضمام إلى ما يسمّيه الغرب المجتمع الدولي، لا تعني معارضة إقامة علاقات خارجية، بل بمعنى مقاومة الثقافة المفروضة من القوى الكبرى، على اقتصاد البلاد وسياسته وأمنه».

إلى ذلك، اعتبرت طهران أن واشنطن «تتدخل في شؤونها»، بعدما طالبتها الولايات المتحدة بالإفراج فوراً عن الإيرانيَين – الأميركيَين سيامك نمازي ووالده باقر نمازي اللذَين حُكما بالسجن 10 سنين اثر إدانتهما بـ»التجسس».

وكان المدعي العام في طهران عباس جعفر دولت آبادي أعلن أحكاماً بالسجن 10 سنين على باقر وسيامك نمازي وفرهاد عبد صالح وكامران قادري وعلي رضا أميدوار واللبناني نزار زكا، بعد إدانتهم بـ»التجسس والتعاون مع الإدارة الأميركية».

واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن سيامك وباقر نمازي اعتُقلا «ظلماً في إيران»، وطالبت بـ»الإفراج فوراً» عنهما، معربةً عن «قلق إزاء معلومات عن تدهور الوضع الصحي» لباقر نمازي (80 سنة).

وذكّرت الخارجية الأميركية بروبرت ليفنسون، وهو عضو سابق في مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) اختفى في إيران منذ عام 2007. وشدّدت الوزارة على «أهمية أن تتعاون إيران مع الولايات المتحدة، لتحديد مكان وجود ليفنسون».

وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على موقف واشنطن، مؤكداً أن «حكومة إيران وشعبها لا يعيران أهمية لتصريحات المسؤولين الأميركيين التي تتّسم بالتدخل في الشؤون الإيرانية»، معتبراً أن «مآربهم في شقّ وحدة الصف الإيراني ستفشل». كما رأى في التصريحات الأميركية «محاولات فاشلة لتشويش الرأي العام الدولي والعلاقات الدولية مع إيران»، منبّهاً إلى أن «هذه التهديدات غير المدروسة، ليست مجدية وستضاعف فجوة انعدام ثقة الشعب الإيراني بأميركا».