الجزائر تواصل جهودها من أجل إقرار المصالحة ...

الجزائر تواصل جهودها من أجل إقرار المصالحة ...

أحمد ابراهيم..

من المنتظر أن يسافر وفد فلسطيني إلى الجزائر قريبا بزعامة محمود العالول للمشاركة في القمة العربية المقبلة ، وفي هذا الصدد تابعت ما نشرته بعض من منصات ومواقع التواصل الأجتماعي الفلسطينية من أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح قبلتا دعوة الرئيس الجزائري لحضور هذه القمة تحديدا من أجل تعزيز المصالحة.

من ناحية أخرى قالت بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى أن اللواء جبريل الرجوب ، احد أبرز من أداروا ملف المصالحة مع حركة حماس ، يبذل جهودا جادة من أجل تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وبعضها البعض ، ورغم أنه أعرب مؤخرا عن تشاؤمه من هذا الجهد.

وفي هذا الصدد أعتقد أن الكثير من الدول العربية وحتى الأوروبية حاولت أن تجرب دورها وتأثيرها وضغوطها بملف المصالحة المُعقد وقدمت الكثير والكثير، إلا أن كل المحاولات حتى هذه اللحظة لم تتكلل بالنجاح وفشلت في إيصال “فتح” و”حماس” لاتفاق صريح وواضح يغادر مربع الانقسام الشائك، ويتوجه نحو مصالحة جادة تنتهي بانتخابات وطنية تشريعية ورئاسية.

ورغم حالة التشاؤم القائمة، وعدم اهتمام الفلسطينيين كثيرًا بتطورات هذا الملف نظرًا لما سبق من مبادرات وتحركات وتجارب جميعها كانت فاشلة منذ العام 2006 وحتى اللحظة، إلا أن البعض أراد أن يضع بعض الأمل في التحرك الجزائري الأخير، وسط تساؤلات تُطرح على الساحة، لعل أبرزها هل تستطيع الجزائر إحداث اخترقه فعليه بملف المصالحة الفلسطينية الداخلية؟ وكيف سيكون ذلك؟، وهل دورها مكمل للوسيط المصري؟

الواضح دوما أن هناك تساؤلات في هذا الصدد خاصة في ظل الأزمات التي تعيشها السلطة الفلسطينية نتيجة لجمود مسيرة المصالحة ، بالإضافة إلى غياب التنسيق الإقليمي الواضح بين مصر وعدد من الدول فيما يخص هذا الملف.

وفي هذا الصدد أعتقد إن الجزائر تدرك أن المصالحة الفلسطينية لا تتم عبر لقاءات سياسية تقليدية، فالأمر أعمق من ذلك بكثير، والحالة الفلسطينية صعبة بالفعل وكل الجهود التي بذلتها مصر خلال سنوات طويلة مع هؤلاء القادة لم تصل لإيجاد حلول لطي صفحة الانقسام الكريه الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني.

واعتقادي أن إبرام الانتخابات الآن أصبح هو الطريق الوحيد لحل هذه الأزمة، عسى أن يساهم هذا في حل هذه الأزمة المتعلقة بالمصالحة في أقرب وقت.