معادلة ......حيث يجب ان نكون سنكون....!!!

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 حزيران 2020 - 5:59 م    عدد الزيارات 1381    التعليقات 0

        

معادلة ......حيث يجب ان نكون سنكون....!!!

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب..

.."إن ما بعد القصير مثل ما قبل القصير. وبالنسبة لنا لن يتغير شيء. واضاف: حيث يجب ان نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته ولا حاجة للتفصيل..." معادلة اطلقها حزب الله على لسان امينه العام حسن نصرالله...في منتصف شهر حزيران/يونيو من عام 2013، وجاء التصريح عقب احتلال حزب الله لمدينة القصير السورية وتهجير اهلها وتدمير منازلها وبنيتها التحتية.....ولا زالت محتلة حتى الان مع الاسف ..؟؟؟

لا حاجة للتفصيل بالفعل...هذا ما قاله نصرالله.. اي لا ضرورة ان نعرف او نفهم ما يقوم او يهدف اليه حزب الله.. لذلك يتجاوز الحدود، يقاتل في سوريا ضد الشعب السوري، ويتدخل في العراق، وينخرط في الحرب اليمنية، يهاجم دولة البحرين، ويتوعد دولة الامارات، يهاجم الدولة التركية ويهادنها لاسباب ايرانية، اما الحملة على المملكة العربية السعودية فإنها تبقى في قمة اولويات حزب الله.. اعلامياً وسياسياً.. وعسكرياً طبعاً من خلال تدخل حزب الله في الحرب اليمينة الى جانب الانقلابيين ضد الشرعية اليمينة المعترف بها دولياً..

وإذا طالبنا حزب الله كمواطنين لبنانيين وهذا من حقنا بل ومن واجبنا بوقف هذا التدخل وعدم الانخراط في صراعات تعود بالضرر على الشعب اللبناني ومصالح لبنان الاقتصادية وعلاقاته السياسية العربية منها والدولية كما تؤثر على علاقات النسيج اللبناني والسلم الاهلي... يتم اتهام كل معارض بانه اما متطرف او متشدد او مرتبط او منخرط وما الى هنالك من الاوصاف والتصنيفات والنعوت..؟؟

حزب الله رسم سياسة خارجية، وفرض معادلات داخلية، بقوة سلاح ميليشياته والتفاف جمهور مؤيد تمت تعبئته دينياً ومذهبياً بوضوح وصراحة، ولا ضرورة لتجميل الصورة والتلاعب بالالفاظ، واتهام آخرين بالتدخل وبث الفتنة وسوى ذلك من عبارات الاتهام الملتوية التي لا تقدم ولا تؤخر، ولا تغير من واقع ان التحريض ثقافة والحركة الفوضوية في الشارع نتيجة تعبئة تنظيمية، والهتافات منظمة ومحددة، وموجهة نحو عناوين يعرف القاصي والداني انها على خلاف او بالاحرى تختلف مع مواقف وسياسات ومفاهيم وثقافة حزب الله...!!!!

اذا كان حزب الله يحق له ان يكون حيث يجب ان يكون، وفي خدمة مشروع لا ضرورة لنا نحن ابناء هذا الوطن والامة ان نعرف تفاصيله وحيثياته واهدافه، كما قال نصرالله...؟؟؟

لماذا لا يحق لنا نحن ايضاً ان نكون حيث يجب ان نكون، وان نتخذ المواقف السياسية التي نراها مناسبة وتخدم اهدافنا وتطلعاتنا ومستقبل لبنان ومواطني لبنان وابناء هذا الوطن والكيان...؟؟؟ مع الاشارة الى ان تفاصيل ما نريد واضحة وصريحة وجلية..؟؟ دون ان نتهم..؟؟؟

الواقع مختلف تماماً... إذ يتم اعتبار انه حيث يكون نصرالله وفريقه، وبيئته وجمهوره ومحوره ومرشد ايران وجمهورية ايران..هو الحق، كما يرى نصرالله في كافة خطاباته....ومواقفه المعلنة وغير المعلنة..؟؟؟ باعتباره أن حزب الله مرتبط بالولي الفقيه وسياساته.... !!

اما الاخرون، وكل الآخرين، من المعارضين لسياسة حزب الله ونصرالله فإن مواقفهم ومعارضتهم تعتبر معادية وخطيرة... إذ كل من يعارض نصرالله وحزب الله ومحور ايران ... يعتبر عميل للسفارات ومرتبط بأجندة خارجية تستهدف المقاومة وروحها وتضحياتها وجمهورها وبيئتها..؟؟؟؟

هذه هي سياسات وممارسات وثقافة حزب الله ومضمون خطابات نصرالله وفريقه ... سياسياً واعلامياً..

انه فريق لا يعترف بالراي والموقف الاخر، فإما ان تكون تابعاً مطيعاً..؟؟ او تكون خصماً معادياً...؟؟؟ لا حل وسط انه الفكر الشمولي..!!

لذلك كان واضحاً تلميح نصرالله في خطابه الاخير الى ضرورة ضبط الاعلام، اي بما يراه مناسباً لمشروعه واهدافه...وليس بما يخدم لبنان وصورته كواحة حريات، ومنصة مواقف متنوعة وكذلك دوره الاعلامي في المنطقة العربية....ووغذا تحقق فهذا يعني انخراط لبنان في محور التعتيم الاعلامي والتثقيف السياسي الموجه وضخ المعلومات من المركز الاعلامي الحربي، وليس من صحافة حرة ووسائل اعلامية نزيهة وحيادية او حتى منافسة فكرياً وسياسياً..؟؟

في الخلاصة نقول انه يحق لنا ان نكون الى جانب وطننا ومصلحة شعبنا، وان نكون الى جانب امتنا العربية، والتطلع الى افضل العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي، كما يحق لنا ان نعارض سياسة ومواقف وممارسات حزب الله ومحوره سلمياً واعلامياً وسياسياً، دون تردد او خوف او قلق... لاننا لا نؤمن بمشروع ايران في المنطقة ولا بدورها وممارساتها ولا مواقفها السياسية وتصرفاتها العسكرية والامنية ولا حتى الثقافة التي تنشرها... واذا كان حزب الله ونصرالله يرفضون الاستماع الى الاصوات المعارضة ويعتبر نصرالله ان من حقه ان يكون حيث يجب ان يكون... ولكننا مع قناعتنا بان من حقنا ان نكون حيث يجب ان نكون، الا اننا على العكس من نصرالله وحزبه مستعدون للحوار ليسمن اجل الحوار بل للاستماع الى كل صوتٍ معارض لمواقفنا .. هذا دون اتهام بالعمالة والخيانة واستباحة الدماء وتدمير الممتلكات واطلاق الهتافات والشعارات..!!!

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,644,627

عدد الزوار: 6,998,596

المتواجدون الآن: 78