من يريد قتل المقاومة في لبنان...؟؟؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 أيلول 2010 - 6:10 م    عدد الزيارات 836    التعليقات 0

        

 

من يريد قتل المقاومة في لبنان...؟؟؟
يتزايد مؤخراً السجال ويتصاعد بل ويتفاقم في الداخل اللبناني بين كافة القوى السياسية اللبنانية، وعلى مختلف المستويات بشكل بات ينذر بخطر حقيقي يتهدد السلم الأهلي والاستقرار الداخلي.. وكان المطلوب الوصول إلى هذه الحالة الصعبة، تمهيداً لفرض تسويات وتنازلات تناسب الفريق التصعيدي الذي يطلق العنان لأجهزته الإعلامية وقياداته السياسية لإصدار تصريحات ومواقف تصب في خدمة هذا الهدف.. وهذا المشروع.. ليكون هناك حينها مفاضلة بين وضعين أحلاهما مر..؟؟ حيث ذكر أحد الصحافيين المرتبطين بهذا المشروع أن خيار الحريري هو الحكم أو المحكمة، وذكر كاتب أخر بما يشبه الرسالة المباشرة للرئيس الحريري.. أن على الفريق الأخر أن يختار بين الاستقرار أو العدالة..؟؟ هذا الأمر المطروح خطير.. لأنه يتجاوز الرغبة المحلية والدولية لتحقيق العدالة ووقف مسلسل الاغتيالات.. وتكمن خطورته في أن فريق حزب الله لا يدرك أو أنه يتجاهل عمق المشكلة وشدة الانقسام الذي أصاب المجتمع اللبناني جراء ممارسات ميليشياته على امتداد سنوات وبالتحديد بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري..وسائر ضحايا الاغتيالات المتواصلة.. التي طالت الجسم السياسي والإعلامي اللبناني.. ولا يزال حزب الله يتحدث ويعلن إلى الأن على أنه يرى نفسه مستهدفاً وحده فقط دون سواه رغم حال الراحة والدعة والبذخ التي يعيشها، بل وحتى الهيمنة على الحياة السياسية والإعلامية والاقتصادية التي تمتع بها طوال الأعوام الخمس الماضية ولا يزال.. وقد طالعنا مؤخراً رئيس نائب حزب الله محمد رعد بمطالعة قال فيها...  (أكد رعد أن "مصلحة اللبنانيين هي في الوصول إلى حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري"، وقال: "هذه المسألة والمعادلة لا نقاش فيها على الإطلاق لدى أي احد من اللبنانيين، فمن قتل رفيق الحريري هو الذي يريد قتل المقاومة ويدرك أن السبيل لتحريض اللبنانيين ضد بعضهم هو في اغتيال هدف مثل رفيق الحريري")... وواكبه نائب حزب الله الشاب الطري العود حسن فضل الله والأخر علي فياض باتهام الفريق الأخر بالتحريض الطائفي والمذهبي... حيث اعتبر فياض في كلمة ألقاها في احتفال تأبيني في بلدة مركبا، أن "الرد على مواقف المعارضة السياسية جاء بمواقف طائفية بلغت مستوى خطيراً من الانحدار، وأن هؤلاء لم يعد لديهم ما يقولونه بحيث باتت تنقصهم الحجة للدفاع عن مواقفهم"، محذراً من أن "موقف التحريض الطائفي هو لعب بالنار وتجاوز لحدود اللعبة السياسية ولخطوطها الحمر، وان ذلك يفتح على تداعيات لا يقدر احد على ضبطها ويدفع ثمنها الجميع من دون استثناء".
من هنا نرى أنه لا بأس لو راجعنا سلسلة مواقف وتصريحات أطلقها فريق حزب الله على امتداد السنوات الماضية وإلى اليوم، توضح لنا من استخدم ويستخدم المنبر الديني ويؤجج الشعور الطائفي المذهبي للتحريض والشحن وبث الفرقة بين اللبنانيين..
