البحث عن أمير لبلاد الشام [3 / 3]: «سرايا زياد الجراح» قتال إسرائيل ووقف الخطر الشيعي

تاريخ الإضافة الجمعة 27 كانون الثاني 2012 - 5:03 ص    عدد الزيارات 1006    التعليقات 0

        

 

البحث عن أمير لبلاد الشام [3 / 3]: «سرايا زياد الجراح» قتال إسرائيل ووقف الخطر الشيعي
عند ذكر القاعدة، يحضر بقوة اسم كتائب عبد الله عزام، التنظيم الأصولي الصاعد الذي ينتظر أخذ البيعة، لتولي مسؤولية القيادة الجهادية. تنظيم «يبني بالسر والكتمان»، تقوم استراتيجيته على «قتال العدو الإسرائيلي وحماية الطائفة السنية المظلومة في وجه الخطر الشيعي المتمثل بحزب الله».
بقلم..رضوان مرتضى
البحث عن أفراد «كتائب عبد الله عزام» في مخيم عين الحلوة يشبه البحث عن إبرة في كومة قش. يفضل أفراد هذا التنظيم القاعدي البقاء في الظل. يعملون بهدوء، ويتحكّمون باللحظة التي يخرجون فيها إلى الضوء. ورغم أن وجوهاً عدة منهم معروفة في أوساط المخيم بانتمائها الصريح إلى هذه المجموعة، إلا أن أبناء المخيم وقيادات الفصائل الفلسطينية يتجنّبون الإشارة إليهم.
المصادر الأمنية تؤكد أن «حركة لافتة» لـ«الكتائب» سُجّلت في المخيم في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في ما يتعلق بتنقل الأشخاص وشراء الأسلحة. وأكدت المصادر لـ«الأخبار» «دخول عدد كبير من الغرباء» إلى عين الحلوة أخيراً، يتولى سعودي يدعى ماجد الماجد تنظيم صفوفهم. وأشارت إلى معلومات عن وصول عبد المجيد عزام، حفيد عبد الله عزام، إلى المخيم بواسطة هوية مزورة باسم صالح موسى شبايطة (مواليد 1971 ـــــ عين الحلوة)، وعن إقامته في منزل اللبناني عبد الغني جوهر الملقب بـ«أبو بكر» (مواليد 1983) والمشتبه في ارتكابه جرائم تفجير في طرابلس والبحصاص والعبدة استهدفت حافلتين ومركزاً للجيش، إضافة إلى دوره في تفجير في دمشق خريف عام 2008. وكشفت المصادر عن اجتماع عُقد في المخيم أخيراً نقل خلاله عزام رسالة من قيادة القاعدة إلى قيادي سابق في تنظيم «فتح الإسلام» تطلب حماية جوهر من أي محاولة لاغتياله، ومعلومات عن اليونيفل وخرائط عن منطقة عملها.
بدأ بن لادن التخطيط وأكمله الظواهري لإعادة تسويق التنظيم وفق تسمية جديدة
وضم الاجتماع، بحسب المصادر نفسها، كلاً من الفلسطينيين نعيم عباس (أبو إسماعيل) وزياد أبو النعاج المكنى بـ«أبو أسامة» (مواليد 1975) واللبناني توفيق طه، وهم معروفون في أوساط التنظيمات الإسلامية بانتمائهم إلى القاعدة. فعباس (مواليد 1970) هو، بحسب الأجهزة الأمنية، أحد أبرز الناشطين في تنظيمي القاعدة وفتح الإسلام، كذلك فإنه أبرز المطلوبين في قضية اغتيال رئيس غرفة العمليات في الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج عام 2007. وكان قد أوقف في تسعينيات القرن الماضي بعد مشاركته في إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوقِف معه الشيخ صالح قبلاوي (أبو جعفر المقدسي) الذي قضى في العراق لاحقاً. أما طه