حوار / الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين.. شلح لـ «الراي»: ما يجري في سورية خطير وتداعياته ستكون كبيرة على مستقبل المنطقة...اعتبر أن «الخلافات بين فتح وحماس على برامج ومصالح وحسابات»

تاريخ الإضافة الإثنين 5 آذار 2012 - 6:07 ص    عدد الزيارات 541    التعليقات 0

        

 

حوار / الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين اعتبر أن «الخلافات بين فتح وحماس على برامج ومصالح وحسابات»
شلح لـ «الراي»: ما يجري في سورية خطير وتداعياته ستكون كبيرة على مستقبل المنطقة
القدس - من محمد أبو خضير
اعتبر الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين رمضان عبد الله شلح ان «السبب الحقيقي لاستمرار الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس يعود الى اختلاف البرامج والمصالح والحسابات بين اطراف او طرفي الانقسام».
وقال في حوار مع «الراي» ينشر بالتزامن في «القدس» الفلسطينية ان «تبادل الاتهامات بين فتح وحماس بخصوص تأجيل تشكيل الحكومة لن يحل المشكلة، لان كل طرف لديه من الحجج ما يدافع بها عن موقفه، لكن في المحصلة شعبنا الفلسطيني هو الخاسر بتعطيل المصالح وعدم الالتفات الى التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي خصوصا في القدس المحتلة».
واعتبر ان «ما يجري في سورية للاسف شيء محزن وخطير وقد تكون له تداعيات خطيرة وكبيرة على مستقبل سورية والمنطقة»، آملا، نتمنى ان «يجد الشعب السوري بكل مكوناته طريقة الى حل سلمي سوري يحقن الدماء، ويحافظ على وحدة سورية ويحقق طموحات شعبها في واقع افضل يليق بسورية ومكانتها ودورها في الامة».
وإذ اعتبر ان التهدئة في غزة هشة غير مستبعد ان يذهب العدو الإسرائيلي الى الحرب في القطاع، قال «نحن نعرف حدود امكاناتنا كشعب فلسطيني لكن اذا فرضت علينا الحرب فنحن مطمئنون انها لن تكون كحرب 2009، وسيكون فيها الكثير من المفاجآت لصالح المقاومة».
وقال: «لا نقبل بأي حل او تسوية تتنازل عن شبر من ارض فلسطين»، معتبرا ان اميركا والرباعية غطاء دولي لإدامة الاحتلال، آملا ألا تطول مرحلة انشغالنا بانفسنا وانشغال العرب بانفسهم وألا يتأخر الربيع الفلسطيني.
واضاف: علاقتنا بمشعل ممتازة ومع حماس في افضل احوالها وسنشارك في حكومة فلسطينية سياسيا عندما نمتلك السيادة، مشيرا إلى ان حضورنا جلسات الاطار القيادي لمنظمة التحرير لا يعني انضمامنا الان إليها. وحذر من ان ما يجري في القدس مذبحة حقيقية للتاريخ والجغرافيا تمس كل عربي وكل مسلم. وفي ما يلي نص الحوار:
• ما تقييمكم لجولة واجتماعات الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير في القاهرة؟ وماذا قدمتم؟
- من الاجتماع الاول كان حضور حماس والجهاد ومشاركتهما في هذا الاطار هو الانجاز الابرز، لكن هذا لا يكفي وما زلنا نحاول الاجابة عن اسئلة كثيرة سواء في مسألة المنظمة او في الوضع الفلسطيني بشكل عام، لكن حجم الانجاز بنظري ما زال متواضعا وليس بحجم التحديات او التوقعات.
• لكن الانقسام الفلسطيني ما زال موجودا؟
- السبب الحقيقي لاستمرار الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس يعود الى اختلاف البرامج والمصالح والحسابات بين اطراف او طرفي الانقسام، ونحن وغيرنا سعينا الى التقريب بين وجهات النظر لكن المسألة معقدة، فقد تنتقل الامور احيانا من خلاف بين تنظيمين الى خلاف داخل التنظيم الواحد حول بعض القضايا.