عقب حرب تموز/يوليو عام 2006، أعلن نصرالله في خطاب له أن الحرب كانت جزءاً من مؤامرة دولية ومحلية لتهجير الشيعة من لبنان وان سفناً كانت تنتظر انهزام المقاومة لترحيل الشيعة من لبنان..؟ حيث قال في مقابلة له على تلفزيون المنار التابع له في كانون الثاني/يناير 2007، (نصرالله لا يتوقف هنا، بل يضيف أن الحرب، لو هزم حزب الله فيها، لكانت استمرت باتجاه سوريا من جهة، ولكان الجنوب اللبناني نفسه أمام "مشروع" تغيير ديموغرافي يبدأ بتهجير لشيعة الجنوب والبقاع من جهة أخرى. وتحدّث في هذا المجال عن بواخر كانت ستنتظر الشيعة في عرض البحر لتشتيتهم في أصقاع الدنيا كلها)... أليس في هذا الكلام تحريض طائفي مذهبي غير مبرر على الإطلاق.. حيث استقبل اللبنانيون بكافة فئاتهم وطوائفهم ومذاهبهم إخوانهم من كل الطوائف الذين غادروا قراهم ومنازلهم نتيجة العدوان الإسرائيلي بكل ترحيب وتعاون ساهم فعلاً في تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز العيش المشترك... فجاء كلام نصرالله ليؤجج مشاعر الخوف لدى الطائفة الشيعية من إخوانهم في الوطن ومن محيطهم العربي.. بهدف إبقائهم في حال استنفار وقلق دائمين يسهل حينها على حزب الله قيادتهم نحو تنفيذ مخططاته، وفي نفس الوقت يتهم نصرالله وفريقه الآخرين بالتحريض المذهبي والطائفي..
بعد استقالة الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس السنيورة في نهاية العام 2006، اعتبر حزب الله أن استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة يجعلها غير شرعية وغير ميثاقيه وغير دستورية وأجبر رئيس المجلس النيابي أو بالتفاهم معه، على إغلاق المجلس النيابي لمدة تقارب العامين.. بهدف تعطيل عمل الحكومة ومنع انتخاب رئيس للجمهورية..؟؟ ثم اطل علينا الشيخ عفيف النابلسي ليصدر فتوى حرم فيها على أي شيعي أن يتبوأ مقعداً وزارياً ما لم يكن من حركة أمل أو من حزب الله، ومع ذلك يصدر هذا الشيخ اليوم بيانات تحذر من الفتنة الطائفية والمذهبية ويتهم الفريق الأخر بهذا الأمر وأخر تصريحاته....حيث قال(لبنان يمرّ مجدداً بمرحلة بالغة الخطورة بعد قرار خارجي بقلب الأوضاع في البلد رأساً على عقب، ومن المؤسف أن بعض القوى اللبنانية لم تتعلم من مرارات التجارب الماضية وأهوالها وهي تشارك اليوم في اللعبة نفسها التي أدخلت البلد في تجاذبات وصراعات مذهبية وسياسية كادت تودي بلبنان إلى مستنقع الحرب الأهلية وهناك قوى خارجية وأخرى داخلية تعمل بقوة لإشعال نيران الفتنة مجدداً من خلال استخدام القضاء لمآرب سياسية ومن خلال توظيف المحكمة الدولية في إطار تسخين حمى الصراعات المذهبية. لذلك نحن نحذر من مراهنة البعض على الخارج ونحذر من التلطي وراء الخطاب المذهبي والموقف المذهبي لمجرد وجود خلافات سياسية بين هذا الطرف وذاك)... ترى من الذي يخاطب مذهبياً ويصدر الفتاوى !!..
وحين اتخذت حكومة الرئيس السنيورة في أيار/مايو من عام 2008، قراراً بعزل شقير من امن المطار بطلب من حليف حزب الله الجديد وليد جنبلاط، اجتاحت جحافل أمل وحزب الله مدينة بيروت وصيدا وبعض الجبل وكادت تنشب حرب أهلية على أثر هذا القرار، وقد تبين لاحقاً أن مخالفات وتقصير وخروقات كثيرة وكبيرة جداً تجري في المطار قد لا يكون شقير مسؤولاً عنها بالمباشر ولكنها تؤشر إلى واقع المطار المزري.. وقبل صدور القرار ورد في الصحافة والإعلام ما يلي... (وكان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان قد بعث أمس برسائل باسم الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله وإلى الرئيس السنيورة حملت مضموناً يعكس وجهة نظر تقول بأن إقالة شقير ستعد خرقاً غير مسبوق، يدفع البلاد إلى انفجار