المكنى بـ«أبو محمد» (مواليد 1962) فهو مطلوب بأكثر من 25 مذكرة توقيف وبلاغ وإلقاء قبض، ويؤكد أمنيون أنه «رجل القاعدة الأول» في عين الحلوة. وهو طوّر أسلوب عمله خلال السنوات الماضية، فبات ينشئ خلايا «عنقودية»، وحدّث أسلوبَ تواصله مع المجموعات التابعة له خارج المخيم، فصار أكثر اعتماداً على الإنترنت منه على الهواتف الخلوية. ورغم ما يتردد عن وجوده خارج المخيم، يؤكد مسؤولون في فصائل عديدة أنه موجود في عين الحلوة ويتنقل دائماً بين أحياء المخيم، من دون أي إجراءات أمنية تذكر.
في مكان ما في مخيم عين الحلوة، التقت «الأخبار» قيادياً في «الكتائب» سبق أن انشقّ عن عصبة الأنصار. يؤكد القيادي أن التنظيم يتألف من عناصر منشقة عن حركات فلسطينية داخل المخيم، أبرزها عصبة الأنصار. وعناصر من «الكتائب» قدموا إلى المخيم من العراق، إضافة إلى آخرين مستقلين «جمعتهم رؤية موحدة في مقاربة الوضع السياسي اللبناني وفي الغاية الجهادية لتأسيس دولة الإسلام»، علماً بأن أحد مشايخ «السلفية الجهادية» يؤكّد أن «الكتائب» ترى في تنظيمي الحركة الإسلامية المجاهدة وعصبة الأنصار «مسلمين مقصّرين أو عاصين» و«تدعو إلى قطع أي علاقة لهما مع الشيعة أو أجهزة الاستخبارات اللبنانية».
يتمحور النقاش في الجلسة حول الوضع في المنطقة و«المجازر التي يتعرض لها الأخوة في سوريا». ويشير القيادي إلى «معلومات» عن نية لدى استخبارات الجيش لاستهدافهم «بضغط من حزب الله»، مؤكداً أنه في حال حدوث ذلك «سنضرب عمق الضاحية». ويكشف أن «هناك 20 استشهادياً جاهزين ينتظرون الإشارة». كذلك تحدث عن إحباط عملية لفرع المعلومات الذي كان بصدد الإعداد لـ«إنجاز وهمي». وعن الصراع مع العدو الإسرائيلي، يستنكر «منع حزب الله المسلمين السنّة من قتال إسرائيل»، وتأديته «دور حامي الحدود» و«وضع نفسه في خانة العدو»، ليخلص إلى «أننا سنقاتل عدوّين: إسرائيل، وحزب الله الشيعي الذي يحمي حدودها».
نطلب مقابلة توفيق طه، فيعد بإيصال الطلب. بعد أيام، يبلغنا في اتصال هاتفي بأن «الشخص الذي طلبت مقابلته غير موافق على إجراء المقابلة في الوقت الحالي»، مبرّراً ذلك بـ«الظروف الأمنية الحسّاسة التي تمر بها المنطقة».
في زيارة ثانية للمخيم، وفي المكان نفسه، نلتقي القيادي نفسه، في حضرة وجوه جديدة. يعتب على نشر معلومات غير موثوق بها يتعلق أحدها بحادثة إطلاق الصواريخ في 29 تشرين الثاني الماضي على إسرائيل. وحين نلفته إلى بيان موقع باسم كتائب عبد الله عزام أعلن تبني العملية، يرد أحد الحضور بأنها «بيانات مفبركة لا علاقة للكتائب بها»، مشيراً إلى أن «أي مسلم يفخر باستهداف إسرائيل، ولو كنا فعلنا ذلك لتبنيناه». ويرى أن الهدف من إطلاق الصواريخ «إثارة البلبلة وتوجيه رسالة من حلفاء النظام السوري تفيد بأن أمن سوريا من أمن إسرائيل»، مشيراً إلى أن مجمل بيانات «الكتائب» لا يتجاوز الستة من بينها بيان «خرق الحصون» في 29 آب 2009 الذي هاجم اليونيفيل واستخبارات الجيش اللبناني وحزب الله، إضافة إلى تسجيل صوتي.