وتبادل الاتهامات بين فتح وحماس بخصوص تأجيل تشكيل الحكومة لن يحل المشكلة، لأن كل طرف لديه من الحجج ما يدافع بها عن موقفه، لكن في المحصلة شعبنا الفلسطيني هو الخاسر بتعطيل المصالح وعدم الالتفات الى التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي خصوصا في القدس المحتلة.
• هل انتم مع حكومة فلسطينية برئاسة ابو مازن؟
- بخصوص رئاسة الحكومة فنحن لسنا مشاركين في السلطة او الحكومة لذلك اذا توافق طرفا النزاع، حماس وفتح، نحن لا مانع لدينا من اي خطوة تتعلق بالحكومة طالما لا تخل بأي من الثوابت الفلسطينية.
• ما تحفظاتكم على حكومة سلام فياض ودورها؟ وكم عدد المعتقلين من الجهاد في سجون السلطة وماذا قدمتم في لجنة الحريات؟ وهل لمستم تقدماً في عمل هذه اللجنة؟
- موقفنا من مؤسسات السلطة ليس موقفا من الاشخاص بقدر ما هو موقف من مشروع السلطة وآلية عملها في ظل الاحتلال. أليس معيبا ان تتحول الحرية مطلبا يستجديه الفلسطيني من اخيه الفلسطيني، وكلانا تحت قبضة الاحتلال؟
أما عدد السجناء فهو يزيد وينقص حسب الطلب والتحريض الاسرائيلي، والعدد الان سبعة معتقلين. ومن المفارقات العجيبة في اداء السلطة ان المفاوضات مع اسرائيل متوقفة، لكن التنسيق الأمني لا يتوقف على مدار الوقتّ، لذلك نحن في عمل لجنة الحريات حريصون على نقض الاساس الذي تقوم عليه الاعتقالات فاذا كانت لأسباب امنية فالاسباب هنا هي اسباب اسرائيلية مزعومة والامر المطلوب الحفاظ عليه بمصادرة حرية مزيد من الفلسطينيين، علاوة على اسرانا لدى الاحتلال هو أمن اسرائيل. اما اذا كانت الاسباب سياسية تتعلق بالانتماءات او الفعاليات التنظيمية لهذا الفصل او ذاك، فمثل هذه الممارسات سنجني ثمارها المرة بتعطيل عجلة المصالحة وللاسف انجاز لجنة الحريات حتى الان لا شيء مهماً.
• ما رؤيتكم لتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وكيف ترون العمل في لجنة المنظمة؟ وما الهدف من دخولكم المنظمة بعد هذه المدة الطويلة وفي خضم ما تمر به من تهميش؟
اهم ما ركزنا نحن عليه في اجتماع الإطار القيادي للمنظمة هو تحديد الهدف من عملية اعادة بناء منظمة التحرير، لأن هدف أي منظمة يؤثر على بنية المنظمة او هيلكها التنظيمي. فأي منظمة تحرير نحن نريد؟ هل المنظمة تعبر عن حركة تحرر وطني، ام سلطة، ام دولة، ام ماذا؟ دون الاجابة الواضحة والصريحة عن هذا السؤال ستكون لدينا مشكلة كبيرة نتيجة الغموض والالتباسات في التصورات والمواقف.
اما عن دخولنا المنظمة فحضورنا هذه الجلسات لا يعني انضمامنا الان للمنظمة نحن ما زلنا في طور البحث والنقاش، ما يجري بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني المشاركة في هذه اللقاءات هو طرح اسئلة وتلمس اجابات عنها ونحن فصيل رئيسي في الساحة الفلسطينية فيجب ان نكون جزءا من هذا الحوار نشارك في طرح الاسئلة ونسهم في البحث عن الاجابات... اما القرار النهائي بالانضمام اوعدم الانضمام الى المنظمة فيتوقف في النهاية على ما ستسفر عنه هذه الجولات من الحوار، عندها نقيّم النتائج ونتخذ القرار النهائي.
