المحادثات مع إيران: هل القوة الدافعة الجديدة كافية؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 آذار 2013 - 7:35 ص    عدد الزيارات 805    التعليقات 0

        

 

المحادثات مع إيران: هل القوة الدافعة الجديدة كافية؟
پاتريك كلاوسون
معهد الولايات المتحدة للسلام بالاشتراك مع مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين
في تشرين الأول/أكتوبر 2010 نشر "معهد الولايات المتحدة للسلام" بالاشتراك مع "مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين" "إيران -- مبادئ القراءة: القوة والحكم وسياسة الولايات المتحدة" وهو منشور فريد ألفه خمسون من أفضل باحثي العالم المهتمين بإيران، يمثلون حوالي عشرين من مراكز الأبحاث السياسية الأجنبية وثماني جامعات وكبار مسؤولي السياسة الخارجية من ست إدارات أمريكية. وبدون أجندة سياسية واحدة يعرض المنشور مجموعة واسعة من وجهات النظر حول جوانب متنوعة من السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية والبرنامج النووي والمجتمع الإيراني. ويبحث المنشور علاقات إيران الخارجية مع عشرات الدول أو المناطق المجاورة، ويؤرخ العلاقات الأمريكية الإيرانية في ظل ست رؤساء أمريكيين ويقدم خيارات الغرب للتعامل مع إيران في المستقبل.
وقد ساهم خمسة من كبار زملاء معهد واشنطن بفصول في مشروع "إيران – مبادئ القراءة"، وفيما يلي الفصل الذي ساهم به پاتريك كلاوسون مؤخراً بعنوان: المحادثات مع إيران: هل القوة الدافعة الجديدة كافية؟
التقى دبلوماسيون من إيران والقوى العظمى الست في ألماتي بكازاخستان في 26 شباط/فبراير. فما الذي أثمرته المحادثات؟
لقد أثمرت المحادثات بين إيران والقوى العظمى الست -- الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، والمعروفة أيضا باسم مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» -- اتفاقاً على اللقاء مرتين مرة أخرى خلال فترة وجيزة. وقد اتفقت إيران على إجراء محادثات فنية في 18 آذار/مارس -- قبل عطلة عيد النوروز الكبرى التي تبدأ في 19 آذار/مارس -- وعلى عقد جلسة دبلوماسية كاملة في 5 نيسان/أبريل، بعد نهاية فترة العطلات المطولة في 2 نيسان/أبريل.
وتشير النتيجة إلى أن العملية اكتسبت قوة دافعة جديدة، ناهيك عن جوهرها. إن الجولات الثلاث الأولى التي انطلقت في اسطنبول في نيسان/أبريل 2012 لم تثمر أي نتائج إلى حد كبير. وكانت إيران قد خفضت من سقف التوقعات بالنسبة لمحادثات ألماتي لدرجة أن أي رد فعل متواضع من جانبها يُفسر على أنه مؤشر إيجابي.
بيد أن المفاوضين الغربيين في الواقع أشاروا إلى أن إيران لم ترد رسمياً على العرض المحدد المقدم من جانب مجموعة «دول الخمسة زائد واحد»، فقد استلمت إيران العرض دون أن تبدي أي تعليقات بشأنه.
هل العرض المقدَّم إلى إيران يختلف عن اقتراح حزيران/يونيو 2012 في موسكو؟ كيف؟
من الواضح أن العرض الموسَّع يتطلب إجراءات أقل من إيران ويعرض عليها المزيد مقارنة بالعروض السابقة.
أولاً، طلبت القوى العظمى من إيران أن توقف مؤقتاً تخصيبها لليورانيوم في محطة فوردو الواقعة تحت الأرض خارج مدينة قُم. وقد طالبت من قبل بأن تغلق إيران تلك المحطة المثيرة للجدل.
ثانياً، سوف يُسمح لإيران بعد ذلك بالاحتفاظ ببعض اليورانيوم المخصب حتى 20 في المائة، إذا لم يكن قد تم تحويله إلى شكل يمكن استخدامه كوقود للمفاعلات. وكانت مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» قد طالبت إيران من قبل بشحن جميع اليورانيوم المخصب لديها من هذا القبيل إلى خارج البلاد. وفي المقابل، عرضت القوى العظمى تخفيف القيود على المعاملات المالية الإيرانية.
هذا ولم يتم بعد الإفصاح عن العرض الكامل -- لكن الشيطان يكمن في التفاصيل. فالصياغة الدقيقة للتغييرات قد تحمل تداعيات ذات أهمية خاصة لتسهيل المعاملات المالية الإيرانية.
والنتيجة النهائية للمحادثات الرابعة ترجع إلى أن مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» تخلت عن مبادئ قالت منذ البداية إنها متطلبات مُطلقة للتوصل إلى أي اتفاق. كما أن الاتفاق يُنحي جانباً -- أو يُعدّل على أقل تقدير -- مخاوف حكومات مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» من أن يؤدي الإرخاء المبكر للعقوبات إلى تخفيف الضغط على إيران للموافقة على اتفاق نهائي.
ما الذي كان رد إيران المبدئي على العروض؟ وما الذي يشير إليه بشأن احتمالات التوصل إلى تسوية دبلوماسية؟
أبدى كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي إيجابية غير عادية بشأن عروض مجموعة «دول الخمسة زائد واحد»، ووصفها بأنها "أكثر واقعية" و"أقرب إلى الموقف الإيراني" و"نقطة تحول". وقد أصر المسؤولون الإيرانيون قبل اللقاء على أن الاجتماع هو بصفة أساسية من أجل أن تقدم مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» عرضاً مختلفاً بشكل جوهري لإيران، مما قلل من سقف التوقعات إلى الحد الأدنى -- بل ومهد الطريق لرفض عرض جديد.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
تقوم وجهة النظر المتفائلة على أن الشهور والسنوات الطويلة من المماطلة الإيرانية قد انتهت -- وأن إيران لديها الإرادة لإجراء مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق. كما أن مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» أظهرت مرونة من جانبها، وهو ما قد يمنح إيران الأمل بأن المجتمع الدولي سوف يستسلم أكثر للتوصل إلى اتفاق مع إيران. والآن سوف تبدأ المساومات الصعبة في جلسات متكررة حول التفاصيل.
أما وجهة النظر المتشائمة فتقوم على أن إيران لديها حوافز جدية الآن لمزيد من المماطلة، حيث إن مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» قد بدأت في الانحناء [أو التراجع]. لقد عجّلت إيران مؤخراً من تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة سوف تعزز من قدرات التخصيب الإيرانية -- في وقت يمثل فيه مخزونها من اليورانيوم المخصب مصدر إزعاج بالفعل. ونتيجة لذلك، فإن الوقت الذي تحتاجه إيران "لتجاوز العتبة" وإنتاج يورانيوم عالي التخصيب آخذ في التضاؤل. وقد يكون لدى إيران سبب وجيه للاعتقاد بأن الوقت في صالحها. بل إن الجمهورية الإسلامية قد تكون راغبة في الاتفاق على إجراء محادثات متكررة لإحباط أي عمل دولي أكثر قوة.
سيكون من المثير للاهتمام مراقبة أفعال إيران خلال الأيام القادمة. ففي السابق كان كبار السياسيين -- وأبرزهم المرشد الأعلى علي خامنئي -- يتبنون مواقف متشددة أضعفت بشدة من قدرة المفاوضين الإيرانيين على تقديم تنازلات.
پاتريك كلاوسون هو مدير الأبحاث في معهد واشنطن.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,334,277

عدد الزوار: 7,064,187

المتواجدون الآن: 57