إردوغان يتجه لإغلاق حزب معارض مؤيد للأكراد...

تاريخ الإضافة الأحد 3 كانون الثاني 2021 - 12:52 ص    عدد الزيارات 2271    التعليقات 0

        

إردوغان يتجه لإغلاق حزب معارض مؤيد للأكراد... يشعل معركة جديدة مع حزب «الشعب الجمهوري» حول الحجاب....

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق.... بدأ «تحالف الشعب» الحاكم في تركيا المؤلف من حزبَي: «العدالة والتنمية» برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان «والحركة القومية» برئاسة دولت بهشلي، تحركاً لإغلاق حزب «الشعوب الديمقراطية» ثاني أكبر أحزاب المعارضة بالبرلمان والمؤيد للأكراد. وكشفت أوساط حزبية في تركيا، أمس (السبت)، عن أن تحالف الشعب أطلق الخطوة الأولى لإغلاق حزب «الشعوب الديمقراطية» الذي شكل تهديداً قوياً له، وظهر تأثيره الكبير في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) 2019، وتسبب دعمه غير المعلن لحزب «الشعب الجمهوري» في انتزاع الأخير أكبر 5 بلديات في تركيا، في مقدمتها المعاقل التقليدية للعدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة، ما شكَّل ضربة قوبة لإردوغان وحزبه. وبدأ التحرك باتجاه إغلاق حزب «الشعوب الديمقراطية» بتغريدة لبهشلي الشهر الماضي، قال فيها إنه يجب إغلاق حزب «الشعوب الديمقراطية» وعدم فتحه مرة أخرى، وفتحت هذه التغريدة التساؤلات حول موقف حزب «العدالة والتنمية» برئاسة إردوغان من قضية إغلاق الأحزاب السياسية، بعدما تعرض الحزب نفسه لمحاولة سابقة لإغلاقه في عام 2008، استناداً إلى اتهامه بالخروج عن المبادئ العلمانية للجمهورية التركية، ووقتها اكتفت المحكمة الدستورية بمعاقبته بقطع نصف الدعم المقدم من خزانة الدولة إليه، ليفلت بذلك من الإغلاق. وعبَّر حزب العدالة والتنمية عن موقفه من دعوة بهشلي لإغلاق «الشعوب الديمقراطية» من خلال عدد من مسؤوليه، في مقدمتهم نائب رئيس الحزب نعمان كورتولموش، ونائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب بالبرلمان بولنت توران، والمتحدث باسم الحزب عمر تشيليك الذين أوضحوا أن هناك أساليب أخرى غير الإغلاق يمكن اتباعها، وأن هناك صيغاً وسيطة، مثل قطع مساعدات الخزانة، وكذلك إغلاق الحزب باستخدام المادة 68 من الدستور التركي التي تنص على أنه «لا يمكن تشجيع الأحزاب السياسية على ارتكاب جرائم». ولفتت صحيفة «جمهورييت» التركية، القريبة من حزب «الشعب الجمهوري» أمس، إلى أن مطالبة بهشلي بإغلاق حزب «الشعوب الديمقراطية» كانت تدبر خلف الكواليس خلال الفترة القليلة الماضية. ورأى تحالف الشعب أنه يمكن وضع حزب «الشعوب الديمقراطية» تحت بند «التحريض على ارتكاب الجريمة» بادعاء أن نواباً منه حضروا جنازات أعضاء في «العمال الكردستاني»، الأمر الذي يتعارض مع أحكام الدستور. وحقق «الشعوب الديمقراطية» اختراقاً كبيراً في السياسة التركية، عندما استطاع في انتخابات 7 يونيو (حزيران) 2015 دخول البرلمان بحصوله على أكثر من 13 في المائة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحقق فيها مثل هذا الإنجاز للأحزاب الكردية في تركيا، وكان الفضل الكبير في هذه الخطوة لزعيم الحزب الشاب صلاح الدين دميرطاش، المعتقل منذ أكثر من 5 سنوات بتهمة الإرهاب، وواصل الحزب البقاء داخل البرلمان بكتلة نيابية في الانتخابات التي أجريت منذ 2015 وحتى آخر انتخابات في 2018؛ لكنه يشهد حملة استهداف قوية منذ عام 2016؛ حيث يتهمه إردوغان بأنه يعمل كذراع سياسية لحزب «العمال الكردستاني»، المصنف في تركيا كمنظمة إرهابية. وأسقط البرلمان