• هل عدم مشاركتكم في السلطة هو السبب في المطالبة بالفصل بين انتخابات التشريعي وانتخابات المجلس الوطني؟
-هذا الرأي ليس رأينا فقط بل هو رأي فصائل اخرى بما فيها فتح وحماس، ونحن نعتقد ان هناك ضرورة وطنية لذلك تتمثل في ضرورة فك الارتباط بين السلطة والمنظمة لان السلطة مشروع طارئ وفاشل ومستقبلها غير معلوم، اما المنظمة فيجب المحافظة عليها لتكون هي الاطار الجامع والحامل للقضية في كل المراحل والظروف... الان هناك متغيرات جديدة في المنطقة في ظل الثورات العربية قد تستعيد فيها قضية فلسطين ما فقدته من عمقها وحضنها العربي والاسلامي فلابد من وجود المنظمة غير مكبلة بقيود السلطة للتعامل مع هذا الوضع... كما ان الدمج بين المنظمة والسلطة في ظل سريان لعبة التسوية يعني تفريغ المنظمة في السلطة وليس العكس أي ان السلطة تبتلع المنظمة وهذا ليس في مصلحة القضية.
• هل تنوون خوض انتخابات المجلسين الوطني والتشريعي؟
- موقفنا من مسألة الانتخابات عامة سنعلن عنها عندما تبدأ عملية الانتخابات او نتأكد انها ستجري فعلا.
• هل يعني هذا انكم تعتقدون بعدم حصول انتخابات؟
- نعتقد بوجود عقبات ان لم تمنع حدوث الانتخابات، فستؤجلها ولن تكون بالسرعة او في المواعيد التي يجري الحديث عنها.
• ما حقيقة الحديث عن اجتماعات بينكم وبين قيادات حركة حماس لتوحيد الحركتين؟
- حديث الوحدة بين حماس والجهاد موضوع قديم جديد، والرغبة والارادة في الوحدة موجودة لدى الطرفين من حيث المبدأ، اما شكل الوحدة وتوقيتها فما زال موضع بحث ونقاش بين الحركتين وداخل كل حركة على حدة، ونرجو ان تكون النتائج ايجابية ومرضية ان شاء الله.
• كيف تصف العلاقات بين الجهاد وحركة حماس في الخارج (مع خالد مشعل) وفي ظل حكومة حماس في قطاع غزة؟ متى يمكن ان تشاركوا في حكومة فلسطينية؟ حماس أخيرا جددت رؤيتها للحل مع العدو بالقبول بدولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود 1967 وما موقفكم من طروحات التسوية التي يتم تبادلها؟ وهل ترون في اميركا والرباعية الدولية وسيطا نزيها؟
- هذا السؤال حوالي خمسة اسئلة في سؤال. احاول الاجابة عنها بكلمات محدودة. علاقتنا بالأخ ابو الوليد خالد مشعل ممتازة ومع حماس في غزة هي في افضل احوالها، نشارك في حكومة فلسطينية ايمانيا عندما يشاء الله علا وجل، وسياسيا عندما نمتلك السيادة. لا نقبل باي حل او تسوية تتنازل عن شبر من ارض فلسطين. اميركا والرباعية ليسوا وسطاء حتى يكونوا نزيهين او غير نزيهين هؤلاء هم غطاء ومظلة الحماية الدولية لادامة احتلال فلسطين وانتهاك حقوق شعبها واذلاله.
• ما رؤيتكم للوضع الميداني في قطاع غزة في ظل تلويح الحكومة الاسرائيلية بحرب جديدة على القطاع؟ ما حقيقة التهدئة القائمة هناك؟
- التهدئة في القطاع هشة... وفي ظل الأوضاع الاقليمية الضاغطة على اعصاب العدو لا نستبعد ان يذهب الى الحرب في غزة.
• هل انتم جاهزون لحرب في غزة؟
- نحن نعرف حدود امكاناتنا كشعب فلسطيني، لكن اذا فرضت علينا الحرب، فنحن مطمئنون انها لن تكون كحرب 2009، وسيكون فيها الكثير من المفاجآت لصالح المقاومة بإذن الله.
