بلدية حيفا تطرح مشروعاً سكنياً جديداً يطمس معالم أثرية في البلدة القديمة من المدينة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 أيلول 2014 - 6:58 ص    عدد الزيارات 421    التعليقات 0

        

 

بلدية حيفا تطرح مشروعاً سكنياً جديداً يطمس معالم أثرية في البلدة القديمة من المدينة
حيفا ـ حسن مواسي
أطلقت شركة إسرائيلية خاصة بالتعاون مع بلدية مدينة حيفا الإسرائيلية مشروعًا سكنيًا ومركزًا تجاريًا يضم عددًا من الملاهي الليلية وقاعات العرض، في خطوة تهدف إلى طمس معالم مسجد وكنيسة أثرييْن في المدينة.

ويأتي هذا المشروع ضمن مواصلة بلدية حيفا سياستها الممنهجة بإقصاء المواطنين العرب داخل المدينة، وإخفاء معالمهم الثقافية، الحضارية والدينية عبر العديد من المخططات التي تهدف بداية إلى طمس معالم المدينة العربية والإسلامية، وتعمل جاهدة للاستمرار بالتخطيط والبناء في الأماكن التاريخية، والتصرف بالأوقاف وأملاك اللاجئين التي إستحوذت عليها المؤسسة الإسرائيلية من خلال قانون قامت بتشريعه في العام 1952، يخوّلها التصرف بأملاك اللاجئين والمتوفين تحت بند «أملاك الغائبين«.

وتنطلق الشركة الخاصة وبرعاية البلدية ومباركتها لإقامة مشروع سكني ومركز تجاري يضم بداخله عدة ملاهي ليلية وقاعات عرض في المنطقة الواقعة ما بين مسجد «الجرينة» وكنيسة «دير الكرميليت» في مخطّط جديد يهدف إلى طمس معالم المنطقة، وإخفاء المعالم الدينية برفع بنيان كبير وضخم يخفي مسجداً وكنيسة.

ويشمل المخطّط الجديد المعلن إخفاء المعالم الدينية برفع بنيان كبير وضخم يخفي مسجد «الجرينة» وكنيسة «دير الكرميليت» في المنطقة.

ويعتبر مسجد الجرينة المعروف بـ»برج الساعة» في المنطقة المعلم الأهم والأضخم في المنطقة، وقد أقامت بلدية الاحتلال سابقًا عمارة «الصاروخ» بجانبه كخطوة أيضًا لطمس معالمه والتغطية عليه عبر البنايات الضخمة المحيطة به.

وقال إمام المدينة ومسجد «الجرينة» رشاد أبو الهيجا «إن المشروع التهويدي سيُقام على مساحة لا تقل عن 15 دونما في المنطقة، وهو ما يشكل في ذاته خطرًا على المسجد الذي يُعتبر الأقدم في المنطقة«.

واضافة إلى خطورة المساحة، فإنه ووفقًا للمعلومات سيكون هناك مبنى ضخم في المكان، إضافة الى إقامة فندق ملاصق للمسجد وهو ما سيفتح الباب أمام المطالبات اليهودية بحظر رفع الأذان في المسجد تحت ذريعة أنه يزعج النزلاء في الفندق.

وشدد على أن سكان المنطقة التي سيُقام عليها المشروع يعانون كثرة المراكز الحكومية المحيطة بالمسجد تحديدًا، وسبق أن طالب عدد من المسؤولين بخفض صوت الأذان، وبالتالي فإن إقامة الفندق خطوة نحو حظره نهائيًا.

كما يعاني سكان المنطقة الفلسطينيون من انتشار الشبان اليهود الذين يخرجون من الملاهي المقامة في المنطقة أثناء أوقات الصلاة ويمارسون تصرفات لا أخلاقية ويشوشون على الأجواء الإيمانية للمصلين.

وأشار أبو الهيجا الى ان «إضافة ملهى ليلي بجانب المسجد هو في غاية الخطورة، ولا نستغرب أن يقوم القائمون باستغلال باحات المسجد«.

وأكد أنه تم تقديم اعتراضات موحدة بالتعاون مع المسؤولين عن كنيسة «دير الكرميليت» إلى اللجنة اللوائية بحيفا ضد المشروع، وسيتم عقد جلسات مناقشة حول المشروع.

ولكن أبو الهيجا نوه إلى أن تنفيذ الشركة الإسرائيلية المشروع التهويدي المعلن سيكون في الفترة القريبة وبالتحديد بعد أقل من عام.

أمّا مخطّط المدن والناشط السياسي، عروة سويطات، فقال «بدلا من تمكين المنطقة كمركز تاريخي وحضاري يمثل تاريخ المدينة العربي الفلسطيني وتثبيت الأوقاف العربية، سيؤدّي هذا المخطط إلى طمس هذه المعالم وحصرها وتشويه مكانتها ودورها المركزي في المنطقة وضرب حركة السكان العرب الفلسطينيين إليها«.

وأضاف ان «هذا المخطط يهدف إلى طمس معالم المدينة الأساسية ورموزها، وعلينا النظر إلى السياق الاستراتيجي للمخطط خارج حدوده، على أنه يندرج ضمن سياسة شاملة تعتمدها بلدية حيفا لتطوير المركز التاريخي الفلسطيني كرافعة سياحية واقتصادية في المدينة تخدم التجارة وحركة المال بأهداف سياسة تتجاهل الحضارة الفلسطينية ومصلحة شعبنا، وهو جاء ليخدم مخططات تجارية وسياحية ضخمة على حساب تاريخ وادي الصليب وحي المحطة العريقين، وكلّ هذا في ظل انعدام التطوير والتضييق وإعتبار الأحياء العربية ثقب أسود تقفز عنها سياسات التخطيط، فالمخططات في الأحياء العربية إمّا عالقة وإمّا غير سارية المفعول، أمّا لهدف السياحة والمال فالمخططات تتسارع من كلّ أوْب وصوب، الأمر النابع من سياسة إقصاء واضحة للسكان الأصليين من التطوير المستقبلي لمدينتهم«.

وشدّد سويطات على أن «المركز التاريخي الفلسطيني لمدينة حيفا يتعرّض لهجمة تخطيطية شرسة غير مسبوقة يجب التصدّي لها الآن، من خلال عدّة مخططات تهدف إلى استمرار الغبن التاريخي وتحويل المركز التاريخي والمعالم الفلسطينية والأوقاف وآثار دمار النكبة والأحياء المهمّشة إلى مجوهرات اقتصادية وسياحية لصالح رأس المال وبدعم وتواطؤ من بلدية حيفا وشركة «عميدار» الحكومية التي تدير أملاك اللاجئين الفلسطينيين التي تمّ الاستيلاء عليها منذ النكبة، فالتصدّي لهذه المخططات مسؤولية تاريخية نحو الأجيال المقبلة«.

وقال «لا يمكننا السكوت عن وضع تاريخنا ومستقبلنا بأيد يهمّها الربح وطمس معالمنا، هم يريدون المال ونحن نريد الهوية، هم يريدون سياحة الفنادق ونحن نريد سياحة جماهيرية بديلة تحترم تاريخ المدينة الفلسطينية وتطور سكانها الأصليين وتحوّل الأحياء التاريخية العربية، من أحياء مهمّشة إلى مراكز تاريخية وثقافية متطوّرة ومراكز جذب اجتماعي وسكني وسياحي وثقافي في المنطقة دون المسّ في حقوق السكان أو في نبض المكان وهويته«.
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,817,543

عدد الزوار: 7,044,174

المتواجدون الآن: 90