"النهار" تعاين بؤر التوتر في لبنان [3]..عرسال المتعاطفة معنوياً ولوجستياً مع المعارضة تنتظر سقوط الاسد

تاريخ الإضافة الخميس 2 شباط 2012 - 8:07 ص    عدد الزيارات 903    التعليقات 0

        


 

عباس الصباغ


 

"النهار" تعاين بؤر التوتر في لبنان [3]

عرسال المتعاطفة معنوياً ولوجستياً مع المعارضة تنتظر سقوط الاسد

 

مشهدان يتقاسمان الساحة الرئيسية في عرسال: كتابات على جدران تدعو الى اسقاط  نظام البعث في سوريا  تعلوها صورة للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، وفي المقابل وعلى مسافة امتار قليلة ترتفع لافتة ضخمة كتب فيها "عرسال قلعة المقاومة وقلب الوطن"، مذيلة بتوقيع مختار البلدة علي ملحم الحجيري الذي رفعها اعتراضاً على زيارة وفد من نواب زحلة الى عرسال، اذ استفزه كلام حول المقاومة، فعمد الى رفع هذه اللافتة للتذكير بتاريخ عرسال،رغم المتغيرات التي أرخت بظلالها على لبنان بعد عام 2005 والتي طاولت البلدة. ومع اندلاع الازمة السورية وجدت عناصر سلفية طريقها اليها. وباتت البلدة أشبه بـ"غيتو" يخضع الداخل اليها لرقابة من شبان البلدة الذين لا يترددون في طلب الاوراق الثبوتية وارقام هواتف الصحافيين. لكن اللافت في عرسال ان اجراء المقابلات الصحافية يخضع لرقابة صارمة، اذ تُمنع مقابلة اشخاص غير متعاطفين مع المعارضة السورية ويطلق على هؤلاء صفة"العملاء لسوريا وحزب الله".
ولدى مقابلتنا بعض هؤلاء تمنوا عدم ذكر اسمائهم.
 هذه المقدمة هي لتسليط الضوء على التباين بين ابناء عرسال وان تكن الدفة تميل بشكل كبير لمصلحة مناهضي النظام السوري وانصار "الثورة السورية".
حماسة التأييد لـ"الجيش السوري الحر" يترجمها اهالي عرسال دعماً معنوياً عبر جمع التبرعات لهذا الجيش مع انتشار صناديق لهذه الغاية في محال عدة في البلدة، في ظل حديث عن دعم لوجستي يتمثل بتهريب السلاح عبر الحدود الشاسعة التي تفصل بين عرسال وسوريا (نحو70 كيلومتراً)، وعلى امتداد هذه المسافة تتداخل الأراضي اللبنانية بالأراضي السورية من ريف دمشق وريف حمص الى عرسال ومشاريع القاع. والأخيرة تشكل نقطة عبور من بلدة القصير السورية الى عرسال.
 
 

تهريب السلاح
 

يرفض المتعاطفون مع المعارضة السورية نظرية تهريب السلاح الى المعارضين السوريين بهدف الدعم اللوجستي للمساهمة في اسقاط النظام، لكن بعضهم يقر بالدوافع التجارية للتهريب. وبحسب هؤلاء، فإن المهربين ليسوا من عرسال فحسب وانما من البلدات المجاورة وهدفهم الكسب المادي غير المشروع وهذا الأمر يفسره ارتفاع سعر بندقية الكلاشنيكوف الى 2000 دولار أميركي. ويروي تاجر سلاح صيد ان احد النافذين في البقاع اشترى 200 بندقية "بومب أكشن" وباعها الى سوريين مقربين من الاستخبارات السورية ومنهم من خدم في لبنان. ولدى استفسار قيادي حزبي لبناني من قوى 8 آذار عن الأمر في البقاع كانت الاجابة: "لم نكن نعرف ان الشخص الذي اشترى البنادق اصبح مع المعارضة السورية".
وفي هذا السياق يغمز عدد من غير المتحمسين للمعارضة السورية من قناة تهريب الاسلحة من عرسال الى سوريا وإن كانوا يرفضون تصريحات وزير الدفاع فايز غصن عن وجود تنظيم "القاعدة" في بلدتهم رغم حضور محدود للعناصر السلفية التي يقول  المختار محمد الحجيري ان عددها لا يتجاوز العشرة. في حين يرى المختار عبد الحميد عزالدين ان "التهريب على الحدود المشتركة بين الدول امر متعارف عليه  في العالم وحتى بين الولايات المتحدة الاميركية وجارتها المكسيك، فلماذا استغراب التهريب بين لبنان وسوريا خصوصاً في ظل الازمة السورية الراهنة؟". في المقابل يوضح الحجيري: "في الفترة السابقة كانت عرسال محطة للتهريب بين القرى المجاورة وسوريا قبل اندلاع الاحداث فيها،  اما اليوم فالحدود ممسوكة من النظام السوري ومزروعة بالالغام وهناك صعوبة في اجتيازها، علماً ان السوريين يدخلون الاراضي اللبنانية من دون رقيب او حسيب". نفي الحجيري لاستمرار التهريب، يدحضه بعض سكان البلدة، مؤكدين استمرار عمليات التهريب.

