هل يجد الرئيس عباس ما يفعله؟!

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 آذار 2012 - 5:36 ص    عدد الزيارات 546    التعليقات 0

        

هل يجد الرئيس عباس ما يفعله؟!

بقلم معتصم حمادة

 

لا بد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس  يدرك جيداً أن توقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لا يعني توقف العملية السياسية. فالاحتلال يواصل إجراءاته القمعية ضد المدنيين في الضفة الفلسطينية في ظل "تنسيق أمني" مع أجهزة السلطة، لا يعكّر صفوه توتر العلاقات بين تل أبيب ورام الله.
والعمليات الحربية الإسرائيلية تتواصل ضد قطاع غزة، دون أن تلفت نظر مجلس الأمن أو الأمين العام للأمم المتحدة. كما أن الاستيطان يتواصل بحيوية ملحوظة وكأن حكومة نتنياهو، كما أسلفنا، تعيش سباقاً مع الزمن وتعمل على بناء أكبر عدد من الوحدات السكنية في القدس وأنحاء الضفة الفلسطينية، لإغراق المناطق المحتلة بآلاف جديدة من المستوطنين، وطمس معالم القدس، وخلق وقائع إضافية تحرف المفاوضات عن مسارها الحالي (رغم الانحياز الفاقع لآلياتها نحو الجانب الإسرائيلي)، وبما يغلق الطريق أمام ما يسمى الحل المتوازن، حتى وفقاً لمعايير واشنطن نفسها.
كما يدرك الرئيس عباس أن طول الانتظار لن يشكل يوماً ما عامل ضغط على الجانب الإسرائيلي ليوقف توسعه الاستيطاني، وأن التمسك بشرط وقف الاستيطان، والإصرار عليه، في كل مناسبة وكل محطة (دون خطوة عملية تسلح هذا الشرط بشيء من الصدقية) سيفرغه الشرط من مضمونه، ويفقده تأثيره، ويحوله مجرد حلقة ذِكْر تمارس بطريقة مثيرة للسخرية في المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية، يتابعها المشاهدون، بكثير من الملل، والتأفف.
ولا ندري ما إذا كان الرئيس عباس يدرك، أن مذكراته إلى الرئيس باراك أوباما، عن المفاوضات، وتعقيداتها، وعن رؤية الجانب الفلسطيني لمتطلبات استئنافها، سوف تجد لديه، في هذا الوقت بالذات، متسعاً لقراءتها، ومنحها الاهتمام المطلوب، خاصة ان ثمة اطمئناناً أميركياً، أن المفاوض الفلسطيني ألزم نفسه بسلسلة من القيود، حرصاً منه على عدم إغضاب "الراعي الأميركي" واستفزازه، وإثارة أعصابه، وأن المفاوض الفلسطيني يمتلك، إلى هذا، درجة عالية من "الإحساس بالمسؤولية" بحيث لا يباغت الطرف الأميركي بأية خطوة يمكن أن تعتبر "خروجاً على السياق العام".
مما لا شك فيه أن العملية السياسية تعيش واحداً من مآزقها الأكثر تعقيداً، وأن الجانب الفلسطيني هو من يعاني أكثر من سواه، من تداعيات هذا المأزق وتعقيداته، بينما يجد الجانب الإسرائيلي العديد من القضايا التي بإمكانها أن "تملأ فراغه السياسي"، في مقدمها الملف الإيراني، وتداعيات "الربيع العربي".
تُرى لو طال الانتظار، وازداد المأزق التفاوضي تعقيداً، هل سيكون بإمكان الرئيس عباس أن يملأ فراغه بعمل ما يبرر له بقاءه رئيساً للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير؟

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,843,952

عدد الزوار: 7,005,669

المتواجدون الآن: 61