• البعض ينتقد تقاربكم من ايران؟ كيف تصف هذه العلاقة في ظل التركيز الغربي والاسرائيلي على القدرة النووية الايرانية والحديث عن قرب شن ضربة قوية للقدرات الايرانية؟ هذا في ظل خوف خليجي من قوة ايران وانعكاس ذلك على مستقبل الخليج؟
- اولا، انتقاد علاقتنا بايران خصوصا من قبل من يديرون ظهرهم لقضية فلسطين وشعبها، امر عجيب وغريب انا افهم ان ينتقد ايراني حكومته مثلا لماذا تدعمون الفلسطينيين؟ اما ان ينتقد عربي الفلسطينيين لماذا تقبلون دعم ايران وتأييدها لكم بينما تخلى العرب والعالم كله عن الفلسطنيين... هل يعقل ذلك؟
اما التهديدات الاسرائيلية لإيران فهذه سياسة نتنياهو حيث نجح للاسف في جعل التهديد الايراني المزعوم رقم واحد على جدول الاعمال السياسي سواء في الكيان الاسرائيلي او في الاهتمام العالمي بالشرق الاوسط ولم يعد هناك شيء اسمه فلسطين... الشأن الفلسطيني لم يعد مطروحا على العقل الاسرائيلي في هذه المرحلة... هذا اضافة الى الانشغال العربي والانشداد العربي الى ما يجري في البلدان العربية من احداث وثورات.
• ما قراءتكم للوضع الفلسطيني في سورية؟ وما موقفكم مما يجري؟
- نحن كفلسطينيين نحاول ان ننأى بأنفسنا عن التدخل في اي شأن داخلي لأي دولة عربية، وهذا ينطبق على سورية وغيرها. ما يجري في سورية للاسف شيء محزن وخطير وقد تكون له تداعيات خطيرة وكبيرة على مستقبل سورية والمنطقة. نتمنى ان يجد الشعب السوري بكل مكوناته طريقة الى حل سلمي سوري يحقن الدماء، ويحافظ على وحدة سورية ويحقق طموحات شعبها في واقع افضل يليق بسورية ومكانتها ودورها في الامة.
• ما انعكاسات الانقسام على القضية الفلسطينية وعلى القدس التي تهود والاقصى المبارك الذي يجري المس به يوميا ويقتحم من قبل المستوطنين وهناك دعوات لتدميره وبناء الهيكل المزعوم؟ ما دوركم ورؤيتكم للامور؟
- من المؤسف جدا اننا كفلسطينيين أضعنا سنوات ونحن منشغلون بانفسنا بينما اسرائيل تغيّر معالم الارض والتاريخ والجغرافيا والبشر كل لحظة، لتنهي القضية الفلسطينية وتسدل الستار على كل شيء يتعلق بفلسطين بل تقطع علينا الطريق الى المستقبل.
بالنسبة للسلطة انا لا استغرب اي شيء سلبي في سلوكها تجاه القدس لان السلطة في اساسها مشروع صمم للتخلص من جوهر القضية، والقدس هي في القلب من الجوهر... ما يجري في القدس مذبحة حقيقية للتاريخ والجغرافيا وللمقدس في حياتنا وهذه لا تمس الفلسطينيين وحدهم بل تمس كل عربي وكل مسلم، لكن أين العرب وأين المسلمون من هذه المذبحة؟
آمل ألا تطول مرحلة انشغالنا بانفسنا وانشغال العرب بانفسهم ايضا، واذا كان هناك فعلا ما يمكن تسميته بالربيع العربي فنرجو ألا يتأخر الربيع الفلسطيني اكثر من ذلك فلا يعقل ان تصحو كل الشعوب ويغفو شعب فلسطين او ينام معدن شعبنا، وعمق جراحنا ومأساتنا يقول لنا: ان الربيع الفلسطيني آت لا محالة.
• كيف تنظرون الى صمود القيادي في حركة الجهاد خضر عدنان وإضرابه على الطعام 65 يوماً؟
- اضراب الشيخ المجاهد خضر عدنان وانتصاره شكل اضافة نوعية في تاريخ النضال الفلسطيني، كما ان وقفة شعبنا بكل فئاته وقواه مع قضية الشيخ المجاهد ولاسيما اهلنا واخواننا في الداخل في مناطق 48 برهن مجددا على ان الدم الفلسطيني كما يقولون: ما بصير ميّة واننا دائما قادرون على التوحد وصنع الانتصار.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,902,846

عدد الزوار: 7,007,708

المتواجدون الآن: 70