عضويته عن عديد من نواب الحزب، وتم اعتقالهم بتهمة دعم الإرهاب، كما دأبت الحكومة على عزل رؤساء البلديات المنتخبين من صفوفه واعتقالهم وتعيين أوصياء من جانبها ليحلوا محلهم، وهو ما حدث أيضاً بعد الانتخابات المحلية الأخيرة التي فاز فيها 60 مرشحاً للحزب، برئاسة بلديات مدن وأحياء في شرق وجنوب شرقي تركيا. وتعرضت الأحزاب الكردية في تاريخ تركيا للإغلاق مراراً، وكان الحزب الذي يتم إغلاقه يعيد تأسيس حزب جديد باسم مختلف، ويستثني القيادات التي يفرض عليها حظر ممارسة العمل السياسي لمدة تصل إلى 5 سنوات. على صعيد آخر، أشعل إردوغان معركة مع المعارضة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تشبيهه وجود نساء محجبات في اجتماعات حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، بـ«عرض» للنساء والأزياء، ما أثار استياء واسعاً في أوساط المعارضة والرأي العام. وهاجم إردوغان، عقب صلاة الجمعة في إسطنبول أول من أمس، رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، قائلاً: «إن إحضارك عدداً قليلاً من النساء بالحجاب لحضور بعض فعاليات الحزب كنموذج عرض للحصول على الأصوات، لم يعد يخدع أي شخص. لقد ولَّى زمن هذه الأمور». من جهته، قال كليتشدار أوغلو: «ماذا تقصد بنموذج عرض؟ لا مشكلة من جهتكم؛ لكن عندما نرى هذه المظاهر من حزب آخر، غير حزب (العدالة والتنمية)، فهي عرض أزياء ونساء. على إردوغان أن يعتذر لجميع النساء المحجبات. لا توجد إهانة للمرأة أكثر من هذا الكلام. كلامك ليس صحيحاً. ماذا تقصد بعارضة أزياء؟». وندد كليتشدار أوغلو بتصرفات إردوغان قائلاً إنه «يواصل من كرسيه إطلاق كافة أنواع الإهانات للأمة، والمواطن، ومن يكشفون رؤوسهم أو يغطونها. إنه أمر مؤسف، إنه خطيئة لفصل وتقسيم المجتمع، أليس كافياً ما تقوم به؟ فقط اصمت قليلاً. توقف عن إهانة الناس. كل من يقف إلى جانبك لطيف جداً، وكل من هو ضدك فهو عدو. نحن نعيش معاً في هذا البلد. مكشوفات الرأس، مُحجبات، نساء، رجال، شباب... نحن نعيش معاً. اتركنا. على الأقل، دع هذه الأمة تبتسم في اليوم الأول من عام 2021. أنا حقاً أتألم». وانتقد حزب «الديمقراطية والتقدم» الذي يرأسه نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان موقف إردوغان وكليتشدار أوغلو معاً، قائلاً إن أحدهما يهين النساء المحجبات بقوله: «متشددة»، والآخر بقوله: «عارضة أزياء»، مضيفاً أنه «على الرغم من أن تلك التصريحات تبدو متناقضة، فإن هذه الآراء تعكس العقلية الاستبدادية نفسها التي يغذي بعضها بعضاً، إذ كلاهما يفهم الزي الرسمي للنساء عن طريق الحجاب، وكلاهما مُستغل للنساء، وكلاهما عفا عليه الزمن». وهاجمت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار، عبر «تويتر»، إردوغان قائلة: «السيد إردوغان، بينما قتلت 386 امرأة في بلادنا العام الماضي (2020)؛ فإنك تخرج أيضاً وتهين النساء دون أدنى خجل. اذهب وأدِّ واجبك أولاً، واحفظ أمن وسلامة النساء. لقد سئمت الأمة حقاً هذه العقلية القذرة». ورد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، على أكشينار، معرباً عن استيائه من هجومها على إردوغان، قائلاً إن حديث أكشينار عن حال النساء في تركيا مغرض، مشيراً إلى أن إردوغان يملك «عقلية ثورية» في مجال حقوق المرأة، وإن هجومها على الرئيس هو «هجوم أعمى»، مضيفاً أن «أكبر مصيبة يمكن أن تحدث في التاريخ السياسي هو إعطاء أداة السياسة للأشخاص الخطأ».

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,715,205

عدد الزوار: 6,962,521

المتواجدون الآن: 60