المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية أسئلة الحاضر والمستقبل

تاريخ الإضافة الأحد 4 كانون الأول 2011 - 7:44 ص    عدد الزيارات 590    التعليقات 0

        

 

 
المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية أسئلة الحاضر والمستقبل
ماجد عزام()
تبدو الظروف مؤاتية امام قادة فتح وحماس لاحداث الانطلاقة الصحيحة نحو تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة ايار الماضي عبر التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات او كفاءات مستقلة ومن ثم الانتقال الى البنود الاكثر تعقيدا والمتعلقة بمعالجة ذيول واثار الاقتتال الاجتماعية والنفسية واعادة بناء منظمة التحرير كمرجعية قيادية وطنية عليا تأخذ على عاتقها ادارة الصراع مع اسرائيل ووضع الاستراتيجيات والسياسات الكفيلة بالاستفادة من طاقات وامكانات الفلسطينيين فى الداخل والخارج وصولاً الى تحقيق الامال الوطنية في العودة وتقرير المصير.
لا يمكن برأيي الوصول الى الاهداف والنتائج السابقة دون الاجابة عن عدة اسئلة صعبة وحاسمة اولها واهمها ربما سؤال السلطة وهل ما زالت ضرورة وطنية سياسية اقتصادية اجتماعية وامنية ام انها تحولت الى ذريعة لتهرب الاحتلال من مسؤولياته وحاجز يحول دون خوض معركة الاستنزاف معه بكافة اشكالها وابعادها ومستوياتها الميدانية والسياسية والاستراتيجية.
السؤال الثاني يتمحور حول المفاوضات وعملية التسوية الميتة سريرياً والتي تحتاج الى اعلان سياسي حاسم عن موتها كونها لم ولن تحقق اي نتائج بل على العكس مثلت طوال الوقت عائقاً امام المصالحة وامكانية بل ضرورة رسم استراتيجية وطنية بديلة تجمع ولا تفرق ناهيك عن استغلالها طوال العقدين الماضيين من قبل الاحتلال لتجميل وجهه البشع وتحسين صورته الدولية وحتى لشن الحروب من جهة وفرض مزيد من الوقائع على الارض من جهة اخرى عبر مواصلة الاستيطان والتهويد خاصة في القدس ومحيطها.
السؤال الثالث يتعلق بالمقاومة ليس فقط بناء على الاجابة عن السؤالين السابقين وانما استنادا الى معطيات اخرى منها التنسيق الامني في الضفة الغربية والتهدئة التي باتت علنية في قطاع غزة لا بد من التوافق اولاً على خيار المقاومة بكافة اشكاله واساليبه-بما في ذلك العمل السياسي والديبلوماسي- كخيار ناجع من اجل استرجاع الحقوق وتحقيق الامال الوطنية كما نصت وثيقة الوفاق الوطني ومن ثم ترك التفاصيل والاليات للقيادة والمرجعية العليا اي لمنظمة التحرير ولكن بعد بنائها بشكل وطني ديموقراطي نزيه وشفاف كي تعبر عن المزاج الشعبي وموازين القوى السياسية والحزبية في الشارع الفلسطيني ان في الداخل او في الشتات.
ثمة امر اخير لا يجب نسيانه حيث لا ينبغي التأثر كثيرا او الخوف من التهديدات الاسرائيلية الاميركية تجاه المصالحة لا ينبغي تجاهل ذلك نهائيا ولكن على قاعدة ان الامر بايدينا فقدرة الردع او حتى الهيبة الامريكية -الاسرائيلية- تتراجع صحيح بشكل بطيء تدريجي ولكن متواصل هذا ما اتضح جلياً من خلال صفقة تبادل الاسرى الاخيرة استحقاق ايلول وعضوية فلسطين الدائمة في منظمة اليونسكو. وعلى ذلك ينبغي ادارة الصراع كما ينبغي واستغلال التطورات والتحولات الاقليمية والدولية الهائلة لصالحنا-هي كذلك فعلا- والايمان التام بضعف وعجز اميركا واسرائيل- عن فرض ارادتها سواء في فلسطين او في المنطقة بشكل عام شرط ان نتصرف نحن بطريقة صحيحة والتساوق مع اهواء واجواء الربيع العربي وعدم الطلب من الاخرين ان يكونوا فلسطينيين اكثر منا. والفهم بل والايمان التام ان سيرورة نهاية اسرائيل بدأت فعلاً مع سيرورة زوال انظمة القهر والاستبداد واستئثار الفساد والهزيمة التي لم تحسن القتال ولا حتى التفاوض خلال الستين عاماً الماضية.
 
()مدير مركز شرق المتوسط للإعلام

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,492,355

عدد الزوار: 6,952,819

المتواجدون الآن: 77