نصرالله..يخشى على سلاحه من معارضة الداخل..

تاريخ الإضافة الخميس 13 تموز 2023 - 7:53 ص    عدد الزيارات 860    التعليقات 0

        

نصرالله..يخشى على سلاحه من معارضة الداخل..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

خطاب نصرالله بالامس كان جديراً بان نتوقف عنده، لقراءة ما ورد به، ولتسجيل الملاحظات التي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار.. صحيح ان المناسبة حين ذكرى اندلاع حرب عام 2006، التي شنتها اسرائيل على لبنان، ولكن مضمون الخطاب الجدي والمهم كان موجهاً للداخل اكثر منه للخارج..

فقد قال نصر الله في خطابه بحسب جريدة الاخبار المؤيدة لحزب الله ما يلي : («حزب الله لا يريد ضمانات دستورية. ضمانتنا الحقيقية التي نتطلع إليها هي شخص الرئيس»، مؤكداً أنه «في عدوان تموز كان معنا رئيس للجمهورية مقاتل هو العماد إميل لحود، كما كانت لدينا ثقة بشخص رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون لأنه صادق ولا يخون ولا يغدر، مشدداً على «أننا كنا نشعر خلال الـ6 سنوات الماضية أن ظهر المقاومة آمن ولن يُطعن به»، و«ومن حقنا كمكوّن لبناني أن يكون لنا شرطنا في الرئيس الذي سيُنتخب».)...( وكان نصرالله وصف عدوان تمّوز بأنه «كان حرباً بكل ما للكلمة من معنى، رسمت مصير لبنان والمنطقة خلال كل السنوات الماضية وحتى السنوات الآتية»)... (كرّر نصرالله أن «الحوار يجب أن يكون من دون شروط وحين تكون هناك جهوزية له فنحنُ حاضرون).. (لافتاً إلى أننا «نأخذ وقتنا بالحوار مع التيار الوطني الحر..).. (مؤكداً انه سيطلب من نواب وكوادر الحزب عدم التكلم مجدداً بالحوار..)..

ما السبب الذي دعا نصرالله الى اطلاق هذا الكلام الواضح والصريح.. والذي يدل على قلق وضعف اكثر منه قوة وعنفوان:

  • يشعر حزب الله بان القوة السياسية التي اكتسبها بفعل تداعيات حرب تموز/يوليو عام 2006، قد تآكلت وتهاوت، وان ايجابية تداعيات غزوة 7آيار/مايو عام 2008، التي تركت أثرها على الشعب اللبناني وقوى المعارضة قد انتهت.. والمعارضة اليوم تطلق صوتها بوضوح رافضة لوجود سلاح غير شرعي على الاراضي اللبناني او ان تكون جزءاً من محور ولاية الفقيه الذي يلتزم به حزب الله.. والدليل على ذلك هو نصرالله وصف عدوان تمّوز بأنه «كان حرباً بكل ما للكلمة من معنى، رسمت مصير لبنان والمنطقة خلال كل السنوات الماضية وحتى السنوات الآتية».. الواقع الان ان هذه المفاعيل انتهت داخلياً وخارجياً.... وعلى حزب الله البحث عن اسلوب جديد ومبرر أخر لاعادة صياغة الواقع اللبناني تحت سلطته..؟؟؟؟
  • عندما يعلن نصرالله ان ثقته هي بشخص الرئيس حصراً، لحماية ظهر المقاومة، فهذا يعني انه فقد حضانة جزء كبير من اختضان الشعب اللبناني، ولذلك اصبح بحاجة لحماية بدل ان يكون سلاحه مكرس لحماية لبنان وشعبه وثرواته كما كان يقول سابقاً..؟؟
  • عندما يقول نصرالله ان شخص الرئيس هو الضمانة، وليس اي رئيس، فهذا يعني انه فاقد للثقة، بشخصيات وازنة كثيرة على الساحة المسيحية والمارونية بالتحديد..؟ وباتالي كانه يتهمها بالخيانة او بالاستعداد للخيانة..؟؟
  • فقدان حزب الله للتحالفات الداخلية الوازنة، خارج طائفته وبيئته، بعدما اختلف مع التيار الوطني الحر، ورئيسه جبران باسيل، مما جعل منه حزباً مذهبياً فئوياً وسلاحه سلاح طائفة وليس سلاحاً وطنياً.. لذلك يعود حزب الله للتفاوض مع جبران باسيل، وهنا يسجل جبران نقطة على حزب الله اذ انه يدرك حاجة حزب الله لوجوده الى جانبه، والاعلان عن تفاهم مسيحي- شيعي.. لتبرير وجود سلاحه وميليشياته..
  • لا يمكن ان نتجاهل وعلى امتداد سنوات مواقف حزب الله وسياساته بالتنسيق والتعاون مع نبيه بري تأم الثنائي، في تحطيم وتدمير موقع رئاسة الوزراء ودوره، اكراماً للتيار الوطني الحر، وتنفيذاً لشعار استعادة الحقوق الذي اطلقه جبران باسيل.. لذلك..
  • عجز حزب الله عن تسجيل خرق وازن على الساحة السنية تكون بديلاً عن خسارته للتحالف مع التيار الوطني، والسبب الخطاب المذهبي والطائفي، والمناسبات الدينية المستجدة وذات النبرة العالية التي تثير قلق المسلمين كما المسيحيين في لبنان، والجولات التي يقوم بها بعض الناشطين تحت سقف حزب الله وصولاً الى الجولة التي يقوم بها حالياً نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، للتحدث عن الحوار والهوية الوطنية وغيرها من العناوين الهادئة لن تثمر لان اعلام حزب الله واعلامييه الذين يطلقون المواقف العالية السقف، تدمر مسار التهدئة الذي يسعى حزب الله لتكريسه من الباب الخلفي والرسمي..ويكفي الاستماع الى مواقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، او الشيخ دعموش او نبيل قاووق.. وغيرهم..لذلك اشار نصرالله (مؤكداً انه سيطلب من نواب وكوادر الحزب عدم التكلم مجدداً بالحوار..).. لان الحوار قناعة وليس فقاعة اعلامية.. وحتى الان كما يبدو فإن الحوار بالنسبة لحزب الله هو خارطة طريق لاسقاط مشروعه على الآخرين...
  • فشل حزب الله ومنظومته في استقطاب الحركات الاسلامية لتكون في صلب محوره، كبديل عن تحالفه مع التيار الوطني، بحيث يوثق حضوره على الساحة الاسلامية ومما يفتح له باب التواصل مع القوى الاسلامية الاقليمية، وبالتالي يمكنه حينها توجيه رسالة واضحة للمكون المسيحي بأنه قادر على استبدال تحالف وتفاهم بآخر..وسبب الفشل بسيط وهو ان الخطاب الديني طغى على منطق حزب الله ومن يستمع لما قاله نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق والاسبق، يكفي لفهم ان الحوار والتقارب هو مطية مرحلية، وليس نهج وقناعة.. وان يثير قلق الدول العربية والغربية بتركيب محور حركات اسلامية جهادية..
  • لم يفلح حزب الله في تقديم رعايته وافضليته على الساحة الفلسطينية في مختلف المعارك التي خاضتها المقاومة الفلسطينية من غزة، الى مدن وقرى الضفة الغربية، وشعار وحدة الساحات تبين انه شعار اعلامي، غير قابل للتطبيق او الحياة او التفعيل، واستفادت اسرائيل من هذا الشعار في ضرب المكونات الفلسطينية والكوادر الشابة تحت عنوان انها متعاونة مع ايران وحزب الله، وبالرغم من حدة المعارك وضرواتها والكلفة البشرية والمادية والمعنوية التي تحملتها الفصائل الفلسطينية لم تتحرك الساحات ولا الجبهات وخاصة لبنان وسوريا التي طالما اشاد نصرالله بجهوزيتها وحضورها للدفاع عن فلسطين..؟

