طهران لتأسيس نظام إقليمي جماعي يرفض الترتيبات السياسية والأمنية الخارجية

دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، امس، الى «تأسيس نظام اقليمي جماعي يرفض الترتيبات السياسية والامنية الخارجية».

وأكد في رسالة وجهها الى ملتقى «العلاقات الثقافية والتاريخية بين بوشهر ومسقط والبصرة» المنعقد في بوشهر، انه «لزاما علينا الاهتمام بمسؤوليتنا التاريخية بتأسيس نظام اقليمي جماعي وألا نسمح للترتيبات السياسية - الامنية من خارج المنطقة وتدخلات الاجانب بان تؤثر على مصيرنا»، مضيفا ان «منطقتنا على اعتاب تحول مهم واساسي، اذ انه وبعد سنوات من الحضور والتدخل العسكري للقوى الكبرى، تتحدث هذه القوى اليوم عن الخروج من منطقة الخليج».

ولفت الى ان «هذه الظروف تستوجب على دول المنطقة، العمل في مسار تعزيز التضامن الاقليمي وخفض التوترات والمبادرة الى رفع مستوى الاتصالات على صعيد كل الفئات الاجتماعية خصوصا بين المفكرين».

وقال ان «فتح باب الحوار بين البصرة وبوشهر ومسقط لا يعني رفض الاخرين سواء من ناحية الهوية او التاريخ، بل يشكل ارادة اولى لدعوة الجيران جميعا للتضامن المرتكز على الوثائق التاريخية وايجاد ذاكرة جماعية اقليمية بينية، وان طريق الحوار هذا الذي فتحناه اليوم بين المدن الثلاث يمثل ممرا مرتفعا وواسعا وطويلا يمكنه ايصالنا الى المنشود حينما نرفع مستوى طاقتنا لاستيعاب الاخر».

في المقابل، اعرب صالحي عن تفاؤله في شأن الاوضاع والتطورات التي ستحصل في ايران في المستقبل المنظور، وقال: «انني امتلك معلومات ليس في وسعي البوح عنها الان، لكن السنة (الايرانية) الجديدة (تبدأ في 21 مارس الجاري) ستكون واعدة في مجال الالغاء التدريجي للعقوبات المفروضة على ايران».

وتابع ان «ايران وبما لديها من مبادرات ونشاط سياسي وطاقات ذاتية، استطاعت الالتفاف الى اقصى حد ممكن على العقوبات، وجعلها في العديد من المجالات غير فاعلة (...) نحن لم نضع يدا على يد ونترك الاخرين يفعلون ما يشاؤون».

وكانت اوساط سياسية واعلامية ايرانية، رأت ان الاسباب التي دفعت المسؤولين الايرانيين، ومنهم وزير الخارجية، الى الشعور بالتفاؤل، هو تصريحات الوفد الاميركي برئاسة وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وندي شيرمان، في مفاوضات الماتي الاخيرة في كازاخستان بين ايران والسداسية الدولية، والتي نصت على «نحن الإدارة الاميركية وبعد تمحيص دقيق توصلنا الى قناعة بان فتوى المرشد الاعلى للثورة حول تحريم صناعة السلاح النووي يمكن اعتبارها مرجعية مقبولة يستند اليها في حسن النوايا الايرانية، نحن الإدارة الاميركية مستعدون للحوار مع الحكومة والنظام الإيراني ولا نريد تغييره أو إسقاطه، نحن الإدارة الاميركية نعتقد أن الحل لموضوع الملف النووي الايراني يكون بلغة الحوار والديبلوماسية وليس بوسائل العنف أو الحرب، نحن الإدارة الاميركية مستعدون لرفع العقوبات الأحادية منها والدولية (الصادرة عن مجلس الامن) اذا ما قررت إيران فعلا التعاون معنا في إطار خريطة طريق لتجسير الثقة بين الجانبين».

على صعيد آخر، ووسط تدابير امنية مشددة وحجب اعلامي، استأنفت محكمة الجنايات في طهران، امس، الجلسة الثانية لمحاكمة المدعي العام السابق للمحاكم الثورية والعامة في طهران سعيد مرتضوي، بتهمة المساعدة في قتل موقوفين في مركز كهريزك ابان الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية العام 2009.

ودفع مرتضوي ببراءته والتأكيد انه لم يكن خلال اعتقال المحتجين وايداعهم في سجن كهريزك الذي توفي فيه 3 شبان تحت التعذيب، وامر المرشد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي لاحقا بغلقه، موجودا في مقر عمله كونه كان يحضر لشهادة الدكتوراه.

وصرح سكرتير عام حزب «التنمية والعدالة» مستشار وزير الصحة عبد الحسين روح الاميني، والد الشاب محسن روح الاميني الذي كان من بين قتلى كهريزك: «لم نشاهد اي ملامح للاسف والندم على وجه مرتضوي (...) ان كل المتهمين دفعوا في جلسة المحاكمة ببرائتهم وعدم تورطهم بالحادث، لذا يبدو ان ابناءنا قتلوا جراء اصابتهم بشهاب نزل عليهم من السماء».

من جهته، كشف عضو هيئة الرئاسة في مجلس الشورى الاسلامي النائب محمد دهقان، عن الاسباب التي دعت الرئيس احمدي نجاد وحكومته الى تعليق جولاتهم على محافظات البلاد، مؤكدا ان «السبب الذي حمل الحكومة على اتخاذ هذا القرار هو تدني مستوى استقبال المواطنين لرئيس الجمهورية».

من جهة أخرى، يشارك احمدي نجاد ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري، اليوم في حفل تدشين مشروع انبوب ضخ الغاز الطبيعي الايراني الى باكستان.