مواجهة الحرب الناعمة

تاريخ الإضافة الأحد 26 شباط 2012 - 5:45 ص    عدد الزيارات 1050    التعليقات 0

        

 

 
مواجهة الحرب الناعمة
نعيم قاسم
أولاً ـ تعريف الحرب الناعمة
الحرب الناعمة مصطلحٌ غير سائد في بلدنا بل في منطقتنا، فهو مصطلحٌ جديدٌ في الاستعمال العالمي، وعلى الرغم من مشابهته في المضمون لمصطلحات أخرى كانت تستخدم للتعبير عنها بأشكال مختلفة: كحرب المعنويات، وغسل العقول، والغزو الثقافي، والحرب السياسية.... فإنَّ الحرب الناعمة هي التي تستخدم القوة الناعمة، التي عرفها جوزيف ناي بقوله: «القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً عن الإرغام». وإنما انطلقنا من تعريفه لأنَّه أبرز الشخصيات الأميركية الذين كتبوا عن هذا الموضوع حديثاً، وأصدر كتاباً بعنوان «القوة الناعمة»، وبالتالي فإنَّ كل ما نراه من تحركات أميركية في مواجهة شعوب منطقتنا وفي كل لحظة من اللحظات التي تمر، إنما هي جزءٌ من الحرب الناعمة التي تستخدم أميركا فيها القوة الناعمة. وقال ناي أيضاً: «إنَّ القوة الناعمة تعني التلاعب وكسب النقاط على حساب جدول أعمال الآخرين، من دون أن تظهر بصمات هذا التلاعب، وفي نفس الوقت منع الآخرين من التعبير عن جدول أعمالهم وتفضيلاتهم وتصوراتهم الخاصة، وهي علاقات جذب وطرد وكراهية وحسد وإعجاب».
وهو عندما يؤسس للقيم والأسباب والمواهب التي تستخدم لخدمة القوة الناعمة في الحرب الناعمة، يخلص إلى أنَّ موارد القوة الناعمة تدور حول محاور ثلاثة:
الأول: «تعزيز القيم والمؤسسات الأميركية، وإضعاف موارد منافسيها وأعدائها».
والثاني: «توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية والإعلامية والعلمية الأميركية وتقليص نفوذ منافسيها وأعدائها».
والثالث: «بسط وتحسين وتلميع جاذبية أميركا وصورتها وتثبيت شرعية سياساتها الخارجية، وصدقية تعاملاتها وسلوكياتها الدولية، وضرب سياسات أعدائها».
إذاً عندما نتحدث عن قوة ناعمة تريد أن تقتحم بلداننا وأفرادنا، إنما نتحدث عن مشروعٍ أميركي معاصر، اختار القوة الناعمة المقابلة للقوة الصلبة (المادية العسكرية)، لعجزه عن الوصول إلى أهدافه عن طريق القوة الصلبة، أو لتخفيف التكلفة الباهظة المترتبة عليها.
ثانياً: استهداف العقل والنفس الإنسانية
تستهدف الحرب الناعمة العقل والنفس الإنسانية، وتتجاوز تأثيراتها الأفراد لتطال الجماعة، وهي بذلك تستغل طبيعة خلق الإنسان، وكما يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر: «الإنسان خُلق حسياً أكثر منه عقلياً»، ولذلك هو يتأثر بالأمور المادية والإغراءات والغواية، وفي أحيانٍ كثيرة يبدو العقل وكأنَّه قد تعطَّل، مع أنه يعمل، ولكنَّ مؤثرات الجسد تسيطر في كثير من الحالات على منطق العقل.
ثالثاً: أساليب ووسائل الحرب الناعمة وكيفية مواجهتها
1) الإعلام والاتصالات:
يقول غوستاف لوبون: «ومن هنا خطر الإدمان والتعرض السلبي لوسائل الإعلام، فالتكرار والتوكيد يصنعان التصورات والمعتقدات خاصةً إذا ما شحنّا بجرعات عاطفية ومؤثرات بصرية إيحائية».
تستخدم الحرب الناعمة اليوم وسائل الإعلام والاتصالات بشكل مباشر وفي أوسع نطاق بعناوين مختلفة (فايس بوك، تويتر، ووسائل الاتصال المختلفة، والتلفزة، والقنوات الفضائية العالمية، وهكذا). يقول جوزيف ناي: «إن مصانع هوليود وبغض النظر عن فسادها، وعدم نظافتها فهي أكثر ترويجاً للرموز البصرية للقوة الأميركية الناعمة من جامعة عريقة كجامعة هارفرد، ذلك أن الإمتاع الشعبي للأفلام الأميركية ـ الجنس والعنف والابتذال ـ كثيراً ما يحتوي على صور ورسائل لا شعورية عن الفردية وحرية الخيار للمستهلك وقيم أخرى لها رسائل سياسية مهمة ومؤثرة». كل ذلك لاستكمال خطة الحرب الناعمة لتحقيق الاستمالة والجاذبية التي يؤثرون من خلالها.
