أجواء انتخابية باردة في إسرائيل وغياب المسائل الأساسية عن أجندة الأحزاب

تاريخ الإضافة الجمعة 27 شباط 2015 - 7:17 ص    عدد الزيارات 347    التعليقات 0

        

 

أجواء انتخابية باردة في إسرائيل وغياب المسائل الأساسية عن أجندة الأحزاب
الناصرة – أسعد تلحمي
تؤشر الأجواء الانتخابية الباردة التي تسود إسرائيل، قبل ثلاثة أسابيع فقط من موعد الانتخابات العامة (17 الشهر المقبل)، إلى عدم قناعة الإسرائيليين بأن هذه الانتخابات تحمل معها أي جديد، سواء لجهة النتائج أو المسائل الرئيسة التي تعني الإسرائيليين، وهي مسائل تغيب عن أجندة الأحزاب أو يتم تغييبها في مقابل الانشغال بسلوك زوجة رئيس الحكومة سارة نتانياهو، أو «الصوت الدقيق» لزعيم «المعسكر الصهيوني» إسحق هرتسوغ، أو تورط قادة حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، في قضايا فساد.
وعليه، ليس مفاجئاً أن تستبعد نتائج استطلاع الرأي التي جرت حتى الآن حصول «انقلاب» في الحكم وعودة «المعسكر الصهيوني» («العمل» المتحالف مع حزب «الحركة» بزعامة تسيبي ليفني) إلى الحكم. وتشير هذه الاستطلاعات إلى أن كلاً من المعسكرين اليميني- الديني والوسطياليساري سيحافظ على قوته تقريباً، وأن المقاعد التي قد يخسرها حزب في أحد المعسكرين تذهب إلى حزب من المعسكر ذاته وليس إلى المعسكر الآخر، فالمقاعد الستة أو السبعة التي يتوقع أن يخسرها حزب «يش عتيد» الوسطي ستذهب في معظمها إلى الحزب الجديد «كلنا» بزعامة الوزير السابق موشيه كحلون المحسوب على يمين الوسط، أو إلى «المعسكر الصهيوني»، فيما المقاعد الخمسة أو الستة المتوقع أن يخسرها «إسرائيل بيتنا» ستذهب غالبيتها إلى «ليكود»، والبقية إلى «البيت اليهودي» أو «كلنا».
أما المسائل التي تعني الأحزاب، فمختلفة تماماً، إذ لم يعد ملف الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي لبّها كما كان في غالبية الجولات الانتخابية الماضية. وباستثناء «المعسكر الصهيوني» الذي أعاد مسألة استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية «من أجل إدارة الصراع»، إلى اهتماماته بعد أن غيّبها في الانتخابات السابقة، و «ميرتس» اليساري الذي يناهض الاحتلال والاستيطان، وفي الطرف الآخر «البيت اليهودي» الذي يدعو إلى ضم الأراضي المحتلة إلى إسرائيل، رافضاً السماع عن مشروع الدولة الفلسطينية، فإن موضوع عملية السلام يغيب عن أجندة سائر الأحزاب، إذ يحمل حزبا «يش عتيد» و «كلنا» لواء الأجندة الاقتصاديةالاجتماعية، فيما «يتأبط» نتانياهو «الملف النووي الإيراني» دون سواه لإدراكه أن طَرق المسائل المتعلقة بالوضع الاقتصادي للإسرائيليين تفقده أصواتاً. أما «إسرائيل بيتنا»، فيكرر لازمة «الخطر الكامن في عرب إسرائيل»، وعاد ليلوّح بمشروع مبادلة المثلث ووادي عارة الفلسطينييْن (نقلها إلى السلطة الفلسطينية) بالكتل الاستيطانية الكبرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليحسّن الميزان الديموغرافي في الدولة العبرية.
شخصنة الانتخابات
وعلى رغم أن الانتخابات البرلمانية التي يتم تشكيل حكومة جديدة بناء على نتائجها ليست شخصية، إنما التصويت هو لأحزاب وليس لرؤسائها، إلا أن ثمة صبغة شخصية تسيطر على الجولة الحالية من الانتخابات. ويشير مراقبون إلى أن نتانياهو هو الذي بادر إلى شخصنة الانتخابات عندما طرح شعار «إمَّا نحن أو هُم»، عانياً أساساً أن أمام الإسرائيليين أحد خيارين: انتخابه هو (عبر التصويت لحزبه ولمعسكر اليمين) أو انتخاب هرتسوغ.
وتعزز هذه الصبغة حقيقة ارتفاع عدد أحزاب «الرجل الواحد» إلى ثلاثة: حزب «يش عتيد» بقيادة يئير لبيد، وحزب «كلنا» بقيادة موشيه كحلون، وحزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة ليبرمان. ويرى معلقون أنه في حال غاب أحد هؤلاء الثلاثة عن حزبه، فسيكون مصير الأخير الاندثار كما حصل مع بعض الأحزاب في الماضي. وتفتقر الأحزاب الثلاثة إلى مؤسسات تنتخب مرشحيها للكنيست أو تضع برامج الحزب، إذ يقوم زعيم كل منها بترشيح من يشاء، أو شطب ترشيحه، كما فعل ليبرمان مثلاً مع جميع وزراء حزبه في الحكومة الحالية.
ويشير الأستاذ الجامعي الخبير في الانتخابات ديفيد بريختفانغر، إلى أن هذه الظاهرة تجعل من الانتخابات شخصية أكثر من كونها أيديولوجية، مضيفاً أن الناخب الإسرائيلي لم تعد تعنيه تفاصيل برامج الأحزاب، بل يريد رسائل مختصرة، «إذ ليس لديه أكثر من عشر ثوانٍ لقراءتها، وتهمه أكثر الأمور السطحية، مثل ملصق انتخابي ملون وجميل مع بضع كلمات وصور المرشحين». وأشار إلى حقيقة أن الأحزاب الكبرى التي لا تتأثر بتغيير زعمائها، «ليكود» و «العمل»، انجرت هي أيضاً وراء حزب الشخص الواحد، ومنحت زعماءها حق إدخال شخصيات من خارج الحزب «لتزيين» لوائحها الانتخابية بمشاهير من الإعلام أو الاقتصاد أو الأكاديمية، أحياناً بغض النظر عن أيديولوجيتهم التي قد لا تتطابق وأيديولوجية الحزب.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,506,745

عدد الزوار: 6,993,871

المتواجدون الآن: 55