إسرائيل تنشر لواء «غولاني» في الجولان

رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي حالة التأهب في المنطقة الشمالية وعاد جنود لواء «غولاني» ليتمركزوا بكثافة ملحوظة على خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية المحتلة بعد ان وصلت 40 سنة من الهدوء في ظل حكم آل الأسد الى نهايتها.

ولدى إسرائيل مخاوف حقيقية تتعلق باليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد الذي سيترك ساحة تعج بنشاط تنظيم «القاعدة» وغيره من المنظمات الإسلامية إضافة إلى «حزب الله» وإيران وفقا لتعبير موقع صحيفة «معاريف» العبرية الالكتروني الذي نشر امس تقريرا مطولا تناول الأوضاع الأمنية والعسكرية في الجولان المحتل والاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة التطورات المتوقعة.

وقال الموقع: «رغم أن الجبهة اللبنانية تحظى باهتمام أوسع واكبر من نظيرتها السورية، لكن القتال الذي اندلع قبل عامين في الجارة الشمالية يزداد شراسة ويرتقي درجات على سلم العنف ما استثار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وحثها على اتخاذ خطوات استباقية».

وبعد أربعة أشهر جلست فيها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قرب الجدار لمراقبة الاحداث دون أن ترد على ما سمته بتدحرج المعركة والقتال من سورية إلى الهضبة المحتلة، قررت الأسبوع الماضي الرد بتدمير موقع سوري نظامي ادعت بأنه نفذ إطلاق نار مباشر ومقصود باتجاه دورية سورية ولترد على مواقع سورية مرتين متتاليتين في اقل من 12 ساعة.

وتحول ما كان يعرف بإطلاق نار طائش إلى إطلاق نار مقصود على الاقل في الحادثة الأخيرة ويبدو ان الحديث يدور عن مبادرة ذاتية محلية لجنود سوريين مرابطين في المنطقة، لذلك أطلقت إسرائيل صاروخا من طراز «تموز» ذا قدرة عالية على الإصابة الدقيقة وذلك في تصريح واضح للنوايا حسب تعبير الموقع الالكتروني.

وقالت مصادر إسرائيلية: «يمكنك مشاهدة ساحة الحرب السورية وبكل تأكيد سماع انفجارات دون الحاجة إلى منظار».

وقال قائد وحدة الهندسة في الجولان المحتل: «لم نر حتى الان طائرات ومروحيات عسكرية لكننا شاهدنا كل شيء تقريبا».

وأضاف: «الجبهة هنا تتغير باستمرار وبسرعة وهذه هي المرة الأولى التي أواجه فيها تقييما للوضع يمكن ان يتغير بشكل حاد جدا في كل لحظة ولم أكن أتوقع أن تتغير الجبهة بهذا الشكل السريع وان هذا التغير قد يتدهور سريعا نحو الحرب».

ورابطت حتى فترة قريبة على خط وقف إطلاق النار في الجولان قوات احتياط إسرائيلية أو بعض وحدات المدرعات لكن سيحل جنود لواء غولاني مكان احد الألوية العسكرية وتمتد عمليات الجنود الى ما بعد خط وقف إطلاق النار دون أن يجتازوا المنطقة المحتلة باتجاه الأراضي السورية او في المنطقة المعروفة باسم «خط الفا»، وذلك بهدف إظهار جهود إسرائيلية تتعلق بمتابعة وتعقب أثار من يحاول اجتياز خط وقف النار حتى قبل أن يصل إلى الخط نفسه.

ولفت الى ان شهر أكتوبر الماضي شهد ازدياد حدة المعارك الدائرة في وسط هضبة الجولان وبعد ثلاثة أيام فقط من وصول وحدة الهندسة المذكورة إلى الجولان وجدوا أنفسهم على مقاعد «المشاهدين» يراقبون المعارك الدائرة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر والتي وصلت تقريبا إلى خط وقف إطلاق النار حيث امكنهم مشاهدة القذائف والطلقات النارية المتبادلة بين الطرفين سقط بعضها وانفجر في موقع قريب من الموقع العسكري الإسرائيلي.

وقال قائد وحدة الهندسة في رد على اسئلة لموقع الجيش الاسرائيلي الالكتروني: «معظم جهودنا منصبة على مواجهة احتمال وقوع عملية اختراق مشابهة لتلك التي جرت على الحدود مع مصر بواسطة مدرعة او مثل العملية التي وقعت على الطريق رقم 12 قرب ايلات قبل سنتين ولإحباط مثل هذه السيناريوهات تتوجه معظم جهودنا وقواتنا وحسب اعتقادي فان هذا ما سيحدث في فترة ما دون سابق إنذار لذلك نحاول فهم ومعرفة في أي قطاع قد تحدث مثل هذه العمليات».

من جهة ثانية، يتلقف الجنود الإسرائيليون الأفلام التي يرفعها السوريون على موقع «يوتيوب» بشغف كبير حيث يقوم جنود وحدات قصاصي الاثر (معظمهم من البدو) بدور المترجم لهذه الأفلام التي يستخدمها الجنود والقيادة العسكرية الإسرائيلية في محاولة لوضع التصورات والسيناريوات المتوقعة وفهم طرق عمل المسلحين السوريين».

وقال قائد وحدة الهندسة « في إحدى المرات شاهدنا فيلم تم تصويره تماما أسفل موقعنا هذا لذلك يمكنني معرفة ما يدور على الجهة الأخرى من الموقع من خلال مشاهدة الفيلم وفي بعض الأحيان استعين بالمنظار لرصد ما يجري وفي أحيان أخرى اكتفي بأفلامهم التي يصورونها التي تمنحنا فرصة تخمين طريقة تفكيرهم وكيف ينظرون إلينا ودراسة طريقة قتالهم وكيف يديرون أنفسهم».