تكشف بعض الإحصاءات الميدانية أنَّ الجمهور يتعرض لوسائل الإعلام بمعدل 3-4 ساعات يومياً، أي ما يوازي 1000 ساعة سنوياً، مقابل 800 ساعة يقضيها التلامذة والطلاب في المدارس أو الجامعات في مدارسهم أو جامعاتهم كل سنة، ولنا أن نتصور مدى التأثير. علماً بأنَّ ما يتلقونه من وسائل الإعلام يحصل برغبةٍ وشوقٍ ومحاولة تقليد وتفاعل.
2) تلفيق الحقائق:
ببث الشعارات والمفاهيم الخاطئة، وتزيينها وتشويه المفاهيم السائدة. هم يتحدثون عن الحداثة، ويقصدون بالحداثة ترك الماضي بكل ما فيه على قاعدة أنه أصبح مرادفاً للتخلف. ويتحدثون عن الأسرة ويطالبون بعدم تقييدها بالضوابط المعروفة في إدارتها، لتكون أسرةً حرَّة في إطار المساكنة والإنفاق المشترك، وعدم وجود مسؤول عن الأسرة، لتتحول الأسرة إلى بيتٍ يؤوي الرجل والمرأة من دون أي تنظيم للعلاقة بينهما! ويتحدثون عن نموذج الغرب في كل شيء، في الطعام والشراب، وطريقة الحياة، وطريقة اللباس, ومواكبة الموضة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير بعض الحقائق ويؤسس لشخصية مختلفة.
ومن تلفيق الحقائق نعتُ المقاومة بصفة الإرهاب، فهم يركزون إعلامياً وسياسياً على عنوان الإرهاب في مقابل المقاومة، وهم يتحدثون عن الإرهاب منذ بدأت المقاومة، والإرهاب في نظر الاستكبار هو المخالفة السياسية لسياساتهم، فهدفهم في الواقع إسقاط الخيار الحر والممانع الذي تحمله المقاومة.
ومن تلفيق الحقائق ازدواجية المعايير التي تنطلق من مصلحة الاستكبار لا من الحق، واليوم إذا ما قرأتم كل بيانات الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا في أي قضية من القضايا، فإنَّكم لا تجدون: أن الحق الإنساني يقتضي كذا، وإنما التركيز على: أنَّ المصلحة (مصلحة المجتمع الدولي، ومصلحة الشعب الأميركي، مصلحة الدول الكبرى) أن تكون كذا، من دون الاهتمام بمخالفة الموقف للحق؟!
3) التبعية الفكرية:
تحاول المنظومة الثقافية الغربية السيطرة علينا، ليأخذ منَّا الاستكبار من خلال هذه التبعية كلَّ شيء. فإذا ما أصبحت أفكارُنا أفكارَهم وقناعاتُنا قناعاتهم، عندها يصبحون الأساتذة ونحن التلامذة، ويصبحون القادة ونحن الرعية، فإذا ما احتجنا إلى تفسيرٍ فهم المفسرون، وإذا ما احتجنا إلى توضيحٍ فهم الموضِّحون، ولذا فالتبعية الفكرية من أخطر ما يصيبنا في الحياة. يقول الإمام الخميني: «إن أخطر أنواع تبعية الشعوب المستضعفة للقوى العظمى والمستكبرين، هي التبعية الفكرية والداخلية، لأنَّ بقية التبعيات تنبع منها، وما لم يتحقق الاستقلال الفكري لشعب ما، لن يحقِّق استقلاله في الأبعاد الأخرى. وكي يتسنى لنا تحقيق الاستقلال الفكري والخروج من سجن التبعية للآخر، يجب أن نستيقظ من الغفلة، التي فُرضت على بعض فئات الشعب، لاسيما العلماء والمفكرين والمثقفين، وأن نعي هويتنا ومفاخرنا ومآثرنا الوطنية والقومية والثقافية»، نحن لنا خصوصيتنا، ولنا أفكارنا وقناعاتنا، هذه يجب أن تبرز، وأن تكون حاضرة.