كبير. وقد تلمّس السنيورة أن «الموقف يمثل هذه المرة احتجاجاً شيعياً من النوع الذي يتطلب ردة فعل عنيفة تواجه فريق السلطة». وقالت مصادر متابعة إن القيادات الشيعية تتصرف كما لو هو أمر يمس مباشرة هيبة وحضور كل من حزب الله وحركة أمل»... فإذا كانت قرار فصل موظف شيعي أو نقله من موقع إلى موقع استدعى حرباً داخلية وتهدد السلم الأهلي واستهدف طائفة... فكيف ونحن نسمع كل يوم التهجم والإساءة إلى كل المواقع السياسية والاقتصادية التي يتبوأها رجال من الطائفة السنية، أو سواهم؟؟.. ورغم ذلك يطل علينا إعلام حزب الله وأبواق حزب الله باتهام كل الأطراف بالمذهبية والطائفية وبتهديد السلم الأهلي واستهداف المقاومة...؟؟؟؟؟
هذه مراجعة بسيطة لتصريحات متناقضة أو متباينة صدرت عن قيادات ومرجعيات تتحدث كل يوم من على منابر حسينية ومساجد بعضها معمم وبعضها ملتحي ولكن في معظمها هي مراكز دينية وبعض الحديث التحريضي هذا يتم خلال مناسبات دينية.. فمن هو الفريق الذي يحرض ومن هو الفريق الذي يستهدف المقاومة ودورها ويعمل على عزلها عن جمهور اللبنانيين..إذاً هو:
-         الفريق الذي يقول أن الحرب الأخيرة عام 2006، استهدفت فقط الوجود الشيعي في لبنان وليس الشعب اللبناني برمته والكيان اللبناني..
-        هو الفريق الذي يصر على أن يكون ما يسمى اليوم مقاومة محصوراً في طائفة واحدة ولخدمة طائفة واحدة وليس الوطن.
-        هو الفريق الذي يخدم مشاريع إقليمية ودولية تحت عنوان وشعار المقاومة ويهتم بشؤون الحوثيين في اليمن والصراع السياسي في البحرين ويتدخل في الشأن العراقي مؤيداً لفريق على أخر..
-        هو الفريق الذي يصر اليوم على استهداف المحكمة الدولية مطالباً بإلغائها بعد أن وافق سابقاً على طاولة الحوار على ضرورة إنشائها لتحقيق العدالة.. والذي يتجاهل التحقيق في كل محاولات خداع التحقيق المحلي والدولي برواية أبو عدس ومجموعة ال13.. وسائر الروايات..الأخرى..
-        هو الفريق الذي يقبل بأن يتكلم باسمه ناصر قنديل ووئام وهاب وجميل السيد ونواف الموسوي وحسن فضل الله ومحمد رعد.. والذي يقبل بان يستعمل هؤلاء عبارات التخوين والاتهام والتحريض والمصطلحات النابية بحق كل من يخالفه الرأي.
-        هو الفريق الذي لا يحترم قيادات وشخصيات الأطراف الأخرى في الوطن ويستحضر التاريخ القديم والحديث في بياناته ومصطلحاته ومهرجاناته...في تهجمه عليهم..
-        هو الفريق الذي مارس كل ما ترفضه الأديان والشرائع والقوانين في 7 أيار/مايو من عام 2008.. وفي عائشة بكار وبرج أبو حيدر مؤخراً من قتل الأبرياء وحرق المساجد والمؤسسات..
الأحداث كثيرة والوقائع كثيرة والتناقض في تصريحات هذا الفريق أكثر من أن تعد وتحصى ونحن حين نستحضرها، إنما بهدف لفت الأنظار إلى أن الحملة الظالمة التي يقودها هذا الحزب ضد شركاءه في الوطن متجاوزاً الخطوط الحمر وكل الممنوعات والمحظورات، إنما تؤسس لمستقبل قاتم لهذا الوطن..وما السبيل للخروج من هذا إلا بالعودة لمنطق المؤسسات والاحتكام إليها والخضوع لقوانين القضاء اللبناني والتسليم بدور القوى الأمنية اللبنانية وحدها في بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبناني..وتحقيق العدالة وسوق المجرمين إليها..
حسان القطب
 

hasktb@hotmail.com

 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,988,272

عدد الزوار: 6,973,970

المتواجدون الآن: 67