انعطافة في العلاقات الفلسطينية؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 30 تشرين الثاني 2011 - 7:01 ص    عدد الزيارات 614    التعليقات 0

        


انعطافة في العلاقات الفلسطينية؟
بقلم معتصم حمادة

لم يتفق محمود عباس وخالد مشعل في لقائهما الأخير في القاهرة على اسم المرشح لرئاسة الحكومة الفلسطينية التي ستتولى الإشراف على الانتخابات الشاملة في الضفة والقطاع. ومع ذلك لم يغادر التفاؤل أجواء المصالحة، بل يمكن القول ان منسوب هذا التفاؤل، زاد عما كان عليه عشية اللقاء.
ولم يخفِ الطرفان ارتياحهما لنتائج اللقاء رغم ان القضايا المهمة قد تأجل البت بها إلى ما بعد 20/1/2012. ويبدو أن عباس ومشعل باتا يلتقيان على ضرورة إنجاح الحملة الديبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة، وهذا مؤشر على تغيير تكتيكي، بل ربما أبعد من ذلك في سياسة "حماس"، التي لم تكن في أوقات سابقة، تقيم وزناً للمنظمة الدولية، بل تناصبها العداء باعتبارها المسؤولة عن النكبة الفلسطينية حين قررت تقسيم البلاد ومنح الجزء الأكبر منها ليقيم عليها اليهود دولتهم.
مشعل يدرك مدى الحرج الذي سيصاب به عباس في مواجهة الأميركيين والأوروبيين (واستتباعاً الإسرائيليين) إن هو دخل معه الآن في شركة حكومية، وكيف سيتهم بالتعاون مع "الإرهاب" الفلسطيني، مما يعرّضه لإجراءات انتقامية قد تجهض الحملة الديبلوماسية وتغلق الطريق أمام المساعي الفلسطينية لاحتلال مقعد في الأمم المتحدة.
من هنا يعتبر الاتفاق بين الجانبين، على تأجيل البت بالقضايا الكبرى إلى ما بعد 20/1/2012 (أي بعد البت في مجلس الأمن، والجمعية العمومية، بالطلب الفلسطيني) نجاحاً سجله المسؤولان الفلسطينيان في اجتماعهما الأخير، ونمطاً جديداً في التفكير السياسي لدى كل منهما، وانعطافة في العلاقات الثنائية وكيفية معالجة قضايا الخلاف.
ويمكن القول ان هذا كله يشكل نتاجاً للتطورات العربية والإقليمية، و إحساساً من الطرفين بخطورة الوضع على الحالة الفلسطينية، وضرورة خفض سقف المطالب، والبحث بروية أكثر عن نقاط اللقاء. فانشغال الحالة العربية، الرسمية والشعبية، بأوضاعها الداخلية، وضع الحالة الفلسطينية أمام واقع جديد، بات يفرض عليها هي الأخرى ان تهتم بأوضاعها الداخلية وان تتعامل مع الخلافات والتباينات في الرؤى السياسية، وفي اتجاهات وآليات إعادة بناء السلطة، بانفتاح أكبر، وعصبية أقل، ومسؤولية أعمق.
وإذا نجح المسؤولان في إقناع أتباعهما بصحة ما توصلا إليه، وأهميته، بعيداً عن المزايدات، وإذا نجحا، في الوقت نفسه، بإقفال حنفيات الحملات الإعلامية ووقف المضايقات وحملات الاعتقال في الضفة والقطاع، يكون اجتماع القاهرة قد أثمر حقيقة، ويكون الطرفان قد مهدا الطريق للوصول إلى 22/12/2011 حيث من المفترض عقد لقاء فلسطيني موسع في القاهرة، يضع الأسس الضرورية لفتح ملف منظمة التحرير الفلسطينية، والتمهيد لإنجاح التحرك الديبلوماسي الفلسطيني، الذي سيتجدد مع إطلالة العام الجديد.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,489,101

عدد الزوار: 6,952,693

المتواجدون الآن: 89