في وثيقة قدمتها مؤسسة راند للأبحاث الدفاعية التابعة للبنتاغون تحت عنوان: «بناء شبكات إسلامية معتدلة» تعطي فيها النصائح بكسب ود طبقة الشباب، ورجال الأعمال المسلمين، عن طريق توفير فرص العمل لهم، وهذا ما يضمن إبعادهم عن الأنظمة والحركات الإسلامية وتحويلهم عنها. كما تدعو الدراسة إلى ضرورة دعم الإسلام المعتدل ـ بحسب وجهة نظرهم ـ، ويقصدون بالإسلام المعتدل الإسلام الذي يتلقى الثقافة الغربية برحابة صدر، ويقبل المشروع السياسي الغربي الذي يتضمن التعامل مع إسرائيل في المنطقة، فالاعتدال بالنسبة إليهم أن لا يحرك التابعون «المعتدلون» ساكناً لمواجهة مشاريع الاستكبار.
فالعمل على العقل والقلب والفكرة، وهذه هي البداية، من هنا ندعو في عملية المواجهة إلى تأصيل ثقافتنا وأفكارنا، وأن لا نكون منسحقين أمام الثقافات والأفكار التي يطرحها الاستكبار علينا، ولا نتلقَّى الشعارات التي يطلقها تحت عنوان أممي أو عالمي أو معاصر أو أمريكي أو غربي، بل أن تكون لنا قناعتنا وثقافتنا.
4) الربط السياسي بمصالح الاستكبار:
الأنظمة المستبدة الموجودة في المنطقة العربية والإسلامية مدعومة بالكامل من الإدارة الأمريكية، ولا نسمع عن البلدان المحكومة بهذه الأنظمة عن حقوق الإنسان، ولا عن حرية الانتخاب، ولا عن مجالس شعبية، ولا عن حكومات تمثل الناس، ولا عن رئاسة منتخبة من الشعب، وإنما نسمع فقط إشادات بالاعتدال الموصوف لهذه الحكومات المستبدة! لأنها تغذي الاستكبار بكل متطلباته: المالية والعسكرية والثقافية والأخلاقية، وتتنازل لمصلحة قراراته ومشاريعه، فهي بلا قرار وبلا رأي وبلا موقف، فمصالح هذه الدول السياسية التي هي مصالح الأفراد والعائلات الحاكمة أصبحت مرتبطة بمصالح الاستكبار، كل هذا من طرق الحرب الناعمة.
كيف يمكن تمييز الدعوة لانتخابات حرة في بلد عن بلدٍ آخر ممنوع فيه الحديث عن الانتخابات بالأصل؟ وكيف تُشنّ حملة عن حقوق الإنسان في بلد بينما تُخنق حقوق الإنسان في بلدٍ آخر؟ فالحصص والحقوق مرسومة من قبل الحكام، وممنوعٌ أي اعتراض, وممنوعٌ الحديث عن حقوق للإنسان! انَّه ربطٌ سياسيٌ بمصالح الاستكبار.
هذه الدول تقبل بإسرائيل المحتلة، وتطبِّع معها، وتنساق إلى السياسات الأمريكية ضد جيرانها من البلدان العربية والإسلامية، وتقف بوجه المقاومة وتضع العراقيل في طريقها، وتعمل وفق الجدول السياسي الاستكباري، وهي بذلك تساهم في الحرب الناعمة ضد شعوب المنطقة وحقوقها ومصالحها.
لماذا لا يُعطى الشعب حقه في الانتخاب الحر، وشغل الوظائف والمواقع المختلفة، والحصول على العدالة الاجتماعية وتلبية الحاجات، بينما يأخذ البعض موارد الدولة لأنه من العائلة الحاكمة ويعيش الرفاهية؟
لماذا لا تُشن حملة مركَّزة ودائمة على إسرائيل رفضاً لاحتلالها واعتداءاتها وإجرامها، ويتم استنكار عملية جهادية يقوم بها الفلسطينيون في غزة؟
إنَّ قواعد الاستقلال السياسي غير خافية على أحد ومنها:
1- أن تكون لبلداننا مشاريعها المستقلة التي تخدم شعوبها ولا تكون مطية للاعتداء على شعوب أخرى.
2- أن تكون القضية الفلسطينية رأس الاهتمامات السياسية ودعمها بالحد الأدنى بالموقف السياسي المناصر لها، بدل تمزيق وحدة الفلسطينيين والوقوف إلى جانب إسرائيل.
3- أن تُعطى الفرصة للناس ليختاروا أنظمتهم وقياداتهم، وأن لا يكونوا مقهورين بأنظمة سياسية ومستبدة.
4- أن يتم احترام نتائج الخيارات الشعبية، وأن لا يحصل أي تدخل أجنبي لتعديل موازين القوى أو الضغط باتجاه سياسات تخدم الاستكبار.
5- أن لا تسخَّر الإمكانات المالية والموارد الاقتصادية لخدمة الانهيارات المالية الاستكبارية.
6- أن لا تكون بلداننا قواعد عسكرية وأمنية للأجانب، فتخسر بذلك حريتها واستقلالها وتصبح ملحقاً بأدوات الاستكبار.
5) الدعم المالي والاقتصادي والعسكري:
لا يكون الدعم الاستكباري في المجالات المختلفة منحةً، وإنما لكل دعم مبرراته وأهدافه. فالدعم الاقتصادي، فلربط البلد بالمنظومة الاقتصادية الغربية، وإغراقه بالديون وفوائدها، وتعويد الناس على حاجياتٍ كمالية تتحول إلى نمط حياةٍ يومي ضروري، ثم فرض خطوات اقتصادية لتحصيل الديون ما يجعل البلد بحاجة دائماً إلى متابعة استكبارية وخبرات أجنبية وتدخُّل في الإدارة المالية، فيصبح البلد مرهوناً بكامله غير قادر على اتخاذ قرارات مستقلة ونافعة.
وأمَّا الدعم العسكري فمبني على التخويف من الدول المجاورة، لينشأ سباقٌ في التسلح، مشروطٌ بضرب الإرهاب بحسب مساحة التعريف الغربي الذي يشمل جميع المخالفين لسياساتهم أو المعادين لإسرائيل.
رابعاً: حزب الله والمواجهة
عنوانان رئيسان في الحرب الناعمة ضد حزب الله:
الأول: مواجهة الأساس الفكري والاتجاه المقاوم لحزب الله, بحجة عدم انسجامهما مع تطورات المجتمع الحديث والمعاصر، ويصنفون هذا الحزب بأنه إرهابي، متجاوزين تمثيله الشعبي، وقدرته على الامتداد والتحالف، وحضوره السياسي وتأثيره.
الثاني: اسقاط معادلة لبنان القوي بمقاومته الذي يعيق الوصاية الأمريكية والاستثمار الإسرائيلي، وذلك لإبقاء تفوق الكيان الغاصب في المنطقة, والحجة حصرية السلاح بيد الدولة.
أما أدوات هذه الحرب الناعمة فمنها:
إثارة الفتنة المذهبية بين الحين والآخر. والإعلان بأنَّ قوة حزب الله تتعارض مع وجود الدولة، أو أنه دولة داخل الدولة. الاعتراض على تحالفه مع إيران وسوريا. إبراز الأضرار المادية التي تنتج عن مقاومته للعدو الاسرائيلي. الحرص على موقع لبنان في المجتمع الدولي. استخدام المحكمة الخاصة بلبنان للتحريض والفتنة وتصفية الحسابات.
وأما مواجهة الحرب الناعمة فمن خلال أمور أبرزها:
رفض الفتنة المذهبية، نظرياً وعملياً، وعدم الإنجرار إلى التحريض المذهبي إعلامياً. وممارسة الدولة لصلاحياتها بشكل كامل في مناطق نفوذ الحزب، واستمرار تحالف الحزب مع إيران وسوريا بسبب تماهي التوجهات السياسية معهما، معتبراً أن التحالف فرصة وليس تهمة. من دون مقاومة لن يجني لبنان إلاَّ التبعية والخسائر! والمحكمة الخاصة بلبنان مسيَّسة نشأة واستمرارية، وتفتقر إلى أدنى معايير المهنية القضائية، وتديرها أميركا، ويجب عدم الاستسلام لها.
خامساً: أسس المواجهة العامة
سنذكر أربعة أسس وقواعد لمواجهة الحرب الناعمة بشكل عام:
1) علينا أن نعرف أننا في حالة حرب دائمة, عنوانها الحرب الناعمة، ما يتطلب العمل الدؤوب لمواجهتها، من دون أن نتوقف في أي مرحلة.
2) تحصل الحرب العسكرية عند اليأس من الحرب الناعمة أو الرغبة باستعجال النتائج، ولذلك كلما كانت لديهم آمال بالحرب الناعمة يؤخرون حربهم العسكرية في لبنان أو في غير لبنان. وفي بعض الأحيان قد تكون الحرب الناعمة بديلاً عن الحسم العسكري للعجز عن الاستمرار به.
3) يتركز التأثير في المواجهة على البعد التربوي الثقافي (القيم) من ناحية، وعلى التأثير السياسي من ناحية أخرى, وإنما يعوِّل الأجانب على التأثير السياسي للتغيير، وعلينا المواجهة في البعدين: التربوي الثقافي، والسياسي.
4) لا تقتصر المواجهة على فريق من دون آخر، ولا على جماعة من دون أخرى، لذا يجب أن نجمع قوانا في مختلف المجالات، فكلنا بحاجة إلى بعضنا بعضاً في مواجهة الحرب الناعمة.
إنَّ الحرب الناعمة حربٌ مفتوحة، وسنواجهها بالرؤية الواضحة والتعبئة المستمرة على التربية الصالحة والجهاد والعمل.
([) نائب الأمين العام لحزب الله

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,608,965

عدد الزوار: 6,957,184

المتواجدون الآن: 72