إسرائيل بدأت كدولة رأسمالية وستبقى كذلك

تاريخ الإضافة الجمعة 9 آذار 2012 - 5:58 ص    عدد الزيارات 540    التعليقات 0

        

إسرائيل بدأت كدولة رأسمالية وستبقى كذلك

بقلم أنطـوان شلحـت - عكا

 

يُخيل لإسرائيليين كثيريـن ولأوساط أخرى في العالم أن دولة إسرائيل بدأت كـ "مشروع اشتراكي" رفع لواءه ائتلاف أحزاب عدة تتبنى الأيديولوجيا اليسارية بقيادة "حزب ماباي" (كلمة "ماباي" هي الأحرف الأولى من عبارة "حزب عمال أرض إسرائيل"، وهذا الحزب هو سلف حزب العمل الحالي)، وزعامة ديفيد بن- غوريون.  
غير أن كتابًا جديدًا بعنوان "كيف تحولت إسرائيل دولة رأسمالية؟"، صدر أخيرًا عن "منشورات برديس" في مدينة حيفا، يؤكد أن إسرائيل من الناحية العملية، ومنذ أول يوم من قيامها، كانت مشروعا صهيونيا- قوميا جامحًا، وأن ائتلاف تلك الأحزاب هو الذي قام بإنشائه وتعهده بالرعاية، في حين جرى إقصاء الاشتراكية نحو الهامش شيئًا فشيئًا، إلى أن تم إهمالها والتخلي عنها كليا.
مؤلف هذا الكتاب، وهو الباحث الإسرائيلي أمير بن بورات، الذي عمل سابقا أستاذًا في قسم العلوم السلوكية في جامعة "بن- غوريون" في بئر السبع، وأستاذًا في المسار الأكاديمي في "كلية الإدارة" في "ريشون لتسيون"، يشير إلى أن ما كان مُتاحًا أمام النخبة الحاكمـة لدى إقامة الدولة هو إمكان الاختيار بين النموذج الرأسمالي، الذي ضرب جذورًا عميقة في الغرب، والنموذج الاشتراكي الذي انعكست صورته المشوهة في الاتحاد السوفياتي السابق والدول الدائرة في فلكه في أوروبا الشرقية.  
وبين هذا النموذج وذاك، كان ثمة نموذج آخر، هو النموذج الاشتراكي- الديموقراطي الذي بدأ يتوطد في الدول الديموقراطية. ومع أنه في الظاهر تم اختيار النموذج الأخير، إلا إن الصهيونيين الاشتراكيين الديموقراطيين شرعوا منذ البداية بتهيئة الأرضية لتطبيق النموذج الرأسمالي، معللين ذلك بذريعة الظروف، وضرورات عملية بناء الشعب والدولة.  
وفي ما بعد، عندما انتقلت الزعامة من يد اليسار إلى يد اليمين، في أواخر سبعينات القرن العشرين الفائت، لم يكن الأخير بحاجة إلى أي مبررات وذرائع، ذلك بأن الليبرالية - الجديدة كانت دائما نهجا ثابتا لديه.
كذلك لم يكن هذا اليمين في حاجة إلى بذل أي جهد زائد، لأن أسلافه "اليساريين" مهدوا الطريق لتحول إسرائيل دولة رأسمالية قلبًا قالبًا.  
ويخلص مؤلف هذا الكتاب إلى أن دولة إسرائيل تعتبر الآن رأسمالية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، سواء من ناحية التقسيم الطبقي للعمل، أو انعدام المساواة الاقتصادية- الاجتماعية، أو من ناحية تحوّل الثقافة سلعة تجارية وغير ذلك. ويشدّد على أن المستقبل على هذا الصعيد لن يكون مختلفا بتاتًا عن الحاضر.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,895,621

عدد الزوار: 7,007,538

المتواجدون الآن: 87