صيدا مدينة في عين العاصفة...

صيدا مدينة في عين العاصفة...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب...

ما يجري في مدينة صيدا منذ اسابيع غير عادي وغير عفوي وغير طبيعي، بل هو مبرمج وهادف ويخدم مشروع الفتنة الذي يغطي الاراضي اللبنانية باستعلائه وتعطيله وهيمنته وظلمه واساءاته..

كل محاولات عزل مدينة صيدا وبيئتها لم تنجح، والغاء دورها وحضورها وتألقها لم يفلح..

لذلك كان لا بد من اثارة القلق في المدينة ومن حولها ..

البداية كانت مع الحملة الاعلامية غير المسبوقة حول موضوع ارتداء البيكيني على الشاطيء الشعبي..

تخفيف بل تخفيض مستوى الخدمات من كهرباء ومياه لسكان المدينة بهدف اضعافها مادياً ومالياً وتدميرها اقتصادياً.. والمستغرب صمت القيادات الصيداوية السياسية التي تقدم نفسها مسؤولة عن المدينة وعن تامين خدماتها ورعايتها وحمايتها من الابتزاز والاستهداف.. صيدا مدينة تستجدي الكهرباء وتستقبل نفايات المنطقة وصرفها الصحي.. وبلدة جباع اي بلدة محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان الذي يتحدث عن دولة القانون والسيادة وحماية الثروات والحقوق، ينعم بما معدله 20 ساعة كهرباء من معامل الانتاج الهرومائية..؟؟ والصمت المطبق يخرس قادة المدينة اذا كانوا قادة..

المرحلة الثانية، كانت مع اغراق المدينة بالنفايات التي لم يتم جمعها لايام، مما اثار حالة من الخوف والقلق والهلع الصحي والبيئي لدى المواطن الصيداوي والزائر والسائح والمقيم في المدينة.. الى جانب بيع معدات معمل معالجة النفايات وتراكم جبال من النفايات على مدخل صيدا الجنوبي، مما يعني ان النية المبيتة والرغبة الاجرامية في الاساءة بل في تعريض صحة المواطنين الصيداويين لمختلف انواع الامراض..

المرحلة الثالثة، انتشار السلاح والمخدرات وبيعها بشكل علني دون حسم او وقف او منع من قبل من هم في سدة المسؤولية.. وبحماية ورعاية وعناية وتمويل من ميليشيات الامر الواقع ومسؤولها الذي يجول ويصول ويقوم بزيارات لعناوين المدينة، ورموزها الحالية.. وممنوع المس بسلاح الارهاب لانه يحمي مشروع حماية الوطن..؟؟؟ اي وطن..؟؟؟

المرحلة الحالية التي نعيشها اليوم، وهي الاشتباكات المفتعلة في مخيم عين الحلوة بين ميليشيات فلسطينية بعضها يحظى برعاية ودعم من ميليشيات تعمل خارج المخيمات، ولا حسم للمعركة، ولا تدخل سياسي وازن لوقف الدمار والتدمير والقتل والتهجير.. الدولة غائبة وكذلك فعاليات المنطقة، التي تكتفي باصدار بيانات الحث والتمني والدعوة لوقف سفك الدماء..

من يدفع الثمن...؟؟؟

ابناء المخيم من الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر بجدار الفصل العنصري..

مدينة صيدا التي تصاب في صميم استقرارها واقتصادها وانسجام نسيجها الاجتماعي

اين القيادات العظيمة في المدينة كما في المخيم..؟؟؟

الاتصالات ببعضهم لا تثمر تواصلاً، جميعهم او معظمهم، في حالة غياب عن السمع لا يجيبون هاتفهم، واذا تم الرد لا يملكون اجبات ولا رؤية لمواجهة التطورات ووقف النزيف وحماية الارواح والممتلكات ورعاية النازحين واللاجئين في مدينتهم..

المؤامرة مستمرة، منذ عام 2005.. وتطورت في عام 2008، واشتدت مع مع الهيمنة الكاملة على مؤسسات الدولة بكافة مفاصلها.. يكفي ان نرى ونعيش حالة قطع الطرقات ورفع الرايات والشعارات التي لا تقدم سوى مزيد من الانشقاق.. ومع ذلك يحدثونك عن الوحدة وتوحيد الساحات والصفوف لمواجهة العدو الصهيوني.. الذي ينعم بالنفط والغاز بعد تراجع لبنان بقيادة محور ايران بحرياً عن الخط 29 وتقديم ثروات المنطقة للكيان الغاصب، والاهم الاعتراف باسرائيل دولة جارة..؟؟؟؟ ومع كل خطاب استعراضي نسمع التهديد والوعيد الذي لا يقال الا للاستهلاك الاعلامي لا أكثر...؟؟؟

مدينة صيدا، التي صبرت كثيرا على كل الاساءات والاستهدافات وخنوع البعض وتزلفهم، بل على صمتهم وتراجعهم وتقديمهم آيات الطاعة لكل طاغية.. لن تقبل بعد اليوم باستمرار هذه الواقع المرير وهذا السلوك والنهج الاستسلامي .. وكذلك سياسة الحرمان والاستهداف..

ما جرى ويجري يجب ان يكون حافزاً لاعادة اطلاق ديناميكية صيداوية ووطنية تعيد دور المدينة الى خارطة العمل السياسي والنهوض الاقتصادي ووضع خارطة طريق للوقوف والمتابعة..

التحرك لرفع النفايات من قبل الجمعيات والافراد كان مقدمة طيبة تدل على الحس الوطني والاجتماعي الذي بدا يدرك ان الاعتماد على قيادات عاجزة لن يؤدي الا مزيد من التراجع والخسارة.. لذلك كانت مبادرة ابناء المدينة الغيارى على مستقبل المدينة وصحة ابنائها البداية.

كانت خطوة جيدة ويجب استكمالها ..وهي العمل على تامين الكهرباء وانارة شوارع المدينة المظلمة بقرار من الظلمة انفسهم الذين يمنعون عن المدينة الكهرباء والماء ثم يقومون بزيارتها عارضين خدماتهم مقابل الصمت عن اجرامهم...وتسلطهم وهيمنتهم..

والان المطلوب العمل على تشكيل مجلس وطني لمتابعة قضايا المدينة الامنية كما الاقتصادية والخدماتية والسياسية لان انتظار من هم في سدة القيادة لا يحسنون الادارة هذا اذا لم نقل انهم متواطئون ينتظرون فتات المناصب والمواقع السياسية مقابل سوء عملهم..

مجلس يعمل على وقف اي خلل امني وكشف كل مرتكب وحماية المدينة من سلاح الفلتان ومخدرات تمويل مشاريع ارهابية عابرة للحدود..

فكرة المجلس بل مشروع المجلس بدا طرحها والنقاش حولها وهي طريق البلورة حتى يعلن عن اطلاقها..؟؟؟؟؟؟

وهذا ما يحتاجه مخيم عين الحلوة في غياب المرجعيات السياسية والامنية الوازنة والقادرة تحمل المسؤولية..؟؟؟

حتى لا تبقى مدينة صيدا في عين العاصفة..؟؟؟ وكذلك مخيم عين الحلوة..؟؟