 

دعم "الجيش السوري الحر"
 

يشرح المختار الحجيري  دوافع التعاطف مع "الجيش السوري الحر" والمحتجين في حمص: "في سوريا ثورة ضد الطاغية بعد قهر استمر 40 عاماً، ونحن في عرسال مشكلتنا مع هذا النظام بدأت قبل تسلم عائلة الأسد الحكم، وتكفي نظرة الى ضرائح شهدائنا في مقبرة البلدة لمعرفة المجازر التي ارتكبها بحق أبناء عرسال يوم كان الذبح على الهوية في مخيم تل الزعتر". وبعد الاستفسار منه عن دقة معلوماته عن مخيم تل الزعتر والاحزاب التي دخلته وهجرت سكانه، يجيب الحجيري: "النظام السوري يقف وراء قتلهم(...)".

 

النازحون وصلوا... لم يصلوا
 

منذ بدء الاحتجاجات في سوريا يتردّد ان عدداً من النازحين السوريين وصلوا الى عرسال من القرى السورية المجاورة وخصوصاً من بلدة القصير، وثمة تضارب في أعدادهم. فبحسب المختار الحجيري ان عدد العائلات النازحة تخطى الـ70 عائلة، بينما يرجح المختار عزالدين ان يكون عددهم أقل من 20، ويضيف: "في بلدتنا عدد كبير من العمال السوريين، ويمكن ان تكون عائلاتهم انضمت اليهم، عدا ان هناك زيجات مختلطة كثيرة بيننا وبين جيراننا السوريين، لذلك يصعب تحديد عدد النازحين في ظل غياب الاحصاءات الرسمية".
ويذكر ان حملة لـ"اغاثة النازحين السوريين" أُطلقت قبل أيام في البقاع وسط مشاركة لافتة لمشايخ من مجدل عنجر وعرسال وغيرهما، لكن التنافس على تبني هذه الحملة ووضع آلياتها يبدو واضحاً، وفق الحجيري المعترض على مشاركة دار الفتوى فيها، موجهاً انتقادات لاذعة الى المفتي الشيخ محمد رشيد قباني.

 

اللبوة غرباً و"الأسد" شرقاً
 

تتميز عرسال بطول حدودها مع سوريا، علماً ان ليس للبلدة سوى طريق واحد للوصول اليها يمر عبر جارتها اللبوة حيث يتمتع النظام السوري بتأييد لافت من قرى بقاعية عدّة، مما يثير قلقاً غير معلن من تداعيات الازمة السورية. وعلى رغم عدم تسجيل اي اشكالات بين عرسال وجارتها اللبوة باستثناء حادث يتيم عام 2007، فإن بعض أهالي عرسال يسألون المتحمسين لاسقاط النظام السوري عن احتمال عدم سقوطه ومستقبل العلاقة مع البلدات المجاورة. لا اجابات شافية بعد، لكن المؤكد ان واقع عرسال الجغرافي محكوم بالحدود مع سوريا و"أسدها" شرقاً واللبوة غرباً.
 

 

خيارات دمشق الضيقة في «وحدة الساحات» مع لبنان..

 الأحد 2 حزيران 2024 - 6:53 م

خيارات دمشق الضيقة في «وحدة الساحات» مع لبنان.. هل تعتمد «الحياد» كما في غزة أم تكرر سيناريو 2006… تتمة »

عدد الزيارات: 159,063,154

عدد الزوار: 7,123,075

المتواجدون الآن: 71