وفي زيارة ثالثة لعين الحلوة، التقت «الأخبار» قيادي في «كتائب عبد الله عزام» كنيته أـ. ح. اللقاء رُتّب عبر وسيط بقاعي على اتصال مع «الأخوة المجاهدين» في لبنان وسوريا والعراق. التواصل مع الوسيط جرى عبر الشبكة العنكبوتية لأنها «أكثر أماناً للمجاهدين» منذ أن اخترقت القوى الأمنية شبكة الاتصالات، وتمكنت من توجيه ضربات لبعض قادة الصف الثاني من «المجاهدين»، وكادت تصل إلى قيادات من الصف الأول، لولا تدارك الأمر والتوقف الكامل عن استعمال شبكتي الهاتف الثابت والمحمول، وحصر استعماله في الحالات القصوى.
يؤكد القيادي أن «الكتائب» تعيد تنظيم صفوفها للانضواء في «المشروع الجهادي العالمي»؛ لأن هذا المشروع «غير محصور في منطقة». ويشير إلى أن «أهم أهدافنا هو نصرة الطائفة السنية المظلومة أمام زحف الشيعة»؛ لأن «هناك قاعدة فقهية تقول إن قتال المرتد القريب أولى من قتال الكافر البعيد». ورأى أن «أي ارتباط بأي دولة يُعَدّ عمالة سياسية». وتحدث عن توقيف الأجهزة الأمنية اللبنانية أربعة عناصر قدموا إلى مخيم عين الحلوة من الأردن، إضافة إلى فلسطيني يدعى بلال كان يتولى التنسيق بين المجموعات. وتعدّ «الكتائب»، بحسب المعطيات المتوافرة لدى الباحثين ورجال الأمن، الفرع اللبناني لتنظيم القاعدة. ويتردد في الأروقة الأمنية أن هذا التنظيم الذي وُلد عام 2004، آخذٌ في النمو، وعلى رغم اعتباره تنظيماً لبنانياً صاعداً، إلا أنه يضمّ في صفوفه أعضاءً سعوديين وفلسطينيين.
وتقول مصادر سلفية إنه عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية استخبارية أميركية في مدينة آبوت الباكستانية مطلع أيار الماضي وحلول الدكتور أيمن الظواهري (59 عاماً) أميراً جديداً للتنظيم، بدأ الأخير يبحث في تغيير استراتيجية التنظيم الذي واجه مشكلة في التمويل بعدما أوقف المتبرّعون الخليجيون تمويلهم إثر رحيل بن لادن. ورأى الظواهري أن القاعدة صار اسماً «مشوّهاً»، يرتبط تلقائياً بالقتل الدموي والتفجيرات العشوائية، ما يؤثر في قدرته على استقطاب المؤيدين، فقرر إعادة تسويقه وفق تسمية جديدة. وأشارت المصادر إلى وثائق عُثر عليها في منزل بن لادن عقب مقتله أشارت إلى أنه كان يفكّر في تغيير اسم تنظيمه بعد اقتناعه بأن الاسم بات مكروهاً من كثيرين. وأضافت أن الأمر طُرح على مجلس شورى التنظيم، واتُّفق على استبدال الاسم باسم «كتائب عبد الله عزام». كذلك تقرر أن «تُميّز كل منطقة بتسمية سرايا على اسم مجاهد يتمتع برمزية معينة. وهكذا كان، فكرّت سبحة التسميات. بدءاً من سرايا أبو مصعب الزرقاوي في الأردن، مروراً بسرايا يوسف العييري في مصر وسرايا أبو حسن المحضار في اليمن، وصولاً إلى سرايا زياد الجراح في لبنان».
ويُعَدّ عبد الله عزّام أحد رواد «المجاهدين العرب» في أفغانستان ضد القوات السوفياتية حتى مقتله في باكستان عام 1989، وهو الملهم الفكري لكل من بن لادن والظواهري. أما الجراح فهو اللبناني الوحيد بين الانتحاريين الـ 19 الذين نفّذوا هجمات 11 أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة.