الخلاصة:

الضمانة لاي فريق سياسي،دائماً هي الشعب، وصندوق الاقتراع، والانتخابات الاخيرة كشفت تراجع حضور حزب الله ومن معه شعبياً حتى على الساحة الشيعية او ما يسميه نصرالله بيئته الحاضنة، لانها اصبحت تخشى على مستقبل دورها وحضورها وعلاقاتها الداخلية والخارجية نتيجة سياساته العدائية لمكونات داخلية ودول اقليمية ودولية.. وبما ان حزب الله فقد هذه الحضانة ولو جزئياً على مستوى بيئته وكلياً على مستوى المكونات اللبنانية، وجد ان الحل بالنسبة اليه هي فرض رئيس جمهورية يحمي وجوده وسلاحه.. ونصرالله قال مشدداً على «أننا كنا نشعر خلال الـ6 سنوات الماضية أن ظهر المقاومة آمن ولن يُطعن به»، و«ومن حقنا كمكوّن لبناني أن يكون لنا شرطنا في الرئيس الذي سيُنتخب»... اذا يريد من سلاحه ان يحمي المكون الذي ينتمي اليه او يتكلم باسمه، وكل من يختلف معه من المكونات الاخرى هو خائن، بصريح العبارة..

حزب الله مدرك تماماً انه لا يستطيع خوض حرب مفتوحة مع الخارج سواء كان العدو الصهيوني او محور اقليمي، لانه فقد الحضانة الداخلية والعمق الاستراتيجي، في لبنان، بعد تورطه في سوريا والعراق واليمن.. وخياره الوحيد اليوم الاحتماء بسلطة ودستورية وموقع رئاسة الجمهورية..

واما كلام نصرالله عن ان سلاحه لم يستخدم في الداخل مطلقاً فهذا كلام لا يستحق الرد، لان كل مواطن لبناني سواء كان معارضاً او مؤيداً لحزب الله لديه ملف كامل وتفاصيل كثيرة عن حجم التدخلات والممارسات والارتكابات والاتهامات ولا ضرورة لتعدادها..

حزب الله مأزوم الخروج من الازمة يتطلب بعض العقلانية والتفكير بهدوء ومراجعة التصرفات والممارسات والخطابات الدينية قبل السياسية واحترام مفاهيم وعقائد وثوابت المكونات الاخرى حتى يعم السلام والاستقرار.. ولذا فإن الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية والامنية هي الضامن للاستقررا ومصالح كافة المكونات وليس سلاح الميليشيات وثقافة التعالي والاستعلاء والاستكبار...والواقع السياسي والامني اليوم يؤكد ان قلق حزب الله على دوره وسلاحه سببه الانعزال عن الداخل وقوة المعارضة السياسية والشعبية لسلاحه ودوره وسياسة محوره الاقليمي..؟؟

 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,574,406

عدد الزوار: 6,996,504

المتواجدون الآن: 55