ورغم أن بيانات «كتائب عبد الله عزام» تُنشر على موقع الفجر الإعلامي الخاص بتنظيم القاعدة، إلا أن جهاديين كثراً يؤكدون أنها «لم تأخذ البيعة بعد». فيما تشير الأوساط القاعدية إلى أن «إمارة» بلاد الشام باتت على الأغلب معقودة لـ«الكتائب»، إلا أن الخيار لا يزال يتأرجح بين «سرايا زياد الجراح» اللبنانية و«سرايا أبو أنس الشامي» السورية، علماً بأن الكفة تميل حتى الآن لمصلحة الأخيرة التي يتزعمها «أبو أنس الحمصي»؛ إذ إن التنظيم الدولي للقاعدة، بحسب مصادر «جهادية»، ينحو إلى إدخال تعديلات على استراتيجيته لجهة توجيه السلاح نحو إسرائيل؛ لأن «من شأن ذلك شد العصب المسلم لما لفلسطين من مكانة في قلوب المسلمين». انطلاقاً من ذلك، تبرز الخصوصية الجغرافية لكل من لبنان وسوريا، الأمر الذي سيجعل من جبهتي الجنوب اللبناني والجولان السوري محط أنظار «المجاهدين» في المستقبل القريب.
أول جماعة جهادية سورية
حصلت «الأخبار» على نسخة لشريط مصور لجماعة جهادية تعلن عن نفسها تحت مسمى « جبهة النصرة لأهل الشام ». وهذه المجموعة هي أول جماعة جهادية سورية مزكاة من القاعدة تعلن عن نفسها في سوريا بحسب قيادي من السلفية الجهادية. وقد تم إصدار الشريط المرئي، مدته 16 دقيقة و 47 ثانية، عن مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي التي تظهر للمرة الأولى، عند الخامسة من صباح أمس. ويظهر فيه مجموعة مقاتلين ملثّمين يتدرّبون . ويتكلم في الشريط رجل اسمه الفاتح أبو محمد الجولاني، بصفة المسؤول العام لجبهة النصرة، كما عُرّف عنه. يحث فيه المسلمين على الإلتحاق بجبهة النصرة، ويهاجم « الغرب والنظام التركي والجامعة العربية وإيران الصفوية وحلمها البائد ». كما يعتبر أن الذين يزيلون النظام البعثي، « ليس الكفار بل الذين صبروا على الحملة الشرسة لهذه المدة الطويلة». ويذكر الجولاني أنه قدم إلى أرض سوريا من إحدى الساحات الجهادية التي لم يسمها مع مجموعة من رفاقه بعد شهور من إندلاع الثورة نصرة لأهل الشام في ثورتهم ضد النظام البعثي .
كما يتضمن التسجيل كلمات قصيرة لبعض الرجال يتوعدون نظام الأسد بالزوال . وقد اختتم التسجيل المصور بعرض بعض التشكيلات والكتائب المسلحة التابعة للجماعة في عدة مناطق من سوريا شملت حماة ودير الزور وإدلب ودرعا وغيرها، علماً أن الشريط مترجم للغة الإنجليزية.
يتردد في الأوساط الجهادية أن العديد من الجهاديين السوريين الذين كانوا في العراق، توجهوا إلى سوريا لإعلان الجهاد ضده.

الأردن يدرس «سيناريوهات» متعددة للتعامل مع الاستحقاقات الدستورية..

 السبت 1 حزيران 2024 - 5:35 ص

الأردن يدرس «سيناريوهات» متعددة للتعامل مع الاستحقاقات الدستورية.. أمام حسابات المشهد المحلي وتطو… تتمة »

عدد الزيارات: 159,036,415

عدد الزوار: 7,122,303

المتواجدون الآن: 65